nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=58nindex.php?page=treesubj&link=28983_31895وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=59ولما جهزهم بجهازهم قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم ألا ترون أني أوفي الكيل وأنا خير المنزلين nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=60فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=61قالوا سنراود عنه أباه وإنا لفاعلون nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=62وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلهم يرجعون nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=63فلما رجعوا إلى أبيهم قالوا يا أبانا منع منا الكيل فأرسل معنا أخانا نكتل وإنا له لحافظون nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=64قال هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=65ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم قالوا يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا ونمير أهلنا ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير ذلك كيل يسير nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=66قال لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقا من الله لتأتنني به إلا أن يحاط بكم فلما آتوه موثقهم قال الله على ما نقول وكيل .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=58وجاء nindex.php?page=treesubj&link=31895إخوة يوسف أي جاءوا إلى
مصر من أرض
كنعان ليمتاروا لما أصابهم القحط فدخلوا على
يوسف فعرفهم لأنه فارقهم رجالا
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=58وهم له منكرون لأنهم فارقوه صبيا يباع بالدراهم في أيدي السيارة بعد أن أخرجوه من الجب ، ودخلوا عليه الآن وهو رجل عليه أبهة الملك ، ورونق الرئاسة ، وعنده الخدم والحشم وقيل إنهم أنكروه لكونه كان في تلك الحال على هيئة ملك
مصر ، ولبس تاجه وتطوق بطوقه ، وقيل كانوا بعيدا منه فلم يعرفوه ، وقيل غير ذلك .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=59ولما جهزهم بجهازهم المراد هنا أنه أعطاهم ما طلبوه من الميرة وما يصلحون به سفرهم من العدة التي يحتاجها المسافر ، يقال جهزت القوم تجهيزا : إذا تكلفت لهم جهازا للسفر .
قال
الأزهري : القراء كلهم على فتح الجيم ، والكسر لغة جيدة
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=59قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم قيل : لا بد من كلام ينشأ عنه طلبه لهم بأن يأتوه بأخ لهم من أبيهم ، فروي أنه لما رآهم وكلموه بالعبرانية قال لهم : ما أنتم وما شأنكم فإني أنكركم ؟ فقالوا : نحن قوم من أهل
الشام جئنا نمتار ولنا أب شيخ صديق نبي من الأنبياء اسمه
يعقوب .
قال : كم أنتم ؟ قالوا عشرة وقد كنا اثني عشر ، فذهب أخ لنا إلى البرية فهلك ، وكان أحبنا إلى أبينا ، وقد سكن بعده إلى أخ له أصغر منه هو باق لديه يتسلى به ، فقال لهم حينئذ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=59ائتوني بأخ لكم من أبيكم يعني أخاه
[ ص: 703 ] بنيامين الذي تقدم ذكره ، وهو أخو
يوسف لأبيه وأمه .
فوعدوه بذلك ، فطلب منهم أن يتركوا أحدهم رهينة عنده حتى يأتوه بالأخ الذي طلبه ، فاقترعوا فأصابت القرعة
شمعون فخلفوه عنده ، ثم قال لهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=59ألا ترون أني أوفي الكيل أي أتممه ، وجاء بصيغة الاستقبال مع كونه قال لهم هذه المقالة بعد تجهيزهم للدلالة على أن ذلك عادته المستمرة ، ثم أخبرهم بما يزيدهم وثوقا به وتصديقا لقوله ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=59وأنا خير المنزلين أي والحال أني خير المنزلين لمن نزل بي ، كما فعلته بكم من حسن الضيافة وحسن الإنزال .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : قال
يوسف nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=59وأنا خير المنزلين لأنه حين أنزلهم أحسن ضيافتهم .
ثم توعدهم إذا لم يأتوه به فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=60فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون أي فلا أبيعكم شيئا فيما بعد ، وأما في الحال فقد أوفاهم كيلهم ، ومعنى لا تقربون : لا تدخلون بلادي فضلا عن أن أحسن إليكم وقيل معناه : لا أنزلكم عندي كما أنزلتكم هذه المرة ، ولم يرد أنهم لا يقربون بلاده ، وتقربون مجزوم إما على أن لا ناهية أو على أنها نافية ، وهو معطوف على محل الجزاء داخل في حكمه كأنه قال : فإن لم تأتوني تحرموا ولا تقربوا فلما سمعوا منه ذلك وعدوه بما طلبه منهم .
ف
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=61قالوا سنراود عنه أباه أي سنطلبه منه ، ونجتهد في ذلك بما نقدر عليه وقيل معنى المراودة هنا : المخادعة منهم لأبيهم والاحتيال عليه حتى ينتزعوه منه
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=61وإنا لفاعلون هذه المراودة غير مقصرين فيها ، وقيل معناه : وإنا لقادرون على ذلك ، لا نتعانى به ولا نتعاظمه .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=62وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم قرأ أهل
المدينة وأبو عمرو وعاصم من رواية
شعبة وابن عامر " لفتيته " واختار هذه القراءة
أبو حاتم والنحاس وغيرهما .
وقرأ سائر الكوفيين لفتيانه واختار هذه القراءة
أبو عبيدة ، وفي مصحف
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود كالقراءة الآخرة .
قال
النحاس : لفتيانه مخالف للسواد الأعظم ، ولا يترك السواد المجمع عليه لهذا الإسناد المنقطع وأيضا فإن فتية أشبه من فتيان ، لأن فتية عند العرب لأقل العدد ، وأمر القليل بأن يجعلوا البضاعة في الرحال أشبه ، والجملة مستأنفة جواب سؤال كأنه قيل : فما قال
يوسف بعد وعدهم له بذلك ؟ فأجيب بأنه قال لفتيته .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج الفتية والفتيان في هذا الموضع المماليك ، وقال
الثعلبي : هما لغتان جيدتان مثل الصبيان والصبية .
والمراد بالبضاعة هنا هي التي وصلوا بها من بلادهم ليشتروا بها الطعام ، وكانت نعالا وأدما ، فعل
يوسف عليه السلام ذلك تفضلا عليهم ، وقيل فعل ذلك ليرجعوا إليه مرة أخرى لعلمه أنهم لا يقبلون الطعام إلا بثمن ، قاله
الفراء ، وقيل فعل ذلك ليستعينوا بها على الرجوع إليه لشراء الطعام ، وقيل إنه استقبح أن يأخذ من أبيه وإخوته ثمن الطعام ، ثم علل
يوسف عليه السلام ما أمر به من جعل البضاعة في رحالهم بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=62لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم فجعل علة جعل البضاعة في الرحال هي معرفتهم لها إذا انقلبوا إلى أهلهم ، وذلك لأنهم لا يعلمون برد البضاعة إليهم إلا عند تفريغ الأوعية التي جعلوا فيها الطعام ، وهم لا يفرغونها إلا عند الوصول إلى أهلهم ، ثم علل معرفتهم للبضاعة المردودة إليهم المجعولة في رحالهم بقوله : لعلهم يرجعون فإنهم إذا عرفوا ذلك وعلموا أنهم أخذوا الطعام بلا ثمن ، وأن ما دفعوه عوضا عنه قد رجع إليهم ، وتفضل به من وصلوا إليه عليهم نشطوا إلى العود إليه ، ولا سيما مع ما هم فيه من الجدب الشديد والحاجة إلى الطعام وعدم وجوده لديهم ، فإن ذلك من أعظم ما يدعوهم إلى الرجوع ، وبهذا يظهر أن
يوسف عليه السلام لم يرد البضاعة إليهم إلا لهذا المقصد ، وهو رجوعهم إليه فلا يتم تعليل ردها بغير ذلك ، والرحال جمع رحل ، والمراد به هنا ما يستصحبه الرجل معه من الأثاث .
قال
الواحدي : الرحل كل شيء معد للرحيل من وعاء للمتاع ومركب للبعير ومجلس ورسن انتهى .
والمراد هنا الأوعية التي يجعلون فيها ما يمتارونه من الطعام .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري : يقال للوعاء رحل وللبيت رحل .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=63فلما رجعوا إلى أبيهم قالوا ياأبانا منع منا الكيل أرادوا بهذا ما تقدم من قول
يوسف لهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=60فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي : أي منع منا الكيل في المستقبل ، وفيه دلالة على أن الامتيار مرة بعد مرة معهود فيما بينهم وبينه ، ولعلهم قالوا له بهذه المقالة قبل أن يفتحوا متاعهم ويعلموا برد بضاعتهم كما يفيد ذلك قوله فيما بعد
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=65ولما فتحوا متاعهم إلى آخره ، ثم ذكروا له ما أمرهم به
يوسف ، فقالوا
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=63فأرسل معنا أخانا يعنون
بنيامين و نكتل جواب الأمر : أي نكتل بسبب إرساله معنا ما نريده من الطعام .
قرأ أهل الحرمين
وأبو عمرو وابن عامر وعاصم نكتل بالنون .
وقرأ سائر الكوفيون بالياء التحتية ، واختار
أبو عبيد القراءة الأولى قال : ليكونون كلهم داخلين فيمن يكتال ، وزعم أنه إذا كان بالياء كان للأخ وحده : أي يكتال أخونا
بنيامين ، واعترضه
النحاس مما حاصله أن إسناد الكيل إلى الأخ لا ينافي كونه للجميع ، والمعنى : يكتال
بنيامين لنا جميعا .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج أي إن أرسلته اكتلنا وإلا منعنا الكيل ، وإنا له أي لأخيهم
بنيامين لحافظون من أن يصيبه سوء أو مكروه .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=64قال هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل مستأنفة جواب سؤال مقدر كما تقدم في نظائر ذلك في مواضع كثيرة ، والمعنى : أنه لا يأمنهم على
بنيامين إلا كما أمنهم على أخيه
يوسف وقد قالوا له في
يوسف وإنا له لحافظون كما قالوا هنا وإنا له لحافظون ثم خانوه في
يوسف فهو إن أمنهم في
بنيامين خاف أن يخونوه فيه كما خانوه في
يوسف nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=64فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين لعل هنا إضمارا والتقدير فتوكل
يعقوب على الله ودفعه إليهم وقال : فالله خير حفظا .
قرأ أهل
المدينة ( حفظا ) وهو منتصب على التمييز ، وهي قراءة
أبي عمرو وعاصم وابن عامر .
وقرأ سائر الكوفيين ( حافظا ) وهو منتصب على الحال .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج :
[ ص: 704 ] على البيان يعني التمييز ، ومعنى الآية : أن حفظ الله إياه خير من حفظهم له ، لما وكل
يعقوب حفظه إلى الله سبحانه حفظه وأرجعه إليه ، ولما قال في
يوسف :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=13وأخاف أن يأكله الذئب [ يوسف 13 ] وقع له من الامتحان ما وقع .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=65ولما فتحوا متاعهم أي أوعية الطعام أو ما أعم من ذلك مما يطلق عليه لفظ المتاع سواء كان الذي فيه طعاما أو غير طعام
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=65وجدوا بضاعتهم ردت إليهم أي البضاعة التي حملوها إلى
مصر ليمتاروا بها ، وقد تقدم بيانها ، وجملة قالوا يا أبانا مستأنفة كما تقدم ما نبغي ما استفهامية والمعنى : أي شيء نطلب من هذا الملك بعد أن صنع معنا ما صنع من الإحسان برد البضاعة والإكرام عند القدوم إليه ، وتوفير ما أردناه من الميرة ، ويكون الاستفهام للإنكار ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=65هذه بضاعتنا ردت إلينا مقررة لما دل عليه الاستفهام من الإنكار لطلب شيء مع كونها قد ردت إليهم ، وقيل إن ما في ما نبغي نافية أي ما نبغي في القول وما نتزيد فيما وصفنا لك من إحسان الملك إلينا وإكرامه لنا ، ثم برهنوا على ما لقوه من التزيد في وصف الملك بقولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=65هذه بضاعتنا ردت إلينا فإن من تفضل عليهم برد ذلك حقيق بالثناء عليه منهم ، مستحق لما وصفوه به ، ومعنى ونمير أهلنا نجلب إليهم الميرة وهي الطعام ، والمائر الذي يأتي بالطعام .
وقرأ
السلمي بضم النون ، وهو معطوف على مقدر يدل عليه السياق والتقدير : هذه بضاعتنا ردت إلينا فنحن نستعين بها على الرجوع ونمير أهلنا
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=65ونحفظ أخانا بنيامين مما تخافه عليه ونزداد بسبب إرساله معنا كيل بعير أي حمل بعير زائد على ما جئنا به هذه المرة ، لأنه كان يكال لكل رجل وقر بعير ، ومعنى ذلك كيل يسير أن زيادة كيل بعير لأخينا يسهل على الملك ، ولا يمتنع علينا من زيادته له لكونه يسيرا لا يتعاظمه ولا يضايقنا فيه ، وقيل إن المعنى : ذلك المكيل لأجلنا قليل نريد أن ينضاف إليه حمل بعير لأخينا .
واختار
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج الأول .
وقيل إن هذا من كلام
يعقوب جوابا على ما قاله أولاده :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=65ونزداد كيل بعير يعني إن حمل بعير شيء يسير لا يخاطر لأجله بالولد وهو ضعيف .
لأن جواب
يعقوب هو
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=66قال لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقا من الله أي حتى تعطوني ما أثق به وأركن إليه من جهة الله سبحانه ، وهو الحلف به ، واللام في لتأتنني به جواب القسم ، لأن معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=66حتى تؤتون موثقا من الله : حتى تحلفوا بالله لتأتنني به : أي لتردن
بنيامين إلي ، والاستثناء بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=66إلا أن يحاط بكم هو من أعم العام ، لأن لتأتنني به وإن كان كلاما مثبتا فهو في معنى النفي ، فكأنه قال : لا تمنعون من إتياني به في حال من الأحوال لعلة من العلل إلا لعلة الإحاطة بكم ، والإحاطة مأخوذة من إحاطة العدو ، ومن أحاط به العدو فقد غلب أو هلك ، فأخذ
يعقوب عليهم العهد بأن يأتوه
ببنيامين إلا أن تغلبوا عليه أو تهلكوا دونه ، فيكون ذلك عذرا لكم عندي فلما آتوه موثقهم أي أعطوه ما طلبه منهم من اليمين
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=66قال الله على ما نقول وكيل أي قال
يعقوب : الله على ما قلناه من طلبي الموثق منكم وإعطائكم لي ما طلبته منكم - مطلع رقيب لا يخفى عليه منه خافية ، فهو المعاقب لمن خاس في عهده وفجر في الحلف به ، أو موكول إليه القيام بما شهد عليه منا .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : إن
nindex.php?page=treesubj&link=31895إخوة يوسف لما دخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون ، جاء بصواع الملك الذي كان يشرب فيه ، فوضعه على يده فجعل ينقره ويطن .
فقال : إن هذا الجام ليخبرني عنكم خبرا ، هل كان لكم أخ من أبيكم يقال له
يوسف ؟ وكان أبوه يحبه دونكم ، وإنكم انطلقتم به فألقيتموه في الجب وأخبرتم أباكم أن الذئب أكله ، وجئتم على قميصه بدم كذب ؟ قال : فجعل بعضهم ينظر إلى بعض ويعجبون .
وأخرج
أبو الشيخ عن
وهيب قال : لما جعل
يوسف ينقر الصواع ويخبرهم قام إليه بعض إخوته فقال : أنشدك بالله أن لا تكشف لنا عورة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
قتادة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=59ائتوني بأخ لكم من أبيكم قال : يعني
بنيامين ، وهو أخو
يوسف لأبيه وأمه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=59وأنا خير المنزلين قال : خير من يضيف
بمصر وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
قتادة في قوله : لفتيانه أي لغلمانه
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=62اجعلوا بضاعتهم أي أوراقهم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
قتادة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=65ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا يقولون ما نبغي وراء هذا
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=65ونزداد كيل بعير أي حمل بعير .
وأخرج
أبو عبيد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر عن
مجاهد nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=65ونزداد كيل بعير قال : حمل حمار ، قال وهي لغة ، قال
أبو عبيد : يعني
مجاهد أن الحمار يقال له في بعض اللغات بعير .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن
مجاهد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=66إلا أن يحاط بكم قال : تهلكوا جميعا ، وفي قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=66فلما آتوه موثقهم قال : عهدهم .
وأخرج
عبد الرزاق nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
قتادة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=66إلا أن يحاط بكم قال لا تغلبوا حتى لا تطيقوا ذلك .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=58nindex.php?page=treesubj&link=28983_31895وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=59وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=60فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=61قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=62وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=63فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=64قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=65وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=66قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=58وَجَاءَ nindex.php?page=treesubj&link=31895إِخْوَةُ يُوسُفَ أَيْ جَاءُوا إِلَى
مِصْرَ مِنْ أَرْضِ
كَنْعَانَ لِيَمْتَارُوا لَمَّا أَصَابَهُمُ الْقَحْطُ فَدَخَلُوا عَلَى
يُوسُفَ فَعَرَفَهُمْ لِأَنَّهُ فَارَقَهُمْ رِجَالًا
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=58وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ لِأَنَّهُمْ فَارَقُوهُ صَبِيًّا يُبَاعُ بِالدَّرَاهِمِ فِي أَيْدِي السَّيَّارَةِ بَعْدَ أَنْ أَخْرَجُوهُ مِنَ الْجُبِّ ، وَدَخَلُوا عَلَيْهِ الْآنَ وَهُوَ رَجُلٌ عَلَيْهِ أُبَّهَةُ الْمُلْكِ ، وَرَوْنَقُ الرِّئَاسَةِ ، وَعِنْدَهُ الْخَدَمُ وَالْحَشَمُ وَقِيلَ إِنَّهُمْ أَنْكَرُوهُ لِكَوْنِهِ كَانَ فِي تِلْكَ الْحَالِ عَلَى هَيْئَةِ مَلِكِ
مِصْرَ ، وَلَبِسَ تَاجَهُ وَتَطَوَّقَ بِطَوْقِهِ ، وَقِيلَ كَانُوا بَعِيدًا مِنْهُ فَلَمْ يَعْرِفُوهُ ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=59وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ الْمُرَادُ هُنَا أَنَّهُ أَعْطَاهُمْ مَا طَلَبُوهُ مِنَ الْمِيرَةِ وَمَا يُصْلِحُونَ بِهِ سَفَرَهُمْ مِنَ الْعُدَّةِ الَّتِي يَحْتَاجُهَا الْمُسَافِرُ ، يُقَالُ جَهَّزْتُ الْقَوْمَ تَجْهِيزًا : إِذَا تَكَلَّفْتُ لَهُمْ جِهَازًا لِلسَّفَرِ .
قَالَ
الْأَزْهَرِيُّ : الْقُرَّاءُ كُلُّهُمْ عَلَى فَتْحِ الْجِيمِ ، وَالْكَسْرُ لُغَةٌ جَيِّدَةٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=59قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ قِيلَ : لَا بُدَّ مِنْ كَلَامٍ يَنْشَأُ عَنْهُ طَلَبُهُ لَهُمْ بِأَنْ يَأْتُوهُ بِأَخٍ لَهُمْ مِنْ أَبِيهِمْ ، فَرُوِيَ أَنَّهُ لَمَّا رَآهُمْ وَكَلَّمُوهُ بِالْعِبْرَانِيَّةِ قَالَ لَهُمْ : مَا أَنْتُمْ وَمَا شَأْنُكُمْ فَإِنِّي أُنْكِرُكُمْ ؟ فَقَالُوا : نَحْنُ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ
الشَّامِ جِئْنَا نَمْتَارُ وَلَنَا أَبٌ شَيْخٌ صِدِّيقٌ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ اسْمُهُ
يَعْقُوبُ .
قَالَ : كَمْ أَنْتُمْ ؟ قَالُوا عَشَرَةٌ وَقَدْ كُنَّا اثْنَيْ عَشَرَ ، فَذَهَبَ أَخٌ لَنَا إِلَى الْبَرِّيَّةِ فَهَلَكَ ، وَكَانَ أَحَبَّنَا إِلَى أَبِينَا ، وَقَدْ سَكَنَ بَعْدَهُ إِلَى أَخٍ لَهُ أَصْغَرَ مِنْهُ هُوَ بَاقٍ لَدَيْهِ يَتَسَلَّى بِهِ ، فَقَالَ لَهُمْ حِينَئِذٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=59ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ يَعْنِي أَخَاهُ
[ ص: 703 ] بِنْيَامِينَ الَّذِي تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ ، وَهُوَ أَخُو
يُوسُفَ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ .
فَوَعَدُوهُ بِذَلِكَ ، فَطَلَبَ مِنْهُمْ أَنْ يَتْرُكُوا أَحَدَهُمْ رَهِينَةً عِنْدَهُ حَتَّى يَأْتُوهُ بِالْأَخِ الَّذِي طَلَبَهُ ، فَاقْتَرَعُوا فَأَصَابَتِ الْقُرْعَةُ
شَمْعُونَ فَخَلَّفُوهُ عِنْدَهُ ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=59أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ أَيْ أُتَمِّمُهُ ، وَجَاءَ بِصِيغَةِ الِاسْتِقْبَالِ مَعَ كَوْنِهِ قَالَ لَهُمْ هَذِهِ الْمَقَالَةَ بَعْدَ تَجْهِيزِهِمْ لِلدَّلَالَةِ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ عَادَتُهُ الْمُسْتَمِرَّةُ ، ثُمَّ أَخْبَرَهُمْ بِمَا يَزِيدُهُمْ وُثُوقًا بِهِ وَتَصْدِيقًا لِقَوْلِهِ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=59وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ أَيْ وَالْحَالُ أَنِّي خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ لِمَنْ نَزَلَ بِي ، كَمَا فَعَلْتُهُ بِكُمْ مِنْ حُسْنِ الضِّيَافَةِ وَحُسْنِ الْإِنْزَالِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : قَالَ
يُوسُفُ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=59وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ لِأَنَّهُ حِينَ أَنْزَلَهُمْ أَحْسَنَ ضِيَافَتَهُمْ .
ثُمَّ تَوَعَّدَهُمْ إِذَا لَمْ يَأْتُوهُ بِهِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=60فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ أَيْ فَلَا أَبِيعُكُمْ شَيْئًا فِيمَا بَعْدُ ، وَأَمَّا فِي الْحَالِ فَقَدْ أَوْفَاهُمْ كَيْلَهُمْ ، وَمَعْنَى لَا تَقْرُبُونِ : لَا تَدْخُلُونَ بِلَادِي فَضْلًا عَنْ أَنْ أُحْسِنَ إِلَيْكُمْ وَقِيلَ مَعْنَاهُ : لَا أُنْزِلُكُمْ عِنْدِي كَمَا أَنْزَلْتُكُمْ هَذِهِ الْمَرَّةَ ، وَلَمْ يُرِدْ أَنَّهُمْ لَا يَقْرُبُونَ بِلَادَهُ ، وَتَقْرُبُونِ مَجْزُومٌ إِمَّا عَلَى أَنَّ لَا نَاهِيَةٌ أَوْ عَلَى أَنَّهَا نَافِيَةٌ ، وَهُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى مَحَلِّ الْجَزَاءِ دَاخِلٌ فِي حُكْمِهِ كَأَنَّهُ قَالَ : فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي تُحْرَمُوا وَلَا تُقَرَّبُوا فَلَمَّا سَمِعُوا مِنْهُ ذَلِكَ وَعَدُوهُ بِمَا طَلَبَهُ مِنْهُمْ .
فَ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=61قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ أَيْ سَنَطْلُبُهُ مِنْهُ ، وَنَجْتَهِدُ فِي ذَلِكَ بِمَا نَقْدِرُ عَلَيْهِ وَقِيلَ مَعْنَى الْمُرَاوَدَةِ هُنَا : الْمُخَادَعَةُ مِنْهُمْ لِأَبِيهِمْ وَالِاحْتِيَالُ عَلَيْهِ حَتَّى يَنْتَزِعُوهُ مِنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=61وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ هَذِهِ الْمُرَاوَدَةَ غَيْرَ مُقَصِّرِينَ فِيهَا ، وَقِيلَ مَعْنَاهُ : وَإِنَّا لَقَادِرُونَ عَلَى ذَلِكَ ، لَا نَتَعَانَى بِهِ وَلَا نَتَعَاظَمُهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=62وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ قَرَأَ أَهْلُ
الْمَدِينَةِ وَأَبُو عَمْرٍو وَعَاصِمٌ مِنْ رِوَايَةِ
شُعْبَةَ وَابْنِ عَامِرٍ " لِفِتْيَتِهِ " وَاخْتَارَ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ
أَبُو حَاتِمٍ وَالنَّحَّاسُ وَغَيْرُهُمَا .
وَقَرَأَ سَائِرُ الْكُوفِيِّينَ لِفِتْيَانِهِ وَاخْتَارَ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ
أَبُو عُبَيْدَةَ ، وَفِي مُصْحَفِ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ كَالْقِرَاءَةِ الْآخِرَةِ .
قَالَ
النَّحَّاسُ : لِفِتْيَانِهِ مُخَالِفٌ لِلسَّوَادِ الْأَعْظَمِ ، وَلَا يُتْرَكُ السَّوَادُ الْمُجْمَعُ عَلَيْهِ لِهَذَا الْإِسْنَادِ الْمُنْقَطِعِ وَأَيْضًا فَإِنَّ فَتِيَةً أَشْبَهُ مِنْ فِتْيَانٍ ، لِأَنَّ فَتِيَّةً عِنْدَ الْعَرَبِ لِأَقَلِّ الْعَدَدِ ، وَأَمْرُ الْقَلِيلِ بِأَنْ يَجْعَلُوا الْبِضَاعَةَ فِي الرِّحَالِ أَشْبَهُ ، وَالْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ جَوَابُ سُؤَالٍ كَأَنَّهُ قِيلَ : فَمَا قَالَ
يُوسُفُ بَعْدَ وَعْدِهِمْ لَهُ بِذَلِكَ ؟ فَأُجِيبَ بِأَنَّهُ قَالَ لِفِتْيَتِهِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ الْفِتْيَةُ وَالْفِتْيَانُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ الْمَمَالِيكُ ، وَقَالَ
الثَّعْلَبِيُّ : هُمَا لُغَتَانِ جَيِّدَتَانِ مِثْلَ الصِّبْيَانِ وَالصِّبْيَةِ .
وَالْمُرَادُ بِالْبِضَاعَةِ هُنَا هِيَ الَّتِي وَصَلُوا بِهَا مِنْ بِلَادِهِمْ لِيَشْتَرُوا بِهَا الطَّعَامَ ، وَكَانَتْ نِعَالًا وَأُدْمًا ، فَعَلَ
يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ذَلِكَ تَفَضُّلًا عَلَيْهِمْ ، وَقِيلَ فَعَلَ ذَلِكَ لِيَرْجِعُوا إِلَيْهِ مَرَّةً أُخْرَى لِعِلْمِهِ أَنَّهُمْ لَا يَقْبَلُونَ الطَّعَامَ إِلَّا بِثَمَنٍ ، قَالَهُ
الْفَرَّاءُ ، وَقِيلَ فَعَلَ ذَلِكَ لِيَسْتَعِينُوا بِهَا عَلَى الرُّجُوعِ إِلَيْهِ لِشِرَاءِ الطَّعَامِ ، وَقِيلَ إِنَّهُ اسْتَقْبَحَ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ أَبِيهِ وَإِخْوَتِهِ ثَمَنَ الطَّعَامِ ، ثُمَّ عَلَّلَ
يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَا أَمَرَ بِهِ مِنْ جَعْلِ الْبِضَاعَةِ فِي رِحَالِهِمْ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=62لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ فَجَعَلَ عِلَّةَ جَعْلِ الْبِضَاعَةِ فِي الرِّحَالِ هِيَ مَعْرِفَتُهُمْ لَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ ، وَذَلِكَ لِأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ بِرَدِّ الْبِضَاعَةِ إِلَيْهِمْ إِلَّا عِنْدَ تَفْرِيغِ الْأَوْعِيَةِ الَّتِي جَعَلُوا فِيهَا الطَّعَامَ ، وَهُمْ لَا يُفَرِّغُونَهَا إِلَّا عِنْدَ الْوُصُولِ إِلَى أَهْلِهِمْ ، ثُمَّ عَلَّلَ مَعْرِفَتَهُمْ لِلْبِضَاعَةِ الْمَرْدُودَةِ إِلَيْهِمُ الْمَجْعُولَةِ فِي رِحَالِهِمْ بِقَوْلِهِ : لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ فَإِنَّهُمْ إِذَا عَرَفُوا ذَلِكَ وَعَلِمُوا أَنَّهُمْ أَخَذُوا الطَّعَامَ بِلَا ثَمَنٍ ، وَأَنَّ مَا دَفَعُوهُ عِوَضًا عَنْهُ قَدْ رَجَعَ إِلَيْهِمْ ، وَتَفَضَّلَ بِهِ مَنْ وَصَلُوا إِلَيْهِ عَلَيْهِمْ نَشِطُوا إِلَى الْعَوْدِ إِلَيْهِ ، وَلَا سِيَّمَا مَعَ مَا هُمْ فِيهِ مِنَ الْجَدْبِ الشَّدِيدِ وَالْحَاجَةِ إِلَى الطَّعَامِ وَعَدَمِ وُجُودِهِ لَدَيْهِمْ ، فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ أَعْظَمِ مَا يَدْعُوهُمْ إِلَى الرُّجُوعِ ، وَبِهَذَا يَظْهَرُ أَنَّ
يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمْ يَرُدَّ الْبِضَاعَةَ إِلَيْهِمْ إِلَّا لِهَذَا الْمَقْصِدِ ، وَهُوَ رُجُوعُهُمْ إِلَيْهِ فَلَا يَتِمُّ تَعْلِيلُ رَدِّهَا بِغَيْرِ ذَلِكَ ، وَالرِّحَالُ جَمْعُ رَحْلٍ ، وَالْمُرَادُ بِهِ هُنَا مَا يَسْتَصْحِبُهُ الرَّجُلُ مَعَهُ مِنَ الْأَثَاثِ .
قَالَ
الْوَاحِدِيُّ : الرَّحْلُ كُلُّ شَيْءٍ مُعَدٍّ لِلرَّحِيلِ مِنْ وِعَاءٍ لِلْمَتَاعِ وَمَرْكَبٍ لِلْبَعِيرِ وَمَجْلِسٍ وَرَسَنٍ انْتَهَى .
وَالْمُرَادُ هُنَا الْأَوْعِيَةُ الَّتِي يَجْعَلُونَ فِيهَا مَا يَمْتَارُونَهْ مِنَ الطَّعَامِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ : يُقَالُ لِلْوِعَاءِ رَحْلٌ وَلِلْبَيْتِ رَحْلٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=63فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَاأَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ أَرَادُوا بِهَذَا مَا تَقَدَّمَ مِنْ قَوْلِ
يُوسُفَ لَهُمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=60فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي : أَيْ مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلَ فِي الْمُسْتَقْبَلِ ، وَفِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ الِامْتِيَارَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ مَعْهُودٌ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ ، وَلَعَلَّهُمْ قَالُوا لَهُ بِهَذِهِ الْمَقَالَةِ قَبْلَ أَنْ يَفْتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَيَعْلَمُوا بَرَدِّ بِضَاعَتِهِمْ كَمَا يُفِيدُ ذَلِكَ قَوْلُهُ فِيمَا بَعْدُ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=65وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ إِلَى آخِرِهِ ، ثُمَّ ذَكَرُوا لَهُ مَا أَمَرَهُمْ بِهِ
يُوسُفُ ، فَقَالُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=63فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا يَعْنُونَ
بِنْيَامِينَ وَ نَكْتَلْ جَوَابُ الْأَمْرِ : أَيْ نَكْتَلْ بِسَبَبِ إِرْسَالِهِ مَعَنَا مَا نُرِيدُهُ مِنَ الطَّعَامِ .
قَرَأَ أَهْلُ الْحَرَمَيْنِ
وَأَبُو عَمْرٍو وَابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ نَكْتَلْ بِالنُّونِ .
وَقَرَأَ سَائِرُ الْكُوفِيُّونَ بِالْيَاءِ التَّحْتِيَّةِ ، وَاخْتَارَ
أَبُو عُبَيْدٍ الْقِرَاءَةَ الْأُولَى قَالَ : لَيَكُونُونَ كُلُّهُمْ دَاخِلِينَ فِيمَنْ يَكْتَالُ ، وَزَعَمَ أَنَّهُ إِذَا كَانَ بِالْيَاءِ كَانَ لِلْأَخِ وَحْدَهُ : أَيْ يَكْتَالُ أَخُونَا
بِنْيَامِينُ ، وَاعْتَرَضَهُ
النَّحَّاسُ مِمَّا حَاصِلُهُ أَنَّ إِسْنَادَ الْكَيْلِ إِلَى الْأَخِ لَا يُنَافِي كَوْنَهُ لِلْجَمِيعِ ، وَالْمَعْنَى : يَكْتَالُ
بِنْيَامِينُ لَنَا جَمِيعًا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ أَيْ إِنْ أَرْسَلْتَهُ اكْتَلْنَا وَإِلَّا مُنِعْنَا الْكَيْلَ ، وَإِنَّا لَهُ أَيْ لِأَخِيهِمْ
بِنْيَامِينَ لَحَافِظُونَ مِنْ أَنْ يُصِيبَهُ سُوءٌ أَوْ مَكْرُوهٌ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=64قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ مُسْتَأْنَفَةٌ جَوَابُ سُؤَالٍ مُقَدَّرٍ كَمَا تَقَدَّمَ فِي نَظَائِرِ ذَلِكَ فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ لَا يَأْمَنُهُمْ عَلَى
بِنْيَامِينَ إِلَّا كَمَا أَمِنَهُمْ عَلَى أَخِيهِ
يُوسُفَ وَقَدْ قَالُوا لَهُ فِي
يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ كَمَا قَالُوا هُنَا وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ثُمَّ خَانُوهُ فِي
يُوسُفَ فَهُوَ إِنْ أَمِنَهُمْ فِي
بِنْيَامِينَ خَافَ أَنْ يَخُونُوهُ فِيهِ كَمَا خَانُوهُ فِي
يُوسُفَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=64فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ لَعَلَّ هُنَا إِضْمَارًا وَالتَّقْدِيرُ فَتَوَكَّلَ
يَعْقُوبُ عَلَى اللَّهِ وَدَفَعَهُ إِلَيْهِمْ وَقَالَ : فَاللَّهُ خَيْرٌ حِفْظًا .
قَرَأَ أَهْلُ
الْمَدِينَةِ ( حِفْظًا ) وَهُوَ مُنْتَصِبٌ عَلَى التَّمْيِيزِ ، وَهِيَ قِرَاءَةُ
أَبِي عَمْرٍو وَعَاصِمٍ وَابْنِ عَامِرٍ .
وَقَرَأَ سَائِرُ الْكُوفِيِّينَ ( حَافِظًا ) وَهُوَ مُنْتَصِبٌ عَلَى الْحَالِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ :
[ ص: 704 ] عَلَى الْبَيَانِ يَعْنِي التَّمْيِيزَ ، وَمَعْنَى الْآيَةِ : أَنْ حِفْظَ اللَّهِ إِيَّاهُ خَيْرٌ مِنْ حِفْظِهِمْ لَهُ ، لَمَّا وَكَلَ
يَعْقُوبُ حِفْظَهُ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ حَفِظَهُ وَأَرْجَعَهُ إِلَيْهِ ، وَلَمَّا قَالَ فِي
يُوسُفَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=13وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ [ يُوسُفَ 13 ] وَقْعَ لَهُ مِنَ الِامْتِحَانِ مَا وَقَعَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=65وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ أَيْ أَوْعِيَةَ الطَّعَامِ أَوْ مَا أَعَمُّ مِنْ ذَلِكَ مِمَّا يُطْلَقُ عَلَيْهِ لَفْظُ الْمَتَاعِ سَوَاءٌ كَانَ الَّذِي فِيهِ طَعَامًا أَوْ غَيْرَ طَعَامٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=65وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ أَيِ الْبِضَاعَةَ الَّتِي حَمَلُوهَا إِلَى
مِصْرَ لَيَمْتَارُوا بِهَا ، وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُهَا ، وَجُمْلَةُ قَالُوا يَا أَبَانَا مُسْتَأْنَفَةٌ كَمَا تَقَدَّمَ مَا نَبْغِي مَا اسْتِفْهَامِيَّةٌ وَالْمَعْنَى : أَيَّ شَيْءٍ نَطْلُبُ مِنْ هَذَا الْمَلِكِ بَعْدَ أَنْ صَنَعَ مَعَنَا مَا صَنَعَ مِنَ الْإِحْسَانِ بِرَدِّ الْبِضَاعَةِ وَالْإِكْرَامِ عِنْدَ الْقُدُومِ إِلَيْهِ ، وَتَوْفِيرِ مَا أَرَدْنَاهُ مِنَ الْمِيرَةِ ، وَيَكُونُ الِاسْتِفْهَامُ لِلْإِنْكَارِ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=65هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا مُقَرِّرَةٌ لِمَا دَلَّ عَلَيْهِ الِاسْتِفْهَامُ مِنَ الْإِنْكَارِ لِطَلَبِ شَيْءٍ مَعَ كَوْنِهَا قَدْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ ، وَقِيلَ إِنَّ مَا فِي مَا نَبْغِي نَافِيَةٌ أَيْ مَا نَبْغِي فِي الْقَوْلِ وَمَا نَتَزَيَّدُ فِيمَا وَصَفْنَا لَكَ مِنْ إِحْسَانِ الْمَلِكِ إِلَيْنَا وَإِكْرَامِهِ لَنَا ، ثُمَّ بَرْهَنُوا عَلَى مَا لَقُوهُ مِنَ التَّزَيُّدِ فِي وَصْفِ الْمَلِكِ بِقَوْلِهِمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=65هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا فَإِنَّ مَنْ تَفَضَّلَ عَلَيْهِمْ بِرَدِّ ذَلِكَ حَقِيقٌ بِالثَّنَاءِ عَلَيْهِ مِنْهُمْ ، مُسْتَحِقٌّ لِمَا وَصَفُوهُ بِهِ ، وَمَعْنَى وَنَمِيرُ أَهْلَنَا نَجْلِبُ إِلَيْهِمُ الْمِيرَةَ وَهِيَ الطَّعَامُ ، وَالْمَائِرُ الَّذِي يَأْتِي بِالطَّعَامِ .
وَقَرَأَ
السُّلَمِيُّ بِضَمِّ النُّونِ ، وَهُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى مُقَدَّرٍ يَدُلُّ عَلَيْهِ السِّيَاقُ وَالتَّقْدِيرُ : هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا فَنَحْنُ نَسْتَعِينُ بِهَا عَلَى الرُّجُوعِ وَنَمِيرُ أَهْلَنَا
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=65وَنَحْفَظُ أَخَانَا بِنْيَامِينَ مِمَّا تَخَافُهُ عَلَيْهِ وَنَزْدَادُ بِسَبَبِ إِرْسَالِهِ مَعَنَا كَيْلَ بَعِيرٍ أَيْ حِمْلَ بَعِيرٍ زَائِدٍ عَلَى مَا جِئْنَا بِهِ هَذِهِ الْمَرَّةَ ، لِأَنَّهُ كَانَ يُكَالُ لِكُلِّ رَجُلٍ وِقْرُ بَعِيرٍ ، وَمَعْنَى ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ أَنَّ زِيَادَةَ كَيْلِ بَعِيرٍ لِأَخِينَا يَسْهُلُ عَلَى الْمَلِكِ ، وَلَا يَمْتَنِعُ عَلَيْنَا مِنْ زِيَادَتِهِ لَهُ لِكَوْنِهِ يَسِيرًا لَا يَتَعَاظَمُهُ وَلَا يُضَايِقُنَا فِيهِ ، وَقِيلَ إِنَّ الْمَعْنَى : ذَلِكَ الْمَكِيلُ لِأَجْلِنَا قَلِيلٌ نُرِيدُ أَنْ يَنْضَافَ إِلَيْهِ حِمْلُ بَعِيرٍ لِأَخِينَا .
وَاخْتَارَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ الْأَوَّلَ .
وَقِيلَ إِنَّ هَذَا مِنْ كَلَامِ
يَعْقُوبَ جَوَابًا عَلَى مَا قَالَهُ أَوْلَادُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=65وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ يَعْنِي إِنَّ حِمْلَ بَعِيرٍ شَيْءٌ يَسِيرٌ لَا يُخَاطِرُ لِأَجْلِهِ بِالْوَلَدِ وَهُوَ ضَعِيفٌ .
لِأَنَّ جَوَابَ
يَعْقُوبَ هُوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=66قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ أَيْ حَتَّى تُعْطُونِي مَا أَثِقُ بِهِ وَأَرْكَنُ إِلَيْهِ مِنْ جِهَةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ ، وَهُوَ الْحَلِفُ بِهِ ، وَاللَّامُ فِي لَتَأْتُنَّنِي بِهِ جَوَابُ الْقَسَمِ ، لِأَنَّ مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=66حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ : حَتَّى تَحْلِفُوا بِاللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ : أَيْ لَتَرُدُنَّ
بِنْيَامِينَ إِلَيَّ ، وَالِاسْتِثْنَاءُ بِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=66إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ هُوَ مِنْ أَعَمِّ الْعَامِّ ، لِأَنَّ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ وَإِنْ كَانَ كَلَامًا مُثْبَتًا فَهُوَ فِي مَعْنَى النَّفْيِ ، فَكَأَنَّهُ قَالَ : لَا تُمْنَعُونَ مِنْ إِتْيَانِي بِهِ فِي حَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ لِعِلَّةٍ مِنَ الْعِلَلِ إِلَّا لِعِلَّةِ الْإِحَاطَةِ بِكُمْ ، وَالْإِحَاطَةُ مَأْخُوذَةٌ مِنْ إِحَاطَةِ الْعَدُوِّ ، وَمَنْ أَحَاطَ بِهِ الْعَدُوُّ فَقَدْ غُلِبَ أَوْ هَلَكَ ، فَأَخَذَ
يَعْقُوبُ عَلَيْهِمُ الْعَهْدَ بِأَنْ يَأْتُوهُ
بِبِنْيَامِينَ إِلَّا أَنْ تُغْلَبُوا عَلَيْهِ أَوْ تَهْلِكُوا دُونَهُ ، فَيَكُونَ ذَلِكَ عُذْرًا لَكُمْ عِنْدِي فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ أَيْ أَعْطَوْهُ مَا طَلَبَهُ مِنْهُمْ مِنَ الْيَمِينِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=66قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ أَيْ قَالَ
يَعْقُوبُ : اللَّهُ عَلَى مَا قُلْنَاهُ مِنْ طَلَبِي الْمَوْثِقَ مِنْكُمْ وَإِعْطَائِكُمْ لِي مَا طَلَبْتُهُ مِنْكُمْ - مُطَّلِعٌ رَقِيبٌ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْهُ خَافِيَةٌ ، فَهُوَ الْمُعَاقِبُ لِمَنْ خَاسَ فِي عَهْدِهِ وَفَجَرَ فِي الْحَلِفِ بِهِ ، أَوْ مَوْكُولٌ إِلَيْهِ الْقِيَامُ بِمَا شَهِدَ عَلَيْهِ مِنَّا .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : إِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=31895إِخْوَةَ يُوسُفَ لَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ ، جَاءَ بِصُوَاعِ الْمَلِكِ الَّذِي كَانَ يَشْرَبُ فِيهِ ، فَوَضَعَهُ عَلَى يَدِهِ فَجَعَلَ يَنْقُرُهُ وَيَطِنُّ .
فَقَالَ : إِنَّ هَذَا الْجَامَ لِيُخْبِرُنِي عَنْكُمْ خَبَرًا ، هَلْ كَانَ لَكُمْ أَخٌ مِنْ أَبِيكُمْ يُقَالُ لَهُ
يُوسُفُ ؟ وَكَانَ أَبُوهُ يُحِبُّهُ دُونَكُمْ ، وَإِنَّكُمُ انْطَلَقْتُمْ بِهِ فَأَلْقَيْتُمُوهُ فِي الْجُبِّ وَأَخْبَرْتُمْ أَبَاكُمْ أَنَّ الذِّئْبَ أَكَلَهُ ، وَجِئْتُمْ عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذَبٍ ؟ قَالَ : فَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَنْظُرُ إِلَى بَعْضٍ وَيَعْجَبُونَ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ عَنْ
وُهَيْبٍ قَالَ : لَمَّا جَعَلَ
يُوسُفُ يَنْقُرُ الصُّوَاعَ وَيُخْبِرُهُمْ قَامَ إِلَيْهِ بَعْضُ إِخْوَتِهِ فَقَالَ : أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ أَنْ لَا تَكْشِفَ لَنَا عَوْرَةً .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=59ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ قَالَ : يَعْنِي
بِنْيَامِينَ ، وَهُوَ أَخُو
يُوسُفَ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=59وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ قَالَ : خَيْرُ مَنْ يُضِيفُ
بِمِصْرَ وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ : لِفِتْيَانِهِ أَيْ لِغِلْمَانِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=62اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ أَيْ أَوْرَاقَهُمْ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=65مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا يَقُولُونَ مَا نَبْغِي وَرَاءَ هَذَا
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=65وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ أَيْ حِمْلَ بَعِيرٍ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو عُبَيُدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ
مُجَاهِدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=65وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ قَالَ : حِمْلَ حِمَارٍ ، قَالَ وَهِيَ لُغَةٌ ، قَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ : يَعْنِي
مُجَاهِدٌ أَنَّ الْحِمَارَ يُقَالُ لَهُ فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ بَعِيرٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=66إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ قَالَ : تَهْلِكُوا جَمِيعًا ، وَفِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=66فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ : عَهْدَهُمْ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=66إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ قَالَ لَا تُغْلَبُوا حَتَّى لَا تُطِيقُوا ذَلِكَ .