(
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=54ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=55أئنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=56فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=57فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها من الغابرين nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=58وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين ) .
( ولوطا ) عطف على ( صالحا ) أي وأرسلنا لوطا ، أو على ( الذين آمنوا ) أي وأنجينا
لوطا ، أو بـ " اذكر " مضمرة ، وإذ بدل منه ، أقوال . و ( أتأتون ) استفهام إنكار وتوبيخ ، وأبهم أولا في قوله : ( الفاحشة ) ثم عينها في قوله : ( أئنكم لتأتون الرجال ) . وقوله : ( وأنتم تبصرون ) أي تعلمون قبح هذا الفعل المنكر الذي أحدثتموه ، وأنه من أعظم الخطايا ، والعلم بقبح الشيء مع إتيانه أعظم في الذنب ، أو آثار العصاة قبلكم ، أو ينظر بعضكم إلى بعض لا يستتر ولا يتحاشى من إظهار ذلك مجانة وعدم اكتراث بالمعصية الشنعاء ، أقوال ثلاثة . وانتصب ( شهوة ) على أنه مفعول من أجله ، و ( تجهلون ) غلب فيه الخطاب ، كما غلب في ( بل أنتم قوم تفتنون ) . ومعنى : ( تجهلون ) أي عاقبة ما أنتم عليه ، أو تفعلون فعل السفهاء المجان ، أو فعل من جهل أنها معصية عظيمة مع العلم . أقوال . ولما أنكر عليهم ونسب إلى الجهل ، ولم تكن لهم حجة فيما يأتونه من الفاحشة ، عدلوا إلى المغالبة والإيذاء ، وتقدم معنى يتطهرون في الأعراف . وقرأ الجمهور : ( جواب ) بالنصب ؛
والحسن ،
وابن أبي إسحاق : بالرفع ، والجمهور : ( قدرناها ) بتشديد الدال ؛
وأبو بكر بتخفيفها ،
[ ص: 87 ] وباقي الآية تقدم تفسير نظيره في الأعراف . وساء : بمعنى بئس ، والمخصوص بالذم محذوف ، أي مطرهم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=54وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=55أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=56فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=57فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=58وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ ) .
( وَلُوطًا ) عَطْفٌ عَلَى ( صَالِحًا ) أَيْ وَأَرْسَلْنَا لُوطًا ، أَوْ عَلَى ( الَّذِينَ آمَنُوا ) أَيْ وَأَنْجَيْنَا
لُوطًا ، أَوْ بِـ " اذْكُرْ " مُضْمَرَةٍ ، وَإِذْ بَدَلٌ مِنْهُ ، أَقْوَالٌ . وَ ( أَتَأْتُونَ ) اسْتِفْهَامُ إِنْكَارٍ وَتَوْبِيخٍ ، وَأُبْهِمَ أَوَّلًا فِي قَوْلِهِ : ( الْفَاحِشَةَ ) ثُمَّ عَيَّنَهَا فِي قَوْلِهِ : ( أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ ) . وَقَوْلُهُ : ( وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ ) أَيْ تَعْلَمُونَ قُبْحَ هَذَا الْفِعْلِ الْمُنْكَرِ الَّذِي أَحْدَثْتُمُوهُ ، وَأَنَّهُ مِنْ أَعْظَمِ الْخَطَايَا ، وَالْعِلْمُ بِقُبْحِ الشَّيْءِ مَعَ إِتْيَانِهِ أَعْظَمُ فِي الذَّنْبِ ، أَوْ آثَارَ الْعُصَاةِ قَبْلَكُمْ ، أَوْ يَنْظُرُ بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ لَا يَسْتَتِرُ وَلَا يَتَحَاشَى مِنْ إِظْهَارِ ذَلِكَ مَجَانَةً وَعَدَمَ اكْتِرَاثٍ بِالْمَعْصِيَةِ الشَّنْعَاءِ ، أَقْوَالٌ ثَلَاثَةٌ . وَانْتَصَبَ ( شَهْوَةً ) عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ مِنْ أَجْلِهِ ، وَ ( تَجْهَلُونَ ) غَلَبَ فِيهِ الْخِطَابُ ، كَمَا غَلَبَ فِي ( بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ ) . وَمَعْنَى : ( تَجْهَلُونَ ) أَيْ عَاقِبَةَ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ ، أَوْ تَفْعَلُونَ فِعْلَ السُّفَهَاءِ الْمُجَّانِ ، أَوْ فِعْلَ مَنْ جَهِلَ أَنَّهَا مَعْصِيَةٌ عَظِيمَةٌ مَعَ الْعِلْمِ . أَقْوَالٌ . وَلَمَّا أَنْكَرَ عَلَيْهِمْ وَنَسَبَ إِلَى الْجَهْلِ ، وَلَمْ تَكُنْ لَهُمْ حُجَّةٌ فِيمَا يَأْتُونَهُ مِنَ الْفَاحِشَةِ ، عَدَلُوا إِلَى الْمُغَالَبَةِ وَالْإِيذَاءِ ، وَتَقَدَّمَ مَعْنَى يَتَطَهَّرُونَ فِي الْأَعْرَافِ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( جَوَابَ ) بِالنَّصْبِ ؛
وَالْحَسَنُ ،
وَابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ : بِالرَّفْعِ ، وَالْجُمْهُورُ : ( قَدَّرْنَاهَا ) بِتَشْدِيدِ الدَّالِ ؛
وَأَبُو بَكْرٍ بِتَخْفِيفِهَا ،
[ ص: 87 ] وَبَاقِي الْآيَةِ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ نَظِيرِهِ فِي الْأَعْرَافِ . وَسَاءَ : بِمَعْنَى بِئْسَ ، وَالْمَخْصُوصُ بِالذَّمِّ مَحْذُوفٌ ، أَيْ مَطَرُهُمْ .