nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=121nindex.php?page=treesubj&link=28974_19651_30793وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=122إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون .
وجود حرف العطف في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=121وإذ غدوت مانع من تعليق الظرف ببعض الأفعال المتقدمة مثل
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=118ودوا ما عنتم ومثل
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=120يفرحوا بها وعليه فهو آت كما أتت نظائره في أوائل الآي والقصص القرآنية ، وهو من عطف جملة على جملة وقصة على قصة وذلك انتقال اقتضابي فالتقدير : واذكر إذ غدوت . ولا يأتي في هذا تعلق الظرف بفعل مما بعده لأن قوله تبوئ لا يستقيم أن يكون مبدأ الغرض ، وقوله همت لا يصلح لتعليق إذ غدوت لأنه مدخول ( إذ ) أخرى .
ومناسبة ذكر هذه الوقعة عقب ما تقدم أنها من أوضح مظاهر كيد المخالفين في الدين ، والمنافقين ، ولما كان شأن المنافقين
وأهل يثرب واحدا ، ودخيلتهما سواء ، وكانوا يعملون على ما تدبره
اليهود ، جمع الله مكائد الفريقين بذكر
nindex.php?page=treesubj&link=29319غزوة أحد ، وكان نزول هذه السورة عقب غزوة
أحد كما تقدم . فهذه الآيات تشير إلى وقعة
أحد الكائنة في شوال سنة ثلاث من الهجرة ، حين نزل مشركو
مكة ومن معهم من أحلافهم سفح جبل
أحد ، حول
المدينة ، لأخذ الثأر بما نالهم يوم
بدر من الهزيمة ، فاستشار
[ ص: 70 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه فيما يفعلون وفيهم
عبد الله بن أبي ابن سلول رأس المنافقين ، فأشار جمهورهم بالتحصن
بالمدينة حتى إذا دخل عليهم المشركون
المدينة قاتلوهم في الديار والحصون فغلبوهم ، وإذا رجعوا رجعوا خائبين ، وأشار فريق بالخروج ورغبوا في الجهاد وألحوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=treesubj&link=27453فأخذ النبيء - صلى الله عليه وسلم - برأي المشيرين بالخروج ، ولبس لأمته ثم عرض للمسلمين تردد في الخروج فراجعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال
nindex.php?page=hadith&LINKID=10341441لا ينبغي لنبيء أن يلبس لأمته فيضعها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه . وخرج بالمسلمين إلى جبل
أحد وكان الجبل وراءهم ، وصفهم للحرب ، وانكشفت الحرب عن هزيمة خفيفة لحقت المسلمين بسبب مكيدة
عبد الله بن أبي ابن سلول رأس المنافقين ، إذ انخزل هو وثلث الجيش ، وكان عدد جيش المسلمين سبعمائة ، وعدد جيش أهل مكة ثلاثة آلاف ، وهمت
بنو سلمة وبنو حارثة من المسلمين بالانخزال ، ثم عصمهم الله ، فذلك قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=122إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما أي ناصرهما على ذلك الهم الشيطاني ، الذي لو صار عزما لكان سبب شقائهما ، فلعناية الله بهما برأهما الله من فعل ما همتا به ، وفي
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله قال : نحن الطائفتان
بنو حارثة وبنو سلمة وفينا نزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=122إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا وما يسرني أنها لم تنزل والله يقول
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=122والله وليهما وانكشفت الواقعة عن مرجوحية المسلمين إذ قتل منهم سبعون ، وقتل من المشركين نيف وعشرون وقال
أبو سفيان : يومئذ : ( اعل هبل يوم بيوم
بدر والحرب سجال ) وقتل
حمزة - رضي الله عنه - ومثلت به
هند بنت عتبة بن ربيعة ، زوج أبي سفيان ، إذ بقرت عن بطنه وقطعت قطعة من كبده لتأكلها لإحنة كانت في قلبها عليه إذ قتل أباها
عتبة يوم
بدر ، ثم أسلمت بعد وحسن إسلامها . وشج وجه النبيء - صلى الله عليه وسلم - يومئذ وكسرت رباعيته . والغدو : الخروج في وقت الغداة .
و ( من ) في قوله ( من أهلك ) ابتدائية .
[ ص: 71 ] والأهل : الزوج . والكلام بتقدير مضاف يدل عليه فعل ( غدوت ) أي : من بيت أهلك وهو بيت
عائشة - رضي الله عنها - .
و ( تبوئ ) تجعل مباء أي مكان بوء .
والبوء : الرجوع ، وهو هنا المقر لأنه يبوء إليه صاحبه . وانتصب المؤمنين على أنه مفعول أول لـ ( تبوئ ) و ( مقاعد ) مفعول ثان إجراء لفعل تبوئ مجرى تعطي . والمقاعد جمع مقعد . وهو مكان القعود أي الجلوس على الأرض ، والقعود ضد الوقوف والقيام ، وإضافة مقاعد لاسم القتال قرينة على أنه أطلق على المواضع اللائقة بالقتال التي يثبت فيها الجيش ولا ينتقل عنها لأنها لائقة بحركاته ، فأطلق المقاعد هنا على مواضع القرار كناية ، أو مجازا مرسلا بعلاقة الإطلاق ، وشاع ذلك في الكلام حتى ساوى المقر والمكان ، ومنه قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=55في مقعد صدق .
واعلم أن كلمة مقاعد جرى فيها على
nindex.php?page=showalam&ids=15194الشريف الرضي نقد إذ قال في رثاء
أبي إسحاق الصابئ :
أعزز علي بأن أراك وقد خلا عن جانبيك مقاعد العواد
ذكر
ابن الأثير في المثل السائر أن
nindex.php?page=showalam&ids=13239ابن سنان قال : إيراده هذه اللفظة في هذا الموضع صحيح إلا أنه موافق لما يكره ذكره لا سيما وقد أضافه إلى من تحتمل إضافته إليه وهم العواد ، ولو انفرد لكان الأمر سهلا . وقال
ابن الأثير : قد جاءت هذه اللفظة في القرآن فجاءت مرضية وهي قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=121وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال ألا ترى أنها في هذه الآية غير مضافة إلى من تقبح إضافتها إليه .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=121nindex.php?page=treesubj&link=28974_19651_30793وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=122إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ .
وُجُودُ حَرْفِ الْعَطْفِ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=121وَإِذْ غَدَوْتَ مَانِعٌ مِنْ تَعْلِيقِ الظَّرْفِ بِبَعْضِ الْأَفْعَالِ الْمُتَقَدِّمَةِ مِثْلُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=118وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ وَمِثْلُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=120يَفْرَحُوا بِهَا وَعَلَيْهِ فَهُوَ آتٍ كَمَا أَتَتْ نَظَائِرُهُ فِي أَوَائِلِ الْآيِ وَالْقِصَصِ الْقُرْآنِيَّةِ ، وَهُوَ مِنْ عَطْفِ جُمْلَةٍ عَلَى جُمْلَةٍ وَقِصَّةٍ عَلَى قِصَّةٍ وَذَلِكَ انْتِقَالٌ اقْتِضَابِيٌّ فَالتَّقْدِيرُ : وَاذْكُرْ إِذْ غَدَوْتَ . وَلَا يَأْتِي فِي هَذَا تَعَلُّقُ الظَّرْفِ بِفِعْلٍ مِمَّا بَعْدَهُ لِأَنَّ قَوْلَهُ تُبَوِّئُ لَا يَسْتَقِيمُ أَنْ يَكُونَ مَبْدَأَ الْغَرَضِ ، وَقَوْلُهُ هَمَّتْ لَا يَصْلُحُ لِتَعْلِيقِ إِذْ غَدَوْتَ لِأَنَّهُ مَدْخُولُ ( إِذْ ) أُخْرَى .
وَمُنَاسَبَةُ ذِكْرِ هَذِهِ الْوَقْعَةِ عَقِبَ مَا تَقَدَّمَ أَنَّهَا مِنْ أَوْضَحِ مَظَاهِرِ كَيْدِ الْمُخَالِفِينَ فِي الدِّينِ ، وَالْمُنَافِقِينَ ، وَلَمَّا كَانَ شَأْنُ الْمُنَافِقِينَ
وَأَهْلِ يَثْرِبَ وَاحِدًا ، وَدَخِيلَتُهُمَا سَوَاءً ، وَكَانُوا يَعْمَلُونَ عَلَى مَا تُدَبِّرُهُ
الْيَهُودُ ، جَمَعَ اللَّهُ مَكَائِدَ الْفَرِيقَيْنِ بِذِكْرِ
nindex.php?page=treesubj&link=29319غَزْوَةِ أُحُدٍ ، وَكَانَ نُزُولُ هَذِهِ السُّورَةِ عَقِبَ غَزْوَةِ
أُحُدٍ كَمَا تَقَدَّمَ . فَهَذِهِ الْآيَاتُ تُشِيرُ إِلَى وَقْعَةِ
أُحُدٍ الْكَائِنَةِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ مِنَ الْهِجْرَةِ ، حِينَ نَزَلَ مُشْرِكُو
مَكَّةَ وَمَنْ مَعَهُمْ مِنْ أَحْلَافِهِمْ سَفْحَ جَبَلِ
أُحُدٍ ، حَوْلَ
الْمَدِينَةِ ، لِأَخْذِ الثَّأْرِ بِمَا نَالَهُمْ يَوْمَ
بَدْرٍ مِنَ الْهَزِيمَةِ ، فَاسْتَشَارَ
[ ص: 70 ] رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَصْحَابَهُ فِيمَا يَفْعَلُونَ وَفِيهِمْ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ رَأْسُ الْمُنَافِقِينَ ، فَأَشَارَ جُمْهُورُهُمْ بِالتَّحَصُّنِ
بِالْمَدِينَةِ حَتَّى إِذَا دَخَلَ عَلَيْهِمُ الْمُشْرِكُونَ
الْمَدِينَةَ قَاتَلُوهُمْ فِي الدِّيَارِ وَالْحُصُونِ فَغَلَبُوهُمْ ، وَإِذَا رَجَعُوا رَجَعُوا خَائِبِينَ ، وَأَشَارَ فَرِيقٌ بِالْخُرُوجِ وَرَغِبُوا فِي الْجِهَادِ وَأَلَحُّوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=treesubj&link=27453فَأَخَذَ النَّبِيءُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِرَأْيِ الْمُشِيرِينَ بِالْخُرُوجِ ، وَلَبِسَ لَأْمَتَهُ ثُمَّ عَرَضَ لِلْمُسْلِمِينَ تَرَدُّدٌ فِي الْخُرُوجِ فَرَاجَعُوا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=10341441لَا يَنْبَغِي لِنَبِيءٍ أَنْ يَلْبَسَ لَأْمَتَهُ فَيَضَعَهَا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَدُوِّهِ . وَخَرَجَ بِالْمُسْلِمِينَ إِلَى جَبَلِ
أُحُدٍ وَكَانَ الْجَبَلُ وَرَاءَهُمْ ، وَصَفَّهُمْ لِلْحَرْبِ ، وَانْكَشَفَتِ الْحَرْبُ عَنْ هَزِيمَةٍ خَفِيفَةٍ لَحِقَتِ الْمُسْلِمِينَ بِسَبَبِ مَكِيدَةِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ رَأْسِ الْمُنَافِقِينَ ، إِذِ انْخَزَلَ هُوَ وَثُلُثُ الْجَيْشِ ، وَكَانَ عَدَدُ جَيْشِ الْمُسْلِمِينَ سَبْعَمِائَةٍ ، وَعَدَدُ جَيْشِ أَهْلِ مَكَّةَ ثَلَاثَةَ آلَافٍ ، وَهَمَّتْ
بَنُو سَلَمَةَ وَبَنُو حَارِثَةَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِالِانْخِزَالِ ، ثُمَّ عَصَمَهُمُ اللَّهُ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=122إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا أَيْ نَاصِرُهُمَا عَلَى ذَلِكَ الْهَمِّ الشَّيْطَانِيِّ ، الَّذِي لَوْ صَارَ عَزْمًا لَكَانَ سَبَبَ شَقَائِهِمَا ، فَلِعِنَايَةِ اللَّهِ بِهِمَا بَرَّأَهُمَا اللَّهُ مِنْ فِعْلِ مَا هَمَّتَا بِهِ ، وَفِي
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : نَحْنُ الطَّائِفَتَانِ
بَنُو حَارِثَةَ وَبَنُو سَلَمَةَ وَفِينَا نَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=122إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَمَا يَسُرُّنِي أَنَّهَا لَمْ تَنْزِلْ وَاللَّهُ يَقُولُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=122وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَانْكَشَفَتِ الْوَاقِعَةُ عَنْ مَرْجُوحِيَّةِ الْمُسْلِمِينَ إِذْ قُتِلَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ ، وَقُتِلَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ نَيِّفٌ وَعِشْرُونَ وَقَالَ
أَبُو سُفْيَانَ : يَوْمَئِذٍ : ( اعْلُ هُبْلُ يَوْمٌ بِيَوْمِ
بَدْرٍ وَالْحَرْبُ سِجَالٌ ) وَقُتِلَ
حَمْزَةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَمَثَّلَتْ بِهِ
هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ ، زَوْجُ أَبِي سُفْيَانَ ، إِذْ بَقَرَتْ عَنْ بَطْنِهِ وَقَطَعَتْ قِطْعَةً مِنْ كَبِدِهِ لِتَأْكُلَهَا لِإِحْنَةٍ كَانَتْ فِي قَلْبِهَا عَلَيْهِ إِذْ قَتَلَ أَبَاهَا
عُتْبَةَ يَوْمَ
بَدْرٍ ، ثُمَّ أَسْلَمَتْ بَعْدُ وَحَسُنَ إِسْلَامُهَا . وَشُجَّ وَجْهُ النَّبِيءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَئِذٍ وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ . وَالْغُدُوُّ : الْخُرُوجُ فِي وَقْتِ الْغَدَاةِ .
وَ ( مِنْ ) فِي قَوْلِهِ ( مِنْ أَهْلِكَ ) ابْتِدَائِيَّةٌ .
[ ص: 71 ] وَالْأَهْلُ : الزَّوْجُ . وَالْكَلَامُ بِتَقْدِيرِ مُضَافٍ يَدُلُّ عَلَيْهِ فِعْلُ ( غَدَوْتَ ) أَيْ : مِنْ بَيْتِ أَهْلِكَ وَهُوَ بَيْتُ
عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - .
وَ ( تُبَوِّئُ ) تَجْعَلُ مَبَاءً أَيْ مَكَانَ بَوْءٍ .
وَالْبَوْءُ : الرُّجُوعُ ، وَهُوَ هُنَا الْمَقَرُّ لِأَنَّهُ يَبُوءُ إِلَيْهِ صَاحِبُهُ . وَانْتَصَبَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ أَوَّلُ لِـ ( تُبَوِّئُ ) وَ ( مَقَاعِدَ ) مَفْعُولٌ ثَانٍ إِجْرَاءً لِفِعْلِ تُبَوِّئُ مَجْرَى تُعْطِي . وَالْمَقَاعِدُ جَمْعُ مَقْعَدٍ . وَهُوَ مَكَانُ الْقُعُودِ أَيِ الْجُلُوسِ عَلَى الْأَرْضِ ، وَالْقُعُودُ ضِدُّ الْوُقُوفِ وَالْقِيَامِ ، وَإِضَافَةُ مَقَاعِدَ لِاسْمِ الْقِتَالِ قَرِينَةٌ عَلَى أَنَّهُ أَطْلَقَ عَلَى الْمَوَاضِعِ اللَّائِقَةِ بِالْقِتَالِ الَّتِي يَثْبُتُ فِيهَا الْجَيْشُ وَلَا يَنْتَقِلُ عَنْهَا لِأَنَّهَا لَائِقَةٌ بِحَرَكَاتِهِ ، فَأَطْلَقَ الْمَقَاعِدَ هُنَا عَلَى مَوَاضِعِ الْقَرَارِ كِنَايَةً ، أَوْ مَجَازًا مُرْسَلًا بِعَلَاقَةِ الْإِطْلَاقِ ، وَشَاعَ ذَلِكَ فِي الْكَلَامِ حَتَّى سَاوَى الْمَقَرَّ وَالْمَكَانَ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=55فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ .
وَاعْلَمْ أَنَّ كَلِمَةَ مَقَاعِدَ جَرَى فِيهَا عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=15194الشَّرِيفِ الرَّضِيِّ نَقْدٌ إِذْ قَالَ فِي رِثَاءِ
أَبِي إِسْحَاقَ الصَّابِئِ :
أَعْزِزْ عَلَيَّ بِأَنْ أَرَاكَ وَقَدْ خَلَا عَنْ جَانِبَيْكَ مَقَاعِدُ الْعُوَّادِ
ذَكَرَ
ابْنُ الْأَثِيرِ فِي الْمَثَلِ السَّائِرِ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=13239ابْنَ سِنَانٍ قَالَ : إِيرَادُهُ هَذِهِ اللَّفْظَةَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ صَحِيحٌ إِلَّا أَنَّهُ مُوَافِقٌ لِمَا يُكْرَهُ ذِكْرُهُ لَا سِيَّمَا وَقَدْ أَضَافَهُ إِلَى مَنْ تَحْتَمِلُ إِضَافَتُهُ إِلَيْهِ وَهُمُ الْعُوَّادُ ، وَلَوِ انْفَرَدَ لَكَانَ الْأَمْرُ سَهْلًا . وَقَالَ
ابْنُ الْأَثِيرِ : قَدْ جَاءَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ فِي الْقُرْآنِ فَجَاءَتْ مَرْضِيَّةً وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=121وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ أَلَا تَرَى أَنَّهَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ غَيْرُ مُضَافَةٍ إِلَى مَنْ تَقْبُحُ إِضَافَتُهَا إِلَيْهِ .