"
nindex.php?page=treesubj&link=4237على من لا يجوز ثم على من يجوز "
الأصل على من يجوز عليه ، والضمير في يجوز عائد على الوقف الدال عليه وقف ؛ لأن ذكر الفعل مشعر بالمصدر ، وحذف العائد على من ؛ لأنه مجرور بحرف جر الموصول بمثله ، كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33ويشرب مما تشربون ) [ المؤمنون : 33 ] تقديره : منه . ومنه قول الشاعر :
نصلي للذي صلت قريش ونعبده وإن جحد العموم
.
" ولم يذكر مآلا "
المآل بهمزة مفتوحة بعد الميم المفتوحة المرجع ، يقال آل يئول مآلا ، أي : مرجعا .
" يشتري بهما مثلها "
الضمير في بهما عائد إلى قيمتها وقيمة ولدها .
[ ص: 287 ] " في التقديم والتأخير "
وبقية الصور ، فمثال التقديم والتأخير : يبدأ
ببني هاشم ثم
بني المطلب ، ومثال الجمع والترتيب : وقفت على أولادي ، ثم على أولاد أولادي ، ومثال التسوية : الذكر والأنثى سواء ، ومثال التفضيل : للذكر مثل حظ الأنثيين ، ومثال الإخراج بصفة : من تزوجت فلا نصيب لها ، ومثال الإدخال بصفة : من طلقت قسم لها .
" من غلته "
غلته ثمرته وكسبه ونحوهما .
" على عقبه "
عقبه بكسر القاف وسكونها ، قال
عياض : هو ولد الرجل الذي يأتي بعده .
" أو ذريته "
قال
أبو السعادات : الذرية اسم لجميع نسل الإنسان من ذكر وأنثى ، وأصلها الهمز ، لكنهم لم يستعملوه إلا غير مهموز ، ويجمع على ذريات وذراري مشددا ، وقيل : أصلها من الذر بمعنى التفريق ؛ لأن الله تعالى ذرهم في الأرض ، وقيل : أصلها ذرورة بوزن فعولة ، فلما كثر ذلك التضعيف أبدلت الراء الآخرة ياء فصارت ذروية ، ثم أدغمت الواو في الياء فصارت ذرية فعلولة من ذرأ الله الخلق .
" لصلبي "
قال
الجوهري : كل شيء من الظهر فيه فقار فهو صلب ، والصلب بفتح الصاد واللام لغة فيه ، قال
أبو السعادات : الصلب الظهر ، وقال
ابن عباد : الصلب والصلب والصلب والصالب عظم الظهر ، وقال صاحب المطالع : قوله الولد للصلب ، أي : الذي باشر ولادته .
" إلا أن يكونوا قبيلة "
قال
ابن عباد : القبيلة من قبائل العرب الثلاثة . وقال
الجوهري : بنو أب واحد ، وقال
الماوردي في الأحكام السلطانية في الباب الثامن عشر : رتبت أنساب العرب ست مراتب جمعت طبقات أنسابهم
[ ص: 288 ] وهي شعب ، ثم قبيلة ، ثم عمارة ، ثم بطن ، ثم فخذ ، ثم فصيلة . فالشعب النسب الأبعد
كعدنان سمي شعبا لأن العرب منه تشعبت ، ثم القبيلة وهي ما انقسمت فيه أنساب الشعب
كربيعة ، سميت قبيلة لتقابل الأنساب فيها ، ثم العمارة وهي ما انقسمت فيها أنساب القبائل ،
كقريش وكنانة ، ثم البطن وهو ما انقسمت فيه أنساب العمارة
كعبد مناف ، ثم الفخذ وهو ما انقسمت فيه أنساب البطن
كبني هاشم ، ثم الفصيلة وهي ما انقسمت فيها أنساب الفخذ
كبني العباس ، فالفخذ يجمع الفصائل ، والبطن يجمع الأفخاذ ، والعمارة تجمع البطون ، والقبيلة تجمع العمائر ، والشعب يجمع القبائل ، فإذا تباعدت الأنساب صارت القبائل شعوبا ، والعمائر قبائل . آخر كلامه . وقد نظمتها في هذا البيت ليسهل حفظها :
الشعب ثم قبيلة فعمارة فالبطن ثم الفخذ ثم فصيلته
.
"
nindex.php?page=treesubj&link=4237عَلَى مَنْ لَا يَجُوزُ ثُمَّ عَلَى مَنْ يَجُوزُ "
الْأَصْلُ عَلَى مَنْ يَجُوزُ عَلَيْهِ ، وَالضَّمِيرُ فِي يَجُوزُ عَائِدٌ عَلَى الْوَقْفِ الدَّالِّ عَلَيْهِ وَقَفَ ؛ لِأَنَّ ذِكْرَ الْفِعْلِ مُشْعِرٌ بِالْمَصْدَرِ ، وَحَذَفَ الْعَائِدَ عَلَى مَنْ ؛ لِأَنَّهُ مَجْرُورٌ بِحَرْفِ جَرِّ الْمَوْصُولِ بِمِثْلِهِ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=33وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ ) [ الْمُؤْمِنُونَ : 33 ] تَقْدِيرُهُ : مِنْهُ . وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
نُصَلِّي لِلَّذِي صَلَّتْ قُرَيْشٌ وَنَعْبُدُهُ وَإِنْ جَحَدَ الْعُمُومُ
.
" وَلَمْ يَذْكُرْ مَآلًا "
الْمَآلُ بِهَمْزَةٍ مَفْتُوحَةٍ بَعْدَ الْمِيمِ الْمَفْتُوحَةِ الْمَرْجِعُ ، يُقَالُ آلَ يَئُولُ مَآلًا ، أَيْ : مَرْجِعًا .
" يَشْتَرِي بِهِمَا مِثْلَهَا "
الضَّمِيرُ فِي بِهِمَا عَائِدٌ إِلَى قِيمَتِهَا وَقِيمَةِ وَلَدِهَا .
[ ص: 287 ] " فِي التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ "
وَبَقِيَّةِ الصُّوَرِ ، فَمِثَالُ التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ : يُبْدَأُ
بِبَنِي هَاشِمٍ ثُمَّ
بَنِي الْمُطَّلِبِ ، وَمِثَالُ الْجَمْعِ وَالتَّرْتِيبِ : وَقَفْتُ عَلَى أَوْلَادِي ، ثُمَّ عَلَى أَوْلَادِ أَوْلَادِي ، وَمِثَالُ التَّسْوِيَةِ : الذَّكَرُ وَالْأُنْثَى سَوَاءٌ ، وَمِثَالُ التَّفْضِيلِ : لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ، وَمِثَالُ الْإِخْرَاجِ بِصِفَةٍ : مَنْ تَزَوَّجَتْ فَلَا نَصِيبَ لَهَا ، وَمِثَالُ الْإِدْخَالِ بِصِفَةٍ : مَنْ طُلِّقَتْ قُسِمَ لَهَا .
" مِنْ غَلَّتِهِ "
غَلَّتُهُ ثَمَرَتُهُ وَكَسْبُهُ وَنَحْوُهُمَا .
" عَلَى عَقِبِهِ "
عَقِبُهُ بِكَسْرِ الْقَافِ وَسُكُونِهَا ، قَالَ
عِيَاضٌ : هُوَ وَلَدُ الرَّجُلِ الَّذِي يَأْتِي بَعْدَهُ .
" أَوْ ذُرِّيَّتِهِ "
قَالَ
أَبُو السَّعَادَاتِ : الذُّرِّيَّةُ اسْمٌ لِجَمِيعِ نَسْلِ الْإِنْسَانِ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى ، وَأَصْلُهَا الْهَمْزُ ، لَكِنَّهُمْ لَمْ يَسْتَعْمِلُوهُ إِلَّا غَيْرَ مَهْمُوزٍ ، وَيُجْمَعُ عَلَى ذُرِّيَّاتٍ وَذَرَارِيٍّ مُشَدَّدًا ، وَقِيلَ : أَصْلُهَا مِنَ الذَّرِّ بِمَعْنَى التَّفْرِيقِ ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذَرَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ، وَقِيلَ : أَصْلُهَا ذُرُّورَةٌ بِوَزْنِ فُعُّولَةٍ ، فَلَمَّا كَثُرَ ذَلِكَ التَّضْعِيفُ أُبْدِلَتِ الرَّاءُ الْآخِرَةُ يَاءً فَصَارَتْ ذُرُّويَةً ، ثُمَّ أُدْغِمَتِ الْوَاوُ فِي الْيَاءِ فَصَارَتْ ذُرِّيَّةً فُعْلُولَةً مِنْ ذَرَأَ اللَّهُ الْخَلْقَ .
" لِصُلْبِي "
قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : كُلُّ شَيْءٍ مِنَ الظَّهْرِ فِيهِ فَقَارٌ فَهُوَ صُلْبٌ ، وَالصَّلَبُ بِفَتْحِ الصَّادِ وَاللَّامِ لُغَةٌ فِيهِ ، قَالَ
أَبُو السَّعَادَاتِ : الصُّلْبُ الظَّهْرُ ، وَقَالَ
ابْنُ عَبَّادٍ : الصُّلْبُ وَالصَّلْبُ وَالصَّلَبُ وَالصَّالِبُ عَظْمُ الظَّهْرِ ، وَقَالَ صَاحِبُ الْمَطَالِعِ : قَوْلُهُ الْوَلَدُ لِلصُّلْبِ ، أَيِ : الَّذِي بَاشَرَ وِلَادَتَهُ .
" إِلَّا أَنْ يَكُونُوا قَبِيلَةً "
قَالَ
ابْنُ عَبَّادٍ : الْقَبِيلَةُ مِنْ قَبَائِلِ الْعَرَبِ الثَّلَاثَةُ . وَقَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : بَنُو أَبٍ وَاحِدٍ ، وَقَالَ
الْمَاوَرْدِيُّ فِي الْأَحْكَامِ السُّلْطَانِيَّةِ فِي الْبَابِ الثَّامِنَ عَشَرَ : رَتَّبْتُ أَنْسَابَ الْعَرَبِ سِتَّ مَرَاتِبَ جَمَعَتْ طَبَقَاتِ أَنْسَابِهِمْ
[ ص: 288 ] وَهِيَ شِعْبٌ ، ثُمَّ قَبِيلَةٌ ، ثُمَّ عُمَارَةٌ ، ثُمَّ بَطْنٌ ، ثُمَّ فَخْذٌ ، ثُمَّ فَصِيلَةٌ . فَالشِّعْبُ النَّسَبُ الْأَبْعَدُ
كَعَدْنَانَ سُمِّيَ شِعْبًا لِأَنَّ الْعَرَبَ مِنْهُ تَشَعَّبَتْ ، ثُمَّ الْقَبِيلَةُ وَهِيَ مَا انْقَسَمَتْ فِيهِ أَنْسَابُ الشِّعْبِ
كَرَبِيعَةَ ، سُمِّيَتْ قَبِيلَةً لِتَقَابُلِ الْأَنْسَابِ فِيهَا ، ثُمَّ الْعُمَارَةُ وَهِيَ مَا انْقَسَمَتْ فِيهَا أَنْسَابُ الْقَبَائِلِ ،
كَقُرَيْشٍ وَكِنَانَةَ ، ثُمَّ الْبَطْنُ وَهُوَ مَا انْقَسَمَتْ فِيهِ أَنْسَابُ الْعُمَارَةِ
كَعَبْدِ مَنَافٍ ، ثُمَّ الْفَخْذُ وَهُوَ مَا انْقَسَمَتْ فِيهِ أَنْسَابُ الْبَطْنِ
كَبَنِي هَاشِمٍ ، ثُمَّ الْفَصِيلَةُ وَهِيَ مَا انْقَسَمَتْ فِيهَا أَنْسَابُ الْفَخْذِ
كَبَنِي الْعَبَّاسِ ، فَالْفَخْذُ يَجْمَعُ الْفَصَائِلَ ، وَالْبَطْنُ يَجْمَعُ الْأَفْخَاذَ ، وَالْعُمَارَةُ تَجْمَعُ الْبُطُونَ ، وَالْقَبِيلَةُ تَجْمَعُ الْعَمَائِرَ ، وَالشِّعْبُ يَجْمَعُ الْقَبَائِلَ ، فَإِذَا تَبَاعَدَتِ الْأَنْسَابُ صَارَتِ الْقَبَائِلُ شُعُوبًا ، وَالْعَمَائِرُ قَبَائِلَ . آخِرُ كَلَامِهِ . وَقَدْ نَظَمْتُهَا فِي هَذَا الْبَيْتِ لِيَسْهُلَ حِفْظُهَا :
الشِّعْبُ ثُمَّ قَبِيلَةٌ فَعُمَارَةٌ فَالْبَطْنُ ثُمَّ الْفَخْذُ ثُمَّ فَصِيلَتُهْ
.