اختلف أهل العلم ، هل هي مكية أو مدنية ؟ فأخرج
ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
nindex.php?page=treesubj&link=28889نزلت سورة الحج بالمدينة . وأخرج
ابن مردويه عن
عبد الله بن الزبير مثله . وأخرج
ابن المنذر عن
قتادة قال : نزل
بالمدينة من القرآن الحج غير أربع آيات مكيات
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=52وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلى
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=55عذاب يوم عقيم وحكى
القرطبي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنها مكية سوى ثلاث آيات وقيل : أربع آيات إلى قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=9عذاب الحريق .
وحكي عن
النقاش أنه نزل
بالمدينة منها عشر آيات . قال
القرطبي وقال الجمهور : إن السورة مختلطة ، منها مكي ، ومنها مدني . قال : وهذا هو الصحيح . قال
العزيزي : وهي من أعاجيب السور نزلت ليلا ونهارا ، سفرا وحضرا ، مكيا ومدنيا ، سلميا وحربيا ، ناسخا ومنسوخا ، محكما ومتشابها . وقد ورد في فضلها ما أخرجه
أحمد وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي والحاكم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن
nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر قال
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020851قلت يا رسول الله أفضلت سورة الحج على سائر القرآن بسجدتين ؟ قال : نعم ، فمن لم يسجدهما فلا يقرأهما . قال
الترمذي : هذا حديث ليس إسناده بالقوي . وأخرج
أبو داود في المراسيل
والبيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=15802خالد بن معدان أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020852nindex.php?page=treesubj&link=1900_28882فضلت سورة الحج على القرآن بسجدتين . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة والإسماعيلي وابن مردويه والبيهقي عن
عمر أنه كان يسجد سجدتين في الحج وقال : إن هذه السورة فضلت على سائر القرآن بسجدتين . وقد روي عن كثير من الصحابة أن فيها سجدتين ، وبه يقول
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي وأحمد وإسحاق . وقال بعضهم : إن فيها سجدة واحدة ، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ، وأخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=12354وإبراهيم النخعي .
بسم الله الرحمن الرحيم .
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=28993_30296_32688يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=2يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=3ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=4كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=6ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=7وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور . لما انجر الكلام في خاتمة السورة المتقدمة إلى ذكر الإعادة وما قبلها وما بعدها ، بدأ سبحانه في هذه السورة بذكر
nindex.php?page=treesubj&link=30296القيامة وأهوالها حثا على التقوى التي هي أنفع زاد فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=1ياأيها الناس اتقوا ربكم أي احذروا عقابه بفعل ما أمركم به من الواجبات وترك ما نهاكم عنه من المحرمات ، ولفظ الناس يشمل جميع المكلفين من الموجودين ومن سيوجد على ما تقرر في موضعه ، وقد قدمنا طرفا من تحقيق ذلك في سورة البقرة ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=1إن زلزلة الساعة شيء عظيم تعليل لما قبلها من الأمر بالتقوى ، والزلزلة شدة الحركة ، وأصلها من زل عن الموضع : أي زال عنه وتحرك ، وزلزل الله قدمه : أي حركها ، وتكرير الحرف يدل على تأكيد المعنى ، وهو من إضافة المصدر إلى فاعله ، وهي على هذا :
nindex.php?page=treesubj&link=30249الزلزلة التي هي أحد أشراط الساعة التي تكون في الدنيا قبل يوم القيامة ، هذا قول الجمهور ، وقيل : إنها تكون في النصف من شهر رمضان ، ومن بعدها طلوع الشمس من مغربها ، وقيل : إن المصدر هنا مضاف إلى الظرف ، وهو الساعة إجراء له مجرى المفعول ، أو بتقدير في كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=33بل مكر الليل والنهار [ سبأ : 33 ] وهي المذكورة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=1إذا زلزلت الأرض زلزالها [ الزلزلة : 1 ] قيل وفي التعبير عنها بالشيء إيذان بأن العقول قاصرة عن إدراك كنهها .
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=2يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت [ ص: 953 ] انتصاب الظرف بما بعده ، والضمير يرجع إلى الزلزلة : أي وقت رؤيتكم لها تذهل كل ذات رضاع عن رضيعها وتغفل عنه . قال
قطرب : تذهل تشتغل ، وأنشد قول الشاعر :
ضرب يزيل الهام عن مقيله ويذهل الخليل عن خليله
وقيل : تنسى ، وقيل : تلهو ، وقيل : تسلو ، وهذه معانيها متقاربة . قال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : إن ما فيما أرضعت بمعنى المصدر : أي تذهل عن الإرضاع ، قال : وهذا يدل على أن هذه الزلزلة في الدنيا ، إذ ليس بعد القيامة حمل وإرضاع ، إلا أن يقال : من ماتت حاملا فتضع حملها للهول ، ومن ماتت مرضعة بعثت كذلك ، ويقال هذا مثل كما يقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=17يوما يجعل الولدان شيبا [ المزمل : 17 ] وقيل : يكون من النفخة الأولى ، قال : ويحتمل أن تكون الساعة عبارة عن أهوال يوم القيامة ، كما في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=214مستهم البأساء والضراء وزلزلوا ومعنى [ البقرة : 214 ]
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=2وتضع كل ذات حمل حملها أنها تلقي جنينها لغير تمام من شدة الهول ، كما أن المرضعة تترك ولدها بغير رضاع لذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=2وترى الناس سكارى قرأ الجمهور بفتح التاء والراء خطاب لكل واحد : أي يراهم الرائي كأنهم سكارى
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=2وما هم بسكارى حقيقة ، قرأ
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ( سكرى ) بغير ألف ، وقرأ الباقون بإثباتها وهما لغتان يجمع بهما سكران ، مثل كسلى وكسالى ، ولما نفى سبحانه عنهم السكر أوضح السبب الذي لأجله شابهوا السكارى فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=2ولكن عذاب الله شديد فبسبب هذه الشدة والهول العظيم طاشت عقولهم ، واضطربت أفهامهم فصاروا كالسكارى ، بجامع سلب كمال التمييز وصحة الإدراك وقرئ وترى بضم التاء وفتح الراء مسندا إلى المخاطب من أرأيتك : أي تظنهم سكارى . قال
الفراء ولهذه القراءة وجه جيد في العربية . ثم لما أراد سبحانه أن يحتج على
nindex.php?page=treesubj&link=28760_30336منكري البعث قدم قبل ذلك مقدمة تشمل أهل الجدال كلهم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=3ومن الناس من يجادل في الله بغير علم وقد تقدم إعراب مثل هذا التركيب في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=8ومن الناس من يقول [ البقرة : 8 ] ومعنى في الله في شأن الله وقدرته ، ومحل بغير علم النصب على الحال . والمعنى : أنه يخاصم في قدرة الله فيزعم أنه غير قادر على البعث بغير علم يعلمه ، ولا حجة يدلي بها ويتبع فيما يقوله ويتعاطاه ويحتج به ويجادل عنه
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=3كل شيطان مريد أي متمرد على الله وهو العاتي ، سمي بذلك لخلوه عن كل خير ، والمراد إبليس وجنوده أو رؤساء الكفار الذين يدعون أشياعهم إلى الكفر . وقال
الواحدي : قال المفسرون : نزلت في
النضر بن الحارث وكان كثير الجدال ، وكان ينكر أن الله يقدر على إحياء الأموات ، وقيل : نزلت في
الوليد بن المغيرة وعتبة بن ربيعة .
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=4كتب عليه أنه من تولاه أي كتب على الشيطان ، وفاعل كتب أنه من تولاه ، والضمير للشأن : أي من اتخذ وليا
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=4فأنه يضله أي فشأن الشيطان أن يضله عن طريق الحق ، فقوله أنه يضله جواب الشرط إن جعلت من شرطية أو خبر الموصول إن جعلت موصولة ، فقد وصف الشيطان بوصفين : الأول أنه مريد ، والثاني ما أفاده جملة كتب عليه إلخ . وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=4ويهديه إلى عذاب السعير معطوفة على جملة يضله : أي يحمله على مباشرة ما يصير به في عذاب السعير . ثم ذكر سبحانه ما هو المقصود من الاحتجاج على الكفار بعد فراغه من تلك المقدمة ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=30336_30340يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث قرأ
الحسن البعث بفتح العين وهي لغة ، وقرأ الجمهور بالسكون ، وشكهم يحتمل أن يكون في وقوعه أو في إمكانه . والمعنى : إن كنتم في شك من الإعادة فانظروا في مبدأ خلقكم أي خلق أبيكم آدم ليزول عنكم الريب ويرتفع الشك وتدحض الشبهة الباطلة
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5فإنا خلقناكم من تراب في ضمن خلق أبيكم
آدم ثم خلقناكم من نطفة أي من مني ، سمي نطفة لقلته ، والنطفة : القليل من الماء . وقد يقع على الكثير منه ، والنطفة : القطرة ، يقال نطف ينطف : أي قطر ، وليلة نطوف : أي دائمة القطر
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5ثم من علقة والعلقة : الدم الجامد ، والعلق : الدم العبيط : أي الطري أو المتجمد ، وقيل : الشديد الحمرة والمراد الدم الجامد المتكون من المني
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5ثم من مضغة وهي القطعة من اللحم قدر ما يمضغ الماضغ تتكون من العلقة مخلقة بالجر صفة لمضغة : أي مستبينة الخلق ظاهرة التصوير
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5وغير مخلقة أي لم يستبن خلقها ولا ظهر تصويرها . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : مخلقة يريد قد بدا خلقه ، وغير مخلقة لم تصور . قال الأكثر : ما أكمل خلقه بنفخ الروح فيه فهو المخلقة وهو الذي ولد لتمام ، وما سقط كان غير مخلقة أي غير حي بإكمال خلقته بالروح . قال
الفراء : مخلقة تام الخلق ، وغير مخلقة : السقط ، ومنه قول الشاعر :
أفي غير المخلقة البكاء فأين الحزم ويحك والحياء
واللام في
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5لنبين لكم متعلق بخلقنا : أي خلقناكم على هذا النمط لنبين لكم كمال قدرتنا بتصريفنا أطوار خلقكم
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5ونقر في الأرحام ما نشاء روى
أبو حاتم عن
أبي زيد عن
المفضل عن
عاصم أنه قرأ بنصب نقر عطفا على نبين ، وقرأ الجمهور نقر بالرفع على الاستئناف : أي ونحن نقر . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : نقر بالرفع لا غير ، لأنه ليس المعنى فعلنا ذلك لنقر في الأرحام ما نشاء ، ومعنى الآية : ونثبت في الأرحام ما نشاء فلا يكون سقطا
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5إلى أجل مسمى وهو وقت الولادة ، وقال ما نشاء ولم يقل من نشاء ، لأنه يرجع إلى الحمل وهو جماد قبل أن ينفخ فيه الروح ، وقرئ ( ليبين ) ( ويقر ) و ( يخرجكم ) بالتحتية في الأفعال الثلاثة ، وقرأ
ابن أبي وثاب ( ما نشاء ) بكسر النون
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5ثم نخرجكم طفلا أي نخرجكم من بطون أمهاتكم طفلا : أي أطفالا ، وإنما أفرده إرادة للجنس الشامل للواحد والمتعدد . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج طفلا في معنى أطفالا ، ودل عليه ذكر الجماعة : يعني في نخرجكم ، والعرب كثيرا ما تطلق اسم الواحد على الجماعة ، ومنه قول الشاعر :
يلحينني من حبها ويلمنني إن العواذل لسن لي بأمير
[ ص: 954 ] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : هو اسم يستعمل مصدرا كالرضا والعدل ، فيقع على الواحد والجمع ، قال الله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=31أو الطفل الذين لم يظهروا [ النور : 13 ] . قال
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير : هو منصوب على التمييز كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=4فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا [ النساء : 4 ] وفيه بعد ، والظاهر انتصابه على الحال بالتأويل المذكور ، والطفل يطلق على الصغير من وقت انفصاله إلى البلوغ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5ثم لتبلغوا أشدكم قيل هو علة لنخرجكم معطوف على علة أخرى مناسبة له ، كأنه قيل : نخرجكم لتكبروا شيئا شيئا ثم لتبلغوا إلى الأشد ، وقيل : إن ثم زائدة ، والتقدير لتبلغوا ، وقيل : إنه معطوف على نبين ، والأشد هو كمال العقل وكمال القوة والتمييز ، قيل وهو ما بين الثلاثين إلى الأربعين . وقد تقدم الكلام في هذا مستوفى في الأنعام
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5ومنكم من يتوفى يعني قبل بلوغ الأشد ، وقرئ ( يتوفى ) مبنيا للفاعل . وقرأ الجمهور يتوفى مبنيا للمفعول
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5ومنكم من يرد إلى أرذل العمر أي أخسه وأدونه ، وهو الهرم والخرف حتى لا يعقل ، ولهذا قال سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5لكيلا يعلم من بعد علم شيئا أي شيئا من الأشياء ، أو شيئا من العلم ، والمعنى : أنه يصير من بعد أن كان ذا علم بالأشياء وفهم لها ، لا علم له ولا فهم ، ومثله قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=4لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=5رددناه أسفل سافلين [ التين : 4 - 5 ] وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=68ومن نعمره ننكسه في الخلق [ يس : 68 ] ،
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5وترى الأرض هامدة هذه حجة أخرى على البعث ، فإنه سبحانه احتج بإحياء الأرض بإنزال الماء على إحياء الأموات ، والهامدة اليابسة التي لا تنبت شيئا . قال
ابن قتيبة : أي ميتة يابسة كالنار إذا طفئت ، وقيل : دارسة ، والهمود الدروس ، ومنه قول
الأعشى :
قالت قتيلة ما لجسمك شاحبا وأرى ثيابك باليات همودا
وقيل : هي التي ذهب عنها الندى ، وقيل : هالكة ، ومعنى هذه الأقوال متقاربة
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت المراد بالماء هنا المطر ، ومعنى اهتزت تحركت ، والاهتزاز شدة الحركة ، يقال هززت الشيء فاهتز : أي حركته فتحرك : والمعنى : تحركت بالنبات ، لأن النبات لا يخرج منها حتى يزيل بعضها من بعض إزالة حقيقة ، فسماه اهتزازا مجازا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : المعنى اهتز نباتها فحذف المضاف ، واهتزازه شدة حركته ، والاهتزاز في النبات أظهر منه في الأرض ، ومعنى ربت ارتفعت ، وقيل : انتفخت . والمعنى واحد ، وأصله الزيادة ، يقال ربا الشيء يربو ربوا إذا زاد ومنه الربا والربوة . وقرأ
يزيد بن القعقاع وخالد بن إلياس ( وربأت ) أي ارتفعت حتى صارت بمنزلة الرابية ، وهو الذي يحفظ القوم على مكان مشرف يقال له رابئ ورابئة وربيئة وأنبتت أي أخرجت
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5من كل زوج بهيج أي من كل صنف حسن ولون مستحسن ، والبهجة الحسن .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=6ذلك بأن الله هو الحق مستأنفة ، لما ذكر افتقار الموجودات إليه سبحانه وتسخيرها على وفق إرادته واقتداره . قال بعد ذلك هذه المقالات ، وهي
nindex.php?page=treesubj&link=33679إثبات أنه سبحانه الحق ، وأنه المتفرد بإحياء الموتى ، وأنه قادر على كل شيء من الأشياء . والمعنى : أنه المتفرد بهذه الأمور وأنها من شأنه لا يدعي غيره أنه يقدر على شيء منها ، فدل سبحانه بهذا على أنه الحق الحقيقي الغني المطلق ، وأن وجود كل موجود مستفاد منه ، والحق هو الموجود الذي لا يتغير ولا يزول ، وقيل : ذو الحق على عباده ، وقيل : الحق في أفعاله . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : ذلك في موضع رفع : أي الأمر ما وصفه لكم وبين بأن الله هو الحق . قال : ويجوز أن يكون ذلك نصبا . ثم أخبر سبحانه بأن
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=7الساعة آتية أي في مستقبل الزمان ، قيل لا بد من إضمار فعل : أي ولتعلموا أن الساعة آتية
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=7لا ريب فيها أي لا شك فيها ولا تردد ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=7لا ريب فيها خبر ثان للساعة ، أو في محل نصب على الحال . ثم أخبر سبحانه عن البعث فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=7وأن الله يبعث من في القبور فيجازيهم بأعمالهم إن خيرا فخير وإن شرا فشر ، وأن ذلك كائن لا محالة . وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور وأحمد nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وصححه ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم والحاكم وصححه ،
وابن مردويه من طرق عن
الحسن وغيره عن
nindex.php?page=showalam&ids=40عمران بن حصين قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020853nindex.php?page=treesubj&link=32283لما نزلت nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=1ياأيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم إلى قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=2ولكن عذاب الله شديد أنزلت عليه هذه وهو في سفر ، فقال : أتدرون أي يوم ذلك ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : ذلك يوم يقول الله لآدم ابعث بعث النار ، قال : يا رب وما بعث النار ؟ قال : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار ، وواحدا إلى الجنة ، فأنشأ المسلمون يبكون ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : قاربوا وسددوا وأبشروا ، فإنها لم تكن نبوة قط إلا كان بين يديها جاهلية فتؤخذ العدة من الجاهلية ، فإن تمت وإلا كملت من المنافقين ، وما مثلكم والأمم إلا كمثل الرقمة في ذراع الدابة ، أو كالشامة في جنب البعير ، ثم قال : nindex.php?page=treesubj&link=30231_30395إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة فكبروا ، ثم قال : إني أرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة فكبروا ، ثم قال : إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة فكبروا ، قال : ولا أدري قال الثلثين أم لا . وأخرج
الترمذي وصححه
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=40عمران بن حصين مرفوعا نحوه ، وقال في آخره :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020854اعملوا وأبشروا فوالذي نفس محمد بيده إنكم لمع خليقتين ما كانت مع شيء إلا كثرتاه يأجوج ومأجوج ، ومن مات من بني آدم ومن بني إبليس ، فسري عن القوم بعض الذي يجدون قال : اعملوا وأبشروا ، فوالذي نفس محمد بيده ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير ، أو كالرقمة في ذراع الدابة . وأخرج
عبد الرزاق nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان والحاكم وصححه ،
وابن مردويه عن
أنس مرفوعا نحوه . وأخرج
البزار nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم والحاكم وصححه ،
وابن مردويه عن
أنس مرفوعا نحوه أيضا ، وفي الصحيحين وغيرهما عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري قال : قال النبي
[ ص: 955 ] - صلى الله عليه وآله وسلم - فذكر نحوه ، وفي آخره فقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020855من يأجوج ومأجوج ألف ومنكم واحد ، وهل أنتم في الأمم إلا كالشعرة السوداء في الثور الأبيض ، أو كالشعرة البيضاء في الثور الأسود . وأخرج
عبد الرزاق nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
قتادة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=4كتب عليه قال : كتب على الشيطان . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
مجاهد مثله
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=4أنه من تولاه قال : اتبعه . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم وأهل السنن وغيرهم عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود قال : حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وهو الصادق المصدوق
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020856nindex.php?page=treesubj&link=32688_30452_30451إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل الله إليه الملك فينفخ فيه الروح ، ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد ، فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها والأحاديث في هذا الباب كثيرة جدا . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم وصححه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5مخلقة وغير مخلقة قال : المخلقة ما كان حيا ، وغير المخلقة ما كان سقطا . وروي نحو هذا عن جماعة من التابعين . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5من كل زوج بهيج قال : حسن . وأخرج
عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن
nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل قال : من علم أن الله - عز وجل - حق ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور دخل الجنة .
اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ ، هَلْ هِيَ مَكِّيَّةٌ أَوْ مَدَنِيَّةٌ ؟ فَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28889نَزَلَتْ سُورَةُ الْحَجِّ بِالْمَدِينَةِ . وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ مِثْلَهُ . وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ
قَتَادَةَ قَالَ : نَزَلَ
بِالْمَدِينَةِ مِنَ الْقُرْآنِ الْحَجُّ غَيْرَ أَرْبَعِ آيَاتٍ مَكِّيَّاتٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=52وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=55عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ وَحَكَى
الْقُرْطُبِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهَا مَكِّيَّةٌ سِوَى ثَلَاثِ آيَاتٍ وَقِيلَ : أَرْبَعُ آيَاتٍ إِلَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=9عَذَابَ الْحَرِيقِ .
وَحُكِيَ عَنِ
النَّقَّاشِ أَنَّهُ نَزَلَ
بِالْمَدِينَةِ مِنْهَا عَشْرُ آيَاتٍ . قَالَ
الْقُرْطُبِيُّ وَقَالَ الْجُمْهُورُ : إِنَّ السُّورَةَ مُخْتَلِطَةٌ ، مِنْهَا مَكِّيٌّ ، وَمِنْهَا مَدَنِيٌّ . قَالَ : وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ . قَالَ
الْعَزِيزِيُّ : وَهِيَ مِنْ أَعَاجِيبِ السُّورِ نَزَلَتْ لَيْلًا وَنَهَارًا ، سَفَرًا وَحَضَرًا ، مَكِّيًّا وَمَدَنِيًّا ، سِلْمِيًّا وَحَرْبِيًّا ، نَاسِخًا وَمَنْسُوخًا ، مُحْكَمًا وَمُتَشَابِهًا . وَقَدْ وَرَدَ فِي فَضْلِهَا مَا أَخْرَجَهُ
أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ وَالْحَاكِمُ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=27عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020851قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفُضِّلَتْ سُورَةُ الْحَجِّ عَلَى سَائِرِ الْقُرْآنِ بِسَجْدَتَيْنِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَمَنْ لَمْ يَسْجُدْهُمَا فَلَا يَقْرَأْهُمَا . قَالَ
التِّرْمِذِيُّ : هَذَا حَدِيثٌ لَيْسَ إِسْنَادُهُ بِالْقَوِيِّ . وَأَخْرَجَ
أَبُو دَاوُدَ فِي الْمَرَاسِيلِ
وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15802خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020852nindex.php?page=treesubj&link=1900_28882فُضِّلَتْ سُورَةُ الْحَجِّ عَلَى الْقُرْآنِ بِسَجْدَتَيْنِ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ nindex.php?page=showalam&ids=12508وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَالْإِسْمَاعِيلِيُّ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْ
عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ فِي الْحَجِّ وَقَالَ : إِنَّ هَذِهِ السُّورَةَ فُضِّلَّتْ عَلَى سَائِرِ الْقُرْآنِ بِسَجْدَتَيْنِ . وَقَدْ رُوِيَ عَنْ كَثِيرٍ مِنَ الصَّحَابَةِ أَنَّ فِيهَا سَجْدَتَيْنِ ، وَبِهِ يَقُولُ
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابْنُ الْمُبَارَكِ nindex.php?page=showalam&ids=13790وَالشَّافِعِيُّ وَأَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ . وَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِنَّ فِيهَا سَجْدَةً وَاحِدَةً ، وَهُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، وَأَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=12354وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=28993_30296_32688يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=2يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=3وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=4كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=6ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=7وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ . لَمَّا انْجَرَّ الْكَلَامُ فِي خَاتِمَةِ السُّورَةِ الْمُتَقَدِّمَةِ إِلَى ذِكْرِ الْإِعَادَةِ وَمَا قَبْلَهَا وَمَا بَعْدَهَا ، بَدَأَ سُبْحَانَهُ فِي هَذِهِ السُّورَةِ بِذِكْرِ
nindex.php?page=treesubj&link=30296الْقِيَامَةِ وَأَهْوَالِهَا حَثًّا عَلَى التَّقْوَى الَّتِي هِيَ أَنْفَعُ زَادٍ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=1يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ أَيِ احْذَرُوا عِقَابَهُ بِفِعْلِ مَا أَمَرَكُمْ بِهِ مِنَ الْوَاجِبَاتِ وَتَرْكِ مَا نَهَاكُمْ عَنْهُ مِنَ الْمُحَرَّمَاتِ ، وَلَفْظُ النَّاسِ يَشْمَلُ جَمِيعَ الْمُكَلَّفِينَ مِنَ الْمَوْجُودِينَ وَمَنْ سَيُوجَدُ عَلَى مَا تَقَرَّرَ فِي مَوْضِعِهِ ، وَقَدْ قَدَّمْنَا طَرَفًا مِنْ تَحْقِيقِ ذَلِكَ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=1إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ تَعْلِيلٌ لِمَا قَبْلَهَا مِنَ الْأَمْرِ بِالتَّقْوَى ، وَالزَّلْزَلَةُ شِدَّةُ الْحَرَكَةِ ، وَأَصْلُهَا مِنْ زَلَّ عَنِ الْمَوْضِعِ : أَيْ زَالَ عَنْهُ وَتَحَرَّكَ ، وَزَلْزَلَ اللَّهُ قَدَمَهُ : أَيْ حَرَّكَهَا ، وَتَكْرِيرُ الْحَرْفِ يَدُلُّ عَلَى تَأْكِيدِ الْمَعْنَى ، وَهُوَ مِنْ إِضَافَةِ الْمَصْدَرِ إِلَى فَاعِلِهِ ، وَهِيَ عَلَى هَذَا :
nindex.php?page=treesubj&link=30249الزَّلْزَلَةُ الَّتِي هِيَ أَحَدُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ الَّتِي تَكُونُ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، هَذَا قَوْلُ الْجُمْهُورِ ، وَقِيلَ : إِنَّهَا تَكُونُ فِي النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَمِنْ بَعْدِهَا طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ، وَقِيلَ : إِنَّ الْمَصْدَرَ هُنَا مُضَافٌ إِلَى الظَّرْفِ ، وَهُوَ السَّاعَةُ إِجْرَاءً لَهُ مَجْرَى الْمَفْعُولِ ، أَوْ بِتَقْدِيرِ فِي كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=33بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ [ سَبَأٍ : 33 ] وَهِيَ الْمَذْكُورَةُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=1إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا [ الزَّلْزَلَةِ : 1 ] قِيلَ وَفِي التَّعْبِيرِ عَنْهَا بِالشَّيْءِ إِيذَانٌ بِأَنَّ الْعُقُولَ قَاصِرَةٌ عَنْ إِدْرَاكِ كُنْهِهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=2يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ [ ص: 953 ] انْتِصَابُ الظَّرْفِ بِمَا بَعْدَهُ ، وَالضَّمِيرُ يَرْجِعُ إِلَى الزَّلْزَلَةِ : أَيْ وَقْتَ رُؤْيَتِكُمْ لَهَا تَذْهَلُ كُلُّ ذَاتِ رَضَاعٍ عَنْ رَضِيعِهَا وَتَغْفُلُ عَنْهُ . قَالَ
قُطْرُبٌ : تَذْهَلُ تَشْتَغِلُ ، وَأَنْشَدَ قَوْلَ الشَّاعِرِ :
ضَرْبٌ يُزِيلُ الْهَامَ عَنْ مَقِيلِهِ وَيُذْهِلُ الْخَلِيلَ عَنْ خَلِيلِهِ
وَقِيلَ : تَنْسَى ، وَقِيلَ : تَلْهُو ، وَقِيلَ : تَسْلُو ، وَهَذِهِ مَعَانِيهَا مُتَقَارِبَةٌ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : إِنَّ مَا فِيمَا أَرْضَعَتْ بِمَعْنَى الْمَصْدَرِ : أَيْ تَذْهَلُ عَنِ الْإِرْضَاعِ ، قَالَ : وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ هَذِهِ الزَّلْزَلَةَ فِي الدُّنْيَا ، إِذْ لَيْسَ بَعْدَ الْقِيَامَةِ حَمْلٌ وَإِرْضَاعٌ ، إِلَّا أَنْ يُقَالَ : مَنْ مَاتَتْ حَامِلًا فَتَضَعُ حَمْلَهَا لِلْهَوْلِ ، وَمَنْ مَاتَتْ مُرْضِعَةً بُعِثَتْ كَذَلِكَ ، وَيُقَالُ هَذَا مَثَلٌ كَمَا يُقَالُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=17يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا [ الْمُزَّمِّلِ : 17 ] وَقِيلَ : يَكُونُ مِنَ النَّفْخَةِ الْأُولَى ، قَالَ : وَيُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ السَّاعَةُ عِبَارَةً عَنْ أَهْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، كَمَا فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=214مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا وَمَعْنَى [ الْبَقَرَةِ : 214 ]
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=2وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا أَنَّهَا تُلْقِي جَنِينَهَا لِغَيْرِ تَمَامٍ مِنْ شِدَّةِ الْهَوْلِ ، كَمَا أَنَّ الْمُرْضِعَةَ تَتْرُكُ وَلَدَهَا بِغَيْرِ رَضَاعٍ لِذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=2وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى قَرَأَ الْجُمْهُورُ بِفَتْحِ التَّاءِ وَالرَّاءِ خِطَابٌ لِكُلِّ وَاحِدٍ : أَيْ يَرَاهُمُ الرَّائِي كَأَنَّهُمْ سُكَارَى
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=2وَمَا هُمْ بِسُكَارَى حَقِيقَةً ، قَرَأَ
حَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ( سَكْرَى ) بِغَيْرِ أَلِفٍ ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِإِثْبَاتِهَا وَهُمَا لُغَتَانِ يُجْمَعُ بِهِمَا سَكْرَانُ ، مِثْلُ كَسْلَى وَكُسَالَى ، وَلَمَّا نَفَى سُبْحَانَهُ عَنْهُمُ السُّكْرَ أَوْضَحَ السَّبَبَ الَّذِي لِأَجْلِهِ شَابَهُوا السُّكَارَى فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=2وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ فَبِسَبَبِ هَذِهِ الشِّدَّةِ وَالْهَوْلِ الْعَظِيمِ طَاشَتْ عُقُولُهُمْ ، وَاضْطَرَبَتْ أَفْهَامُهُمْ فَصَارُوا كَالسُّكَارَى ، بِجَامِعِ سَلْبِ كَمَالِ التَّمْيِيزِ وَصِحَّةِ الْإِدْرَاكِ وَقُرِئَ وَتُرَى بِضَمِّ التَّاءِ وَفَتْحِ الرَّاءِ مُسْنَدًا إِلَى الْمُخَاطَبِ مِنْ أَرَأَيْتُكَ : أَيْ تَظُنُّهُمْ سُكَارَى . قَالَ
الْفَرَّاءُ وَلِهَذِهِ الْقِرَاءَةِ وَجْهٌ جَيِّدٌ فِي الْعَرَبِيَّةِ . ثُمَّ لَمَّا أَرَادَ سُبْحَانَهُ أَنْ يَحْتَجَّ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=28760_30336مُنْكِرِي الْبَعْثِ قَدَّمَ قَبْلَ ذَلِكَ مُقَدِّمَةً تَشْمَلُ أَهْلَ الْجِدَالِ كُلَّهُمْ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=3وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَقَدْ تَقَدَّمَ إِعْرَابُ مِثْلِ هَذَا التَّرْكِيبِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=8وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ [ الْبَقَرَةِ : 8 ] وَمَعْنَى فِي اللَّهِ فِي شَأْنِ اللَّهِ وَقَدْرَتِهِ ، وَمَحَلُّ بِغَيْرِ عِلْمٍ النَّصْبُ عَلَى الْحَالِ . وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ يُخَاصِمُ فِي قُدْرَةِ اللَّهِ فَيَزْعُمُ أَنَّهُ غَيْرُ قَادِرٍ عَلَى الْبَعْثِ بِغَيْرِ عِلْمٍ يَعْلَمُهُ ، وَلَا حُجَّةٍ يُدْلِي بِهَا وَيَتَّبِعُ فِيمَا يَقُولُهُ وَيَتَعَاطَاهُ وَيَحْتَجُّ بِهِ وَيُجَادِلُ عَنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=3كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ أَيْ مُتَمَرِّدٍ عَلَى اللَّهِ وَهُوَ الْعَاتِي ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِخُلُوِّهِ عَنْ كُلِّ خَيْرٍ ، وَالْمُرَادُ إِبْلِيسُ وَجُنُودُهُ أَوْ رُؤَسَاءُ الْكُفَّارِ الَّذِينَ يَدْعُونَ أَشْيَاعَهُمْ إِلَى الْكُفْرِ . وَقَالَ
الْوَاحِدِيُّ : قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : نَزَلَتْ فِي
النَّضْرِ بْنِ الْحَارِثِ وَكَانَ كَثِيرَ الْجِدَالِ ، وَكَانَ يُنْكِرُ أَنَّ اللَّهَ يَقْدِرُ عَلَى إِحْيَاءِ الْأَمْوَاتِ ، وَقِيلَ : نَزَلَتْ فِي
الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=4كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ أَيْ كُتِبَ عَلَى الشَّيْطَانِ ، وَفَاعِلُ كُتِبَ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ ، وَالضَّمِيرُ لِلشَّأْنِ : أَيْ مَنِ اتَّخَذَ وَلِيًّا
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=4فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ أَيْ فَشَأْنُ الشَّيْطَانِ أَنْ يُضِلَّهُ عَنْ طَرِيقِ الْحَقِّ ، فَقَوْلُهُ أَنَّهُ يُضِلُّهُ جَوَابُ الشَّرْطِ إِنْ جُعِلَتْ مَنْ شَرْطِيَّةً أَوْ خَبَرُ الْمَوْصُولِ إِنْ جُعِلَتْ مَوْصُولَةً ، فَقَدْ وُصِفَ الشَّيْطَانُ بِوَصْفَيْنِ : الْأَوَّلُ أَنَّهُ مَرِيدٌ ، وَالثَّانِي مَا أَفَادَهُ جُمْلَةُ كُتِبَ عَلَيْهِ إِلَخْ . وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=4وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ مَعْطُوفَةٌ عَلَى جُمْلَةِ يُضِلُّهُ : أَيْ يَحْمِلُهُ عَلَى مُبَاشَرَةِ مَا يَصِيرُ بِهِ فِي عَذَابِ السَّعِيرِ . ثُمَّ ذَكَرَ سُبْحَانَهُ مَا هُوَ الْمَقْصُودُ مِنَ الِاحْتِجَاجِ عَلَى الْكُفَّارِ بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنْ تِلْكَ الْمُقَدِّمَةِ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=30336_30340يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ قَرَأَ
الْحَسَنُ الْبَعَثُ بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَهِيَ لُغَةٌ ، وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ بِالسُّكُونِ ، وَشَكُّهُمْ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ فِي وُقُوعِهِ أَوْ فِي إِمْكَانِهِ . وَالْمَعْنَى : إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنَ الْإِعَادَةِ فَانْظُرُوا فِي مَبْدَأِ خَلْقِكُمْ أَيْ خَلْقِ أَبِيكُمْ آدَمَ لِيَزُولَ عَنْكُمُ الرَّيْبُ وَيَرْتَفِعَ الشَّكُّ وَتُدْحَضُ الشُّبْهَةُ الْبَاطِلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ فِي ضِمْنِ خَلْقِ أَبِيكُمْ
آدَمَ ثُمَّ خَلَقْنَاكُمْ مِنْ نُطْفَةٍ أَيْ مِنْ مَنِيٍّ ، سُمِّيَ نُطْفَةً لِقِلَّتِهِ ، وَالنُّطْفَةُ : الْقَلِيلُ مِنَ الْمَاءِ . وَقَدْ يَقَعُ عَلَى الْكَثِيرِ مِنْهُ ، وَالنُّطْفَةُ : الْقَطْرَةُ ، يُقَالُ نَطَفَ يَنْطِفُ : أَيْ قَطَرَ ، وَلَيْلَةً نَطُوفٌ : أَيْ دَائِمَةُ الْقَطْرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ وَالْعَلَقَةُ : الدَّمُ الْجَامِدُ ، وَالْعَلَقُ : الدَّمُ الْعَبِيطُ : أَيِ الطَّرِيُّ أَوِ الْمُتَجَمِّدِ ، وَقِيلَ : الشَّدِيدُ الْحُمْرَةِ وَالْمُرَادُ الدَّمُ الْجَامِدُ الْمُتَكَوِّنُ مِنَ الْمَنِيِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ وَهِيَ الْقِطْعَةُ مِنَ اللَّحْمِ قَدْرُ مَا يَمْضُغُ الْمَاضِغُ تَتَكَوَّنُ مِنَ الْعَلَقَةِ مُخَلَّقَةٍ بِالْجَرِّ صِفَةً لِمُضْغَةٍ : أَيْ مُسْتَبِينَةِ الْخَلْقِ ظَاهِرَةِ التَّصْوِيرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ أَيْ لَمْ يَسْتَبِنْ خَلْقُهَا وَلَا ظَهَرَ تَصْوِيرُهَا . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ : مُخَلَّقَةٌ يُرِيدُ قَدْ بَدَا خَلْقُهُ ، وَغَيْرُ مُخَلَّقَةٍ لَمْ تُصَوَّرْ . قَالَ الْأَكْثَرُ : مَا أُكْمِلَ خَلْقُهُ بِنَفْخِ الرُّوحِ فِيهِ فَهُوَ الْمُخَلَّقَةُ وَهُوَ الَّذِي وُلِدَ لِتَمَامٍ ، وَمَا سَقَطَ كَانَ غَيْرَ مُخَلَّقَةٍ أَيْ غَيْرَ حَيٍّ بِإِكْمَالِ خِلْقَتِهِ بِالرُّوحِ . قَالَ
الْفَرَّاءُ : مُخَلَّقَةٌ تَامُّ الْخَلْقِ ، وَغَيْرُ مُخَلَّقَةٍ : السَّقْطُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
أَفِي غَيْرِ الْمُخَلَّقَةِ الْبُكَاءُ فَأَيْنَ الْحَزْمُ وَيْحَكَ وَالْحَيَاءُ
وَاللَّامُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5لِنُبَيِّنَ لَكُمْ مُتَعَلِّقٌ بِخَلَقْنَا : أَيْ خَلَقْنَاكُمْ عَلَى هَذَا النَّمَطِ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ كَمَالَ قُدْرَتِنَا بِتَصْرِيفِنَا أَطْوَارَ خَلْقِكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ رَوَى
أَبُو حَاتِمٍ عَنْ
أَبِي زَيْدٍ عَنِ
الْمُفَضَّلِ عَنْ
عَاصِمٍ أَنَّهُ قَرَأَ بِنَصْبِ نُقِرَّ عَطْفًا عَلَى نُبَيِّنَ ، وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ نُقِرُّ بِالرَّفْعِ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ : أَيْ وَنَحْنُ نُقِرُّ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : نُقِرُّ بِالرَّفْعِ لَا غَيْرُ ، لِأَنَّهُ لَيْسَ الْمَعْنَى فَعَلْنَا ذَلِكَ لِنُقِرَّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ ، وَمَعْنَى الْآيَةِ : وَنُثَبِّتُ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ فَلَا يَكُونُ سَقْطًا
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَهُوَ وَقْتُ الْوِلَادَةِ ، وَقَالَ مَا نَشَاءُ وَلَمْ يَقُلْ مَنْ نَشَاءُ ، لِأَنَّهُ يَرْجِعُ إِلَى الْحَمْلِ وَهُوَ جَمَادٌ قَبْلَ أَنْ يَنْفَخَ فِيهِ الرُّوحَ ، وَقُرِئَ ( لِيُبَيِّنَ ) ( وَيُقِرُّ ) وَ ( يُخْرِجُكُمْ ) بِالتَّحْتِيَّةِ فِي الْأَفْعَالِ الثَّلَاثَةِ ، وَقَرَأَ
ابْنُ أَبِي وَثَّابٍ ( مَا نَشَاءُ ) بِكَسْرِ النُّونِ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا أَيْ نُخْرِجُكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ طِفْلًا : أَيْ أَطْفَالًا ، وَإِنَّمَا أَفْرَدَهُ إِرَادَةً لِلْجِنْسِ الشَّامِلِ لِلْوَاحِدِ وَالْمُتَعَدِّدِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ طِفْلًا فِي مَعْنَى أَطْفَالًا ، وَدَلَّ عَلَيْهِ ذِكْرُ الْجَمَاعَةِ : يَعْنِي فِي نُخْرِجُكُمْ ، وَالْعَرَبُ كَثِيرًا مَا تُطْلِقُ اسْمَ الْوَاحِدِ عَلَى الْجَمَاعَةِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
يَلْحَيْنَنِي مِنْ حُبِّهَا وَيَلُمْنَنِي إِنَّ الْعَوَاذِلَ لَسْنَ لِي بِأَمِيرٍ
[ ص: 954 ] وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : هُوَ اسْمٌ يُسْتَعْمَلُ مَصْدَرًا كَالرِّضَا وَالْعَدْلِ ، فَيَقَعُ عَلَى الْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ ، قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=31أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا [ النُّورِ : 13 ] . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ : هُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى التَّمْيِيزِ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=4فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا [ النِّسَاءِ : 4 ] وَفِيهِ بُعْدٌ ، وَالظَّاهِرُ انْتِصَابُهُ عَلَى الْحَالِ بِالتَّأْوِيلِ الْمَذْكُورِ ، وَالطِّفْلُ يُطْلَقُ عَلَى الصَّغِيرِ مِنْ وَقْتِ انْفِصَالِهِ إِلَى الْبُلُوغِ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ قِيلَ هُوَ عِلَّةٌ لِنُخْرِجَكُمْ مَعْطُوفٌ عَلَى عِلَّةٍ أُخْرَى مُنَاسِبَةٍ لَهُ ، كَأَنَّهُ قِيلَ : نُخْرِجُكُمْ لِتَكْبُرُوا شَيْئًا شَيْئًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا إِلَى الْأَشُدِّ ، وَقِيلَ : إِنَّ ثُمَّ زَائِدَةٌ ، وَالتَّقْدِيرُ لِتَبْلُغُوا ، وَقِيلَ : إِنَّهُ مَعْطُوفٌ عَلَى نُبَيِّنَ ، وَالْأَشُدُّ هُوَ كَمَالُ الْعَقْلِ وَكَمَالُ الْقُوَّةِ وَالتَّمْيِيزِ ، قِيلَ وَهُوَ مَا بَيْنَ الثَّلَاثِينَ إِلَى الْأَرْبَعِينَ . وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ فِي هَذَا مُسْتَوْفًى فِي الْأَنْعَامِ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى يَعْنِي قَبْلَ بُلُوغِ الْأَشُدِّ ، وَقُرِئَ ( يَتَوَفَّى ) مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ يُتَوَفَّى مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ أَيْ أَخَسِّهِ وَأَدْوَنِهِ ، وَهُوَ الْهَرَمُ وَالْخَرَفُ حَتَّى لَا يَعْقِلَ ، وَلِهَذَا قَالَ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا أَيْ شَيْئًا مِنَ الْأَشْيَاءِ ، أَوْ شَيْئًا مِنَ الْعِلْمِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ يَصِيرُ مِنْ بَعْدِ أَنْ كَانَ ذَا عِلْمٍ بِالْأَشْيَاءِ وَفَهْمٍ لَهَا ، لَا عِلْمَ لَهُ وَلَا فَهْمَ ، وَمِثْلهُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=4لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ثُمَّ nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=5رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ [ التِّينِ : 4 - 5 ] وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=68وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ [ يَس : 68 ] ،
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً هَذِهِ حُجَّةٌ أُخْرَى عَلَى الْبَعْثِ ، فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ احْتَجَّ بِإِحْيَاءِ الْأَرْضِ بِإِنْزَالِ الْمَاءِ عَلَى إِحْيَاءِ الْأَمْوَاتِ ، وَالْهَامِدَةُ الْيَابِسَةُ الَّتِي لَا تُنْبِتُ شَيْئًا . قَالَ
ابْنُ قُتَيْبَةَ : أَيْ مَيْتَةٌ يَابِسَةٌ كَالنَّارِ إِذَا طُفِئَتْ ، وَقِيلَ : دَارِسَةٌ ، وَالْهُمُودُ الدُّرُوسُ ، وَمِنْهُ قَوْلِ
الْأَعْشَى :
قَالَتْ قُتَيْلَةُ مَا لِجِسْمِكَ شَاحِبًا وَأَرَى ثِيَابَكَ بَالِيَاتٍ هُمُودًا
وَقِيلَ : هِيَ الَّتِي ذَهَبَ عَنْهَا النَّدَى ، وَقِيلَ : هَالِكَةٌ ، وَمَعْنَى هَذِهِ الْأَقْوَالُ مُتَقَارِبَةٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ الْمُرَادُ بِالْمَاءِ هُنَا الْمَطَرُ ، وَمَعْنَى اهْتَزَّتْ تَحَرَّكَتْ ، وَالِاهْتِزَازُ شِدَّةُ الْحَرَكَةِ ، يُقَالُ هَزَزْتُ الشَّيْءَ فَاهْتَزَّ : أَيْ حَرَّكْتُهُ فَتَحَرَّكَ : وَالْمَعْنَى : تَحَرَّكَتْ بِالنَّبَاتِ ، لِأَنَّ النَّبَاتَ لَا يُخْرَجُ مِنْهَا حَتَّى يُزِيلَ بَعْضَهَا مِنْ بَعْضٍ إِزَالَةً حَقِيقَةً ، فَسَمَّاهُ اهْتِزَازًا مَجَازًا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : الْمَعْنَى اهْتَزَّ نَبَاتُهَا فَحَذَفَ الْمُضَافَ ، وَاهْتِزَازُهُ شِدَّةُ حَرَكَتِهِ ، وَالِاهْتِزَازُ فِي النَّبَاتِ أَظْهَرُ مِنْهُ فِي الْأَرْضِ ، وَمَعْنَى رَبَتِ ارْتَفَعَتْ ، وَقِيلَ : انْتَفَخَتْ . وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ ، وَأَصْلُهُ الزِّيَادَةُ ، يُقَالُ رَبَا الشَّيْءُ يَرْبُو رَبْوًا إِذَا زَادَ وَمِنْهُ الرِّبَا وَالرَّبْوَةُ . وَقَرَأَ
يَزِيدُ بْنُ الْقَعْقَاعِ وَخَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ ( وَرَبَأَتْ ) أَيِ ارْتَفَعَتْ حَتَّى صَارَتْ بِمَنْزِلَةِ الرَّابِيَةِ ، وَهُوَ الَّذِي يَحْفَظُ الْقَوْمَ عَلَى مَكَانٍ مُشْرِفٍ يُقَالُ لَهُ رَابِئٌ وَرَابِئَةٌ وَرَبِيئَةٌ وَأَنْبَتَتْ أَيْ أَخْرَجَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ أَيْ مِنْ كُلِّ صِنْفٍ حَسَنٍ وَلَوْنٍ مُسْتَحْسَنٍ ، وَالْبَهْجَةُ الْحُسْنُ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=6ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ مُسْتَأْنَفَةٌ ، لَمَّا ذَكَرَ افْتِقَارَ الْمَوْجُودَاتِ إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ وَتَسْخِيرِهَا عَلَى وَفْقِ إِرَادَتِهِ وَاقْتِدَارِهِ . قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ هَذِهِ الْمَقَالَاتِ ، وَهِيَ
nindex.php?page=treesubj&link=33679إِثْبَاتُ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ الْحَقُّ ، وَأَنَّهُ الْمُتَفَرِّدُ بِإِحْيَاءِ الْمَوْتَى ، وَأَنَّهُ قَادِرٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ . وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ الْمُتَفَرِّدُ بِهَذِهِ الْأُمُورِ وَأَنَّهَا مِنْ شَأْنِهِ لَا يَدَّعِي غَيْرَهُ أَنَّهُ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ مِنْهَا ، فَدَلَّ سُبْحَانَهُ بِهَذَا عَلَى أَنَّهُ الْحَقُّ الْحَقِيقِيُّ الْغَنِيُّ الْمُطْلَقُ ، وَأَنَّ وُجُودَ كُلِّ مَوْجُودٍ مُسْتَفَادٌ مِنْهُ ، وَالْحَقُّ هُوَ الْمَوْجُودُ الَّذِي لَا يَتَغَيَّرُ وَلَا يَزُولُ ، وَقِيلَ : ذُو الْحَقِّ عَلَى عِبَادِهِ ، وَقِيلَ : الْحَقُّ فِي أَفْعَالِهِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : ذَلِكَ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ : أَيِ الْأَمْرُ مَا وَصَفَهُ لَكُمْ وَبَيَّنَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ . قَالَ : وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ نَصْبًا . ثُمَّ أَخْبَرَ سُبْحَانَهُ بِأَنَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=7السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَيْ فِي مُسْتَقْبَلِ الزَّمَانِ ، قِيلَ لَا بُدَّ مِنْ إِضْمَارِ فِعْلٍ : أَيْ وَلِتَعْلَمُوا أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=7لَا رَيْبَ فِيهَا أَيْ لَا شَكَّ فِيهَا وَلَا تَرَدُّدَ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=7لَا رَيْبَ فِيهَا خَبَرٌ ثَانٍ لِلسَّاعَةِ ، أَوْ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ . ثُمَّ أَخْبَرَ سُبْحَانَهُ عَنِ الْبَعْثِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=7وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ فَيُجَازِيهِمْ بِأَعْمَالِهِمْ إِنْ خَيْرًا فَخَيْرٌ وَإِنْ شَرًّا فَشَرٌّ ، وَأَنَّ ذَلِكَ كَائِنٌ لَا مَحَالَةَ . وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَأَحْمَدُ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ طُرُقٍ عَنِ
الْحَسَنِ وَغَيْرِهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=40عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020853nindex.php?page=treesubj&link=32283لَمَّا نَزَلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=1يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ إِلَى قَوْلِهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=2وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ وَهُوَ فِي سَفَرٍ ، فَقَالَ : أَتُدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ ذَلِكَ ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : ذَلِكَ يَوْمَ يَقُولُ اللَّهُ لِآدَمَ ابْعَثْ بَعْثَ النَّارِ ، قَالَ : يَا رَبِّ وَمَا بَعَثُ النَّارِ ؟ قَالَ : مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ إِلَى النَّارِ ، وَوَاحِدًا إِلَى الْجَنَّةِ ، فَأَنْشَأَ الْمُسْلِمُونَ يَبْكُونَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - : قَارِبُوا وَسَدِّدُوا وَأَبْشِرُوا ، فَإِنَّهَا لَمْ تَكُنْ نُبُوَّةٌ قَطُّ إِلَّا كَانَ بَيْنَ يَدَيْهَا جَاهِلِيَّةٌ فَتُؤْخَذُ الْعُدَّةُ مِنَ الْجَاهِلِيَّةِ ، فَإِنْ تَمَّتْ وَإِلَّا كَمُلَتْ مِنَ الْمُنَافِقِينَ ، وَمَا مَثَلُكُمْ وَالْأُمَمِ إِلَّا كَمَثَلِ الرَّقْمَةِ فِي ذِرَاعِ الدَّابَّةِ ، أَوْ كَالشَّامَةِ فِي جَنْبِ الْبَعِيرِ ، ثُمَّ قَالَ : nindex.php?page=treesubj&link=30231_30395إِنِّي لِأَرْجُوَ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَكَبَّرُوا ، ثُمَّ قَالَ : إِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَكَبَّرُوا ، ثُمَّ قَالَ : إِنِّي لِأَرْجُوَ أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَكَبَّرُوا ، قَالَ : وَلَا أَدْرِي قَالَ الثُّلُثَيْنِ أَمْ لَا . وَأَخْرَجَ
التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=40عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ مَرْفُوعًا نَحْوَهُ ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020854اعْمَلُوا وَأَبْشِرُوا فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّكُمْ لَمَعَ خَلِيقَتَيْنِ مَا كَانَتْ مَعَ شَيْءٍ إِلَّا كَثَّرَتَاهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ، وَمَنْ مَاتَ مِنْ بَنِي آدَمَ وَمِنْ بَنِي إِبْلِيسَ ، فَسُرِّيَ عَنِ الْقَوْمِ بَعْضُ الَّذِي يَجِدُونَ قَالَ : اعْمَلُوا وَأَبْشِرُوا ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا أَنْتُمْ فِي النَّاسِ إِلَّا كَالشَّامَةِ فِي جَنْبِ الْبَعِيرِ ، أَوْ كَالرَّقْمَةِ فِي ذِرَاعِ الدَّابَّةِ . وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ nindex.php?page=showalam&ids=13053وَابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
أَنَسٍ مَرْفُوعًا نَحْوَهُ . وَأَخْرَجَ
الْبَزَّارُ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
أَنَسٍ مَرْفُوعًا نَحْوَهُ أَيْضًا ، وَفِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ
[ ص: 955 ] - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَذَكَرَ نَحْوَهُ ، وَفِي آخِرِهِ فَقَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020855مِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَلْفٌ وَمِنْكُمْ وَاحِدٌ ، وَهَلْ أَنْتُمْ فِي الْأُمَمِ إِلَّا كَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِي الثَّوْرِ الْأَبْيَضِ ، أَوْ كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ . وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=4كُتِبَ عَلَيْهِ قَالَ : كُتِبَ عَلَى الشَّيْطَانِ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
مُجَاهِدٍ مِثْلَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=4أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ قَالَ : اتَّبَعَهُ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَأَهْلُ السُّنَنِ وَغَيْرُهُمْ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020856nindex.php?page=treesubj&link=32688_30452_30451إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا نُطْفَةً ، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ إِلَيْهِ الْمَلَكَ فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ ، وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ بِكَتْبِ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ وَشَقِّيٌّ أَوْ سَعِيدٌ ، فَوَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلَهَا ، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلَهَا وَالْأَحَادِيثُ فِي هَذَا الْبَابِ كَثِيرَةٌ جِدًّا . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَصَحَّحَهُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ قَالَ : الْمُخَلَّقَةُ مَا كَانَ حَيًّا ، وَغَيْرُ الْمُخَلَّقَةِ مَا كَانَ سَقْطًا . وَرُوِيَ نَحْوُ هَذَا عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ التَّابِعِينَ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=5مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ قَالَ : حَسَنٌ . وَأَخْرَجَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي زَوَائِدِ الزُّهْدِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=32مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ : مَنْ عَلِمَ أَنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - حَقٌّ ، وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا ، وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ دَخَلَ الْجَنَّةَ .