الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أختي المتزوجة تتدخل في حياتنا وتريد طردنا من منزل أمي!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب متزوج، أسكن مع أمي، لدي أخت متزوجة تتدخل هي وزوجها في أمورنا الخاصة، وتتحدث عني بسوء لبقية إخوتي، وتؤذيني كثيرًا، وتوقع بيني وبين أمي وإخوتي.

أمي كبيرة في العمر، وأخدمها أنا وزوجتي، ولي أخت مريضة تسكن مع أمي، وأختي المتزوجة تسعى لطردنا من منزل أمي، لا أعرف السبب! كيف أتصرف؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدي هذه الأخت لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو، وأن يُلهمها السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.

لا شك أن الأمر لا يخلو من الصعوبة، ولكن إذا لم يصبر الإنسان على أخته فعلى من يكون الصبر؟ ثم إن الوالدة تحتاج إلى الهدوء والخدمة، فاشغل نفسك بخدمة الوالدة، وكافئ زوجتك، واشكر لها هذه الخدمة التي تقوم بها، وكن عونًا لأختك المريضة، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن ينفع بك وبزوجتك الأسرة، وأن يرزقك برّ الوالدة.

وهذه الأخت التي تحاول افتعال المشاكل، وتتحدث عنكم بالسوء، لن تضر إلَّا نفسها، وأنتم بحاجة إلى أن تراعوا ظروف الوالدة، وتراعوا العلاقة الأسرية، وتجتهدوا في تفادي أسباب الاحتكاك مع هذه الأخت، نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يُعينها على الطاعة، وأن يردها إلى الحق ردًا جميلًا.

ولا شك أن التصرف في مثل هذه الأمور يحتاج إلى كثير من الحكمة، وأنت -إن شاء الله- أهلٌ للحكمة، وشكرًا لك على ما تقوم به تجاه الوالدة من الخدمة، وهذا هو البر الذي تؤجر عليه، واحرص دائمًا على تفادي ما يُزعج الوالدة، وكن قريبًا منها حتى لا تجد هذه الأخت فرصة للتشويش عليك وعلى زوجتك.

وكونها تسعها لطردكم لن تُفلح في هذا الأمر؛ لأن لكم من الحق الشيء الكثير، والأهم من ذلك وجود هذه الوالدة الكبيرة التي تحتاج إلى عناية، وليت هذه الشقيقة صرفت جهدها إلى العناية بأمها والاهتمام بها، وجعلت التنافس في هذا البر والطاعة لله تبارك وتعالى.

عمومًا، نحن نوصيك بما يلي:
• تقوى الله تبارك وتعالى.
• الاستمرار في برّ الوالدة والتضحية من أجلها.
• تشجيع زوجتك على ما تقوم به من خدمات تجاه الوالدة والأخت المريضة.
• تشجيع نفسك أيضًا على الصبر على هذه الأخت، فإن الإنسان يُبتلى بمثل هذه الصعاب في الحياة.
• السعي إلى إدخال من يمكن أن يؤثر من الخالات أو الإخوة ممن لهم أثر على هذه الشقيقة التي تحاول إيذاءكم.
• الاستمرار في البيت مهما كانت الصعوبات؛ لأن الهدف كبير وهو خدمة هذه الوالدة.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً