وهي مدنية .
قال
القرطبي : في قول الجميع .
وأخرج
ابن الضريس ،
والنحاس ،
وابن مردويه ،
والبيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : نزلت
nindex.php?page=treesubj&link=28889_28883_32312سورة الممتحنة بالمدينة .
وأخرج
ابن مردويه عن
ابن الزبير مثله .
والممتحنة بكسر الحاء اسم فاعل أضيف الفعل إليها مجازا ، كما سميت سورة براءة الفاضحة لكشفها عن عيوب المنافقين ، وقيل : الممتحنة بفتح الحاء اسم مفعول إضافة إلى المرأة التي نزلت فيها ، وهي
nindex.php?page=showalam&ids=11720أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ، لقوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=10فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن [ الممتحنة : 10 ] .
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=2إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=3لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة يفصل بينكم والله بما تعملون بصير
قال المفسرون : نزلت :
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29031_32312_32351يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء في
nindex.php?page=showalam&ids=195حاطب بن أبي بلتعة حين كتب إلى مشركي
قريش بمسير النبي صلى الله عليه وسلم إليهم ، وسيأتي ذكر القصة آخر البحث إن شاء الله ، وقوله : عدوي هو المفعول الأول وعدوكم معطوف عليه ، والمفعول الثاني أولياء ، وأضاف سبحانه العدو إلى نفسه تعظيما لجرمهم ، والعدو مصدر يطلق على الواحد والاثنين والجماعة ، والآية تدل على النهي عن
nindex.php?page=treesubj&link=28802_18272_29435موالاة الكفار بوجه من الوجوه
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1تلقون إليهم بالمودة أي توصلون إليهم المودة ؛ على أن الباء زائدة ، أو هي سببية .
والمعنى : تلقون إليهم أخبار النبي صلى الله عليه وسلم بسبب المودة التي بينكم وبينهم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : تلقون إليهم أخبار النبي صلى الله عليه وسلم وسره بالمودة التي بينكم وبينهم ، والجملة في محل نصب على الحال من ضمير " تتخذوا " ويجوز أن تكون مستأنفة لقصد الإخبار بما تضمنته أو لتفسير موالاتهم إياهم ، ويجوز أن تكون في محل نصب صفة لأولياء ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1وقد كفروا بما جاءكم من الحق في محل نصب على الحال من فاعل " تلقون " ، أو من فاعل " لا تتخذوا " ، ويجوز أن تكون مستأنفة لبيان حال الكفار .
قرأ الجمهور
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1بما جاءكم بالباء الموحدة .
وقرأ
الجحدري ،
وعاصم في رواية عنه " لما جاءكم " باللام : أي لأجل ما جاءكم من الحق على حذف المكفور به : أي كفروا بالله والرسول لأجل ما جاءكم من الحق ، أو على جعل ما هو سبب للإيمان سببا للكفر توبيخا لهم
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1يخرجون الرسول وإياكم الجملة مستأنفة لبيان كفرهم ، أو في محل نصب على الحال ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1أن تؤمنوا بالله ربكم تعليل للإخراج : أي يخرجونكم لأجل إيمانكم ، أو كراهة أن تؤمنوا
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي جواب الشرط محذوف ، أي : إن كنتم كذلك فلا تلقوا إليهم بالمودة ، أو إن كنتم كذلك فلا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ، وانتصاب " جهادا " و " ابتغاء " على العلة : أي إن كنتم خرجتم لأجل الجهاد في سبيلي ولأجل ابتغاء مرضاتي ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1تسرون إليهم بالمودة مستأنفة للتقريع والتوبيخ : أي تسرون إليهم الأخبار بسبب المودة ، وقيل : هي بدل من قوله : تلقون ثم أخبر سبحانه بأنه لا يخفى عليه من أحوالهم
[ ص: 1482 ] شيء ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29031_28781وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم والجملة في محل نصب على الحال : أي بما أضمرتم وما أظهرتم ، والباء في " بما " زائدة : يقال علمت كذا وعلمت بكذا ، هذا على أن " أعلم " مضارع ، وقيل : هو أفعل تفضيل ، أعلم من كل أحد بما تخفون وما تعلنون
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل أي من يفعل ذلك الاتخاذ لعدوي وعدوكم أولياء ويلقي إليهم بالمودة فقد أخطأ طريق الحق والصواب وضل عن قصد السبيل .
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=2nindex.php?page=treesubj&link=29031_29435إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء أي إن يلقوكم ويصادفوكم يظهروا لكم ما في قلوبهم من العداوة ، ومنه المثاقفة ، وهي طلب مصادفة الغرة في المسابقة ، وقيل : المعنى : إن يظفروا بكم ويتمكنوا منكم ، والمعنيان متقاربان
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=2ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء أي يبسطوا إليكم أيديهم بالضرب ونحوه ، وألسنتهم بالشتم ونحوه
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=2وودوا لو تكفرون هذا معطوف على جواب الشرط ، أو على جملة الشرط والجزاء ، ورجح هذا
أبو حيان ، والمعنى : أنهم تمنوا ارتدادهم وودوا رجوعهم إلى الكفر .
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=3لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم أي لا تنفعكم القرابات على عمومها ولا الأولاد ، وخصهم بالذكر مع دخولهم في الأرحام لمزيد المحبة لهم والحنو عليهم ، والمعنى : أن هؤلاء لا ينفعونكم حتى توالوا الكفار لأجلهم كما وقع في قصة
nindex.php?page=showalam&ids=195حاطب بن أبي بلتعة ، بل الذي ينفعكم هو ما أمركم الله به من معاداة الكفار وترك موالاتهم ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=29031_28766يوم القيامة يفصل بينكم مستأنفة لبيان عدم نفع الأرحام والأولاد في ذلك اليوم ، ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=3يفصل بينكم يفرق بينكم ، فيدخل أهل طاعته الجنة ، وأهل معصيته النار .
وقيل : المراد بالفصل بينهم أنه يفر كل منهم من الآخر من شدة الهول كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=34يوم يفر المرء من أخيه الآية .
قيل : ويجوز أن يتعلق " يوم القيامة " بما قبله : أي لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة ، فيوقف عليه . ويبتدأ بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=3يفصل بينكم والأولى أن يتعلق بما بعده كما ذكرنا
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=3والله بما تعملون بصير لا يخفى عليه شيء من أقوالكم وأفعالكم ، فهو مجازيكم على ذلك .
قرأ الجمهور " يفصل " بضم الياء وتخفيف الفاء وفتح الصاد مبنيا للمفعول ، واختار هذه القراءة
أبو عبيد .
وقرأ
عاصم بفتح الياء وكسر الصاد مبنيا للفاعل .
وقرأ
حمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي بضم الياء وفتح الفاء وكسر الصاد مشددة .
وقرأ
علقمة بالنون .
وقرأ
قتادة ،
وأبو حيوة بضم الياء وكسر الصاد مخففة .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ،
ومسلم وغيرهما
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021610عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير ، والمقداد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها فأتوني به ، فخرجنا حتى أتينا الروضة ، فإذا نحن بالظعينة ، فقلنا : أخرجي الكتاب ، قالت : ما معي من كتاب ، فقلنا : لتخرجن الكتاب أو لتلقين الثياب ، فأخرجته من عقاصها ، فأتينا به النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا فيه : من nindex.php?page=showalam&ids=195nindex.php?page=treesubj&link=30883_32351حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين بمكة يخبرهم ببعض أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما هذا يا حاطب ؟ قال : لا تعجل علي يا رسول الله ، إني كنت امرأ ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسها ، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم وأموالهم بمكة ، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أصطنع إليهم يدا يحمون بها قرابتي ، وما فعلت ذلك كفرا ولا ارتدادا عن ديني ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : صدق ، فقال عمر : دعني أضرب عنقه ، فقال : إنه شهد بدرا ، وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال : " اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " . ونزلت nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة .
وفي الباب أحاديث مسندة ومرسلة متضمنة لبيان هذه القصة ، وأن هذه الآيات إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=4قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم [ الممتحنة : 4 ] نازلة في ذلك .
وَهِيَ مَدَنِيَّةٌ .
قَالَ
الْقُرْطُبِيُّ : فِي قَوْلِ الْجَمِيعِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الضُّرَيْسِ ،
وَالنَّحَّاسُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : نَزَلَتْ
nindex.php?page=treesubj&link=28889_28883_32312سُورَةُ الْمُمْتَحَنَةِ بِالْمَدِينَةِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
ابْنِ الزُّبَيْرِ مِثْلَهُ .
وَالْمُمْتَحِنَةُ بِكَسْرِ الْحَاءِ اسْمُ فَاعِلٍ أُضِيفَ الْفِعْلُ إِلَيْهَا مَجَازًا ، كَمَا سُمِّيَتْ سُورَةُ بَرَاءَةَ الْفَاضِحَةَ لِكَشْفِهَا عَنْ عُيُوبِ الْمُنَافِقِينَ ، وَقِيلَ : الْمُمْتَحَنَةُ بِفَتْحِ الْحَاءِ اسْمُ مَفْعُولٍ إِضَافَةً إِلَى الْمَرْأَةِ الَّتِي نَزَلَتْ فِيهَا ، وَهِيَ
nindex.php?page=showalam&ids=11720أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ ، لِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=10فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ [ الْمُمْتَحَنَةِ : 10 ] .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=2إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=3لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : نَزَلَتْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29031_32312_32351يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=195حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ حِينَ كَتَبَ إِلَى مُشْرِكِي
قُرَيْشٍ بِمَسِيرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ ، وَسَيَأْتِي ذِكْرُ الْقِصَّةِ آخِرَ الْبَحْثِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، وَقَوْلُهُ : عَدُوِّي هُوَ الْمَفْعُولُ الْأَوَّلُ وَعَدُوَّكُمْ مَعْطُوفٌ عَلَيْهِ ، وَالْمَفْعُولُ الثَّانِي أَوْلِيَاءَ ، وَأَضَافَ سُبْحَانَهُ الْعَدُوَّ إِلَى نَفْسِهِ تَعْظِيمًا لِجُرْمِهِمْ ، وَالْعَدُوُّ مَصْدَرٌ يُطْلَقُ عَلَى الْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ وَالْجَمَاعَةِ ، وَالْآيَةُ تَدُلُّ عَلَى النَّهْيِ عَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=28802_18272_29435مُوَالَاةِ الْكُفَّارِ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ أَيْ تُوصِلُونَ إِلَيْهِمُ الْمَوَدَّةَ ؛ عَلَى أَنَّ الْبَاءَ زَائِدَةٌ ، أَوْ هِيَ سَبَبِيَّةٌ .
وَالْمَعْنَى : تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ أَخْبَارَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبَبِ الْمَوَدَّةِ الَّتِي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ أَخْبَارَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسِرَّهُ بِالْمَوَدَّةِ الَّتِي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ نَصَبٍ عَلَى الْحَالِ مِنْ ضَمِيرِ " تَتَّخِذُوا " وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مُسْتَأْنَفَةً لِقَصْدِ الْإِخْبَارِ بِمَا تَضَمَّنَتْهُ أَوْ لِتَفْسِيرِ مُوَالَاتِهِمْ إِيَّاهُمْ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ صِفَةً لِأَوْلِيَاءَ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ مِنْ فَاعِلِ " تُلْقُونَ " ، أَوْ مِنْ فَاعِلِ " لَا تَتَّخِذُوا " ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مُسْتَأْنَفَةً لِبَيَانِ حَالِ الْكُفَّارِ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1بِمَا جَاءَكُمْ بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ .
وَقَرَأَ
الْجَحْدَرِيُّ ،
وَعَاصِمٌ فِي رِوَايَةٍ عَنْهُ " لِمَا جَاءَكُمْ " بِاللَّامِ : أَيْ لِأَجْلِ مَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ عَلَى حَذْفِ الْمَكْفُورِ بِهِ : أَيْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَالرَّسُولِ لِأَجْلِ مَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ ، أَوْ عَلَى جَعْلِ مَا هُوَ سَبَبٌ لِلْإِيمَانِ سَبَبًا لِلْكُفْرِ تَوْبِيخًا لَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ الْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لِبَيَانِ كُفْرِهِمْ ، أَوْ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ تَعْلِيلٌ لِلْإِخْرَاجِ : أَيْ يُخْرِجُونَكُمْ لِأَجْلِ إِيمَانِكُمْ ، أَوْ كَرَاهَةَ أَنْ تُؤْمِنُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي جَوَابُ الشَّرْطِ مَحْذُوفٌ ، أَيْ : إِنْ كُنْتُمْ كَذَلِكَ فَلَا تُلْقُوا إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ ، أَوْ إِنْ كُنْتُمْ كَذَلِكَ فَلَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُّوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ ، وَانْتِصَابُ " جِهَادًا " وَ " ابْتِغَاءَ " عَلَى الْعِلَّةِ : أَيْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ لِأَجْلِ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِي وَلِأَجْلِ ابْتِغَاءِ مَرْضَاتِي ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ مُسْتَأْنَفَةٌ لِلتَّقْرِيعِ وَالتَّوْبِيخِ : أَيْ تُسِرُّونَ إِلَيْهِمُ الْأَخْبَارَ بِسَبَبِ الْمَوَدَّةِ ، وَقِيلَ : هِيَ بَدَلٌ مِنْ قَوْلِهِ : تُلْقُونَ ثُمَّ أَخْبَرَ سُبْحَانَهُ بِأَنَّهُ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ أَحْوَالِهِمْ
[ ص: 1482 ] شَيْءٌ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29031_28781وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ : أَيْ بِمَا أَضْمَرْتُمْ وَمَا أَظْهَرْتُمْ ، وَالْبَاءُ فِي " بِمَا " زَائِدَةٌ : يُقَالُ عَلِمْتُ كَذَا وَعَلِمْتُ بِكَذَا ، هَذَا عَلَى أَنَّ " أَعْلَمَ " مُضَارِعٌ ، وَقِيلَ : هُوَ أَفْعَلُ تَفْضِيلٍ ، أَعْلَمُ مِنْ كُلِّ أَحَدٍ بِمَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ أَيْ مَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ الِاتِّخَاذَ لِعَدُوِّي وَعَدُوِّكُمْ أَوْلِيَاءَ وَيُلْقِي إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ فَقَدْ أَخْطَأَ طَرِيقَ الْحَقِّ وَالصَّوَابِ وَضَلَّ عَنْ قَصْدِ السَّبِيلِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=2nindex.php?page=treesubj&link=29031_29435إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً أَيْ إِنْ يَلْقَوْكُمْ وَيُصَادِفُوكُمْ يُظْهِرُوا لَكُمْ مَا فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ ، وَمِنْهُ الْمُثَاقَفَةُ ، وَهِيَ طَلَبُ مُصَادَفَةِ الْغُرَّةِ فِي الْمُسَابَقَةِ ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى : إِنْ يَظْفَرُوا بِكُمْ وَيَتَمَكَّنُوا مِنْكُمْ ، وَالْمَعْنَيَانِ مُتَقَارِبَانِ
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=2وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ أَيْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ بِالضَّرْبِ وَنَحْوِهِ ، وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالشَّتْمِ وَنَحْوِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=2وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ هَذَا مَعْطُوفٌ عَلَى جَوَابِ الشَّرْطِ ، أَوْ عَلَى جُمْلَةِ الشَّرْطِ وَالْجَزَاءِ ، وَرَجَّحَ هَذَا
أَبُو حَيَّانَ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُمْ تَمَنُّوا ارْتِدَادَهُمْ وَوَدُّوا رُجُوعَهُمْ إِلَى الْكُفْرِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=3لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ أَيْ لَا تَنْفَعُكُمُ الْقُرَابَاتُ عَلَى عُمُومِهَا وَلَا الْأَوْلَادُ ، وَخَصَّهُمْ بِالذِّكْرِ مَعَ دُخُولِهِمْ فِي الْأَرْحَامِ لِمَزِيدِ الْمَحَبَّةِ لَهُمْ وَالْحُنُوِّ عَلَيْهِمْ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّ هَؤُلَاءِ لَا يَنْفَعُونَكُمْ حَتَّى تُوَالُوا الْكُفَّارَ لِأَجْلِهِمْ كَمَا وَقَعَ فِي قِصَّةِ
nindex.php?page=showalam&ids=195حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ ، بَلِ الَّذِي يَنْفَعُكُمْ هُوَ مَا أَمَرَكُمُ اللَّهُ بِهِ مِنْ مُعَادَاةِ الْكُفَّارِ وَتَرْكِ مُوَالَاتِهِمْ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=29031_28766يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ مُسْتَأْنَفَةٌ لِبَيَانِ عَدَمِ نَفْعِ الْأَرْحَامِ وَالْأَوْلَادِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=3يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ يُفَرِّقُ بَيْنَكُمْ ، فَيُدْخِلُ أَهْلَ طَاعَتِهِ الْجَنَّةَ ، وَأَهْلَ مَعْصِيَتِهِ النَّارَ .
وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالْفَصْلِ بَيْنَهُمْ أَنَّهُ يَفِرُّ كُلٌّ مِنْهُمْ مِنَ الْآخَرِ مِنْ شِدَّةِ الْهَوْلِ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=34يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ الْآيَةَ .
قِيلَ : وَيَجُوزُ أَنْ يَتَعَلَّقَ " يَوْمَ الْقِيَامَةِ " بِمَا قَبْلَهُ : أَيْ لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيُوقَفُ عَلَيْهِ . وَيُبْتَدَأُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=3يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَالْأَوْلَى أَنْ يَتَعَلَّقَ بِمَا بَعْدَهُ كَمَا ذَكَرْنَا
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=3وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ أَقْوَالِكُمْ وَأَفْعَالِكُمْ ، فَهُوَ مُجَازِيكُمْ عَلَى ذَلِكَ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ " يُفْصَلُ " بِضَمِّ الْيَاءِ وَتَخْفِيفِ الْفَاءِ وَفَتْحِ الصَّادِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ ، وَاخْتَارَ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ
أَبُو عُبَيْدٍ .
وَقَرَأَ
عَاصِمٌ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَكَسْرِ الصَّادِ مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ .
وَقَرَأَ
حَمْزَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ بِضَمِّ الْيَاءِ وَفَتْحِ الْفَاءِ وَكَسْرِ الصَّادِ مُشَدَّدَةً .
وَقَرَأَ
عَلْقَمَةُ بِالنُّونِ .
وَقَرَأَ
قَتَادَةُ ،
وَأَبُو حَيْوَةَ بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ الصَّادِ مُخَفَّفَةً .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ ،
وَمُسْلِمٌ وَغَيْرُهُمَا
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021610عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ : بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَالزُّبَيْرُ ، وَالْمِقْدَادُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ فَإِنَّ بِهَا ظَعِينَةً مَعَهَا كِتَابٌ فَخُذُوهُ مِنْهَا فَأْتُونِي بِهِ ، فَخَرَجْنَا حَتَّى أَتَيْنَا الرَّوْضَةَ ، فَإِذَا نَحْنُ بِالظَّعِينَةِ ، فَقُلْنَا : أَخْرِجِي الْكِتَابَ ، قَالَتْ : مَا مَعِي مِنْ كِتَابٍ ، فَقُلْنَا : لِتُخْرِجِنَّ الْكِتَابَ أَوْ لِتُلْقِيَنَّ الثِّيَابَ ، فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ عِقَاصِهَا ، فَأَتَيْنَا بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِذَا فِيهِ : مِنْ nindex.php?page=showalam&ids=195nindex.php?page=treesubj&link=30883_32351حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى أُنَاسٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ بِمَكَّةَ يُخْبِرُهُمْ بِبَعْضِ أَمْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا هَذَا يَا حَاطِبُ ؟ قَالَ : لَا تَعْجَلْ عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مُلْصَقًا فِي قُرَيْشٍ وَلَمْ أَكُنْ مِنْ أَنْفُسِهَا ، وَكَانَ مَنْ مَعَكَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ لَهُمْ قُرَابَاتٌ يَحْمُونَ بِهَا أَهْلِيهِمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِمَكَّةَ ، فَأَحْبَبْتُ إِذْ فَاتَنِي ذَلِكَ مِنَ النَّسَبِ فِيهِمْ أَنْ أَصْطَنِعَ إِلَيْهِمْ يَدًا يَحْمُونَ بِهَا قَرَابَتِي ، وَمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ كُفْرًا وَلَا ارْتِدَادًا عَنْ دِينِي ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : صَدَقَ ، فَقَالَ عُمَرُ : دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَهُ ، فَقَالَ : إِنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا ، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ : " اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ " . وَنَزَلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=1يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ .
وَفِي الْبَابِ أَحَادِيثُ مُسْنَدَةٌ وَمُرْسَلَةٌ مُتَضَمِّنَةٌ لِبَيَانِ هَذِهِ الْقِصَّةِ ، وَأَنَّ هَذِهِ الْآيَاتِ إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=4قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ [ الْمُمْتَحَنَةِ : 4 ] نَازِلَةٌ فِي ذَلِكَ .