(
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=42nindex.php?page=treesubj&link=28994ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=43ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=44ثم أرسلنا رسلنا تترى كل ما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا وجعلناهم أحاديث فبعدا لقوم لا يؤمنون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=45ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=46إلى فرعون وملئه فاستكبروا وكانوا قوما عالين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=47فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=48فكذبوهما فكانوا من المهلكين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=49ولقد آتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=50وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=51ياأيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=52وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=53فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=54فذرهم في غمرتهم حتى حين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=55أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=56نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ) .
[ ص: 407 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=42قرونا ) ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : هم
بنو إسرائيل . وقيل : قصة
لوط و
شعيب و
أيوب و
يونس - صلوات الله عليهم - . (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=43ما تسبق ) إلى آخر الآية تقدم الكلام عليها في الحجر . (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=44ثم أرسلنا رسلنا تترى ) أي لأمم آخرين أنشأناهم بعد أولئك . وقرأ
ابن كثير وأبو عمرو وقتادة وأبو جعفر وشيبة وابن محيصن nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=44تترى ) منونا وباقي السبعة بغير تنوين ، وانتصب على الحال أي متواترين واحدا بعد واحد ، وأضاف الرسل إليه تعالى وأضاف رسولا إلى ضمير الأمة المرسل إليها ; لأن الإضافة تكون بالملابسة ، والرسول يلابس المرسل والمرسل إليه ، فالأول كانت الإضافة لتشريف الرسل ، والثاني كانت الإضافة إلى الأمة حيث كذبته ولم ينجح فيهم إرساله إليهم فناسب الإضافة إليهم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=44فأتبعنا بعضهم بعضا ) أي بعض القرون أو بعض الأمم بعضا في الإهلاك الناشئ عن التكذيب . و (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=44أحاديث ) جمع حديث وهو جمع شاذ ، وجمع أحدوثة وهو جمع قياسي . والظاهر أن المراد الثاني أي صاروا يتحدث بهم وبحالهم في الإهلاك على سبيل التعجب والاعتبار وضرب المثل بهم . وقال
الأخفش : لا يقال هذا إلا في الشر ولا يقال في الخير . قيل : ويجوز أن يكون جمع حديث ، والمعنى أنه لم يبق منهم عين ولا أثر إلا الحديث عنهم . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : الأحاديث تكون اسم جمع للحديث ومنه أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انتهى . وأفاعيل ليس من أبنية اسم الجمع ، وإنما ذكره أصحابنا فيما شذ من الجموع كقطيع وأقاطيع ، وإذا كان عباديد قد حكموا عليه بأنه جمع تكسير وهو لم يلفظ له بواحد فأحرى (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=44أحاديث ) وقد لفظ له وهو حديث ، فالصحيح أنه جمع تكسير لا اسم جمع لما ذكرناه .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=45بآياتنا ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : هي التسع ، وهي العصا ، واليد ، والجراد ، والقمل ، والضفادع ، والدم ، والبحر ، والسنون ، ونقص من الثمرات . (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=45وسلطان مبين ) قيل : هي العصا ، واليد ، وهما اللتان اقترن بهما التحدي ، ويدخل في عموم اللفظ سائر آياتهما كالبحر والمرسلات الست ، وأما غير ذلك مما جرى بعد الخروج من البحر فليست تلك لفرعون بل هي خاصة ب
بني إسرائيل . وقال
الحسن : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=45بآياتنا ) أي بديننا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=45وسلطان مبين ) هو المعجز ، ويجوز أن يراد بالآيات نفس المعجزات ، وبسلطان مبين كيفية دلالتها ; لأنها وإن شاركت آيات الأنبياء فقد فارقتها في قوة دلالتها على قول
موسى - عليه السلام - . قيل : ويجوز أن يراد بالسلطان المبين العصا ; لأنها كانت أم آيات
موسى وأولاها ، وقد تعلقت بها معجزات شتى من انقلابها حية وتلقفها ما أفكته السحرة ، وانفلاق البحر ، وانفجار العيون من الحجر بالضرب بها ، وكونها حارسا وشمعة وشجرة خضراء مثمرة ودلوا ورشاء ، جعلت كأنها ليست بعض الآيات لما استبدت به من الفضل فلذلك عطفت عليها كقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=98وجبريل وميكال ) ، ويجوز أن يراد " بسلطان مبين "
[ ص: 408 ] الآيات أنفسها أي هي آيات وحجة بينة (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=46فاستكبروا ) عن الإيمان ب
موسى وأخيه نفة .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=46قوما عالين ) أي رفيعي الحال في الدنيا أي متطاولين على الناس قاهرين بالظلم ، أو متكبرين كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4إن فرعون علا في الأرض ) أي وكان من شأنهم التكبر . والبشر يطلق على المفرد والجمع كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=26فإما ترين من البشر أحدا ) ولما أطلق على الواحد جازت تثنيته فلذلك جاء : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=47لبشرين ) ، ومثل يوصف به المفرد والمثنى والمجموع والمذكر والمؤنث ولا يؤنث ، وقد يطابق تثنية وجمعا . و (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=47وقومهما ) أي
بنو إسرائيل . (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=47لنا عابدون ) أي خاضعون متذللون ، أو لأنه كان يدعي الإلهية فادعى الناس العبادة ، وأن طاعتهم له عبادة على الحقيقة . وقال
أبو عبيد : العرب تسمي كل من دان للملك عابدا ، ولما كان ذلك الإهلاك كالمعلول للتكذيب أعقبه بالفاء أي فكانوا ممن حكم عليهم بالغرق إذ لم يحصل الغرق عقيب التكذيب .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=49موسى الكتاب ) أي قوم
موسى ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=49الكتاب ) التوراة ، ولذلك عاد الضمير على ذلك المحذوف في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=49لعلهم ) ، ولا يصح عود هذا الضمير في (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=49لعلهم ) على فرعون وقومه ; لأن (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=49الكتاب ) لم يؤته
موسى إلا بعد هلاك فرعون ; لقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=43ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=49لعلهم ) ترج بالنسبة إليهم . (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=49لعلهم يهتدون ) لشرائعها ومواعظها .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=42nindex.php?page=treesubj&link=28994ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا آخَرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=43مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=44ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=45ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=46إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=47فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=48فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=49وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=50وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=51يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=52وَأَنَّ هَذِهِ أُمَتُّكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=53فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=54فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=55أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=56نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَا يَشْعُرُونَ ) .
[ ص: 407 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=42قُرُونًا ) ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : هُمْ
بَنُو إِسْرَائِيلَ . وَقِيلَ : قِصَّةُ
لُوطٍ وَ
شُعَيْبٍ وَ
أَيُّوبَ وَ
