قوله عز وجل:
nindex.php?page=treesubj&link=29680_30311_30362_30384_30428_30434_30437_30483_30532_30539_34513_28984nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=18للذين استجابوا لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا له لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به أولئك لهم سوء الحساب ومأواهم جهنم وبئس المهاد nindex.php?page=treesubj&link=28902_29786_32438_34513_28984nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=19أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولو الألباب nindex.php?page=treesubj&link=30945_34148_28984nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=20الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق nindex.php?page=treesubj&link=18043_19995_30180_34148_34513_28984nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=21والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=172الذين استجابوا هم المؤمنون الذين دعاهم الله على لسان رسوله عليه الصلاة والسلام فأجابوه إلى ما دعاهم إليه من اتباع دينه.
و"الحسنى": هي الجنة، ويدخل في هذا النصر في الدنيا ونحو ذلك من البشارات التي تكون للمؤمن وكل ما يختص به المؤمنون من نعم الله عز وجل.
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=18والذين لم يستجيبوا هم: الكفرة. و
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=21سوء الحساب هو التقصي على المحاسب، وأن لا يقع في حسابه من التجاوز. قاله
حوشب، nindex.php?page=showalam&ids=12354وإبراهيم النخعي، [ ص: 199 ] وفرقد السبخي وغيره. و "المأوى)" حيث يأوي الإنسان ويسكن، و"المهاد" ما يفترش ويلبس بالجلوس والرقاد.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=19أفمن يعلم استفهام بمعنى التقرير، والمعنى: أيستوي من هداه الله تعالى فآمن بك وعلم صدق نبوتك ومن لم يهتد ولا رزق بصيرة فبقي على كفره؟ فمثل عز وجل ذلك بالعمى، وروي أن هذه الآية نزلت في
nindex.php?page=showalam&ids=135حمزة بن عبد المطلب وأبي جهل بن هشام، وقيل: في
nindex.php?page=showalam&ids=56عمار بن ياسر وأبي جهل، وهي -بعد هذا- مثال في جميع العالم. و"إنما" في هذه الآية حاصرة، أي: إنما يتذكر فيؤمن ويراقب الله من له لب وتحصيل.
ثم أخذ تبارك وتعالى في وصف هؤلاء الذين يسرهم للإيمان فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=20الذين يوفون بعهد الله وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=20بعهد الله اسم للجنس، أي بجميع عهوده، وهي أوامره ونواهيه التي وصى بها عبيده، ويدخل في هذه الألفاظ التزام جميع الفروض وتجنب جميع المعاصي.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=20ولا ينقضون الميثاق يحتمل أن يريد به جنس المواثيق، أي: إذا عقدوا في طاعة الله عهدا لم ينقضوه، قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : وتقدم الله إلى عباده في نقض الميثاق ونهى عنه في بضع وعشرين آية، ويحتمل أن يشير إلى ميثاق معين وهو الذي أخذه الله على عباده وقت مسحه على ظهر أبيهم
آدم عليه السلام.
ووصل ما أمر الله به أن يوصل ظاهره في القرابات، وهو مع ذلك يتناول جميع الطاعات، وسوء الحساب هو أن يتقصى، ولا تقع فيه مسامحة ولا تغمد.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=treesubj&link=29680_30311_30362_30384_30428_30434_30437_30483_30532_30539_34513_28984nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=18لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ nindex.php?page=treesubj&link=28902_29786_32438_34513_28984nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=19أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ nindex.php?page=treesubj&link=30945_34148_28984nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=20الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ nindex.php?page=treesubj&link=18043_19995_30180_34148_34513_28984nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=21وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=172الَّذِينَ اسْتَجَابُوا هُمُ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ دَعَاهُمُ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فَأَجَابُوهُ إِلَى مَا دَعَاهُمْ إِلَيْهِ مِنِ اتِّبَاعِ دِينِهِ.
وَ"الْحُسْنَى": هِيَ الْجَنَّةُ، وَيَدْخُلُ فِي هَذَا النَّصْرُ فِي الدُّنْيَا وَنَحْوُ ذَلِكَ مِنَ الْبِشَارَاتِ الَّتِي تَكُونُ لِلْمُؤْمِنِ وَكُلُّ مَا يَخْتَصُّ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=18وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا هُمُ: الْكَفَرَةُ. وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=21سُوءَ الْحِسَابِ هُوَ التَّقَصِّي عَلَى الْمُحَاسِبِ، وَأَنْ لَا يَقَعَ فِي حِسَابِهِ مِنَ التَّجَاوُزِ. قَالَهُ
حَوْشَبٌ، nindex.php?page=showalam&ids=12354وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، [ ص: 199 ] وَفَرْقَدٌ السَّبْخِيُّ وَغَيْرُهُ. وَ "الْمَأْوَى)" حَيْثُ يَأْوِي الْإِنْسَانُ وَيَسْكُنُ، وَ"الْمِهَادُ" مَا يُفْتَرَشُ وَيُلْبَسُ بِالْجُلُوسِ وَالرُّقَادِ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=19أَفَمَنْ يَعْلَمُ اسْتِفْهَامٌ بِمَعْنَى التَّقْرِيرِ، وَالْمَعْنَى: أَيَسْتَوِي مَنْ هَدَاهُ اللَّهُ تَعَالَى فَآمَنَ بِكَ وَعَلِمَ صِدْقَ نُبُوَّتِكَ وَمَنْ لَمْ يَهْتَدِ وَلَا رُزِقَ بَصِيرَةً فَبَقِيَ عَلَى كُفْرِهِ؟ فَمَثَّلَ عَزَّ وَجَلَّ ذَلِكَ بِالْعَمَى، وَرُوِيَ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=135حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ، وَقِيلَ: فِي
nindex.php?page=showalam&ids=56عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَأَبِي جَهْلٍ، وَهِيَ -بَعْدَ هَذَا- مِثَالٌ فِي جَمِيعِ الْعَالَمِ. وَ"إِنَّمَا" فِي هَذِهِ الْآيَةِ حَاصِرَةٌ، أَيْ: إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ فَيُؤْمِنُ وَيُرَاقِبُ اللَّهَ مَنْ لَهُ لُبٌّ وَتَحْصِيلٌ.
ثُمَّ أَخَذَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي وَصْفِ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَسَّرَهُمْ لِلْإِيمَانِ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=20الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=20بِعَهْدِ اللَّهِ اسْمُ لِلْجِنْسِ، أَيْ بِجَمِيعِ عُهُودِهِ، وَهِيَ أَوَامِرُهُ وَنَوَاهِيهُ الَّتِي وَصَّى بِهَا عَبِيدَهُ، وَيَدْخُلُ فِي هَذِهِ الْأَلْفَاظِ الْتِزَامُ جَمِيعِ الْفُرُوضِ وَتَجَنُّبُ جَمِيعِ الْمَعَاصِي.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=20وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ يَحْتَمِلُ أَنْ يُرِيدَ بِهِ جِنْسَ الْمَوَاثِيقِ، أَيْ: إِذَا عَقَدُوا فِي طَاعَةِ اللَّهِ عَهْدًا لَمْ يَنْقُضُوهُ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ : وَتَقَدَّمَ اللَّهُ إِلَى عِبَادِهِ فِي نَقْضِ الْمِيثَاقِ وَنَهَى عَنْهُ فِي بِضْعٍ وَعِشْرِينَ آيَةً، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يُشِيرَ إِلَى مِيثَاقٍ مُعَيَّنٍ وَهُوَ الَّذِي أَخَذَهُ اللَّهُ عَلَى عِبَادِهِ وَقْتَ مَسْحِهِ عَلَى ظَهْرِ أَبِيهِمْ
آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ.
وَوَصْلُ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ ظَاهِرَهُ فِي الْقَرَابَاتِ، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ يَتَنَاوَلُ جَمِيعَ الطَّاعَاتِ، وَسُوءُ الْحِسَابِ هُوَ أَنْ يَتَقَصَّى، وَلَا تَقَعُ فِيهِ مُسَامَحَةٌ وَلَا تَغَمُّدٌ.