nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=11nindex.php?page=treesubj&link=28981_32409ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=12وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=13ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=14ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=15وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=16قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون لما ذكر الله سبحانه الوعيد على عدم الإيمان بالمعاد ، ذكر أن هذا العذاب من حقه أن يتأخر عن هذه الحياة الدنيا .
قال
القفال : لما وصفهم بالغفلة أكد ذلك بأن من غاية غفلتهم أن الرسول متى أنذرهم استعجلوا العذاب ، فبين الله سبحانه أنه لا مصلحة في إيصال الشر إليهم ، فلعلهم يتوبون ويخرج من أصلابهم من يؤمن . قيل : معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=11ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لو عجل الله للناس العقوبة كما يتعجلون بالثواب والخير
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=11لقضي إليهم أجلهم أي ماتوا ، وقيل : المعنى : لو فعل الله مع الناس في إجابته إلى المكروه مثل ما يريدون فعله معهم في إجابته إلى الخير لأهلكهم ، وقيل : الآية خاصة بالكفار الذين أنكروا البعث وما يترتب عليه .
قال في الكشاف : وضع استعجالهم بالخير موضع تعجيله لهم الخير ، إشعارا بسرعة إجابته وإسعافه بطلبتهم ، حتى كأن استعجالهم بالخير تعجيل له ، والمراد
أهل مكة وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32فأمطر علينا حجارة من السماء [ الأنفال : 32 ] الآية .
قيل : والتقدير : ولو يعجل الله لهم الشر عند استعجالهم به تعجيلا مثل تعجيله لهم الخير عند استعجالهم به ، فحذف ما حذف لدلالة الباقي عليه .
قال أبو علي الفارسي : في الكلام
[ ص: 614 ] حذف ، والتقدير
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=11ولو يعجل الله للناس الشر تعجيلا مثل
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=11استعجالهم بالخير ، ثم حذف تعجيلا وأقام صفته مقامه ، ثم حذف صفته وأقام المضاف إليه مقامه قال : هذا مذهب
الخليل nindex.php?page=showalam&ids=16076وسيبويه ، وهو قول
الأخفش nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء ، قالوا : وأصله كاستعجالهم ، ثم حذف الكاف ونصب .
قال
الفراء : كما تقول ضربت زيدا ضربك : أي كضربك ، ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=11لقضي إليهم أجلهم لأهلكوا ، ولكنه سبحانه لم يعجل لهم الشر فأمهلوا ، وقيل : معناه : أميتوا .
وقرأ
ابن عامر " لقضى " على البناء للفاعل ، وهي قراءة حسنة لمناسبة ذلك لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=11ولو يعجل الله .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=11فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون الفاء للعطف على مقدر يدل عليه الكلام ، لأن قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=11ولو يعجل الله يتضمن نفي التعجيل ، فكأنه قيل : لكن لا يعجل لهم الشر ولا يقضي إليهم أجلهم فنذرهم إلخ : أي فنتركهم ونمهلهم ، والطغيان : التطاول ، وهو العلو والارتفاع ، ومعنى يعمهون يتحيرون : أي نتركهم يتحيرون في تطاولهم وتكبرهم وعدم قبولهم للحق استدراجا لهم منه سبحانه وخذلانا .
ثم بين الله سبحانه أنهم كاذبون في استعجال الشر ولو أصابهم ما طلبوه لأظهروا العجز والجزع فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=12وإذا مس الإنسان الضر أي هذا الجنس الصادق على كل ما يحصل التضرر به
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=12دعانا لجنبه اللام للوقت كقوله جئته لشهر كذا ، أو في محل نصب على الحال بدلالة عطف ( قاعدا أو قائما ) عليه ، وتكون اللام بمعنى على : أي دعانا مضطجعا
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=12أو قاعدا أو قائما وكأنه قال : دعانا في جميع الأحوال المذكورة وغيرها ، وخص المذكورة بالذكر ; لأنها الغالب على الإنسان ، وما عداها نادر كالركوع والسجود ، ويجوز أن يراد أنه يدعو الله حال كونه مضطجعا غير قادر على القعود ، وقاعدا غير قادر على القيام ، وقائما غير قادر على المشي ، والأول أولى .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : إن تعديد أحوال الدعاء أبلغ من تعديد أحوال المضرة ، لأنه إذا كان داعيا على الدوام ، ثم نسي في وقت الرخاء كان أعجب .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=12فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه أي فلما كشفنا عنه ضره الذي مسه كما تفيده الفاء مضى على طريقته التي كان عليها قبل أن يمسه الضر ونسي حالة الجهد والبلاء ، أو مضى عن موقف الدعاء والتضرع لا يرجع إليه كأنه لا عهد له به ، كأنه لم يدعنا عند أن مسه الضر إلى كشف ذلك الضر الذي مسه .
وقيل : معنى مر استمر على كفره ولم يشكر ولم يتعظ .
قال
الأخفش : ( أن ) في
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=12كأن لم يدعنا هي المخففة من الثقيلة ، والمعنى : كأنه . انتهى .
والجملة التشبيهية في محل نصب على الحال .
وهذه الحالة التي ذكرها الله سبحانه للداعي لا تختص بأهل الكفر ، بل تتفق لكثير من المسلمين ، تلين ألسنهم بالدعاء ، وقلوبهم بالخشوع والتذلل عند نزول ما يكرهون بهم ، فإذا كشفه الله عنهم غفلوا عن الدعاء والتضرع ، وذهلوا عما يجب عليهم من شكر النعمة التي أنعم الله بها عليهم من إجابة دعائهم ورفع ما نزل بهم من الضر ، ودفع ما أصابهم من المكروه .
وهذا مما يدل على أن الآية تعم المسلم والكافر كما يشعر به لفظ ( للناس ) ولفظ ( الإنسان ) . اللهم أوزعنا شكر نعمك ، وأذكرنا الأحوال التي مننت علينا فيها بإجابة الدعاء ، حتى نستكثر من الشكر الذي لا نطيق سواه ، ولا نقدر على غيره ، وما أغناك عنه وأحوجنا إليه و
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=7لئن شكرتم لأزيدنكم [ إبراهيم : 7 ] والإشارة بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=12كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون إلى مصدر الفعل المذكور بعده كما مر غير مرة ، أي مثل ذلك التزيين العجيب زين للمسرفين عملهم .
nindex.php?page=treesubj&link=19247والمسرف في اللغة : هو الذي ينفق المال الكثير لأجل الغرض الخسيس ، ومحل ( كذلك ) النصب على المصدرية .