يُونُسَ - صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ - . (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=43مَا تَسْبِقُ ) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَيْهَا فِي الْحِجْرِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=44ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى ) أَيْ لِأُمَمٍ آخَرِينَ أَنْشَأْنَاهُمْ بَعْدَ أُولَئِكَ . وَقَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَقَتَادَةُ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَشَيْبَةُ وَابْنُ مُحَيْصِنٍ nindex.php?page=showalam&ids=13790وَالشَّافِعِيُّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=44تَتْرَى ) مُنَوَّنًا وَبَاقِي السَّبْعَةِ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ ، وَانْتَصَبَ عَلَى الْحَالِ أَيْ مُتَوَاتِرِينَ وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ ، وَأَضَافَ الرُّسُلَ إِلَيْهِ تَعَالَى وَأَضَافَ رَسُولًا إِلَى ضَمِيرِ الْأُمَّةِ الْمُرْسَلِ إِلَيْهَا ; لِأَنَّ الْإِضَافَةَ تَكُونُ بِالْمُلَابَسَةِ ، وَالرَّسُولُ يُلَابِسُ الْمُرْسَلَ وَالْمُرْسَلَ إِلَيْهِ ، فَالْأَوَّلُ كَانَتِ الْإِضَافَةُ لِتَشْرِيفِ الرُّسُلِ ، وَالثَّانِي كَانَتِ الْإِضَافَةُ إِلَى الْأُمَّةِ حَيْثُ كَذَّبَتْهُ وَلَمْ يَنْجَحْ فِيهِمْ إِرْسَالُهُ إِلَيْهِمْ فَنَاسَبَ الْإِضَافَةَ إِلَيْهِمْ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=44فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا ) أَيْ بَعْضَ الْقُرُونِ أَوْ بَعْضَ الْأُمَمِ بَعْضًا فِي الْإِهْلَاكِ النَّاشِئِ عَنِ التَّكْذِيبِ . وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=44أَحَادِيثَ ) جَمْعُ حَدِيثٍ وَهُوَ جَمْعٌ شَاذٌّ ، وَجَمْعُ أُحْدُوثَةٍ وَهُوَ جَمْعٌ قِيَاسِيٌّ . وَالظَّاهِرُ أَنِ الْمُرَادَ الثَّانِي أَيْ صَارُوا يُتَحَدَّثُ بِهِمْ وَبِحَالِهِمْ فِي الْإِهْلَاكِ عَلَى سَبِيلِ التَّعَجُّبِ وَالِاعْتِبَارِ وَضَرْبِ الْمَثَلِ بِهِمْ . وَقَالَ
الْأَخْفَشُ : لَا يُقَالُ هَذَا إِلَّا فِي الشَّرِّ وَلَا يُقَالُ فِي الْخَيْرِ . قِيلَ : وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ جَمْعَ حَدِيثٍ ، وَالْمَعْنَى أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ عَيْنٌ وَلَا أَثَرٌ إِلَّا الْحَدِيثُ عَنْهُمْ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : الْأَحَادِيثُ تَكُونُ اسْمَ جَمْعٍ لِلْحَدِيثِ وَمِنْهُ أَحَادِيثُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - انْتَهَى . وَأَفَاعِيلُ لَيْسَ مِنْ أَبْنِيَةِ اسْمِ الْجَمْعِ ، وَإِنَّمَا ذَكَرَهُ أَصْحَابُنَا فِيمَا شَذَّ مِنَ الْجُمُوعِ كَقَطِيعٍ وَأَقَاطِيعَ ، وَإِذَا كَانَ عَبَادِيدُ قَدْ حَكَمُوا عَلَيْهِ بِأَنَّهُ جَمْعُ تَكْسِيرٍ وَهُوَ لَمْ يُلْفَظْ لَهُ بِوَاحِدٍ فَأَحْرَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=44أَحَادِيثَ ) وَقَدْ لُفِظَ لَهُ وَهُوَ حَدِيثٌ ، فَالصَّحِيحُ أَنَّهُ جَمْعُ تَكْسِيرٍ لَا اسْمُ جَمْعٍ لِمَا ذَكَرْنَاهُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=45بِآيَاتِنَا ) قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : هِيَ التِّسْعُ ، وَهِيَ الْعَصَا ، وَالْيَدُ ، وَالْجَرَادُ ، وَالْقُمَّلُ ، وَالضَّفَادِعُ ، وَالدَّمُ ، وَالْبَحْرُ ، وَالسُّنُونَ ، وَنَقْصٌ مِنَ الثَّمَرَاتِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=45وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ ) قِيلَ : هِيَ الْعَصَا ، وَالْيَدُ ، وَهُمَا اللَّتَانِ اقْتَرَنَ بِهِمَا التَّحَدِّي ، وَيَدْخُلُ فِي عُمُومِ اللَّفْظِ سَائِرُ آيَاتِهِمَا كَالْبَحْرِ وَالْمُرْسَلَاتِ السِّتِّ ، وَأَمَّا غَيْرُ ذَلِكَ مِمَّا جَرَى بَعْدَ الْخُرُوجِ مِنَ الْبَحْرِ فَلَيْسَتْ تِلْكَ لِفِرْعَوْنَ بَلْ هِيَ خَاصَّةٌ ب
بَنِي إِسْرَائِيلَ . وَقَالَ
الْحَسَنُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=45بِآيَاتِنَا ) أَيْ بِدِينِنَا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=45وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ ) هُوَ الْمُعْجِزُ ، وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ بِالْآيَاتِ نَفْسُ الْمُعْجِزَاتِ ، وَبِسُلْطَانٍ مُبِينٍ كَيْفِيَّةُ دَلَالَتِهَا ; لِأَنَّهَا وَإِنْ شَارَكَتْ آيَاتِ الْأَنْبِيَاءِ فَقَدْ فَارَقَتْهَا فِي قُوَّةِ دَلَالَتِهَا عَلَى قَوْلِ
مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - . قِيلَ : وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ بِالسُّلْطَانِ الْمُبِينِ الْعَصَا ; لِأَنَّهَا كَانَتْ أُمَّ آيَاتِ
مُوسَى وَأُولَاهَا ، وَقَدْ تَعَلَّقَتْ بِهَا مُعْجِزَاتٌ شَتَّى مِنِ انْقِلَابِهَا حَيَّةً وَتَلَقُّفِهَا مَا أَفَكَتْهُ السَّحَرَةُ ، وَانْفِلَاقِ الْبَحْرِ ، وَانْفِجَارِ الْعُيُونِ مِنَ الْحَجَرِ بِالضَّرْبِ بِهَا ، وَكَوْنِهَا حَارِسًا وَشَمْعَةً وَشَجَرَةً خَضْرَاءَ مُثْمِرَةً وَدَلْوًا وَرِشَاءً ، جُعِلَتْ كَأَنَّهَا لَيْسَتْ بَعْضَ الْآيَاتِ لِمَا اسْتَبَدَّتْ بِهِ مِنَ الْفَضْلِ فَلِذَلِكَ عُطِفَتْ عَلَيْهَا كَقَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=98وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ ) ، وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ " بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ "
[ ص: 408 ] الْآيَاتُ أُنْفُسُهَا أَيْ هِيَ آيَاتٌ وَحُجَّةٌ بَيِّنَةٌ (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=46فَاسْتَكْبَرُوا ) عَنِ الْإِيمَانِ بِ
مُوسَى وَأَخِيهِ نِفَةً .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=46قَوْمًا عَالِينَ ) أَيْ رَفِيعِي الْحَالِ فِي الدُّنْيَا أَيْ مُتَطَاوِلِينَ عَلَى النَّاسِ قَاهِرِينَ بِالظُّلْمِ ، أَوْ مُتَكَبِّرِينَ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ ) أَيْ وَكَانَ مِنْ شَأْنِهِمُ التَّكَبُّرُ . وَالْبَشَرُ يُطْلَقُ عَلَى الْمُفْرَدِ وَالْجَمْعِ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=26فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا ) وَلَمَّا أُطْلِقَ عَلَى الْوَاحِدِ جَازَتْ تَثْنِيَتُهُ فَلِذَلِكَ جَاءَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=47لِبَشَرَيْنِ ) ، وَمِثْلُ يُوصَفُ بِهِ الْمُفْرَدُ وَالْمُثَنَّى وَالْمَجْمُوعُ وَالْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ وَلَا يُؤَنَّثُ ، وَقَدْ يُطَابِقُ تَثْنِيَةً وَجَمْعًا . وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=47وَقَوْمُهُمَا ) أَيْ
بَنُو إِسْرَائِيلَ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=47لَنَا عَابِدُونَ ) أَيْ خَاضِعُونَ مُتَذَلِّلُونَ ، أَوْ لِأَنَّهُ كَانَ يَدَّعِي الْإِلَهِيَّةَ فَادَّعَى النَّاسُ الْعِبَادَةَ ، وَأَنَّ طَاعَتَهُمْ لَهُ عِبَادَةٌ عَلَى الْحَقِيقَةِ . وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ : الْعَرَبُ تُسَمِّي كُلَّ مَنْ دَانَ لِلْمَلِكِ عَابِدًا ، وَلَمَّا كَانَ ذَلِكَ الْإِهْلَاكُ كَالْمَعْلُولِ لِلتَّكْذِيبِ أَعْقَبَهُ بِالْفَاءِ أَيْ فَكَانُوا مِمَّنْ حُكِمَ عَلَيْهِمْ بِالْغَرَقِ إِذْ لَمْ يَحْصُلِ الْغَرَقُ عَقِيبَ التَّكْذِيبِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=49مُوسَى الْكِتَابَ ) أَيْ قَوْمَ
مُوسَى ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=49الْكِتَابَ ) التَّوْرَاةَ ، وَلِذَلِكَ عَادَ الضَّمِيرُ عَلَى ذَلِكَ الْمَحْذُوفِ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=49لَعَلَّهُمْ ) ، وَلَا يَصِحُّ عَوْدُ هَذَا الضَّمِيرِ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=49لَعَلَّهُمْ ) عَلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ ; لِأَنَّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=49الْكِتَابَ ) لَمْ يُؤْتَهُ
مُوسَى إِلَّا بَعْدَ هَلَاكِ فِرْعَوْنَ ; لِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=43وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=49لَعَلَّهُمْ ) تَرَجٍّ بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِمْ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=49لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ) لِشَرَائِعِهَا وَمَوَاعِظِهَا .