قوله - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=88nindex.php?page=treesubj&link=29014وقيله يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون .
قرأ هذا الحرف
نافع ،
وابن كثير ،
وابن عامر ،
وأبو عمرو ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي - : ( وقيله ) بفتح اللام وضم الهاء ، وقرأه
عاصم وحمزة : ( وقيله ) بكسر اللام والهاء .
قال بعض العلماء : إعرابه بأنه عطف محل على ( الساعة ) لأن قوله - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=85وعنده علم الساعة [ 43 \ 85 ] - مصدر مضاف إلى مفعوله .
فلفظ الساعة مجرور لفظا بالإضافة ، منصوب محلا بالمفعولية ، وما كان كذلك جاز في تابعه النصب نظرا إلى المحل ، والخفض نظرا إلى اللفظ ، كما قال في الخلاصة : وجر ما يتبع ما جر ومن راعى في الاتباع المحل فحسن
وقال في نظيره في الوصف : واخفض أو انصب تابع الذي انخفض كمبتغي جاه ومالا من نهض
وقال بعضهم : هو معطوف على سرهم [ 43 \ 80 ] .
وعليه فالمعنى :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=80أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم [ 43 \ 80 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=88وقيله يارب الآية .
وقال بعضهم : هو منصوب على أنه مفعول مطلق .
أي ، وقال : قيله ، وهو بمعنى قوله ، إلا أن القاف لما كسرت أبدلت الواو ياء لمجانسة الكسرة .
قالوا : ونظير هذا الإعراب قول
كعب بن زهير : تمشي الوشاة جنابيها وقيلهم إنك يا بن أبي سلمى لمقتول
أي ويقولون قيلهم .
[ ص: 169 ] وقال بعضهم : هو منصوب بيعلم محذوفة ; لأن العطف الذي ذكرنا على قوله : سرهم ، والعطف على ( الساعة ) يقال فيه : إنه يقتضي الفصل بين المعطوف والمعطوف عليه بما لا يصلح لكونه اعتراضا ، وتقدير الناصب إذا دل المقام عليه لا إشكال فيه . كما قال في الخلاصة : ويحذف الناصبها إن علما وقد يكون حذفه ملتزما
وأما على قراءة الخفض فهو معطوف على الساعة ، أي وعنده علم الساعة ، وعلم ( قيله يا رب ) .
واختار
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري أنه مخفوض بالقسم ، ولا يخفى بعده كما نبه عليه
أبو حيان .
والتحقيق أن الضمير في ( قيله ) للنبي - صلى الله عليه وسلم - .
والدليل على ذلك أن قوله بعد :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=89فاصفح عنهم وقل سلام [ 43 \ 89 ] - خطاب له - صلى الله عليه وسلم - بلا نزاع ، فادعاء أن الضمير في ( قيله )
لعيسى لا دليل عليه ولا وجه له .
وما تضمنته هذه الآية الكريمة من
nindex.php?page=treesubj&link=29479_19592_19580شكواه - صلى الله عليه وسلم - إلى ربه عدم إيمان قومه - جاء موضحا في غير هذا الموضع ، كقوله - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=30وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا [ 25 ] . وذكر مثله عن
موسى في قوله - تعالى - في " الدخان " :
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=22فدعا ربه أن هؤلاء قوم مجرمون [ 44 \ 22 ] . وعن
نوح قوله - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=5قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا فلم يزدهم دعائي إلا فرارا [ 71 \ 5 - 6 ] . إلى آخر الآيات .
قَوْلُهُ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=88nindex.php?page=treesubj&link=29014وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ .
قَرَأَ هَذَا الْحَرْفَ
نَافِعٌ ،
وَابْنُ كَثِيرٍ ،
وَابْنُ عَامِرٍ ،
وَأَبُو عَمْرٍو ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ - : ( وَقِيلَهُ ) بِفَتْحِ اللَّامِ وَضَمِّ الْهَاءِ ، وَقَرَأَهُ
عَاصِمٌ وَحَمْزَةُ : ( وَقِيلِهِ ) بِكَسْرِ اللَّامِ وَالْهَاءِ .
قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ : إِعْرَابُهُ بِأَنَّهُ عَطْفُ مَحَلٍّ عَلَى ( السَّاعَةِ ) لِأَنَّ قَوْلَهُ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=85وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ [ 43 \ 85 ] - مَصْدَرٌ مُضَافٌ إِلَى مَفْعُولِهِ .
فَلَفْظُ السَّاعَةِ مَجْرُورٌ لَفْظًا بِالْإِضَافَةِ ، مَنْصُوبٌ مَحَلًّا بِالْمَفْعُولِيَّةِ ، وَمَا كَانَ كَذَلِكَ جَازَ فِي تَابِعِهِ النَّصْبُ نَظَرًا إِلَى الْمَحَلِّ ، وَالْخَفْضُ نَظَرًا إِلَى اللَّفْظِ ، كَمَا قَالَ فِي الْخُلَاصَةِ : وَجُرَّ مَا يَتْبَعُ مَا جُرَّ وَمَنْ رَاعَى فِي الِاتِّبَاعِ الْمَحَلَّ فَحَسَنْ
وَقَالَ فِي نَظِيرِهِ فِي الْوَصْفِ : وَاخْفِضْ أَوِ انْصِبْ تَابِعَ الَّذِي انْخَفَضْ كَمُبْتَغِي جَاهٍ وَمَالًا مَنْ نَهَضْ
وَقَالَ بَعْضُهُمْ : هُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى سِرَّهُمْ [ 43 \ 80 ] .
وَعَلَيْهِ فَالْمَعْنَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=80أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ [ 43 \ 80 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=88وَقِيلِهِ يَارَبِّ الْآيَةَ .
وَقَالَ بَعْضُهُمْ : هُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ مُطْلَقٌ .
أَيْ ، وَقَالَ : قِيلَهُ ، وَهُوَ بِمَعْنَى قَوْلِهِ ، إِلَّا أَنَّ الْقَافَ لَمَّا كُسِرَتْ أُبْدِلَتِ الْوَاوُ يَاءً لِمُجَانِسَةِ الْكَسْرَةِ .
قَالُوا : وَنَظِيرُ هَذَا الْإِعْرَابِ قَوْلُ
كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ : تَمْشِي الْوُشَاةُ جَنَابَيْهَا وَقَيْلَهُمُ إِنَّكَ يَا بْنَ أَبِي سَلْمَى لَمَقْتُولُ
أَيْ وَيَقُولُونَ قَيْلَهُمْ .
[ ص: 169 ] وَقَالَ بَعْضُهُمْ : هُوَ مَنْصُوبٌ بِيَعْلَمُ مَحْذُوفَةً ; لِأَنَّ الْعَطْفَ الَّذِي ذَكَرْنَا عَلَى قَوْلِهِ : سَرَّهُمْ ، وَالْعَطْفَ عَلَى ( السَّاعَةِ ) يُقَالُ فِيهِ : إِنَّهُ يَقْتَضِي الْفَصْلَ بَيْنَ الْمَعْطُوفِ وَالْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ بِمَا لَا يَصْلُحُ لِكَوْنِهِ اعْتِرَاضًا ، وَتَقْدِيرُ النَّاصِبِ إِذَا دَلَّ الْمَقَامُ عَلَيْهِ لَا إِشْكَالَ فِيهِ . كَمَا قَالَ فِي الْخُلَاصَةِ : وَيُحْذَفُ النَّاصِبُهَا إِنْ عُلِمَا وَقَدْ يَكُونُ حَذْفُهُ مُلْتَزِمَا
وَأَمَّا عَلَى قِرَاءَةِ الْخَفْضِ فَهُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى السَّاعَةِ ، أَيْ وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ، وَعَلَمُ ( قِيلِهِ يَا رَبِّ ) .
وَاخْتَارَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ أَنَّهُ مَخْفُوضٌ بِالْقِسْمِ ، وَلَا يَخْفَى بُعْدُهُ كَمَا نَبَّهَ عَلَيْهِ
أَبُو حَيَّانَ .
وَالتَّحْقِيقُ أَنَّ الضَّمِيرَ فِي ( قِيلِهِ ) لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .
وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ قَوْلَهُ بَعْدُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=89فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ [ 43 \ 89 ] - خِطَابٌ لَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِلَا نِزَاعٍ ، فَادِّعَاءُ أَنَّ الضَّمِيرَ فِي ( قِيلِهِ )
لِعِيسَى لَا دَلِيلَ عَلَيْهِ وَلَا وَجْهَ لَهُ .
وَمَا تَضَمَّنَتْهُ هَذِهِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=29479_19592_19580شَكْوَاهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى رَبِّهِ عَدَمَ إِيمَانِ قَوْمِهِ - جَاءَ مُوَضَّحًا فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ ، كَقَوْلِهِ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=30وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا [ 25 ] . وَذُكِرَ مِثْلُهُ عَنْ
مُوسَى فِي قَوْلِهِ - تَعَالَى - فِي " الدُّخَانِ " :
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=22فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ [ 44 \ 22 ] . وَعَنْ
نُوحٍ قَوْلُهُ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=5قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا [ 71 \ 5 - 6 ] . إِلَى آخِرِ الْآيَاتِ .