الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بضيق في التنفس وإرهاق بعد أقل مجهود، فما تشخيصكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشعر بنهجان وضيق في التنفس قليلاً، وبعض البلغم المؤقت بعد أقل مجهود، مثل المشي لمدة 5 دقائق فقط أو أقل، قال لي الطبيب: إنه لا يوجد شيء مقلق، وأجرى لي رسم قلب وقال: عضلة القلب عصبية جدًا، كتب لي دواء كونكور 2.5 مل، بالإضافة إلى بوسبار كمهدئ.

علماً بأنني أعاني من سنوات من ضعف عضلات الذراعين والفخذين، وقد ذكرت ذلك للطبيب، ومن خلال تصفحي للإنترنت، علمت أن ما أعاني منه قد يكون هبوطًا في القلب، فقررت إجراء سونار للقلب، خاصة وأنني منذ نحو عشر سنوات، قيل لي في بعض الفحوصات الطبية إنه يوجد بعض الضيق في الصمام الميترالي، لكنه غير مؤثر.

أعلم أن فحص السونار مهم للحصول على رأي دقيق، ولكنني أود أن أعرف درجة الخطورة وبدائل العلاج، فموعد السونار غدًا، وأنا قلقة جدًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن فحص السُّونار للقلب أو ما يسمى بـ(ECHO)، هو من أسلم الفحوصات المعروفة؛ حيث إنه لا يصدر أي إشعاع من هذه الأجهزة، وكما تعرفين أن النساء الحوامل يقمن بفحص مماثل، أي فحص السُّونار الذي يجرى على الحوامل للتأكد من الجنين وحجمه ووضعه، هو نفسه الذي يتم لفحص القلب، وأعتقد أن هذا الإجراء –أي القيام بفحص الإيكو–، سوف يكون قرارًا سليمًا؛ لأن الأجهزة الحديثة توضح وبدقة شديدة حجم صمامات القلب، وقوة عضلات القلب، وكل ما يتعلق بوظائفه، ومن هذا المنطلق أنا أشجعك جدًا على إجراء هذا الفحص، وأعتقد أنه -بإذن الله- سيكون سليمًا؛ لأن المؤشرات الأساسية لا تدل أنك تعانين من مرض عضوي، ولكن الفحص يقطع الشك باليقين، ونسأل الله لك العافية والشفاء.

بالنسبة لحالة ضيق النفس، والذي ذكر لك الطبيب بوجود عصبية في عضلة القلب –إذا جاز التعبير-، فأعتقد أن الذي قصده الطبيب هو أنه لديك تسارع في ضربات القلب، أو عدم انتظام بسيط في هذه الضربات والاضطرابات، وهذا يسمى بـ (عدم الانتظام الفسيولوجي)، أو أنه ليس ناتجًا من مرض عضوي في القلب أو عضلاته، إنما هو ناتج من قلق أو زيادة في الانفعالات، أو تناول بعض المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل: الشاي والقهوة أو في حالات الإجهاد النفسي أو الجسدي، فزيادة الضربات أو عدم انتظامها من المشاهدات الكثيرة التي يتعرض لها بعض الناس، وهي لا تعتبر حالات مرضية، إنما هي تغيرات فسيولوجية طبيعية لدرجة كبيرة.

ودواء (كونكوركور) هو من الأدوية الجيدة، وينتمي إلى نفس مجموعة الدواء المشهور الآخر الذي يعرف باسم إندرال، وهذا الدواء يؤدي إلى خفض في ضربات القلب المتسارعة، كما أنه من الأدوية الجميلة جدّاً لتنظيم ضربات القلب.

فأعتقد أن الطبيب على قناعة كبيرة بأن حالتك نفسية وليست عضوية، لذا أعطاك هذا الدواء لإزالة هذه المتغيرات الفسيولوجية البسيطة، ووصفه للبوسبار لاعتقاده وجود قلق؛ لأن البوسبار من الأدوية التي تستعمل لعلاج القلق النفسي، وليس له أي استعمالات في الأمراض العضوية.

أنت ذكرت أنك منذ عشر سنوات تعانين من ضيق في الصمام الميترالي أو ذُكر لك هذا، فأعتقد أن مدة العشر سنوات مدة طويلة، وإذا كان هنالك أي شيء عضوي رئيسي لظهر خلال هذه السنوات، وعمومًا فحص السُّونار للقلب سوف يعطينا الحقائق كاملة.

بالنسبة للضعف في عضلات الذراعين والفخذين، هل هو مجرد شعور أو يوجد ضمور حقيقي في هذه العضلات؟ إذا كان هناك ضمور في العضلات؛ فهذا يجب أن يُفحص ولا بد أن يتم الاطمئنان من هذه الناحية. أما إذا كان هو مجرد شعور، وأن اختبارات قوة العضلات كلها كانت سليمة، فأعتقد أن الجانب النفسي هنا سوف يلعب دورًا أساسيًا في مثل هذه الحالة، وهنا ننصح بممارسة الرياضة، فهي مفيدة جدًا، كما أن البُوسبار سيكون علاجًا جيدًا لإزالة كل العوامل القلقية، ولكن لا بد أن تتناولي البوسبار لمدة لا تقل عن ستة أشهر على الأقل، نسأل الله لك العافية والشفاء، ونشكرك كثيرًا على التواصل مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً