قوله عز وجل:
nindex.php?page=treesubj&link=32413_32433_32438_34289_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=13هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقا وما يتذكر إلا من ينيب nindex.php?page=treesubj&link=19731_28662_30489_30513_30561_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=14فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون nindex.php?page=treesubj&link=30291_31748_32026_34092_34163_34274_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق nindex.php?page=treesubj&link=28723_29687_30347_30349_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار nindex.php?page=treesubj&link=30362_30364_30530_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=17اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب
هذا ابتداء مخاطبة في معنى توحيد الله تعالى وتبيين علامات ذلك. وآيات الله: تعم آيات قدرته وآيات قرآنه والمعجزات الظاهرة على أيدي رسله، وتنزيل الرزق: هو في تنزيل المطر وفي تنزيل القضاء والحكم، بنيل ما يناله المرء في تجارة وغير ذلك. وقرأ جمهور الناس: "[وينزل]" بالتخفيف، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن، nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج ،
nindex.php?page=showalam&ids=16748وعيسى وجماعة بالتشديد. وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=13وما يتذكر إلا من ينيب معناه: وما يتذكر تذكرا يعتد به وينفع صاحبه; لأنا نجد من لا ينيب يتذكر، لكن لما كان ذلك غير
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع عد كأنه لم يكن.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=14فادعوا الله مخلصين مخاطبة للمؤمنين أصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم، و"ادعوا": معناه: اعبدوا.
[ ص: 428 ] وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15رفيع الدرجات يحتمل أن يريد بالدرجات صفاته العلى، وعبر تعالى بما يقرب لأفهام السامعين، ويحتمل أن يريد: رفيع الدرجات التي يعطيها للمؤمنين، ويتفضل بها على عباده المخلصين في جنته. و"العرش" هو الجسم المخلوق الأعظم، الذي السماوات السبع والأرضون فيه كالدنانير في الفلاة من الأرض.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15يلقي الروح . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك : الروح هنا هو الوحي والقرآن وغيره مما لم يتل، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي : الروح النبوة ومكانتها، كما قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=52روحا من أمرنا ، وسمى هذا روحا لأنه يحيي به الأمم والأزمان كما يحيي الجسد بروحه، ويحتمل أن يكون إلقاء الروح عاما لكل ما ينعم الله به على عباده المهتدين في تفهيمه الإيمان والمعقولات الشرعية. والمقدر - على هذا التأويل - هو الله تعالى. قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : الروح: كل ما به حياة الناس، وكل مهتد حي، وكل ضال كالميت. وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15من أمره إن جعلته جنسا للأمور فـ"من" للتبعيض، أو لابتداء الغاية، وإن جعلنا الأمر من معنى الكلام، فـ"من" إما لابتداء الغاية، وإما بمعنى الباء، ولا تكون للتبعيض بتة.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب : وجماعة: "لينذر" بالياء وكسر الذال، وفي الفعل ضمير يحتمل أن يعود على الله تعالى، أو على الروح، أو على "من" في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15من يشاء من عباده ، وقرأ
محمد بن السميفع اليماني: "لينذر" بالياء وفتح الذال، وضم الميم من "يوم"، وجعل اليوم منذرا على الاتساع، وقرأ جمهور الناس: "لتنذر" بالتاء على المخاطبة
لمحمد صلى الله عليه وسلم، و"يوم" بالنصب، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو ،
nindex.php?page=showalam&ids=17192ونافع ، وجماعة: "التلاق" بدون ياء، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو أيضا،
nindex.php?page=showalam&ids=16748وعيسى ،
nindex.php?page=showalam&ids=17379ويعقوب: "التلاقي" بالياء، والخلاف فيها كالخلاف الذي مر في "يوم التناد"، ومعناه: تلاقي جميع العالم بعضهم ببعض، وذلك أمر لم يتفق قبل ذلك اليوم. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : معناه: تلاقي أهل السماء وأهل الأرض، وقيل: معناه: تلاقي الناس مع بارئهم، وهذا المعنى الأخير هو أشدها تخويفا، وقيل: يلتقي المرء وعمله.
[ ص: 429 ] وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16يوم هم بارزون معناه: في براز من الأرض ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي، ونصب "يوم" على البدل من الأول، فهو نصب المفعول، ويحتمل أن ينصب على الظرف ويكون العامل فيه قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16لا يخفى ، وهي حركة إعراب لا حركة بناء; لأن الظرف لا يبنى إلا إذا أضيف إلى غير متمكن كيومئذ، وكقول الشاعر:
على حين عاتبت المشيب على الصبا ... وقلت ألما أصح والشيب وازع؟
وكقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=119هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ، وأما في هذه الآية فالجملة أمر متمكن، كما تقول: "جئت يوم زيد أمير" فلا يجوز البناء،فتأمل.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16لا يخفى على الله منهم شيء أي: من بواطنهم وسرائرهم ودعوات صدورهم، وفي مصحف
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب : [لا يخفى عليه منهم شيء] بضمير بدل المكتوبة.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16لمن الملك اليوم . روي أن الله تعالى يقرر هذا التقرير ويسكت
[ ص: 430 ] العالم هيبة وجزعا، فيجيب هو نفسه:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16لله الواحد القهار ، قال الحسن: هو تعالى السائل وهو المجيب، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : إنه تعالى يقرر فيجيب العالم بذلك، وقيل: ينادي بالتقرير ملك فيجيب الناس.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله:
وإذا تأمل المؤمن أنه لا حول لمخلوق ولا قوة إلا بالله، فالزمان كله وأيام الدهر أجمع إنما الملك فيها لله الواحد القهار، لكن ظهور ذلك للكفرة والجهلة يتضح يوم القيامة. وإذا تأمل تسخير أهل السموات وعبادتهم ونفوذ القضاء في الأرض فأي ملك لغير الله؟
ثم يعلم الله تبارك وتعالى أهل الموقف بأنه يوم المجازاة بالأعمال صالحها وسيئها، وهذه الآية نص في أن الثواب والعقاب معلق باكتساب العبد، وأنه يوم لا يوضع فيه أمر غير موضعه، وذلك قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=17لا ظلم اليوم . ثم أخبرهم عن نفسه بسرعة الحساب، وتلك عبارة عن إحاطته بالأشياء علما، فهو يحاسب الخلائق في ساعة واحدة كما يرزقهم; لأنه لا يحتاج إلى عد وفكر، لا رب غيره. وروي أن يوم القيامة لا ينتصف حتى يقبل المؤمنون في الجنة والكافرون في النار.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=treesubj&link=32413_32433_32438_34289_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=13هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلا مِنَ يُنِيبُ nindex.php?page=treesubj&link=19731_28662_30489_30513_30561_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=14فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30291_31748_32026_34092_34163_34274_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مِنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ nindex.php?page=treesubj&link=28723_29687_30347_30349_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ nindex.php?page=treesubj&link=30362_30364_30530_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=17الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ
هَذَا ابْتِدَاءُ مُخَاطَبَةٍ فِي مَعْنَى تَوْحِيدِ اللَّهِ تَعَالَى وَتَبْيِينِ عَلَامَاتِ ذَلِكَ. وَآيَاتُ اللَّهِ: تَعُمُّ آيَاتِ قُدْرَتِهِ وَآيَاتِ قُرْآنِهِ وَالْمُعْجِزَاتِ الظَّاهِرَةِ عَلَى أَيْدِي رُسُلِهِ، وَتَنْزِيلُ الرِّزْقِ: هُوَ فِي تَنْزِيلِ الْمَطَرُ وَفِي تَنْزِيلِ الْقَضَاءِ وَالْحُكْمِ، بِنَيْلِ مَا يَنَالُهُ الْمَرْءُ فِي تِجَارَةٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَقَرَأَ جُمْهُورُ النَّاسِ: "[وَيُنْزِلُ]" بِالتَّخْفِيفِ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ، nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16748وَعِيسَى وَجَمَاعَةٌ بِالتَّشْدِيدِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=13وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلا مَنْ يُنِيبُ مَعْنَاهُ: وَمَا يَتَذَكَّرُ تَذَكُّرًا يُعْتَدُّ بِهِ وَيَنْفَعُ صَاحِبَهُ; لِأَنَّا نَجِدُ مَنْ لَا يُنِيبُ يَتَذَكَّرُ، لَكِنْ لَمَّا كَانَ ذَلِكَ غَيْرُ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نَافِعٍ عُدَّ كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=14فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ مُخَاطَبَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ أَصْحَابِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَ"ادْعُوَا": مَعْنَاهُ: اعْبُدُوا.
[ ص: 428 ] وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ يُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ بِالدَّرَجَاتِ صِفَاتَهُ الْعُلَى، وَعَبَّرَ تَعَالَى بِمَا يَقْرُبُ لِأَفْهَامِ السَّامِعِينَ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ: رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ الَّتِي يُعْطِيهَا لِلْمُؤْمِنِينَ، وَيَتَفَضَّلُ بِهَا عَلَى عِبَادِهِ الْمُخْلِصِينَ فِي جَنَّتِهِ. وَ"الْعَرْشُ" هُوَ الْجِسْمُ الْمَخْلُوقُ الْأَعْظَمُ، الَّذِي السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرَضُونَ فِيهِ كَالدَّنَانِيرِ فِي الْفَلَاةِ مِنَ الْأَرْضِ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15يُلْقِي الرُّوحَ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ : الرُّوحُ هُنَا هُوَ الْوَحْيُ وَالْقُرْآنُ وَغَيْرُهُ مِمَّا لَمْ يُتْلَ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ : الرُّوحُ النُّبُوَّةُ وَمَكَانَتُهَا، كَمَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=52رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا ، وَسَمَّى هَذَا رُوحًا لِأَنَّهُ يُحْيِي بِهِ الْأُمَمَ وَالْأَزْمَانَ كَمَا يُحْيِي الْجَسَدَ بِرُوحِهِ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ إِلْقَاءُ الرَّوْحِ عَامًّا لِكُلِّ مَا يُنْعِمُ اللَّهُ بِهِ عَلَى عِبَادِهِ الْمُهْتَدِينَ فِي تَفْهِيمِهِ الْإِيمَانَ وَالْمَعْقُولَاتِ الشَّرْعِيَّةِ. وَالْمُقَدَّرُ - عَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ - هُوَ اللَّهُ تَعَالَى. قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الرُّوحُ: كُلُّ مَا بِهِ حَيَاةُ النَّاسِ، وَكُلُّ مُهْتَدٍ حَيٌّ، وَكُلُّ ضَالٍّ كَالْمَيِّتِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15مِنْ أَمْرِهِ إِنْ جَعَلْتَهُ جِنْسًا لِلْأُمُورِ فَـ"مِنْ" لِلتَّبْعِيضِ، أَوْ لِابْتِدَاءِ الْغَايَةِ، وَإِنْ جَعْلَنَا الْأَمْرَ مِنْ مَعْنَى الْكَلَامِ، فَـ"مِنْ" إِمَّا لِابْتِدَاءِ الْغَايَةِ، وَإِمَّا بِمَعْنَى الْبَاءِ، وَلَا تَكُونُ لِلتَّبْعِيضِ بَتَّةً.
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ : وَجَمَاعَةٌ: "لِيُنْذِرَ" بِالْيَاءِ وَكَسْرِ الذَّالِ، وَفِي الْفِعْلِ ضَمِيرٌ يُحْتَمَلُ أَنْ يَعُودَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، أَوْ عَلَى الرُّوحِ، أَوْ عَلَى "مِنْ" فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15مَنْ يَشَاءُ مَنْ عِبَادِهِ ، وَقَرَأَ
مُحَمَّدُ بْنُ السَّمَيْفَعِ الْيَمَانِيُّ: "لِيُنْذَرَ" بِالْيَاءِ وَفَتْحِ الذَّالِ، وَضَمِّ الْمِيمِ مِنْ "يَوْمُ"، وَجَعَلَ الْيَوْمَ مُنْذِرًا عَلَى الِاتِّسَاعِ، وَقَرَأَ جُمْهُورُ النَّاسِ: "لِتُنْذِرَ" بِالتَّاءِ عَلَى الْمُخَاطَبَةِ
لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَ"يَوْمَ" بِالنَّصْبِ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبُو عَمْرٍو ،
nindex.php?page=showalam&ids=17192وَنَافِعٌ ، وَجَمَاعَةٌ: "التَّلَاقِ" بِدُونِ يَاءٍ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبُو عَمْرٍو أَيْضًا،
nindex.php?page=showalam&ids=16748وَعِيسَى ،
nindex.php?page=showalam&ids=17379وَيَعْقُوبُ: "التَّلَاقِي" بِالْيَاءِ، وَالْخِلَافُ فِيهَا كَالْخِلَافِ الَّذِي مَرَّ فِي "يَوْمِ التَّنَادِ"، وَمَعْنَاهُ: تَلَاقِي جَمِيعِ الْعَالِمِ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ، وَذَلِكَ أَمْرٌ لَمْ يَتَّفِقْ قَبْلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ. وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : مَعْنَاهُ: تَلَاقِي أَهْلِ السَّمَاءِ وَأَهْلِ الْأَرْضِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ: تَلَاقِي النَّاسِ مَعَ بَارِئِهِمْ، وَهَذَا الْمَعْنَى الْأَخِيرُ هُوَ أَشَدُّهَا تَخْوِيفًا، وَقِيلَ: يَلْتَقِي الْمَرْءُ وَعَمَلَهُ.
[ ص: 429 ] وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ مَعْنَاهُ: فِي بِرَازٍ مِنَ الْأَرْضِ يَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ وَيَسْمَعُهُمُ الدَّاعِي، وَنُصِبَ "يَوْمَ" عَلَى الْبَدَلِ مِنَ الْأَوَّلِ، فَهُوَ نَصْبُ الْمَفْعُولِ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُنْصَبَ عَلَى الظَّرْفِ وَيَكُونُ الْعَامِلُ فِيهِ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16لا يَخْفَى ، وَهِيَ حَرَكَةُ إِعْرَابٍ لَا حَرَكَةَ بَنِاءٍ; لِأَنَّ الظَّرْفَ لَا يُبْنَى إِلَّا إِذَا أُضِيفَ إِلَى غَيْرِ مُتَمَكِّنٍ كَيَوْمِئِذٍ، وَكَقَوْلِ الشَّاعِرِ:
عَلَى حِينِ عَاتَبْتُ الْمَشِيبَ عَلَى الصِّبَا ... وَقُلْتُ أَلَمَّا أَصْحُ وَالشَّيْبُ وَازِعُ؟
وَكَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=119هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ، وَأَمَّا فِي هَذِهِ الْآيَةِ فَالْجُمْلَةُ أَمْرٌ مُتَمَكِّنٌ، كَمَا تَقُولُ: "جِئْتُ يَوْمَ زَيْدٌ أَمِيرٌ" فَلَا يَجُوزُ الْبِنَاءُ،َفَتَأَمَّلْ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ أَيْ: مِنْ بَوَاطِنِهِمْ وَسَرَائِرِهِمْ وَدَعَوَاتَ صُدُورِهِمْ، وَفِي مُصْحَفِ
nindex.php?page=showalam&ids=34أَبِيِّ بْنِ كَعْبٍ : [لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ] بِضَمِيرِ بَدَلِ الْمَكْتُوبَةِ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ . رُوِيَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُقَرِّرُ هَذَا التَّقْرِيرَ وَيَسْكُتُ
[ ص: 430 ] الْعَالَمُ هَيْبَةً وَجَزَعًا، فَيُجِيبُ هُوَ نَفْسَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ، قَالَ الْحَسَنُ: هُوَ تَعَالَى السَّائِلُ وَهُوَ الْمُجِيبُ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ : إِنَّهُ تَعَالَى يُقَرِّرُ فَيُجِيبُ الْعَالَمُ بِذَلِكَ، وَقِيلَ: يُنَادِي بِالتَّقْرِيرِ مَلَكٌ فَيُجِيبُ النَّاسُ.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
وَإِذَا تَأَمَّلَ الْمُؤْمِنُ أَنَّهُ لَا حَوْلَ لِمَخْلُوقٍ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَالزَّمَانُ كُلُّهُ وَأَيَّامُ الدَّهْرِ أَجْمَعُ إِنَّمَا الْمُلْكُ فِيهَا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ، لَكِنَّ ظُهُورَ ذَلِكَ لِلْكَفَرَةِ وَالْجَهَلَةِ يَتَّضِحُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَإِذَا تَأَمَّلَ تَسْخِيرَ أَهْلِ السَّمَوَاتِ وَعِبَادَتِهِمْ وَنُفُوذِ الْقَضَاءِ فِي الْأَرْضِ فَأَيُّ مُلْكٍ لِغَيْرِ اللَّهِ؟
ثُمَّ يُعْلِمُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَهْلَ الْمَوْقِفِ بِأَنَّهُ يَوْمُ الْمُجَازَاةِ بِالْأَعْمَالِ صَالِحِهَا وَسَيِّئِهَا، وَهَذِهِ الآيَةُ نَصٌّ فِي أَنَّ الثَّوَابَ وَالْعِقَابَ مُعَلَّقٌ بِاكْتِسَابِ الْعَبْدِ، وَأَنَّهُ يَوْمٌ لَا يُوضَعُ فِيهِ أَمْرٌ غَيْرَ مَوْضِعِهِ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=17لا ظُلْمَ الْيَوْمَ . ثُمَّ أَخْبَرَهُمْ عَنْ نَفْسِهِ بِسُرْعَةِ الْحِسَابِ، وَتِلْكَ عِبَارَةٌ عَنْ إِحَاطَتِهِ بِالْأَشْيَاءِ عِلْمًا، فَهُوَ يُحَاسَبُ الْخَلَائِقَ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ كَمَا يَرْزُقُهُمْ; لِأَنَّهُ لَا يَحْتَاجُ إِلَى عَدٍّ وَفِكْرٍ، لَا رَبَّ غَيْرُهُ. وَرُوِيَ أَنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَنْتَصِفُ حَتَّى يُقْبَلَ الْمُؤْمِنُونَ فِي الْجَنَّةِ وَالْكَافِرُونَ فِي النَّارِ.