nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=45nindex.php?page=treesubj&link=28996_32441_19786_32440_28658ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=46ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=47وهو الذي جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=48وهو الذي أرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته وأنزلنا من السماء ماء طهورا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=49لنحيي به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=50ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفورا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=51ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=52فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=53وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=54وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا .
لما فرغ سبحانه من ذكر جهالة الجاهلين وضلالتهم أتبعه بذكر طرف من دلائل التوحيد مع ما فيها من عظيم الإنعام ، فأولها الاستدلال بأحوال الظل فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=45ألم تر إلى ربك كيف مد الظل هذه الرؤية إما بصرية ، والمراد بها ألم تبصر إلى صنع ربك ، أو ألم تبصر إلى الظل كيف مده ربك ، وإما قلبية بمعنى العلم ، فإن الظل متغير ، وكل متغير حادث ، ولكل حادث موجد .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج ألم تر ألم تعلم ، وهذا من رؤية القلب . قال : وهذا الكلام على القلب ، والتقدير : ألم تر إلى الظل كيف مده ربك : يعني الظل من وقت الإسفار إلى طلوع الشمس وهو ظل لا شمس معه ، وبه قال
الحسن وقتادة . وقيل : هو من غيبوبة الشمس إلى طلوعها .
[ ص: 1044 ] قال
أبو عبيدة : الظل بالغداة ، والفيء بالعشي ، لأنه يرجع بعد زوال الشمس ، سمي فيئا لأنه فاء من المشرق إلى جانب المغرب .
قال
حميد بن ثور يصف سرحة ، وكنى بها عن امرأة :
فلا الظل من برد الضحى تستطيعه ولا الفيء من برد العشي تذوق
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12758ابن السكيت : الظل ما نسخته الشمس ، والفيء ما نسخ الشمس . وحكى
أبو عبيدة عن
رؤبة قال : كل ما كانت عليه الشمس فزالت عنه فهو فيء وظل ، وما لم تكن عليه الشمس فهو ظل . انتهى .
وحقيقة الظل أنه أمر متوسط بين الضوء الخالص والظلمة الخالصة ، وهذا المتوسط هو أعدل من الطرفين ، لأن الظلمة الخالصة يكرهها الطبع وينفر عنها الحس ، والضوء الكامل لقوته يبهر الحس البصري ويؤذي بالتسخين ، ولذلك وصفت الجنة به بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=30وظل ممدود [ الواقعة : 30 ] وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=45ولو شاء لجعله ساكنا معترضة بين المعطوف والمعطوف عليه أي : لو شاء لمنع الشمس الطلوع ، والأول أولى .
والتعبير بالسكون عن الإقامة والاستقرار سائغ ، ومنه قولهم : سكن فلان بلد كذا : إذا أقام به واستقر فيه .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=45ثم جعلنا الشمس عليه دليلا معطوف على قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=45مد الظل داخل في حكمه أي : جعلناها علامة يستدل بها بأحوالها على أحواله ، وذلك لأن الظل يتبعها كما يتبع الدليل في الطريق من جهة أنه يزيد بها وينقص ، ويمتد ويتقلص .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=46ثم قبضناه معطوف أيضا على مد داخل في حكمه . والمعنى : ثم قبضنا ذلك الظل الممدود ومحوناه عند إيقاع شعاع الشمس موقعه بالتدريج حتى انتهى ذلك الإظلال إلى العدم والاضمحلال . وقيل : المراد في الآية قبضه عند قيام الساعة بقبض أسبابه . وهي الأجرام النيرة ، والأول أولى .
والمعنى : أن الظل يبقى في هذا الجو من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، فإذا طلعت الشمس صار الظل مقبوضا وخلفه في هذا الجو شعاع الشمس ، فأشرقت على الأرض وعلى الأشياء إلى وقت غروبها ، فإذا غربت فليس هناك ظل ، إنما فيه بقية نور النهار ، وقال قوم : قبضه بغروب الشمس ، لأنها إذا لم تغرب فالظل فيه بقية ، وإنما يتم زواله بمجيء الليل ودخول الظلمة عليه .
وقيل : المعنى : ثم قبضنا ضياء الشمس بالفيء قبضا يسيرا ومعنى إلينا أن مرجعه إليه سبحانه كما أن حدوثه منه قبضا يسيرا أي : على تدريج قليلا قليلا بقدر ارتفاع الشمس ، وقيل : ( يسيرا ) سريعا ، وقيل : المعنى يسيرا علينا أي : يسيرا قبضه علينا ليس بعسير .
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=47وهو الذي جعل لكم الليل لباسا شبه سبحانه ما يستر من ظلام الليل باللباس الساتر . قال
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير : وصف الليل باللباس تشبيها من حيث إنه يستر الأشياء ويغشاها ، واللام متعلقة بـ ( جعل )
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=47والنوم سباتا أي وجعل النوم سباتا أي : راحة لكم لأنكم تنقطعون عن الاشتغال ، وأصل السبات التمدد : يقال سبتت المرأة شعرها أي : نقضته وأرسلته ، ورجل مسبوت أي : ممدود الخلقة .
وقيل : للنوم سبات ، لأنه بالتمدد يكون ، وفي التمدد معنى الراحة . وقيل : السبت القطع ، فالنوم انقطاع عن الاشتغال ، ومنه سبت اليهود لانقطاعهم عن الاشتغال .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : السبات النوم ، وهو أن ينقطع عن الحركة والروح في بدنه أي : جعلنا نومكم راحة لكم .
وقال
الخليل : السبات نوم ثقيل أي : جعلنا نومكم ثقيلا ليكمل الإجمام والراحة
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=47وجعل النهار نشورا أي : زمان بعث من ذلك السبات ، شبه اليقظة بالحياة كما شبه النوم بالسبات الشبيه بالممات . وقال في الكشاف : إن السبات الموت ، واستدل على ذلك بكون النشور في مقابلته .
nindex.php?page=treesubj&link=28658_28996_31758وهو الذي أرسل الرياح نشرا بين يدي رحمته قرئ ( الريح ) وقرئ ( بشرا ) بالباء الموحدة وبالنون ، وقد تقدم تفسير هذه الآية مستوفى في الأعراف وأنزلنا من السماء
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=48ماء طهورا أي : يتطهر به كما يقال : وضوء للماء الذي يتوضأ به .
قال
الأزهري : الطهور في اللغة الطاهر المطهر ، والطهور ما يتطهر به . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري : الطهور - بفتح الطاء - الاسم ، وكذلك الوضوء والوقود ، وبالضم المصدر ، هذا هو المعروف في اللغة ، وقد ذهب الجمهور إلى أن الطهور هو الطاهر المطهر ، ويؤيد ذلك كونه بناء مبالغة .
وروي عن
أبي حنيفة أنه قال : الطهور هو الطاهر ، واستدل لذلك بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=21وسقاهم ربهم شرابا طهورا [ الإنسان : 21 ] يعني طاهرا ، ومنه قول الشاعر :
خليلي هل في نظرة بعد توبة أداوي بها قلبي علي فجور
إلى رجح الأكفال غيد من الظبى عذاب الثنايا ريقهن طهور
فوصف الريق بأنه طهور وليس بمطهر ، ورجح القول الأول
ثعلب . وهو راجح لما تقدم من حكاية
الأزهري لذلك عن أهل اللغة .
وأما وصف الشاعر للريق بأنه طهور ، فهو على طريق المبالغة ، وعلى كل حال فقد ورد الشرع بأن الماء طاهر في نفسه مطهر لغيره ، قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به [ الأنفال : 11 ] . وقال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020969خلق الماء طهورا .
ثم ذكر سبحانه علة الإنزال . فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=49لنحيي به أي بالماء المنزل من السماء بلدة ميتا وصف البلدة بميتا ، وهي صفة للمذكر لأنه بمعنى البلد .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : أراد بالبلد المكان ، والمراد بالإحياء هنا إخراج النبات من المكان الذي لا نبات فيه
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=49ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا أي : نسقي ذلك الماء ، قرأ
أبو عمرو وعاصم في رواية عنهما
وأبو حيان nindex.php?page=showalam&ids=12356وابن أبي عبلة بفتح النون من ( نسقيه ) وقرأ الباقون بضمها ، و ( من ) في مما خلقنا للابتداء ، وهي متعلقة بنسقيه ، ويجوز أن تتعلق بمحذوف على أنه حال ، والأنعام قد تقدم الكلام عليها ، والأناسي جمع إنسان على ما ذهب إليه
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه . وقال
الفراء nindex.php?page=showalam&ids=15153والمبرد nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج : إنه جمع إنسي ،
وللفراء قول آخر : إنه جمع إنسان ، والأصل ( أناسين ) مثل ( سرحان ) وسراحين ، وبستان وبساتين ، فجعلوا الباء عوضا من النون .
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=50nindex.php?page=treesubj&link=28996_31763_28658ولقد صرفناه بينهم ليذكروا ضمير صرفناه
[ ص: 1045 ] ذهب الجمهور إلى أنه راجع إلى ما ذكر من الدلائل أي : كررنا أحوال الإظلال ، وذكر إنشاء السحاب وإنزال المطر في القرآن وفي سائر الكتب السماوية ليتفكروا ويعتبروا
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=50فأبى أكثر الناس هم إلا كفران النعمة وجحدها . وقال آخرون : إنه يرجع إلى أقرب المذكورات وهو المطر أي : صرفنا المطر بينهم في البلدان المختلفة ، فنزيد في بعض البلدان وننقص في بعض آخر منها ، وقيل : الضمير راجع إلى القرآن ، وقد جرى ذكره في أول السورة حيث قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=1تبارك الذي نزل الفرقان على عبده . [ الفرقان : 1 ]
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=29لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني [ الفرقان : 29 ] وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=30اتخذوا هذا القرآن مهجورا [ الفرقان : 30 ] والمعنى : ولقد كررنا هذا القرآن بإنزال آياته بين الناس ليذكروا به ويعتبروا بما فيه ، فأبى أكثرهم
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=50إلا كفورا به ، وقيل : هو راجع إلى الريح ، وعلى رجوع الضمير إلى المطر ، فقد اختلف في معناه ، فقيل ما ذكرناه . وقيل : صرفناه بينهم وابلا وطشا وطلا ورذاذا ، وقيل : تصريفه تنويع الانتفاع به في الشرب والسقي والزراعات به والطهارات .
قال
عكرمة : إن المراد بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=50فأبى أكثر الناس إلا كفورا هو قولهم : في الأنواء مطرنا بنوء كذا .
وقرأ
عكرمة ( صرفناه ) مخففا ، وقرأ الباقون بالتثقيل .
وقرأ
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ( ليذكروا ) مخففة الذال من الذكر ، وقرأ الباقون بالتثقيل من التذكر .
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=51ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا أي : رسولا ينذرهم كما قسمنا المطر بينهم ، ولكنا لم نفعل ذلك بل جعلنا نذيرا واحدا ، وهو أنت يا
محمد ، فقابل ذلك بشكر النعمة .
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=52فلا تطع الكافرين فيما يدعونك إليه من اتباع آلهتهم ، بل اجتهد في الدعوة واثبت فيها والضمير في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=52وجاهدهم به جهادا كبيرا راجع إلى القرآن أي : جاهدهم بالقرآن واتل عليهم ما فيه من القوارع والزواجر والأوامر والنواهي .
وقيل : الضمير يرجع إلى الإسلام ، وقيل : بالسيف ، والأول أولى . وهذه السورة مكية ، والأمر بالقتال إنما كان بعد الهجرة . وقيل : الضمير راجع إلى ترك الطاعة المفهوم من قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=52فلا تطع الكافرين وقيل : الضمير يرجع إلى ما دل عليه قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=51ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا لأنه سبحانه لو بعث في كل قرية نذيرا لم يكن على كل نذير إلا مجاهدة القرية التي أرسل إليها ، وحين اقتصر على نذير واحد لكل القرى وهو
محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - فلا جرم اجتمع عليه كل
المجاهدات ، فكبر جهاده ، وعظم وصار جامعا لكل مجاهدة ، ولا يخفى ما في هذين الوجهين من البعد .
ثم ذكر سبحانه دليلا رابعا على التوحيد فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=53nindex.php?page=treesubj&link=31757_28996_28658وهو الذي مرج البحرين ( مرج ) خلى وخلط وأرسل ، يقال مرجت الدابة وأمرجتها : إذا أرسلتها في المرعى وخليتها تذهب حيث تشاء قال
مجاهد : أرسلهما وأفاض أحدهما إلى الآخر .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14120ابن عرفة : خلطهما فهما يلتقيان ، يقال مرجته : إذا خلطته ، ومرج الدين والأمر : اختلط واضطرب ، ومنه قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=5في أمر مريج [ ق : 5 ] وقال
الأزهري nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=53مرج البحرين خلى بينهما ، يقال مرجت الدابة : إذا خليتها ترعى . وقال
ثعلب : المرج الإجراء ، فقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=53مرج البحرين أي أجراهما . قال
الأخفش : ويقول قوم : أمرج البحرين مثل مرج ، فعل وأفعل بمعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=53هذا عذب فرات الفرات البليغ العذوبة ، وهذه الجملة مستأنفة جواب سؤال مقدر كأنه قيل كيف مرجهما ؟ فقيل : هذا عذب وهذا ملح ، ويجوز أن يكون في محل نصب على الحال .
قيل سمي الماء الحلو فراتا لأنه يفرت العطش أي : يقطعه ويكسره
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=53وهذا ملح أجاج أي : بليغ الملوحة هذا معنى الأجاج ، وقيل : الأجاج البليغ في الحرارة ، وقيل : البليغ في المرارة ، وقرأ
طلحة ( ملح ) بفتح الميم وكسر اللام
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=53وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا البرزخ الحاجز والحائل الذي جعله الله بينهما من قدرته يفصل بينهما ويمنعهما التمارج ، ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=22حجرا محجورا سترا مستورا ، يمنع أحدهما من الاختلاط بالآخر ، فالبرزخ الحاجز ، والحجز المانع .
وقيل : معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=22حجرا محجورا هو ما تقدم من أنها كلمة يقولها المتعوذ كأن كل واحد من البحرين يتعوذ من صاحبه ، ويقول له هذا القول ، وقيل : حدا محدودا . وقيل : المراد من البحر العذب الأنهار العظام كالنيل والفرات وجيحون ، ومن البحر الأجاج البحار المشهورة ، والبرزخ بينهما الحائل من الأرض .
وقيل : معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=22حجرا محجورا حراما محرما أن يعذب هذا المالح بالعذب ، أو يملح هذا العذب بالمالح ، ومثل هذه الآية قوله سبحانه في سورة الرحمن
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=19مرج البحرين يلتقيان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=20بينهما برزخ لا يبغيان [ الرحمن : 19 ، 20 ] ثم ذكر سبحانه حالة من أحوال
nindex.php?page=treesubj&link=32404_32405_28661خلق الإنسان والماء فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=54وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا والمراد بالماء هنا ماء النطفة أي : خلق من ماء النطفة إنسانا فجعله نسبا وصهرا وقيل : المراد بالماء الماء المطلق الذي يراد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=30وجعلنا من الماء كل شيء حي [ الأنبياء : 30 ] والمراد بالنسب هو الذي لا يحل نكاحه .
قال
الفراء nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج : واشتقاق الصهر من صهرت الشيء : إذا خلطته ، وسميت المناكح صهرا لاختلاط الناس بها . وقيل : الصهر قرابة النكاح ، فقرابة الزوجة هم الأختان ، وقرابة الزوج هم الأحماء ، والأصهار تعمهما ، قاله الأصمعي .
قال
الواحدي : قال المفسرون : النسب سبعة أصناف من القرابة يجمعها قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=23حرمت عليكم أمهاتكم إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=23وأمهات نسائكم [ النساء : 23 ] ومن هنا إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=23وأن تجمعوا بين الأختين [ النساء : 23 ] تحريم بالصهر ، وهو الخلطة التي تشبه القرابة ، حرم الله سبعة أصناف من النسب ، وسبعة من جهة الصهر ، قد اشتملت الآية المذكورة على ستة منها ، والسابعة قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=22ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء [ النساء : 22 ] وقد جعل
ابن عطية nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج وغيرهما الرضاع من جملة النسب ، ويؤيده قوله - صلى الله عليه وآله وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019889nindex.php?page=treesubj&link=12968يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=54وكان ربك قديرا أي : بليغ القدرة عظيمها ، ومن
[ ص: 1046 ] جملة قدرته الباهرة خلق الإنسان وتقسيمه إلى القسمين المذكورين .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=45ألم تر إلى ربك كيف مد الظل قال : بعد الفجر قبل أن تطلع الشمس .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عنه بلفظ : ألم تر أنك إذا صليت الفجر كان بين مطلع الشمس إلى مغربها ظلا ثم بعث الله عليه الشمس دليلا فقبض الظل .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه أيضا في الآية قال : مد الظل ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=45ولو شاء لجعله ساكنا قال : دائما
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=45ثم جعلنا الشمس عليه دليلا يقول : طلوع الشمس
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=46ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا قال : سريعا .
وأخرج أهل السنن
وأحمد وغيرهم من حديث
أبي سعيد قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020970قيل يا رسول الله nindex.php?page=treesubj&link=442أنتوضأ من بئر بضاعة ؟ وهي بئر يلقى فيها الحيض ولحوم الكلاب والنتن ، فقال : إن الماء طهور لا ينجسه شيء .
وفي إسناد هذا الحديث كلام طويل قد استوفيناه في شرحنا على المنتقى .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم والحاكم وصححه
والبيهقي في سننه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : ما من عام بأقل مطرا من عام ، ولكن الله يصرفه حيث يشاء ، ثم قرأ هذه الآية
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=50ولقد صرفناه بينهم ليذكروا الآية .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=52وجاهدهم به قال : بالقرآن .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عنه
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=53وهو الذي مرج البحرين يعني خلط أحدهما على الآخر ، فليس يفسد العذب المالح وليس يفسد المالح العذب .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عنه أيضا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=53وحجرا محجورا يقول : حجر أحدهما عن الآخر بأمره وقضائه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد عن
عبد الله بن المغيرة قال : سئل
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب عن
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=54نسبا وصهرا فقال : ما أراكم إلا وقد عرفتم النسب ، وأما الصهر : فالأختان والصحابة .
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=45nindex.php?page=treesubj&link=28996_32441_19786_32440_28658أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=46ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=47وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=48وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=49لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=50وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=51وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=52فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=53وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=54وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا .
لِمَا فَرَغَ سُبْحَانَهُ مِنْ ذِكْرِ جَهَالَةِ الْجَاهِلِينَ وَضَلَالَتِهِمْ أَتْبَعَهُ بِذِكْرِ طَرَفٍ مِنْ دَلَائِلَ التَّوْحِيدِ مَعَ مَا فِيهَا مِنْ عَظِيمِ الْإِنْعَامِ ، فَأَوَّلُهَا الِاسْتِدْلَالُ بِأَحْوَالِ الظِّلِّ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=45أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ هَذِهِ الرُّؤْيَةُ إِمَّا بَصَرِيَّةٌ ، وَالْمُرَادُ بِهَا أَلَمْ تُبْصِرْ إِلَى صُنْعِ رَبِّكَ ، أَوْ أَلَمْ تُبْصِرْ إِلَى الظِّلِّ كَيْفَ مَدَّهُ رَبُّكَ ، وَإِمَّا قَلْبِيَّةٌ بِمَعْنَى الْعِلْمِ ، فَإِنَّ الظِّلَّ مُتَغَيِّرٌ ، وَكُلُّ مُتَغَيِّرٍ حَادِثٌ ، وَلِكُلِّ حَادِثٍ مُوجِدٌ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ أَلَمْ تَرَ أَلَمْ تَعْلَمْ ، وَهَذَا مِنْ رُؤْيَةِ الْقَلْبِ . قَالَ : وَهَذَا الْكَلَامُ عَلَى الْقَلْبِ ، وَالتَّقْدِيرُ : أَلَمْ تَرَ إِلَى الظِّلِّ كَيْفَ مَدَّهُ رَبُّكَ : يَعْنِي الظِّلَّ مِنْ وَقْتِ الْإِسْفَارِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ وَهُوَ ظِلٌّ لَا شَمْسَ مَعَهُ ، وَبِهِ قَالَ
الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ . وَقِيلَ : هُوَ مِنْ غَيْبُوبَةِ الشَّمْسِ إِلَى طُلُوعِهَا .
[ ص: 1044 ] قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : الظِّلُّ بِالْغَدَاةِ ، وَالْفَيْءُ بِالْعَشِيِّ ، لِأَنَّهُ يَرْجِعُ بَعْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ ، سُمِّيَ فَيْئًا لِأَنَّهُ فَاءَ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى جَانِبِ الْمَغْرِبِ .
قَالَ
حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ يَصِفُ سَرْحَةً ، وَكَنَّى بِهَا عَنِ امْرَأَةٍ :
فَلَا الظِّلُّ مِنْ بَرْدِ الضُّحَى تَسْتَطِيعُهُ وَلَا الْفَيْءُ مِنْ بَرْدِ الْعَشِيِّ تَذُوقُ
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12758ابْنُ السِّكِّيتِ : الظِّلُّ مَا نَسَخَتْهُ الشَّمْسُ ، وَالْفَيْءُ مَا نَسَخَ الشَّمْسَ . وَحَكَى
أَبُو عُبَيْدَةَ عَنْ
رُؤْبَةَ قَالَ : كُلُّ مَا كَانَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ فَزَالَتْ عَنْهُ فَهُوَ فَيْءٌ وَظِلٌّ ، وَمَا لَمْ تَكُنْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ فَهُوَ ظِلٌّ . انْتَهَى .
وَحَقِيقَةُ الظِّلِّ أَنَّهُ أَمْرٌ مُتَوَسِّطٌ بَيْنَ الضَّوْءِ الْخَالِصِ وَالظُّلْمَةِ الْخَالِصَةِ ، وَهَذَا الْمُتَوَسِّطُ هُوَ أَعْدَلُ مِنَ الطَّرَفَيْنِ ، لِأَنَّ الظُّلْمَةَ الْخَالِصَةَ يَكْرَهُهَا الطَّبْعُ وَيَنْفِرُ عَنْهَا الْحِسُّ ، وَالضَّوْءُ الْكَامِلُ لِقُوَّتِهِ يُبْهِرُ الْحِسَّ الْبَصَرِيَّ وَيُؤْذِي بِالتَّسْخِينِ ، وَلِذَلِكَ وُصِفَتِ الْجَنَّةُ بِهِ بِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=30وَظِلٍّ مَمْدُودٍ [ الْوَاقِعَةِ : 30 ] وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=45وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ الْمَعْطُوفِ وَالْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ أَيْ : لَوْ شَاءَ لَمَنْعَ الشَّمْسَ الطُّلُوعَ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
وَالتَّعْبِيرُ بِالسُّكُونِ عَنِ الْإِقَامَةِ وَالِاسْتِقْرَارِ سَائِغٌ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ : سَكَنَ فُلَانٌ بَلَدَ كَذَا : إِذَا أَقَامَ بِهِ وَاسْتَقَرَّ فِيهِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=45ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا مَعْطُوفٌ عَلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=45مَدَّ الظِّلَّ دَاخِلٌ فِي حُكْمِهِ أَيْ : جَعَلْنَاهَا عَلَامَةً يُسْتَدَلُّ بِهَا بِأَحْوَالِهَا عَلَى أَحْوَالِهِ ، وَذَلِكَ لِأَنَّ الظِّلَّ يَتْبَعُهَا كَمَا يُتْبَعُ الدَّلِيلُ فِي الطَّرِيقِ مِنْ جِهَةِ أَنَّهُ يَزِيدُ بِهَا وَيَنْقُصُ ، وَيَمْتَدُّ وَيَتَقَلَّصُ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=46ثُمَّ قَبَضْنَاهُ مَعْطُوفٌ أَيْضًا عَلَى مَدَّ دَاخِلٌ فِي حُكْمِهِ . وَالْمَعْنَى : ثُمَّ قَبَضْنَا ذَلِكَ الظِّلَّ الْمَمْدُودَ وَمَحَوْنَاهُ عِنْدَ إِيقَاعِ شُعَاعِ الشَّمْسِ مَوْقِعَهُ بِالتَّدْرِيجِ حَتَّى انْتَهَى ذَلِكَ الْإِظْلَالُ إِلَى الْعَدَمِ وَالِاضْمِحْلَالِ . وَقِيلَ : الْمُرَادُ فِي الْآيَةِ قَبْضُهُ عِنْدَ قِيَامِ السَّاعَةِ بِقَبْضِ أَسْبَابِهِ . وَهِيَ الْأَجْرَامُ النَّيِّرَةُ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
وَالْمَعْنَى : أَنَّ الظِّلَّ يَبْقَى فِي هَذَا الْجَوِّ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ ، فَإِذَا طَلُعَتِ الشَّمْسُ صَارَ الظِّلُّ مَقْبُوضًا وَخَلْفَهُ فِي هَذَا الْجَوِّ شُعَاعُ الشَّمْسِ ، فَأَشْرَقَتْ عَلَى الْأَرْضِ وَعَلَى الْأَشْيَاءِ إِلَى وَقْتِ غُرُوبِهَا ، فَإِذَا غَرَبَتْ فَلَيْسَ هُنَاكَ ظِلٌّ ، إِنَّمَا فِيهِ بَقِيَّةُ نُورِ النَّهَارِ ، وَقَالَ قَوْمٌ : قَبَضَهُ بِغُرُوبِ الشَّمْسِ ، لِأَنَّهَا إِذَا لَمْ تَغْرُبْ فَالظِّلُّ فِيهِ بَقِيَّةٌ ، وَإِنَّمَا يَتِمُّ زَوَالُهُ بِمَجِيءِ اللَّيْلِ وَدُخُولِ الظَّلَمَةِ عَلَيْهِ .
وَقِيلَ : الْمَعْنَى : ثُمَّ قَبَضْنَا ضِيَاءَ الشَّمْسِ بِالْفَيْءِ قَبْضًا يَسِيرًا وَمَعْنَى إِلَيْنَا أَنَّ مَرْجِعَهُ إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ كَمَا أَنَّ حُدُوثَهُ مِنْهُ قَبْضًا يَسِيرًا أَيْ : عَلَى تَدْرِيجٍ قَلِيلًا قَلِيلًا بِقَدْرِ ارْتِفَاعِ الشَّمْسِ ، وَقِيلَ : ( يَسِيرًا ) سَرِيعًا ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى يَسِيرًا عَلَيْنَا أَيْ : يَسِيرًا قَبْضُهُ عَلَيْنَا لَيْسَ بِعَسِيرٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=47وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا شَبَّهَ سُبْحَانَهُ مَا يُسْتَرُ مِنْ ظَلَامِ اللَّيْلِ بِاللِّبَاسِ السَّاتِرِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ : وَصَفَ اللَّيْلَ بِاللِّبَاسِ تَشْبِيهًا مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ يَسْتُرُ الْأَشْيَاءَ وَيَغْشَاهَا ، وَاللَّامُ مُتَعَلِّقَةٌ بِـ ( جَعَلَ )
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=47وَالنَّوْمَ سُبَاتًا أَيْ وَجَعَلَ النَّوْمَ سُبَاتًا أَيْ : رَاحَةً لَكُمْ لِأَنَّكُمْ تَنْقَطِعُونَ عَنِ الِاشْتِغَالِ ، وَأَصْلُ السُّبَاتِ التَّمَدُّدُ : يُقَالُ سَبَتَتِ الْمَرْأَةُ شَعْرَهَا أَيْ : نَقَضَتْهُ وَأَرْسَلَتْهُ ، وَرَجُلٌ مَسْبُوتٌ أَيْ : مَمْدُودُ الْخِلْقَةِ .
وَقِيلَ : لِلنَّوْمِ سُبَاتٌ ، لِأَنَّهُ بِالتَّمَدُّدِ يَكُونُ ، وَفِي التَّمَدُّدِ مَعْنَى الرَّاحَةِ . وَقِيلَ : السَّبْتُ الْقَطْعُ ، فَالنَّوْمُ انْقِطَاعٌ عَنِ الِاشْتِغَالِ ، وَمِنْهُ سَبْتُ الْيَهُودِ لِانْقِطَاعِهِمْ عَنِ الِاشْتِغَالِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : السُّبَاتُ النَّوْمُ ، وَهُوَ أَنْ يَنْقَطِعَ عَنِ الْحَرَكَةِ وَالرُّوحُ فِي بَدَنِهِ أَيْ : جَعَلَنَا نَوْمَكُمْ رَاحَةً لَكُمْ .
وَقَالَ
الْخَلِيلُ : السُّبَاتُ نَوْمٌ ثَقِيلٌ أَيْ : جَعَلَنَا نَوْمَكُمْ ثَقِيلًا لِيَكْمُلَ الْإِجْمَامُ وَالرَّاحَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=47وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا أَيْ : زَمَانَ بَعْثٍ مِنْ ذَلِكَ السُّبَاتِ ، شَبَّهَ الْيَقَظَةَ بِالْحَيَاةِ كَمَا شَبَّهَ النَّوْمَ بِالسُّبَاتِ الشَّبِيهِ بِالْمَمَاتِ . وَقَالَ فِي الْكَشَّافِ : إِنَّ السُّبَاتَ الْمَوْتُ ، وَاسْتُدِلَّ عَلَى ذَلِكَ بِكَوْنِ النُّشُورِ فِي مُقَابَلَتِهِ .
nindex.php?page=treesubj&link=28658_28996_31758وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ نُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ قُرِئَ ( الرِّيحُ ) وَقُرِئَ ( بُشْرًا ) بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ وَبِالنُّونِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ هَذِهِ الْآيَةِ مُسْتَوْفًى فِي الْأَعْرَافِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=48مَاءً طَهُورًا أَيْ : يُتَطَهَّرُ بِهِ كَمَا يُقَالُ : وَضُوءٌ لِلْمَاءِ الَّذِي يُتَوَضَّأُ بِهِ .
قَالَ
الْأَزْهَرِيُّ : الطَّهُورُ فِي اللُّغَةِ الطَّاهِرُ الْمُطَهِّرُ ، وَالطُّهُورُ مَا يُتَطَهَّرُ بِهِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ : الطَّهُورُ - بِفَتْحِ الطَّاءِ - الِاسْمُ ، وَكَذَلِكَ الْوَضُوءُ وَالْوَقُودُ ، وَبِالضَّمِّ الْمَصْدَرُ ، هَذَا هُوَ الْمَعْرُوفُ فِي اللُّغَةِ ، وَقَدْ ذَهَبَ الْجُمْهُورُ إِلَى أَنَّ الطَّهُورَ هُوَ الطَّاهِرُ الْمُطَهِّرُ ، وَيُؤَيِّدُ ذَلِكَ كَوْنُهُ بِنَاءَ مُبَالِغَةٍ .
وَرُوِيَ عَنْ
أَبِي حَنِيفَةَ أَنَّهُ قَالَ : الطَّهُورُ هُوَ الطَّاهِرُ ، وَاسْتَدَلَّ لِذَلِكَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=21وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا [ الْإِنْسَانِ : 21 ] يَعْنِي طَاهِرًا ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
خَلِيلِيَّ هَلْ فِي نَظْرَةٍ بَعْدَ تَوْبَةٍ أُدَاوِي بِهَا قَلْبِي عَلَيَّ فَجُورُ
إِلَى رُجَّحِ الْأَكْفَالِ غِيدٍ مِنَ الظُّبَى عِذَابُ الثَّنَايَا رِيقُهُنَّ طَهُورُ
فَوَصَفَ الرِّيقَ بِأَنَّهُ طَهُورٌ وَلَيْسَ بِمُطَهَّرٍ ، وَرَجَّحَ الْقَوْلَ الْأَوَّلَ
ثَعْلَبٌ . وَهُوَ رَاجِحٌ لِمَا تَقَدَّمَ مِنْ حِكَايَةِ
الْأَزْهَرِيِّ لِذَلِكَ عَنْ أَهْلِ اللُّغَةِ .
وَأَمَّا وَصْفُ الشَّاعِرِ لِلرِّيقِ بِأَنَّهُ طَهُورٌ ، فَهُوَ عَلَى طَرِيقِ الْمُبَالَغَةِ ، وَعَلَى كُلِّ حَالٍ فَقَدْ وَرَدَ الشَّرْعُ بِأَنَّ الْمَاءَ طَاهِرٌ فِي نَفْسِهِ مُطَهِّرٌ لِغَيْرِهِ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ [ الْأَنْفَالِ : 11 ] . وَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020969خُلِقَ الْمَاءُ طَهُورًا .
ثُمَّ ذَكَرَ سُبْحَانَهُ عِلَّةَ الْإِنْزَالِ . فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=49لِنُحْيِيَ بِهِ أَيْ بِالْمَاءِ الْمُنَزَّلِ مِنَ السَّمَاءِ بَلْدَةً مَيْتًا وَصَفَ الْبَلْدَةَ بِمَيْتًا ، وَهِيَ صِفَةٌ لِلْمُذَكَّرِ لِأَنَّهُ بِمَعْنَى الْبَلَدِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : أَرَادَ بِالْبَلَدِ الْمَكَانَ ، وَالْمُرَادُ بِالْإِحْيَاءِ هُنَا إِخْرَاجُ النَّبَاتِ مِنَ الْمَكَانِ الَّذِي لَا نَبَاتَ فِيهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=49وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا أَيْ : نُسَقِي ذَلِكَ الْمَاءَ ، قَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو وَعَاصِمٌ فِي رِوَايَةٍ عَنْهُمَا
وَأَبُو حَيَّانَ nindex.php?page=showalam&ids=12356وَابْنُ أَبِي عَبْلَةَ بِفَتْحِ النُّونِ مِنْ ( نَسْقِيهِ ) وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّهَا ، وَ ( مِنْ ) فِي مِمَّا خَلَقْنَا لِلِابْتِدَاءِ ، وَهِيَ مُتَعَلِّقَةٌ بِنُسْقِيهِ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَتَعَلَّقَ بِمَحْذُوفٍ عَلَى أَنَّهُ حَالٌ ، وَالْأَنْعَامُ قَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَيْهَا ، وَالْأَنَاسِيُّ جَمْعُ إِنْسَانٍ عَلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ . وَقَالَ
الْفَرَّاءُ nindex.php?page=showalam&ids=15153وَالْمُبَرِّدُ nindex.php?page=showalam&ids=14416وَالزَّجَّاجُ : إِنَّهُ جَمْعُ إِنْسِيٍّ ،
وَلِلْفَرَّاءِ قَوْلٌ آخَرُ : إِنَّهُ جَمْعُ إِنْسَانٍ ، وَالْأَصْلُ ( أَنَاسِينَ ) مِثْلُ ( سَرْحَانَ ) وَسَرَاحِينَ ، وَبُسْتَانٍ وَبَسَاتِينَ ، فَجَعَلُوا الْبَاءَ عِوَضًا مِنَ النُّونِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=50nindex.php?page=treesubj&link=28996_31763_28658وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا ضَمِيرُ صَرَّفْنَاهُ
[ ص: 1045 ] ذَهَبَ الْجُمْهُورُ إِلَى أَنَّهُ رَاجِعٌ إِلَى مَا ذُكِرَ مِنَ الدَّلَائِلِ أَيْ : كَرَّرْنَا أَحْوَالَ الْإِظْلَالِ ، وَذِكْرُ إِنْشَاءِ السَّحَابِ وَإِنْزَالِ الْمَطَرِ فِي الْقُرْآنِ وَفِي سَائِرِ الْكُتُبِ السَّمَاوِيَّةِ لِيَتَفَكَّرُوا وَيَعْتَبِرُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=50فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ هُمْ إِلَّا كُفْرَانَ النِّعْمَةِ وَجَحْدَهَا . وَقَالَ آخَرُونَ : إِنَّهُ يَرْجِعُ إِلَى أَقْرَبِ الْمَذْكُورَاتِ وَهُوَ الْمَطَرُ أَيْ : صَرَّفْنَا الْمَطَرَ بَيْنَهُمْ فِي الْبُلْدَانِ الْمُخْتَلِفَةِ ، فَنُزِيدُ فِي بَعْضِ الْبُلْدَانِ وَنُنْقِصُ فِي بَعْضٍ آخَرَ مِنْهَا ، وَقِيلَ : الضَّمِيرُ رَاجِعٌ إِلَى الْقُرْآنِ ، وَقَدْ جَرَى ذِكْرُهُ فِي أَوَّلِ السُّورَةِ حَيْثُ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=1تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ . [ الْفُرْقِانِ : 1 ]
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=29لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي [ الْفُرْقِانِ : 29 ] وَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=30اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا [ الْفُرْقِانِ : 30 ] وَالْمَعْنَى : وَلَقَدْ كَرَّرْنَا هَذَا الْقُرْآنَ بِإِنْزَالِ آيَاتِهِ بَيْنَ النَّاسِ لِيَذَّكَّرُوا بِهِ وَيَعْتَبِرُوا بِمَا فِيهِ ، فَأَبَى أَكْثَرُهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=50إِلَّا كُفُورًا بِهِ ، وَقِيلَ : هُوَ رَاجِعٌ إِلَى الرِّيحِ ، وَعَلَى رُجُوعِ الضَّمِيرِ إِلَى الْمَطَرِ ، فَقَدِ اخْتُلِفَ فِي مَعْنَاهُ ، فَقِيلَ مَا ذَكَرْنَاهُ . وَقِيلَ : صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ وَابِلًا وَطَشًّا وَطَلًّا وَرَذَاذًا ، وَقِيلَ : تَصْرِيفُهُ تَنْوِيعُ الِانْتِفَاعِ بِهِ فِي الشُّرْبِ وَالسَّقْيِ وَالزِّرَاعَاتِ بِهِ وَالطَّهَارَاتِ .
قَالَ
عِكْرِمَةُ : إِنَّ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=50فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا هُوَ قَوْلُهُمْ : فِي الْأَنْوَاءِ مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا .
وَقَرَأَ
عِكْرِمَةُ ( صَرَفْنَاهُ ) مُخَفَّفًا ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّثْقِيلِ .
وَقَرَأَ
حَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ( لِيَذْكُرُوا ) مُخَفَّفَةُ الذَّالِ مِنَ الذِّكْرِ ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّثْقِيلِ مِنَ التَّذَكُّرِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=51وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا أَيْ : رَسُولًا يُنْذِرُهُمْ كَمَا قَسَّمْنَا الْمَطَرَ بَيْنَهُمْ ، وَلَكِنَّا لَمْ نَفْعَلْ ذَلِكَ بَلْ جَعَلْنَا نَذِيرًا وَاحِدًا ، وَهُوَ أَنْتَ يَا
مُحَمَّدُ ، فَقَابِلْ ذَلِكَ بِشُكْرِ النِّعْمَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=52فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ فِيمَا يَدْعُونَكَ إِلَيْهِ مِنَ اتِّبَاعِ آلِهَتِهِمْ ، بَلِ اجْتَهِدْ فِي الدَّعْوَةِ وَاثْبُتْ فِيهَا وَالضَّمِيرُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=52وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا رَاجِعٌ إِلَى الْقُرْآنِ أَيْ : جَاهِدْهُمْ بِالْقُرْآنِ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ مَا فِيهِ مِنَ الْقَوَارِعِ وَالزَّوَاجِرِ وَالْأَوَامِرِ وَالنَّوَاهِي .
وَقِيلَ : الضَّمِيرُ يَرْجِعُ إِلَى الْإِسْلَامِ ، وَقِيلَ : بِالسَّيْفِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى . وَهَذِهِ السُّورَةُ مَكِّيَّةٌ ، وَالْأَمْرُ بِالْقِتَالِ إِنَّمَا كَانَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ . وَقِيلَ : الضَّمِيرُ رَاجِعٌ إِلَى تَرْكِ الطَّاعَةِ الْمَفْهُومِ مِنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=52فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَقِيلَ : الضَّمِيرُ يَرْجِعُ إِلَى مَا دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=51وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا لِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَوْ بَعَثَ فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا لَمْ يَكُنْ عَلَى كُلِّ نَذِيرٍ إِلَّا مُجَاهَدَةُ الْقَرْيَةِ الَّتِي أُرْسِلَ إِلَيْهَا ، وَحِينَ اقْتَصَرَ عَلَى نَذِيرٍ وَاحِدٍ لِكُلِّ الْقُرَى وَهُوَ
مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَلَا جَرَمَ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ كُلُّ
الْمُجَاهَدَاتِ ، فَكَبُرَ جِهَادُهُ ، وَعَظُمَ وَصَارَ جَامِعًا لِكُلِّ مُجَاهَدَةٍ ، وَلَا يَخْفَى مَا فِي هَذَيْنِ الْوَجْهَيْنِ مِنَ الْبُعْدِ .
ثُمَّ ذَكَرَ سُبْحَانَهُ دَلِيلًا رَابِعًا عَلَى التَّوْحِيدِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=53nindex.php?page=treesubj&link=31757_28996_28658وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ ( مَرَجَ ) خَلَّى وَخَلَطَ وَأَرْسَلَ ، يُقَالُ مَرَجْتُ الدَّابَّةَ وَأَمْرَجْتُهَا : إِذَا أَرْسَلْتُهَا فِي الْمَرْعَى وَخَلَّيْتُهَا تَذْهَبُ حَيْثُ تَشَاءُ قَالَ
مُجَاهِدٌ : أَرْسَلَهُمَا وَأَفَاضَ أَحَدُهُمَا إِلَى الْآخَرِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14120ابْنُ عَرَفَةَ : خَلَطَهُمَا فَهُمَا يَلْتَقِيَانِ ، يُقَالُ مَرَجْتُهُ : إِذَا خَلَطْتُهُ ، وَمَرَجَ الدِّينُ وَالْأَمْرُ : اخْتَلَطَ وَاضْطَرَبَ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=5فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ [ ق : 5 ] وَقَالَ
الْأَزْهَرِيُّ nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=53مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ خَلَّى بَيْنَهُمَا ، يُقَالُ مَرَجَتِ الدَّابَّةُ : إِذَا خَلَّيْتُهَا تَرْعَى . وَقَالَ
ثَعْلَبٌ : الْمَرْجُ الْإِجْرَاءُ ، فَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=53مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ أَيْ أَجْرَاهُمَا . قَالَ
الْأَخْفَشُ : وَيَقُولُ قَوْمٌ : أَمْرَجَ الْبَحْرَيْنِ مِثْلُ مَرَجَ ، فَعَلَ وَأَفْعَلَ بِمَعْنًى
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=53هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ الْفُرَاتُ الْبَلِيغُ الْعُذُوبَةِ ، وَهَذِهِ الْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ جَوَابُ سُؤَالٍ مُقَدَّرٍ كَأَنَّهُ قِيلَ كَيْفَ مَرَجَهُمَا ؟ فَقِيلَ : هَذَا عَذْبٌ وَهَذَا مِلْحٌ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ .
قِيلَ سُمِّي الْمَاءُ الْحُلْوُ فُرَاتًا لِأَنَّهُ يَفْرُتُ الْعَطَشُ أَيْ : يَقْطَعُهُ وَيَكْسِرُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=53وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ أَيْ : بَلِيغُ الْمُلُوحَةِ هَذَا مَعْنَى الْأُجَاجِ ، وَقِيلَ : الْأُجَاجُ الْبَلِيغُ فِي الْحَرَارَةِ ، وَقِيلَ : الْبَلِيغُ فِي الْمَرَارَةِ ، وَقَرَأَ
طَلْحَةُ ( مَلِحٌ ) بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِ اللَّامِ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=53وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا الْبَرْزَخُ الْحَاجِزُ وَالْحَائِلُ الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ بَيْنَهُمَا مِنْ قُدْرَتِهِ يَفْصِلُ بَيْنَهُمَا وَيَمْنَعُهُمَا التَّمَارُجَ ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=22حِجْرًا مَحْجُورًا سَتْرًا مَسْتُورًا ، يَمْنَعُ أَحَدُهُمَا مِنَ الِاخْتِلَاطِ بِالْآخَرِ ، فَالْبَرْزَخُ الْحَاجِزُ ، وَالْحَجْزُ الْمَانِعُ .
وَقِيلَ : مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=22حِجْرًا مَحْجُورًا هُوَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ أَنَّهَا كَلِمَةٌ يَقُولُهَا الْمُتَعَوِّذُ كَأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ يَتَعَوَّذُ مِنْ صَاحِبِهِ ، وَيَقُولُ لَهُ هَذَا الْقَوْلَ ، وَقِيلَ : حَدًّا مَحْدُودًا . وَقِيلَ : الْمُرَادُ مِنَ الْبَحْرِ الْعَذْبِ الْأَنْهَارُ الْعِظَامُ كَالنِّيلِ وَالْفُرَاتِ وَجَيْحُونَ ، وَمِنَ الْبَحْرِ الْأُجَاجِ الْبِحَارُ الْمَشْهُورَةُ ، وَالْبَرْزَخُ بَيْنَهُمَا الْحَائِلُ مِنَ الْأَرْضِ .
وَقِيلَ : مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=22حِجْرًا مَحْجُورًا حَرَامًا مُحَرَّمًا أَنْ يَعْذُبَ هَذَا الْمَالِحُ بِالْعَذْبِ ، أَوْ يُمَلَّحَ هَذَا الْعَذْبُ بِالْمَالِحِ ، وَمِثْلُ هَذِهِ الْآيَةِ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ فِي سُورَةِ الرَّحْمَنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=19مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=20بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ [ الرَّحْمَنِ : 19 ، 20 ] ثُمَّ ذَكَرَ سُبْحَانَهُ حَالَةً مِنْ أَحْوَالِ
nindex.php?page=treesubj&link=32404_32405_28661خَلْقِ الْإِنْسَانِ وَالْمَاءِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=54وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَالْمُرَادُ بِالْمَاءِ هُنَا مَاءُ النُّطْفَةِ أَيْ : خَلَقَ مِنْ مَاءِ النُّطْفَةِ إِنْسَانًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالْمَاءِ الْمَاءُ الْمُطْلَقُ الَّذِي يُرَادُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=30وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ [ الْأَنْبِيَاءِ : 30 ] وَالْمُرَادُ بِالنَّسَبِ هُوَ الَّذِي لَا يَحِلُّ نِكَاحُهُ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ nindex.php?page=showalam&ids=14416وَالزَّجَّاجُ : وَاشْتِقَاقُ الصِّهْرِ مِنْ صَهَرْتُ الشَّيْءَ : إِذَا خَلَطْتَهُ ، وَسُمِّيَتِ الْمَنَاكِحُ صِهْرًا لِاخْتِلَاطِ النَّاسِ بِهَا . وَقِيلَ : الصِّهْرُ قَرَابَةُ النِّكَاحِ ، فَقَرَابَةُ الزَّوْجَةِ هُمُ الْأَخْتَانُ ، وَقَرَابَةُ الزَّوْجِ هُمُ الْأَحْمَاءُ ، وَالْأَصْهَارُ تَعُمُّهُمَا ، قَالَهُ الْأَصْمَعِيُّ .
قَالَ
الْوَاحِدِيُّ : قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : النَّسَبُ سَبْعَةُ أَصْنَافٍ مِنَ الْقَرَابَةِ يَجْمَعُهَا قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=23حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=23وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ [ النِّسَاءِ : 23 ] وَمِنْ هُنَا إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=23وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ [ النِّسَاءِ : 23 ] تَحْرِيمٌ بِالصِّهْرِ ، وَهُوَ الْخُلْطَةُ الَّتِي تُشْبِهُ الْقَرَابَةَ ، حَرَّمَ اللَّهُ سَبْعَةَ أَصْنَافٍ مِنَ النَّسَبِ ، وَسَبْعَةً مِنْ جِهَةِ الصِّهْرِ ، قَدِ اشْتَمَلَتِ الْآيَةُ الْمَذْكُورَةُ عَلَى سِتَّةٍ مِنْهَا ، وَالسَّابِعَةُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=22وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ [ النِّسَاءِ : 22 ] وَقَدْ جَعَلَ
ابْنُ عَطِيَّةَ nindex.php?page=showalam&ids=14416وَالزَّجَّاجُ وَغَيْرُهُمَا الرَّضَاعِ مِنْ جُمْلَةِ النَّسَبِ ، وَيُؤَيِّدُهُ قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019889nindex.php?page=treesubj&link=12968يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعِ مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=54وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا أَيْ : بَلِيغَ الْقُدْرَةِ عَظِيمَهَا ، وَمِنْ
[ ص: 1046 ] جُمْلَةِ قُدْرَتِهِ الْبَاهِرَةِ خَلْقُ الْإِنْسَانِ وَتَقْسِيمُهُ إِلَى الْقِسْمَيْنِ الْمَذْكُورَيْنِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=45أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ قَالَ : بَعْدَ الْفَجْرِ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ بِلَفْظِ : أَلَمْ تَرَ أَنَّكَ إِذَا صَلَّيْتَ الْفَجْرَ كَانَ بَيْنَ مَطْلَعِ الشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا ظِلًّا ثُمَّ بَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِ الشَّمْسَ دَلِيلًا فَقَبَضَ الظِّلَّ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا فِي الْآيَةِ قَالَ : مَدُّ الظِّلِّ مَا بَيْنَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=45وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا قَالَ : دَائِمًا
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=45ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا يَقُولُ : طُلُوعُ الشَّمْسِ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=46ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا قَالَ : سَرِيعًا .
وَأَخْرَجَ أَهْلُ السُّنَنِ
وَأَحْمَدُ وَغَيْرُهُمْ مِنْ حَدِيثِ
أَبِي سَعِيدٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020970قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ nindex.php?page=treesubj&link=442أَنَتَوَضَّأُ مِنْ بِئْرِ بُضَاعَةَ ؟ وَهِيَ بِئْرٌ يُلْقَى فِيهَا الْحَيْضُ وَلُحُومُ الْكِلَابِ وَالنَّتَنُ ، فَقَالَ : إِنَّ الْمَاءَ طَهُورٌ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ .
وَفِي إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ كَلَامٌ طَوِيلٌ قَدِ اسْتَوْفَيْنَاهُ فِي شَرْحِنَا عَلَى الْمُنْتَقَى .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : مَا مِنْ عَامٍ بِأَقَلَّ مَطَرًا مِنْ عَامٍ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ يَصْرِفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=50وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا الْآيَةَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=52وَجَاهِدْهُمْ بِهِ قَالَ : بِالْقُرْآنِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=53وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَعْنِي خَلَطَ أَحَدَهُمَا عَلَى الْآخَرِ ، فَلَيْسَ يُفْسِدُ الْعَذْبُ الْمَالِحَ وَلَيْسَ يُفْسِدُ الْمَالِحُ الْعَذْبَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=53وَحِجْرًا مَحْجُورًا يَقُولُ : حَجَرَ أَحَدَهُمَا عَنِ الْآخَرِ بِأَمْرِهِ وَقَضَائِهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ قَالَ : سُئِلَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَنْ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=54نَسَبًا وَصِهْرًا فَقَالَ : مَا أَرَاكُمْ إِلَّا وَقَدْ عَرَفْتُمُ النِّسَبَ ، وَأَمَّا الصِّهْرُ : فَالْأَخْتَانُ وَالصَّحَابَةُ .