(
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=63أفرأيتم ما تحرثون ) : ما تذرونه في الأرض وتبذرونه ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=64أأنتم تزرعونه ) : أي زرعا يتم وينبت حتى ينتفع به ، والحطام : اليابس المتفتت الذي لم يكن له حب ينتفع به . (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=65فظلتم تفكهون ) ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ومجاهد وقتادة : تعجبون . وقال
عكرمة : تلاومون . وقال
الحسن : تندمون . وقال
ابن زيد : تنفجعون ، وهذا كله تفسير باللازم . ومعنى تفكهون : تطرحون الفكاهة عن أنفسكم وهي المسرة ، ورجل فكه : منبسط النفس غير مكترث بشيء ، وتفكه من أخوات تخرج وتحوب . وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=65فظلتم ) ، بفتح الظاء ولام واحدة ;
وأبو حيوة وأبو بكر في رواية
القيكي عنه : بكسرها . كما قالوا : مست بفتح الميم وكسرها ، وحكاها
nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ،
[ ص: 212 ] وجاءت عن
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش . وقرأ
عبد الله والجحدري : فظللتم على الأصل ، بكسر اللام . وقرأ
الجحدري أيضا : بفتحها ، والمشهور ظللت بالكسر . وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=65تفكهون ) ; وأبو حرام : بالنون بدل الهاء . قال
ابن خالويه : تفكه : تعجب ، وتفكن : تندم . (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=66إنا لمغرمون ) ، قبله محذوف : أي يقولون . وقرأ الجمهور : إنا ;
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش والجحدري وأبو بكر : أئنا بهمزتين ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=66لمغرمون ) : أي معذبون من الغرام ، وهو أشد العذاب ، قال :
إن يعذب يكن غراما وإن يعط جزيلا فإنه لا يبالي
أو لمحملون الغرم في النفقة إذ ذهب عنا ، غرم الرجل وأغرمته . (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=67بل نحن محرومون ) : محدودون ، لا حظ لنا في الخير . (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=68الماء الذي تشربون ) : هذا الوصف يغني عن وصفه بالعذب . ألا ترى مقابله ، وهو الأجاج ؟ ودخلت اللام في (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=65لجعلناه حطاما ) ، وسقطت في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=70جعلناه أجاجا ) ، وكلاهما فصيح . وطول
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري في مسوغ ذلك ، وملخصه : أن الحرف إذا كان في مكان ، وعرف واشتهر في ذلك المكان ، جاز حذفه لشهرة أمره . فإن اللام علم لارتباط الجملة الثانية بالأولى ، فجاز حذفه استغناء بمعرفة السامع . وذكر في كلامه أن الثاني امتنع لامتناع الأول ، وليس كما ذكر ، إنما هذا قول ضعفاء المعربين . والذي ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : أنها حرف لما كان سيقع لوقوع الأول . ويفسد قول أولئك الضعفاء قولهم : لو كان إنسانا لكان حيوانا ، فالحيوانية لا تمتنع لامتناع الإنسانية . ثم قال : ويجوز أن يقال : إن هذه اللام مفيدة معنى التوكيد لا محالة ، وأدخلت في آية المطعوم دون آية المشروب للدلالة على أن أمر المطعوم مقدم على أمر المشروب ، وأن الوعيد بفقده أشد وأصعب من قبل أن المشروب إنما يحتاج إليه تبعا للمطعوم ، ولهذا قدمت آية المطعوم على آية المشروب . والظاهر أن (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=72شجرتها ) ، المراد منه الشجر الذي يقدح منه النار . وقيل : المراد بالشجرة نفس النار ، كأنه يقول : نوعها أو جنسها ، فاستعار الشجرة لذلك ، وهذا قول متكلف .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=73نحن جعلناها تذكرة ) : أي لنار جهنم ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=73ومتاعا للمقوين ) : أي النازلين الأرض القوا ، وهي القفر . وقيل : للمسافرين ، وهو قريب مما قبله ; وقول
ابن زيد : الجائعين ، ضعيف جدا . وقدم من فوائد النار ما هو أهم وآكد من تذكيرها بنار جهنم ، ثم أتبعه بفائدتها في الدنيا . وهذه الأربعة التي ذكرها الله تعالى ووقفهم عليها ، من أمر خلقهم وما به قوام عيشهم من المطعوم والمشروب . والنار من أعظم الدلائل على البعث ، وفيها انتقال من شيء إلى شيء ، وإحداث شيء من شيء ، ولذلك أمر في آخرها بتنزيهه تعالى عما يقول الكافرون . ووصف تعالى نفسه بالعظيم ، إذ من هذه أفعاله تدل على عظمته وكبريائه وانفراده بالخلق والإنشاء .
قوله عز وجل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=75nindex.php?page=treesubj&link=29027فلا أقسم بمواقع النجوم nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=76وإنه لقسم لو تعلمون عظيم nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=77إنه لقرآن كريم nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=78في كتاب مكنون nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=79لا يمسه إلا المطهرون nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=80تنزيل من رب العالمين nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=81أفبهذا الحديث أنتم مدهنون nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=82وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=83فلولا إذا بلغت الحلقوم nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=84وأنتم حينئذ تنظرون nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=85ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=86فلولا إن كنتم غير مدينين nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=87ترجعونها إن كنتم صادقين nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=88فأما إن كان من المقربين nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=89فروح وريحان وجنة نعيم nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=90وأما إن كان من أصحاب اليمين nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=91فسلام لك من أصحاب اليمين nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=92وأما إن كان من المكذبين الضالين nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=93فنزل من حميم nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=94وتصلية جحيم nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=95إن هذا لهو حق اليقين nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=96فسبح باسم ربك العظيم ) .
[ ص: 213 ] قرأ الجمهور : ( فلا أقسم ) ، فقيل : لا زائدة مؤكدة ، مثلها في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=29لئلا يعلم أهل الكتاب ) ، والمعنى : فأقسم . وقيل : المنفي المحذوف ، أي فلا صحة لما يقول الكفار . ثم ابتدأ أقسم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير وبعض النحاة ; ولا يجوز ، لأن في ذلك حذف اسم لا وخبرها ، وليس جوابا لسائل سأل ، فيحتمل ذلك ، نحو قوله ( لا ) لمن قال : هل من رجل في الدار ؟ وقيل : توكيد مبالغة ما ، وهي كاستفتاح كلام شبهه في القسم إلا في شائع الكلام القسم وغيره ، ومنه .
فلا وأبي أعدائها لا أخونها
والأولى عندي أنها لام أشبعت فتحتها ، فتولدت منها ألف ، كقوله :
أعوذ بالله من العقرب
وهذا وإن كان قليلا ، فقد جاء نظيره في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=37فاجعل أفئدة من الناس ) بياء بعد الهمزة ، وذلك في قراءة
هشام ، فالمعنى : فلأقسم ، كقراءة
الحسن وعيسى ، وخرج قراءة
الحسن أبو الفتح على تقدير مبتدأ محذوف ، أي فلأنا أقسم ، وتبعه على ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري . وإنما ذهبا إلى ذلك لأنه فعل حال ، وفي القسم عليه خلاف . فالذي اختاره
ابن عصفور وغيره أن فعل الحال لا يجوز أن يقسم عليه ، فاحتاجوا إلى أن يصوروا المضارع خبرا لمبتدأ محذوف ، فتصير الجملة اسمية ، فيقسم عليها . وذهب بعض النحويين إلى أن جواز القسم على فعل الحال ، وهذا الذي أختاره ، فتقول : والله ليخرج زيد ، وعليه قول الشاعر :
ليعلم ربي أن بيتي واسع
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : في قراءة الحسن ، ولا يصح أن تكون اللام لام قسم لأمرين ، أحدهما : أن حقها أن تقرن بها النون المؤكدة ، والإخلال بها ضعيف قبيح ; والثاني : أن لأفعلن في جواب القسم للاستقبال ، وفعل القسم يجب أن يكون للحال . انتهى . أما الأمر الأول ففيه خلاف ، فالذي قاله قول البصريين ، وأما الكوفيون فيختارون ذلك ، ولكن يجيزون تعاقبهما ، فيجيزون لأضربن زيدا ، وأضربن عمرا . وأما الثاني فصحيح ، لكنه هو الذي رجح عندنا أن تكون اللام في لا أقسم لام القسم ، وأقسم فعل حال ، والقسم قد يكون جوابا للقسم ; كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=107وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى ) . فاللام في (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=107وليحلفن ) جواب قسم ، وهو قسم ، لكنه لما لم يكن حلفهم حالا ، بل مستقبلا ، لزمت النون ، وهي مخلصة المضارع للاستقبال . وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=75بمواقع ) جمعا ;
وعمر وعبد الله nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس وأهل المدينة وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي :
[ ص: 214 ] بموقع مفردا ، مرادا به الجمع . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وعكرمة ومجاهد وغيرهم : هي نجوم القرآن التي أنزلت على رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ويؤيد هذا القول قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=77إنه لقرآن ) ، فعاد الضمير على ما يفهم من قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=75بمواقع النجوم ) ، أي نجوم القرآن . وقيل : النجوم : الكواكب ومواقعها . قال
مجاهد وأبو عبيدة : عند طلوعها وغروبها . وقال
قتادة : مواقعها : مواضعها من السماء . وقال
الحسن : مواقعها عند الانكدار يوم القيامة . وقيل : عند الانفضاض إثر العفاري ، ومن تأول النجوم على أنها الكواكب ، جعل الضمير في إنه يفسره سياق الكلام ، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=32حتى توارت بالحجاب ) .
وفي إقسامه تعالى بمواقع النجوم سر في تعظيم ذلك لا نعلمه نحن ، وقد أعظم ذلك تعالى فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=76وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ) . والجملة المقسم عليها قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=77إنه لقرآن كريم ) ، وفصل بين القسم وجوابه ; فالظاهر أنه اعتراض بينهما ، وفيه اعتراض بين الصفة والموصوف بقوله : ( لو تعلمون ) . وقال
ابن عطية : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=76وإنه لقسم ) تأكيد للأمر وتنبيه من المقسم به ، وليس هذا باعتراض بين الكلامين ، بل هذا معنى قصد التهمم به ، وإنما الاعتراض قوله : ( لو تعلمون ) . انتهى . وكريم : وصف مدح ينفي عنه ما لا يليق به . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ( كريم ) : حسن مرضي في جنسه من الكتب ، أو نفاع جم المنافع ، أو كريم على الله تعالى . (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=78في كتاب مكنون ) : أي مصون . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ومجاهد : الكتاب الذي في السماء . وقال
عكرمة : التوراة والإنجيل ، كأنه قال : ذكر في كتاب مكنون كرمه وشرفه ، فالمعنى على هذا الاستشهاد بالكتب المنزلة . وقيل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=78في كتاب مكنون ) : أي في مصاحف للمسلمين مصونة من التبديل والتغيير ، ولم تكن إذ ذاك مصاحف ، فهو إخبار بغيب .
والظاهر أن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=79لا يمسه إلا المطهرون ) وصف لقرآن كريم ، فالمطهرون هم الملائكة . وقيل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=79لا يمسه ) صفة لكتاب مكنون ، فإن كان الكتاب هو الذي في السماء ، فالمطهرون هم الملائكة أيضا : أي لا يطلع عليه من سواهم ، وكذا على قول
عكرمة : هم الملائكة ، وإن أريد بكتاب مكنون الصحف ، فالمعنى : أنه لا ينبغي أن يمسه إلا من هو على طهارة من الناس . وإذا كان (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=79المطهرون ) هم الملائكة ، ( فلا يمسه ) نفي ، ويؤيد المنفي ما يمسه على قراءة
عبد الله . وإذا عني بهم المطهرون من الكفر والجنابة ، فاحتمل أن يكون نفيا محضا ويكون حكمه أنه لا يمسه إلا المطهرون ، وإن كان يمسه غير المطهر ، كما جاء :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374927لا يعضد شجرها ، أي الحكم هذا ، وإن كان قد يقع العضد . واحتمل أن يكون نفيا أريد به النهي ، فالضمة في السين إعراب . واحتمل أن يكون نهيا فلو فك ظهر الجزم ، ولكنه لما أدغم كان مجزوما في التقدير ، والضمة فيه لأجل ضمة الهاء ، كما جاء في الحديث : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374928إنا لم نرده عليك " ، إلا أنه جزم ، وهو مجزوم ، ولم يحفظ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه في نحو هذا من المجزوم المدغم المتصل بالهاء ضمير المذكر إلا الضم . قال
ابن عطية : والقول بأن لا يمسه نهي ، قول فيه ضعف ، وذلك أنه إذا كان خبرا ، فهو في موضع الصفة وقوله بعد ذلك ( تنزيل ) صفة ، فإذا جعلناه نهيا ، جاء معناه أجنبيا معترضا بين الصفات ، وذلك لا يحسن في وصف الكلام فتدبره . وفي حرف
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ما يمسه ، وهذا يقوي ما رجحته من الخبر الذي معناه حقه وقدره أن لا يمسه إلا طاهر . انتهى .
ولا يتعين أن يكون ( تنزيل ) صفة ، بل يجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف ، فيحسن إذ ذاك أن يكون (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=79لا يمسه ) نهيا . وذكروا هنا حكم مس المصحف ، وذلك مذكور في الفقه ، وليس في الآية دليل على منع ذلك . وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=79المطهرون ) اسم مفعول من طهر مشددا ;
وعيسى : كذلك مخففا من أطهر ، ورويت عن
نافع وأبي عمرو . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان الفارسي : المطهرون ، بخف الطاء وشد الهاء وكسرها اسم فاعل من طهر ، أي المطهرين أنفسهم ; وعنه أيضا المطهرون بشدهما ، أصله المتطهرون ، فأدغم التاء في الطاء ، ورويت عن
الحسن وعبد الله بن عوف .
[ ص: 215 ] وقرئ : المتطهرون . وقرئ : تنزيلا بالنصب ، أي نزل تنزيلا ، والإشارة في : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=81أفبهذا الحديث ) للقرآن ، و ( أنتم ) : خطاب للكفار ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=81مدهنون ) ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : مهاودون فيما لا يحل . وقال أيضا : مكذبون . (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=82وتجعلون رزقكم ) : أي شكر ما رزقكم الله من إنزال القرآن عليكم تكذيبكم به ، أي تضعون مكان الشكر التكذيب ، ومن هذا المعنى قول الراجز :
مكان شكر القوم عند المنن كي الصحيحات وفقء الأعين
وقرأ
علي nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس : وتجعلون شكركم ، وذلك على سبيل التفسير لمخالفته السواد . وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=15464الهيثم بن عدي أن من لغة أزد شنوءة ما رزق فلان فلانا ، بمعنى : ما شكره . قيل : نزلت في الأنواء ، ونسبة السقيا إليها ، والرزق : المطر ، فالمعنى : ما يرزقكم الله من الغيب . وقال
ابن عطية : أجمع المفسرون على أن الآية توبيخ للقائلين في المطر ، هذا بنوء كذا وكذا ، وهذا بنوء الأسد ، وهذا بنوء الجوزاء ، وغير ذلك . وقرأ الجمهور : ( تكذبون ) من التكذيب ;
وعلي والمفضل عن
عاصم : من الكذب ، فالمعنى من التكذيب أنه ليس من عند الله ، أي القرآن أو المطر ، حيث ينسبون ذلك إلى النجوم . ومن الكذب قولهم : في القرآن سحر وافتراء ، وفي المطر من الأنواء .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=83فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون ) ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ترتيب الآية : فلولا ترجعونها إذا بلغت الحلقوم إن كنتم غير مدينين ، فلولا الثانية مكررة للتوكيد ، والضمير في ترجعونها للنفس . وقال
ابن عطية : توقيف على موضع عجز يقتضي النظر فيه أن الله مالك كل شيء . ( وأنتم ) : إشارة إلى جميع البشر ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=84حينئذ ) : حين إذ بلغت الحلقوم ، ( تنظرون ) : أي إلى النازع في الموت . وقرأ
عيسى : حينئذ بكسر النون إتباعا لحركة الهمزة في إذ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=85ونحن أقرب إليه منكم ) بالعلم والقدرة ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=85ولكن لا تبصرون ) : من البصيرة بالقلب ، أو ( أقرب ) : أي ملائكتنا ورسلنا ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=85ولكن لا تبصرون ) : من البصر بالعين . ثم عاد التوقيف والتقدير ثانية بلفظ التخصيص . والمدين : المملوك . قال
الأخطل :
ربت ورباني في حجرها ابن مدينة
قيل :
ابن مملوكة يصف عبدا ابن أمة ، وآخر البيت :
تراه على مسحانة يتوكل
والمعنى : فلولا ترجعون النفس البالغة إلى الحلقوم إن كنتم غير مملوكين وغير مقهورين . (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=87إن كنتم صادقين ) في تعطيلكم وكفركم بالمحيي المميت المبدئ المعيد ، إذ كانوا فيما ذهبوا إليه من أن القرآن سحر وافتراء ، وأن ما نزل من المطر هو بنوء كذا تعطيل للصانع وتعجيز له . وقال
ابن عطية : قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=87ترجعونها ) سد مسد جوابها ، والبيانات التي تقتضيها التخصيصات ، وإذا من قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=83فلولا إذا ) ، و " إن " المتكررة ، وحمل بعض القول بعضا إيجازا واقتصارا . انتهى . وتقول : ( إذا ) ليست شرطية ، فتسد (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=87ترجعونها ) مسد جوابها ، بل هي ظرف غير شرط معمول لترجعونها المحذوف بعد فلولا ، لدلالة ترجعونها في التخصيص الثاني عليه ، فجاء التخصيص الأول مقيدا بوقت بلوغ الحلقوم ، وجاء التخصيص الثاني معلقا على انتفاء مربوبيتهم ، وهم لا يقدرون على رجوعها ، إذ مربوبيتهم موجودة ، فهم مقهورون لا قدرة لهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=88فأما إن كان ) : أي المتوفى ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=88من المقربين ) : وهم السابقون . وقرأ الجمهور ; (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=89فروح ) ، بفتح الراء ;
وعائشة ، عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ،
والحسن ،
وقتادة ،
ونوح القارئ ،
والضحاك ،
والأشهب ،
وشعيب بن الحبحاب ،
nindex.php?page=showalam&ids=16043وسليمان التيمي ،
nindex.php?page=showalam&ids=14355والربيع بن خيثم ،
nindex.php?page=showalam&ids=17002ومحمد بن علي ،
nindex.php?page=showalam&ids=12107وأبو عمران الجوني ،
والكلبي ،
وفياض ،
وعبيد ،
وعبد الوارث عن
أبي عمرو ،
ويعقوب بن صيان ،
وزيد ،
ورويس عنه : بضمها . قال
الحسن : الروح : الرحمة ، لأنها كالحياة للمرحوم . وقال أيضا : روحه تخرج في ريحان . وقيل : الروح : البقاء ، أي فهذان له معا ، وهو الخلود مع الرزق . وقال
مجاهد : الريحان : الرزق . وقال
الضحاك : الاستراحة . وقال
أبو العالية وقتادة والحسن [ ص: 216 ] أيضا : الريحان ، هذا الشجر المعروف في الدنيا ، يلقى المقرب ريحانا من الجنة . وقال
الخليل : هو ظرف كل بقلة طيبة فيها أوائل النور . وقال صلى الله عليه وسلم ، في
الحسن والحسين ، رضي الله تعالى عنهما : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374929هما ريحانتاي من الدنيا " . وقال
ابن عطية : الريحان : مما تنبسط به النفوس ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=89فروح ) : فسلام ، فنزل الفاء جواب أما تقدم . أما وهي في تقدير الشرط ، وإن كان من المقربين ، وإن كان من أصحاب اليمين ، وإن كان من المكذبين الضالين شرط ; وإذا اجتمع شرطان ، كان الجواب للسابق منهما . وجواب الثاني محذوف ، ولذلك كان فعل الشرط ماضي اللفظ ، أو مصحوبا بلم ، وأغنى عنه جواب أما ، هذا مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه . وذهب
أبو علي الفارسي إلى أن الفاء جواب إن ، وجواب أما محذوف ، وله قول موافق لمذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه . وذهب
الأخفش إلى أن الفاء جواب لأما والشرط معا ، وقد أبطلنا هذين المذهبين في كتابنا المسمى بالتذييل والتكميل في شرح التسهيل ، والخطاب في ذلك للرسول ، صلى الله عليه وسلم ، أي لا ترى فيهم يا
محمد إلا السلامة من العذاب . ثم لكل معتبر من أمته ، صلى الله عليه وسلم قبل لمن يخاطبه : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=91من أصحاب اليمين ) . فقال
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري : المعنى : فسلام لك أنت من أصحاب اليمين . وقال قوم : المعنى : فيقال لهم : مسلم لك إنك من أصحاب اليمين . وقيل : فسلام لك يا صاحب اليمين من إخوانك أصحاب اليمين ، أي يسلمون عليك ، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=26إلا قيلا سلاما سلاما ) . والمكذبون الضالون هم أصحاب المشأمة ، أصحاب الشمال . وقرأ الجمهور : وتصلية رفعا ، عطفا على (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=93فنزل ) ;
وأحمد بن موسى والمنقري واللؤلؤي عن
أبي عمرو : بجر عطفا على ( من حميم ) . ولما انقضى الإخبار بتقسيم أحوالهم وما آل إليه كل قسم منهم ، أكد ذلك بقوله : ( إن هذا ) : أي إن هذا الخبر المذكور في هذه السورة (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=95هو حق اليقين ) ، فقيل : هو من إضافة المترادفين على سبيل المبالغة ، كما تقول : هذا يقين اليقين وصواب الصواب ، بمعنى أنها نهاية في ذلك ، فهما بمعنى واحد أضيف على سبيل المبالغة . وقيل : هو من إضافة الموصوف إلى صفته جعل الحق مباينا لليقين ، أي الثابت المتيقن . ولما تقدم ذكر الأقسام الثلاثة مسهبا الكلام فيهم ، أمره تعالى بتنزيهه عن ما لا يليق به من الصفات . ولما أعاد التقسيم موجزا الكلام فيه ، أمره أيضا بتنزيهه وتسبيحه والإقبال على عبادة ربه ، والإعراض عن أقوال الكفرة المنكرين للبعث والحساب والجزاء . ويظهر أن " سبح " يتعدى تارة بنفسه ، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=1سبح اسم ربك الأعلى ) ، ويسبحوه ; وتارة بحرف الجر ، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=96فسبح باسم ربك العظيم ) ، والعظيم يجوز أن يكون صفة لاسم ، ويجوز أن يكون صفة لربك .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=63أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ ) : مَا تَذْرُونَهُ فِي الْأَرْضِ وَتَبْذُرُونَهُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=64أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ ) : أَيْ زَرْعًا يَتِمُّ وَيَنْبُتُ حَتَّى يُنْتَفَعَ بِهِ ، وَالْحُطَامُ : الْيَابِسُ الْمُتَفَتِّتُ الَّذِي لَمْ يَكُنْ لَهُ حَبٌّ يُنْتَفَعُ بِهِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=65فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ) ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٌ وَقَتَادَةُ : تَعْجَبُونَ . وَقَالَ
عِكْرِمَةُ : تَلَاوَمُونَ . وَقَالَ
الْحَسَنُ : تَنْدَمُونَ . وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : تَنْفَجِعُونَ ، وَهَذَا كُلُّهُ تَفْسِيرٌ بِاللَّازِمِ . وَمَعْنَى تَفَكَّهُونَ : تَطْرَحُونَ الْفُكَاهَةَ عَنْ أَنْفُسِكُمْ وَهِيَ الْمَسَرَّةُ ، وَرَجُلٌ فَكِهٌ : مُنْبَسِطُ النَّفْسِ غَيْرُ مُكْتَرِثٍ بِشَيْءٍ ، وَتَفَكَّهَ مِنْ أَخَوَاتِ تَخَرَّجَ وَتَحَوَّبَ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=65فَظَلْتُمْ ) ، بِفَتْحِ الظَّاءِ وَلَامٍ وَاحِدَةٍ ;
وَأَبُو حَيْوَةَ وَأَبُو بَكْرٍ فِي رِوَايَةِ
الْقَيْكِيِّ عَنْهُ : بِكَسْرِهَا . كَمَا قَالُوا : مَسَّتْ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِهَا ، وَحَكَاهَا
nindex.php?page=showalam&ids=16004الثَّوْرِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ ،
[ ص: 212 ] وَجَاءَتْ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشِ . وَقَرَأَ
عَبْدُ اللَّهِ وَالْجَحْدَرِيُّ : فَظَلِلْتُمْ عَلَى الْأَصْلِ ، بِكَسْرِ اللَّامِ . وَقَرَأَ
الْجَحْدَرِيُّ أَيْضًا : بِفَتْحِهَا ، وَالْمَشْهُورُ ظَلِلْتُ بِالْكَسْرِ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=65تَفَكَّهُونَ ) ; وَأَبُو حَرَامٍ : بِالنُّونِ بَدَلَ الْهَاءِ . قَالَ
ابْنُ خَالَوَيْهِ : تَفَكَّهَ : تَعَجَّبَ ، وَتَفَكَّنَ : تَنَدَّمَ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=66إِنَّا لَمُغْرَمُونَ ) ، قَبْلَهُ مَحْذُوفٌ : أَيْ يَقُولُونَ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : إِنَّا ;
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ وَالْجَحْدَرِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ : أَئِنَّا بِهَمْزَتَيْنِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=66لَمُغْرَمُونَ ) : أَيْ مُعَذَّبُونَ مِنَ الْغَرَامِ ، وَهُوَ أَشَدُّ الْعَذَابِ ، قَالَ :
إِنْ يُعَذِّبْ يَكُنْ غَرَامًا وَإِنْ يُعْطِ جَزِيلًا فَإِنَّهُ لَا يُبَالِي
أَوْ لَمُحَمَّلُونَ الْغُرْمَ فِي النَّفَقَةِ إِذْ ذَهَبَ عَنَّا ، غَرِمَ الرَّجُلُ وَأَغْرَمْتُهُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=67بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ) : مَحْدُودُونَ ، لَا حَظَّ لَنَا فِي الْخَيْرِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=68الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ ) : هَذَا الْوَصْفُ يُغْنِي عَنْ وَصْفِهِ بِالْعَذْبِ . أَلَا تَرَى مُقَابِلَهُ ، وَهُوَ الْأُجَاجُ ؟ وَدَخَلَتِ اللَّامُ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=65لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا ) ، وَسَقَطَتْ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=70جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا ) ، وَكِلَاهُمَا فَصِيحٌ . وَطَوَّلَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ فِي مُسَوِّغِ ذَلِكَ ، وَمُلَخَّصُهُ : أَنَّ الْحَرْفَ إِذَا كَانَ فِي مَكَانٍ ، وَعُرِفَ وَاشْتُهِرَ فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ ، جَازَ حَذْفُهُ لِشُهْرَةِ أَمْرِهِ . فَإِنَّ اللَّامَ عَلَمٌ لِارْتِبَاطِ الْجُمْلَةِ الثَّانِيَةِ بِالْأُولَى ، فَجَازَ حَذْفُهُ اسْتِغْنَاءً بِمَعْرِفَةِ السَّامِعِ . وَذُكِرَ فِي كَلَامِهِ أَنَّ الثَّانِيَ امْتَنَعَ لِامْتِنَاعِ الْأَوَّلِ ، وَلَيْسَ كَمَا ذَكَرَ ، إِنَّمَا هَذَا قَوْلُ ضُعَفَاءِ الْمُعْرِبِينَ . وَالَّذِي ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ : أَنَّهَا حَرْفٌ لِمَا كَانَ سَيَقَعُ لِوُقُوعِ الْأَوَّلِ . وَيُفْسِدُ قَوْلَ أُولَئِكَ الضُّعَفَاءِ قَوْلُهُمْ : لَوْ كَانَ إِنْسَانًا لَكَانَ حَيَوَانًا ، فَالْحَيَوَانِيَّةُ لَا تَمْتَنِعُ لِامْتِنَاعِ الْإِنْسَانِيَّةِ . ثُمَّ قَالَ : وَيَجُوزُ أَنْ يُقَالَ : إِنَّ هَذِهِ اللَّامَ مُفِيدَةٌ مَعْنَى التَّوْكِيدِ لَا مَحَالَةَ ، وَأُدْخِلَتْ فِي آيَةِ الْمَطْعُومِ دُونَ آيَةِ الْمَشْرُوبِ لِلدَّلَالَةِ عَلَى أَنَّ أَمْرَ الْمَطْعُومِ مُقَدَّمٌ عَلَى أَمْرِ الْمَشْرُوبِ ، وَأَنَّ الْوَعِيدَ بِفَقْدِهِ أَشَدُّ وَأَصْعَبُ مِنْ قِبَلِ أَنَّ الْمَشْرُوبَ إِنَّمَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ تَبَعًا لِلْمَطْعُومِ ، وَلِهَذَا قُدِّمَتْ آيَةُ الْمَطْعُومِ عَلَى آيَةِ الْمَشْرُوبِ . وَالظَّاهِرُ أَنَّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=72شَجَرَتَهَا ) ، الْمُرَادُ مِنْهُ الشَّجَرُ الَّذِي يُقْدَحُ مِنْهُ النَّارُ . وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالشَّجَرَةِ نَفْسُ النَّارِ ، كَأَنَّهُ يَقُولُ : نَوْعُهَا أَوْ جِنْسُهَا ، فَاسْتَعَارَ الشَّجَرَةَ لِذَلِكَ ، وَهَذَا قَوْلٌ مُتَكَلَّفٌ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=73نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً ) : أَيْ لِنَارِ جَهَنَّمَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=73وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ ) : أَيِ النَّازِلِينَ الْأَرْضَ الْقُوَا ، وَهِيَ الْقَفْرُ . وَقِيلَ : لِلْمُسَافِرِينَ ، وَهُوَ قَرِيبٌ مِمَّا قَبْلَهُ ; وَقَوْلُ
ابْنِ زَيْدٍ : الْجَائِعِينَ ، ضَعِيفٌ جِدًّا . وَقَدَّمَ مِنْ فَوَائِدِ النَّارِ مَا هُوَ أَهَمُّ وَآكَدُ مِنْ تَذْكِيرِهَا بِنَارِ جَهَنَّمَ ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ بِفَائِدَتِهَا فِي الدُّنْيَا . وَهَذِهِ الْأَرْبَعَةُ الَّتِي ذَكَرَهَا اللَّهُ تَعَالَى وَوَقَّفَهُمْ عَلَيْهَا ، مِنْ أَمْرِ خَلْقِهِمْ وَمَا بِهِ قِوَامُ عَيْشِهِمْ مِنَ الْمَطْعُومِ وَالْمَشْرُوبِ . وَالنَّارُ مِنْ أَعْظَمِ الدَّلَائِلِ عَلَى الْبَعْثِ ، وَفِيهَا انْتِقَالٌ مِنْ شَيْءٍ إِلَى شَيْءٍ ، وَإِحْدَاثُ شَيْءٍ مِنْ شَيْءٍ ، وَلِذَلِكَ أَمَرَ فِي آخِرِهَا بِتَنْزِيهِهِ تَعَالَى عَمَّا يَقُولُ الْكَافِرُونَ . وَوَصَفَ تَعَالَى نَفْسَهُ بِالْعَظِيمِ ، إِذْ مَنْ هَذِهِ أَفْعَالُهُ تَدُلُّ عَلَى عَظَمَتِهِ وَكِبْرِيَائِهِ وَانْفِرَادِهِ بِالْخَلْقِ وَالْإِنْشَاءِ .
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=75nindex.php?page=treesubj&link=29027فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=76وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=77إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=78فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=79لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=80تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=81أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=82وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=83فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=84وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=85وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=86فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=87تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=88فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=89فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=90وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=91فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=92وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=93فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=94وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=95إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=96فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ) .
[ ص: 213 ] قَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( فَلَا أُقْسِمُ ) ، فَقِيلَ : لَا زَائِدَةٌ مُؤَكِّدَةٌ ، مِثْلُهَا فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=29لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ ) ، وَالْمَعْنَى : فَأُقْسِمُ . وَقِيلَ : الْمَنْفِيُّ الْمَحْذُوفُ ، أَيْ فَلَا صِحَّةَ لِمَا يَقُولُ الْكُفَّارُ . ثُمَّ ابْتَدَأَ أُقْسِمُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَبَعْضُ النُّحَاةِ ; وَلَا يَجُوزُ ، لِأَنَّ فِي ذَلِكَ حَذْفَ اسْمِ لَا وَخَبَرِهَا ، وَلَيْسَ جَوَابًا لِسَائِلٍ سَأَلَ ، فَيُحْتَمَلُ ذَلِكَ ، نَحْوَ قَوْلِهِ ( لَا ) لِمَنْ قَالَ : هَلْ مِنْ رَجُلٍ فِي الدَّارِ ؟ وَقِيلَ : تَوْكِيدُ مُبَالَغَةٍ مَا ، وَهِيَ كَاسْتِفْتَاحِ كَلَامٍ شَبَهُهُ فِي الْقَسَمِ إِلَّا فِي شَائِعِ الْكَلَامِ الْقَسَمِ وَغَيْرِهِ ، وَمِنْهُ .
فَلَا وَأَبِي أَعْدَائِهَا لَا أَخُونُهَا
وَالْأَوْلَى عِنْدِي أَنَّهَا لَامٌ أُشْبِعَتْ فَتْحَتُهَا ، فَتَوَلَّدَتْ مِنْهَا أَلِفٌ ، كَقَوْلِهِ :
أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْعَقْرَبِ
وَهَذَا وَإِنْ كَانَ قَلِيلًا ، فَقَدْ جَاءَ نَظِيرُهُ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=37فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ ) بِيَاءٍ بَعْدَ الْهَمْزَةِ ، وَذَلِكَ فِي قِرَاءَةِ
هِشَامٍ ، فَالْمَعْنَى : فَلَأُقْسِمُ ، كَقِرَاءَةِ
الْحَسَنِ وَعِيسَى ، وَخَرَّجَ قِرَاءَةَ
الْحَسَنِ أَبُو الْفَتْحِ عَلَى تَقْدِيرِ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، أَيْ فَلَأَنَا أُقْسِمُ ، وَتَبِعَهُ عَلَى ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ . وَإِنَّمَا ذَهَبَا إِلَى ذَلِكَ لِأَنَّهُ فِعْلٌ حَالٌ ، وَفِي الْقَسَمِ عَلَيْهِ خِلَافٌ . فَالَّذِي اخْتَارَهُ
ابْنُ عُصْفُورٍ وَغَيْرُهُ أَنَّ فِعْلَ الْحَالِ لَا يَجُوزُ أَنْ يُقْسَمَ عَلَيْهِ ، فَاحْتَاجُوا إِلَى أَنْ يُصَوِّرُوا الْمُضَارِعَ خَبَرًا لِمُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، فَتَصِيرُ الْجُمْلَةُ اسْمِيَّةً ، فَيُقْسَمَ عَلَيْهَا . وَذَهَبَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ إِلَى أَنَّ جَوَازَ الْقَسَمِ عَلَى فِعْلِ الْحَالِ ، وَهَذَا الَّذِي أَخْتَارُهُ ، فَتَقُولُ : وَاللَّهِ لَيَخْرُجُ زَيْدٌ ، وَعَلَيْهِ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
لَيَعْلَمُ رَبِّي أَنَّ بَيْتِيَ وَاسِعُ
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : فِي قِرَاءَةِ الْحَسَنِ ، وَلَا يَصِحُّ أَنْ تَكُونَ اللَّامُ لَامَ قَسَمٍ لِأَمْرَيْنِ ، أَحَدُهُمَا : أَنَّ حَقَّهَا أَنْ تُقْرَنَ بِهَا النُّونُ الْمُؤَكِّدَةُ ، وَالْإِخْلَالُ بِهَا ضَعِيفٌ قَبِيحٌ ; وَالثَّانِي : أَنَّ لَأَفْعَلَنَّ فِي جَوَابِ الْقَسَمِ لِلِاسْتِقْبَالِ ، وَفِعْلُ الْقَسَمِ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ لِلْحَالِ . انْتَهَى . أَمَّا الْأَمْرُ الْأَوَّلُ فَفِيهِ خِلَافٌ ، فَالَّذِي قَالَهُ قَوْلُ الْبَصْرِيِّينَ ، وَأَمَّا الْكُوفِيُّونَ فَيَخْتَارُونَ ذَلِكَ ، وَلَكِنْ يُجِيزُونَ تَعَاقُبَهُمَا ، فَيُجِيزُونَ لَأَضْرِبَنَّ زَيْدًا ، وَأَضْرِبَنَّ عَمْرًا . وَأَمَّا الثَّانِي فَصَحِيحٌ ، لَكِنَّهُ هُوَ الَّذِي رَجَحَ عِنْدَنَا أَنْ تَكُونَ اللَّامُ فِي لَا أُقْسِمُ لَامَ الْقَسَمِ ، وَأُقْسِمُ فِعْلَ حَالٍ ، وَالْقَسَمُ قَدْ يَكُونُ جَوَابًا لِلْقَسَمِ ; كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=107وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى ) . فَاللَّامُ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=107وَلَيَحْلِفُنَّ ) جَوَابُ قَسَمٍ ، وَهُوَ قَسَمٌ ، لَكِنَّهُ لَمَّا لَمْ يَكُنْ حَلِفُهُمْ حَالًا ، بَلْ مُسْتَقْبَلًا ، لَزِمَتِ النُّونُ ، وَهِيَ مُخْلِصَةُ الْمُضَارِعِ لِلِاسْتِقْبَالِ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=75بِمَوَاقِعِ ) جَمْعًا ;
وَعُمَرُ وَعَبْدُ اللَّهِ nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ وَحَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ :
[ ص: 214 ] بِمَوْقِعِ مُفْرَدًا ، مُرَادًا بِهِ الْجَمْعُ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَعِكْرِمَةُ وَمُجَاهِدٌ وَغَيْرُهُمْ : هِيَ نُجُومُ الْقُرْآنِ الَّتِي أُنْزِلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَيُؤَيِّدُ هَذَا الْقَوْلَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=77إِنَّهُ لَقُرْآنٌ ) ، فَعَادَ الضَّمِيرُ عَلَى مَا يُفْهَمُ مِنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=75بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ) ، أَيْ نُجُومِ الْقُرْآنِ . وَقِيلَ : النُّجُومُ : الْكَوَاكِبُ وَمَوَاقِعُهَا . قَالَ
مُجَاهِدٌ وَأَبُو عُبَيْدَةَ : عِنْدَ طُلُوعِهَا وَغُرُوبِهَا . وَقَالَ
قَتَادَةُ : مَوَاقِعُهَا : مَوَاضِعُهَا مِنَ السَّمَاءِ . وَقَالَ
الْحَسَنُ : مَوَاقِعُهَا عِنْدَ الِانْكِدَارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . وَقِيلَ : عِنْدَ الِانْفِضَاضِ إِثْر الْعُفَارِي ، وَمَنْ تَأَوَّلَ النُّجُومَ عَلَى أَنَّهَا الْكَوَاكِبُ ، جَعَلَ الضَّمِيرَ فِي إِنَّهُ يُفَسِّرُهُ سِيَاقُ الْكَلَامِ ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=32حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ) .
وَفِي إِقْسَامِهِ تَعَالَى بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ سِرٌّ فِي تَعْظِيمِ ذَلِكَ لَا نَعْلَمُهُ نَحْنُ ، وَقَدْ أَعْظَمَ ذَلِكَ تَعَالَى فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=76وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ) . وَالْجُمْلَةُ الْمُقْسَمُ عَلَيْهَا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=77إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ) ، وَفَصَلَ بَيْنَ الْقَسَمِ وَجَوَابِهِ ; فَالظَّاهِرُ أَنَّهُ اعْتِرَاضٌ بَيْنَهُمَا ، وَفِيهِ اعْتِرَاضٌ بَيْنَ الصِّفَةِ وَالْمَوْصُوفِ بِقَوْلِهِ : ( لَوْ تَعْلَمُونَ ) . وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=76وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ ) تَأْكِيدٌ لِلْأَمْرِ وَتَنْبِيهٌ مِنَ الْمُقْسَمِ بِهِ ، وَلَيْسَ هَذَا بِاعْتِرَاضٍ بَيْنَ الْكَلَامَيْنِ ، بَلْ هَذَا مَعْنًى قُصِدَ التَّهَمُّمِ بِهِ ، وَإِنَّمَا الِاعْتِرَاضُ قَوْلُهُ : ( لَوْ تَعْلَمُونَ ) . انْتَهَى . وَكَرِيمٌ : وَصْفُ مَدْحٍ يَنْفِي عَنْهُ مَا لَا يَلِيقُ بِهِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : ( كَرِيمٌ ) : حَسَنٌ مُرْضِيٌّ فِي جِنْسِهِ مِنَ الْكُتُبِ ، أَوْ نَفَّاعٌ جَمُّ الْمَنَافِعِ ، أَوْ كَرِيمٌ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى . (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=78فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ ) : أَيْ مَصُونٍ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٌ : الْكِتَابُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ . وَقَالَ
عِكْرِمَةُ : التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ ، كَأَنَّهُ قَالَ : ذُكِرَ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ كَرَمُهُ وَشَرَفُهُ ، فَالْمَعْنَى عَلَى هَذَا الِاسْتِشْهَادِ بِالْكُتُبِ الْمُنَزَّلَةِ . وَقِيلَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=78فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ ) : أَيْ فِي مَصَاحِفَ لِلْمُسْلِمِينَ مَصُونَةٍ مِنَ التَّبْدِيلِ وَالتَّغْيِيرِ ، وَلَمْ تَكُنْ إِذْ ذَاكَ مَصَاحِفُ ، فَهُوَ إِخْبَارٌ بِغَيْبٍ .
وَالظَّاهِرُ أَنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=79لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ) وَصْفٌ لِقُرْآنٍ كَرِيمٍ ، فَالْمُطَهَّرُونَ هُمُ الْمَلَائِكَةُ . وَقِيلَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=79لَا يَمَسُّهُ ) صِفَةٌ لِكِتَابٍ مَكْنُونٍ ، فَإِنْ كَانَ الْكِتَابُ هُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ ، فَالْمُطَهَّرُونَ هُمُ الْمَلَائِكَةُ أَيْضًا : أَيْ لَا يَطَّلِعُ عَلَيْهِ مَنْ سِوَاهُمْ ، وَكَذَا عَلَى قَوْلِ
عِكْرِمَةَ : هُمُ الْمَلَائِكَةُ ، وَإِنْ أُرِيدَ بِكِتَابٍ مَكْنُونٍ الصُّحُفُ ، فَالْمَعْنَى : أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَمَسَّهُ إِلَّا مَنْ هُوَ عَلَى طَهَارَةٍ مِنَ النَّاسِ . وَإِذَا كَانَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=79الْمُطَهَّرُونَ ) هُمُ الْمَلَائِكَةُ ، ( فَلَا يَمَسُّهُ ) نَفْيٌ ، وَيُؤَيِّدُ الْمَنْفِيَّ مَا يَمَسُّهُ عَلَى قِرَاءَةِ
عَبْدِ اللَّهِ . وَإِذَا عُنِيَ بِهِمُ الْمُطَهَّرُونَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْجَنَابَةِ ، فَاحْتَمَلَ أَنْ يَكُونَ نَفْيًا مَحْضًا وَيَكُونَ حُكْمُهُ أَنَّهُ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ، وَإِنْ كَانَ يَمَسُّهُ غَيْرُ الْمُطَهَّرِ ، كَمَا جَاءَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374927لَا يُعْضَدُ شَجَرُهَا ، أَيِ الْحُكْمُ هَذَا ، وَإِنْ كَانَ قَدْ يَقَعُ الْعَضَدُ . وَاحْتَمَلَ أَنْ يَكُونَ نَفْيًا أُرِيدَ بِهِ النَّهْيُ ، فَالضَّمَّةُ فِي السِّينِ إِعْرَابٌ . وَاحْتَمَلَ أَنْ يَكُونَ نَهْيًا فَلَوْ فُكَّ ظَهَرُ الْجَزْمُ ، وَلَكِنَّهُ لَمَّا أُدْغِمَ كَانَ مَجْزُومًا فِي التَّقْدِيرِ ، وَالضَّمَّةُ فِيهِ لِأَجْلِ ضَمَّةِ الْهَاءِ ، كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374928إِنَّا لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكَ " ، إِلَّا أَنَّهُ جُزِمَ ، وَهُوَ مَجْزُومٌ ، وَلَمْ يَحْفَظْ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ فِي نَحْوِ هَذَا مِنَ الْمَجْزُومِ الْمُدْغَمِ الْمُتَّصِلِ بِالْهَاءِ ضَمِيرِ الْمُذَكَّرِ إِلَّا الضَّمَّ . قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَالْقَوْلُ بِأَنَّ لَا يَمَسُّهُ نَهْيٌ ، قَوْلٌ فِيهِ ضَعْفٌ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا كَانَ خَبَرًا ، فَهُوَ فِي مَوْضِعِ الصِّفَةِ وَقَوْلُهُ بَعْدَ ذَلِكَ ( تَنْزِيلٌ ) صِفَةٌ ، فَإِذَا جَعَلْنَاهُ نَهْيًا ، جَاءَ مَعْنَاهُ أَجْنَبِيًّا مُعْتَرَضًا بَيْنَ الصِّفَاتِ ، وَذَلِكَ لَا يَحْسُنُ فِي وَصْفِ الْكَلَامِ فَتَدَبَّرْهُ . وَفِي حَرْفِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ مَا يَمَسُّهُ ، وَهَذَا يُقَوِّي مَا رَجَّحْتُهُ مِنَ الْخَبَرِ الَّذِي مَعْنَاهُ حَقُّهُ وَقَدْرُهُ أَنْ لَا يَمَسَّهُ إِلَّا طَاهِرٌ . انْتَهَى .
وَلَا يَتَعَيَّنُ أَنْ يَكُونَ ( تَنْزِيلٌ ) صِفَةً ، بَلْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ خَبَرَ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، فَيَحْسُنُ إِذْ ذَاكَ أَنْ يَكُونَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=79لَا يَمَسُّهُ ) نَهْيًا . وَذَكَرُوا هَنَا حُكْمَ مَسِّ الْمُصْحَفِ ، وَذَلِكَ مَذْكُورٌ فِي الْفِقْهِ ، وَلَيْسَ فِي الْآيَةِ دَلِيلٌ عَلَى مَنْعِ ذَلِكَ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=79الْمُطَهَّرُونَ ) اسْمَ مَفْعُولٍ مِنْ طَهَّرَ مُشَدَّدًا ;
وَعِيسَى : كَذَلِكَ مُخَفَّفًا مِنْ أَطْهَرَ ، وَرُوِيَتْ عَنْ
نَافِعٍ وَأَبِي عَمْرٍو . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=23سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ : الْمُطَهَّرُونَ ، بِخَفِّ الطَّاءِ وَشَدِّ الْهَاءِ وَكَسْرِهَا اسْمَ فَاعِلٍ مِنْ طَهَرَ ، أَيِ الْمُطَهِّرِينَ أَنْفُسَهُمْ ; وَعَنْهُ أَيْضًا الْمُطَّهَّرُونَ بِشَدِّهِمَا ، أَصْلُهُ الْمُتَطَهِّرُونَ ، فَأُدْغِمَ التَّاءُ فِي الطَّاءِ ، وَرُوِيَتْ عَنِ
الْحَسَنِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ .
[ ص: 215 ] وَقُرِئَ : الْمُتَطَهِّرُونَ . وَقُرِئَ : تَنْزِيلًا بِالنَّصْبِ ، أَيْ نُزِّلَ تَنْزِيلًا ، وَالْإِشَارَةُ فِي : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=81أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ ) لِلْقُرْآنِ ، وَ ( أَنْتُمْ ) : خِطَابٌ لِلْكُفَّارِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=81مُدْهِنُونَ ) ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : مُهَاوِدُونَ فِيمَا لَا يَحِلُّ . وَقَالَ أَيْضًا : مُكَذِّبُونَ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=82وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ ) : أَيْ شُكْرُ مَا رَزَقَكُمُ اللَّهُ مِنْ إِنْزَالِ الْقُرْآنِ عَلَيْكُمْ تَكْذِيبُكُمْ بِهِ ، أَيْ تَضَعُونَ مَكَانَ الشُّكْرِ التَّكْذِيبَ ، وَمِنْ هَذَا الْمَعْنَى قَوْلُ الرَّاجِزِ :
مَكَانُ شُكْرِ الْقَوْمِ عِنْدَ الْمِنَنِ كَيُّ الصَّحِيحَاتِ وَفَقْءُ الْأَعْيُنِ
وَقَرَأَ
عَلِيٌّ nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ : وَتَجْعَلُونَ شُكْرَكُمْ ، وَذَلِكَ عَلَى سَبِيلِ التَّفْسِيرِ لِمُخَالَفَتِهِ السَّوَادَ . وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=15464الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ أَنَّ مِنْ لُغَةِ أَزْدِ شَنُوءَةَ مَا رَزَقَ فُلَانٌ فُلَانًا ، بِمَعْنَى : مَا شَكَرَهُ . قِيلَ : نَزَلَتْ فِي الْأَنْوَاءِ ، وَنِسْبَةُ السُّقْيَا إِلَيْهَا ، وَالرِّزْقُ : الْمَطَرُ ، فَالْمَعْنَى : مَا يَرْزُقُكُمُ اللَّهُ مِنَ الْغَيْبِ . وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : أَجْمَعَ الْمُفَسِّرُونَ عَلَى أَنَّ الْآيَةَ تَوْبِيخٌ لِلْقَائِلِينَ فِي الْمَطَرِ ، هَذَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا ، وَهَذَا بِنَوْءِ الْأَسَدِ ، وَهَذَا بِنَوْءِ الْجَوْزَاءِ ، وَغَيْرُ ذَلِكَ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( تُكَذِّبُونَ ) مِنَ التَّكْذِيبِ ;
وَعَلِيٌّ وَالْمُفَضَّلُ عَنْ
عَاصِمٍ : مِنَ الْكَذِبِ ، فَالْمَعْنَى مِنَ التَّكْذِيبِ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، أَيِ الْقُرْآنُ أَوِ الْمَطَرُ ، حَيْثُ يَنْسُبُونَ ذَلِكَ إِلَى النُّجُومِ . وَمِنَ الْكَذِبِ قَوْلُهُمْ : فِي الْقُرْآنِ سِحْرٌ وَافْتِرَاءٌ ، وَفِي الْمَطَرِ مِنَ الْأَنْوَاءِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=83فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ ) ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : تَرْتِيبُ الْآيَةِ : فَلَوْلَا تَرْجِعُونَهَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ، فَلَوْلَا الثَّانِيَةُ مُكَرِّرَةٌ لِلتَّوْكِيدِ ، وَالضَّمِيرُ فِي تَرْجِعُونَهَا لِلنَّفْسِ . وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : تَوْقِيفٌ عَلَى مَوْضِعِ عَجْزٍ يَقْتَضِي النَّظَرَ فِيهِ أَنَّ اللَّهَ مَالِكُ كُلِّ شَيْءٍ . ( وَأَنْتُمْ ) : إِشَارَةٌ إِلَى جَمِيعِ الْبَشَرِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=84حِينَئِذٍ ) : حِينَ إِذْ بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ، ( تَنْظُرُونَ ) : أَيْ إِلَى النَّازِعِ فِي الْمَوْتِ . وَقَرَأَ
عِيسَى : حِينَئِذٍ بِكَسْرِ النُّونِ إِتْبَاعًا لِحَرَكَةِ الْهَمْزَةِ فِي إِذْ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=85وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ ) بِالْعِلْمِ وَالْقُدْرَةِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=85وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ ) : مِنَ الْبَصِيرَةِ بِالْقَلْبِ ، أَوْ ( أَقْرَبُ ) : أَيْ مَلَائِكَتُنَا وَرُسُلُنَا ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=85وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ ) : مِنَ الْبَصَرِ بِالْعَيْنِ . ثُمَّ عَادَ التَّوْقِيفُ وَالتَّقْدِيرُ ثَانِيَةً بِلَفْظِ التَّخْصِيصِ . وَالْمَدِينُ : الْمَمْلُوكُ . قَالَ
الْأَخْطَلُ :
رَبَّتْ وَرَبَّانِي فِي حِجْرِهَا ابْنُ مَدِينَةٍ
قِيلَ :
ابْنُ مَمْلُوكَةٍ يَصِفُ عَبْدًا ابْنَ أَمَةٍ ، وَآخِرُ الْبَيْتِ :
تَرَاهُ عَلَى مَسْحَانَةٍ يَتَوَكَّلُ
وَالْمَعْنَى : فَلَوْلَا تَرْجِعُونَ النَّفْسَ الْبَالِغَةَ إِلَى الْحُلْقُومِ إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَمْلُوكِينَ وَغَيْرَ مَقْهُورِينَ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=87إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) فِي تَعْطِيلِكُمْ وَكُفْرِكُمْ بِالْمُحْيِي الْمُمِيتِ الْمُبْدِئِ الْمُعِيدِ ، إِذْ كَانُوا فِيمَا ذَهَبُوا إِلَيْهِ مِنْ أَنَّ الْقُرْآنَ سِحْرٌ وَافْتِرَاءٌ ، وَأَنَّ مَا نَزَلَ مِنَ الْمَطَرِ هُوَ بِنَوْءِ كَذَا تَعْطِيلٌ لِلصَّانِعِ وَتَعْجِيزٌ لَهُ . وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : قَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=87تَرْجِعُونَهَا ) سَدَّ مَسَدَّ جَوَابِهَا ، وَالْبَيَانَاتُ الَّتِي تَقْتَضِيهَا التَّخْصِيصَاتُ ، وَإِذَا مِنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=83فَلَوْلَا إِذَا ) ، وَ " إِنْ " الْمُتَكَرِّرَةُ ، وَحَمَلَ بَعْضُ الْقَوْلِ بَعْضًا إِيجَازًا وَاقْتِصَارًا . انْتَهَى . وَتَقُولُ : ( إِذَا ) لَيْسَتْ شَرْطِيَّةً ، فَتَسُدُّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=87تَرْجِعُونَهَا ) مَسَدَّ جَوَابِهَا ، بَلْ هِيَ ظَرْفٌ غَيْرُ شَرْطٍ مَعْمُولٌ لِتَرْجِعُونَهَا الْمَحْذُوفِ بَعْدَ فَلَوْلَا ، لِدَلَالَةِ تَرْجِعُونَهَا فِي التَّخْصِيصِ الثَّانِي عَلَيْهِ ، فَجَاءَ التَّخْصِيصُ الْأَوَّلُ مُقَيَّدًا بِوَقْتِ بُلُوغِ الْحُلْقُومِ ، وَجَاءَ التَّخْصِيصُ الثَّانِي مُعَلَّقًا عَلَى انْتِفَاءِ مَرْبُوبِيَّتِهِمْ ، وَهُمْ لَا يَقْدِرُونَ عَلَى رُجُوعِهَا ، إِذْ مَرْبُوبِيَّتِهِمْ مَوْجُودَةٌ ، فَهُمْ مَقْهُورُونَ لَا قُدْرَةَ لَهُمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=88فَأَمَّا إِنْ كَانَ ) : أَيِ الْمُتَوَفَّى ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=88مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ) : وَهُمُ السَّابِقُونَ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ ; (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=89فَرَوْحٌ ) ، بِفَتْحِ الرَّاءِ ;
وَعَائِشَةُ ، عَنِ النَّبِيِّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ ،
وَالْحَسَنُ ،
وَقَتَادَةُ ،
وَنُوحٌ الْقَارِئُ ،
وَالضَّحَّاكُ ،
وَالْأَشْهَبُ ،
وَشُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16043وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14355وَالرَّبِيعُ بْنُ خَيْثَمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17002وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12107وَأَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ ،
وَالْكَلْبِيُّ ،
وَفَيَّاضٌ ،
وَعُبَيْدٌ ،
وَعَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ
أَبِي عَمْرٍو ،
وَيَعْقُوبُ بْنُ صَيَّانَ ،
وَزَيْدٌ ،
وَرُوَيْسٌ عَنْهُ : بِضَمِّهَا . قَالَ
الْحَسَنُ : الرُّوحُ : الرَّحْمَةُ ، لِأَنَّهَا كَالْحَيَاةِ لِلْمَرْحُومِ . وَقَالَ أَيْضًا : رُوحُهُ تَخْرُجُ فِي رَيْحَانٍ . وَقِيلَ : الرُّوحُ : الْبَقَاءُ ، أَيْ فَهَذَانِ لَهُ مَعًا ، وَهُوَ الْخُلُودُ مَعَ الرِّزْقِ . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : الرَّيْحَانُ : الرِّزْقُ . وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : الِاسْتِرَاحَةُ . وَقَالَ
أَبُو الْعَالِيَةِ وَقَتَادَةُ وَالْحَسَنُ [ ص: 216 ] أَيْضًا : الرَّيْحَانُ ، هَذَا الشَّجَرُ الْمَعْرُوفُ فِي الدُّنْيَا ، يَلْقَى الْمُقَرَّبُ رَيْحَانًا مِنَ الْجَنَّةِ . وَقَالَ
الْخَلِيلُ : هُوَ ظَرْفُ كُلِّ بَقْلَةٍ طَيِّبَةٍ فِيهَا أَوَائِلُ النَّوْرِ . وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِي
الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374929هُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنَ الدُّنْيَا " . وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : الرَّيْحَانُ : مِمَّا تَنْبَسِطُ بِهِ النُّفُوسُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=89فَرَوْحٌ ) : فَسَلَامٌ ، فَنُزُلٌ الْفَاءُ جَوَابُ أَمَّا تَقَدَّمَ . أَمَّا وَهِيَ فِي تَقْدِيرِ الشَّرْطِ ، وَإِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ، وَإِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ شَرْطٌ ; وَإِذَا اجْتَمَعَ شَرْطَانِ ، كَانَ الْجَوَابُ لِلسَّابِقِ مِنْهُمَا . وَجَوَابُ الثَّانِي مَحْذُوفٌ ، وَلِذَلِكَ كَانَ فِعْلُ الشَّرْطِ مَاضِيَ اللَّفْظِ ، أَوْ مَصْحُوبًا بِلَمْ ، وَأَغْنَى عَنْهُ جَوَابُ أَمَّا ، هَذَا مَذْهَبُ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ . وَذَهَبَ
أَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ إِلَى أَنَّ الْفَاءَ جَوَابُ إِنْ ، وَجَوَابُ أَمَّا مَحْذُوفٌ ، وَلَهُ قَوْلٌ مُوَافِقٌ لِمَذْهَبِ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ . وَذَهَبَ
الْأَخْفَشُ إِلَى أَنَّ الْفَاءَ جَوَابٌ لَأَمَّا وَالشَّرْطِ مَعًا ، وَقَدْ أَبْطَلْنَا هَذَيْنِ الْمَذْهَبَيْنِ فِي كِتَابِنَا الْمُسَمَّى بِالتَّذْيِيلِ وَالتَّكْمِيلِ فِي شَرْحِ التَّسْهِيلِ ، وَالْخِطَابُ فِي ذَلِكَ لِلرَّسُولِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَيْ لَا تَرَى فِيهِمْ يَا
مُحَمَّدُ إِلَّا السَّلَامَةَ مِنَ الْعَذَابِ . ثُمَّ لِكُلِّ مُعْتَبِرٍ مِنْ أُمَّتِهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَلٌ لِمَنْ يُخَاطِبُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=91مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ) . فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ : الْمَعْنَى : فَسَلَامٌ لَكَ أَنْتَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ . وَقَالَ قَوْمٌ : الْمَعْنَى : فَيُقَالُ لَهُمْ : مُسَلَّمٌ لَكَ إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ . وَقِيلَ : فَسَلَامٌ لَكَ يَا صَاحِبَ الْيَمِينِ مِنْ إِخْوَانِكَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ، أَيْ يُسَلِّمُونَ عَلَيْكَ ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=26إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا ) . وَالْمُكَذِّبُونَ الضَّالُّونَ هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ ، أَصْحَابُ الشِّمَالِ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : وَتَصْلِيَةُ رَفْعًا ، عَطْفًا عَلَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=93فَنُزُلٌ ) ;
وَأَحْمَدُ بْنُ مُوسَى وَالْمِنْقَرِيُّ وَاللُّؤْلُؤِيُّ عَنْ
أَبِي عَمْرٍو : بِجَرٍّ عَطْفًا عَلَى ( مِنْ حَمِيمٍ ) . وَلَمَّا انْقَضَى الْإِخْبَارُ بِتَقْسِيمِ أَحْوَالِهِمْ وَمَا آلَ إِلَيْهِ كُلُّ قِسْمٍ مِنْهُمْ ، أَكَّدَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ : ( إِنَّ هَذَا ) : أَيْ إِنَّ هَذَا الْخَبَرَ الْمَذْكُورَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=95هُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ) ، فَقِيلَ : هُوَ مِنْ إِضَافَةِ الْمُتَرَادِفَيْنِ عَلَى سَبِيلِ الْمُبَالَغَةِ ، كَمَا تَقُولُ : هَذَا يَقِينُ الْيَقِينِ وَصَوَابُ الصَّوَابِ ، بِمَعْنَى أَنَّهَا نِهَايَةٌ فِي ذَلِكَ ، فَهُمَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ أُضِيفَ عَلَى سَبِيلِ الْمُبَالَغَةِ . وَقِيلَ : هُوَ مِنْ إِضَافَةِ الْمَوْصُوفِ إِلَى صِفَتِهِ جُعِلَ الْحَقُّ مُبَايِنًا لِلْيَقِينِ ، أَيِ الثَّابِتِ الْمُتَيَقَّنِ . وَلَمَّا تَقَدَّمَ ذِكْرُ الْأَقْسَامِ الثَّلَاثَةِ مُسْهَبًا الْكَلَامُ فِيهِمْ ، أَمَرَهُ تَعَالَى بِتَنْزِيهِهِ عَنْ مَا لَا يَلِيقُ بِهِ مِنَ الصِّفَاتِ . وَلَمَّا أَعَادَ التَّقْسِيمَ مُوجِزًا الْكَلَامَ فِيهِ ، أَمَرَهُ أَيْضًا بِتَنْزِيهِهِ وَتَسْبِيحِهِ وَالْإِقْبَالِ عَلَى عِبَادَةِ رَبِّهِ ، وَالْإِعْرَاضِ عَنْ أَقْوَالِ الْكَفَرَةِ الْمُنْكِرِينَ لِلْبَعْثِ وَالْحِسَابِ وَالْجَزَاءِ . وَيَظْهَرُ أَنَّ " سَبِّحْ " يَتَعَدَّى تَارَةً بِنَفْسِهِ ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=1سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) ، وَيُسَبِّحُوهُ ; وَتَارَةً بِحَرْفِ الْجَرِّ ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=96فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ) ، وَالْعَظِيمُ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ صِفَةً لِاسْمِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ صِفَةً لِرَبِّكَ .