nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=278nindex.php?page=treesubj&link=28973_32396_5366ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا وصفهم بالإيمان وذكرهم بالتقوى ، ثم انتقل إلى الأمر بترك ما بقي من الربا لمن كانوا يرابون منهم عند غرمائهم ، ثم وصل ذلك بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=278إن كنتم مؤمنين قال الأستاذ الإمام : أي إن كان إيمانكم تاما شاملا لجميع ما جاء به
محمد - صلى الله عليه وسلم - من الأحكام فذروا بقايا الربا ، وقد عهد في الأسلوب العربي أن يقال : إن كنت متصفا بهذا الشيء فافعل كذا ، ويذكر أمرا من شأنه أن يكون أثرا لذلك الوصف . أقول : ويؤخذ من هذا أن من لم يترك ما بقي من الربا بعد نهي الله - تعالى - عنه وتوعده عليه فلا يعد من أهل هذا الإيمان التام الشامل الذي له السلطان الأعلى
[ ص: 86 ] على إرادة العامل ، وهذا يؤيد ما قلناه في مسألة
nindex.php?page=treesubj&link=33579_30443خلود من عاد إلى الربا بعد تحريمه في النار . ومن الناس من يؤمن ببعض الكتاب إيمانا يبعث على العمل ، ويكفر ببعض فلا يذعن له ويعمل به ، فهو يجحده بفعله وإن أقر به بلسانه ، ولا يعتد الله بإيمانه إلا إذا صدق قلبه وعمله لسانه
nindex.php?page=hadith&LINKID=918605لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=279nindex.php?page=treesubj&link=28973_33579فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله أي فإن لم تتركوا ما بقي لكم من الربا كما أمرتم فاعلموا واستيقنوا بأنكم على حرب من الله ورسوله إذ نبذتم ما جاءكم به رسوله عنه . فقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=279فأذنوا كقوله : " فاعلموا " وزنا ومعنى وهي قراءة الجمهور ، وقرأ
حمزة وعاصم في رواية
ابن عياش ( فآذنوا ) بمد الألف من الإيذان بمعنى الإعلام ، أي فأعلموا أنفسكم - أي ليعلم بعضكم بعضا - أو المسلمين بأنكم محاربون لله ورسوله بالخروج عن الشريعة وعدم الخضوع للحكم ، وهذا يستلزم أن يكونوا عالمين بذلك ، كأنه يقول : إن عدم الخضوع للأمر خروج عن الشريعة ، فهو إعلام للمسلمين بأنكم خارجون عن حكم الله ورسوله محاربون لهما .
فسر الأستاذ الإمام حرب الله لهم بغضبه وانتقامه . قال : ونحن إن لم نر أثر هذا في الماضين فإننا نراه في الحاضرين ممن أصبحوا بعد الغنى يتكففون ، ومن باتوا والمسألة الاجتماعية ( مناصبة العمال لأرباب الأموال ) تهددهم بالويل والثبور . وأما الحرب من رسوله لهم فهي مقاومتهم بالفعل في زمنه ، واعتبارهم أعداء له في هذا الزمن الذي لا يخلفه فيه أحد يقيم شرعه
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=279وإن تبتم ورجعتم عن الربا امتثالا وخضوعا
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=279فلكم رءوس أموالكم لا تظلمون غرماءكم بأخذ الزيادة
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=279ولا تظلمون بنقص شيء من رأس المال ، بل تأخذونه كاملا .
روى
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي أن الآيتين نزلتا في
nindex.php?page=showalam&ids=18العباس بن عبد المطلب ، عم النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ورجل من
بني المغيرة كانا شريكين في الجاهلية أسلفا في الربا إلى أناس من
ثقيف من
بني عمرو ، وهم
بنو عمرو بن عمير ، فجاء الإسلام ولهما أموال عظيمة في الربا ; فأنزل الله
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=278وذروا ما بقي من فضل كان في الجاهلية
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=278من الربا . وأخرج
عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج قال : " كانت ثقيف قد صالحت النبي - صلى الله عليه وسلم - على أن ما لهم من ربا على الناس وما كان للناس عليهم من ربا فهو موضوع ، فلما كان فتح مكة استعمل عتاب بن أسيد على مكة وكانت بنو عمرو بن عمير بن عوف يأخذون الربا من بني المغيرة ، وكانت بنو المغيرة يربون لهم في الجاهلية ، فجاء الإسلام ولهم عليهم مال كثير ، فأتاهم بنو عمرو يطلبون رباهم ، فأبي بنو المغيرة أن يعطوهم في الإسلام ورفعوا ذلك إلى عتاب بن أسيد ، فكتب عتاب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنزلت الآيتان فكتب بهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عتاب ، وقال : [ ص: 87 ] إن رضوا وإلا فآذنهم بحرب " . وأخرج
أبو يعلى في مسنده
وابن منده من طريق
الكلبي عن
أبي صالح عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس نحوه .
وفي الآية أن
nindex.php?page=treesubj&link=5367الربا حرم لأنه ظلم ، ولكن بعض ما يعده الفقهاء منه لا ظلم فيه ، بل ربما كان فيه فائدة للآخذ والمعطي .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=280nindex.php?page=treesubj&link=28973_32265_18511وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة أي وإن وجد غريم معسر من غرمائكم فأنظروه وأمهلوه إلى وقت يسار يتمكن فيه من الأداء . وقرأ
حمزة ونافع ( ميسرة ) - بضم السين - وهي لغة كالفتح الذي قرأ به الباقون . روي أن
بني المغيرة قالوا
لبني عمرو بن عمير في القصة السابقة : نحن اليوم أهل عسرة فأخرونا إلى أن تدرك الثمرة فأبوا ; فنزلت الآية في قصتهم كالآيتين قبلها
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=280وأن تصدقوا خير لكم أصل تصدقوا تتصدقوا قرأ
عاصم - بتخفيف الصاد - بحذف إحدى التاءين ، والباقون بتشديدها للإدغام ; أي : وتصدقكم على المعسر بوضع الدين عنه وإبرائه منه - خير لكم من إنظاره ، فهو ندب إلى الصدقة والسماح للمدين المعسر لما فيه من التعاطف والتراحم بين الناس وبر بعضهم ببعض ، وذلك من أعظم أسباب هناء المعيشة وحسن حال الأمة ; ولذلك نبه إلى العلم بذلك فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=280إن كنتم تعلمون لأن من لا يعلم وجه الخيرية في شيء ؛ لا يعمله ، ومن علم حتما ; أي إن كنتم تعلمون أنه خير لكم عملتم به وعاملتم إخوانكم بالمسامحة ، فعليكم بالعلم الذي يهديكم إلى خير العمل الذي يقرب بعضكم من بعض ويجعلكم متحابين متوادين . وقد استدل بعضهم بالآية على وجوب
nindex.php?page=treesubj&link=18511إنظار المعسر مطلقا ، وبعضهم على وجوب ذلك في دين الربا خاصة . وقالوا : إن هذا الواجب يفضله شيء مندوب وهو
nindex.php?page=treesubj&link=18512_23494_18511الإبراء والتصدق على المعسر ، فإنه ليس بواجب اتفاقا . وقيل : إن المراد بالتصدق هنا الإنظار ، كأنه يقول : وهذا الإنظار الذي أمرتم به خير لكم وهو خلاف المتبادر .
ثم ختم - جل ثناؤه - آيات الربا بهذه الموعظة العامة التي تسهل على المؤمن إذا وعاها السماح بالمال ، بل وبالنفس رجاء أن يلقى الله - تعالى - على أحسن حال من الفضل والكمال فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=281واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله قرأ
أبو عمرو ويعقوب : ( ترجعون ) بفتح التاء وكسر الجيم من رجع . والباقون :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=281ترجعون بضم التاء وفتح الجيم من أرجع بالبناء للمفعول; أي واحذروا يوما عظيما ترجعون فيه من غفلاتكم وشواغل الحياة الجسدية التي تشغلكم عن مراقبة الله فتصيرون إلى الله ، أي إلى الاستغراق في العلم والشعور بأنه لا سلطان إلا سلطانه ولا ملك إلا له ، ذكر معنى ذلك الأستاذ الإمام وقال ما معناه مبسوطا : أما حقيقة الرجوع
[ ص: 88 ] فلا تصح هنا لأننا ما غبنا عن الله طرفة عين ، ولا يمكن أن نغيب عنه فنرجع إليه ، ولكن الإنسان في غفلته وشغله بشئونه الحيوانية يتوهم أن له استقلالا تاما بنفسه وأن له رؤساء وأمراء يخافهم ويرجوهم ، ويرى أنه تعرض له حاجات وضرورات يجب عليه أن يستعد لها بتكثير المال وجمعه من حرام وحلال . فأمثال هذه الخواطر تكون له شغلا شاغلا ربما يستغرق وقته فيصرفه عن التفكر في منافع التسامح في معاملة الناس والتصدق على المحتاج منهم ، فكان أنفع دواء لمرض انصراف النفس عن التفكر في سلطان الله وقدرته والتقرب إليه بما فيه تمام حكمته - التذكير بيوم القيامة الذي تبطل فيه هذه الشواغل ، وتتلاشى هذه الصوارف ; حتى لا يشغل الإنسان فيه شيء ما عن الله - تعالى - وما أعده من
nindex.php?page=treesubj&link=30531الجزاء للعباد على قدر أعمالهم ; ولذلك قال بعد التذكير بالرجوع إليه :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=281ثم توفى كل نفس ما كسبت أي تجازى على ما عملت في الدنيا جزاء وافيا
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=281وهم لا يظلمون أي لا ينقصون من أجورهم شيئا ، بل قد يزاد المحسنون منهم فيعطون أكثر مما يستحقون على إحسانهم كما ثبت في آيات أخرى .
أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن
nindex.php?page=treesubj&link=28860_32396آخر آية نزلت آية الربا . وأخرج
البيهقي عن
عمر مثله . قال في الإتقان : والمراد بها
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=278يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا وعند
أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه عن
عمر : " من آخر ما نزل آية الربا " وعند
ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري قال : خطبنا
عمر فقال : " إن من آخر القرآن نزولا آية الربا " وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من طريق
عكرمة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : آخر شيء نزل من القرآن
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=281واتقوا يوما ترجعون فيه الآية . وأخرج
ابن مردويه نحوه من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس بلفظ : آخر آية نزلت ، وأخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=16574العوفي والضحاك عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي في تفسيره : حدثنا
سفيان عن
الكلبي عن
أبي صالح عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : آخر آية نزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=281واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله الآية . وكان بين نزولها وبين موت النبي - صلى الله عليه وسلم - أحد وثمانون يوما . ثم ذكر في الإتقان مثله عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير عند
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم إلا أنه قال : عاش بعد نزول هذه الآية تسع ليال ، ومثله عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عند
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب عند
أبي عبيد : آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب عند
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير مثل هذا اللفظ في آية الدين فقط . قال
السيوطي بعد ذلك : ولا منافاة عندي بين هذه الروايات في آية الربا وآية
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=281واتقوا يوما وآية الدين ; لأن الظاهر أنها نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف ، ولأنها في قصة واحدة ، فأخبر كل عن بعض ما نزل بأنه آخر وذلك صحيح . اهـ . أي إن كل مخبر ذكر ذلك في سياق يقتضيه . وقيل غير ما ذكر في آخر القرآن نزولا وفي مدة بقائه - صلى الله عليه وسلم - بعد
[ ص: 89 ] نزول
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=281واتقوا يوما الآية . وورد أنه قال :
اجعلوها بين آية الربا وآية الدين وفي رواية أخرى :
جاءني جبريل فقال : اجعلوها على رأس مائتين وثمانين آية من البقرة وهكذا كان شأنه - صلى الله عليه وسلم - في ترتيب الآيات .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=278nindex.php?page=treesubj&link=28973_32396_5366يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا وَصَفَهُمْ بِالْإِيمَانِ وَذَكَّرَهُمْ بِالتَّقْوَى ، ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى الْأَمْرِ بِتَرْكِ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا لِمَنْ كَانُوا يُرَابُونَ مِنْهُمْ عِنْدَ غُرَمَائِهِمْ ، ثُمَّ وَصَلَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=278إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ قَالَ الْأُسْتَاذُ الْإِمَامُ : أَيْ إِنْ كَانَ إِيمَانُكُمْ تَامًّا شَامِلًا لِجَمِيعِ مَا جَاءَ بِهِ
مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنَ الْأَحْكَامِ فَذَرُوا بَقَايَا الرِّبَا ، وَقَدْ عُهِدَ فِي الْأُسْلُوبِ الْعَرَبِيِّ أَنْ يُقَالَ : إِنْ كُنْتَ مُتَّصِفًا بِهَذَا الشَّيْءِ فَافْعَلْ كَذَا ، وَيَذْكُرُ أَمْرًا مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يَكُونَ أَثَرًا لِذَلِكَ الْوَصْفِ . أَقُولُ : وَيُؤْخَذُ مِنْ هَذَا أَنَّ مَنْ لَمْ يَتْرُكْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا بَعْدَ نَهْيِ اللَّهِ - تَعَالَى - عَنْهُ وَتَوَعُّدِهِ عَلَيْهِ فَلَا يُعَدُّ مِنْ أَهْلِ هَذَا الْإِيمَانِ التَّامِّ الشَّامِلِ الَّذِي لَهُ السُّلْطَانُ الْأَعْلَى
[ ص: 86 ] عَلَى إِرَادَةِ الْعَامِلِ ، وَهَذَا يُؤَيِّدُ مَا قُلْنَاهُ فِي مَسْأَلَةِ
nindex.php?page=treesubj&link=33579_30443خُلُودِ مَنْ عَادَ إِلَى الرِّبَا بَعْدَ تَحْرِيمِهِ فِي النَّارِ . وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُؤْمِنُ بِبَعْضِ الْكِتَابِ إِيمَانًا يَبْعَثُ عَلَى الْعَمَلِ ، وَيَكْفُرُ بِبَعْضٍ فَلَا يُذْعِنُ لَهُ وَيَعْمَلُ بِهِ ، فَهُوَ يَجْحَدُهُ بِفِعْلِهِ وَإِنْ أَقَرَّ بِهِ بِلِسَانِهِ ، وَلَا يَعْتَدُّ اللَّهُ بِإِيمَانِهِ إِلَّا إِذَا صَدَّقَ قَلْبُهُ وَعَمَلُهُ لِسَانَهُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=918605لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=279nindex.php?page=treesubj&link=28973_33579فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ أَيْ فَإِنْ لَمْ تَتْرُكُوا مَا بَقِيَ لَكُمْ مِنَ الرِّبَا كَمَا أُمِرْتُمْ فَاعْلَمُوا وَاسْتَيْقِنُوا بِأَنَّكُمْ عَلَى حَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِذْ نَبَذْتُمْ مَا جَاءَكُمْ بِهِ رَسُولُهُ عَنْهُ . فَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=279فَأْذَنُوا كَقَوْلِهِ : " فَاعْلَمُوا " وَزْنًا وَمَعْنًى وَهِيَ قِرَاءَةُ الْجُمْهُورِ ، وَقَرَأَ
حَمْزَةُ وَعَاصِمُ فِي رِوَايَةِ
ابْنِ عَيَّاشٍ ( فَآذِنُوا ) بِمَدِّ الْأَلْفِ مِنَ الْإِيذَانِ بِمَعْنَى الْإِعْلَامِ ، أَيْ فَأَعْلِمُوا أَنْفُسَكُمْ - أَيْ لِيُعْلِمَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا - أَوِ الْمُسْلِمِينَ بِأَنَّكُمْ مُحَارِبُونَ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ بِالْخُرُوجِ عَنِ الشَّرِيعَةِ وَعَدَمِ الْخُضُوعِ لِلْحُكْمِ ، وَهَذَا يَسْتَلْزِمُ أَنْ يَكُونُوا عَالِمِينَ بِذَلِكَ ، كَأَنَّهُ يَقُولُ : إِنَّ عَدَمَ الْخُضُوعِ لِلْأَمْرِ خُرُوجٌ عَنِ الشَّرِيعَةِ ، فَهُوَ إِعْلَامٌ لِلْمُسْلِمِينَ بِأَنَّكُمْ خَارِجُونَ عَنْ حُكْمِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ مُحَارِبُونَ لَهُمَا .
فَسَّرَ الْأُسْتَاذُ الْإِمَامُ حَرْبَ اللَّهِ لَهُمْ بِغَضَبِهِ وَانْتِقَامِهِ . قَالَ : وَنَحْنُ إِنْ لَمْ نَرَ أَثَرَ هَذَا فِي الْمَاضِينَ فَإِنَّنَا نَرَاهُ فِي الْحَاضِرِينَ مِمَّنْ أَصْبَحُوا بَعْدَ الْغِنَى يَتَكَفَّفُونَ ، وَمَنْ بَاتُوا وَالْمَسْأَلَةُ الِاجْتِمَاعِيَّةُ ( مُنَاصَبَةُ الْعُمَّالِ لِأَرْبَابِ الْأَمْوَالِ ) تُهَدِّدُهُمْ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ . وَأَمَّا الْحَرْبُ مِنْ رَسُولِهِ لَهُمْ فَهِيَ مُقَاوَمَتُهُمْ بِالْفِعْلِ فِي زَمَنِهِ ، وَاعْتِبَارُهُمْ أَعْدَاءً لَهُ فِي هَذَا الزَّمَنِ الَّذِي لَا يَخْلُفُهُ فِيهِ أَحَدٌ يُقِيمُ شَرْعَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=279وَإِنْ تُبْتُمْ وَرَجَعْتُمْ عَنِ الرِّبَا امْتِثَالًا وَخُضُوعًا
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=279فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ غُرَمَاءَكُمْ بِأَخْذِ الزِّيَادَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=279وَلَا تُظْلَمُونَ بِنَقْصِ شَيْءٍ مِنْ رَأْسِ الْمَالِ ، بَلْ تَأْخُذُونَهُ كَامِلًا .
رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ أَنَّ الْآيَتَيْنِ نَزَلَتَا فِي
nindex.php?page=showalam&ids=18الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، عَمِّ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وَرَجُلٍ مَنْ
بَنِي الْمُغِيرَةِ كَانَا شَرِيكَيْنِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَسْلَفَا فِي الرِّبَا إِلَى أُنَاسٍ مِنْ
ثَقِيفٍ مَنْ
بَنِي عَمْرٍو ، وَهُمْ
بَنُو عَمْرِو بْنِ عُمَيْرٍ ، فَجَاءُ الْإِسْلَامُ وَلَهُمَا أَمْوَالٌ عَظِيمَةٌ فِي الرِّبَا ; فَأَنْزَلَ اللَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=278وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ فَضْلٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=278مِنَ الرِّبَا . وَأَخْرَجَ
عَنِ nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ : " كَانَتْ ثَقِيفٌ قَدْ صَالَحَتِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى أَنَّ مَا لَهُمْ مِنْ رِبًا عَلَى النَّاسِ وَمَا كَانَ لِلنَّاسِ عَلَيْهِمْ مِنْ رِبًا فَهُوَ مَوْضُوعٌ ، فَلَمَّا كَانَ فَتْحُ مَكَّةَ اسْتَعْمَلَ عِتَابَ بْنَ أُسَيْدٍ عَلَى مَكَّةَ وَكَانَتْ بَنُو عَمْرِو بْنِ عُمَيْرِ بْنِ عَوْفٍ يَأْخُذُونَ الرِّبَا مِنْ بَنِي الْمُغِيرَةِ ، وَكَانَتْ بَنُو الْمُغِيرَةِ يُرْبُونَ لَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَجَاءَ الْإِسْلَامُ وَلَهُمْ عَلَيْهِمْ مَالٌ كَثِيرٌ ، فَأَتَاهُمْ بَنُو عَمْرٍو يَطْلُبُونَ رِبَاهُمْ ، فَأَبِي بَنُو الْمُغِيرَةِ أَنْ يُعْطُوهُمْ فِي الْإِسْلَامِ وَرَفَعُوا ذَلِكَ إِلَى عِتَابِ بْنِ أُسَيْدٍ ، فَكَتَبَ عِتَابُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَنَزَلَتِ الْآيَتَانِ فَكَتَبَ بِهِمَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى عِتَابٍ ، وَقَالَ : [ ص: 87 ] إِنْ رَضُوا وَإِلَّا فَآذِنْهُمْ بِحَرْبٍ " . وَأَخْرَجَ
أَبُو يَعْلَى فِي مُسْنَدِهِ
وَابْنُ مَنْدَهْ مِنْ طَرِيقِ
الْكَلْبِيِّ عَنْ
أَبِي صَالِحٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ نَحْوَهُ .
وَفِي الْآيَةِ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=5367الرِّبَا حُرِّمَ لِأَنَّهُ ظُلْمٌ ، وَلَكِنْ بَعْضُ مَا يَعُدُّهُ الْفُقَهَاءُ مِنْهُ لَا ظُلْمَ فِيهِ ، بَلْ رُبَّمَا كَانَ فِيهِ فَائِدَةٌ لِلْآخِذِ وَالْمُعْطِي .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=280nindex.php?page=treesubj&link=28973_32265_18511وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ أَيْ وَإِنْ وُجِدَ غَرِيمٌ مُعْسِرٌ مِنْ غُرَمَائِكُمْ فَأَنْظِرُوهُ وَأَمْهِلُوهُ إِلَى وَقْتٍ يَسَارٍ يَتَمَكَّنُ فِيهِ مِنَ الْأَدَاءِ . وَقَرَأَ
حَمْزَةُ وَنَافِعٌ ( مُيْسَرَةٍ ) - بِضَمِّ السِّينِ - وَهِيَ لُغَةٌ كَالْفَتْحِ الَّذِي قَرَأَ بِهِ الْبَاقُونَ . رُوِيَ أَنَّ
بَنِي الْمُغِيرَةِ قَالُوا
لِبَنِي عَمْرِو بْنِ عُمَيْرٍ فِي الْقِصَّةِ السَّابِقَةِ : نَحْنُ الْيَوْمَ أَهْلُ عُسْرَةٍ فَأَخِّرُونَا إِلَى أَنْ تُدْرَكَ الثَّمْرَةُ فَأَبَوْا ; فَنَزَلَتِ الْآيَةُ فِي قِصَّتِهِمْ كَالْآيَتَيْنِ قَبْلَهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=280وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ أَصْلُ تَصَدَّقُوا تَتَصَدَّقُوا قَرَأَ
عَاصِمٌ - بِتَخْفِيفِ الصَّادِ - بِحَذْفِ إِحْدَى التَّاءَيْنِ ، وَالْبَاقُونَ بِتَشْدِيدِهَا لِلْإِدْغَامِ ; أَيْ : وَتَصَدُّقُكُمْ عَلَى الْمُعْسِرِ بِوَضْعِ الدَّيْنِ عَنْهُ وَإِبْرَائِهِ مِنْهُ - خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْظَارِهِ ، فَهُوَ نَدْبٌ إِلَى الصَّدَقَةِ وَالسَّمَاحِ لِلْمَدِينِ الْمُعْسِرِ لِمَا فِيهِ مِنَ التَّعَاطُفِ وَالتَّرَاحُمِ بَيْنَ النَّاسِ وَبِرِّ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ ، وَذَلِكَ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ هَنَاءِ الْمَعِيشَةِ وَحُسْنِ حَالِ الْأُمَّةِ ; وَلِذَلِكَ نَبَّهَ إِلَى الْعِلْمِ بِذَلِكَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=280إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ لِأَنَّ مَنْ لَا يَعْلَمُ وَجْهَ الْخَيْرِيَّةِ فِي شَيْءٍ ؛ لَا يَعْمَلُهُ ، وَمَنْ عَلِمَ حَتْمًا ; أَيْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ عَمِلْتُمْ بِهِ وَعَامَلْتُمْ إِخْوَانَكُمْ بِالْمُسَامَحَةِ ، فَعَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ الَّذِي يَهْدِيكُمْ إِلَى خَيْرِ الْعَمَلِ الَّذِي يُقَرِّبُ بَعْضَكُمْ مِنْ بَعْضٍ وَيَجْعَلُكُمْ مُتَحَابِّينَ مُتَوَادِّينَ . وَقَدِ اسْتَدَلَّ بَعْضُهُمْ بِالْآيَةِ عَلَى وُجُوبِ
nindex.php?page=treesubj&link=18511إِنْظَارِ الْمُعْسِرِ مُطْلَقًا ، وَبَعْضُهُمْ عَلَى وُجُوبِ ذَلِكَ فِي دَيْنِ الرِّبَا خَاصَّةً . وَقَالُوا : إِنَّ هَذَا الْوَاجِبَ يَفْضُلُهُ شَيْءٌ مَنْدُوبٌ وَهُوَ
nindex.php?page=treesubj&link=18512_23494_18511الْإِبْرَاءُ وَالتَّصَدُّقُ عَلَى الْمُعْسِرِ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بِوَاجِبٍ اتِّفَاقًا . وَقِيلَ : إِنَّ الْمُرَادَ بِالتَّصَدُّقِ هُنَا الْإِنْظَارُ ، كَأَنَّهُ يَقُولُ : وَهَذَا الْإِنْظَارُ الَّذِي أُمِرْتُمْ بِهِ خَيْرٌ لَكُمْ وَهُوَ خِلَافُ الْمُتَبَادَرِ .
ثُمَّ خَتَمَ - جَلَّ ثَنَاؤُهُ - آيَاتِ الرِّبَا بِهَذِهِ الْمَوْعِظَةِ الْعَامَّةِ الَّتِي تُسَهِّلُ عَلَى الْمُؤْمِنِ إِذَا وَعَاهَا السَّمَاحَ بِالْمَالِ ، بَلْ وَبِالنَّفْسِ رَجَاءَ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ - تَعَالَى - عَلَى أَحْسَنِ حَالٍ مِنَ الْفَضْلِ وَالْكَمَالِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=281وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ قَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو وَيَعْقُوبُ : ( تَرْجِعُونَ ) بِفَتْحِ التَّاءِ وَكَسْرِ الْجِيمِ مَنْ رَجَعَ . وَالْبَاقُونَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=281تُرْجَعُونَ بِضَمِّ التَّاءِ وَفَتْحِ الْجِيمِ مِنْ أَرْجَعَ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ; أَيْ وَاحْذَرُوا يَوْمًا عَظِيمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ مِنْ غَفَلَاتِكُمْ وَشَوَاغِلِ الْحَيَاةِ الْجَسَدِيَّةِ الَّتِي تَشْغَلُكُمْ عَنْ مُرَاقَبَةِ اللَّهِ فَتَصِيرُونَ إِلَى اللَّهِ ، أَيْ إِلَى الِاسْتِغْرَاقِ فِي الْعِلْمِ وَالشُّعُورِ بِأَنَّهُ لَا سُلْطَانَ إِلَّا سُلْطَانُهُ وَلَا مُلْكَ إِلَّا لَهُ ، ذَكَرَ مَعْنَى ذَلِكَ الْأُسْتَاذُ الْإِمَامُ وَقَالَ مَا مَعْنَاهُ مَبْسُوطًا : أَمَّا حَقِيقَةُ الرُّجُوعِ
[ ص: 88 ] فَلَا تَصِحُّ هُنَا لِأَنَّنَا مَا غِبْنَا عَنِ اللَّهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ ، وَلَا يُمْكِنُ أَنْ نَغِيبَ عَنْهُ فَنَرْجِعَ إِلَيْهِ ، وَلَكِنَّ الْإِنْسَانَ فِي غَفْلَتِهِ وَشُغُلِهِ بِشُئُونِهِ الْحَيَوَانِيَّةِ يَتَوَهَّمُ أَنَّ لَهُ اسْتِقْلَالًا تَامًّا بِنَفْسِهِ وَأَنَّ لَهُ رُؤَسَاءَ وَأُمَرَاءَ يَخَافُهُمْ وَيَرْجُوهُمْ ، وَيَرَى أَنَّهُ تَعْرِضُ لَهُ حَاجَاتٌ وَضَرُورَاتٌ يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَسْتَعِدَّ لَهَا بِتَكْثِيرِ الْمَالِ وَجَمْعِهِ مِنْ حَرَامٍ وَحَلَالٍ . فَأَمْثَالُ هَذِهِ الْخَوَاطِرِ تَكُونُ لَهُ شُغُلًا شَاغِلًا رُبَّمَا يَسْتَغْرِقُ وَقْتَهُ فَيَصْرِفُهُ عَنِ التَّفَكُّرِ فِي مَنَافِعِ التَّسَامُحِ فِي مُعَامَلَةِ النَّاسِ وَالتَّصَدُّقِ عَلَى الْمُحْتَاجِ مِنْهُمْ ، فَكَانَ أَنْفَعَ دَوَاءٍ لِمَرَضِ انْصِرَافِ النَّفْسِ عَنِ التَّفَكُّرِ فِي سُلْطَانِ اللَّهِ وَقُدْرَتِهِ وَالتَّقَرُّبِ إِلَيْهِ بِمَا فِيهِ تَمَامُ حِكْمَتِهِ - التَّذْكِيرُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ الَّذِي تَبْطُلُ فِيهِ هَذِهِ الشَّوَاغِلُ ، وَتَتَلَاشَى هَذِهِ الصَّوَارِفُ ; حَتَّى لَا يَشْغَلَ الْإِنْسَانَ فِيهِ شَيْءٌ مَا عَنِ اللَّهِ - تَعَالَى - وَمَا أَعَدَّهُ مِنَ
nindex.php?page=treesubj&link=30531الْجَزَاءِ لِلْعِبَادِ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ ; وَلِذَلِكَ قَالَ بَعْدَ التَّذْكِيرِ بِالرُّجُوعِ إِلَيْهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=281ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ أَيْ تُجَازَى عَلَى مَا عَمِلْتَ فِي الدُّنْيَا جَزَاءً وَافِيًا
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=281وَهَمْ لَا يُظْلَمُونَ أَيْ لَا يُنْقَصُونَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا ، بَلْ قَدْ يُزَادُ الْمُحْسِنُونَ مِنْهُمْ فَيُعْطَوْنَ أَكْثَرَ مِمَّا يَسْتَحِقُّونَ عَلَى إِحْسَانِهِمْ كَمَا ثَبَتَ فِي آيَاتٍ أُخْرَى .
أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28860_32396آخِرَ آيَةٍ نَزَلَتْ آيَةُ الرِّبَا . وَأَخْرَجَ
الْبَيْهَقِيُّ عَنْ
عُمَرَ مِثْلَهُ . قَالَ فِي الْإِتْقَانِ : وَالْمُرَادُ بِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=278يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا وَعِنْدَ
أَحْمَدَ nindex.php?page=showalam&ids=13478وَابْنِ مَاجَهْ عَنْ
عُمَرَ : " مِنْ آخَرِ مَا نَزَلَ آيَةُ الرِّبَا " وَعِنْدَ
ابْنِ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : خَطَبَنَا
عُمَرُ فَقَالَ : " إِنَّ مِنْ آخِرِ الْقُرْآنَ نُزُولًا آيَةُ الرِّبَا " وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيقِ
عِكْرِمَةَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : آخِرُ شَيْءٍ نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=281وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ الْآيَةَ . وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ نَحْوَهُ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ بِلَفْظِ : آخَرُ آيَةٍ نَزَلَتْ ، وَأَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=16574الْعَوْفِيِّ وَالضَّحَّاكِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14906الْفِرْيَابِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ : حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ عَنِ
الْكَلْبِيِّ عَنْ
أَبِي صَالِحٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : آخَرُ آيَةٍ نَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=281وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ الْآيَةَ . وَكَانَ بَيْنَ نُزُولِهَا وَبَيْنَ مَوْتِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَحَدٌ وَثَمَانُونَ يَوْمًا . ثُمَّ ذُكِرَ فِي الْإِتْقَانِ مِثْلُهُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ : عَاشَ بَعْدَ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ تِسْعَ لَيَالٍ ، وَمِثْلُهُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنِ جَرِيرٍ . وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13283ابْنِ شِهَابٍ عِنْدَ
أَبِي عُبَيْدٍ : آخِرُ الْقُرْآنِ عَهْدًا بِالْعَرْشِ آيَةُ الرِّبَا وَآيَةُ الدَّيْنِ . وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنِ جَرِيرٍ مِثْلُ هَذَا اللَّفْظِ فِي آيَةِ الدَّيْنِ فَقَطْ . قَالَ
السُّيُوطِيُّ بَعْدَ ذَلِكَ : وَلَا مُنَافَاةَ عِنْدِي بَيْنَ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ فِي آيَةِ الرِّبَا وَآيَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=281وَاتَّقُوا يَوْمًا وَآيَةِ الدَّيْنِ ; لِأَنَّ الظَّاهِرَ أَنَّهَا نَزَلَتْ دُفْعَةً وَاحِدَةً كَتَرْتِيبِهَا فِي الْمُصْحَفِ ، وَلِأَنَّهَا فِي قِصَّةٍ وَاحِدَةٍ ، فَأَخْبَرَ كُلٌّ عَنْ بَعْضِ مَا نَزَلَ بِأَنَّهُ آخِرُ وَذَلِكَ صَحِيحٌ . اهـ . أَيْ إِنَّ كُلَّ مُخْبِرٍ ذَكَرَ ذَلِكَ فِي سِيَاقٍ يَقْتَضِيهِ . وَقِيلَ غَيْرُ مَا ذُكِرَ فِي آخِرِ الْقُرْآنِ نُزُولًا وَفِي مُدَّةِ بَقَائِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعْدَ
[ ص: 89 ] نُزُولِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=281وَاتَّقُوا يَوْمًا الْآيَةَ . وَوَرَدَ أَنَّهُ قَالَ :
اجْعَلُوهَا بَيْنَ آيَةِ الرِّبَا وَآيَةِ الدَّيْنِ وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى :
جَاءَنِي جِبْرِيلُ فَقَالَ : اجْعَلُوهَا عَلَى رَأْسِ مِائَتَيْنِ وَثَمَانِينَ آيَةً مِنَ الْبَقَرَةِ وَهَكَذَا كَانَ شَأْنُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي تَرْتِيبِ الْآيَاتِ .