(
nindex.php?page=treesubj&link=29075_30434nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=8إنها عليهم موصدة nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=9في عمد ممددة .
هذه جملة يجوز أن تكون صفة ثالثة لـ
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=6نار الله بدون عاطف ، ويجوز أن تكون مستأنفة استئنافا ابتدائيا ، وتأكيدها بـ ( إن ) لتهويل الوعيد بما ينفي عنه احتمال المجاز أو المبالغة .
وموصدة : اسم مفعول من أوصد الباب ، إذا أغلقه غلقا مطبقا . ويقال : آصد بهمزتين إحداهما أصلية والأخرى همزة التعدية ، ويقال : أصد الباب فعلا ثلاثيا ، ولا يقال : وصد بالواو بمعنى أغلق .
وقرأ الجمهور ( موصدة ) بواو بعد الميم على تخفيف الهمزة . وقرأه
أبو عمرو وحمزة وحفص عن
عاصم ويعقوب وخلف بهمزة ساكنة بعد الميم المضمومة .
ومعنى إيصادها عليهم : ملازمة العذاب واليأس من الإفلات منه ، كحال المساجين الذين أغلق عليهم باب السجن ، تمثيل تقريب لشدة العذاب بما هو متعارف في أحوال الناس ، وحال عذاب جهنم أشد مما يبلغه تصور العقول المعتاد .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=9في عمد ممددة حال : إما من ضمير ( عليهم ) أي : في حال كونهم في عمد ، أي : موثوقين في عمد كما يوثق المسجون المغلظ عليه من رجليه في فلقة ذات ثقب يدخل في رجله أو في عنقه كالقرام . وإما حال من ضمير ( إنها )
[ ص: 542 ] أي أن النار الموقدة في عمد ، أي : متوسطة عمدا كما تكون نار الشواء ، إذ توضع عمد وتجعل النار تحتها تمثيلا لأهلها بالشواء .
و ( عمد ) قرأه الجمهور بفتحتين على أنه اسم جمع عمود مثل : أديم وأدم ، وقرأه
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي وأبو بكر عن
عاصم وخلف ( عمد ) بضمتين وهو جمع عمود ، والعمود : خشبة غليظة مستطيلة .
والممددة : المجعولة طويلة جدا ، وهو اسم مفعول من مدده ، إذا بالغ في مده ، أي : الزيادة فيه .
وكل هذه الأوصاف تقوية لتمثيل شدة الإغلاظ عليهم بأقصى ما يبلغه متعارف الناس من الأحوال .
(
nindex.php?page=treesubj&link=29075_30434nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=8إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُوصَدَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=9فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٌ .
هَذِهِ جُمْلَةٌ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ صِفَةً ثَالِثَةً لِـ
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=6نَارُ اللَّهِ بِدُونِ عَاطِفٍ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مُسْتَأْنَفَةً اسْتِئْنَافًا ابْتِدَائِيًّا ، وَتَأْكِيدُهَا بِـ ( إِنَّ ) لِتَهْوِيلِ الْوَعِيدِ بِمَا يَنْفِي عَنْهُ احْتِمَالَ الْمَجَازِ أَوِ الْمُبَالَغَةِ .
وَمُوصَدَةٌ : اسْمُ مَفْعُولٍ مِنْ أَوْصَدَ الْبَابَ ، إِذَا أَغْلَقَهُ غَلْقًا مُطْبَقًا . وَيُقَالُ : آصَدَ بِهَمْزَتَيْنِ إِحْدَاهُمَا أَصْلِيَّةٌ وَالْأُخْرَى هَمْزَةُ التَّعْدِيَةِ ، وَيُقَالُ : أَصَدَ الْبَابَ فِعْلًا ثُلَاثِيًّا ، وَلَا يُقَالُ : وَصَدَ بِالْوَاوِ بِمَعْنَى أَغْلَقَ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ ( مُوصَدَةٌ ) بِوَاوٍ بَعْدَ الْمِيمِ عَلَى تَخْفِيفِ الْهَمْزَةِ . وَقَرَأَهُ
أَبُو عَمْرٍو وَحَمْزَةُ وَحَفْصٌ عَنْ
عَاصِمٍ وَيَعْقُوبُ وَخَلَفٌ بِهَمْزَةٍ سَاكِنَةٍ بَعْدَ الْمِيمِ الْمَضْمُومَةِ .
وَمَعْنَى إِيصَادِهَا عَلَيْهِمْ : مُلَازَمَةُ الْعَذَابِ وَالْيَأْسُ مِنَ الْإِفْلَاتِ مِنْهُ ، كَحَالِ الْمَسَاجِينِ الَّذِينَ أُغْلِقَ عَلَيْهِمْ بَابُ السِّجْنِ ، تَمْثِيلُ تَقْرِيبٍ لِشِدَّةِ الْعَذَابِ بِمَا هُوَ مُتَعَارَفٌ فِي أَحْوَالِ النَّاسِ ، وَحَالُ عَذَابِ جَهَنَّمَ أَشَدُّ مِمَّا يَبْلُغُهُ تَصَوُّرُ الْعُقُولِ الْمُعْتَادُ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=9فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ حَالٌ : إِمَّا مِنْ ضَمِيرِ ( عَلَيْهِمْ ) أَيْ : فِي حَالِ كَوْنِهِمْ فِي عَمَدٍ ، أَيْ : مَوْثُوقِينَ فِي عَمَدٍ كَمَا يُوثَقُ الْمَسْجُونُ الْمُغْلَظُ عَلَيْهِ مِنْ رِجْلَيْهِ فِي فَلْقَةٍ ذَاتِ ثَقْبٍ يُدْخَلُ فِي رِجْلِهِ أَوْ فِي عُنُقِهِ كَالْقِرَامِ . وَإِمَّا حَالٌ مِنْ ضَمِيرِ ( إِنَّهَا )
[ ص: 542 ] أَيْ أَنَّ النَّارَ الْمُوقَدَةَ فِي عَمَدٍ ، أَيْ : مُتَوَسِّطَةٌ عَمَدًا كَمَا تَكُونُ نَارُ الشِّوَاءِ ، إِذْ تُوضَعُ عُمَدٌ وَتُجْعَلُ النَّارُ تَحْتَهَا تَمْثِيلًا لِأَهْلِهَا بِالشِّوَاءِ .
وَ ( عَمَدٍ ) قَرَأَهُ الْجُمْهُورُ بِفَتْحَتَيْنِ عَلَى أَنَّهُ اسْمُ جَمْعِ عَمُودٍ مِثْلَ : أَدِيمٍ وَأُدُمٍ ، وَقَرَأَهُ
حَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ
عَاصِمٍ وَخَلَفٌ ( عُمُدٍ ) بِضَمَّتَيْنِ وَهُوَ جَمْعُ عَمُودٍ ، وَالْعَمُودُ : خَشَبَةٌ غَلِيظَةٌ مُسْتَطِيلَةٌ .
وَالْمُمَدَّدَةُ : الْمَجْعُولَةُ طَوِيلَةً جِدًّا ، وَهُوَ اسْمُ مَفْعُولٍ مِنْ مَدَّدَهُ ، إِذَا بَالَغَ فِي مَدِّهِ ، أَيِ : الزِّيَادَةُ فِيهِ .
وَكُلُّ هَذِهِ الْأَوْصَافِ تَقْوِيَةٌ لِتَمْثِيلِ شِدَّةِ الْإِغْلَاظِ عَلَيْهِمْ بِأَقْصَى مَا يَبْلُغُهُ مُتَعَارَفُ النَّاسِ مِنَ الْأَحْوَالِ .