تعلقت بي فتاة صالحة لكني لم أرتح لها داخليًا، ما الحل؟

2025-04-24 01:04:01 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا صنعت محتوى دينياً على وسائل التواصل الاجتماعي، شاب ملتزم بديني، ومنذ فترة تواصلت معي فتاة تسأل عن أمر شرعي فأجبتها، وتكرّرت أسئلتها بين الحين والآخر، وبعد مدّة أخبرتني بأنها تعلّقت بي حبًّا شديدًا، ربّما بسبب أنها رأت مقاطع الفيديو التي أنشرها، وأنها تريد الزواج بي.

هي حافظة للقرآن الكريم، وتدرس العلوم الشرعية، وفي البداية رفضت الفكرة لكونها غريبة عني ومن بلدٍ آخر، ولم أستطع الثقة بها، لكنها لم تستسلم أبداً، وحظرتها، لكنها عادت بعد شهر من حسابٍ آخر، محاولةً إقناعي بحبها وطلبها الزواج الحلال، وأخبرتني أن لديها بيتًا نسكنه بعد الزواج.

بعد فترة فكّرت جدًّا في أمر الزواج لما علمت من صالح أخلاقها، وحفظها للقرآن، وحرصها على العلم والعمل الشرعي، وقررت أن أعزم عليها، وقبل أن أخطو خطوةَ الخطبة طلبت أن أراها، وبما أنها في دولة بعيدة سألْتُها أن ترسل لي صورةً لها، ففعَلَت، وكانَت -ما شاء الله- في غاية الجمال. لكنني، سبحان الله، لم أرتح لها قلبًا ولا صدرًا، وعندما سمعت صوتها في مكالمةٍ صوتية لم أشعر بالانسجام كذلك، وهي تكبرني بسنةٍ واحدة.

استخرت الله تعالى، ولا أعرف الآن هل أخطُبُها وأتزوجُها لعلمها ودراستها للقرآن والعلوم الشرعية، وحرصها على الصلاة، أم أرفضها؟ لأن قلبي لم يطمئن لها عند رؤيتها أو سماع صوتها، وأخشى أن تطول معي مراسلةٌ محرّمة، ثم بعد الزواج لا أحبّها أو لا نتوافق.

أخشى إن رفضتها ألا أجد مثلها من الصالحات اللواتي يحببنّني، علمًا أنّني غير جاهز ماليًا للزواج في الوقت الراهن، وهي قد وعدت بتوفير العمل والبيت بعد الزواج.

سؤالي: ما هو الصواب في أمري المصيري هذا؟ كيف أفصّل مصلحتي وديني وعقلي وقلبي في قراري: هل أتقدّم لخطبتها أم أرفضها؟ أرجو توجيهكم وإرشادكم.

وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حقيقةً نحن نتمنَّى بدايةً أن يتوقف هذا التواصل، تطلب منها فرصة وتُوقفوا هذا التواصل تمامًا، وتجتهد في دراسة المسألة دراسة متأنية، تعرف من خلالها وجهة نظر أهلك، وإمكانية الوصول إليها، وإمكانية أن تكون معها أو تكون معك، رضا الأسرة من الطرفين، فالموضوع يحتاج إلى دراسة متأنية، وبعد ذلك ينبغي أن تُدرك أنك لن تجد امرأة بلا عيوب ولا نقائص، كما أنك لست خاليًا من النقائص والعيوب، فنحن بشر والنقص يُطاردنا.

لذلك نتمنّى أن تتوقفوا الآن عن هذا التواصل، تطلب منها إعطاء فرصة لدراسة الموضوع، خلال هذه الفرصة تتوقف تمامًا، وهي تتوقف تمامًا عن التواصل، ولا مانع بعد ذلك من أن تُعطيك مَن تستطيع أن تسأل عنها، وهي تسأل عنك، وتحاول أن تحسم الملف الأسري بالنسبة لك، يعني: يا ترى ما هو رأي الأسرة؟ هل هم سيوافقون؟ هل هناك إمكانية في السفر إليها؟ طبعًا هناك بلاد قد تكون هناك صعوبة في السفر إليها، وبلاد قد لا يُتاح السفر إليها، وبلاد يتاح السفر إليها، هذه كلها أمور ينبغي أن تُدرس دراسة متأنية.

أمَّا ما ذكرت من الأمور التي أشرت إليها، فأنت تُشير إلى أنها حافظة لكتاب الله، وأنها جميلة، هذه صفات عالية وغالية جدًّا، ثم تشعر في الجانب الثاني أنك غير مرتاح، إلى غير ذلك، نحن نقول: هذه الأمور، الصور والتواصل لا يُعطي الحقيقة الكاملة، ولكن المهم أن يُبنى القرار على دراسة متأنية.

هذه الدراسة المتأنية تبدأ بالتوقف تمامًا، والتوبة والاستغفار من أي تجاوز حصل، ثم بعد ذلك مشاورة الأهل، وهي تُشاور أهلها، حتى نرى إمكانية إكمال هذا المشوار، ثم دراسة الأمور التي أشرنا إليها، فرق الثقافات، القوانين في بلدها وبلدك هل هي سهلة؟ إمكانية سفرك إليها، سفرها إليك، التحقق من قدرتها المالية، التحقق من رضاها بأن تكون هي المساهمة بهذه الأمور، إلى غير ذلك من الأمور التي ينبغي أن تكون واضحة من البداية.

نسأل الله أن يُعينكم على الخير، وحبذا أيضًا لو استطعت أن تتواصل معنا لنعرف الجديد، نحن سألنا عن رأي الأسرة من الطرفين، إمكانية إكمال هذا المشوار، ووجود قوانين لا تُشكل صعوبات، سفرك إليها أو سفرها إليك، ثم ماذا سيكون مصير هذه الحياة.

قبل ذلك القرار الفعلي هو أن تتوقفوا، تتوبوا، تستغفروا، وعندما تريد أن تصحح ينبغي أن تأتي بيتها من الباب، تُعطيك أرقام محارمك، تتواصل معهم، أخواتك يتواصلن معها، الوالدة، الأخوات، ليكون هذا تمهيداً ومعرفة فعلية؛ لأن الزواج ليس بين شاب وفتاة فقط، لكنه ارتباط بين أسرتين، وبين عائلتين، والآن بين دولتين أيضًا، وسيكون هاهنا أعمام وعمَّات، وفي الطرف الثاني أخوال وخالات، فالمسألة ليست بالسهولة المطروحة في السؤال، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

www.islamweb.net