الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور بعدم التوفيق، هل هو شيء طبيعي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يلازمني شعور بعدم التوفيق في كل ما أقوم به، وأشعر بأن التوفيق غائب عن حياتي، فمتى وضعت قدمي في مكان عمل، لا بد وأن تحدث مصائب، وعندما أنفرد بنفسي ينتابني شعور عميق بالحزن والأسى يدفعني للبكاء، ويغلب على سلوكي التهور والاستعجال في إنجاز المهام، وهو ما يميزني عن زملائي الذين يتمتعون بقدر أكبر من التروي.

وهناك عرض يلازمني، وهو أني أشعر أن رأسي ينحصر، وكأن جلد رأسي يجف، فيضيق على رأسي، وأعاني من ألم مستمر في قلبي، وقد عملت تحليل lipid، فكان الكوليسترول LDL عاليًا.

وكانت لي استشارة سابقة، وكُتب لي علاج لم أجده نهائيًا منذ أن تمت الإجابة عليه، واسمه (برينتلكس).

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد البارئ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك مُجددًا -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

لقد قرأتُ -أخي الفاضل- سؤالك هذا والسؤالين السابقين، فأوَّلًا أرجو أن تكون قد أقنعت الزوجة برؤية الطبيب النفسي؛ لأن هذا سيُريحها ويُريحك كثيرًا، وواضحٌ من سؤالك هذا والأسئلة السابقة أنك تُعاني من بعض القلق بسبب الأوضاع التي تعيشها.

أخي الفاضل: إنّ ما ذكرت من أنه كلَّما وضعت قدمك في مكان عملٍ أنه تبدأ تحدث فيه المصائب، هذا ربما يعكس الحالة النفسية التي أنت فيها، حيث يبدأ الإنسان ينتقي بعض الأحداث فيُركّز عليها، بينما يُقلِّل من قيمة الجوانب الإيجابية، فأنت أصبحت كلَّما بدأت عملًا لا تُلاحظ إلَّا الأمور السلبية والتي تُضايقك، وأنا متأكدٌ أن هناك أيضًا أمورٌ إيجابية، إلَّا أن حالتك النفسية جعلتك تنتقي فقط الحوادث السلبية، لذلك أنصحك بالأمرين التاليين:

أولًا: أن تُبعد عن نفسك فكرة التطيُّر، بأنك كلَّما وضعت قدمك في مكان عملٍ بدأت المصائب تحدث فيها، حاول -أخي الفاضل- أن تُبعد هذه الفكرة السلبية عنك، وانظر إلى الجوانب الإيجابية، وأنا متأكد أنها موجودةٌ أصلًا.

الأمر الثاني: إذا لم تُحصّل الدواء الذي وُصف لك سابقًا (Brintellix)، فيمكن أن تستعيض عنه بدواء آخر بسيط، هو الـ (لوسترال - Lustral)، أو (سيرترالين - Sertraline) خمسين مليجرامًا، ابدأ بنصف حبة (خمسة وعشرين مليجرامًا)، نصف حبة لمدة أسبوع أو عشرة أيام، ثم إذا وجدت بعض الهدوء والتحسُّن، فيمكنك أن ترفعها إلى حبة كاملة (خمسين مليجرامًا) هذا الدواء مضاد للاكتئاب ومضاد لبعض حالات القلق، فيمكن أن يعينك على تجاوز الحالة التي أنت فيها.

أخيرًا: أمَّا ارتفاع الكولسترول والليبيدات أو الشحميَّات والمواد الدهنية، (LDL) فيمكنك أن تُراعي الحمية الغذائية المطلوبة، بحيث تُخفف المواد الدهنية والمقليات، ويمكنك أن تستشير طبيبًا عامًا؛ ليصف لك أحد الأدوية التي تُخفض المواد الدسمة، وخاصةً إذا وُجد عندكم في تاريخ الأسرة ارتفاع في الكولسترول والمواد الدهنية، فهذا مدعاة أن تأخذ أحد الأدوية التي تُخفض هذه المواد الدهنية.

أدعو الله تعالى أن يكتب لك تمام الصحة والعافية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً