الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التفكير التشاؤمي يجعلني أخشى أن يصيبني ما أصاب غيري!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من شيء يدور في ذهني أنا فقط، وهو التفكير بشكل سلبي وتشاؤمي؛ فمثلاً عندما أنظر إلى مكروب، أو أقوم بتعزية أشخاص، فإني أنظر إلى الشخص الذي توفي أحد أقاربه، ثم أنظر إلى أقاربي خشية أن يصيبهم مثل ما أصاب ذلك الشخص!

وبالعامية كانوا يقولون من قبل: " إذا ذهبت لتعزية أحد فلا تزر بعدها أحدًا؛ لأنه فأل سيئ" وهذا الأمر سبب لي قلقًا كبيرًا، وأنا أعرف أن كل شيء بيد الله، ومن أجل ذلك أسألكم لكي يطمئن قلبي.

أرجو أن يكون سؤالي واضحًا، وفي انتظار ردكم، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يحفظك، وأن يبارك فيك، وما تصفه هو أمر شائع أكثر مما تتصور، ويمر به كثير من الناس في صور مختلفة، وخاصةً في أوقات الضغوط النفسية، أو كثرة سماع أخبار الوفيات، والابتلاءات.

لذا دعني أشرح لك بهدوء حتى يطمئن قلبك:

1. الذي يحدث معك هو نوع من الأفكار القهرية كالوساوس، أو التخيلات السلبية، وهي ليست حقيقيةً، فالعقل أحيانًا يربط بين الأحداث بطريقة غير منطقية، مثل: الفأل، أو التشاؤم من أشياء معينة، فيحاول التحذير أو الحماية، لكنه في الحقيقة يزيد القلق، وهذا لا يعني بالضرورة ضعف الإيمان، ولا سوء الظن بالله، بل هو تعب نفسي يحتاج إلى تصحيح طريقة التفكير.

2. الإسلام نهى عن التطير والتشاؤم؛ لأنه اعتقاد جاهلي لا أصل له، وجاء ببديل جميل وهو التفاؤل، وحسن الظن بالله، قال رسول الله ﷺ: (لا عدوى ولا طِيَرة، ويعجبني الفأل الصالح)، والعلماء يقولون: "إن الأفكار التي تخطر على القلب دون اعتقاد أو عمل بها لا يؤاخذ عليها الإنسان"، ومجرد مرورها في ذهنك لا يضر إيمانك، ولا يتسبب فيما تخافه.

3. ماذا تفعل عمليًا عند هذه الأفكار؟
• تجاهل الفكرة حين تأتيك هذه الوساوس، وقل في نفسك: "هذا وهم لا حقيقة له"، ولا تدخل معها في جدال.
• ذكر الله: كرر الأذكار ومنها: (حسبي الله ونعم الوكيل).
• الاستعاذة: كما كان النبي ﷺ يقول: "اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء".
• التفاؤل المقصود حين ترى عزاءً أو مصيبةً ادعُ للميت وأهله، ثم قل في قلبك: "اللهم اجعل هذا عبرةً لي، ونجِّني وأهلي من السوء" وانصرف، وبذلك تكون قد حولت الفكرة السلبية إلى عمل صالح ودعاء.
• تغيير التركيز: انشغل بشيء عملي أو مفيد: كالقراءة، أو عمل منزلي، أو أي عمل، أو ذكر؛ حتى لا يثبت الخوف في ذهنك.

وختامًا:
• ما تفكر فيه لن يصيبك، ولن يصيب أهلك؛ لأن كل شيء بيد الله
• إن هذه مجرد وساوس، والوساوس لا تضر ما لم تُصدَّق، أو يُعمل بها.
• دواء هذه الأفكار: التجاهل، والذكر، والدعاء، والتفاؤل المقصود، والانشغال بعمل نافع، وتذكر قول تعالى: "مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ".

نسأل الله أن يحفظك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً