وهي مكية .
قال
القرطبي : باتفاق .
وأخرج
ابن الضريس ،
والنحاس ،
وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
nindex.php?page=treesubj&link=28889نزلت سورة سأل بمكة .
وأخرج
ابن مردويه عن
ابن الزبير مثله .
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=1سأل سائل بعذاب واقع nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=2للكافرن ليس له دافع nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=3من الله ذي المعارج nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=4تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=5فاصبر صبرا جميلا nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=6إنهم يرونه بعيدا nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=7ونراه قريبا nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=8يوم تكون السماء كالمهل nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=9وتكون الجبال كالعهن nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=10ولا يسأل حميم حميما nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=11يبصرونهم يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=12وصاحبته وأخيه nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=13وفصيلته التي تؤويه nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=14ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=15كلا إنها لظى nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=16نزاعة للشوى nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=17تدعوا من أدبر وتولى nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=18وجمع فأوعى nindex.php?page=treesubj&link=29041قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=1سأل سائل بعذاب واقع قرأ الجمهور سأل بالهمزة ، وقرأ
نافع ،
وابن عامر بغير همزة ، فمن همز فهو من السؤال وهي اللغة الفاشية ، وهو إما مضمن معنى الدعاء ، فلذلك عدي بالباء كما تقول دعوت لكذا ، والمعنى : دعا داع على نفسه بعذاب واقع ، ويجوز أن يكون على أصله والباء بمعنى " عن " كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=59فاسأل به خبيرا [ الفرقان : 59 ] ومن لم يهمز ، فهو إما من باب التخفيف بقلب الهمزة ألفا ، فيكون معناها معنى قراءة من همز ، أو يكون من السيلان ، والمعنى : سال واد في جهنم يقال له سائل كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت .
ويؤيده قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس " سال سيل " وقيل : إن سال بمعنى التمس ، والمعنى : التمس ملتمس عذابا للكفار ، فتكون الباء زائدة كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=20تنبت بالدهن [ المؤمنون : 20 ] والوجه الأول هو الظاهر .
وقال
الأخفش : يقال خرجنا نسأل عن فلان وبفلان .
قال
أبو علي الفارسي : وإذا كان من السؤال فأصله أن يتعدى إلى مفعولين ، ويجوز الاقتصار على أحدهما ويتعدى إليه بحرف الجر ، وهذا السائل هو
النضر بن الحارث حين قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم . وهو ممن قتل يوم
بدر صبرا ، وقيل : هو
أبو جهل ، وقيل : هو
الحارث بن النعمان الفهري .
والأول أولى لما سيأتي .
وقرأ
أبي nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود " سال سال " مثل : مال مال على أن الأصل سائل ، فحذفت العين تخفيفا ، كما قيل : شاك في شائك السلاح .
وقيل : السائل هو
نوح عليه السلام ، سأل العذاب للكافرين ، وقيل : هو رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا بالعقاب عليهم ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=1بعذاب واقع يعني إما في الدنيا كيوم
بدر ، أو في الآخرة .
وقوله : للكافرين صفة أخرى لعذاب ، أي : كائن للكافرين ، أو متعلق بواقع ، واللام للعلة ، أو بسأل على تضمينه معنى دعا ، أو في محل رفع على تقدير : هو للكافرين ، أو تكون اللام بمعنى على ، ويؤيده قراءة أبي " بعذاب واقع على الكافرين " .
قال
الفراء : التقدير : بعذاب للكافرين واقع بهم ، فالواقع من نعت العذاب ، وجملة " ليس له دافع " صفة أخرى لعذاب ، أو حال منه ، أو مستأنفة ، والمعنى : أنه لا يدفع ذلك العذاب الواقع به أحد .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=3من الله متعلق بواقع ، أي : واقع من جهته سبحانه ، أو بدافع ، أي : ليس له دافع من جهته تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=3ذي المعارج أي : ذي الدرجات التي تصعد فيها الملائكة ، وقال
الكلبي : هي السماوات ، وسماها معارج لأن الملائكة تعرج فيها ، وقيل : المعارج مراتب نعم الله سبحانه على الخلق ، وقيل : المعارج العظمة ، وقيل : هي الغرف .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود " ذي المعاريج " بزيادة الياء ، يقال : معارج ومعاريج مثل مفاتح ومفاتيح .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=4تعرج الملائكة والروح إليه أي تصعد في تلك المعارج التي جعلها الله لهم ، وقرأ الجمهور تعرج بالفوقية ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود وأصحابه
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ،
والسلمي بالتحتية ، والروح
جبريل ، أفرد بالذكر بعد الملائكة لشرفه ، ويؤيد هذا قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=193نزل به الروح الأمين [ الشعراء : 193 ] وقيل : الروح هنا ملك آخر عظيم غير
جبريل .
وقال
أبو صالح : إنه من خلق الله سبحانه كهيئة الناس وليسوا من الناس .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16812قبيصة بن ذؤيب : إنه روح الميت حين تقبض ، والأول أولى .
ومعنى " إليه " أي إلى المكان الذي ينتهون إليه ، وقيل : إلى عرشه ، وقيل : هو كقول
إبراهيم nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=99إني ذاهب إلى ربي [ الصافات : 99 ] أي إلى حيث أمرني ربي في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق ،
والكلبي ،
nindex.php?page=showalam&ids=17285ووهب بن منبه أي : عرج الملائكة إلى المكان الذي هو محلها في وقت كان مقداره على غيرهم لو صعد - خمسين ألف سنة ، وبه قال
مجاهد .
وقال
عكرمة ، وروي عن
مجاهد أن
nindex.php?page=treesubj&link=19793مدة عمر الدنيا هذا المقدار ، لا يدري أحد كم مضى ولا كم بقي ، ولا يعلم ذلك إلا الله .
وقال
قتادة ،
والكلبي ،
nindex.php?page=showalam&ids=14980ومحمد بن كعب : إن المراد يوم القيامة ، يعني أن مقدار الأمر فيه لو تولاه غيره سبحانه خمسون ألف سنة ، وهو سبحانه يفرغ منه في ساعة ، وقيل : إن
nindex.php?page=treesubj&link=30362مدة موقف العباد للحساب هي هذا المقدار ، ثم يستقر بعد ذلك أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار .
وقيل : إن
nindex.php?page=treesubj&link=30298مقدار يوم القيامة على الكافرين خمسون ألف سنة ، وعلى المؤمنين مقدار ما بين الظهر والعصر ، وقيل : ذكر هذا المقدار لمجرد التمثيل والتخييل لغاية ارتفاع تلك المعارج وبعد مداها ، أو لطول يوم القيامة باعتبار ما فيه من الشدائد والمكاره كما تصف العرب أيام الشدة بالطول وأيام الفرح بالقصر ، ويشبهون اليوم القصير بإبهام القطاة ، والطويل بظل الرمح ، ومنه قول الشاعر :
ويوم كظل الرمح قصر طوله دم الزق عنا واصطفاف المزاهر
[ ص: 1529 ] وقيل : في الكلام تقديم وتأخير ، أي : ليس له دافع من الله ذي المعارج في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة تعرج الملائكة والروح إليه ، وقد قدمنا الجمع بين هذه الآية وبين قوله في سورة السجدة :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=5في يوم كان مقداره ألف سنة [ السجدة : 5 ] فارجع إليه .
وقد قيل في الجمع : إن من أسفل العالم إلى العرش خمسين ألف سنة ، ومن أعلى سماء الدنيا إلى الأرض ألف سنة ؛ لأن غلظ كل سماء خمسمائة عام ، وما بين أسفل السماء إلى قرار الأرض خمسمائة عام ، فالمعنى : أن الملائكة إذا عرجت من أسفل العالم إلى العرش كان مسافة ذلك خمسين ألف سنة ، وإن عرجوا من هذه الأرض التي نحن فيها إلى باطن هذه السماء التي هي سماء الدنيا كان مسافة ذلك ألف سنة ، وسيأتي في آخر البحث ما يؤيد هذا عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
ثم
nindex.php?page=treesubj&link=31780_19580أمر الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم بالصبر فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=5فاصبر صبرا جميلا أي اصبر يا
محمد على تكذيبهم لك وكفرهم بما جئت به صبرا جميلا لا جزع فيه ولا شكوى إلى غير الله ، وهذا معنى الصبر الجميل ، وقيل : هو أن يكون صاحب المصيبة في القوم لا يدرى بأنه مصاب ، قال
ابن زيد وغيره : هي منسوخة بآية السيف .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=6إنهم يرونه بعيدا أي يرون العذاب الواقع بهم ، أو يرون يوم القيامة بعيدا ، أي : غير كائن لأنهم لا يؤمنون به ، فمعنى بعيدا أي مستبعدا محالا ، وليس المراد أنهم يرونه بعيدا غير قريب .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش : يرون البعث بعيدا لأنهم لا يؤمنون به كأنهم يستبعدونه على جهة الاستحالة كما تقول لمن تناظره : هذا بعيد ، أي : لا يكون .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=7ونراه قريبا أي : نعلمه كائنا قريبا ؛ لأن ما هو آت قريب .
وقيل : المعنى : ونراه هينا في قدرتنا غير متعسر ولا متعذر ، والجملة تعليل للأمر بالصبر .
ثم أخبر سبحانه متى يقع بهم العذاب فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=8يوم تكون السماء كالمهل والظرف متعلق بمضمر دل عليه واقع أو بدل من قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=4في يوم على تقدير تعلقه بـ " واقع " أو متعلق بـ " قريبا " أو مقدر بعده ، أي : يوم تكون إلخ كان كيت وكيت ، أو بدل من الضمير في " نراه " ، والأول أولى .
والتقدير : يقع بهم العذاب يوم تكون السماء كالمهل . والمهل : ما أذيب من النحاس والرصاص والفضة .
وقال
مجاهد : هو القيح من الصديد والدم .
وقال
عكرمة وغيره : هو دردي الزيت ، وقد تقدم تفسيره في سورة الكهف والدخان .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=9وتكون الجبال كالعهن أي : كالصوف المصبوغ ، ولا يقال للصوف عهن إلا إذا كان مصبوغا .
قال
الحسن : تكون الجبال كالعهن ، وهو الصوف الأحمر ، وهو أضعف الصوف ، وقيل : العهن : الصوف ذو الألوان ، فشبه الجبال به في تكونها ألوانا كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=27جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود [ فاطر : 27 ] فإذا بست وطيرت في الهواء أشبهت العهن المنفوش إذا طيرته الريح .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=10ولا يسأل حميم حميما أي :
nindex.php?page=treesubj&link=28766_30296_30351لا يسأل قريب قريبه عن شأنه في ذلك اليوم لما نزل بهم من شدة الأهوال التي أذهلت القريب عن قريبه ، والخليل عن خليله ، كما قال سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=37لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه [ عبس : 37 ] وقيل : المعنى : لا يسأل حميم عن حميم ، فحذف الحرف ووصل الفعل .
قرأ الجمهور لا يسأل مبنيا للفاعل ، قيل : والمفعول الثاني محذوف ، والتقدير : لا يسأله نصره ولا شفاعته ، وقرأ
أبو جعفر ،
وأبو حيوة ،
وشيبة ،
وابن كثير في رواية عنه على البناء للمفعول .
وروى هذه القراءة
البزي عن
عاصم ، والمعنى : لا يسأل حميم إحضار حميمه ، وقيل : هذه القراءة على إسقاط حرف الجر ، أي : لا يسأل حميم عن حميم ، بل كل إنسان يسأل عن نفسه وعن عمله .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=11يبصرونهم مستأنفة ، أو صفة لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=10حميما أي : يبصر كل حميم حميمه ، لا يخفى منهم أحد عن أحد .
وليس في القيامة مخلوق وإلا وهو نصب عين صاحبه ، ولا يتساءلون ولا يكلم بعضهم بعضا لاشتغال كل أحد منهم بنفسه ، وقال
ابن زيد : يبصر الله الكفار في النار الذين أضلوهم في الدنيا وهم الرؤساء المتبعون .
وقيل : إن قوله : يبصرونهم يرجع إلى الملائكة ، أي : يعرفون أحوال الناس لا يخفون عليهم ، وإنما جمع الضمير في " يبصرونهم " ، وهما للحميمين حملا على معنى العموم ، لأنهما نكرتان في سياق النفي ، قرأ الجمهور يبصرونهم بالتشديد ، وقرأ
قتادة بالتخفيف .
ثم ابتدأ سبحانه الكلام فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=11يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ المراد بالمجرم الكافر ، أو كل مذنب ذنبا يستحق به النار ، لو يفتدي من عذاب يوم القيامة الذي نزل به
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=11ببنيه nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=12وصاحبته وأخيه فإن هؤلاء أعز الناس عليه وأكرمهم لديه ، فلو قبل منه الفداء لفدى بهم نفسه وخلص مما نزل به من العذاب ، والجملة مستأنفة لبيان أن
nindex.php?page=treesubj&link=30351_29468_30311اشتغال كل مجرم بنفسه بلغ إلى حد يود الافتداء من العذاب بمن ذكر .
قرأ الجمهور
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=11من عذاب يومئذ بإضافة " عذاب " إلى " يومئذ " .
وقرأ
أبو حيوة بتنوين عذاب وقطع الإضافة .
وقرأ الجمهور يومئذ بكسر الميم ، وقرأ
نافع ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج ،
وأبو حيوة بفتحها .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=13وفصيلته التي تؤويه أي : عشيرته الأقربين الذين يضمونه في النسب أو عند الشدائد ويأوي إليهم .
قال
أبو عبيد : الفصيلة دون القبيلة .
وقال
ثعلب : هم آباؤهم الأدنون .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : الفصيلة القطعة من أعضاء الجسد .
وسميت عشيرة الرجل فصيلة تشبيها لها بالبعض منه .
وقال
مالك : إن الفصيلة هي التي تربيه .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=14ومن في الأرض جميعا أي : ويود المجرم لو افتدى بمن في الأرض جميعا من الثقلين وغيرهما من الخلائق .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=14ثم ينجيه معطوف على يفتدي ، أي : يود لو يفتدي ثم ينجيه الافتداء ، وكان العطف بثم لدلالتها على استبعاد النجاة ، وقيل : إن " يود " تقتضي جوابا كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=9ودوا لو تدهن فيدهنون [ القلم : 9 ] والجواب " ثم ينجيه " ، والأول أولى .
وقوله : كلا ردع للمجرم عن تلك الودادة ، وبيان امتناع ما وده من الافتداء ، و " كلا " يأتي بمعنى حقا ، وبمعنى " لا " مع تضمنها لمعنى الزجر والردع ، والضمير في
[ ص: 1530 ] قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=15إنها لظى لجهنم ، واشتقاقها من التلظي في النار وهو التلهب ، وقيل : أصله لظظ بمعنى دوام العذاب ، فقلبت إحدى الظاءين ألفا ، وقيل : لظى : هي الدركة الثانية من طباق جهنم .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=16نزاعة للشوى قرأ الجمهور " نزاعة " بالرفع على أنه خبر ثان ل " إن " ، أو خبر مبتدأ محذوف ، أو تكون لظى بدلا من الضمير المنصوب ، ونزاعة خبر إن ، أو على أن نزاعة صفة للظى على تقدير عدم كونها علما ، أو يكون الضمير في أنها للقصة ، ويكون لظى مبتدأ ونزاعة خبره ، والجملة خبر إن ، وقرأ
حفص عن
عاصم ،
وأبو عمرو في رواية عنه
وأبو حيوة ،
والزعفراني ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ،
وابن مقسم نزاعة بالنصب على الحال .
وقال
أبو علي الفارسي : حمله على الحال بعيد لأنه ليس في الكلام ما يعمل في الحال ، وقيل : العامل فيها ما دل عليه الكلام من معنى التلظي ، أو النصب على الاختصاص ، والشوى الأطراف ، أو جمع شواة ، وهي جلدة الرأس ، ومنه قول الأعشى :
قالت nindex.php?page=showalam&ids=11179قتيلة ما له قد جللت شيبا شواته
وقال
الحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=15603وثابت البناني :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=16نزاعة للشوى ، أي : لمكارم الوجه وحسنه ، وكذا قال
أبو العالية ،
وقتادة : تبري اللحم والجلد عن العظم حتى لا تترك فيه شيئا .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي : هي المفاصل .
وقال
أبو صالح : هي أطراف اليدين والرجلين .
تدعو من أدبر أي : تدعو لظى من أدبر عن الحق في الدنيا وتولى أي أعرض عنه .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=18وجمع فأوعى أي : جمع المال فجعله في وعاء ، قيل : إنها تقول : إلي يا مشرك ، إلي يا منافق ، وقيل : معنى تدعو تهلك ، تقول العرب : دعاك الله ، أي : أهلكك ، وقيل : ليس هو الدعاء باللسان ، ولكن دعاؤها إياهم تمكنها من عذابهم ، وقيل : المراد أن خزنة جهنم تدعو الكافرين والمنافقين فأسند الدعاء إلى النار ، من باب إسناد ما هو للحال إلى المحل ، وقيل : هو تمثيل وتخييل ، ولا دعاء في الحقيقة ، والمعنى : أن مصيرهم إليها ، كما قال الشاعر :
ولقد هبطنا الواد بين قوادنا ندعو الأنيس به الغصيص الأبكم
والغصيص الأبكم : الذباب ، وهي لا تدعو ، وفي هذا ذم لمن جمع المال فأوعاه ، وكنزه ولم ينفقه في سبل الخير ، أو لم يؤد زكاته .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
والحاكم وصححه
وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=1سأل سائل قال : هو
النضر بن الحرث قال : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء .
وفي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=1بعذاب واقع قال : كائن للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج قال : ذي الدرجات .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
وابن المنذر عنه في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=1سأل سائل قال : " سال " واد في جهنم .
وأخرج
ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه أيضا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=3ذي المعارج قال : ذي العلو والفواضل .
وأخرج
ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه أيضا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=4في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة قال : منتهى أمره من أسفل الأرضين إلى منتهى أمره من فوق سبع سماوات مقدار خمسين ألف سنة ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=5يوم كان مقداره ألف سنة [ السجدة : 5 ] قال : يعني بذلك ينزل الأمر من السماء إلى الأرض ومن الأرض إلى السماء في يوم واحد ، فذلك مقدار ألف سنة ؛ لأن ما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عنه أيضا قال : غلظ كل أرض خمسمائة عام ، وغلظ كل سماء خمسمائة عام ، وبين كل أرض خمسمائة عام ، ومن السماء إلى السماء خمسمائة عام ، فذلك قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=4في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
والبيهقي في البعث عنه أيضا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=5في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون قال : هذا في الدنيا تعرج الملائكة في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ، وفي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=4في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة فهذا يوم القيامة جعله الله على الكافر مقدار خمسين ألف سنة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ،
والبيهقي عنه أيضا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=4في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة قال : لو قدرتموه لكان خمسين ألف سنة من أيامكم .
قال : يعني : يوم القيامة .
وقد قدمنا عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس الوقف في الجمع بين الآيتين في سورة السجدة .
وأخرج
أحمد ،
وأبو يعلى ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
والبيهقي في البعث عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري قال : قيل : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=4يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ما أطول هذا اليوم ؟ فقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021695والذي نفسي بيده إنه ليخفف عن المؤمن حتى يكون أهون عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا .
وفي إسناده
دراج عن
أبي الهيثم ، وهما ضعيفان .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ،
والحاكم ،
والبيهقي في البعث عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا قال :
ما قدر طول يوم القيامة على المؤمنين إلا كقدر ما بين الظهر إلى العصر .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14155الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=5فاصبر صبرا جميلا قال : لا تشكو إلى أحد غيري .
وأخرج
أحمد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
وابن المنذر ،
والخطيب في المتفق والمفترق والضياء في المختارة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=8يوم تكون السماء كالمهل قال : كدردي الزيت .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عنه قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=11يبصرونهم يعرف بعضهم بعضا ويتعارفون ثم يفر بعضهم من بعض .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عنه أيضا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=16نزاعة للشوى قال : تنزع أم الرأس .
وَهِيَ مَكِّيَّةٌ .
قَالَ
الْقُرْطُبِيُّ : بِاتِّفَاقٍ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الضُّرَيْسِ ،
وَالنَّحَّاسُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28889نَزَلَتْ سُورَةٌ سَأَلَ بِمَكَّةَ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
ابْنِ الزُّبَيْرِ مِثْلَهُ .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=1سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=2لِلْكَافِرِنَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=3مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=4تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=5فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=6إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=7وَنَرَاهُ قَرِيبًا nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=8يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=9وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=10وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=11يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=12وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=13وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=14وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=15كَلَّا إِنَّهَا لَظَى nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=16نَزَّاعَةً لِلشَّوَى nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=17تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=18وَجَمَعَ فَأَوْعَى nindex.php?page=treesubj&link=29041قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=1سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ قَرَأَ الْجُمْهُورُ سَأَلَ بِالْهَمْزَةِ ، وَقَرَأَ
نَافِعٌ ،
وَابْنُ عَامِرٍ بِغَيْرِ هَمْزَةٍ ، فَمَنْ هَمَزَ فَهُوَ مِنَ السُّؤَالِ وَهِيَ اللُّغَةُ الْفَاشِيَةُ ، وَهُوَ إِمَّا مُضَمَّنٌ مَعْنَى الدُّعَاءِ ، فَلِذَلِكَ عُدِّيَ بِالْبَاءِ كَمَا تَقُولُ دَعَوْتُ لِكَذَا ، وَالْمَعْنَى : دَعَا دَاعٍ عَلَى نَفْسِهِ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ عَلَى أَصْلِهِ وَالْبَاءُ بِمَعْنَى " عَنْ " كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=59فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا [ الْفُرْقَانِ : 59 ] وَمَنْ لَمْ يَهْمِزْ ، فَهُوَ إِمَّا مِنْ بَابِ التَّخْفِيفِ بِقَلْبِ الْهَمْزَةِ أَلِفًا ، فَيَكُونُ مَعْنَاهَا مَعْنَى قِرَاءَةِ مَنْ هَمَزَ ، أَوْ يَكُونُ مِنَ السَّيَلَانِ ، وَالْمَعْنَى : سَالَ وَادٍ فِي جَهَنَّمَ يُقَالُ لَهُ سَائِلٌ كَمَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=47زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ .
وَيُؤَيِّدُهُ قِرَاءَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ " سَالَ سَيْلٌ " وَقِيلَ : إِنَّ سَالَ بِمَعْنَى الْتَمَسَ ، وَالْمَعْنَى : الْتَمَسَ مُلْتَمِسٌ عَذَابًا لِلْكُفَّارِ ، فَتَكُونُ الْبَاءُ زَائِدَةً كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=20تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ [ الْمُؤْمِنُونَ : 20 ] وَالْوَجْهُ الْأَوَّلُ هُوَ الظَّاهِرُ .
وَقَالَ
الْأَخْفَشُ : يُقَالُ خَرَجْنَا نَسْأَلُ عَنْ فُلَانٍ وَبِفُلَانٍ .
قَالَ
أَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ : وَإِذَا كَانَ مِنَ السُّؤَالِ فَأَصْلُهُ أَنْ يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ ، وَيَجُوزُ الِاقْتِصَارُ عَلَى أَحَدِهِمَا وَيَتَعَدَّى إِلَيْهِ بِحَرْفِ الْجَرِّ ، وَهَذَا السَّائِلُ هُوَ
النَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ حِينَ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ . وَهُوَ مِمَّنْ قُتِلَ يَوْمَ
بَدْرٍ صَبْرًا ، وَقِيلَ : هُوَ
أَبُو جَهْلٍ ، وَقِيلَ : هُوَ
الْحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ الْفِهْرِيُّ .
وَالْأَوَّلُ أَوْلَى لِمَا سَيَأْتِي .
وَقَرَأَ
أُبَيٌّ nindex.php?page=showalam&ids=10وَابْنُ مَسْعُودٍ " سَالَ سَالٌ " مِثْلَ : مَالَ مَالٌ عَلَى أَنَّ الْأَصْلَ سَائِلٌ ، فَحُذِفَتِ الْعَيْنُ تَخْفِيفًا ، كَمَا قِيلَ : شَاكٌ فِي شَائِكِ السِّلَاحِ .
وَقِيلَ : السَّائِلُ هُوَ
نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، سَأَلَ الْعَذَابَ لِلْكَافِرِينَ ، وَقِيلَ : هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا بِالْعِقَابِ عَلَيْهِمْ ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=1بِعَذَابٍ وَاقِعٍ يَعْنِي إِمَّا فِي الدُّنْيَا كَيَوْمِ
بَدْرٍ ، أَوْ فِي الْآخِرَةِ .
وَقَوْلُهُ : لِلْكَافِرِينَ صِفَةٌ أُخْرَى لِعَذَابٍ ، أَيْ : كَائِنٌ لِلْكَافِرِينَ ، أَوْ مُتَعَلِّقٌ بِوَاقِعٍ ، وَاللَّامُ لِلْعِلَّةِ ، أَوْ بِسَأَلَ عَلَى تَضْمِينِهِ مَعْنَى دَعَا ، أَوْ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ عَلَى تَقْدِيرٍ : هُوَ لِلْكَافِرِينَ ، أَوْ تَكُونُ اللَّامُ بِمَعْنَى عَلَى ، وَيُؤَيِّدُهُ قِرَاءَةُ أُبَيِّ " بِعَذَابٍ وَاقِعٍ عَلَى الْكَافِرِينَ " .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : التَّقْدِيرُ : بِعَذَابٍ لِلْكَافِرِينَ وَاقِعٌ بِهِمْ ، فَالْوَاقِعُ مِنْ نَعْتِ الْعَذَابِ ، وَجُمْلَةُ " لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ " صِفَةٌ أُخْرَى لِعَذَابٍ ، أَوْ حَالٌ مِنْهُ ، أَوْ مُسْتَأْنَفَةٌ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ لَا يُدْفَعُ ذَلِكَ الْعَذَابُ الْوَاقِعُ بِهِ أَحَدٌ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=3مِنَ اللَّهِ مُتَعَلِّقٌ بِوَاقِعٍ ، أَيْ : وَاقِعٍ مِنْ جِهَتِهِ سُبْحَانَهُ ، أَوْ بِدَافِعٍ ، أَيْ : لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ مِنْ جِهَتِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=3ذِي الْمَعَارِجِ أَيْ : ذِي الدَّرَجَاتِ الَّتِي تَصْعَدُ فِيهَا الْمَلَائِكَةُ ، وَقَالَ
الْكَلْبِيُّ : هِيَ السَّمَاوَاتُ ، وَسَمَّاهَا مَعَارِجَ لِأَنَّ الْمَلَائِكَةَ تَعْرُجُ فِيهَا ، وَقِيلَ : الْمَعَارِجُ مَرَاتِبُ نِعَمِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ عَلَى الْخَلْقِ ، وَقِيلَ : الْمَعَارِجُ الْعَظَمَةُ ، وَقِيلَ : هِيَ الْغُرَفُ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ " ذِي الْمَعَارِيجِ " بِزِيَادَةِ الْيَاءِ ، يُقَالُ : مَعَارِجُ وَمَعَارِيجُ مِثْلُ مِفَاتِحَ وَمَفَاتِيحَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=4تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ أَيْ تَصَعَدُ فِي تِلْكَ الْمَعَارِجِ الَّتِي جَعَلَهَا اللَّهُ لَهُمْ ، وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ تَعْرُجُ بِالْفَوْقِيَّةِ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ وَأَصْحَابُهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ،
وَالسُّلَمِيُّ بِالتَّحْتِيَّةِ ، وَالرُّوحُ
جِبْرِيلُ ، أُفْرِدَ بِالذِّكْرِ بَعْدَ الْمَلَائِكَةِ لِشَرَفِهِ ، وَيُؤَيِّدُ هَذَا قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=193نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ [ الشُّعَرَاءِ : 193 ] وَقِيلَ : الرُّوحُ هُنَا مَلَكٌ آخَرُ عَظِيمٌ غَيْرُ
جِبْرِيلَ .
وَقَالَ
أَبُو صَالِحٍ : إِنَّهُ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ كَهَيْئَةِ النَّاسِ وَلَيْسُوا مِنَ النَّاسِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16812قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ : إِنَّهُ رُوحُ الْمَيِّتِ حِينَ تُقْبَضُ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
وَمَعْنَى " إِلَيْهِ " أَيْ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي يَنْتَهُونَ إِلَيْهِ ، وَقِيلَ : إِلَى عَرْشِهِ ، وَقِيلَ : هُوَ كَقَوْلِ
إِبْرَاهِيمَ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=99إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي [ الصَّافَّاتِ : 99 ] أَيْ إِلَى حَيْثُ أَمَرَنِي رَبِّي فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ ،
وَالْكَلْبِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17285وَوَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ أَيْ : عَرَجَ الْمَلَائِكَةُ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي هُوَ مَحَلُّهَا فِي وَقْتٍ كَانَ مِقْدَارُهُ عَلَى غَيْرِهِمْ لَوْ صَعِدَ - خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ، وَبِهِ قَالَ
مُجَاهِدٌ .
وَقَالَ
عِكْرِمَةُ ، وَرُوِيَ عَنْ
مُجَاهِدٍ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=19793مُدَّةَ عُمُرِ الدُّنْيَا هَذَا الْمِقْدَارُ ، لَا يَدْرِي أَحَدٌ كَمْ مَضَى وَلَا كَمْ بَقِيَ ، وَلَا يَعْلَمُ ذَلِكَ إِلَّا اللَّهُ .
وَقَالَ
قَتَادَةُ ،
وَالْكَلْبِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14980وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ : إِنَّ الْمُرَادَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، يَعْنِي أَنَّ مِقْدَارَ الْأَمْرِ فِيهِ لَوْ تَوَلَّاهُ غَيْرُهُ سُبْحَانَهُ خَمْسُونَ أَلْفَ سَنَةٍ ، وَهُوَ سُبْحَانَهُ يَفْرَغُ مِنْهُ فِي سَاعَةٍ ، وَقِيلَ : إِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30362مُدَّةَ مَوْقِفِ الْعِبَادِ لِلْحِسَابِ هِيَ هَذَا الْمِقْدَارُ ، ثُمَّ يَسْتَقِرُّ بَعْدَ ذَلِكَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ وَأَهْلُ النَّارِ فِي النَّارِ .
وَقِيلَ : إِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30298مِقْدَارَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ عَلَى الْكَافِرِينَ خَمْسُونَ أَلْفَ سَنَةٍ ، وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ مِقْدَارُ مَا بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ ، وَقِيلَ : ذُكِرَ هَذَا الْمِقْدَارُ لِمُجَرَّدِ التَّمْثِيلِ وَالتَّخْيِيلِ لِغَايَةِ ارْتِفَاعِ تِلْكَ الْمَعَارِجِ وَبُعْدِ مَدَاهَا ، أَوْ لِطُولِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ بِاعْتِبَارِ مَا فِيهِ مِنَ الشَّدَائِدِ وَالْمَكَارِهِ كَمَا تَصِفُ الْعَرَبُ أَيَّامَ الشِّدَّةِ بِالطُّولِ وَأَيَّامَ الْفَرَحِ بِالْقِصَرِ ، وَيُشَبِّهُونَ الْيَوْمَ الْقَصِيرَ بِإِبْهَامِ الْقَطَاةِ ، وَالطَّوِيلَ بِظِلِّ الرُّمْحِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
وَيَوْمٍ كَظِلِّ الرُّمْحِ قَصَّرَ طُولَهُ دَمُ الزِّقِّ عَنَّا وَاصْطِفَافُ الْمَزَاهِرِ
[ ص: 1529 ] وَقِيلَ : فِي الْكَلَامِ تَقْدِيمٌ وَتَأْخِيرٌ ، أَيْ : لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ ، وَقَدْ قَدَّمْنَا الْجَمْعَ بَيْنَ هَذِهِ الْآيَةِ وَبَيْنَ قَوْلِهِ فِي سُورَةِ السَّجْدَةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=5فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ [ السَّجْدَةِ : 5 ] فَارْجِعْ إِلَيْهِ .
وَقَدْ قِيلَ فِي الْجَمْعِ : إِنَّ مِنْ أَسْفَلِ الْعَالَمِ إِلَى الْعَرْشِ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ، وَمِنْ أَعْلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا إِلَى الْأَرْضِ أَلْفَ سَنَةٍ ؛ لِأَنَّ غِلَظَ كُلِّ سَمَاءٍ خَمْسُمِائَةِ عَامٍ ، وَمَا بَيْنَ أَسْفَلِ السَّمَاءِ إِلَى قَرَارِ الْأَرْضِ خَمْسُمَائَةِ عَامٍ ، فَالْمَعْنَى : أَنَّ الْمَلَائِكَةَ إِذَا عَرَجَتْ مِنْ أَسْفَلِ الْعَالَمِ إِلَى الْعَرْشِ كَانَ مَسَافَةُ ذَلِكَ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ، وَإِنْ عَرَجُوا مِنْ هَذِهِ الْأَرْضِ الَّتِي نَحْنُ فِيهَا إِلَى بَاطِنِ هَذِهِ السَّمَاءِ الَّتِي هِيَ سَمَاءُ الدُّنْيَا كَانَ مَسَافَةُ ذَلِكَ أَلْفَ سَنَةٍ ، وَسَيَأْتِي فِي آخِرِ الْبَحْثِ مَا يُؤَيِّدُ هَذَا عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ .
ثُمَّ
nindex.php?page=treesubj&link=31780_19580أَمَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالصَّبْرِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=5فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا أَيِ اصْبِرْ يَا
مُحَمَّدُ عَلَى تَكْذِيبِهِمْ لَكَ وَكُفْرِهِمْ بِمَا جِئْتَ بِهِ صَبْرًا جَمِيلًا لَا جَزَعَ فِيهِ وَلَا شَكْوَى إِلَى غَيْرِ اللَّهِ ، وَهَذَا مَعْنَى الصَّبْرِ الْجَمِيلِ ، وَقِيلَ : هُوَ أَنْ يَكُونَ صَاحِبُ الْمُصِيبَةِ فِي الْقَوْمِ لَا يُدْرَى بِأَنَّهُ مُصَابٌ ، قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ وَغَيْرُهُ : هِيَ مَنْسُوخَةٌ بِآيَةِ السَّيْفِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=6إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا أَيْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ الْوَاقِعَ بِهِمْ ، أَوْ يَرَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَعِيدًا ، أَيْ : غَيْرَ كَائِنٍ لِأَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ ، فَمَعْنَى بَعِيدًا أَيْ مُسْتَبْعَدًا مُحَالًا ، وَلَيْسَ الْمُرَادُ أَنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا غَيْرَ قَرِيبٍ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ : يَرَوْنَ الْبَعْثَ بَعِيدًا لِأَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ كَأَنَّهُمْ يَسْتَبْعِدُونَهُ عَلَى جِهَةِ الِاسْتِحَالَةِ كَمَا تَقُولُ لِمَنْ تُنَاظِرُهُ : هَذَا بَعِيدٌ ، أَيْ : لَا يَكُونُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=7وَنَرَاهُ قَرِيبًا أَيْ : نَعْلَمُهُ كَائِنًا قَرِيبًا ؛ لِأَنَّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ .
وَقِيلَ : الْمَعْنَى : وَنَرَاهُ هَيِّنًا فِي قُدْرَتِنَا غَيْرَ مُتَعَسِّرٍ وَلَا مُتَعَذِّرٍ ، وَالْجُمْلَةُ تَعْلِيلٌ لِلْأَمْرِ بِالصَّبْرِ .
ثُمَّ أَخْبَرَ سُبْحَانَهُ مَتَى يَقَعُ بِهِمُ الْعَذَابُ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=8يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ وَالظَّرْفُ مُتَعَلِّقٌ بِمُضْمَرٍ دَلَّ عَلَيْهِ وَاقِعٍ أَوْ بَدَلٌ مِنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=4فِي يَوْمٍ عَلَى تَقْدِيرِ تَعَلُّقِهِ بِـ " وَاقِعٍ " أَوْ مُتَعَلِّقٌ بِـ " قَرِيبًا " أَوْ مُقَدَّرٌ بَعْدَهُ ، أَيْ : يَوْمَ تَكُونُ إِلَخْ كَانَ كَيْتَ وَكَيْتَ ، أَوْ بَدَلٌ مِنَ الضَّمِيرِ فِي " نَرَاهُ " ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
وَالتَّقْدِيرُ : يَقَعُ بِهِمُ الْعَذَابُ يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ . وَالْمُهْلُ : مَا أُذِيبُ مِنَ النُّحَّاسِ وَالرَّصَاصِ وَالْفِضَّةِ .
وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : هُوَ الْقَيْحُ مِنَ الصَّدِيدِ وَالدَّمِ .
وَقَالَ
عِكْرِمَةُ وَغَيْرُهُ : هُوَ دُرْدِيُّ الزَّيْتِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ فِي سُورَةِ الْكَهْفِ وَالدُّخَانِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=9وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ أَيْ : كَالصُّوفِ الْمَصْبُوغِ ، وَلَا يُقَالُ لِلصُّوفِ عِهْنٌ إِلَّا إِذَا كَانَ مَصْبُوغًا .
قَالَ
الْحَسَنُ : تَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ ، وَهُوَ الصُّوفُ الْأَحْمَرُ ، وَهُوَ أَضْعَفُ الصُّوفِ ، وَقِيلَ : الْعِهْنُ : الصُّوفُ ذُو الْأَلْوَانِ ، فَشَبَّهَ الْجِبَالَ بِهِ فِي تَكَوُّنِهَا أَلْوَانًا كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=27جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ [ فَاطِرَ : 27 ] فَإِذَا بُسَّتْ وَطُيِّرَتْ فِي الْهَوَاءِ أَشْبَهَتِ الْعِهْنَ الْمَنْفُوشَ إِذَا طَيَّرَتْهُ الرِّيحُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=10وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا أَيْ :
nindex.php?page=treesubj&link=28766_30296_30351لَا يَسْأَلُ قَرِيبٌ قَرِيبَهُ عَنْ شَأْنِهِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ لِمَا نَزَلَ بِهِمْ مِنْ شِدَّةِ الْأَهْوَالِ الَّتِي أَذْهَلَتِ الْقَرِيبَ عَنْ قَرِيبِهِ ، وَالْخَلِيلَ عَنْ خَلِيلِهِ ، كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=37لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ [ عَبَسَ : 37 ] وَقِيلَ : الْمَعْنَى : لَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ عَنْ حَمِيمٍ ، فَحُذِفَ الْحَرْفُ وَوُصِلَ الْفِعْلُ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ لَا يَسْأَلُ مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ ، قِيلَ : وَالْمَفْعُولُ الثَّانِي مَحْذُوفٌ ، وَالتَّقْدِيرُ : لَا يَسْأَلُهُ نَصْرَهُ وَلَا شَفَاعَتَهُ ، وَقَرَأَ
أَبُو جَعْفَرٍ ،
وَأَبُو حَيْوَةَ ،
وَشَيْبَةُ ،
وَابْنُ كَثِيرٍ فِي رِوَايَةٍ عَنْهُ عَلَى الْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ .
وَرَوَى هَذِهِ الْقِرَاءَةَ
الْبَزِّيُّ عَنْ
عَاصِمٍ ، وَالْمَعْنَى : لَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ إِحْضَارَ حَمِيمِهِ ، وَقِيلَ : هَذِهِ الْقِرَاءَةُ عَلَى إِسْقَاطِ حَرْفِ الْجَرِّ ، أَيْ : لَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ عَنْ حَمِيمٍ ، بَلْ كُلُّ إِنْسَانٍ يَسْأَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ عَمَلِهِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=11يُبَصَّرُونَهُمْ مُسْتَأْنَفَةٌ ، أَوْ صِفَةٌ لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=10حَمِيمًا أَيْ : يُبَصَّرُ كُلُّ حَمِيمٍ حَمِيمَهُ ، لَا يَخْفَى مِنْهُمْ أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ .
وَلَيْسَ فِي الْقِيَامَةِ مَخْلُوقٌ وَإِلَّا وَهُوَ نُصْبُ عَيْنِ صَاحِبِهِ ، وَلَا يَتَسَاءَلُونَ وَلَا يُكَلِّمُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا لِاشْتِغَالِ كُلِّ أَحَدٍ مِنْهُمْ بِنَفْسِهِ ، وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : يُبَصِّرُ اللَّهُ الْكُفَّارَ فِي النَّارِ الَّذِينَ أَضَلُّوهُمْ فِي الدُّنْيَا وَهُمُ الرُّؤَسَاءُ الْمُتَّبَعُونَ .
وَقِيلَ : إِنَّ قَوْلَهُ : يُبَصَّرُونَهُمْ يَرْجِعُ إِلَى الْمَلَائِكَةِ ، أَيْ : يَعْرِفُونَ أَحْوَالَ النَّاسِ لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْهِمْ ، وَإِنَّمَا جُمِعَ الضَّمِيرُ فِي " يُبَصَّرُونَهُمْ " ، وَهُمَا لِلْحَمِيمَيْنِ حَمْلًا عَلَى مَعْنَى الْعُمُومِ ، لِأَنَّهُمَا نَكِرَتَانِ فِي سِيَاقِ النَّفْيِ ، قَرَأَ الْجُمْهُورُ يُبَصَّرُونَهُمْ بِالتَّشْدِيدِ ، وَقَرَأَ
قَتَادَةُ بِالتَّخْفِيفِ .
ثُمَّ ابْتَدَأَ سُبْحَانَهُ الْكَلَامَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=11يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ الْمُرَادُ بِالْمُجْرِمِ الْكَافِرُ ، أَوْ كُلُّ مُذْنِبٍ ذَنْبًا يَسْتَحِقُّ بِهِ النَّارَ ، لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ الَّذِي نَزَلَ بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=11بِبَنِيهِ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=12وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ أَعَزُّ النَّاسِ عَلَيْهِ وَأَكْرَمُهُمْ لَدَيْهِ ، فَلَوْ قُبِلَ مِنْهُ الْفِدَاءُ لَفَدَى بِهِمْ نَفْسَهَ وَخَلَصَ مِمَّا نَزَلَ بِهِ مِنَ الْعَذَابِ ، وَالْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لِبَيَانِ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30351_29468_30311اشْتِغَالَ كُلِّ مُجْرِمٍ بِنَفْسِهِ بَلَغَ إِلَى حَدٍّ يُوَدُّ الِافْتِدَاءَ مِنَ الْعَذَابِ بِمَنْ ذُكِرَ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=11مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِإِضَافَةِ " عَذَابِ " إِلَى " يَوْمِئِذٍ " .
وَقَرَأَ
أَبُو حَيْوَةَ بِتَنْوِينِ عَذَابٍ وَقَطْعِ الْإِضَافَةِ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ يَوْمَئِذٍ بِكَسْرِ الْمِيمِ ، وَقَرَأَ
نَافِعٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجُ ،
وَأَبُو حَيْوَةَ بِفَتْحِهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=13وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ أَيْ : عَشِيرَتِهِ الْأَقْرَبِينَ الَّذِينَ يَضُمُّونَهُ فِي النَّسَبِ أَوْ عِنْدَ الشَّدَائِدِ وَيَأْوِي إِلَيْهِمْ .
قَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ : الْفَصِيلَةُ دُونَ الْقَبِيلَةِ .
وَقَالَ
ثَعْلَبٌ : هُمْ آبَاؤُهُمُ الْأَدْنَوْنَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : الْفَصِيلَةُ الْقِطْعَةُ مِنْ أَعْضَاءِ الْجَسَدِ .
وَسُمِّيَتْ عَشِيرَةُ الرَّجُلِ فَصِيلَةً تَشْبِيهًا لَهَا بِالْبَعْضِ مِنْهُ .
وَقَالَ
مَالِكٌ : إِنَّ الْفَصِيلَةَ هِيَ الَّتِي تُرَبِّيهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=14وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا أَيْ : وَيَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوِ افْتَدَى بِمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنَ الثَّقَلَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنَ الْخَلَائِقِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=14ثُمَّ يُنْجِيهِ مَعْطُوفٌ عَلَى يَفْتَدِي ، أَيْ : يَوَدُّ لَوْ يَفْتَدِي ثُمَّ يُنْجِيهِ الِافْتِدَاءُ ، وَكَانَ الْعَطْفُ بِثُمَّ لِدَلَالَتِهَا عَلَى اسْتِبْعَادِ النَّجَاةِ ، وَقِيلَ : إِنَّ " يَوَدُّ " تَقْتَضِي جَوَابًا كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=9وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ [ الْقَلَمِ : 9 ] وَالْجَوَابُ " ثُمَّ يُنْجِيهِ " ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
وَقَوْلُهُ : كَلَّا رَدْعٌ لِلْمُجْرِمِ عَنْ تِلْكَ الْوَدَادَةِ ، وَبَيَانُ امْتِنَاعِ مَا وَدَّهُ مِنَ الِافْتِدَاءِ ، وَ " كَلَّا " يَأْتِي بِمَعْنَى حَقًّا ، وَبِمَعْنَى " لَا " مَعَ تَضَمُّنِهَا لِمَعْنَى الزَّجْرِ وَالرَّدْعِ ، وَالضَّمِيرُ فِي
[ ص: 1530 ] قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=15إِنَّهَا لَظَى لِجَهَنَّمَ ، وَاشْتِقَاقُهَا مِنَ التَّلَظِّي فِي النَّارِ وَهُوَ التَّلَهُّبُ ، وَقِيلَ : أَصْلُهُ لَظَظٌ بِمَعْنَى دَوَامِ الْعَذَابِ ، فَقُلِبَتْ إِحْدَى الظَّاءَيْنِ أَلِفًا ، وَقِيلَ : لَظَى : هِيَ الدَّرَكَةُ الثَّانِيَةُ مِنْ طِبَاقِ جَهَنَّمَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=16نَزَّاعَةً لِلشَّوَى قَرَأَ الْجُمْهُورُ " نَزَّاعَةٌ " بِالرَّفْعِ عَلَى أَنَّهُ خَبَرٌ ثَانٍ لِ " إِنَّ " ، أَوْ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، أَوْ تَكُونُ لَظَى بَدَلًا مِنَ الضَّمِيرِ الْمَنْصُوبِ ، وَنَزَّاعَةٌ خَبَرُ إِنَّ ، أَوْ عَلَى أَنَّ نَزَّاعَةً صِفَةٌ لِلَظَى عَلَى تَقْدِيرِ عَدَمِ كَوْنِهَا عَلَمًا ، أَوْ يَكُونُ الضَّمِيرُ فِي أَنَّهَا لِلْقِصَّةِ ، وَيَكُونُ لَظًى مُبْتَدَأً وَنَزَّاعَةٌ خَبَرَهُ ، وَالْجُمْلَةُ خَبَرُ إِنَّ ، وَقَرَأَ
حَفْصٌ عَنْ
عَاصِمٍ ،
وَأَبُو عَمْرٍو فِي رِوَايَةٍ عَنْهُ
وَأَبُو حَيْوَةَ ،
وَالزَّعْفَرَانِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ ،
وَابْنُ مِقْسَمٍ نَزَّاعَةً بِالنَّصْبِ عَلَى الْحَالِ .
وَقَالَ
أَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ : حَمْلُهُ عَلَى الْحَالِ بَعِيدٌ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْكَلَامِ مَا يَعْمَلُ فِي الْحَالِ ، وَقِيلَ : الْعَامِلُ فِيهَا مَا دَلَّ عَلَيْهِ الْكَلَامُ مِنْ مَعْنَى التَّلَظِّي ، أَوِ النَّصْبُ عَلَى الِاخْتِصَاصِ ، وَالشَّوَى الْأَطْرَافُ ، أَوْ جَمْعُ شَوَاةٍ ، وَهِيَ جِلْدَةُ الرَّأْسِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الْأَعْشَى :
قَالَتْ nindex.php?page=showalam&ids=11179قَتِيلَةُ مَا لَهُ قَدْ جُلِّلَتْ شَيْبًا شَوَاتُهُ
وَقَالَ
الْحَسَنُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15603وَثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=16نَزَّاعَةً لِلشَّوَى ، أَيْ : لِمْكَارِمِ الْوَجْهِ وَحُسْنِهِ ، وَكَذَا قَالَ
أَبُو الْعَالِيَةِ ،
وَقَتَادَةُ : تَبْرِي اللَّحْمَ وَالْجِلْدَ عَنِ الْعَظْمِ حَتَّى لَا تَتْرُكَ فِيهِ شَيْئًا .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ : هِيَ الْمَفَاصِلُ .
وَقَالَ
أَبُو صَالِحٍ : هِيَ أَطْرَافُ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ .
تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ أَيْ : تَدْعُو لَظَى مَنْ أَدْبَرَ عَنِ الْحَقِّ فِي الدُّنْيَا وَتَوَلَّى أَيْ أَعْرَضَ عَنْهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=18وَجَمَعَ فَأَوْعَى أَيْ : جَمَعَ الْمَالَ فَجَعَلَهُ فِي وِعَاءٍ ، قِيلَ : إِنَّهَا تَقُولُ : إِلَيَّ يَا مُشْرِكُ ، إِلَيَّ يَا مُنَافِقُ ، وَقِيلَ : مَعْنَى تَدْعُو تُهْلِكُ ، تَقُولُ الْعَرَبُ : دَعَاكَ اللَّهُ ، أَيْ : أَهْلَكَكَ ، وَقِيلَ : لَيْسَ هُوَ الدُّعَاءُ بِاللِّسَانِ ، وَلَكِنْ دُعَاؤُهَا إِيَّاهُمْ تَمَكُّنُهَا مِنْ عَذَابِهِمْ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ أَنَّ خَزَنَةَ جَهَنَّمَ تَدْعُو الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ فَأَسْنَدَ الدُّعَاءَ إِلَى النَّارِ ، مِنْ بَابِ إِسْنَادِ مَا هُوَ لِلْحَالِ إِلَى الْمَحَلِّ ، وَقِيلَ : هُوَ تَمْثِيلٌ وَتَخْيِيلٌ ، وَلَا دُعَاءَ فِي الْحَقِيقَةِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّ مَصِيرَهُمْ إِلَيْهَا ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ :
وَلَقَدْ هَبَطْنَا الْوَادِ بَيْنَ قُوَّادِنَا نَدْعُو الْأَنِيسَ بِهِ الْغَصِيصُ الْأَبْكَمُ
وَالْغَصِيصُ الْأَبْكَمُ : الذُّبَابُ ، وَهِيَ لَا تَدْعُو ، وَفِي هَذَا ذَمٌّ لِمَنْ جَمَعَ الْمَالَ فَأَوْعَاهُ ، وَكَنَزَهُ وَلَمْ يُنْفِقْهُ فِي سُبُلِ الْخَيْرِ ، أَوْ لَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14906الْفِرْيَابِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=1سَأَلَ سَائِلٌ قَالَ : هُوَ
النَّضْرُ بْنُ الْحَرْثِ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ .
وَفِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=1بِعَذَابٍ وَاقِعٍ قَالَ : كَائِنٌ لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ قَالَ : ذِي الدَّرَجَاتِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=1سَأَلَ سَائِلٌ قَالَ : " سَالَ " وَادٍ فِي جَهَنَّمَ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=3ذِي الْمَعَارِجِ قَالَ : ذِي الْعُلُوِّ وَالْفَوَاضِلِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=4فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ قَالَ : مُنْتَهَى أَمْرِهِ مِنْ أَسْفَلِ الْأَرَضِينَ إِلَى مُنْتَهَى أَمْرِهِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ مِقْدَارُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=5يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ [ السَّجْدَةِ : 5 ] قَالَ : يَعْنِي بِذَلِكَ يَنْزِلُ الْأَمْرُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ وَمِنَ الْأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ ، فَذَلِكَ مِقْدَارُ أَلْفِ سَنَةٍ ؛ لِأَنَّ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ مَسِيرَةُ خَمْسُمِائَةِ عَامٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ : غِلَظُ كُلِّ أَرْضٍ خَمْسُمِائَةُ عَامٍ ، وَغِلَظُ كُلِّ سَمَاءٍ خَمْسُمِائَةُ عَامٍ ، وَبَيْنَ كُلِّ أَرْضٍ خَمْسُمِائَةِ عَامٍ ، وَمِنَ السَّمَاءِ إِلَى السَّمَاءِ خَمْسُمِائَةِ عَامٍ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=4فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْبَعْثِ عَنْهُ أَيْضًا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=5فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ قَالَ : هَذَا فِي الدُّنْيَا تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ، وَفِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=4فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ فَهَذَا يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَعَلَهُ اللَّهُ عَلَى الْكَافِرِ مِقْدَارَ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْهُ أَيْضًا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=4فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ قَالَ : لَوْ قَدَّرْتُمُوهُ لَكَانَ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ مِنْ أَيَّامِكُمْ .
قَالَ : يَعْنِي : يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
وَقَدْ قَدَّمْنَا عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ الْوَقْفُ فِي الْجَمْعِ بَيْنَ الْآيَتَيْنِ فِي سُورَةِ السَّجْدَةِ .
وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ ،
وَأَبُو يَعْلَى ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْبَعْثِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=4يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ مَا أَطْوَلَ هَذَا الْيَوْمَ ؟ فَقَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021695وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لِيُخَفَّفُ عَنِ الْمُؤْمِنِ حَتَّى يَكُونَ أَهْوَنَ عَلَيْهِ مِنْ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ يُصَلِّيهَا فِي الدُّنْيَا .
وَفِي إِسْنَادِهِ
دَرَّاجٌ عَنْ
أَبِي الْهَيْثَمِ ، وَهُمَا ضَعِيفَانِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَالْحَاكِمُ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْبَعْثِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا قَالَ :
مَا قَدْرُ طُولِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِلَّا كَقَدْرِ مَا بَيْنَ الظُّهْرِ إِلَى الْعَصْرِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14155الْحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ فِي نَوَادِرِ الْأُصُولِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=5فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا قَالَ : لَا تَشْكُو إِلَى أَحَدٍ غَيْرِي .
وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
وَالْخَطِيبُ فِي الْمُتَّفِقِ وَالْمُفْتَرِقِ وَالضِّيَاءُ فِي الْمُخْتَارَةِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=8يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ قَالَ : كَدُرْدِيِّ الزَّيْتِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْهُ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=11يُبَصَّرُونَهُمْ يَعْرِفُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَيَتَعَارَفُونَ ثُمَّ يَفِرُّ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْهُ أَيْضًا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=16نَزَّاعَةً لِلشَّوَى قَالَ : تَنْزِعُ أُمَّ الرَّأْسِ .