nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11nindex.php?page=treesubj&link=29030_30569ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=12لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=13لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=15كمثل الذين من قبلهم قريبا ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=16كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=17فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=18يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=19ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=20لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون
لما فرغ سبحانه من ذكر الطبقات الثلاث من المؤمنين ، ذكر ما جرى بين المنافقين
واليهود من المقاولة لتعجيب المؤمنين من حالهم ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11ألم تر إلى الذين نافقوا والخطاب لرسول الله ، أو لكل من يصلح له ، والذين نافقوا هم
عبد الله بن أبي وأصحابه ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب مستأنفة لبيان المتعجب منه ، والتعبير بالمضارع لاستحضار الصورة أو للدلالة
[ ص: 1478 ] على الاستمرار ، وجعلهم إخوانا لهم لكون الكفر قد جمعهم ، وإن اختلف نوع كفرهم فهم إخوان في الكفر ، واللام في
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11لإخوانهم هي لام التبليغ ، وقيل : هو من قول
بني النضير لبني قريظة ، والأول أولى ؛ لأن
بني النضير وبني قريظة هم
يهود ، والمنافقون غيرهم ، واللام في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11لئن أخرجتم هي الموطئة للقسم : أي والله لئن أخرجتم من دياركم لنخرجن معكم ، هذا جواب القسم : أي لنخرجن من ديارنا في صحبتكم
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11ولا نطيع فيكم أي في شأنكم ، ومن أجلكم أحدا ممن يريد أن يمنعنا من الخروج معكم وإن طال الزمان ، وهو معنى قوله : أبدا ثم لما وعدوهم بالخروج معهم وعدوهم بالنصرة لهم ، فقالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11وإن قوتلتم لننصرنكم على عدوكم .
ثم كذبهم سبحانه فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11والله يشهد إنهم لكاذبون فيما وعدوهم به من الخروج معهم والنصرة لهم .
ثم لما أجمل كذبهم فيما وعدوا به فصل ما كذبوا فيه فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=12لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم وقد كان الأمر كذلك ، فإن المنافقين لم يخرجوا مع من أخرج من
اليهود وهم
بنو النضير ومن معهم ولم ينصروا من قوتل من
اليهود وهم
بنو قريظة وأهل خيبر nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=12ولئن نصروهم أي لو قدر وجود نصرهم إياهم ؛ لأن ما نفاه الله لا يجوز وجوده .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : معناه لو قصدوا نصر
اليهود ليولن الأدبار منهزمين
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=12ثم لا ينصرون يعني
اليهود لا يصيرون منصورين إذا انهزم ناصرهم ، وهم المنافقون ، وقيل : يعني لا يصير المنافقون منصورين بعد ذلك ، بل يذلهم الله ولا ينفعهم نفاقهم ، وقيل : معنى الآية : لا ينصرونهم طائعين
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=12ولئن نصروهم مكرهين ليولن الأدبار ، وقيل : معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=12لا ينصرونهم : لا يدومون على نصرهم ، والأول أولى ، ويكون من باب قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=28ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه .
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=13لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله أي لأنتم يا معاشر المسلمين أشد خوفا وخشية في صدور المنافقين ، أو صدور
اليهود ، أو صدور الجميع من الله : أي من رهبة الله ، والرهبة هنا بمعنى المرهوبية ، لأنها مصدر من المبني للمفعول ، وانتصابها على التمييز
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=13ذلك بأنهم قوم لا يفقهون أي ما ذكر من الرهبة الموصوفة بسبب عدم فقههم لشيء من الأشياء ولو كان لهم فقه لعلموا أن الله سبحانه هو الذي سلطكم عليهم ، فهو أحق بالرهبة منه دونكم .
ثم أخبر سبحانه بمزيد فشلهم وضعف نكايتهم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14لا يقاتلونكم جميعا يعني لا يبرز
اليهود والمنافقون مجتمعين لقتالكم ولا يقدرون على ذلك إلا في قرى محصنة بالدروب والدور
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14أو من وراء جدر أي من خلف الحيطان التي يستترون بها لجبنهم ورهبتهم .
قرأ الجمهور جدر بالجمع ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
ومجاهد ،
وابن محيصن ،
وابن كثير ،
وأبو عمرو " جدار " بالإفراد .
واختار القراءة الأولى
أبو عبيد ،
وأبو حاتم لأنها موافقة لقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14قرى محصنة .
وقرأ بعض المكيين " جدر " بفتح الجيم وإسكان الدال ، وهي لغة في الجدار .
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14بأسهم بينهم شديد أي بعضهم غليظ فظ على بعض ، قلوبهم مختلفة ونياتهم متباينة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : المراد اختلاف قلوبهم حتى لا يتفقوا على أمر واحد .
وقال
مجاهد : بأسهم بينهم شديد بالكلام والوعيد ليفعلن كذا .
والمعنى : أنهم إذا انفردوا نسبوا أنفسهم إلى الشدة والبأس ، وإذا لاقوا عدوا ذلوا وخضعوا وانهزموا ، وقيل : المعنى أن بأسهم بالنسبة إلى أقرانهم شديد ، وإنما ضعفهم بالنسبة إليكم لما قذف الله في قلوبهم من الرعب ، والأول أولى لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى فإنه يدل على أن اجتماعهم إنما هو في الظاهر مع تخالف قلوبهم في الباطن ، وهذا التخالف هو البأس الذي بينهم الموصوف بالشدة ، ومعنى " شتى " متفرقة ، قال
مجاهد : يعني
اليهود والمنافقين تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى .
وروي عنه أيضا أنه قال : المراد المنافقون .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري : هم المشركون وأهل الكتاب .
قال
قتادة :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14تحسبهم جميعا أي : مجتمعين على أمر ورأي ،
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14وقلوبهم شتى متفرقة ، فأهل الباطل مختلفة آراؤهم مختلفة شهادتهم مختلفة أهواؤهم ، وهم مجتمعون في عداوة أهل الحق .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود " وقلوبهم أشت " أي أشد اختلافا
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14ذلك بأنهم قوم لا يعقلون أي : ذلك الاختلاف والتشتت بسبب أنهم قوم لا يعقلون شيئا ولو عقلوا لعرفوا الحق واتبعوه .
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=15كمثل الذين من قبلهم أي مثلهم كمثل الذين من قبلهم ، والمعنى : أن مثل المنافقين
واليهود كمثل الذين من قبلهم من كفار المشركين قريبا يعني في زمان قريب ، وانتصاب قريبا على الظرفية أي : يشبهونهم في زمن قريب ، وقيل : العامل فيه " ذاقوا " ، أي : ذاقوا في زمن قريب ، ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=15ذاقوا وبال أمرهم أي سوء عاقبة كفرهم في الدنيا بقتلهم يوم
بدر ، وكان ذلك قبل غزوة
بني النضير بستة أشهر ، قاله
مجاهد وغيره ، وقيل : المراد
بنو النضير حيث أمكن الله منهم ، قاله
قتادة .
وقيل : قتل
بني قريظة ، قاله
الضحاك .
وقيل : هو عام في كل من انتقم الله منه بسبب كفره ، والأول أولى
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=15ولهم عذاب أليم أي في الآخرة .
ثم ضرب لليهود والمنافقين مثلا آخر فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=16كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر أي مثلهم في تخاذلهم وعدم تناصرهم ، فهو إما خبر مبتدأ محذوف ، أو خبر آخر للمبتدأ المقدر قبل قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=15كمثل الذين من قبلهم على تقدير حذف حرف العطف كما تقول : أنت عاقل ، أنت عامل ، أنت كريم .
وقيل : المثل الأول خاص
باليهود ، والثاني خاص بالمنافقين ، وقيل : المثل الثاني بيان للمثل الأول .
ثم بين سبحانه وجه الشبه فقال : إذ قال للإنسان اكفر أي أغراه بالكفر وزينه له وحمله عليه ، والمراد بالإنسان هنا جنس من أطاع الشيطان من نوع الإنسان ، وقيل : هو عابد كان في
بني إسرائيل حمله الشيطان على الكفر فأطاعه
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=16فلما كفر قال إني بريء منك أي فلما كفر الإنسان مطاوعة للشيطان ، وقبولا لتزيينه قال الشيطان إني بريء منك ، وهذا يكون منه يوم القيامة ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=16إني أخاف الله رب العالمين تعليل
[ ص: 1479 ] لبراءته من الإنسان بعد كفره ، وقيل : المراد بالإنسان هنا
أبو جهل ، والأول أولى .
قال
مجاهد : المراد بالإنسان هنا جميع الناس في غرور الشيطان إياهم ، قيل : وليس قول الشيطان إني أخاف الله على حقيقته ، إنما هو على وجه التبري من الإنسان فهو تأكيد لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=16إني بريء منك قرأ الجمهور " إني " بإسكان الياء .
وقرأ
نافع ،
وابن كثير ،
وأبو عمرو بفتحها .
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=17فكان عاقبتهما أنهما في النار قرأ الجمهور
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=17عاقبتهما بالنصب على أنه خبر " كان " ، واسمها :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=17أنهما في النار .
وقرأ
الحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=16711وعمرو بن عبيد بالرفع على أنها اسم كان ، والخبر ما بعده ، والمعنى فكان عاقبة الشيطان ، وذلك الإنسان الذي كفر أنهما صائران إلى النار خالدين فيها قرأ الجمهور خالدين بالنصب على الحال ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش ،
nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي ،
nindex.php?page=showalam&ids=12356وابن أبي عبلة " خالدان " على أنه خبر " أن " والظرف متعلق به
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=17وذلك جزاء الظالمين أي الخلود في النار جزاء الظالمين ، ويدخل هؤلاء فيهم دخولا أوليا .
ثم رجع سبحانه إلى خطاب المؤمنين بالموعظة الحسنة فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=18ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله أي اتقوا عقابه بفعل ما أمركم به وترك ما نهاكم عنه
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=18ولتنظر نفس ما قدمت لغد أي لتنظر أي شيء قدمت من الأعمال ليوم القيامة ، والعرب تكني عن المستقبل بالغد ، وقيل : ذكر الغد تنبيها على قرب الساعة
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=18واتقوا الله كرر الأمر بالتقوى للتأكيد
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=18إن الله خبير بما تعملون لا تخفى عليه من ذلك خافية ، فهو مجازيكم بأعمالكم إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر .
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=19ولا تكونوا كالذين نسوا الله أي تركوا أمره ، أو ما قدروه حق قدره ، أو لم يخافوه ، أو جميع ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=19فأنساهم أنفسهم أي جعلهم ناسين لها بسبب نسيانهم له ، فلم يشتغلوا بالأعمال التي تنجيهم من العذاب ، ولم يكفوا عن المعاصي التي توقعهم فيه ، ففي الكلام مضاف محذوف : أي أنساهم حظوظ أنفسهم .
قال
سفيان : نسوا حق الله فأنساهم حق أنفسهم ، وقيل : نسوا الله في الرخاء فأنساهم أنفسهم في الشدائد
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=19أولئك هم الفاسقون أي الكاملون في الخروج عن طاعة الله .
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=20لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة في الفضل والرتبة ، والمراد الفريقان على العموم ، فيدخل في فريق أهل النار من نسي الله منهم دخولا أوليا ، ويدخل في فريق أهل الجنة الذين اتقوا دخولا أوليا لأن السياق فيهم ، وقد تقدم الكلام في معنى مثل هذه الآية في سورة المائدة ، وفي سورة السجدة ، وفي سورة ص .
ثم أخبر سبحانه وتعالى عن أصحاب الجنة بعد نفي التساوي بينهم وبين أهل النار ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=20أصحاب الجنة هم الفائزون أي الظافرون بكل مطلوب الناجون من كل مكروه .
وقد أخرج
ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11ألم تر إلى الذين نافقوا قال :
عبد الله بن أبي ابن سلول ،
ورفاعة بن تابوت ،
وعبد الله بن نبتل ،
وأوس بن قيظي ، وإخوانهم
بنو النضير .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق ،
وابن المنذر ،
وأبو نعيم في الدلائل عنه
أن رهطا من بني عوف بن الحارث منهم عبد الله بن أبي ابن سلول ، ووديعة بن مالك ، وسويد ، وداعس بعثوا إلى بني النضير أن اثبتوا وتمنعوا فإننا لا نسلمكم وإن قوتلتم قاتلنا معكم وإن أخرجتم خرجنا معكم ، فتربصوا ذلك من نصرهم فلم يفعلوا ، وقذف الله في قلوبهم الرعب فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجليهم ويكف عن دمائهم ، على أن لهم ما حملت الإبل إلا الحلقة ، ففعل فكان الرجل منهم يهدم بيته فيضعه على ظهر بعير فينطلق به ، فخرجوا إلى خيبر ، ومنهم من سار إلى الشام .
وأخرج
ابن مردويه عنه أيضا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى قال : هم المشركون .
وأخرج
عبد الرزاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=12418وابن راهويه ،
وأحمد في الزهد
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري في تاريخه
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
والحاكم وصححه
وابن مردويه ،
والبيهقي في الشعب عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب أن رجلا كان يتعبد في صومعة وأن امرأة كان لها إخوة ، فعرض لها شيء فأتوه بها فزينت له نفسه فوقع عليها فحملت ، فجاءه الشيطان ، فقال : اقتلها فإنهم إن ظهروا عليك افتضحت فقتلها ودفنها ، فجاءوا فأخذوه فذهبوا به ، فبينما هم يمشون إذ جاءه الشيطان فقال : إني أنا الذي زينت لك فاسجد لي سجدة أنجك ، فسجد له ، فذلك قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=16كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر الآية .
قلت : وهذا لا يدل على أن هذا الإنسان هو المقصود بالآية ، بل يدل على أنه من جملة من تصدق عليه .
وقد أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس بأطول من هذا ، وليس فيه ما يدل على أنه المقصود بالآية .
وأخرجه بنحوه
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود .
وأخرج
ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=16كمثل الشيطان قال : ضرب الله مثل الكفار والمنافقين الذين كانوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر .
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11nindex.php?page=treesubj&link=29030_30569أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=12لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=13لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=15كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=16كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=17فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=18يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=19وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=20لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ
لَمَّا فَرَغَ سُبْحَانَهُ مِنْ ذِكْرِ الطَّبَقَاتِ الثَّلَاثِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، ذَكَرَ مَا جَرَى بَيْنَ الْمُنَافِقِينَ
وَالْيَهُودِ مِنَ الْمُقَاوَلَةِ لِتَعْجِيبِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ حَالِهِمْ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا وَالْخِطَابُ لِرَسُولِ اللَّهِ ، أَوْ لِكُلِّ مَنْ يَصْلُحُ لَهُ ، وَالَّذِينَ نَافَقُوا هُمْ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ وَأَصْحَابُهُ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مُسْتَأْنَفَةٌ لِبَيَانِ الْمُتَعَجَّبِ مِنْهُ ، وَالتَّعْبِيرُ بِالْمُضَارِعِ لِاسْتِحْضَارِ الصُّورَةِ أَوْ لِلدَّلَالَةِ
[ ص: 1478 ] عَلَى الِاسْتِمْرَارِ ، وَجَعَلَهُمْ إِخْوَانًا لَهُمْ لِكَوْنِ الْكُفْرِ قَدْ جَمَعَهُمْ ، وَإِنِ اخْتَلَفَ نَوْعُ كُفْرِهِمْ فَهُمْ إِخْوَانٌ فِي الْكُفْرِ ، وَاللَّامُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11لِإِخْوَانِهِمُ هِيَ لَامُ التَّبْلِيغِ ، وَقِيلَ : هُوَ مِنْ قَوْلِ
بَنِي النَّضِيرِ لِبَنِي قُرَيْظَةَ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى ؛ لِأَنَّ
بَنِي النَّضِيرِ وَبَنِي قُرَيْظَةَ هُمْ
يَهُودُ ، وَالْمُنَافِقُونَ غَيْرُهُمْ ، وَاللَّامُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ هِيَ الْمُوَطِّئَةُ لِلْقَسَمِ : أَيْ وَاللَّهِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ لِنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ ، هَذَا جَوَابُ الْقَسَمِ : أَيْ لِنَخْرُجَنَّ مِنْ دِيَارِنَا فِي صُحْبَتِكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَيْ فِي شَأْنِكُمْ ، وَمِنْ أَجْلِكُمْ أَحَدًا مِمَّنْ يُرِيدُ أَنْ يَمْنَعَنَا مِنَ الْخُرُوجِ مَعَكُمْ وَإِنْ طَالَ الزَّمَانُ ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ : أَبَدًا ثُمَّ لَمَّا وَعَدُوهُمْ بِالْخُرُوجِ مَعَهُمْ وَعَدُوهُمْ بِالنُّصْرَةِ لَهُمْ ، فَقَالُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ عَلَى عَدِوِّكُمْ .
ثُمَّ كَذَّبَهُمْ سُبْحَانَهُ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ فِيمَا وَعَدُوهُمْ بِهِ مِنَ الْخُرُوجِ مَعَهُمْ وَالنُّصْرَةِ لَهُمْ .
ثُمَّ لَمَّا أَجَمَلَ كَذِبَهُمْ فِيمَا وَعَدُوا بِهِ فَصَّلَ مَا كَذَبُوا فِيهِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=12لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَقَدْ كَانَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ ، فَإِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَمْ يَخْرُجُوا مَعَ مَنْ أُخْرِجَ مِنَ
الْيَهُودِ وَهُمْ
بَنُو النَّضِيرِ وَمَنْ مَعَهُمْ وَلَمْ يَنْصُرُوا مَنْ قُوتِلَ مِنَ
الْيَهُودِ وَهُمْ
بَنُو قُرَيْظَةَ وَأَهْلُ خَيْبَرَ nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=12وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ أَيْ لَوْ قُدِّرَ وُجُودُ نَصْرِهِمْ إِيَّاهُمْ ؛ لِأَنَّ مَا نَفَاهُ اللَّهُ لَا يَجُوزُ وُجُودُهُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : مَعْنَاهُ لَوْ قَصَدُوا نَصْرَ
الْيَهُودِ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ مُنْهَزِمِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=12ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ يَعْنِي
الْيَهُودَ لَا يَصِيرُونَ مَنْصُورِينَ إِذَا انْهَزَمَ نَاصِرُهُمْ ، وَهُمُ الْمُنَافِقُونَ ، وَقِيلَ : يَعْنِي لَا يَصِيرُ الْمُنَافِقُونَ مَنْصُورِينَ بَعْدَ ذَلِكَ ، بَلْ يُذِلُّهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْفَعُهُمْ نِفَاقُهُمْ ، وَقِيلَ : مَعْنَى الْآيَةِ : لَا يَنْصُرُونَهُمْ طَائِعِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=12وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ مُكْرَهِينَ لِيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ، وَقِيلَ : مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=12لَا يَنْصُرُونَهُمْ : لَا يَدُومُونَ عَلَى نَصْرِهِمْ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى ، وَيَكُونُ مِنْ بَابِ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=28وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=13لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ أَيْ لَأَنْتَمْ يَا مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ أَشَدُّ خَوْفًا وَخَشْيَةً فِي صُدُورِ الْمُنَافِقِينَ ، أَوْ صُدُورِ
الْيَهُودِ ، أَوْ صُدُورِ الْجَمِيعِ مِنَ اللَّهِ : أَيْ مِنْ رَهْبَةِ اللَّهِ ، وَالرَّهْبَةُ هُنَا بِمَعْنَى الْمَرْهُوبِيَّةِ ، لِأَنَّهَا مَصْدَرٌ مِنَ الْمَبْنِيِّ لِلْمَفْعُولِ ، وَانْتِصَابُهَا عَلَى التَّمْيِيزِ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=13ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ أَيْ مَا ذُكِرَ مِنَ الرَّهْبَةِ الْمَوْصُوفَةِ بِسَبَبِ عَدَمِ فِقْهِهِمْ لِشَيْءٍ مِنَ الْأَشْيَاءَ وَلَوْ كَانَ لَهُمْ فِقْهٌ لَعَلِمُوا أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ هُوَ الَّذِي سَلَّطَكُمْ عَلَيْهِمْ ، فَهُوَ أَحَقُّ بِالرَّهْبَةِ مِنْهُ دُونَكُمْ .
ثُمَّ أَخْبَرَ سُبْحَانَهُ بِمَزِيدِ فَشَلِهِمْ وَضَعْفِ نِكَايَتِهِمْ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا يَعْنِي لَا يَبْرُزُ
الْيَهُودُ وَالْمُنَافِقُونَ مُجْتَمِعِينَ لِقِتَالِكُمْ وَلَا يَقْدِرُونَ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ بِالدُّرُوبِ وَالدُّورِ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ أَيْ مِنْ خَلْفِ الْحِيطَانِ الَّتِي يَسْتَتِرُونَ بِهَا لِجُبْنِهِمْ وَرَهْبَتِهِمْ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ جُدُرٍ بِالْجَمْعِ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
وَمُجَاهِدٌ ،
وَابْنُ مُحَيْصِنٍ ،
وَابْنُ كَثِيرٍ ،
وَأَبُو عَمْرٍو " جِدَارٍ " بِالْإِفْرَادِ .
وَاخْتَارَ الْقِرَاءَةَ الْأُولَى
أَبُو عُبِيدٍ ،
وَأَبُو حَاتِمٍ لِأَنَّهَا مُوَافِقَةٌ لِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14قُرًى مُحَصَّنَةٍ .
وَقَرَأَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ " جَدْرٍ " بِفَتْحِ الْجِيمِ وَإِسْكَانِ الدَّالِّ ، وَهِيَ لُغَةٌ فِي الْجِدَارِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ أَيْ بَعْضُهُمْ غَلِيظٌ فَظٌّ عَلَى بَعْضٍ ، قُلُوبُهُمْ مُخْتَلِفَةٌ وَنِيَّاتُهُمْ مُتَبَايِنَةٌ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : الْمُرَادُ اخْتِلَافُ قُلُوبِهِمْ حَتَّى لَا يَتَّفِقُوا عَلَى أَمْرٍ وَاحِدٍ .
وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ بِالْكَلَامِ وَالْوَعِيدِ لِيَفْعَلُنَّ كَذَا .
وَالْمَعْنَى : أَنَّهُمْ إِذَا انْفَرَدُوا نَسَبُوا أَنْفُسَهُمْ إِلَى الشِّدَّةِ وَالْبَأْسِ ، وَإِذَا لَاقُوا عَدُوًّا ذَلُّوا وَخَضَعُوا وَانْهَزَمُوا ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى أَنَّ بَأْسَهُمْ بِالنِّسْبَةِ إِلَى أَقْرَانِهِمْ شَدِيدٌ ، وَإِنَّمَا ضَعْفُهُمْ بِالنِّسْبَةِ إِلَيْكُمْ لِمَا قَذَفَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الرُّعْبِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى فَإِنَّهُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ اجْتِمَاعَهُمْ إِنَّمَا هُوَ فِي الظَّاهِرِ مَعَ تَخَالُفِ قُلُوبِهِمْ فِي الْبَاطِنِ ، وَهَذَا التَّخَالُفُ هُوَ الْبَأْسُ الَّذِي بَيْنَهُمُ الْمَوْصُوفُ بِالشِّدَّةِ ، وَمَعْنَى " شَتَّى " مُتَفَرِّقَةٌ ، قَالَ
مُجَاهِدٌ : يَعْنِي
الْيَهُودَ وَالْمُنَافِقِينَ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى .
وَرُوِيَ عَنْهُ أَيْضًا أَنَّهُ قَالَ : الْمُرَادُ الْمُنَافِقُونَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16004الثَّوْرِيُّ : هُمُ الْمُشْرِكُونَ وَأَهْلُ الْكِتَابِ .
قَالَ
قَتَادَةَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا أَيْ : مُجْتَمِعِينَ عَلَى أَمْرٍ وَرَأْيٍ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى مُتَفَرِّقَةٌ ، فَأَهْلُ الْبَاطِلِ مُخْتَلِفَةٌ آرَاؤُهُمْ مُخْتَلِفَةٌ شَهَادَتُهُمْ مُخْتَلِفَةٌ أَهْوَاؤُهُمْ ، وَهُمْ مُجْتَمِعُونَ فِي عَدَاوَةِ أَهْلِ الْحَقِّ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ " وَقُلُوبُهُمْ أَشَتُّ " أَيْ أَشَدُّ اخْتِلَافًا
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ أَيْ : ذَلِكَ الِاخْتِلَافَ وَالتَّشَتُّتِ بِسَبَبِ أَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَوْ عَقَلُوا لَعَرَفُوا الْحَقَّ وَاتَّبَعُوهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=15كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَيْ مِثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّ مَثَلَ الْمُنَافِقِينَ
وَالْيَهُودِ كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ كُفَّارِ الْمُشْرِكِينَ قَرِيبًا يَعْنِي فِي زَمَانٍ قَرِيبٍ ، وَانْتِصَابُ قَرِيبًا عَلَى الظَّرْفِيَّةِ أَيْ : يُشْبِهُونَهُمْ فِي زَمَنٍ قَرِيبٍ ، وَقِيلَ : الْعَامِلُ فِيهِ " ذَاقُوا " ، أَيْ : ذَاقُوا فِي زَمَنٍ قَرِيبٍ ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=15ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ أَيْ سُوءَ عَاقِبَةِ كُفْرِهِمْ فِي الدُّنْيَا بِقَتْلِهِمْ يَوْمَ
بَدْرٍ ، وَكَانَ ذَلِكَ قَبْلَ غَزْوَةِ
بَنِي النَّضِيرِ بِسِتَّةِ أَشْهُرٍ ، قَالَهُ
مُجَاهِدٌ وَغَيْرُهُ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ
بَنُو النَّضِيرِ حَيْثُ أَمْكَنَ اللَّهُ مِنْهُمْ ، قَالَهُ
قَتَادَةُ .
وَقِيلَ : قَتْلُ
بَنِي قُرَيْظَةَ ، قَالَهُ
الضَّحَّاكُ .
وَقِيلَ : هُوَ عَامٌّ فِي كُلِّ مَنِ انْتَقَمَ اللَّهُ مِنْهُ بِسَبَبِ كُفْرِهِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=15وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ أَيْ فِي الْآخِرَةِ .
ثُمَّ ضَرَبَ لِلْيَهُودَ وَالْمُنَافِقِينَ مَثَلًا آخَرَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=16كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ أَيْ مَثَلُهُمْ فِي تَخَاذُلِهِمْ وَعَدَمِ تَنَاصُرِهِمْ ، فَهُوَ إِمَّا خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، أَوْ خَبَرٌ آخَرُ لِلْمُبْتَدَأِ الْمُقَدَّرِ قَبْلَ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=15كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ عَلَى تَقْدِيرِ حَذْفِ حَرْفِ الْعَطْفِ كَمَا تَقُولُ : أَنْتَ عَاقِلٌ ، أَنْتَ عَامِلٌ ، أَنْتَ كَرِيمٌ .
وَقِيلَ : الْمَثَلُ الْأَوَّلُ خَاصٌّ
بِالْيَهُودِ ، وَالثَّانِي خَاصٌّ بِالْمُنَافِقِينَ ، وَقِيلَ : الْمَثَلُ الثَّانِي بَيَانٌ لِلْمَثَلِ الْأَوَّلِ .
ثُمَّ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ وَجْهَ الشَّبَهِ فَقَالَ : إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ أَيْ أَغْرَاهُ بِالْكُفْرِ وَزَيَّنَهُ لَهُ وَحَمَلَهُ عَلَيْهِ ، وَالْمُرَادُ بِالْإِنْسَانِ هُنَا جِنْسُ مَنْ أَطَاعَ الشَّيْطَانَ مِنْ نَوْعِ الْإِنْسَانِ ، وَقِيلَ : هُوَ عَابِدٌ كَانَ فِي
بَنِي إِسْرَائِيلَ حَمَلَهُ الشَّيْطَانُ عَلَى الْكُفْرِ فَأَطَاعَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=16فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ أَيْ فَلَمَّا كَفَرَ الْإِنْسَانُ مُطَاوَعَةً لِلشَّيْطَانِ ، وَقَبُولًا لِتَزْيِينِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ ، وَهِذَا يَكُونُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=16إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ تَعْلِيلٌ
[ ص: 1479 ] لِبَرَاءَتِهِ مِنَ الْإِنْسَانِ بَعْدَ كُفْرِهِ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالْإِنْسَانِ هُنَا
أَبُو جَهْلٍ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
قَالَ
مُجَاهِدٌ : الْمُرَادُ بِالْإِنْسَانِ هُنَا جَمِيعُ النَّاسِ فِي غُرُورِ الشَّيْطَانِ إِيَّاهُمْ ، قِيلَ : وَلَيْسَ قَوْلُ الشَّيْطَانِ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ عَلَى حَقِيقَتِهِ ، إِنَّمَا هُوَ عَلَى وَجْهِ التَّبَرِّي مِنَ الْإِنْسَانِ فَهُوَ تَأْكِيدٌ لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=16إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ قَرَأَ الْجُمْهُورُ " إِنِّي " بِإِسْكَانِ الْيَاءِ .
وَقَرَأَ
نَافِعٌ ،
وَابْنُ كَثِيرٍ ،
وَأَبُو عَمْرٍو بِفَتْحِهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=17فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ قَرَأَ الْجُمْهُورُ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=17عَاقِبَتَهُمَا بِالنَّصْبِ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ " كَانَ " ، وَاسْمُهَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=17أَنَّهُمَا فِي النَّارِ .
وَقَرَأَ
الْحَسَنُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16711وَعَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ بِالرَّفْعِ عَلَى أَنَّهَا اسْمُ كَانَ ، وَالْخَبَرُ مَا بَعْدَهُ ، وَالْمَعْنَى فَكَانَ عَاقِبَةُ الشَّيْطَانِ ، وَذَلِكَ الْإِنْسَانِ الَّذِي كَفَرَ أَنَّهُمَا صَائِرَانِ إِلَى النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا قَرَأَ الْجُمْهُورُ خَالِدَيْنِ بِالنَّصْبِ عَلَى الْحَالِ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15948وَزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12356وَابْنُ أَبِي عَبْلَةَ " خَالِدَانِ " عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ " أَنَّ " وَالظَّرْفُ مُتَعَلِّقٌ بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=17وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ أَيِ الْخُلُودُ فِي النَّارِ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ، وَيَدْخُلُ هَؤُلَاءِ فِيهِمْ دُخُولًا أَوَلِيًّا .
ثُمَّ رَجَعَ سُبْحَانَهُ إِلَى خِطَابِ الْمُؤْمِنِينَ بِالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=18يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ أَيِ اتَّقُوا عِقَابَهُ بِفِعْلِ مَا أَمَرَكُمْ بِهِ وَتَرْكِ مَا نَهَاكُمْ عَنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=18وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ أَيْ لِتَنْظُرَ أَيَّ شَيْءٍ قَدَّمَتْ مِنَ الْأَعْمَالِ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَالْعَرَبُ تُكَنِّي عَنِ الْمُسْتَقْبَلِ بِالْغَدِ ، وَقِيلَ : ذِكْرُ الْغَدِ تَنْبِيهًا عَلَى قُرْبِ السَّاعَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=18وَاتَّقُوا اللَّهَ كَرَّرَ الْأَمْرَ بِالتَّقْوَى لِلتَّأْكِيدِ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=18إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ لَا تَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ خَافِيَةٌ ، فَهُوَ مُجَازِيكُمْ بِأَعْمَالِكُمْ إِنْ خَيْرًا فَخَيْرٌ ، وَإِنْ شَرًّا فَشَرٌّ .
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=19وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ أَيْ تَرَكُوا أَمْرَهُ ، أَوْ مَا قَدَرُوهُ حَقَّ قَدْرِهِ ، أَوْ لَمْ يَخَافُوهُ ، أَوْ جَمِيعُ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=19فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أَيْ جَعَلَهُمْ نَاسِينَ لَهَا بِسَبَبِ نِسْيَانِهِمْ لَهُ ، فَلَمْ يَشْتَغِلُوا بِالْأَعْمَالِ الَّتِي تُنْجِيهُمْ مِنَ الْعَذَابِ ، وَلَمْ يَكُفُّوا عَنِ الْمَعَاصِي الَّتِي تُوقِعُهُمْ فِيهِ ، فَفِي الْكَلَامِ مُضَافٌ مَحْذُوفٌ : أَيْ أَنْسَاهُمْ حُظُوظَ أَنْفُسِهِمْ .
قَالَ
سُفْيَانُ : نَسُوا حَقَّ اللَّهِ فَأَنْسَاهُمْ حَقَّ أَنْفُسِهِمْ ، وَقِيلَ : نَسُوا اللَّهَ فِي الرَّخَاءِ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ فِي الشَّدَائِدِ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=19أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ أَيِ الْكَامِلُونَ فِي الْخُرُوجِ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=20لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ فِي الْفَضْلِ وَالرُّتْبَةِ ، وَالْمُرَادُ الْفَرِيقَانِ عَلَى الْعُمُومِ ، فَيَدْخُلُ فِي فَرِيقِ أَهْلِ النَّارِ مَنْ نَسِيَ اللَّهَ مِنْهُمْ دُخُولًا أَوَلِيًّا ، وَيَدْخُلُ فِي فَرِيقِ أَهْلِ الْجَنَّةِ الَّذِينَ اتَّقَوْا دُخُولًا أَوَلِيًّا لِأَنَّ السِّيَاقَ فِيهِمْ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ فِي مَعْنَى مِثْلِ هَذِهِ الْآيَةِ فِي سُورَةِ الْمَائِدَةِ ، وَفِي سُورَةِ السَّجْدَةِ ، وَفِي سُورَةِ ص .
ثُمَّ أَخْبَرَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَنْ أَصْحَابِ الْجَنَّةِ بَعْدَ نَفْيِ التَّسَاوِي بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَهْلِ النَّارِ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=20أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ أَيِ الظَّافِرُونَ بِكُلِّ مَطْلُوبٍ النَّاجُونَ مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا قَالَ :
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولٍ ،
وَرِفَاعَةُ بْنُ تَابُوتٍ ،
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَبْتَلَ ،
وَأَوْسُ بْنُ قَيْظِيٍّ ، وَإِخْوَانُهُمْ
بَنُو النَّضِيرِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي الدَّلَائِلِ عَنْهُ
أَنَّ رَهْطًا مِنْ بَنِي عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ مِنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولٍ ، وَوَدِيعَةُ بْنُ مَالِكٍ ، وَسُوِيدٌ ، وَدَاعِسٌ بُعِثُوا إِلَى بَنِي النَّضِيرِ أَنِ اثْبَتُوا وَتَمَنَّعُوا فَإِنَّنَا لَا نُسَلِّمُكُمْ وَإِنْ قُوتِلْتُمْ قَاتَلْنَا مَعَكُمْ وَإِنْ أُخْرِجْتُمْ خَرَجْنَا مَعَكُمْ ، فَتَرَبَّصُوا ذَلِكَ مِنْ نَصْرِهِمْ فَلَمْ يَفْعَلُوا ، وَقَذَفَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَسَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُجْلِيَهُمْ وَيَكُفَّ عَنْ دِمَائِهِمْ ، عَلَى أَنَّ لَهُمْ مَا حَمَلَتِ الْإِبِلُ إِلَّا الْحَلْقَةَ ، فَفَعَلَ فَكَانَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ يَهْدِمُ بَيْتَهُ فَيَضَعُهُ عَلَى ظَهْرِ بَعِيرٍ فَيَنْطَلِقُ بِهِ ، فَخَرَجُوا إِلَى خَيْبَرَ ، وَمِنْهُمْ مَنْ سَارَ إِلَى الشَّامِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْهُ أَيْضًا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى قَالَ : هُمُ الْمُشْرِكُونَ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12418وَابْنُ رَاهَوَيْهِ ،
وَأَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12070وَالْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَتَعَبَّدُ فِي صَوْمَعَةٍ وَأَنَّ امْرَأَةً كَانَ لَهَا إِخْوَةٌ ، فَعَرَضَ لَهَا شَيْءٌ فَأَتَوْهُ بِهَا فَزَيَّنَتْ لَهُ نَفْسُهُ فَوَقَعَ عَلَيْهَا فَحَمَلَتْ ، فَجَاءَهُ الشَّيْطَانُ ، فَقَالَ : اقْتُلْهَا فَإِنَّهُمْ إِنْ ظَهَرُوا عَلَيْكَ افْتَضَحْتَ فَقَتَلَهَا وَدَفَنَهَا ، فَجَاءُوا فَأَخَذُوهُ فَذَهَبُوا بِهِ ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَمْشُونَ إِذْ جَاءَهُ الشَّيْطَانُ فَقَالَ : إِنِّي أَنَا الَّذِي زَيَّنْتُ لَكَ فَاسْجُدْ لِي سَجْدَةً أُنْجِكَ ، فَسَجَدَ لَهُ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=16كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ الْآيَةَ .
قُلْتُ : وَهَذَا لَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ هَذَا الْإِنْسَانَ هُوَ الْمَقْصُودُ بِالْآيَةِ ، بَلْ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ مِنْ جُمْلَةِ مَنْ تَصْدُقُ عَلَيْهِ .
وَقَدْ أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ بِأَطْوَلَ مِنْ هَذَا ، وَلَيْسَ فِيهِ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ الْمَقْصُودُ بِالْآيَةِ .
وَأَخْرَجَهُ بِنَحْوِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=16كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ قَالَ : ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلَ الْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ كَانُوا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ .