nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت فأولى لهم nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=21طاعة وقول معروف فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=22nindex.php?page=treesubj&link=29018_18054_18648_32893_30565فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=23أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=24أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=25إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=26ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=27فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=28ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=29أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=30ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=31ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم ( 31 )
سأل المؤمنون ربهم عز وجل أن ينزل على رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - سورة يأمرهم فيها بقتال الكفار حرصا منهم على الجهاد ونيل ما أعد الله
للمجاهدين من جزيل الثواب ، فحكى الله عنهم ذلك بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة أي : هلا نزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20فإذا أنزلت سورة محكمة أي : غير منسوخة
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20وذكر فيها القتال أي : فرض الجهاد . قال
قتادة : كل سورة ذكر فيها الجهاد فهي محكمة ، وهي أشد القرآن على المنافقين ، وفي قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ( فإذا أنزلت سورة محدثة ) أي : محدثة النزول .
قرأ الجمهور ( فإذا أنزلت ) وذكر على بناء الفعلين للمفعول .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي ،
وابن عمير ( نزلت ) ، وذكر على بناء الفعلين للفاعل ونصب القتال
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20رأيت الذين في قلوبهم مرض أي : شك ، وهم المنافقون
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت أي ينظرون إليك نظر من شخص بصره عند الموت لجبنهم عن القتال وميلهم إلى الكفار .
قال
ابن قتيبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج : يريد أنهم يشخصون نحوك بأبصارهم وينظرون إليك نظرا شديدا كما ينظر الشاخص بصره عند الموت
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20فأولى لهم قال
الجوهري : وقولهم أولى لك تهديد ووعيد ، وكذا قال مقاتل ،
والكلبي ،
وقتادة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : معنى قولهم في التهديد " أولى لك " أي : وليك وقاربك ما تكره ، وأنشد قول الشاعر :
فعادى بين هاديتين منها وأولى أن يزيد على الثلاث أي : قارب أن يزيد .
قال
ثعلب : ولم يقل في ( أولى ) أحسن مما قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : يقال لمن هم بالغضب ثم أفلت : أولى لك : أي قاربت الغضب .
وقال
الجرجاني : هو مأخوذ من الويل : أي فويل لهم ، وكذا قال في الكشاف .
قال
قتادة أيضا : كأنه قال العقاب أولى لهم .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=21طاعة وقول معروف كلام مستأنف : أي : أمرهم طاعة ، أو طاعة وقول معروف خير لكم .
قال
الخليل ،
nindex.php?page=showalam&ids=16076وسيبويه : إن التقدير : والطاعة وقول معروف أحسن وأمثل لكم من غيرهما .
وقيل إن ( طاعة ) خبر ( أولى ) ، وقيل إن ( طاعة ) صفة ل ( سورة ) ، وقيل إن ( لهم ) خبر مقدم و ( طاعة ) مبتدأ مؤخر ، والأول أولى
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=21فإذا عزم الأمر عزم الأمر جد الأمر : أي : جد القتال ، ووجب وفرض ، وأسند العزم إلى الأمر وهو لأصحابه مجازا ، وجواب ( إذا ) قيل : هو ( فلو صدقوا الله ) ، وقيل : محذوف تقديره كرهوه .
قال المفسرون معناه إذا جد الأمر ولزم فرض القتال خالفوا وتخلفوا
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=21فلو صدقوا الله في إظهار الإيمان والطاعة
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=21لكان خيرا لهم من المعصية والمخالفة .
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=22فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم هذا خطاب للذين في قلوبهم مرض بطريق الالتفات لمزيد التوبيخ والتقريع .
قال
الكلبي : أي فهل عسيتم إن توليتم أمر الأمة أن تفسدوا في الأرض بالظلم .
وقال
كعب nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=22أن تفسدوا في الأرض أي بقتل بعضكم بعضا ، وقال
قتادة : إن توليتم عن طاعة كتاب الله عز وجل أن تفسدوا في الأرض بسفك الدماء وتقطعوا أرحامكم .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : إن توليتم عن الطاعة ، وقيل : أعرضتم عن القتال وفارقتم أحكامه .
قرأ الجمهور ( توليتم ) مبنيا للفاعل ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب بضم التاء والواو وكسر اللام مبنيا للمفعول ، وبها قرأ
ابن أبي إسحاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=17274وورش ، عن
يعقوب ، ومعناها : فهل عسيتم إن ولي عليكم ولاة جائرين أن تخرجوا عليهم في الفتنة وتحاربوهم وتقطعوا أرحامكم بالبغي والظلم والقتل .
وقرأ الجمهور ( وتقطعوا ) بالتشديد على التكثير ، وقرأ
أبو [ ص: 1377 ] عمرو ، في رواية عنه
وسلام ،
وعيسى ،
ويعقوب بالتخفيف من القطع يقال : عسيت أن أفعل كذا ، وعسيت بالفتح والكسر لغتان ، ذكره
الجوهري ، وغيره ، وخبر ( عسيتم ) هو ( أن تفسدوا ) والجملة الشرطية بينهما اعتراض .
والإشارة بقوله : ( أولئك ) إلى المخاطبين بما تقدم وهو مبتدأ وخبره :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=23الذين لعنهم الله أي : أبعدهم من رحمته وطردهم عنها
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=23فأصمهم عن استماع الحق
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=23وأعمى أبصارهم عن مشاهدة ما يستدلون به على التوحيد والبعث وحقية سائر ما دعاهم إليه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - .
والاستفهام في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=24أفلا يتدبرون القرآن للإنكار ، والمعنى : أفلا يتفهمونه فيعلمون بما اشتمل عليه من المواعظ الزاجرة ، والحجج الظاهرة ، والبراهين القاطعة التي تكفي من له فهم ، وعقل ، وتزجره عن الكفر بالله ، والإشراك به ، والعمل بمعاصيه
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=24أم على قلوب أقفالها ( أم ) هي المنقطعة : أي : بل أعلى قلوب أقفالها فهم لا يفهمون ولا يعقلون .
قال
مقاتل : يعني الطبع على القلوب ، والأقفال استعارة لانغلاق القلب عن معرفة الحق ، وإضافة الأقفال إلى القلوب للتنبيه على أن المراد بها ما هو للقلوب بمنزلة الأقفال للأبواب ، ومعنى الآية أنه لا يدخل في قلوبهم الإيمان ، ولا يخرج منها الكفر والشرك ؛ لأن الله سبحانه قد طبع عليها ، والمراد بهذه القلوب قلوب هؤلاء المخاطبين .
قرأ الجمهور ( أقفالها ) بالجمع ، وقرئ ( إقفالها ) بكسر الهمزة على أنه مصدر كالإقبال .
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=25إن الذين ارتدوا على أدبارهم أي رجعوا كفارا كما كانوا ، قال
قتادة : هم كفار أهل الكتاب كفروا بالنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بعد ما عرفوا نعته عندهم ، وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير . وقال
الضحاك ،
والسدي : هم المنافقون قعدوا عن القتال . وهذا أولى لأن السياق في المنافقين
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=32من بعد ما تبين لهم الهدى بما جاءهم به رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - من المعجزات الظاهرة ، والدلائل الواضحة
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=25الشيطان سول لهم أي : زين لهم خطاياهم وسهل لهم الوقوع فيها ، وهذه الجملة خبر إن ، ومعنى ( وأملى لهم ) أن الشيطان مد لهم في الأمل ووعدهم طول العمر ، وقيل : إن الذي أملى لهم هو الله عز وجل على معنى أنه لم يعاجلهم بالعقوبة .
قرأ الجمهور ( أملى ) مبنيا للفاعل ، وقرأ
أبو عمرو ،
وابن أبي إسحاق ،
وعيسى بن عمر ،
وأبو جعفر ،
وشيبة على البناء للمفعول .
قيل : وعلى هذه القراءة يكون الفاعل هو الله ، أو الشيطان كالقراءة الأولى ، وقد اختار القول بأن الفاعل الله
الفراء ، والمفضل ، والأولى اختيار أنه الشيطان لتقدم ذكره قريبا .
والإشارة بقوله : ( ذلك ) إلى ما تقدم من ارتدادهم ، وهو مبتدأ وخبره
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=26بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله وهم المشركون
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=26سنطيعكم في بعض الأمر وهذا البعض هو عداوة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ومخالفة ما جاء به .
وقيل : المعنى : إن المنافقين قالوا لليهود : سنطيعكم في بعض الأمر ، وقيل إن القائلين اليهود والذين كرهوا ما أنزل الله : المنافقون ، وقيل : إن الإشارة بقوله ( ذلك ) إلى الإملاء ، وقيل : إلى التسويل ، والأول أولى .
ويؤيد كون القائلين المنافقين والكارهين اليهود قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم [ الحشر : 11 ] ولما كان قولهم المذكور للذين كرهوا ما أنزل الله بطريقة السر بينهم ، قال الله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=26والله يعلم إسرارهم قرأ الجمهور بفتح الهمزة جمع سر ، واختار هذه القراءة
أبو عبيد ،
وأبو حاتم .
وقرأ الكوفيون ،
وحمزة ، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ،
وحفص ، عن
عاصم ،
وابن وثاب ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش بكسر الهمزة على المصدر : أي إخفاءهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=27فكيف إذا توفتهم الملائكة الفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها ، و ( كيف ) في محل رفع على أنها خبر مقدم ، والتقدير : فكيف علمه بأسرارهم إذا توفتهم الملائكة ، أو في محل نصب بفعل محذوف : أي فكيف يصنعون ، أو خبر ل " كان " مقدرة : أي فكيف يكونون ، والظرف معمول للمقدر ، قرأ الجمهور ( توفتهم ) وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ، ( توفاهم ) وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=27يضربون وجوههم وأدبارهم في محل نصب على الحال من فاعل ( توفتهم ) أو من مفعوله : أي : ضاربين وجوههم وضاربين أدبارهم ، وفي الكلام تخويف وتشديد ، والمعنى : أنه إذا تأخر عنهم العذاب فسيكون حالهم هذا ، وهو تصوير لتوفيهم على أقبح حال وأشنعه .
وقيل : ذلك عند القتال نصرة من الملائكة لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وقيل : ذلك يوم القيامة ، والأول أولى .
والإشارة بقوله : ( ذلك ) إلى التوفي المذكور على الصفة المذكورة ، وهو مبتدأ وخبره
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=28بأنهم اتبعوا ما أسخط الله أي بسبب اتباعهم ما يسخط الله من الكفر والمعاصي ، وقيل : كتمانهم ما في التوراة من نعت نبينا - صلى الله عليه وآله وسلم - ، والأول أولى لما في الصيغة من العموم
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=28وكرهوا رضوانه أي كرهوا ما يرضاه الله من الإيمان والتوحيد والطاعة ، فأحبط الله أعمالهم بهذا السبب ، والمراد بأعمالهم الأعمال التي صورتها صورة الطاعة ، وإلا فلا عمل لكافر ، أو ما كانوا قد عملوا من الخير قبل الردة .
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=29أم حسب الذين في قلوبهم مرض يعني المنافقين المذكورين سابقا ، و ( أم ) هي المنقطعة أي : بل أحسب المنافقون
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=29أن لن يخرج الله أضغانهم الإخراج بمعنى الإظهار ، والأضغان جمع ضغن ، وهو ما يضمر من المكروه .
واختلف في معناه ، فقيل : هو الغش ، وقيل : الحسد ، وقيل : الحقد .
قال
الجوهري : الضغن والضغينة الحقد .
وقال
قطرب : هو في الآية العداوة ، و ( أن ) هي المخففة من الثقيلة واسمها ضمير شأن مقدر .
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=30ولو نشاء لأريناكهم أي لأعلمناكهم وعرفناكهم بأعيانهم معرفة تقوم مقام الرؤية ، تقول العرب : سأريك ما أصنع : أي سأعلمك
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=30فلعرفتهم بسيماهم أي بعلامتهم الخاصة بهم التي يتميزون بها .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : المعنى لو نشاء لجعلنا على المنافقين علامة ، وهي السيما فلعرفتهم بتلك العلامة ، والفاء لترتيب المعرفة على الإرادة ، وما بعدها معطوف على جواب ( لو ) ، وكررت في المعطوف
[ ص: 1378 ] للتأكيد ، وأما اللام في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=30ولتعرفنهم في لحن القول فهي جواب قسم محذوف .
قال المفسرون : لحن القول فحواه ، ومقصده ، ومغزاه ، وما يعرضون به من تهجين أمرك وأمر المسلمين ، وكان بعد هذا لا يتكلم منافق عنده إلا عرفه .
قال
أبو زيد : لحنت له اللحن : إذا قلت له قولا يفقهه عنك ويخفى على غيره ، ومنه قول الشاعر :
منطق صائب وتلحن أحيانا
وخير الكلام ما كان لحنا أي : أحسنه ما كان تعريضا يفهمه المخاطب ولا يفهمه غيره لفطنته وذكائه ، وأصل اللحن إمالة الكلام إلى نحو من الأنحاء لغرض من الأغراض
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=30والله يعلم أعمالكم لا تخفى عليه منها خافية فيجازيكم بها ، وفيه وعيد شديد .
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=31ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين أي لنعاملنكم معاملة المختبر ، وذلك بأن نأمركم بالجهاد حتى نعلم من امتثل الأمر بالجهاد وصبر على دينه ومشاق ما كلف به .
قرأ الجمهور الأفعال الثلاثة بالنون ، وقرأ
أبو بكر ، عن
عاصم بالتحتية فيها كلها ، ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=31ونبلو أخباركم نظهرها ونكشفها امتحانا لكم ليظهر للناس من أطاع ما أمره الله به ، ومن عصى ، ومن لم يمتثل .
وقرأ الجمهور ( ونبلو ) بنصب الواو عطفا على قوله ( حتى نعلم ) ، وروى
nindex.php?page=showalam&ids=17274ورش ، عن
يعقوب إسكانها على القطع عما قبله .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ،
ومسلم ، وغيرهما ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021412إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم بحقو الرحمن ، فقال : مه ، قالت : هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال : نعم ، أترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك ؟ قالت : بلى . قال : فذلك لك ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : اقرءوا إن شئتم nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=22فهل عسيتم الآية إلى قوله nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=24أم على قلوب أقفالها والأحاديث في صلة الرحم كثيرة جدا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=25إن الذين ارتدوا على أدبارهم قال : هم أهل النفاق .
وأخرج
ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عنه في
nindex.php?page=treesubj&link=29018قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=29أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم قال : أعمالهم خبثهم ، والحسد الذي في قلوبهم ، ثم دل الله تعالى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بعد على المنافقين فكان يدعو باسم الرجل من أهل النفاق .
وأخرج
ابن مردويه ،
nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=30ولتعرفنهم في لحن القول قال : ببغضهم
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب .
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=21طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=22nindex.php?page=treesubj&link=29018_18054_18648_32893_30565فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=23أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=24أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=25إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=26ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=27فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=28ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=29أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=30وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=31وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ( 31 )
سَأَلَ الْمُؤْمِنُونَ رَبَّهُمْ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَى رَسُولِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - سُورَةً يَأْمُرُهُمْ فِيهَا بِقِتَالِ الْكُفَّارِ حِرْصًا مِنْهُمْ عَلَى الْجِهَادِ وَنَيْلِ مَا أَعَدَّ اللَّهُ
لِلْمُجَاهِدِينَ مِنْ جَزِيلِ الثَّوَابِ ، فَحَكَى اللَّهُ عَنْهُمْ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ أَيْ : هَلَّا نُزِّلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ أَيْ : غَيْرُ مَنْسُوخَةٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ أَيْ : فُرِضَ الْجِهَادُ . قَالَ
قَتَادَةُ : كُلُّ سُورَةٍ ذُكِرَ فِيهَا الْجِهَادُ فَهِيَ مُحْكَمَةٌ ، وَهِيَ أَشَدُّ الْقُرْآنِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ ، وَفِي قِرَاءَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ ( فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْدَثَةٌ ) أَيْ : مُحْدَثَةُ النُّزُولِ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ ( فَإِذَا أُنْزِلَتْ ) وَذُكِرَ عَلَى بِنَاءِ الْفِعْلَيْنِ لِلْمَفْعُولِ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ ،
وَابْنُ عُمَيْرٍ ( نَزَلَتْ ) ، وَذُكِرَ عَلَى بِنَاءِ الْفِعْلَيْنِ لِلْفَاعِلِ وَنَصْبِ الْقِتَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَيْ : شَكٌّ ، وَهُمُ الْمُنَافِقُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ أَيْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ مَنْ شَخَصَ بَصَرُهُ عِنْدَ الْمَوْتِ لِجُبْنِهِمْ عَنِ الْقِتَالِ وَمَيْلِهِمْ إِلَى الْكُفَّارِ .
قَالَ
ابْنُ قُتَيْبَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14416وَالزَّجَّاجُ : يُرِيدُ أَنَّهُمْ يَشْخَصُونَ نَحْوَكَ بِأَبْصَارِهِمْ وَيَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرًا شَدِيدًا كَمَا يَنْظُرُ الشَّاخِصُ بَصَرُهُ عِنْدَ الْمَوْتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=20فَأَوْلَى لَهُمْ قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : وَقَوْلُهُمْ أَوْلَى لَكَ تَهْدِيدٌ وَوَعِيدٌ ، وَكَذَا قَالَ مُقَاتِلٌ ،
وَالْكَلْبِيُّ ،
وَقَتَادَةُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13721الْأَصْمَعِيُّ : مَعْنَى قَوْلِهِمْ فِي التَّهْدِيدِ " أَوْلَى لَكَ " أَيْ : وَلِيَكَ وَقَارَبَكَ مَا تَكْرَهُ ، وَأَنْشَدَ قَوْلَ الشَّاعِرِ :
فَعَادَى بَيْنَ هَادِيَتَيْنِ مِنْهَا وَأَوْلَى أَنْ يَزِيدَ عَلَى الثَّلَاثِ أَيْ : قَارَبَ أَنْ يَزِيدَ .
قَالَ
ثَعْلَبٌ : وَلَمْ يُقَلْ فِي ( أَوْلَى ) أَحْسَنَ مِمَّا قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13721الْأَصْمَعِيُّ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : يُقَالُ لِمَنْ هَمَّ بِالْغَضَبِ ثُمَّ أَفْلَتَ : أَوْلَى لَكَ : أَيْ قَارَبْتَ الْغَضَبَ .
وَقَالَ
الْجُرْجَانِيُّ : هُوَ مَأْخُوذٌ مِنَ الْوَيْلِ : أَيْ فَوَيْلٌ لَهُمْ ، وَكَذَا قَالَ فِي الْكَشَّافِ .
قَالَ
قَتَادَةُ أَيْضًا : كَأَنَّهُ قَالَ الْعِقَابُ أَوْلَى لَهُمْ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=21طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ كَلَامٌ مُسْتَأْنَفٌ : أَيْ : أَمْرُهُمْ طَاعَةٌ ، أَوْ طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ خَيْرٌ لَكُمْ .
قَالَ
الْخَلِيلُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16076وَسِيبَوَيْهِ : إِنَّ التَّقْدِيرَ : وَالطَّاعَةُ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ أَحْسَنُ وَأَمْثَلُ لَكُمْ مِنْ غَيْرِهِمَا .
وَقِيلَ إِنَّ ( طَاعَةٌ ) خَبَرُ ( أَوْلَى ) ، وَقِيلَ إِنَّ ( طَاعَةٌ ) صِفَةٌ لِ ( سُورَةٌ ) ، وَقِيلَ إِنَّ ( لَهُمْ ) خَبَرٌ مُقَدَّمٌ وَ ( طَاعَةٌ ) مُبْتَدَأٌ مُؤَخَّرٌ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=21فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ عَزَمَ الْأَمْرُ جَدَّ الْأَمْرُ : أَيْ : جَدَّ الْقِتَالُ ، وَوَجَبَ وَفُرِضَ ، وَأَسْنَدَ الْعَزْمَ إِلَى الْأَمْرِ وَهُوَ لِأَصْحَابِهِ مَجَازًا ، وَجَوَابُ ( إِذَا ) قِيلَ : هُوَ ( فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ ) ، وَقِيلَ : مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ كَرِهُوهُ .
قَالَ الْمُفَسِّرُونَ مَعْنَاهُ إِذَا جَدَّ الْأَمْرُ وَلَزِمَ فَرْضُ الْقِتَالِ خَالَفُوا وَتَخَلَّفُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=21فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ فِي إِظْهَارِ الْإِيمَانِ وَالطَّاعَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=21لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنَ الْمَعْصِيَةِ وَالْمُخَالَفَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=22فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ هَذَا خِطَابٌ لِلَّذِينِ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ بِطْرِيقِ الِالْتِفَاتِ لِمَزِيدِ التَّوْبِيخِ وَالتَّقْرِيعِ .
قَالَ
الْكَلْبِيُّ : أَيْ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَمْرَ الْأُمَّةِ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بِالظُّلْمِ .
وَقَالَ
كَعْبٌ nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=22أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ أَيْ بِقَتْلِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ، وَقَالَ
قَتَادَةُ : إِنْ تَوَلَّيْتُمْ عَنْ طَاعَةِ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بِسَفْكِ الدِّمَاءِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ : إِنْ تَوَلَّيْتُمْ عَنِ الطَّاعَةِ ، وَقِيلَ : أَعْرَضْتُمْ عَنِ الْقِتَالِ وَفَارَقْتُمْ أَحْكَامَهُ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ ( تَوَلَّيْتُمْ ) مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِضَمِّ التَّاءِ وَالْوَاوِ وَكَسْرِ اللَّامِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ ، وَبِهَا قَرَأَ
ابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17274وَوَرْشٌ ، عَنْ
يَعْقُوبَ ، وَمَعْنَاهَا : فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ وُلِّيَ عَلَيْكُمْ وُلَاةٌ جَائِرِينَ أَنْ تَخْرُجُوا عَلَيْهِمْ فِي الْفِتْنَةِ وَتُحَارِبُوهُمْ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ بِالْبَغْيِ وَالظُّلْمِ وَالْقَتْلِ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ ( وَتُقَطِّعُوا ) بِالتَّشْدِيدِ عَلَى التَّكْثِيرِ ، وَقَرَأَ
أَبُو [ ص: 1377 ] عَمْرٍو ، فِي رِوَايَةٍ عَنْهُ
وَسَلَّامٌ ،
وَعِيسَى ،
وَيَعْقُوبُ بِالتَّخْفِيفِ مِنَ الْقَطْعِ يُقَالُ : عَسَيْتُ أَنْ أَفْعَلَ كَذَا ، وَعَسَيْتُ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ لُغَتَانِ ، ذَكَرَهُ
الْجَوْهَرِيُّ ، وَغَيْرُهُ ، وَخَبَرُ ( عَسَيْتُمْ ) هُوَ ( أَنْ تُفْسِدُوا ) وَالْجُمْلَةُ الشَّرْطِيَّةُ بَيْنَهُمَا اعْتِرَاضٌ .
وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ : ( أُولَئِكَ ) إِلَى الْمُخَاطَبِينَ بِمَا تَقَدَّمَ وَهُوَ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=23الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ أَيْ : أَبْعَدَهُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَطَرَدَهُمْ عَنْهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=23فَأَصَمَّهُمْ عَنِ اسْتِمَاعِ الْحَقِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=23وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ عَنْ مُشَاهَدَةِ مَا يَسْتَدِلُّونَ بِهِ عَلَى التَّوْحِيدِ وَالْبَعْثِ وَحَقِيَةِ سَائِرِ مَا دَعَاهُمْ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - .
وَالِاسْتِفْهَامُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=24أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ لِلْإِنْكَارِ ، وَالْمَعْنَى : أَفَلَا يَتَفَهَّمُونَهُ فَيَعْلَمُونَ بِمَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوَاعِظِ الزَّاجِرَةِ ، وَالْحُجَجِ الظَّاهِرَةِ ، وَالْبَرَاهِينِ الْقَاطِعَةِ الَّتِي تَكْفِي مَنْ لَهُ فَهْمٌ ، وَعَقْلٌ ، وَتَزْجُرُهُ عَنِ الْكُفْرِ بِاللَّهِ ، وَالْإِشْرَاكِ بِهِ ، وَالْعَمَلِ بِمَعَاصِيهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=24أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ( أَمْ ) هِيَ الْمُنْقَطِعَةُ : أَيْ : بَلْ أَعَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا فَهُمْ لَا يَفْهَمُونَ وَلَا يَعْقِلُونَ .
قَالَ
مُقَاتِلٌ : يَعْنِي الطَّبْعَ عَلَى الْقُلُوبِ ، وَالْأَقْفَالُ اسْتِعَارَةٌ لِانْغِلَاقِ الْقَلْبِ عَنْ مَعْرِفَةِ الْحَقِّ ، وَإِضَافَةُ الْأَقْفَالِ إِلَى الْقُلُوبِ لِلتَّنْبِيهِ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِهَا مَا هُوَ لِلْقُلُوبِ بِمَنْزِلَةِ الْأَقْفَالِ لِلْأَبْوَابِ ، وَمَعْنَى الْآيَةِ أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانُ ، وَلَا يَخْرُجُ مِنْهَا الْكُفْرُ وَالشِّرْكُ ؛ لِأَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ قَدْ طَبَعَ عَلَيْهَا ، وَالْمُرَادُ بِهَذِهِ الْقُلُوبِ قُلُوبُ هَؤُلَاءِ الْمُخَاطَبِينَ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ ( أَقْفَالُهَا ) بِالْجَمْعِ ، وَقُرِئَ ( إِقْفَالُهَا ) بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ عَلَى أَنَّهُ مَصْدَرٌ كَالْإِقْبَالِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=25إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ أَيْ رَجَعُوا كُفَّارًا كَمَا كَانُوا ، قَالَ
قَتَادَةُ : هُمْ كُفَّارُ أَهْلِ الْكِتَابِ كَفَرُوا بِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - بَعْدَ مَا عَرَفُوا نَعْتَهُ عِنْدَهُمْ ، وَبِهِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ . وَقَالَ
الضَّحَّاكُ ،
وَالسُّدِّيُّ : هُمُ الْمُنَافِقُونَ قَعَدُوا عَنِ الْقِتَالِ . وَهَذَا أَوْلَى لِأَنَّ السِّيَاقَ فِي الْمُنَافِقِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=32مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى بِمَا جَاءَهُمْ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - مِنَ الْمُعْجِزَاتِ الظَّاهِرَةِ ، وَالدَّلَائِلِ الْوَاضِحَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=25الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ أَيْ : زَيَّنَ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ وَسَهَّلَ لَهُمُ الْوُقُوعَ فِيهَا ، وَهَذِهِ الْجُمْلَةُ خَبَرُ إِنَّ ، وَمَعْنَى ( وَأَمْلَى لَهُمْ ) أَنَّ الشَّيْطَانَ مَدَّ لَهُمْ فِي الْأَمَلِ وَوَعَدَهُمْ طُولَ الْعُمْرِ ، وَقِيلَ : إِنَّ الَّذِي أَمْلَى لَهُمْ هُوَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى مَعْنَى أَنَّهُ لَمْ يُعَاجِلْهُمْ بِالْعُقُوبَةِ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ ( أَمْلَى ) مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ ، وَقَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو ،
وَابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ،
وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ ،
وَأَبُو جَعْفَرٍ ،
وَشَيْبَةُ عَلَى الْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ .
قِيلَ : وَعَلَى هَذِهِ الْقِرَاءَةِ يَكُونُ الْفَاعِلُ هُوَ اللَّهُ ، أَوِ الشَّيْطَانُ كَالْقِرَاءَةِ الْأُولَى ، وَقَدِ اخْتَارَ الْقَوْلَ بِأَنَّ الْفَاعِلَ اللَّهُ
الْفَرَّاءُ ، وَالْمُفَضَّلُ ، وَالْأَوْلَى اخْتِيَارُ أَنَّهُ الشَّيْطَانُ لِتَقَدُّمِ ذِكْرِهِ قَرِيبًا .
وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ : ( ذَلِكَ ) إِلَى مَا تَقَدَّمَ مِنِ ارْتِدَادِهِمْ ، وَهُوَ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=26بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ وَهُمُ الْمُشْرِكُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=26سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَهَذَا الْبَعْضُ هُوَ عَدَاوَةُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَمُخَالَفَةُ مَا جَاءَ بِهِ .
وَقِيلَ : الْمَعْنَى : إِنَّ الْمُنَافِقِينَ قَالُوا لِلْيَهُودِ : سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ ، وَقِيلَ إِنَّ الْقَائِلِينَ الْيَهُودُ وَالَّذِينَ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ : الْمُنَافِقُونَ ، وَقِيلَ : إِنَّ الْإِشَارَةَ بِقَوْلِهِ ( ذَلِكَ ) إِلَى الْإِمْلَاءِ ، وَقِيلَ : إِلَى التَّسْوِيلِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
وَيُؤَيِّدُ كَوْنَ الْقَائِلِينَ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَارِهِينَ الْيَهُودَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ [ الْحَشْرِ : 11 ] وَلَمَّا كَانَ قَوْلُهُمُ الْمَذْكُورُ لِلَّذِينِ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِطَرِيقَةِ السِّرِّ بَيْنَهُمْ ، قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=26وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ قَرَأَ الْجُمْهُورُ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ جَمْعَ سِرٍّ ، وَاخْتَارَ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ
أَبُو عُبَيْدٍ ،
وَأَبُو حَاتِمٍ .
وَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ ،
وَحَمْزَةُ ، nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ ،
وَحَفْصٌ ، عَنْ
عَاصِمٍ ،
وَابْنِ وَثَّابٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشِ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ عَلَى الْمَصْدَرِ : أَيْ إِخْفَاءَهُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=27فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ الْفَاءُ لِتَرْتِيبِ مَا بَعْدَهَا عَلَى مَا قَبْلَهَا ، وَ ( كَيْفَ ) فِي مَحَلِّ رَفْعٍ عَلَى أَنَّهَا خَبَرٌ مُقَدَّمٌ ، وَالتَّقْدِيرُ : فَكَيْفَ عِلْمُهُ بِأَسْرَارِهِمْ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ ، أَوْ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ بِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ : أَيْ فَكَيْفَ يَصْنَعُونَ ، أَوْ خَبَرٌ لِ " كَانَ " مَقْدَّرَةٍ : أَيْ فَكَيْفَ يَكُونُونَ ، وَالظَّرْفُ مَعْمُولٌ لِلْمُقَدَّرِ ، قَرَأَ الْجُمْهُورُ ( تَوَفَّتْهُمْ ) وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ ، ( تَوَفَّاهُمْ ) وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=27يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ مِنْ فَاعِلِ ( تَوَفَّتْهُمْ ) أَوْ مِنْ مَفْعُولِهِ : أَيْ : ضَارِبِينَ وُجُوهَهُمْ وَضَارِبِينَ أَدْبَارَهُمْ ، وَفِي الْكَلَامِ تَخْوِيفٌ وَتَشْدِيدٌ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ إِذَا تَأَخَّرَ عَنْهُمُ الْعَذَابُ فَسَيَكُونُ حَالُهُمْ هَذَا ، وَهُوَ تَصْوِيرٌ لِتَوَفِّيهِمْ عَلَى أَقْبَحِ حَالٍ وَأَشْنَعِهِ .
وَقِيلَ : ذَلِكَ عِنْدَ الْقِتَالِ نُصْرَةٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - ، وَقِيلَ : ذَلِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ : ( ذَلِكَ ) إِلَى التَّوَفِّي الْمَذْكُورِ عَلَى الصِّفَةِ الْمَذْكُورَةِ ، وَهُوَ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=28بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ أَيْ بِسَبَبِ اتِّبَاعِهِمْ مَا يُسْخِطُ اللَّهَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْمَعَاصِي ، وَقِيلَ : كِتْمَانُهُمْ مَا فِي التَّوْرَاةِ مِنْ نَعْتِ نَبِيِّنَا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى لِمَا فِي الصِّيغَةِ مِنَ الْعُمُومِ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=28وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ أَيْ كَرِهُوا مَا يَرْضَاهُ اللَّهُ مِنَ الْإِيمَانِ وَالتَّوْحِيدِ وَالطَّاعَةِ ، فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ بِهَذَا السَّبَبِ ، وَالْمُرَادُ بِأَعْمَالِهِمُ الْأَعْمَالُ الَّتِي صُورَتُهَا صُورَةُ الطَّاعَةِ ، وَإِلَّا فَلَا عَمَلَ لِكَافِرٍ ، أَوْ مَا كَانُوا قَدْ عَمِلُوا مِنَ الْخَيْرِ قَبْلَ الرِّدَّةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=29أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَعْنِي الْمُنَافِقِينَ الْمَذْكُورِينَ سَابِقًا ، وَ ( أَمْ ) هِيَ الْمُنْقَطِعَةُ أَيْ : بَلْ أَحَسِبَ الْمُنَافِقُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=29أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ الْإِخْرَاجُ بِمَعْنَى الْإِظْهَارِ ، وَالْأَضْغَانُ جَمْعُ ضِغْنٍ ، وَهُوَ مَا يُضْمَرُ مِنَ الْمَكْرُوهِ .
وَاخْتُلِفَ فِي مَعْنَاهُ ، فَقِيلَ : هُوَ الْغِشُّ ، وَقِيلَ : الْحَسَدُ ، وَقِيلَ : الْحِقْدُ .
قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : الضِّغْنُ وَالضَّغِينَةُ الْحِقْدُ .
وَقَالَ
قُطْرُبٌ : هُوَ فِي الْآيَةِ الْعَدَاوَةُ ، وَ ( أَنْ ) هِيَ الْمُخَفَّفَةُ مِنَ الثَّقِيلَةِ وَاسْمُهَا ضَمِيرُ شَأْنٍ مُقَدَّرٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=30وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ أَيْ لَأَعْلَمْنَاكَهُمْ وَعَرَّفْنَاكَهُمْ بِأَعْيَانِهِمْ مَعْرِفَةً تَقُومُ مَقَامَ الرُّؤْيَةِ ، تَقُولُ الْعَرَبُ : سَأُرِيكَ مَا أَصْنَعُ : أَيْ سَأُعْلِمُكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=30فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ أَيْ بِعَلَامَتِهِمُ الْخَاصَّةِ بِهِمُ الَّتِي يَتَمَيَّزُونَ بِهَا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْمَعْنَى لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا عَلَى الْمُنَافِقِينَ عَلَامَةً ، وَهِيَ السِّيمَا فَلَعَرَفْتَهُمْ بِتِلْكَ الْعَلَامَةِ ، وَالْفَاءُ لِتَرْتِيبِ الْمَعْرِفَةِ عَلَى الْإِرَادَةِ ، وَمَا بَعْدَهَا مَعْطُوفٌ عَلَى جَوَابِ ( لَوْ ) ، وَكُرِّرَتْ فِي الْمَعْطُوفِ
[ ص: 1378 ] لِلتَّأْكِيدِ ، وَأَمَّا اللَّامُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=30وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ فَهِيَ جَوَابُ قَسَمٍ مَحْذُوفٍ .
قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : لَحْنُ الْقَوْلِ فَحْوَاهُ ، وَمَقْصِدُهُ ، وَمَغْزَاهُ ، وَمَا يُعَرِّضُونَ بِهِ مِنْ تَهْجِينِ أَمْرِكَ وَأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ ، وَكَانَ بَعْدَ هَذَا لَا يَتَكَلَّمُ مُنَافِقٌ عِنْدَهُ إِلَّا عَرَفَهُ .
قَالَ
أَبُو زَيْدٍ : لَحَنْتَ لَهُ اللَّحْنَ : إِذَا قُلْتَ لَهُ قَوْلًا يَفْقَهُهُ عَنْكَ وَيَخْفَى عَلَى غَيْرِهِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
مَنْطِقٌ صَائِبٌ وَتَلْحَنُ أَحْيَانًا
وَخَيْرُ الْكَلَامِ مَا كَانَ لَحْنًا أَيْ : أَحْسَنُهُ مَا كَانَ تَعْرِيضًا يَفْهَمُهُ الْمُخَاطَبُ وَلَا يَفْهَمُهُ غَيْرُهُ لِفِطْنَتِهِ وَذَكَائِهِ ، وَأَصْلُ اللَّحْنِ إِمَالَةُ الْكَلَامِ إِلَى نَحْوٍ مِنَ الْأَنْحَاءِ لِغَرَضٍ مِنَ الْأَغْرَاضِ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=30وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ لَا تَخْفَى عَلَيْهِ مِنْهَا خَافِيَةٌ فَيُجَازِيكُمْ بِهَا ، وَفِيهِ وَعِيدٌ شَدِيدٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=31وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ أَيْ لَنُعَامِلَنَّكُمْ مُعَامَلَةَ الْمُخْتَبِرِ ، وَذَلِكَ بِأَنْ نَأْمُرَكُمْ بِالْجِهَادِ حَتَّى نَعْلَمَ مَنِ امْتَثَلَ الْأَمْرَ بِالْجِهَادِ وَصَبَرَ عَلَى دِينِهِ وَمَشَاقِّ مَا كُلِّفَ بِهِ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ الْأَفْعَالَ الثَّلَاثَةَ بِالنُّونِ ، وَقَرَأَ
أَبُو بَكْرٍ ، عَنْ
عَاصِمٍ بِالتَّحْتِيَّةِ فِيهَا كُلِّهَا ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=31وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ نُظْهِرُهَا وَنَكْشِفُهَا امْتِحَانًا لَكُمْ لِيَظْهَرَ لِلنَّاسِ مَنْ أَطَاعَ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ بِهِ ، وَمَنْ عَصَى ، وَمَنْ لَمْ يَمْتَثِلْ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ ( وَنَبْلُوَ ) بِنَصْبِ الْوَاوِ عَطْفًا عَلَى قَوْلِهِ ( حَتَّى نَعْلَمَ ) ، وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=17274وَرْشٌ ، عَنْ
يَعْقُوبَ إِسْكَانَهَا عَلَى الْقَطْعِ عَمَّا قَبْلَهُ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ ،
وَمُسْلِمٌ ، وَغَيْرُهُمَا ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021412إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ الْخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْهُمْ قَامَتِ الرَّحِمُ بِحِقْوِ الرَّحْمَنِ ، فَقَالَ : مَهْ ، قَالَتْ : هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ الْقَطِيعَةِ قَالَ : نَعَمْ ، أَتَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ ؟ قَالَتْ : بَلَى . قَالَ : فَذَلِكَ لَكِ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - : اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=22فَهَلْ عَسَيْتُمْ الْآيَةَ إِلَى قَوْلِهِ nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=24أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا وَالْأَحَادِيثُ فِي صِلَةِ الرَّحِمِ كَثِيرَةٌ جِدًّا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=25إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ قَالَ : هُمْ أَهْلُ النِّفَاقِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْهُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=29018قَوْلِهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=29أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ قَالَ : أَعْمَالَهُمْ خُبْثَهُمْ ، وَالْحَسَدَ الَّذِي فِي قُلُوبِهِمْ ، ثُمَّ دَلَّ اللَّهُ تَعَالَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - بَعْدُ عَلَى الْمُنَافِقِينَ فَكَانَ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ النِّفَاقِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13359وَابْنُ عَسَاكِرَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=30وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ قَالَ : بِبُغْضِهِمْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ .