nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=9nindex.php?page=treesubj&link=28989_32281_32007أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=10إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=11فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=12ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=13نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=15هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=16وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=9أم حسبت أم هي المنقطعة المقدرة ببل والهمزة عند الجمهور ، وببل وحدها عند بعضهم ، والتقدير : بل أحسبت ، أو بل حسبت ، ومعناها : الانتقال من حديث إلى حديث آخر لا لإبطال الأول والإضراب عنه كما هو معنى بل في الأصل .
والمعنى : أن القوم لما تعجبوا من قصة أصحاب الكهف وسألوا عنها الرسول على سبيل الامتحان ، قال سبحانه : بل أظننت يا
محمد أنهم كانوا عجبا من آياتنا فقط ؟ لا تحسب ذلك فإن آياتنا كلها عجب ، فإن من كان قادرا على جعل ما على الأرض زينة لها للابتلاء ، ثم جعل ما عليها صعيدا جرزا كأن لم تغن بالأمس ، لا تستبعد قدرته وحفظه ورحمته بالنسبة إلى طائفة مخصوصة ، وإن كانت قصتهم خارقة للعادة فإن آيات الله سبحانه كذلك وفوق ذلك .
[ ص: 851 ] و عجبا منتصبة على أنه خبر كان أي : ذات عجب ، أو موصوفة بالعجب مبالغة ، و ( من آياتنا ) في محل نصب على الحال .
و
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=10إذ أوى الفتية ظرف لحسبت أو لفعل مقدر ، وهو اذكر أي : صاروا إليه وجعلوه مأواهم ، والفتية هم أصحاب الكهف ، والكهف هو الغار الواسع في الجبل .
فإن كان صغيرا سمي غارا ، والرقيم قال
كعب والسدي : إنه اسم القرية التي خرج منها أصحاب الكهف .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ومجاهد : إنه لوح من حجارة أو رصاص رقمت فيه أسماؤهم جعل على باب الكهف .
قال
الفراء : ويروى أنه إنما سمي رقيما ؛ لأن أسماءهم كانت مرقومة فيه .
والرقم الكتابة .
وروي مثل ذلك عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
ومنه قول
العجاج في أرجوزة له : ومستقري المصحف الرقيم وقيل : إن الرقيم اسم كلبهم ، وقيل : هو اسم الوادي الذي كانوا فيه ، وقيل : اسم الجبل الذي فيه الغار .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : أعلم الله سبحانه أن
nindex.php?page=treesubj&link=32007قصة أصحاب الكهف ليست بعجيبة من آيات الله ؛ لأن خلق السماوات والأرض وما بينهما أعجب من قصة أصحاب الكهف
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=10فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة أي : من عندك ، و ( من ) ابتدائية متعلقة بآياتنا ، أو بمحذوف وقع حالا ، والتنوين في ( رحمة ) إما للتعظيم أو للتنويع ، وتقديم ( من لدنك ) للاختصاص ، أي : رحمة مختصة بأنها من خزائن رحمتك ، وهي المغفرة في الآخرة والأمن من الأعداء والرزق في الدنيا
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=10وهيئ لنا من أمرنا رشدا أي : أصلح لنا ، من قولك : هيأت الأمر فتهيأ ، والمراد بأمرهم الأمر الذي هم عليه ، وهو مفارقتهم للكفار ، والرشد نقيض الضلال ، و ( من ) للابتداء ، ويجوز أن تكون للتجريد كما في قولك رأيت منك رشدا . وتقديم المجرورين للاهتمام بهما .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=11فضربنا على آذانهم قال المفسرون : أنمناهم .
والمعنى : سددنا آذانهم بالنوم الغالب على سماع الأصوات ، والمفعول محذوف أي : ضربنا على آذانهم الحجاب تشبيها للإنامة الثقيلة المانعة من وصول الأصوات إلى الآذان بضرب الحجاب عليها ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=11في الكهف ظرف لضربنا ، وانتصاب ( سنين ) على الظرفية ، و ( عددا ) صفة لسنين أي : ذوات عدد على أنه مصدر أو بمعنى : معدودة على أنه لمعنى المفعول ، ويستفاد من وصف السنين بالعدد الكثرة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : إن الشيء إذا قل فهم مقدار عدده فلم يحتج إلى العدد ، وإن كثر احتاج إلى أن يعد وقيل : يستفاد منه التقليل ؛ لأن الكثير قليل عند الله
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=47وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون . [ الحج : 47 ] .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=12ثم بعثناهم ) أي : أيقظناهم من تلك النومة ؛ لنعلم أي : ليظهر معلومنا ، وقرئ بالتحتية مبنيا للفاعل على طريقة الالتفات ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=12أي الحزبين ) مبتدأ معلق عنه العلم لما في ( أي ) من الاستفهام ، وخبره ( أحصى ) وهو فعل ماض ، قيل : والمراد بالعلم الذي جعل علة للبعث هو الاختبار مجازا ، فيكون المعنى : بعثناهم لنعاملهم معاملة من يختبرهم ، والأولى ما ذكرناه من أن المراد به ظهور معلوم الله سبحانه لعباده ، والمراد بالحزبين الفريقان من المؤمنين والكافرين من أصحاب الكهف المختلفين في مدة لبثهم .
ومعنى ( أحصى ) أضبط ، وكأنه وقع بينهم تنازع في
nindex.php?page=treesubj&link=32007مدة لبثهم في الكهف ، فبعثهم الله ليتبين لهم ذلك ، ويظهر من ضبط الحساب ممن لم يضبطه ، و ( ما ) في ( لما لبثوا ) مصدرية أي : أحصى للبثهم ، وقيل : اللام زائدة ، و ( ما ) بمعنى الذي ، و ( أمدا ) تمييز ، والأمد الغاية ، وقيل : إن أحصى أفعل تفضيل .
ورد بأنه خلاف ما تقرر في علم الإعراب ، وما ورد من
nindex.php?page=treesubj&link=28103الشاذ لا يقاس عليه كقولهم : أفلس من ابن المذلق ، وأعدى من الجرب .
وأجيب بأن أفعل التفضيل من المزيد قياس مطرد عند
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه وابن عصفور ، وقيل : إن الحزبين هم أصحاب الكهف اختلفوا بعد انتباههم كم لبثوا ، وقيل : إن أصحاب الكهف حزب وأصحابهم حزب .
وقال
الفراء : إن طائفتين من المسلمين في زمان أصحاب الكهف اختلفوا في مدة لبثهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=13نحن نقص عليك نبأهم بالحق هذا شروع في تفصيل ما أجمل في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=10إذ أوى الفتية أي : نحن نخبرك بخبرهم ( بالحق ) أي : قصصناه بالحق ، أو متلبسا بالحق
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=13إنهم فتية أي : أحداث شبان ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=13آمنوا بربهم ) صفة لفتية ، والجملة مستأنفة بتقدير سؤال ، والفتية جمع قلة ، و زدناهم هدى بالتثبيت والتوفيق ، وفيه التفات من الغيبة إلى الخطاب .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14وربطنا على قلوبهم أي : قويناها بالصبر على هجر الأهل والأوطان ، وفراق الخلان والأخدان (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14إذ قاموا ) الظرف منصوب بربطنا .
واختلف أهل التفسير في هذا القيام على أقوال : فقيل : إنهم اجتمعوا وراء المدينة من غير ميعاد ، فقال رجل منهم - هو أكبر القوم - : إني لأجد في نفسي شيئا ، إن ربي رب السماوات والأرض ، فقالوا : ونحن أيضا كذلك نجد في أنفسنا ، فقاموا جميعا
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14فقالوا ربنا رب السماوات والأرض قاله
مجاهد .
وقال أكثر المفسرين : إنه كان لهم ملك جبار يقال له :
دقيانوس ، وكان يدعو الناس إلى عبادة الطواغيت ، فثبت الله هؤلاء الفتية وعصمهم حتى قاموا بين يديه
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14فقالوا ربنا رب السماوات والأرض وقال
عطاء ومقاتل : إنهم قالوا ذلك عند قيامهم من النوم
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14لن ندعو من دونه إلها أي : لن نعبد معبودا آخر غير الله لا اشتراكا ولا استقلالا
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14لقد قلنا إذا شططا أي : قولا ذا شطط ، أو قولا هو نفس الشطط لقصد المبالغة بالوصف بالمصدر ، واللام هي الموطئة للقسم ، والشطط الغلو ومجاوزة الحد .
قال
أعشى بن قيس :
أتنتهون ولن ينهى ذوي شطط كالطعن يذهب فيه الزيت والفتل
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=15هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة هؤلاء : مبتدأ وخبره اتخذوا ، وقومنا : عطف بيان ، وفي هذا الإخبار معنى الإنكار ، وفي الإشارة إليهم تحقير لهم
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=15لولا يأتون عليهم بسلطان بين أي : هلا يأتون بحجة ظاهرة تصلح للتمسك بها
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=15فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا فزعم أن له شريكا في العبادة ، أي : لا أحد أظلم منه .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=16وإذ اعتزلتموهم أي : فارقتموهم وتنحيتم عنهم جانبا ، أي : عن العابدين للأصنام ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=16وما يعبدون إلا الله معطوف على
[ ص: 852 ] الضمير المنصوب ، و ( ما ) موصول أو مصدرية أي : وإذ اعتزلتموهم واعتزلتم معبودهم أو الذي يعبدونه ، وقوله : ( إلا الله ) استثناء منقطع على تقدير أنهم لم يعبدوا إلا الأصنام ، أو متصل على تقدير أنهم شركوها في العبادة مع الله سبحانه ، وقيل : هو كلام معترض ، إخبار من الله سبحانه عن الفتية أنهم لم يعبدوا غير الله ، فتكون ( ما ) على هذا نافية
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=16فأووا إلى الكهف أي : صيروا إليه واجعلوه مأواكم .
قال
الفراء : هو جواب إذ ، ومعناه : اذهبوا إليه واجعلوه مأواكم ، وقيل : هو دليل على جوابه ، أي : إذ اعتزلتموهم اعتزالا اعتقاديا ، فاعتزلوهم اعتزالا جسمانيا ، وإذا أردتم اعتزالهم فافعلوا ذلك بالالتجاء إلى الكهف
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=16ينشر لكم ربكم من رحمته أي : يبسط ويوسع
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=16ويهيئ لكم من أمركم مرفقا أي : يسهل وييسر لكم من أمركم الذي أنتم بصدده مرفقا ، المرفق بفتح الميم وكسرها لغتان قرئ بهما ، مأخوذ من الارتفاق وهو الانتفاع ، وقيل : فتح الميم أقيس ، وكسرها أكثر .
قال
الفراء : وأكثر العرب على كسر الميم من الأمر ومن مرفق الإنسان ، وقد تفتح العرب الميم فيهما فهما لغتان ، وكأن الذين فتحوا أرادوا أن يفرقوا بين المرفق من الأمر ، والمرفق من الإنسان .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي : الكسر في مرفق اليد ، وقيل : المرفق بالكسر ما ارتفقت به ، والمرفق بالفتح الأمر الرافق ، والمراد هنا ما يرتفقون به وينتفعون بحصوله ، والتقديم في الموضعين يفيد الاختصاص .
وقد أخرج
ابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم من طريق
علي بن أبي طلحة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : الرقيم الكتاب .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=16574العوفي عنه قال : الرقيم واد دون
فلسطين قريب من
أيلة ، والراويان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ضعيفان .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عنه أيضا قال : هو الجبل الذي فيه الكهف .
وأخرج
ابن المنذر عنه ، قال : والله ما أدري ما الرقيم الكتاب أم بنيان ؟ وفي رواية عنه من طريق أخرى قال : وسألت
كعبا فقال : اسم القرية التي خرجوا منها .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
أنس قال : الرقيم الكلب .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=9كانوا من آياتنا عجبا يقول : الذي آتيتك من العلم والسنة والكتاب أفضل من شأن أصحاب الكهف والرقيم .
وأخرج
ابن المنذر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=11فضربنا على آذانهم يقول : أرقدناهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=12ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين من قوم الفتية أهل الهدى ، وأهل الضلالة
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=12أحصى لما لبثوا ، وذلك أنهم كتبوا اليوم الذي خرجوا فيه والشهر والسنة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14354الربيع بن أنس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=13وزدناهم هدى قال : إخلاصا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
قتادة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14وربطنا على قلوبهم قال : بالإيمان ، وفي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14لقد قلنا إذا شططا قال : كذبا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قال : جورا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16566عطاء الخراساني في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=16وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله قال : كان قوم الفتية يعبدون الله ويعبدون معه آلهة شتى ، فاعتزلت الفتية عبادة تلك الآلهة ولم تعتزل عبادة الله .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
قتادة في الآية قال : هي في مصحف
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ، وما يعبدون من دون الله ، فهذا تفسيرها .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=9nindex.php?page=treesubj&link=28989_32281_32007أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=10إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=11فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=12ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=13نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=15هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=16وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=9أَمْ حَسِبْتَ أَمْ هِيَ الْمُنْقَطِعَةُ الْمُقَدَّرَةُ بِبَلْ وَالْهَمْزَةُ عِنْدَ الْجُمْهُورِ ، وَبِبَلْ وَحْدَهَا عِنْدَ بَعْضِهِمْ ، وَالتَّقْدِيرُ : بَلْ أَحَسِبْتَ ، أَوْ بَلْ حَسِبْتَ ، وَمَعْنَاهَا : الِانْتِقَالُ مِنْ حَدِيثٍ إِلَى حَدِيثٍ آخَرَ لَا لِإِبْطَالِ الْأَوَّلِ وَالْإِضْرَابِ عَنْهُ كَمَا هُوَ مَعْنَى بَلْ فِي الْأَصْلِ .
وَالْمَعْنَى : أَنَّ الْقَوْمَ لَمَّا تَعَجَّبُوا مِنْ قِصَّةِ أَصْحَابِ الْكَهْفِ وَسَأَلُوا عَنْهَا الرَّسُولَ عَلَى سَبِيلِ الِامْتِحَانِ ، قَالَ سُبْحَانَهُ : بَلْ أَظْنَنْتَ يَا
مُحَمَّدُ أَنَّهُمْ كَانُوا عَجَبًا مِنْ آيَاتِنَا فَقَطْ ؟ لَا تَحْسَبْ ذَلِكَ فَإِنَّ آيَاتِنَا كُلَّهَا عَجَبٌ ، فَإِنَّ مَنْ كَانَ قَادِرًا عَلَى جَعْلِ مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِلِابْتِلَاءِ ، ثُمَّ جَعْلِ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ، لَا تَسْتَبْعِدْ قُدْرَتَهُ وَحِفْظَهُ وَرَحْمَتَهُ بِالنِّسْبَةِ إِلَى طَائِفَةٍ مَخْصُوصَةٍ ، وَإِنْ كَانَتْ قِصَّتُهُمْ خَارِقَةً لِلْعَادَةِ فَإِنَّ آيَاتِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ كَذَلِكَ وَفَوْقَ ذَلِكَ .
[ ص: 851 ] وَ عَجَبًا مُنْتَصِبَةٌ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ كَانَ أَيْ : ذَاتَ عَجَبٍ ، أَوْ مَوْصُوفَةٌ بِالْعَجَبِ مُبَالَغَةً ، وَ ( مِنْ آيَاتِنَا ) فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ .
وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=10إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ ظَرْفٌ لِحَسِبْتَ أَوْ لِفِعْلٍ مُقَدَّرٍ ، وَهُوَ اذْكُرْ أَيْ : صَارُوا إِلَيْهِ وَجَعَلُوهُ مَأْوَاهُمْ ، وَالْفِتْيَةُ هُمْ أَصْحَابُ الْكَهْفِ ، وَالْكَهْفُ هُوَ الْغَارُ الْوَاسِعُ فِي الْجَبَلِ .
فَإِنْ كَانَ صَغِيرًا سُمِّيَ غَارًا ، وَالرَّقِيمُ قَالَ
كَعْبٌ وَالسُّدِّيُّ : إِنَّهُ اسْمُ الْقَرْيَةِ الَّتِي خَرَجَ مِنْهَا أَصْحَابُ الْكَهْفِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَمُجَاهِدٌ : إِنَّهُ لَوْحٌ مِنْ حِجَارَةٍ أَوْ رَصَاصٍ رُقِمَتْ فِيهِ أَسْمَاؤُهُمْ جُعِلَ عَلَى بَابِ الْكَهْفِ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : وَيُرْوَى أَنَّهُ إِنَّمَا سُمِّيَ رَقِيمًا ؛ لِأَنَّ أَسْمَاءَهُمْ كَانَتْ مَرْقُومَةً فِيهِ .
وَالرَّقْمُ الْكِتَابَةُ .
وَرُوِيَ مِثْلُ ذَلِكَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ .
وَمِنْهُ قَوْلُ
الْعَجَّاجِ فِي أُرْجُوزَةٍ لَهُ : وَمُسْتَقَرِّي الْمُصْحَفُ الرَّقِيمُ وَقِيلَ : إِنَّ الرَّقِيمَ اسْمُ كَلْبِهِمْ ، وَقِيلَ : هُوَ اسْمُ الْوَادِي الَّذِي كَانُوا فِيهِ ، وَقِيلَ : اسْمُ الْجَبَلِ الَّذِي فِيهِ الْغَارُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : أَعْلَمَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=32007قِصَّةَ أَصْحَابِ الْكَهْفِ لَيْسَتْ بِعَجِيبَةٍ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ؛ لِأَنَّ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا أَعْجَبُ مِنْ قِصَّةِ أَصْحَابِ الْكَهْفِ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=10فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً أَيْ : مِنْ عِنْدِكَ ، وَ ( مِنْ ) ابْتِدَائِيَّةٌ مُتَعَلِّقَةٌ بَآيَاتِنَا ، أَوْ بِمَحْذُوفٍ وَقَعَ حَالًا ، وَالتَّنْوِينُ فِي ( رَحْمَةً ) إِمَّا لِلتَّعْظِيمِ أَوْ لِلتَّنْوِيعِ ، وَتَقْدِيمُ ( مِنْ لَدُنْكَ ) لِلِاخْتِصَاصِ ، أَيْ : رَحْمَةً مُخْتَصَّةً بِأَنَّهَا مِنْ خَزَائِنِ رَحْمَتِكَ ، وَهِيَ الْمَغْفِرَةُ فِي الْآخِرَةِ وَالْأَمْنُ مِنَ الْأَعْدَاءِ وَالرِّزْقُ فِي الدُّنْيَا
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=10وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا أَيْ : أَصْلِحْ لَنَا ، مِنْ قَوْلِكَ : هَيَّأْتُ الْأَمْرَ فَتَهَيَّأَ ، وَالْمُرَادُ بِأَمْرِهِمُ الْأَمْرُ الَّذِي هُمْ عَلَيْهِ ، وَهُوَ مُفَارَقَتُهُمْ لِلْكُفَّارِ ، وَالرَّشَدُ نَقِيضُ الضَّلَالِ ، وَ ( مِنْ ) لِلِابْتِدَاءِ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ لِلتَّجْرِيدِ كَمَا فِي قَوْلِكَ رَأَيْتُ مِنْكَ رَشَدًا . وَتَقْدِيمُ الْمَجْرُورَيْنِ لِلِاهْتِمَامِ بِهِمَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=11فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : أَنَمْنَاهُمْ .
وَالْمَعْنَى : سَدَدْنَا آذَانَهُمْ بِالنَّوْمِ الْغَالِبِ عَلَى سَمَاعِ الْأَصْوَاتِ ، وَالْمَفْعُولُ مَحْذُوفٌ أَيْ : ضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمِ الْحِجَابَ تَشْبِيهًا لِلْإِنَامَةِ الثَّقِيلَةِ الْمَانِعَةِ مِنْ وُصُولِ الْأَصْوَاتِ إِلَى الْآذَانِ بِضَرْبِ الْحِجَابِ عَلَيْهَا ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=11فِي الْكَهْفِ ظَرْفٌ لِضَرَبْنَا ، وَانْتِصَابُ ( سِنِينَ ) عَلَى الظَّرْفِيَّةِ ، وَ ( عَدَدًا ) صِفَةٌ لِسِنِينَ أَيْ : ذَوَاتَ عَدَدٍ عَلَى أَنَّهُ مَصْدَرٌ أَوْ بِمَعْنَى : مَعْدُودَةً عَلَى أَنَّهُ لِمَعْنَى الْمَفْعُولُ ، وَيُسْتَفَادُ مِنْ وَصْفِ السِّنِينَ بِالْعَدَدِ الْكَثْرَةُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : إِنَّ الشَّيْءَ إِذَا قَلَّ فُهِمَ مِقْدَارُ عَدَدِهِ فَلَمْ يَحْتَجْ إِلَى الْعَدَدِ ، وَإِنْ كَثُرَ احْتَاجَ إِلَى أَنْ يُعَدَّ وَقِيلَ : يُسْتَفَادُ مِنْهُ التَّقْلِيلُ ؛ لِأَنَّ الْكَثِيرَ قَلِيلٌ عِنْدَ اللَّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=47وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ . [ الْحَجِّ : 47 ] .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=12ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ ) أَيْ : أَيْقَظْنَاهُمْ مِنْ تِلْكَ النَّوْمَةِ ؛ لِنَعْلَمَ أَيْ : لِيَظْهَرَ مَعْلُومُنَا ، وَقُرِئَ بِالتَّحْتِيَّةِ مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ عَلَى طَرِيقَةِ الِالْتِفَاتِ ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=12أَيُّ الْحِزْبَيْنِ ) مُبْتَدَأٌ مُعَلَّقٌ عَنْهُ الْعِلْمُ لِمَا فِي ( أَيُّ ) مِنْ الِاسْتِفْهَامِ ، وَخَبَرُهُ ( أَحْصَى ) وَهُوَ فِعْلٌ مَاضٍ ، قِيلَ : وَالْمُرَادُ بِالْعِلْمِ الَّذِي جُعِلَ عِلَّةً لِلْبَعْثِ هُوَ الِاخْتِبَارُ مَجَازًا ، فَيَكُونُ الْمَعْنَى : بَعَثْنَاهُمْ لِنُعَامِلَهُمْ مُعَامَلَةَ مَنْ يَخْتَبِرُهُمْ ، وَالْأَوْلَى مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ ظُهُورُ مَعْلُومِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ لِعِبَادِهِ ، وَالْمُرَادُ بِالْحِزْبَيْنِ الْفَرِيقَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْكَافِرِينَ مِنْ أَصْحَابِ الْكَهْفِ الْمُخْتَلِفِينَ فِي مُدَّةِ لُبْثِهِمْ .
وَمَعْنَى ( أَحْصَى ) أَضْبَطَ ، وَكَأَنَّهُ وَقَعَ بَيْنَهُمْ تَنَازُعٌ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=32007مُدَّةِ لُبْثِهِمْ فِي الْكَهْفِ ، فَبَعَثَهُمُ اللَّهُ لِيَتَبَيَّنَ لَهُمْ ذَلِكَ ، وَيَظْهَرَ مَنْ ضَبَطَ الْحِسَابَ مِمَّنْ لَمْ يَضْبِطْهُ ، وَ ( مَا ) فِي ( لِمَا لَبِثُوا ) مَصْدَرِيَّةٌ أَيْ : أَحْصَى لِلُبْثِهِمْ ، وَقِيلَ : اللَّامُ زَائِدَةٌ ، وَ ( مَا ) بِمَعْنَى الَّذِي ، وَ ( أَمَدًا ) تَمْيِيزٌ ، وَالْأَمَدُ الْغَايَةُ ، وَقِيلَ : إِنَّ أَحْصَى أَفْعَلُ تَفْضِيلٍ .
وَرُدَّ بِأَنَّهُ خِلَافُ مَا تَقَرَّرَ فِي عِلْمِ الْإِعْرَابِ ، وَمَا وَرَدَ مِنَ
nindex.php?page=treesubj&link=28103الشَّاذِّ لَا يُقَاسُ عَلَيْهِ كَقَوْلِهِمْ : أَفْلَسُ مِنِ ابْنِ الْمُذَلَّقِ ، وَأَعْدَى مِنَ الْجَرَبِ .
وَأُجِيبَ بِأَنَّ أَفْعَلَ التَّفْضِيلِ مِنَ الْمَزِيدِ قِيَاسٌ مُطَّرِدٌ عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ وَابْنِ عُصْفُورٍ ، وَقِيلَ : إِنَّ الْحِزْبَيْنِ هُمْ أَصْحَابُ الْكَهْفِ اخْتَلَفُوا بَعْدَ انْتِبَاهِهِمْ كَمْ لَبِثُوا ، وَقِيلَ : إِنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ حِزْبٌ وَأَصْحَابَهُمْ حِزْبٌ .
وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : إِنَّ طَائِفَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي زَمَانِ أَصْحَابِ الْكَهْفِ اخْتَلَفُوا فِي مُدَّةِ لُبْثِهِمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=13نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ هَذَا شُرُوعٌ فِي تَفْصِيلِ مَا أُجْمِلَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=10إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ أَيْ : نَحْنُ نُخْبِرُكَ بَخَبَرِهِمْ ( بِالْحَقِّ ) أَيْ : قَصَصْنَاهُ بِالْحَقِّ ، أَوْ مُتَلَبِّسًا بِالْحَقِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=13إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ أَيْ : أَحْدَاثُ شُبَّانٌ ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=13آمَنُوا بِرَبِّهِمْ ) صِفَةٌ لِفِتْيَةٍ ، وَالْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ بِتَقْدِيرِ سُؤَالٍ ، وَالْفِتْيَةُ جَمْعُ قِلَّةٍ ، وَ زِدْنَاهُمْ هُدًى بِالتَّثْبِيتِ وَالتَّوْفِيقِ ، وَفِيهِ الْتِفَاتٌ مِنَ الْغَيْبَةِ إِلَى الْخِطَابِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَيْ : قَوَّيْنَاهَا بِالصَّبْرِ عَلَى هَجْرِ الْأَهْلِ وَالْأَوْطَانِ ، وَفِرَاقِ الْخِلَّانِ وَالْأَخْدَانِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14إِذْ قَامُوا ) الظَّرْفُ مَنْصُوبٌ بِرَبَطْنَا .
وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّفْسِيرِ فِي هَذَا الْقِيَامِ عَلَى أَقْوَالٍ : فَقِيلَ : إِنَّهُمُ اجْتَمَعُوا وَرَاءَ الْمَدِينَةِ مِنْ غَيْرِ مِيعَادٍ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ - هُوَ أَكْبَرُ الْقَوْمِ - : إِنِّي لَأَجِدُ فِي نَفْسِي شَيْئًا ، إِنَّ رَبِّي رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، فَقَالُوا : وَنَحْنُ أَيْضًا كَذَلِكَ نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا ، فَقَامُوا جَمِيعًا
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قَالَهُ
مُجَاهِدٌ .
وَقَالَ أَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ : إِنَّهُ كَانَ لَهُمْ مَلِكٌ جَبَّارٌ يُقَالُ لَهُ :
دِقْيَانُوسُ ، وَكَانَ يَدْعُو النَّاسَ إِلَى عِبَادَةِ الطَّوَاغِيتِ ، فَثَبَّتَ اللَّهُ هَؤُلَاءِ الْفِتْيَةَ وَعَصَمَهُمْ حَتَّى قَامُوا بَيْنَ يَدَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَقَالَ
عَطَاءٌ وَمُقَاتِلٌ : إِنَّهُمْ قَالُوا ذَلِكَ عِنْدَ قِيَامِهِمْ مِنَ النَّوْمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا أَيْ : لَنْ نَعْبُدَ مَعْبُودًا آخَرَ غَيْرَ اللَّهِ لَا اشْتِرَاكًا وَلَا اسْتِقْلَالًا
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا أَيْ : قَوْلًا ذَا شَطَطٍ ، أَوْ قَوْلًا هُوَ نَفْسُ الشَّطَطِ لِقَصْدِ الْمُبَالَغَةِ بِالْوَصْفِ بِالْمَصْدَرِ ، وَاللَّامُ هِيَ الْمُوطِئَةُ لِلْقَسَمِ ، وَالشَّطَطُ الْغُلُوُّ وَمُجَاوَزَةُ الْحَدِّ .
قَالَ
أَعْشَى بْنُ قَيْسٍ :
أَتَنْتَهُونَ وَلَنْ يَنْهَى ذَوِي شَطَطٍ كَالطَّعْنِ يَذْهَبُ فِيهِ الزَّيْتُ وَالْفَتْلُ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=15هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً هَؤُلَاءِ : مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهُ اتَّخَذُوا ، وَقَوْمُنَا : عَطْفُ بَيَانٍ ، وَفِي هَذَا الْإِخْبَارِ مَعْنَى الْإِنْكَارِ ، وَفِي الْإِشَارَةِ إِلَيْهِمْ تَحْقِيرٌ لَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=15لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ أَيْ : هَلَّا يَأْتُونَ بِحُجَّةٍ ظَاهِرَةٍ تَصْلُحُ لِلتَّمَسُّكِ بِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=15فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَزَعَمَ أَنَّ لَهُ شَرِيكًا فِي الْعِبَادَةِ ، أَيْ : لَا أَحَدَ أَظْلَمُ مِنْهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=16وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ أَيْ : فَارَقْتُمُوهُمْ وَتَنَحَّيْتُمْ عَنْهُمْ جَانِبًا ، أَيْ : عَنِ الْعَابِدِينَ لِلْأَصْنَامِ ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=16وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ مَعْطُوفٌ عَلَى
[ ص: 852 ] الضَّمِيرِ الْمَنْصُوبِ ، وَ ( مَا ) مَوْصُولٌ أَوْ مَصْدَرِيَّةٌ أَيْ : وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَاعْتَزَلْتُمْ مَعْبُودَهُمْ أَوِ الَّذِي يَعْبُدُونَهُ ، وَقَوْلُهُ : ( إِلَّا اللَّهَ ) اسْتِثْنَاءٌ مُنْقَطِعٌ عَلَى تَقْدِيرِ أَنَّهُمْ لَمْ يَعْبُدُوا إِلَّا الْأَصْنَامَ ، أَوْ مُتَّصِلٌ عَلَى تَقْدِيرِ أَنَّهُمْ شَرَكُوهَا فِي الْعِبَادَةِ مَعَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ ، وَقِيلَ : هُوَ كَلَامٌ مُعْتَرِضٌ ، إِخْبَارٌ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ عَنِ الْفِتْيَةِ أَنَّهُمْ لَمْ يَعْبُدُوا غَيْرَ اللَّهِ ، فَتَكُونُ ( مَا ) عَلَى هَذَا نَافِيَةً
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=16فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ أَيْ : صِيرُوا إِلَيْهِ وَاجْعَلُوهُ مَأْوَاكُمْ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : هُوَ جَوَابُ إِذْ ، وَمَعْنَاهُ : اذْهَبُوا إِلَيْهِ وَاجْعَلُوهُ مَأْوَاكُمْ ، وَقِيلَ : هُوَ دَلِيلٌ عَلَى جَوَابِهِ ، أَيْ : إِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمُ اعْتِزَالًا اعْتِقَادِيًا ، فَاعْتَزِلُوهُمُ اعْتِزَالًا جُسْمَانِيًّا ، وَإِذَا أَرَدْتُمُ اعْتِزَالَهُمْ فَافْعَلُوا ذَلِكَ بِالِالْتِجَاءِ إِلَى الْكَهْفِ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=16يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ أَيْ : يَبْسُطْ وَيُوَسِّعْ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=16وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا أَيْ : يُسَهِّلْ وَيُيَسِّرْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمُ الَّذِي أَنْتُمْ بِصَدَدِهِ مِرْفَقًا ، الْمِرْفَقُ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِهَا لُغَتَانِ قُرِئَ بِهِمَا ، مَأْخُوذٌ مِنْ الِارْتِفَاقِ وَهُوَ الِانْتِفَاعُ ، وَقِيلَ : فَتْحُ الْمِيمِ أَقْيَسُ ، وَكَسْرُهَا أَكْثَرُ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : وَأَكْثَرُ الْعَرَبِ عَلَى كَسْرِ الْمِيمِ مِنَ الْأَمْرِ وَمِنْ مِرْفَقِ الْإِنْسَانِ ، وَقَدْ تَفْتَحُ الْعَرَبُ الْمِيمَ فِيهِمَا فَهُمَا لُغَتَانِ ، وَكَأَنَّ الَّذِينَ فَتَحُوا أَرَادُوا أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ الْمِرْفَقِ مِنَ الْأَمْرِ ، وَالْمِرْفَقِ مِنَ الْإِنْسَانِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ : الْكَسْرُ فِي مِرْفَقِ الْيَدِ ، وَقِيلَ : الْمِرْفَقُ بِالْكَسْرِ مَا ارْتَفَقْتَ بِهِ ، وَالْمَرْفَقُ بِالْفَتْحِ الْأَمْرُ الرَّافِقُ ، وَالْمُرَادُ هُنَا مَا يَرْتَفِقُونَ بِهِ وَيَنْتَفِعُونَ بِحُصُولِهِ ، وَالتَّقْدِيمُ فِي الْمَوْضِعَيْنِ يُفِيدُ الِاخْتِصَاصَ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : الرَّقِيمُ الْكِتَابُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=16574الْعَوْفِيِّ عَنْهُ قَالَ : الرَّقِيمُ وَادٍ دُونَ
فِلَسْطِينَ قَرِيبٌ مِنْ
أَيْلَةَ ، وَالرَّاوِيَانِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ضَعِيفَانِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ : هُوَ الْجَبَلُ الَّذِي فِيهِ الْكَهْفُ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ ، قَالَ : وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا الرَّقِيمُ الْكِتَابُ أَمْ بُنْيَانٌ ؟ وَفِي رِوَايَةٍ عَنْهُ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى قَالَ : وَسَأَلْتُ
كَعْبًا فَقَالَ : اسْمُ الْقَرْيَةِ الَّتِي خَرَجُوا مِنْهَا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
أَنَسٍ قَالَ : الرَّقِيمُ الْكَلْبُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=9كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا يَقُولُ : الَّذِي آتَيْتُكَ مِنَ الْعِلْمِ وَالسُّنَّةِ وَالْكِتَابِ أَفْضَلُ مِنْ شَأْنِ أَصْحَابِ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=11فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ يَقُولُ : أَرْقَدْنَاهُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=12ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ مِنْ قَوْمِ الْفِتْيَةِ أَهْلِ الْهُدَى ، وَأَهْلِ الضَّلَالَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=12أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَتَبُوا الْيَوْمَ الَّذِي خَرَجُوا فِيهِ وَالشَّهْرَ وَالسَّنَةَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14354الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=13وَزِدْنَاهُمْ هُدًى قَالَ : إِخْلَاصًا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ قَالَ : بِالْإِيمَانِ ، وَفِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا قَالَ : كَذِبًا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ قَالَ : جَوْرًا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16566عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيُّ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=16وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ قَالَ : كَانَ قَوْمُ الْفِتْيَةِ يَعْبُدُونَ اللَّهَ وَيَعْبُدُونَ مَعَهُ آلِهَةً شَتَّى ، فَاعْتَزَلَتِ الْفِتْيَةُ عِبَادَةَ تِلْكَ الْآلِهَةِ وَلَمْ تَعْتَزِلْ عِبَادَةَ اللَّهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ فِي الْآيَةِ قَالَ : هِيَ فِي مُصْحَفِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ، فَهَذَا تَفْسِيرُهَا .