والتزيين هو إما من جهة الله تعالى على طريقة التحلية وعدم اللطف بهم ، أو من طريق الشيطان بالوسوسة ، أو من طريق النفس الأمارة بالسوء .
والمعنى : أنه زين لهم الإعراض عن الدعاء والغفلة عن الشكر والاشتغال بالشهوات .
ثم ذكر سبحانه ما يجري مجرى الردع والزجر عما صنعه هؤلاء فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=13ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا يعني الأمم الماضية من قبل هؤلاء الكفار المعاصرين للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : أي أهلكناهم من قبل زمانكم ، وقيل : الخطاب
لأهل مكة على طريق الالتفات للمبالغة في الزجر ، و لما ظرف لأهلكنا ، أي أهلكناهم حين فعلوا الظلم بالتكذيب ، والتجاري على الرسل ، والتطاول في المعاصي من غير تأخير لإهلاكهم كما أخرنا إهلاككم ، والواو في
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=13وجاءتهم رسلهم بالبينات للحال بإضمار قد : أي وقد جاءتهم رسلهم الذين أرسلناهم إليهم بالبينات : أي بالآيات البينات الواضحات الدلالة على صدق الرسل ، وقيل : الواو للعطف على ظلموا والأول أولى ، وقيل : المراد بالظلم هنا هو الشرك ، والواو في
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=13وما كانوا ليؤمنوا للعطف على ظلموا ، أو الجملة اعتراضية ، واللام لتأكيد النفي : أي وما صح لهم وما استقام أن يؤمنوا لعدم استعدادهم لذلك ، وسلب الألطاف عنهم
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=13كذلك نجزي القوم المجرمين أي مثل ذلك الجزاء نجزي القوم المجرمين ، وهو الاستئصال الكلي لكل مجرم ، وهذا وعيد شديد لمن كان في عصره من الكفار ، أو لكفار مكة على الخصوص .
ثم خاطب سبحانه الذين بعث إليهم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=14ثم جعلناكم خلائف أي استخلفناكم في الأرض بعد تلك القرون التي تسمعون أخبارها وتنظرون آثارها ، والخلائف جمع خليفة ، وقد تقدم الكلام عليه في آخر سورة الأنعام ، واللام في
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=14لننظر كيف تعملون لام كي : أي لكي ننظر كيف تعملون من أعمال الخير والشر ، و كيف في محل نصب بالفعل الذي بعده : أي لننظر أي عمل تعملونه ، أو في محل نصب على الحالية : أي على أي حالة تعملون الأعمال اللائقة بالاستخلاف .
ثم حكى الله سبحانه نوعا ثالثا من تعنتهم وتلاعبهم بآيات الله فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=15وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات وفيه التفات من الخطاب إلى الغيبة إعراضا عنهم ، والمراد بالآيات ، الآيات التي في الكتاب العزيز : أي وإذا تلا
[ ص: 615 ] التالي عليهم آياتنا الدالة على إثبات التوحيد وإبطال الشرك حال كونها بينات : أي واضحات الدلالة على المطلوب
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=15قال الذين لا يرجون لقاءنا وهم المنكرون للمعاد ، وقد تقدم تفسيره قريبا : أي قالوا لمن يتلوها عليهم وهو رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=15ائت بقرآن غير هذا أو بدله طلبوا من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لما سمعوا ما غاظهم فيما تلاه عليهم من القرآن من ذم عبادة الأوثان ، والوعيد الشديد لمن عبدها أحد أمرين : إما الإتيان بقرآن غير هذا القرآن مع بقاء هذا القرآن على حاله ، وإما تبديل هذا القرآن بنسخ بعض آياته أو كلها ، ووضع أخرى مكانها مما يطابق إرادتهم ويلائم غرضهم ، فأمره الله أن يقول في جوابهم
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=15ما يكون لي أي ما ينبغي لي ولا يحل لي أن أبدله من تلقاء نفسي ، فنفى عن نفسه أحد القسمين ، وهو التبديل ؛ لأنه الذي يمكنه لو كان ذلك جائزا ، بخلاف القسم الآخر وهو الإتيان بقرآن آخر ، فإن ذلك ليس في وسعه ولا يقدر عليه .
وقيل : إنه - صلى الله عليه وآله وسلم - نفى عن نفسه أسهل القسمين ليكون دليلا على نفي أصعبهما بالطريق الأولى ، وهذا منه - صلى الله عليه وآله وسلم - من باب مجاراة السفهاء ، إذ لا يصدر مثل هذا الاقتراح عن العقلاء بعد أن أمره الله سبحانه بذلك ، وهو أعلم بمصالح عباده وبما يدفع الكفار عن هذه الطلبات الساقطة والسؤالات الباردة ، و تلقاء مصدر استعمل ظرفا ، من قبل نفسي .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : سألوه إسقاط ما فيه من ذكر البعث والنشور ، وقيل : سألوه أن يسقط ما فيه من عيب آلهتهم وتسفيه أحلامهم ، وقيل : سألوه أن يحول الوعد وعيدا ، والحرام حلالا والحلال حراما ، ثم أمره أن يؤكد ما أجاب به عليهم من أنه ما صح له ولا استقام أن يبدله من تلقاء نفسه بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=15إن أتبع إلا ما يوحى إلي أي ما أتبع شيئا من الأشياء إلا ما يوحى إلي من عند الله سبحانه ، من غير تبديل ولا تحويل ولا تحريف ولا تصحيف ، فقصر حاله - صلى الله عليه وآله وسلم - على اتباع ما يوحى إليه ، وربما كان مقصد الكفار بهذا السؤال التعريض للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بأن القرآن كلامه ، وأنه يقدر على الإتيان بغيره والتبديل له ، ثم أمره الله سبحانه أن يقول لهم : تكميلا للجواب عليهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=15إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم فإن هذه الجملة كالتعليل لما قدمه من الجواب قبلها ، واليوم العظيم هو يوم القيامة : أي
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=15إني أخاف إن عصيت ربي بفعل ما تطلبون - على تقدير إمكانه - ( عذاب يوم القيامة ) .
ثم أكد سبحانه كون هذا القرآن من عند الله وأنه - صلى الله عليه وآله وسلم - إنما يبلغ إليهم منه ما أمره الله بتبليغه لا يقدر على غير ذلك ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=16قل لو شاء الله ما تلوته عليكم أي أن هذا القرآن المتلو عليكم هو بمشيئة الله وإرادته ، ولو شاء الله أن لا أتلوه عليكم ولا أبلغكم إياه ما تلوته ، فالأمر كله منوط بمشيئة الله ليس لي في ذلك شيء ، قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=16ولا أدراكم به معطوف على ما ( تلوته ) ، ولو شاء الله ما أدراكم بالقرآن : أي ما أعلمكم به على لساني يقال : دريت الشيء وأدراني الله به .
هكذا قرأ الجمهور بالألف من أدراه يدريه أعلمه يعلمه .
وقرأ
ابن كثير " ولأدراكم به " بغير ألف بين اللام والهمزة والمعنى : ولو شاء الله لأعلمكم به من غير أن أتلوه عليكم ، فتكون اللام لام التأكيد دخلت على ألف أفعل .
وقد قرئ " أدرؤكم " بالهمزة فقيل : هي منقلبة عن الألف ; لكونهما من واد واحد ، ويحتمل أن يكون من درأته إذا دفعته ، وأدرأته إذا جعلته داريا .
والمعنى : لأجعلكم بتلاوته خصماء تدرءونني بالجدال وتكذبونني .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، والحسن " ولا أدراتكم به " قال
أبو حاتم ، : أصله ولا أدريتكم به ، فأبدل من الياء ألفا .
قال
النحاس : وهذا غلط .
والرواية عن
الحسن " ولا أدرأتكم " بالهمزة .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=16فقد لبثت فيكم عمرا من قبله تعليل لكون ذلك بمشيئة الله ولم يكن من النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - إلا التبليغ : أي قد أقمت فيما بينكم عمرا من قبله : أي زمانا طويلا ، وهو أربعون سنة من قبل القرآن ، تعرفونني بالصدق والأمانة ، لست ممن يقرأ ولا ممن يكتب
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=16أفلا تعقلون الهمزة للتقريع والتوبيخ : أي أفلا تجرون على ما يقتضيه العقل من عدم تكذيبي لما عرفتم من العادة المستمرة إلى المدة الطويلة بالصدق والأمانة ، وعدم قراءتي للكتب المنزلة على الرسل ، وتعلمي لما عند أهلها من العلم ، ولا طلبي لشيء من هذا الشأن ولا حرصي عليه ، ثم جئتكم بهذا الكتاب الذي عجزتم عن الإتيان بسورة منه ، وقصرتم عن معارضته وأنتم العرب المشهود لهم بكمال الفصاحة المعترف لهم بأنهم البالغون فيها إلى مبلغ لا يتعلق به غيركم ؟ .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ، nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ، وابن المنذر ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن
مجاهد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=11ولو يعجل الله للناس الشر الآية ، قال : هو قول الإنسان لولده وماله إذا غضب عليهم : اللهم لا تبارك فيه والعنه
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=11لقضي إليهم أجلهم قال : لأهلك من دعا عليه وأماته .
وأخرج
أبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، في الآية قال : قول الرجل للرجل : اللهم العنه ، اللهم اخزه ، وهو يحب أن يستجاب له .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
قتادة ، في الآية قال : هو دعاء الرجل على نفسه وماله بما يكره أن يستجاب له .
وحكى
القرطبي في تفسيره عن
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق ، ومقاتل في الآية قالا : هو قول
النضر بن الحارث :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء [ الأنفال : 32 ] فلو عجل لهم هذا لهلكوا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، وابن المنذر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=12دعانا لجنبه قال : مضطجعا .
وأخرج
أبو الشيخ ، عن
قتادة ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=12دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما قال : على كل حال .
وأخرج
أبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء قال : ادع الله يوم سرائك يستجاب لك يوم ضرائك .
وأقول أنا : أكثر من شكر الله على السراء ، يدفع عنك الضراء ، فإن وعده للشاكرين بزيادة النعم مؤذن بدفعه عنهم النقم ; لذهاب حلاوة النعمة عند وجود مرارة النقمة ، اللهم اجمع لنا بين جلب النعم وسلب النقم ، فإنا نشكرك عدد ما شكرك الشاكرون بكل لسان في كل زمان ، ونحمدك عدد ما
[ ص: 616 ] حمدك الحامدون بكل لسان في كل زمان .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، وابن المنذر ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن
قتادة ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=14ثم جعلناكم خلائف في الأرض الآية ، قال : ذكر لنا أن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب قرأ هذه الآية فقال : صدق ربنا ما جعلنا خلائف في الأرض إلا لينظر إلى أعمالنا ، فأروا الله خير أعمالكم بالليل والنهار ، والسر والعلانية .
وأخرج
ابن المنذر ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=14خلائف في الأرض لأمة
محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، وابن المنذر ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن
قتادة ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=15ائت بقرآن غير هذا أو بدله قال : هذا قول مشركي
أهل مكة للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، وابن المنذر ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=16ولا أدراكم به أعلمكم به .
وأخرج
أبو الشيخ ، عن
قتادة ، قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=16ولا أدراكم به ولا أشعركم به .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، أنه كان يقرأ : ( ولا أنذرتكم به ) .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=16فقد لبثت فيكم عمرا من قبله قال : لم أتل عليكم ولم أذكر .
وأخرجا عنه قال : لبث أربعين سنة قبل أن يوحى إليه ، ورأى الرؤيا سنتين ، وأوحى الله إليه عشر سنين
بمكة ، وعشرا
بالمدينة ، وتوفي وهو ابن اثنتين وستين سنة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ، nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري ، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال : بعث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لأربعين سنة ، فمكث
بمكة ثلاثة عشر يوحى إليه ، ثم أمر بالهجرة فهاجر عشر سنين ، ومات وهو ابن ثلاث وستين سنة .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=11nindex.php?page=treesubj&link=28981_32409وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=12وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=13وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=14ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=15وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=16قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ لَمَّا ذَكَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ الْوَعِيدَ عَلَى عَدَمِ الْإِيمَانِ بِالْمَعَادِ ، ذِكَرَ أَنَّ هَذَا الْعَذَابَ مِنْ حَقِّهِ أَنْ يَتَأَخَّرَ عَنْ هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا .
قَالَ
الْقَفَّالُ : لَمَّا وَصَفَهُمْ بِالْغَفْلَةِ أَكَّدَ ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْ غَايَةِ غَفْلَتِهِمْ أَنَّ الرَّسُولَ مَتَى أَنْذَرَهُمُ اسْتَعْجَلُوا الْعَذَابَ ، فَبَيَّنَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَنَّهُ لَا مَصْلَحَةَ فِي إِيصَالِ الشَّرِّ إِلَيْهِمْ ، فَلَعَلَّهُمْ يَتُوبُونَ وَيَخْرُجُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يُؤْمِنُ . قِيلَ : مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=11وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَوْ عَجَّلَ اللَّهُ لِلنَّاسِ الْعُقُوبَةَ كَمَا يَتَعَجَّلُونَ بِالثَّوَابِ وَالْخَيْرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=11لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ أَيْ مَاتُوا ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى : لَوْ فَعَلَ اللَّهُ مَعَ النَّاسِ فِي إِجَابَتِهِ إِلَى الْمَكْرُوهِ مِثْلَ مَا يُرِيدُونَ فِعْلَهُ مَعَهُمْ فِي إِجَابَتِهِ إِلَى الْخَيْرِ لَأَهْلَكَهُمْ ، وَقِيلَ : الْآيَةُ خَاصَّةٌ بِالْكُفَّارِ الَّذِينَ أَنْكَرُوا الْبَعْثَ وَمَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ .
قَالَ فِي الْكَشَّافِ : وُضِعَ اسْتِعْجَالُهُمْ بِالْخَيْرِ مَوْضِعَ تَعْجِيلِهِ لَهُمُ الْخَيْرَ ، إِشْعَارًا بِسُرْعَةِ إِجَابَتِهِ وَإِسْعَافِهِ بِطِلْبَتِهِمْ ، حَتَّى كَأَنَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ تَعْجِيلٌ لَهُ ، وَالْمُرَادُ
أَهْلُ مَكَّةَ وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ [ الْأَنْفَالِ : 32 ] الْآيَةَ .
قِيلَ : وَالتَّقْدِيرُ : وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لَهُمُ الشَّرَّ عِنْدَ اسْتِعْجَالِهِمْ بِهِ تَعْجِيلًا مِثْلَ تَعْجِيلِهِ لَهُمُ الْخَيْرَ عِنْدَ اسْتِعْجَالِهِمْ بِهِ ، فَحُذِفَ مَا حُذِفَ لِدَلَالَةِ الْبَاقِي عَلَيْهِ .
قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ : فِي الْكَلَامِ
[ ص: 614 ] حَذْفٌ ، وَالتَّقْدِيرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=11وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ تَعْجِيلًا مِثْلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=11اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ ، ثُمَّ حَذَفَ تَعْجِيلًا وَأَقَامَ صِفَتَهُ مَقَامَهُ ، ثُمَّ حَذَفَ صِفَتَهُ وَأَقَامَ الْمُضَافَ إِلَيْهِ مَقَامَهُ قَالَ : هَذَا مَذْهَبُ
الْخَلِيلِ nindex.php?page=showalam&ids=16076وَسِيبَوَيْهِ ، وَهُوَ قَوْلُ
الْأَخْفَشِ nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءِ ، قَالُوا : وَأَصْلُهُ كَاسْتِعْجَالِهِمْ ، ثُمَّ حُذِفَ الْكَافُ وَنُصِبَ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : كَمَا تَقُولُ ضَرَبْتُ زَيْدًا ضَرْبَكَ : أَيْ كَضَرْبِكَ ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=11لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ لَأُهْلِكُوا ، وَلَكِنَّهُ سُبْحَانَهُ لَمْ يُعَجِّلْ لَهُمُ الشَّرَّ فَأُمْهِلُوا ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ : أُمِيتُوا .
وَقَرَأَ
ابْنُ عَامِرٍ " لَقَضَى " عَلَى الْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ ، وَهِيَ قِرَاءَةٌ حَسَنَةٌ لِمُنَاسَبَةِ ذَلِكَ لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=11وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=11فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ الْفَاءُ لِلْعَطْفِ عَلَى مُقَدَّرٍ يَدُلُّ عَلَيْهِ الْكَلَامُ ، لِأَنَّ قَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=11وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ يَتَضَمَّنُ نَفْيَ التَّعْجِيلِ ، فَكَأَنَّهُ قِيلَ : لَكِنْ لَا يُعَجِّلُ لَهُمُ الشَّرَّ وَلَا يَقْضِي إِلَيْهِمْ أَجْلَهُمْ فَنَذَرُهُمْ إِلَخْ : أَيْ فَنَتْرُكُهُمْ وَنُمْهِلُهُمْ ، وَالطُّغْيَانُ : التَّطَاوُلُ ، وَهُوَ الْعُلُوُّ وَالِارْتِفَاعُ ، وَمَعْنَى يَعْمَهُونَ يَتَحَيَّرُونَ : أَيْ نَتْرُكُهُمْ يَتَحَيَّرُونَ فِي تَطَاوُلِهِمْ وَتَكَبُّرِهِمْ وَعَدَمِ قَبُولِهِمْ لِلْحَقِّ اسْتِدْرَاجًا لَهُمْ مِنْهُ سُبْحَانَهُ وَخُذْلَانًا .
ثُمَّ بَيَّنَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَنَّهُمْ كَاذِبُونَ فِي اسْتِعْجَالِ الشَّرِّ وَلَوْ أَصَابَهُمْ مَا طَلَبُوهُ لَأَظْهَرُوا الْعَجْزَ وَالْجَزَعَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=12وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ أَيْ هَذَا الْجِنْسُ الصَّادِقُ عَلَى كُلِّ مَا يَحْصُلُ التَّضَرُّرُ بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=12دَعَانَا لِجَنْبِهِ اللَّامُ لِلْوَقْتِ كَقَوْلِهِ جِئْتُهُ لِشَهْرِ كَذَا ، أَوْ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ بِدَلَالَةِ عَطْفِ ( قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا ) عَلَيْهِ ، وَتَكُونُ اللَّامُ بِمَعْنَى عَلَى : أَيْ دَعَانَا مُضْطَجِعًا
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=12أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا وَكَأَنَّهُ قَالَ : دَعَانَا فِي جَمِيعِ الْأَحْوَالِ الْمَذْكُورَةِ وَغَيْرِهَا ، وَخَصَّ الْمَذْكُورَةَ بِالذِّكْرِ ; لِأَنَّهَا الْغَالِبُ عَلَى الْإِنْسَانِ ، وَمَا عَدَاهَا نَادِرٌ كَالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ أَنَّهُ يَدْعُو اللَّهَ حَالَ كَوْنِهِ مُضْطَجِعًا غَيْرَ قَادِرٍ عَلَى الْقُعُودِ ، وَقَاعِدًا غَيْرَ قَادِرٍ عَلَى الْقِيَامِ ، وَقَائِمًا غَيْرَ قَادِرٍ عَلَى الْمَشْيِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : إِنَّ تَعْدِيدَ أَحْوَالِ الدُّعَاءِ أَبْلَغُ مِنْ تَعْدِيدِ أَحْوَالِ الْمَضَرَّةِ ، لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ دَاعِيًا عَلَى الدَّوَامِ ، ثُمَّ نَسِيَ فِي وَقْتِ الرَّخَاءِ كَانَ أَعْجَبَ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=12فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ أَيْ فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ الَّذِي مَسَّهُ كَمَا تُفِيدُهُ الْفَاءُ مَضَى عَلَى طَرِيقَتِهِ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا قَبْلَ أَنْ يَمَسَّهُ الضُّرُّ وَنَسِيَ حَالَةَ الْجَهْدِ وَالْبَلَاءِ ، أَوْ مَضَى عَنْ مَوْقِفِ الدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ لَا يَرْجِعُ إِلَيْهِ كَأَنَّهُ لَا عَهْدَ لَهُ بِهِ ، كَأَنَّهُ لَمْ يَدْعُنَا عِنْدَ أَنْ مَسَّهُ الضُّرُّ إِلَى كَشْفِ ذَلِكَ الضُّرِّ الَّذِي مَسَّهُ .
وَقِيلَ : مَعْنَى مَرَّ اسْتَمَرَّ عَلَى كُفْرِهِ وَلَمْ يَشْكُرْ وَلَمْ يَتَّعِظْ .
قَالَ
الْأَخْفَشُ : ( أَنْ ) فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=12كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا هِيَ الْمُخَفَّفَةُ مِنَ الثَّقِيلَةِ ، وَالْمَعْنَى : كَأَنَّهُ . انْتَهَى .
وَالْجُمْلَةُ التَّشْبِيهِيَّةُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ .
وَهَذِهِ الْحَالَةُ الَّتِي ذَكَرَهَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِلدَّاعِي لَا تَخْتَصُّ بِأَهْلِ الْكُفْرِ ، بَلْ تَتَّفِقُ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، تَلِينُ أَلْسُنُهُمْ بِالدُّعَاءِ ، وَقُلُوبُهُمْ بِالْخُشُوعِ وَالتَّذَلُّلِ عِنْدَ نُزُولِ مَا يَكْرَهُونَ بِهِمْ ، فَإِذَا كَشَفَهُ اللَّهُ عَنْهُمْ غَفَلُوا عَنِ الدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ ، وَذَهَلُوا عَمَّا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ شُكْرِ النِّعْمَةِ الَّتِي أَنْعَمَ اللَّهُ بِهَا عَلَيْهِمْ مِنْ إِجَابَةِ دُعَائِهِمْ وَرَفْعِ مَا نَزَلْ بِهِمْ مِنَ الضُّرِّ ، وَدَفْعِ مَا أَصَابَهُمْ مِنَ الْمَكْرُوهِ .
وَهَذَا مِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْآيَةَ تَعُمُّ الْمُسْلِمَ وَالْكَافِرَ كَمَا يُشْعِرُ بِهِ لَفْظُ ( لِلنَّاسِ ) وَلَفْظُ ( الْإِنْسَانَ ) . اللَّهُمَّ أَوْزِعْنَا شُكْرَ نِعَمِكَ ، وَأَذْكِرْنَا الْأَحْوَالَ الَّتِي مَنَنْتَ عَلَيْنَا فِيهَا بِإِجَابَةِ الدُّعَاءِ ، حَتَّى نَسْتَكْثِرَ مِنَ الشُّكْرِ الَّذِي لَا نُطِيقُ سِوَاهُ ، وَلَا نَقْدِرُ عَلَى غَيْرِهِ ، وَمَا أَغْنَاكَ عَنْهُ وَأَحْوَجَنَا إِلَيْهِ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=7لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ [ إِبْرَاهِيمَ : 7 ] وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=12كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ إِلَى مَصْدَرِ الْفِعْلِ الْمَذْكُورِ بَعْدَهُ كَمَا مَرَّ غَيْرَ مَرَّةٍ ، أَيْ مِثْلَ ذَلِكَ التَّزْيِينِ الْعَجِيبِ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ عَمَلُهُمْ .
nindex.php?page=treesubj&link=19247وَالْمُسْرِفُ فِي اللُّغَةِ : هُوَ الَّذِي يُنْفِقُ الْمَالَ الْكَثِيرَ لِأَجْلِ الْغَرَضِ الْخَسِيسِ ، وَمَحَلُّ ( كَذَلِكَ ) النَّصْبُ عَلَى الْمَصْدَرِيَّةِ .
وَالتَّزْيِينُ هُوَ إِمَّا مِنْ جِهَةِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى طَرِيقَةِ التَّحْلِيَةِ وَعَدَمِ اللُّطْفِ بِهِمْ ، أَوْ مِنْ طَرِيقِ الشَّيْطَانِ بِالْوَسْوَسَةِ ، أَوْ مِنْ طَرِيقِ النَّفْسِ الْأَمَّارَةِ بِالسُّوءِ .
وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ زَيَّنَ لَهُمُ الْإِعْرَاضَ عَنِ الدُّعَاءِ وَالْغَفْلَةَ عَنِ الشُّكْرِ وَالِاشْتِغَالَ بِالشَّهَوَاتِ .
ثُمَّ ذَكَرَ سُبْحَانَهُ مَا يَجْرِي مَجْرَى الرَّدْعِ وَالزَّجْرِ عَمَّا صَنَعَهُ هَؤُلَاءِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=13وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا يَعْنِي الْأُمَمَ الْمَاضِيَةَ مِنْ قَبْلِ هَؤُلَاءِ الْكُفَّارِ الْمُعَاصِرِينَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : أَيْ أَهْلَكْنَاهُمْ مِنْ قَبْلِ زَمَانِكُمْ ، وَقِيلَ : الْخِطَابُ
لِأَهْلِ مَكَّةَ عَلَى طَرِيقِ الِالْتِفَاتِ لِلْمُبَالَغَةِ فِي الزَّجْرِ ، وَ لَمَّا ظَرْفٌ لِأَهْلَكْنَا ، أَيْ أَهْلَكْنَاهُمْ حِينَ فَعَلُوا الظُّلْمَ بِالتَّكْذِيبِ ، وَالتَّجَارِي عَلَى الرُّسُلِ ، وَالتَّطَاوُلِ فِي الْمَعَاصِي مِنْ غَيْرِ تَأْخِيرٍ لِإِهْلَاكِهِمْ كَمَا أَخَّرْنَا إِهْلَاكَكُمْ ، وَالْوَاوُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=13وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ لِلْحَالِ بِإِضْمَارِ قَدْ : أَيْ وَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمُ الَّذِينَ أَرْسَلْنَاهُمْ إِلَيْهِمْ بِالْبَيِّنَاتِ : أَيْ بِالْآيَاتِ الْبَيِّنَاتِ الْوَاضِحَاتِ الدَّلَالَةِ عَلَى صِدْقِ الرُّسُلِ ، وَقِيلَ : الْوَاوُ لِلْعَطْفِ عَلَى ظَلَمُوا وَالْأَوَّلُ أَوْلَى ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالظُّلْمِ هُنَا هُوَ الشِّرْكُ ، وَالْوَاوُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=13وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا لِلْعَطْفِ عَلَى ظَلَمُوا ، أَوِ الْجُمْلَةُ اعْتِرَاضِيَّةٌ ، وَاللَّامُ لِتَأْكِيدِ النَّفْيِ : أَيْ وَمَا صَحَّ لَهُمْ وَمَا اسْتَقَامَ أَنْ يُؤْمِنُوا لِعَدَمِ اسْتِعْدَادِهِمْ لِذَلِكَ ، وَسَلْبِ الْأَلْطَافِ عَنْهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=13كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ أَيْ مِثْلَ ذَلِكَ الْجَزَاءِ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ ، وَهُوَ الِاسْتِئْصَالُ الْكُلِّيُّ لِكُلِّ مُجْرِمٍ ، وَهَذَا وَعِيدٌ شَدِيدٌ لِمَنْ كَانَ فِي عَصْرِهِ مِنَ الْكُفَّارِ ، أَوْ لِكُفَّارِ مَكَّةَ عَلَى الْخُصُوصِ .
ثُمَّ خَاطَبَ سُبْحَانَهُ الَّذِينَ بُعِثَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=14ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ أَيِ اسْتَخْلَفْنَاكُمْ فِي الْأَرْضِ بَعْدَ تِلْكَ الْقُرُونِ الَّتِي تَسْمَعُونَ أَخْبَارَهَا وَتَنْظُرُونَ آثَارَهَا ، وَالْخَلَائِفُ جَمْعُ خَلِيفَةٍ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَيْهِ فِي آخِرِ سُورَةِ الْأَنْعَامِ ، وَاللَّامُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=14لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ لَامُ كَيْ : أَيْ لِكَيْ نَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ مِنْ أَعْمَالِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ ، وَ كَيْفَ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ بِالْفِعْلِ الَّذِي بَعْدَهُ : أَيْ لِنَنْظُرَ أَيُّ عَمَلٍ تَعْمَلُونَهُ ، أَوْ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِيَّةِ : أَيْ عَلَى أَيِّ حَالَةٍ تَعْمَلُونَ الْأَعْمَالَ اللَّائِقَةَ بِالِاسْتِخْلَافِ .
ثُمَّ حَكَى اللَّهُ سُبْحَانَهُ نَوْعًا ثَالِثًا مِنْ تَعَنُّتِهِمْ وَتَلَاعُبِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=15وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ وَفِيهِ الْتِفَاتٌ مِنَ الْخِطَابِ إِلَى الْغَيْبَةِ إِعْرَاضًا عَنْهُمْ ، وَالْمُرَادُ بِالْآيَاتِ ، الْآيَاتُ الَّتِي فِي الْكِتَابِ الْعَزِيزِ : أَيْ وَإِذَا تَلَا
[ ص: 615 ] التَّالِي عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا الدَّالَّةَ عَلَى إِثْبَاتِ التَّوْحِيدِ وَإِبْطَالِ الشِّرْكِ حَالَ كَوْنِهَا بَيِّنَاتٍ : أَيْ وَاضِحَاتِ الدَّلَالَةِ عَلَى الْمَطْلُوبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=15قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَهُمُ الْمُنْكِرُونَ لِلْمَعَادِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ قَرِيبًا : أَيْ قَالُوا لِمَنْ يَتْلُوهَا عَلَيْهِمْ وَهُوَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=15ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ طَلَبُوا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا سَمِعُوا مَا غَاظَهُمْ فِيمَا تَلَاهُ عَلَيْهِمْ مِنَ الْقُرْآنِ مِنْ ذَمِّ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ ، وَالْوَعِيدِ الشَّدِيدِ لِمَنْ عَبَدَهَا أَحَدَ أَمْرَيْنِ : إِمَّا الْإِتْيَانَ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا الْقُرْآنِ مَعَ بَقَاءِ هَذَا الْقُرْآنِ عَلَى حَالِهِ ، وَإِمَّا تَبْدِيلَ هَذَا الْقُرْآنِ بِنَسْخِ بَعْضِ آيَاتِهِ أَوْ كُلِّهَا ، وَوَضْعِ أُخْرَى مَكَانَهَا مِمَّا يُطَابِقُ إِرَادَتَهُمْ وَيُلَائِمُ غَرَضَهُمْ ، فَأَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ فِي جَوَابِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=15مَا يَكُونُ لِي أَيْ مَا يَنْبَغِي لِي وَلَا يَحِلُّ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي ، فَنَفَى عَنْ نَفْسِهِ أَحَدَ الْقِسْمَيْنِ ، وَهُوَ التَّبْدِيلُ ؛ لِأَنَّهُ الَّذِي يُمْكِنُهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ جَائِزًا ، بِخِلَافِ الْقِسْمِ الْآخَرِ وَهُوَ الْإِتْيَانُ بِقُرْآنٍ آخَرَ ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَيْسَ فِي وُسْعِهِ وَلَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ .
وَقِيلَ : إِنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - نَفَى عَنْ نَفْسِهِ أَسْهَلَ الْقِسْمَيْنِ لِيَكُونَ دَلِيلًا عَلَى نَفْيِ أَصْعَبِهِمَا بِالطَّرِيقِ الْأَوْلَى ، وَهَذَا مِنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - مِنْ بَابِ مُجَارَاةِ السُّفَهَاءِ ، إِذْ لَا يَصْدُرُ مِثْلُ هَذَا الِاقْتِرَاحِ عَنِ الْعُقَلَاءِ بَعْدَ أَنْ أَمَرَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِذَلِكَ ، وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَصَالِحِ عِبَادِهِ وَبِمَا يَدْفَعُ الْكُفَّارَ عَنْ هَذِهِ الطَّلَبَاتِ السَّاقِطَةِ وَالسُّؤَالَاتِ الْبَارِدَةِ ، وَ تِلْقَاءَ مَصْدَرٌ اسْتُعْمِلَ ظَرْفًا ، مِنْ قِبَلِ نَفْسِي .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : سَأَلُوهُ إِسْقَاطَ مَا فِيهِ مِنْ ذِكْرِ الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ ، وَقِيلَ : سَأَلُوهُ أَنْ يُسْقِطَ مَا فِيهِ مِنْ عَيْبِ آلِهَتِهِمْ وَتَسْفِيهِ أَحْلَامِهِمْ ، وَقِيلَ : سَأَلُوهُ أَنْ يُحَوِّلَ الْوَعْدَ وَعِيدًا ، وَالْحَرَامَ حَلَالًا وَالْحَلَالَ حَرَامًا ، ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ يُؤَكِّدَ مَا أَجَابَ بِهِ عَلَيْهِمْ مِنْ أَنَّهُ مَا صَحَّ لَهُ وَلَا اسْتَقَامَ أَنْ يُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=15إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ أَيْ مَا أَتَّبِعُ شَيْئًا مِنَ الْأَشْيَاءِ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ ، مِنْ غَيْرِ تَبْدِيلٍ وَلَا تَحْوِيلٍ وَلَا تَحْرِيفٍ وَلَا تَصْحِيفٍ ، فَقَصَرَ حَالَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - عَلَى اتِّبَاعِ مَا يُوحَى إِلَيْهِ ، وَرُبَّمَا كَانَ مَقْصِدُ الْكُفَّارِ بِهَذَا السُّؤَالِ التَّعْرِيضَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - بِأَنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُهُ ، وَأَنَّهُ يَقْدِرُ عَلَى الْإِتْيَانِ بِغَيْرِهِ وَالتَّبْدِيلِ لَهُ ، ثُمَّ أَمَرَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَنْ يَقُولَ لَهُمْ : تَكْمِيلًا لِلْجَوَابِ عَلَيْهِمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=15إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ فَإِنَّ هَذِهِ الْجُمْلَةَ كَالتَّعْلِيلِ لِمَا قَدَّمَهُ مِنَ الْجَوَابِ قَبْلَهَا ، وَالْيَوْمُ الْعَظِيمُ هُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ : أَيْ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=15إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي بِفِعْلِ مَا تَطْلُبُونَ - عَلَى تَقْدِيرِ إِمْكَانِهِ - ( عَذَابَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) .
ثُمَّ أَكَّدَ سُبْحَانَهُ كَوْنَ هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَأَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - إِنَّمَا يُبَلِّغُ إِلَيْهِمْ مِنْهُ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ بِتَبْلِيغِهِ لَا يَقْدِرُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=16قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ أَيْ أَنَّ هَذَا الْقُرْآنَ الْمَتْلُوَّ عَلَيْكُمْ هُوَ بِمَشِيئَةِ اللَّهِ وَإِرَادَتِهِ ، وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ لَا أَتْلُوَهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أُبَلِّغَكُمْ إِيَّاهُ مَا تَلَوْتُهُ ، فَالْأَمْرُ كُلُّهُ مَنُوطٌ بِمَشِيئَةِ اللَّهِ لَيْسَ لِي فِي ذَلِكَ شَيْءٌ ، قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=16وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ مَعْطُوفٌ عَلَى مَا ( تَلَوْتُهُ ) ، وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَدْرَاكُمْ بِالْقُرْآنِ : أَيْ مَا أَعْلَمَكُمْ بِهِ عَلَى لِسَانِي يُقَالُ : دَرَيْتُ الشَّيْءَ وَأَدْرَانِي اللَّهُ بِهِ .
هَكَذَا قَرَأَ الْجُمْهُورُ بِالْأَلِفِ مِنْ أَدْرَاهُ يُدْرِيهِ أَعْلَمَهُ يُعْلِمُهُ .
وَقَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ " وَلَأَدْرَاكُمْ بِهِ " بِغَيْرِ أَلِفٍ بَيْنِ اللَّامِ وَالْهَمْزَةِ وَالْمَعْنَى : وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْلَمَكُمْ بِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ أَتْلُوَهُ عَلَيْكُمْ ، فَتَكُونُ اللَّامُ لَامَ التَّأْكِيدِ دَخَلَتْ عَلَى أَلِفِ أَفْعَلَ .
وَقَدْ قُرِئَ " أَدْرَؤُكُمْ " بِالْهَمْزَةِ فَقِيلَ : هِيَ مُنْقَلِبَةٌ عَنِ الْأَلِفِ ; لِكَوْنِهِمَا مِنْ وَادٍ وَاحِدٍ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مِنْ دَرَأْتُهُ إِذَا دَفَعْتُهُ ، وَأَدْرَأْتُهُ إِذَا جَعَلْتُهُ دَارِيًا .
وَالْمَعْنَى : لَأَجْعَلَكُمْ بِتِلَاوَتِهِ خُصَمَاءَ تَدْرَءُونَنِي بِالْجِدَالِ وَتُكَذِّبُونَنِي .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ، وَالْحَسَنُ " وَلَا أَدْرَاتُكُمْ بِهِ " قَالَ
أَبُو حَاتِمٍ ، : أَصْلُهُ وَلَا أَدْرَيْتُكُمْ بِهِ ، فَأُبْدِلَ مِنَ الْيَاءِ أَلِفًا .
قَالَ
النَّحَّاسُ : وَهَذَا غَلَطٌ .
وَالرِّوَايَةُ عَنِ
الْحَسَنِ " وَلَا أَدْرَأْتُكُمْ " بِالْهَمْزَةِ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=16فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ تَعْلِيلٌ لِكَوْنِ ذَلِكَ بِمَشِيئَةِ اللَّهِ وَلَمْ يَكُنْ مِنَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - إِلَّا التَّبْلِيغُ : أَيْ قَدْ أَقَمْتُ فِيمَا بَيْنَكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ : أَيْ زَمَانًا طَوِيلًا ، وَهُوَ أَرْبَعُونَ سَنَةً مِنْ قَبْلِ الْقُرْآنِ ، تَعْرِفُونَنِي بِالصِّدْقِ وَالْأَمَانَةِ ، لَسْتُ مِمَّنْ يَقْرَأُ وَلَا مِمَّنْ يَكْتُبُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=16أَفَلَا تَعْقِلُونَ الْهَمْزَةُ لِلتَّقْرِيعِ وَالتَّوْبِيخِ : أَيْ أَفَلَا تَجْرُونَ عَلَى مَا يَقْتَضِيهِ الْعَقْلُ مِنْ عَدَمِ تَكْذِيبِي لِمَا عَرَفْتُمْ مِنَ الْعَادَةِ الْمُسْتَمِرَّةِ إِلَى الْمُدَّةِ الطَّوِيلَةِ بِالصِّدْقِ وَالْأَمَانَةِ ، وَعَدَمِ قِرَاءَتِي لِلْكُتُبِ الْمُنَزَّلَةِ عَلَى الرُّسُلِ ، وَتَعَلُّمِي لِمَا عِنْدَ أَهْلِهَا مِنَ الْعِلْمِ ، وَلَا طَلَبِي لِشَيْءٍ مِنْ هَذَا الشَّأْنِ وَلَا حِرْصِي عَلَيْهِ ، ثُمَّ جِئْتُكُمْ بِهَذَا الْكِتَابِ الَّذِي عَجَزْتُمْ عَنِ الْإِتْيَانِ بِسُورَةٍ مِنْهُ ، وَقَصَّرْتُمْ عَنْ مُعَارَضَتِهِ وَأَنْتُمُ الْعَرَبُ الْمَشْهُودُ لَهُمْ بِكَمَالِ الْفَصَاحَةِ الْمُعْتَرَفُ لَهُمْ بِأَنَّهُمُ الْبَالِغُونَ فِيهَا إِلَى مَبْلَغٍ لَا يَتَعَلَّقُ بِهِ غَيْرُكُمْ ؟ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=11وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ الْآيَةَ ، قَالَ : هُوَ قَوْلُ الْإِنْسَانِ لِوَلَدِهِ وَمَالِهِ إِذَا غَضِبَ عَلَيْهِمْ : اللَّهُمَّ لَا تُبَارِكْ فِيهِ وَالْعَنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=11لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ قَالَ : لَأَهْلَكَ مَنْ دَعَا عَلَيْهِ وَأَمَاتَهُ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، فِي الْآيَةِ قَالَ : قَوْلُ الرَّجُلِ لِلرَّجُلِ : اللَّهُمَّ الْعَنْهُ ، اللَّهُمَّ اخْزِهِ ، وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يُسْتَجَابَ لَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، فِي الْآيَةِ قَالَ : هُوَ دُعَاءُ الرَّجُلِ عَلَى نَفْسِهِ وَمَالِهِ بِمَا يَكْرَهُ أَنْ يُسْتَجَابَ لَهُ .
وَحَكَى
الْقُرْطُبِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنِ إِسْحَاقَ ، وَمُقَاتِلٍ فِي الْآيَةِ قَالَا : هُوَ قَوْلُ
النَّضْرِ بْنِ الْحَارِثِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ [ الْأَنْفَالِ : 32 ] فَلَوْ عَجَّلَ لَهُمْ هَذَا لَهَلَكُوا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=12دَعَانَا لِجَنْبِهِ قَالَ : مُضْطَجِعًا .
وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=12دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا قَالَ : عَلَى كُلِّ حَالٍ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=4أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ : ادْعُ اللَّهَ يَوْمَ سَرَّائِكَ يُسْتَجَابُ لَكَ يَوْمَ ضَرَّائِكَ .
وَأَقُولُ أَنَا : أَكْثِرْ مِنْ شُكْرِ اللَّهِ عَلَى السَّرَّاءِ ، يَدْفَعْ عَنْكَ الضَّرَّاءَ ، فَإِنَّ وَعْدَهُ لِلشَّاكِرِينَ بِزِيَادَةِ النِّعَمِ مُؤْذِنٌ بِدَفْعِهِ عَنْهُمُ النِّقَمَ ; لِذَهَابِ حَلَاوَةِ النِّعْمَةِ عِنْدَ وُجُودِ مَرَارَةِ النِّقْمَةِ ، اللَّهُمَّ اجْمَعْ لَنَا بَيْنَ جَلْبِ النِّعَمِ وَسَلْبِ النِّقَمِ ، فَإِنَّا نَشْكُرُكَ عَدَدَ مَا شَكَرَكَ الشَّاكِرُونَ بِكُلِّ لِسَانٍ فِي كُلِّ زَمَانٍ ، وَنَحْمَدُكَ عَدَدَ مَا
[ ص: 616 ] حَمْدَكَ الْحَامِدُونَ بِكُلِّ لِسَانٍ فِي كُلِّ زَمَانٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=14ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ الْآيَةَ ، قَالَ : ذُكِرَ لَنَا أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ فَقَالَ : صَدَقَ رَبُّنَا مَا جَعَلَنَا خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ إِلَّا لِيَنْظُرَ إِلَى أَعْمَالِنَا ، فَأَرُوا اللَّهَ خَيْرَ أَعْمَالِكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، وَالسِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=14خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ لِأَمَةِ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=15ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قَالَ : هَذَا قَوْلُ مُشْرِكِي
أَهْلِ مَكَّةَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=16وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ أَعْلَمَكُمْ بِهِ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=16وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ وَلَا أَشْعَرَكُمْ بِهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ : ( وَلَا أَنْذَرْتُكُمْ بِهِ ) .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=16فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ قَالَ : لَمْ أَتْلُ عَلَيْكُمْ وَلَمْ أَذْكُرْ .
وَأَخْرَجَا عَنْهُ قَالَ : لَبِثَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ ، وَرَأَى الرُّؤْيَا سَنَتَيْنِ ، وَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ عَشْرَ سِنِينَ
بِمَكَّةَ ، وَعَشْرًا
بِالْمَدِينَةِ ، وَتُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سَنَةً .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، nindex.php?page=showalam&ids=12070وَالْبُخَارِيُّ ، nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - لِأَرْبَعِينَ سَنَةً ، فَمَكَثَ
بِمَكَّةَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ يُوحَى إِلَيْهِ ، ثُمَّ أُمِرَ بِالْهِجْرَةِ فَهَاجَرَ عَشْرَ سِنِينَ ، وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً .