السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا صنعت محتوى دينياً على وسائل التواصل الاجتماعي، شاب ملتزم بديني، ومنذ فترة تواصلت معي فتاة تسأل عن أمر شرعي فأجبتها، وتكرّرت أسئلتها بين الحين والآخر، وبعد مدّة أخبرتني بأنها تعلّقت بي حبًّا شديدًا، ربّما بسبب أنها رأت مقاطع الفيديو التي أنشرها، وأنها تريد الزواج بي.
هي حافظة للقرآن الكريم، وتدرس العلوم الشرعية، وفي البداية رفضت الفكرة لكونها غريبة عني ومن بلدٍ آخر، ولم أستطع الثقة بها، لكنها لم تستسلم أبداً، وحظرتها، لكنها عادت بعد شهر من حسابٍ آخر، محاولةً إقناعي بحبها وطلبها الزواج الحلال، وأخبرتني أن لديها بيتًا نسكنه بعد الزواج.
بعد فترة فكّرت جدًّا في أمر الزواج لما علمت من صالح أخلاقها، وحفظها للقرآن، وحرصها على العلم والعمل الشرعي، وقررت أن أعزم عليها، وقبل أن أخطو خطوةَ الخطبة طلبت أن أراها، وبما أنها في دولة بعيدة سألْتُها أن ترسل لي صورةً لها، ففعَلَت، وكانَت -ما شاء الله- في غاية الجمال. لكنني، سبحان الله، لم أرتح لها قلبًا ولا صدرًا، وعندما سمعت صوتها في مكالمةٍ صوتية لم أشعر بالانسجام كذلك، وهي تكبرني بسنةٍ واحدة.
استخرت الله تعالى، ولا أعرف الآن هل أخطُبُها وأتزوجُها لعلمها ودراستها للقرآن والعلوم الشرعية، وحرصها على الصلاة، أم أرفضها؟ لأن قلبي لم يطمئن لها عند رؤيتها أو سماع صوتها، وأخشى أن تطول معي مراسلةٌ محرّمة، ثم بعد الزواج لا أحبّها أو لا نتوافق.
أخشى إن رفضتها ألا أجد مثلها من الصالحات اللواتي يحببنّني، علمًا أنّني غير جاهز ماليًا للزواج في الوقت الراهن، وهي قد وعدت بتوفير العمل والبيت بعد الزواج.
سؤالي: ما هو الصواب في أمري المصيري هذا؟ كيف أفصّل مصلحتي وديني وعقلي وقلبي في قراري: هل أتقدّم لخطبتها أم أرفضها؟ أرجو توجيهكم وإرشادكم.
وجزاكم الله خيرًا.