السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالبة في كلية الطب البشري، عمري 19 سنة، وحاليًا توقفت حياتي كليًا بسبب بعض الأفكار التي راودتني قبل شهرين.
بدأت الالتزام الديني عندما كان عمري 14 سنة، وكنت أميل إلى المثالية والتشديد على نفسي، كما كنت أعاني من الوسوسة في بعض الأمور، خاصة المتعلقة بالكفر، كنت أتوهم أن بعض الأفعال تُخرجني من الإسلام، فكنت أكرر الشهادتين باستمرار وأحاول التوبة! وتذكرت حينها أنني في إحدى المرات وقعت في الاستهزاء بالدين، وكنت أترك بعض الصلوات، لكنني تبت من ذلك كله.
قرأت ذات مرة في أحد مواقع الإنترنت أن من رأى ورقة مكتوبًا فيها آية، أو اسم الله، ولم يرفعها فقد يكفر؛ فأصبحت أحاول رفع هذه الأوراق، لكن في بعض المواقف تركتها عمدًا، مع علمي بأن تركها قد يكون كفرًا، للأسف، شعرت بالخجل من رفعها، وكأنني اخترت الكفر على الشعور ببعض الحرج، تكررت هذه المواقف، وكنت أتشهد وأندم بعد كل حادثة.
مرت السنوات، ونسيت الموضوع، وانشغلت بدراستي وحفظ القرآن والنوافل والأذكار، لكن قبل شهرين، تذكرت ما فعلته، وأحسست بندم شديد، لا أستطيع أن أتصور أنني قد كفرت، وبدأت أكرر الشهادتين كثيرًا، وأشعر أنني لن أدخل الجنة مهما فعلت، حاولت أن أحسن ظني بالله، لكنني لم أتحسن خلال الشهرين الماضيين.
لا أستطيع النوم، وأستيقظ مفزوعة، ولا أستطيع الدراسة؛ لأنني أؤمن أنني لم أعد أستحق أن أعيش أو أسعى في الدنيا، وكل مخططاتي وأحلامي تدمرت.
وحاليًا، عادت إليّ أفكار بأن بعض الأفعال التي قمت بها مؤخرًا قد تكون كفرًا، وما زلت أكرر الشهادتين دون جدوى، أحاول أن أدعو الله أن يفرّج كربتي، لكنني لا أظن أنه سيستجيب لدعاء شخص كافر.
أصبحت أخاف جدًا من تكرار موقف مشابه لما حدث في الماضي، كترك رفع الأوراق أو ما شابه، وأصبحت أفكر في الانتحار قبل أن يحدث شيء كهذا.
ماذا أفعل؟ هل أنسى الماضي وأبدأ صفحة جديدة وأعيش مثل باقي زميلاتي؟
تواصلت خلال هذه الفترة مع عدد من الشيوخ، وأجمعوا على أنني لم أكفر، أو أن ما أعاني منه هو وساوس في العقيدة يُؤجر المسلم على مجاهدتها، لكنني أعتقد أنهم لم يفهموا سؤالي جيدًا، لقد حدث ما حدث، ولا أريد أن أنكر ما فعلت، لكنني أريد أن أعرف: هل ما زلت أستحق العيش والسعي؟ وكيف أتغلب على الهلع الليلي؛ حيث أستيقظ وأنا أشعر أنني سأموت كافرة؟
لا تهمني الدنيا، وإذا كان الابتلاء في الجسد أو المال فأنا أصبر، طالما أن الابتلاء لم يصب ديني، لكن ما حدث الآن جعلني لا أعرف: هل هو ابتلاء فعلًا؟