وقد اختلف في كونها مكية أو مدنية ، أو بعضها مكيا وبعضها مدنيا على ثلاثة أقوال : الأول أنها مكية كلها ، أخرجه
ابن الضريس والنحاس وابن مردويه ،
والبيهقي في الدلائل عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وأخرجه
ابن مردويه عن
عبد الله بن الزبير ، وبه قال
الحسن وعكرمة وعطاء nindex.php?page=showalam&ids=11867وجابر بن زيد .
والقول الثاني أنها مدنية كلها ، قال
القرطبي : وهو أحد قولي
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
وقتادة .
والقول الثالث أنها مكية إلا عشر آيات من أولها ، قال
القرطبي : وهو أحد قولي
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
وقتادة ، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=17317يحيى بن سلام .
وحكي عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب أنها نزلت بين
مكة والمدينة ، وهذا قول رابع .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في السنن عن
عائشة nindex.php?page=hadith&LINKID=1021042أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كان يصلي في كسوف الشمس والقمر أربع ركعات وأربع سجدات ، يقرأ في الركعة الأولى العنكبوت أو الروم ، وفي الثانية يس .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=1الم nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=2أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=3ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=4أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=5من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت وهو السميع العليم nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=6ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=7والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=8ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=9والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=10ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم أوليس الله بأعلم بما في صدور العالمين nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=11وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=12وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنهم لكاذبون nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=13وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون
و قد تقدم الكلام على فاتحة هذه السورة مستوفى في سورة البقرة . والاستفهام في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=2أحسب الناس للتقريع والتوبيخ ، وأن يتركوا في موضع نصب بحسب ، وهي وما دخلت عليه قائمة مقام المفعولين على قول
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه والجمهور ، وأن يقولوا في موضع نصب على تقدير : لأن يقولوا ، أو بأن يقولوا ، أو على أن يقولوا ، وقيل : هو بدل من أن يتركوا ، ومعنى الآية : أن الناس لا يتركون بغير اختبار ولا ابتلاء
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=2nindex.php?page=treesubj&link=29000أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون أي : وهم لا يبتلون في أموالهم وأنفسهم ، وليس الأمر كما حسبوا ، بل لا بد أن يختبرهم حتى يتبين المخلص من المنافق ، والصادق من الكاذب ، فالآية مسوقة لإنكار ذلك الحسبان واستبعاده ، وبيان أنه لا بد من الامتحان بأنواع التكاليف وغيرها .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : المعنى أحسبوا أن نقنع منهم بأن يقولوا إنا مؤمنون فقط ولا يمتحنون بما تتبين به حقيقة إيمانهم ، وهو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=2أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ،
وقتادة ومجاهد أي : لا يبتلون في أموالهم وأنفسهم بالقتل والتعذيب ، وسيأتي في بيان سبب نزول هذه الآيات ما يوضح معنى ما ذكرناه ، وظاهرها شمول كل الناس من أهل الإيمان ، وإن كان السبب خاصا فالاعتبار بعموم اللفظ كما قررناه غير مرة .
قال
ابن عطية : وهذه الآية وإن كانت نازلة في سبب خاص فهي باقية في أمة
محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - موجود حكمها بقية الدهر ، وذلك أن الفتنة من الله باقية في ثغور المسلمين بالأسر ونكاية العدو وغير ذلك .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=3ولقد فتنا الذين من قبلهم أي : هذه سنة الله في عباده وأنه يختبر مؤمني هذه الأمة كما اختبر من قبلهم من الأمم كما جاء به القرآن في غير موضع من قصص الأنبياء وما وقع مع قومهم من المحن وما اختبر الله به أتباعهم ومن آمن بهم من تلك الأمور التي نزلت بهم
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=3فليعلمن الله الذين صدقوا في قولهم : آمنا
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=3وليعلمن الكاذبين منهم في ذلك ، قرأ الجمهور " فليعلمن " بفتح الياء واللام في الموضعين أي : ليظهرن الله الصادق والكاذب في قولهم ويميز بينهم ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب في الموضعين بضم الياء وكسر اللام .
والمعنى أي : يعلم الطائفتين في الآخرة بمنازلهم ، أو يعلم الناس بصدق من صدق ويفضح الكاذبين بكذبهم ، أو يضع لكل طائفة علامة تشتهر بها وتتميز عن غيرها .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=29000أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا أي : يفوتونا ويعجزونا قبل أن نؤاخذهم بما يعملون ، وهو ساد مسد مفعولي حسب ، وأم هي المنقطعة ساء ما يحكمون أي : بئس الذي يحكمونه حكمهم ذلك .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : ما في موضع نصب بمعنى ساء شيئا أو حكما يحكمون .
قال : ويجوز أن تكون ما في موضع رفع بمعنى ساء الشيء أو الحكم حكمهم ، وجعلها
ابن كيسان مصدرية أي : ساء حكمهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=5من كان يرجو لقاء الله أي : من كان يطمع ، والرجاء بمعنى الطمع . قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير .
وقيل : الرجاء هنا بمعنى الخوف .
قال
القرطبي : وأجمع أهل التفسير على أن المعنى : من كان يخاف الموت .
ومنه قول
الهذلي :
إذا لسعته الدبر لم يرج لسعها
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : معنى من كان يرجو لقاء الله : من كان يرجو ثواب لقاء الله أي : ثواب المصير إليه ، فالرجاء على هذا
[ ص: 1114 ] معناه الأمل
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=5فإن أجل الله لآت أي : الأجل المضروب للبعث آت لا محالة .
قال
مقاتل : يعني يوم القيامة ، والمعنى : فليعمل لذلك اليوم كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=110فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا [ الكهف : 110 ] ومن في الآية التي هنا يجوز أن تكون شرطية والجزاء فإن أجل الله لآت ، ويجوز أن تكون موصولة ودخلت الفاء في جوابها تشبيها لها بالشرطية .
وفي الآية من الوعد والوعيد والترهيب والترغيب ما لا يخفى وهو السميع لأقوال عباده العليم بما يسرونه وما يعلنونه .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=6ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه أي : من جاهد الكفار وجاهد نفسه
nindex.php?page=treesubj&link=19590بالصبر على الطاعات فإنما يجاهد لنفسه أي : ثواب ذلك له لا لغيره ولا يرجع إلى الله - سبحانه - من نفع ذلك شيء
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=6إن الله لغني عن العالمين فلا يحتاج إلى طاعتهم كما لا تضره معاصيهم .
وقيل : المعنى : ومن جاهد عدوه لنفسه لا يريد بذلك وجه الله ، فليس لله حاجة لجهاده ، والأول أولى .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=7والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم أي : لنغطينها عنهم بالمغفرة بسبب ما عملوا من الصالحات
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=7ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون أي : بأحسن جزاء أعمالهم ، وقيل : بجزاء أحسن أعمالهم ، والمراد بأحسن مجرد الوصف لا التفضيل لئلا يكون جزاؤهم بالحسن مسكوتا عنه ، وقيل : يعطيهم أكثر مما عملوا وأحسن منه كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=160من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها [ الأنعام : 160 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29000_18004_18007ووصينا الإنسان بوالديه حسنا انتصاب حسنا على أنه نعت مصدر محذوف أي : إيصاء حسنا على المبالغة ، أو على حذف المضاف أي : ذا حسن .
هذا مذهب البصريين ، وقال
الكوفيون : تقديره ووصينا الإنسان أن يفعل حسنا ، فهو مفعول لفعل مقدر ، ومنه قول الشاعر :
عجبت من دهماء إذ تشكونا ومن أبي دهماء إذ يوصينا
خيرا بها كأنما خافونا
أي : يوصينا أن نفعل بها خيرا ، ومثله قول
الحطيئة :
أوصيت من برة قلبا حرا بالكلب خيرا والحماة شرا
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : معناه ووصينا الإنسان : أن يفعل بوالديه ما يحسن ، وقيل : هو صفة لموصوف محذوف أي : ووصيناه أمرا ذا حسن ، وقيل : هو منتصب على أنه مفعول به على التضمين أي : ألزمناه حسنا ، وقيل : منصوب بنزع الخافض أي : ووصيناه بحسن ، وقيل : هو مصدر لفعل محذوف أي : يحسن حسنا ، ومعنى الآية : التوصية للإنسان بوالديه بالبر بهما والعطف عليهما .
قرأ الجمهور " حسنا " بضم الحاء وإسكان الميم ، وقرأ
أبو الرجاء ،
وأبو العالية ،
والضحاك بفتحهما ، وقرأ
الجحدري " إحسانا " وكذا في مصحف
أبي .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=8وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما أي : طلبا منك وألزماك أن تشرك بي إلها ليس لك به علم بكونه إلها فلا تطعهما ، فإنه
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021043لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، وعبر بنفي العلم عن نفي الإله لأن ما لا يعلم صحته لا يجوز اتباعه ، فكيف بما علم بطلانه ؟ وإذا لم تجز طاعة الأبوين في هذا المطلب مع المجاهدة منهما له فعدم جوازها مع مجرد الطلب بدون مجاهدة منهما أولى ، ويلحق بطلب الشرك منهما سائر معاصي الله - سبحانه - ، فلا طاعة لهما فيما هو معصية لله كما صح ذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=8إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون أي : أخبركم بصالح أعمالكم وطالحها ، فأجازي كلا منكم بما يستحقه .
والموصول في قوله : والذين آمنوا وعملوا الصالحات في محل رفع على الابتداء وخبره
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=9لندخلنهم في الصالحين أي : في زمرة الراسخين في الصلاح ، ويجوز أن يكون في محل نصب على الاشتغال ، ويجوز أن يكون المعنى : لندخلنهم في مدخل الصالحين ، وهو الجنة كذا قيل ، والأول أولى .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=10ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله أي : في شأن الله ولأجله كما يفعله أهل الكفر مع أهل الإيمان ، وكما يفعله أهل المعاصي مع أهل الطاعات من إيقاع الأذى عليهم لأجل الإيمان بالله والعمل بما أمر به
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=10جعل فتنة الناس التي هي ما يوقعونه عليه من الأذى
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=10كعذاب الله أي : جزع من أذاهم ، فلم يصبر عليه وجعله في الشدة والعظم كعذاب الله فأطاع الناس كما يطيع الله ، وقيل : هو المنافق إذا أوذي في الله رجع عن الدين فكفر .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : ينبغي للمؤمن أن يصبر على الأذية في الله
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=10ولئن جاء نصر من ربك أي : نصر من الله للمؤمنين وفتح وغلبة للأعداء وغنيمة يغنمونها منهم
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=10ليقولن إنا كنا معكم أي : داخلون معكم في دينكم ومعاونون لكم على عدوكم ، فكذبهم الله ، وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=10أوليس الله بأعلم بما في صدور العالمين أي : هو - سبحانه - أعلم بما في صدورهم منهم من خير وشر ، فكيف يدعون هذه الدعوى الكاذبة .
وهؤلاء هم قوم ممن كان في إيمانهم ضعف ، كانوا إذا مسهم الأذى من الكفار وافقوهم .
وإذا ظهرت قوة الإسلام ونصر الله المؤمنين في موطن من المواطن قالوا إنا كنا معكم وقيل : المراد بهذا وما قبله المنافقون .
قال
مجاهد : نزلت في ناس كانوا يؤمنون بالله بألسنتهم .
فإذا أصابهم بلاء من الله أو مصيبة افتتنوا .
وقال
الضحاك : نزلت في ناس من المنافقين
بمكة كانوا يؤمنون فإذا أوذوا رجعوا إلى الشرك ، والظاهر أن هذا النظم من قوله : ومن الناس من يقول إلى قوله : وقال الذين كفروا نازل في المنافقين لما يظهر من السياق .
ولقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=11وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين فإنها لتقرير ما قبلها وتأكيده أي : ليميزن الله بين الطائفتين ويظهر إخلاص المخلصين ونفاق المنافقين ،
nindex.php?page=treesubj&link=19694فالمخلص الذي لا يتزلزل بما يصيبه من الأذى ويصبر في الله حق الصبر ، ولا يجعل فتنة الناس كعذاب الله .
nindex.php?page=treesubj&link=30563والمنافق الذي يميل هكذا وهكذا ، فإن أصابه أذى من الكافرين وافقهم وتابعهم وكفر بالله - عز وجل - ، وإن خفقت ريح الإسلام وطلع نصره ولاح فتحه رجع إلى الإسلام ، وزعم أنه من المسلمين .
[ ص: 1115 ] nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=12وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا اللام في للذين آمنوا هي لام التبليغ أي : قالوا مخاطبين لهم كما سبق بيانه في غير موضع أي : قالوا لهم اسلكوا طريقتنا وادخلوا في ديننا
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=12ولنحمل خطاياكم أي : إن كان اتباع سبيلنا خطيئة تؤاخذون بها عند البعث والنشور كما تقولون فلنحمل ذلك عنكم فنؤاخذ به دونكم ، واللام في لنحمل لام الأمر كأنهم أمروا أنفسهم بذلك .
وقال
الفراء nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج : هو أمر في تأويل الشرط والجزاء أي : إن تتبعوا سبيلنا نحمل خطاياكم ، ثم رد الله عليهم بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=12وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء من الأولى بيانية .
والثانية مزيدة للاستغراق أي : وما هم بحاملين شيئا من خطيئاتهم التي التزموا بها وضمنوا لهم حملها ، ثم وصفهم الله - سبحانه - بالكذب في هذا التحمل فقال : إنهم لكاذبون فيما ضمنوا به من حمل خطاياكم .
قال
المهدوي : هذا التكذيب لهم من الله - عز وجل - حمل على المعنى ، لأن المعنى : إن اتبعتم سبيلنا حملنا خطاياكم ، فلما كان الأمر يرجع في المعنى إلى الخبر أوقع عليه التكذيب كما يوقع على الخبر .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=13وليحملن أثقالهم أي : أوزارهم التي عملوها ، والتعبير عنها بالأثقال للإيذان بأنها ذنوب عظيمة
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=13وأثقالا مع أثقالهم أي : أوزارا مع أوزارهم . وهي أوزار من أضلوهم وأخرجوهم عن الهدى إلى الضلالة ومثله قوله - سبحانه - :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=25ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم [ النحل : 25 ] ومثله قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021044من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها كما في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة الثابت في صحيح
مسلم وغيره .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=13وليسألن يوم القيامة تقريعا وتوبيخا
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=13عما كانوا يفترون أي : يختلقونه من الأكاذيب التي كانوا يأتون بها في الدنيا .
وقال
مقاتل : يعني قولهم : نحن الكفلاء بكل تبعة تصيبكم من الله .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=1الم أحسب الناس أن يتركوا الآية ، قال : أنزلت في ناس كانوا
بمكة قد أقروا بالإسلام ، فكتب إليهم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - من
المدينة لما أنزلت آية الهجرة أنه لا يقبل منكم إقرار ولا إسلام حتى تهاجروا ، قال : فخرجوا عامدين إلى
المدينة فاتبعهم المشركون فردوهم ، فنزلت فيهم هذه الآية ، فكتبوا إليهم أنه قد أنزل فيكم كذا وكذا ، فقالوا : نخرج فإن اتبعنا أحد قتلناه ، فخرجوا فاتبعهم المشركون فقاتلوهم ، فمنهم من قتل ومنهم من نجا ، فأنزل الله فيهم
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=110ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم [ النحل : 110 ] .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
قتادة نحوه بأخصر منه . وأخرج
ابن سعد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر عن
عبد الله بن عبيد الله بن عمير قال : نزلت في
nindex.php?page=showalam&ids=56عمار بن ياسر إذ كان يعذب في الله
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=1الم أحسب الناس أن يتركوا الآية .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود قال : أول من أظهر الله إسلامه سبعة : رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ،
وأبو بكر ،
وسمية أم عمار ،
وعمار ،
وصهيب ،
وبلال ،
والمقداد .
فأما رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فمنعه الله بعمه
أبي طالب ، وأما
أبو بكر فمنعه الله بقومه ، وأما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدرع الحديد وصهروهم في الشمس ، فما منهم من أحد إلا وقد أتاهم على ما أرادوا إلا
بلال ، فإنه هانت عليه نفسه في الله وهان على قومه ، فأخذوه فأعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به في شعاب
مكة وهو يقول أحد أحد .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ، عن
مجاهد في قوله : أن يسبقونا قال : أن يعجزونا .
وأخرج
ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص قال : قالت أمي لا آكل طعاما ولا أشرب شرابا حتى تكفر
بمحمد فامتنعت من الطعام والشراب حتى جعلوا يشجرون فاها بالعصا ، فنزلت هذه الآية
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=8ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما .
وأخرجه أيضا
الترمذي من حديثه ، وقال : نزلت في أربع آيات وذكر نحو هذه القصة ، وقال : حسن صحيح .
وقد أخرج هذا الحديث
أحمد ،
ومسلم وأبو داود ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي أيضا .
وأخرج
أحمد nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وصححه
nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه وأبو يعلى nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان وأبو نعيم ،
والبيهقي والضياء عن
أنس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021045لقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد ، ولقد أخفت في الله وما يخاف أحد ، ولقد أتت علي ثالثة وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا ما وارى إبط بلال .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=10جعل فتنة الناس كعذاب الله قال : يرتد عن دين الله إذا أوذي في الله .
وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي كَوْنِهَا مَكِّيَّةً أَوْ مَدَنِيَّةً ، أَوْ بَعْضِهَا مَكِّيًّا وَبَعْضِهَا مَدَنِيًّا عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْوَالٍ : الْأَوَّلُ أَنَّهَا مَكِّيَّةٌ كُلُّهَا ، أَخْرَجَهُ
ابْنُ الضُّرَيْسِ وَالنَّحَّاسُ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَأَخْرَجَهُ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، وَبِهِ قَالَ
الْحَسَنُ وَعِكْرِمَةُ وَعَطَاءٌ nindex.php?page=showalam&ids=11867وَجَابِرُ بْنُ زَيْدٍ .
وَالْقَوْلُ الثَّانِي أَنَّهَا مَدَنِيَّةٌ كُلُّهَا ، قَالَ
الْقُرْطُبِيُّ : وَهُوَ أَحَدُ قَوْلَيِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ،
وَقَتَادَةَ .
وَالْقَوْلُ الثَّالِثُ أَنَّهَا مَكِّيَّةٌ إِلَّا عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِهَا ، قَالَ
الْقُرْطُبِيُّ : وَهُوَ أَحَدُ قَوْلَيِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ،
وَقَتَادَةَ ، وَهُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=17317يَحْيَى بْنِ سَلَّامٍ .
وَحُكِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّهَا نَزَلَتْ بَيْنَ
مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ ، وَهَذَا قَوْلٌ رَابِعٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدَّارَقُطْنِيُّ فِي السُّنَنِ عَنْ
عَائِشَةَ nindex.php?page=hadith&LINKID=1021042أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُصَلِّي فِي كُسُوفِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ ، يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى الْعَنْكَبُوتَ أَوِ الرُّومَ ، وَفِي الثَّانِيَةِ يس .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=1الم nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=2أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=3وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=4أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=5مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=6وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=7وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=8وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=9وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=10وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=11وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=12وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=13وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ
وَ قَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى فَاتِحَةِ هَذِهِ السُّورَةِ مُسْتَوْفًى فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ . وَالِاسْتِفْهَامُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=2أَحَسِبَ النَّاسُ لِلتَّقْرِيعِ وَالتَّوْبِيخِ ، وَأَنْ يُتْرَكُوا فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِحَسِبَ ، وَهِيَ وَمَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ قَائِمَةٌ مَقَامَ الْمَفْعُولَيْنِ عَلَى قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ وَالْجُمْهُورِ ، وَأَنْ يَقُولُوا فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى تَقْدِيرِ : لِأَنْ يَقُولُوا ، أَوْ بِأَنْ يَقُولُوا ، أَوْ عَلَى أَنْ يَقُولُوا ، وَقِيلَ : هُوَ بَدَلٌ مِنْ أَنْ يُتْرَكُوا ، وَمَعْنَى الْآيَةِ : أَنَّ النَّاسَ لَا يُتْرَكُونَ بِغَيْرِ اخْتِبَارٍ وَلَا ابْتِلَاءٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=2nindex.php?page=treesubj&link=29000أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ أَيْ : وَهُمْ لَا يُبْتَلَوْنَ فِي أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ ، وَلَيْسَ الْأَمْرُ كَمَا حَسِبُوا ، بَلْ لَا بُدَّ أَنْ يَخْتَبِرَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ الْمُخْلِصُ مِنَ الْمُنَافِقِ ، وَالصَّادِقُ مِنَ الْكَاذِبِ ، فَالْآيَةُ مَسُوقَةٌ لِإِنْكَارِ ذَلِكَ الْحُسْبَانِ وَاسْتِبْعَادِهِ ، وَبَيَانِ أَنَّهُ لَا بُدَّ مِنَ الِامْتِحَانِ بِأَنْوَاعِ التَّكَالِيفِ وَغَيْرِهَا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْمَعْنَى أَحَسِبُوا أَنْ نَقْنَعَ مِنْهُمْ بِأَنْ يَقُولُوا إِنَّا مُؤْمِنُونَ فَقَطْ وَلَا يُمْتَحَنُونَ بِمَا تَتَبَيَّنُ بِهِ حَقِيقَةُ إِيمَانِهِمْ ، وَهُوَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=2أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ ،
وَقَتَادَةُ وَمُجَاهِدٌ أَيْ : لَا يُبْتَلَوْنَ فِي أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ بِالْقَتْلِ وَالتَّعْذِيبِ ، وَسَيَأْتِي فِي بَيَانِ سَبَبِ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَاتِ مَا يُوَضِّحُ مَعْنَى مَا ذَكَرْنَاهُ ، وَظَاهِرُهَا شُمُولُ كُلِّ النَّاسِ مِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ ، وَإِنْ كَانَ السَّبَبُ خَاصًّا فَالِاعْتِبَارُ بِعُمُومِ اللَّفْظِ كَمَا قَرَّرْنَاهُ غَيْرَ مَرَّةٍ .
قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَهَذِهِ الْآيَةُ وَإِنْ كَانَتْ نَازِلَةً فِي سَبَبٍ خَاصٍّ فَهِيَ بَاقِيَةٌ فِي أُمَّةِ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - مَوْجُودٌ حُكْمُهَا بَقِيَّةَ الدَّهْرِ ، وَذَلِكَ أَنَّ الْفِتْنَةَ مِنَ اللَّهِ بَاقِيَةٌ فِي ثُغُورِ الْمُسْلِمِينَ بِالْأَسْرِ وَنِكَايَةِ الْعَدُوِّ وَغَيْرِ ذَلِكَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=3وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَيْ : هَذِهِ سُنَّةُ اللَّهِ فِي عِبَادِهِ وَأَنَّهُ يَخْتَبِرُ مُؤْمِنِي هَذِهِ الْأُمَّةِ كَمَا اخْتَبَرَ مَنْ قَبْلَهُمْ مِنَ الْأُمَمِ كَمَا جَاءَ بِهِ الْقُرْآنُ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ قَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ وَمَا وَقَعَ مَعَ قَوْمِهِمْ مِنَ الْمِحَنِ وَمَا اخْتَبَرَ اللَّهُ بِهِ أَتْبَاعَهُمْ وَمَنْ آمَنَ بِهِمْ مِنْ تِلْكَ الْأُمُورِ الَّتِي نَزَلَتْ بِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=3فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا فِي قَوْلِهِمْ : آمَنَّا
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=3وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ مِنْهُمْ فِي ذَلِكَ ، قَرَأَ الْجُمْهُورُ " فَلَيَعْلَمَنَّ " بِفَتْحِ الْيَاءِ وَاللَّامِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ أَيْ : لَيُظْهِرَنَّ اللَّهُ الصَّادِقَ وَالْكَاذِبَ فِي قَوْلِهِمْ وَيُمَيِّزُ بَيْنَهُمْ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فِي الْمَوْضِعَيْنِ بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ اللَّامِ .
وَالْمَعْنَى أَيْ : يُعْلِمُ الطَّائِفَتَيْنِ فِي الْآخِرَةِ بِمَنَازِلِهِمْ ، أَوْ يُعْلِمُ النَّاسَ بِصِدْقِ مِنْ صَدَقَ وَيَفْضَحُ الْكَاذِبِينَ بِكَذِبِهِمْ ، أَوْ يَضَعُ لِكُلِّ طَائِفَةٍ عَلَامَةً تَشْتَهِرُ بِهَا وَتَتَمَيَّزُ عَنْ غَيْرِهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=29000أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا أَيْ : يَفُوتُونَا وَيُعْجِزُونَا قَبْلَ أَنْ نُؤَاخِذَهُمْ بِمَا يَعْمَلُونَ ، وَهُوَ سَادٌّ مَسَدَّ مَفْعُولَيْ حَسِبَ ، وَأَمْ هِيَ الْمُنْقَطِعَةُ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ أَيْ : بِئْسَ الَّذِي يَحْكُمُونَهُ حُكْمَهُمْ ذَلِكَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : مَا فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِمَعْنَى سَاءَ شَيْئًا أَوْ حُكْمًا يَحْكُمُونَ .
قَالَ : وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مَا فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ بِمَعْنَى سَاءَ الشَّيْءُ أَوِ الْحُكْمُ حُكْمُهُمْ ، وَجَعَلَهَا
ابْنُ كَيْسَانَ مَصْدَرِيَّةً أَيْ : سَاءَ حُكْمُهُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=5مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ أَيْ : مَنْ كَانَ يَطْمَعُ ، وَالرَّجَاءُ بِمَعْنَى الطَّمَعِ . قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ .
وَقِيلَ : الرَّجَاءُ هُنَا بِمَعْنَى الْخَوْفِ .
قَالَ
الْقُرْطُبِيُّ : وَأَجْمَعَ أَهْلُ التَّفْسِيرِ عَلَى أَنَّ الْمَعْنَى : مَنْ كَانَ يَخَافُ الْمَوْتَ .
وَمِنْهُ قَوْلُ
الْهُذَلِيِّ :
إِذَا لَسَعَتْهُ الدَّبْرُ لَمْ يَرْجُ لَسْعَهَا
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : مَعْنَى مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ : مَنْ كَانَ يَرْجُو ثَوَابَ لِقَاءِ اللَّهِ أَيْ : ثَوَابَ الْمَصِيرِ إِلَيْهِ ، فَالرَّجَاءُ عَلَى هَذَا
[ ص: 1114 ] مَعْنَاهُ الْأَمَلُ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=5فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ أَيِ : الْأَجَلُ الْمَضْرُوبُ لِلْبَعْثِ آتٍ لَا مَحَالَةَ .
قَالَ
مُقَاتِلٌ : يَعْنِي يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، وَالْمَعْنَى : فَلْيَعْمَلْ لِذَلِكَ الْيَوْمِ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=110فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا [ الْكَهْفِ : 110 ] وَمَنْ فِي الْآيَةِ الَّتِي هُنَا يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ شَرْطِيَّةً وَالْجَزَاءُ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مَوْصُولَةً وَدَخَلَتِ الْفَاءُ فِي جَوَابِهَا تَشْبِيهًا لَهَا بِالشَّرْطِيَّةِ .
وَفِي الْآيَةِ مِنَ الْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ وَالتَّرْهِيبِ وَالتَّرْغِيبِ مَا لَا يَخْفَى وَهُوَ السَّمِيعُ لِأَقْوَالِ عِبَادِهِ الْعَلِيمُ بِمَا يُسِرُّونَهُ وَمَا يُعْلِنُونَهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=6وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ أَيْ : مَنْ جَاهَدَ الْكُفَّارَ وَجَاهَدَ نَفْسَهُ
nindex.php?page=treesubj&link=19590بِالصَّبْرِ عَلَى الطَّاعَاتِ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ أَيْ : ثَوَابُ ذَلِكَ لَهُ لَا لِغَيْرِهِ وَلَا يَرْجِعُ إِلَى اللَّهِ - سُبْحَانَهُ - مِنْ نَفْعِ ذَلِكَ شَيْءٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=6إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ فَلَا يَحْتَاجُ إِلَى طَاعَتِهِمْ كَمَا لَا تَضُرُّهُ مَعَاصِيهِمْ .
وَقِيلَ : الْمَعْنَى : وَمَنْ جَاهَدَ عَدُوَّهُ لِنَفْسِهِ لَا يُرِيدُ بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ لِجِهَادِهِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=7وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ أَيْ : لِنُغَطِّيَنَّهَا عَنْهُمْ بِالْمَغْفِرَةِ بِسَبَبِ مَا عَمِلُوا مِنَ الصَّالِحَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=7وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ أَيْ : بِأَحْسَنِ جَزَاءِ أَعْمَالِهِمْ ، وَقِيلَ : بِجَزَاءِ أَحْسَنِ أَعْمَالِهِمْ ، وَالْمُرَادُ بِأَحْسَنَ مُجَرَّدُ الْوَصْفِ لَا التَّفْضِيلُ لِئَلَّا يَكُونَ جَزَاؤُهُمْ بِالْحُسْنِ مَسْكُوتًا عَنْهُ ، وَقِيلَ : يُعْطِيهِمْ أَكْثَرَ مِمَّا عَمِلُوا وَأَحْسَنَ مِنْهُ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=160مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا [ الْأَنْعَامِ : 160 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29000_18004_18007وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا انْتِصَابُ حُسْنًا عَلَى أَنَّهُ نَعْتُ مَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ أَيْ : إِيصَاءً حَسَنًا عَلَى الْمُبَالَغَةِ ، أَوْ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ أَيْ : ذَا حُسْنٍ .
هَذَا مَذْهَبُ الْبَصْرِيِّينَ ، وَقَالَ
الْكُوفِيُّونَ : تَقْدِيرُهُ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ أَنْ يَفْعَلَ حَسَنًا ، فَهُوَ مَفْعُولٌ لِفِعْلٍ مُقَدَّرٍ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
عَجِبْتُ مِنْ دَهْمَاءَ إِذْ تَشْكُونَا وَمِنْ أَبِي دَهْمَاءَ إِذْ يُوصِينَا
خَيْرًا بِهَا كَأَنَّمَا خَافُونَا
أَيْ : يُوصِينَا أَنْ نَفْعَلَ بِهَا خَيْرًا ، وَمِثْلُهُ قَوْلِ
الْحُطَيْئَةِ :
أَوْصَيْتُ مِنْ بَرَّةَ قَلْبًا حُرًّا بِالْكَلْبِ خَيْرًا وَالْحَمَاةِ شَرًّا
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : مَعْنَاهُ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ : أَنْ يَفْعَلَ بِوَالِدَيْهِ مَا يَحْسُنُ ، وَقِيلَ : هُوَ صِفَةٌ لِمَوْصُوفٍ مَحْذُوفٍ أَيْ : وَوَصَّيْنَاهُ أَمْرًا ذَا حُسْنٍ ، وَقِيلَ : هُوَ مُنْتَصِبٌ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ بِهِ عَلَى التَّضْمِينِ أَيْ : أَلْزَمْنَاهُ حُسْنًا ، وَقِيلَ : مَنْصُوبٌ بِنَزْعِ الْخَافِضِ أَيْ : وَوَصَّيْنَاهُ بِحُسْنٍ ، وَقِيلَ : هُوَ مَصْدَرٌ لِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ أَيْ : يَحْسُنُ حُسْنًا ، وَمَعْنَى الْآيَةِ : التَّوْصِيَةُ لِلْإِنْسَانِ بِوَالِدَيْهِ بِالْبِرِّ بِهِمَا وَالْعَطْفِ عَلَيْهِمَا .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ " حُسْنًا " بِضَمِّ الْحَاءِ وَإِسْكَانِ الْمِيمِ ، وَقَرَأَ
أَبُو الرَّجَاءِ ،
وَأَبُو الْعَالِيَةِ ،
وَالضَّحَّاكُ بِفَتْحِهِمَا ، وَقَرَأَ
الْجَحْدَرِيُّ " إِحْسَانًا " وَكَذَا فِي مُصْحَفٍ
أُبَيٍّ .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=8وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا أَيْ : طَلَبَا مِنْكَ وَأَلْزَمَاكَ أَنْ تُشْرِكَ بِي إِلَهًا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ بِكَوْنِهِ إِلَهًا فَلَا تُطِعْهُمَا ، فَإِنَّهُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021043لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ ، وَعَبَّرَ بِنَفْيِ الْعِلْمِ عَنْ نَفْيِ الْإِلَهِ لِأَنَّ مَا لَا يُعْلَمُ صِحَّتُهُ لَا يَجُوزُ اتِّبَاعُهُ ، فَكَيْفَ بِمَا عُلِمَ بُطْلَانُهُ ؟ وَإِذَا لَمْ تَجُزْ طَاعَةُ الْأَبَوَيْنِ فِي هَذَا الْمَطْلَبِ مَعَ الْمُجَاهَدَةِ مِنْهُمَا لَهُ فَعَدَمُ جَوَازِهَا مَعَ مُجَرَّدِ الطَّلَبِ بِدُونِ مُجَاهَدَةٍ مِنْهُمَا أَوْلَى ، وَيُلْحَقُ بِطَلَبِ الشِّرْكِ مِنْهُمَا سَائِرُ مَعَاصِي اللَّهِ - سُبْحَانَهُ - ، فَلَا طَاعَةَ لَهُمَا فِيمَا هُوَ مَعْصِيَةٌ لِلَّهِ كَمَا صَحَّ ذَلِكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=8إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَيْ : أُخْبِرُكُمْ بِصَالِحِ أَعْمَالِكُمْ وَطَالِحِهَا ، فَأُجَازِيَ كُلًّا مِنْكُمْ بِمَا يَسْتَحِقُّهُ .
وَالْمَوْصُولُ فِي قَوْلِهِ : وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ عَلَى الِابْتِدَاءِ وَخَبَرُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=9لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ أَيْ : فِي زُمْرَةِ الرَّاسِخِينَ فِي الصَّلَاحِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الِاشْتِغَالِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى : لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي مَدْخَلِ الصَّالِحِينَ ، وَهُوَ الْجَنَّةُ كَذَا قِيلَ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=10وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ أَيْ : فِي شَأْنِ اللَّهِ وَلِأَجْلِهِ كَمَا يَفْعَلُهُ أَهْلُ الْكُفْرِ مَعَ أَهْلِ الْإِيمَانِ ، وَكَمَا يَفْعَلُهُ أَهْلُ الْمَعَاصِي مَعَ أَهْلِ الطَّاعَاتِ مِنْ إِيقَاعِ الْأَذَى عَلَيْهِمْ لِأَجْلِ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَالْعَمَلِ بِمَا أَمَرَ بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=10جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ الَّتِي هِيَ مَا يُوقِعُونَهُ عَلَيْهِ مِنَ الْأَذَى
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=10كَعَذَابِ اللَّهِ أَيْ : جَزِعَ مِنْ أَذَاهُمْ ، فَلَمْ يَصْبِرْ عَلَيْهِ وَجَعَلَهُ فِي الشِّدَّةِ وَالْعِظَمِ كَعَذَابِ اللَّهِ فَأَطَاعَ النَّاسَ كَمَا يُطِيعُ اللَّهَ ، وَقِيلَ : هُوَ الْمُنَافِقُ إِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ رَجَعَ عَنِ الدِّينِ فَكَفَرَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَصْبِرَ عَلَى الْأَذِيَّةِ فِي اللَّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=10وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ أَيْ : نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ لِلْمُؤْمِنِينَ وَفَتْحٌ وَغَلَبَةٌ لِلْأَعْدَاءِ وَغَنِيمَةٌ يَغْنَمُونَهَا مِنْهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=10لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَيْ : دَاخِلُونَ مَعَكُمْ فِي دِينِكُمْ وَمُعَاوِنُونَ لَكُمْ عَلَى عَدُوِّكُمْ ، فَكَذَّبَهُمُ اللَّهُ ، وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=10أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ أَيْ : هُوَ - سُبْحَانَهُ - أَعْلَمُ بِمَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْهُمْ مَنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ ، فَكَيْفَ يَدَّعُونَ هَذِهِ الدَّعْوَى الْكَاذِبَةَ .
وَهَؤُلَاءِ هُمْ قَوْمٌ مِمَّنْ كَانَ فِي إِيمَانِهِمْ ضَعْفٌ ، كَانُوا إِذَا مَسَّهُمُ الْأَذَى مِنَ الْكُفَّارِ وَافَقُوهُمْ .
وَإِذَا ظَهَرَتْ قُوَّةُ الْإِسْلَامِ وَنَصَرَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ فِي مَوْطِنٍ مِنَ الْمَوَاطِنِ قَالُوا إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِهَذَا وَمَا قَبْلَهُ الْمُنَافِقُونَ .
قَالَ
مُجَاهِدٌ : نَزَلَتْ فِي نَاسٍ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ بِأَلْسِنَتِهِمْ .
فَإِذَا أَصَابَهُمْ بَلَاءٌ مِنَ اللَّهِ أَوْ مُصِيبَةٌ افْتَتَنُوا .
وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : نَزَلَتْ فِي نَاسٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ
بِمَكَّةَ كَانُوا يُؤْمِنُونَ فَإِذَا أُوذُوا رَجَعُوا إِلَى الشِّرْكِ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ هَذَا النَّظْمَ مِنْ قَوْلِهِ : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ إِلَى قَوْلِهِ : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا نَازِلٌ فِي الْمُنَافِقِينَ لِمَا يَظْهَرُ مِنَ السِّيَاقِ .
وَلِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=11وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ فَإِنَّهَا لِتَقْرِيرِ مَا قَبْلَهَا وَتَأْكِيدِهِ أَيْ : لَيُمَيِّزَنَّ اللَّهُ بَيْنَ الطَّائِفَتَيْنِ وَيَظْهَرُ إِخْلَاصُ الْمُخْلِصِينَ وَنِفَاقُ الْمُنَافِقِينَ ،
nindex.php?page=treesubj&link=19694فَالْمُخْلِصُ الَّذِي لَا يَتَزَلْزَلُ بِمَا يُصِيبُهُ مِنَ الْأَذَى وَيَصْبِرُ فِي اللَّهِ حَقَّ الصَّبْرِ ، وَلَا يَجْعَلُ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ .
nindex.php?page=treesubj&link=30563وَالْمُنَافِقُ الَّذِي يَمِيلُ هَكَذَا وَهَكَذَا ، فَإِنْ أَصَابَهُ أَذًى مِنَ الْكَافِرِينَ وَافَقَهُمْ وَتَابَعَهُمْ وَكَفَرَ بِاللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - ، وَإِنْ خَفَقَتْ رِيحُ الْإِسْلَامِ وَطَلَعَ نَصْرُهُ وَلَاحَ فَتْحُهُ رَجَعَ إِلَى الْإِسْلَامِ ، وَزَعَمَ أَنَّهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ .
[ ص: 1115 ] nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=12وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا اللَّامُ فِي لِلَّذِينَ آمَنُوا هِيَ لَامُ التَّبْلِيغِ أَيْ : قَالُوا مُخَاطِبِينَ لَهُمْ كَمَا سَبَقَ بَيَانُهُ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ أَيْ : قَالُوا لَهُمُ اسْلُكُوا طَرِيقَتَنَا وَادْخُلُوا فِي دِينِنَا
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=12وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ أَيْ : إِنْ كَانَ اتِّبَاعُ سَبِيلِنَا خَطِيئَةً تُؤَاخَذُونَ بِهَا عِنْدَ الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ كَمَا تَقُولُونَ فَلْنَحْمِلْ ذَلِكَ عَنْكُمْ فَنُؤَاخِذْ بِهِ دُونَكُمْ ، وَاللَّامُ فِي لِنَحْمِلْ لَامُ الْأَمْرِ كَأَنَّهُمْ أَمَرُوا أَنْفُسَهُمْ بِذَلِكَ .
وَقَالَ
الْفَرَّاءُ nindex.php?page=showalam&ids=14416وَالزُّجَاجُ : هُوَ أَمْرٌ فِي تَأْوِيلِ الشَّرْطِ وَالْجَزَاءِ أَيْ : إِنْ تَتَّبِعُوا سَبِيلَنَا نَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ ، ثُمَّ رَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=12وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ مِنَ الْأُولَى بَيَانِيَّةٌ .
وَالثَّانِيَةُ مَزِيدَةٌ لِلِاسْتِغْرَاقِ أَيْ : وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ شَيْئًا مِنْ خَطِيئَاتِهِمُ الَّتِي الْتَزَمُوا بِهَا وَضَمِنُوا لَهُمْ حَمْلَهَا ، ثُمَّ وَصَفَهُمُ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ - بِالْكَذِبِ فِي هَذَا التَّحَمُّلِ فَقَالَ : إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ فِيمَا ضَمِنُوا بِهِ مِنْ حَمْلِ خَطَايَاكُمْ .
قَالَ
الَمَهَدَوِيُّ : هَذَا التَّكْذِيبُ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - حُمِلَ عَلَى الْمَعْنَى ، لِأَنَّ الْمَعْنَى : إِنِ اتَّبَعْتُمْ سَبِيلَنَا حَمَلْنَا خَطَايَاكُمْ ، فَلَمَّا كَانَ الْأَمْرُ يَرْجِعُ فِي الْمَعْنَى إِلَى الْخَبَرِ أُوقِعَ عَلَيْهِ التَّكْذِيبُ كَمَا يُوقَعُ عَلَى الْخَبَرِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=13وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ أَيْ : أَوْزَارَهُمُ الَّتِي عَمِلُوهَا ، وَالتَّعْبِيرُ عَنْهَا بِالْأَثْقَالِ لِلْإِيذَانِ بِأَنَّهَا ذُنُوبٌ عَظِيمَةٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=13وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ أَيْ : أَوْزَارًا مَعَ أَوْزَارِهِمْ . وَهِيَ أَوْزَارُ مَنْ أَضَلُّوهُمْ وَأَخْرَجُوهُمْ عَنِ الْهُدَى إِلَى الضَّلَالَةِ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ - سُبْحَانَهُ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=25لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ [ النَّحْلِ : 25 ] وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021044مَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا كَمَا فِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ الثَّابِتِ فِي صَحِيحِ
مُسْلِمٍ وَغَيْرِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=13وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَقْرِيعًا وَتَوْبِيخًا
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=13عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ أَيْ : يَخْتَلِقُونَهُ مِنَ الْأَكَاذِيبَ الَّتِي كَانُوا يَأْتُونَ بِهَا فِي الدُّنْيَا .
وَقَالَ
مُقَاتِلٌ : يَعْنِي قَوْلُهُمْ : نَحْنُ الْكُفَلَاءُ بِكُلِّ تَبِعَةٍ تُصِيبُكُمْ مِنَ اللَّهِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=1الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا الْآيَةَ ، قَالَ : أُنْزِلَتْ فِي نَاسٍ كَانُوا
بِمَكَّةَ قَدْ أَقَرُّوا بِالْإِسْلَامِ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِمْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - مِنَ
الْمَدِينَةِ لَمَّا أُنْزِلَتْ آيَةُ الْهِجْرَةِ أَنَّهُ لَا يُقْبَلُ مِنْكُمْ إِقْرَارُ وَلَا إِسْلَامٌ حَتَّى تُهَاجِرُوا ، قَالَ : فَخَرَجُوا عَامِدِينَ إِلَى
الْمَدِينَةِ فَاتَّبَعَهُمُ الْمُشْرِكُونَ فَرَدُّوهُمْ ، فَنَزَلَتْ فِيهِمْ هَذِهِ الْآيَةُ ، فَكَتَبُوا إِلَيْهِمْ أَنَّهُ قَدْ أُنْزِلَ فِيكُمْ كَذَا وَكَذَا ، فَقَالُوا : نَخْرُجُ فَإِنِ اتَّبَعَنَا أَحَدٌ قَتَلْنَاهُ ، فَخَرَجُوا فَاتَّبَعَهُمُ الْمُشْرِكُونَ فَقَاتَلُوهُمْ ، فَمِنْهُمْ مَنْ قُتِلَ وَمِنْهُمْ مَنْ نَجَا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=110ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ [ النَّحْلِ : 110 ] .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
قَتَادَةَ نَحْوَهُ بِأَخْصَرَ مِنْهُ . وَأَخْرَجَ
ابْنُ سَعْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13359وَابْنُ عَسَاكِرَ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ : نَزَلَتْ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=56عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ إِذْ كَانَ يُعَذَّبُ فِي اللَّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=1الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا الْآيَةَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13478ابْنُ مَاجَهْ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ اللَّهُ إِسْلَامَهُ سَبْعَةٌ : رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - ،
وَأَبُو بَكْرٍ ،
وَسُمَيَّةُ أُمُّ عَمَّارٍ ،
وَعَمَّارٌ ،
وَصُهَيْبٌ ،
وَبِلَالٌ ،
وَالْمِقْدَادُ .
فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِعَمِّهِ
أَبِي طَالِبٍ ، وَأَمَّا
أَبُو بَكْرٍ فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِقَوْمِهِ ، وَأَمَّا سَائِرُهُمْ فَأَخَذَهُمُ الْمُشْرِكُونَ فَأَلْبَسُوهُمْ أَدْرُعَ الْحَدِيدِ وَصَهَرُوهُمْ فِي الشَّمْسِ ، فَمَا مِنْهُمْ مِنْ أَحِدٍ إِلَّا وَقَدْ أَتَاهُمْ عَلَى مَا أَرَادُوا إِلَّا
بِلَالٌ ، فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللَّهِ وَهَانَ عَلَى قَوْمِهِ ، فَأَخَذُوهُ فَأَعْطَوْهُ الْوِلْدَانَ فَجَعَلُوا يَطُوفُونَ بِهِ فِي شِعَابِ
مَكَّةَ وَهُوَ يَقُولُ أَحَدٌ أَحَدٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14906الْفِرْيَابِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=12508وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ : أَنْ يَسْبِقُونَا قَالَ : أَنْ يُعْجِزُونَا .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ : قَالَتْ أُمِّي لَا آكُلُ طَعَامًا وَلَا أَشْرَبُ شَرَابًا حَتَّى تَكْفُرَ
بِمُحَمَّدٍ فَامْتَنَعَتْ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ حَتَّى جَعَلُوا يَشْجُرُونَ فَاهَا بِالْعَصَا ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=8وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا .
وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا
التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِهِ ، وَقَالَ : نَزَلَتْ فِيَّ أَرْبَعُ آيَاتٍ وَذَكَرَ نَحْوَ هَذِهِ الْقِصَّةِ ، وَقَالَ : حَسَنٌ صَحِيحٌ .
وَقَدْ أَخْرَجَ هَذَا الْحَدِيثَ
أَحْمَدُ ،
وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ أَيْضًا .
وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ nindex.php?page=showalam&ids=12508وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13478وَابْنُ مَاجَهْ وَأَبُو يَعْلَى nindex.php?page=showalam&ids=13053وَابْنُ حِبَّانَ وَأَبُو نُعَيْمٍ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ وَالضِّيَاءُ عَنْ
أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021045لَقَدْ أُوذِيتُ فِي اللَّهِ وَمَا يُؤْذَى أَحَدٌ ، وَلَقَدْ أُخِفْتُ فِي اللَّهِ وَمَا يُخَافُ أَحَدٌ ، وَلَقَدْ أَتَتْ عَلَيَّ ثَالِثَةٌ وَمَا لِي وَلِبِلَالٍ طَعَامٌ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إِلَّا مَا وَارَى إِبِطُ بِلَالٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=10جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ قَالَ : يَرْتَدُّ عَنْ دِينِ اللَّهِ إِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ .