[ ص: 252 ] بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=28862سورة المزمل
ليس لهذه السورة إلا اسم ( سورة المزمل ) عرفت بالإضافة لهذا اللفظ الواقع في أولها ، فيجوز أن يراد به حكاية اللفظ ، ويجوز أن يراد به النبيء - صلى الله عليه وسلم - موصوفا بالحال الذي نودي به في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=1يا أيها المزمل .
قال
ابن عطية : هي في قول الجمهور مكية إلا قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل إلى نهاية السورة فذلك مدني . وحكى
القرطبي مثل هذا عن
الثعلبي .
وقال في الإتقان : إن استثناء قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل إلى آخر السورة يرده ما أخرجه
الحاكم عن
عائشة نزل بعد نزول صدر السورة بسنة ، وذلك حين فرض قيام الليل في أول الإسلام قبل فرض الصلوات الخمس اهـ .
[ ص: 253 ] يعني وذلك كله
بمكة ، أي : فتكون السورة كلها مكية فتعين أن قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=2قم الليل أمر به في
مكة .
والروايات تظاهرت على أن قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20إن ربك يعلم أنك تقوم إلى آخر السورة نزل مفصولا عن نزول ما قبله بمدة مختلف في قدرها ، فقالت
عائشة : نزل بعد صدر السورة بسنة . ومثله روى
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وقال الجمهور : نزل صدر السورة
بمكة ونزل
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20إن ربك يعلم إلى آخرها
بالمدينة ، أي : بعد نزول أولها بسنين .
فالظاهر أن الأصح أن نزول ( إن ربك يعلم ) إلى آخر السورة نزل
بالمدينة لقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20وآخرون يقاتلون في سبيل الله إن لم يكن ذلك إنباء بمغيب على وجه المعجزة .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير قال : لما أنزل الله على نبيه - صلى الله عليه وسلم - يا أيها المزمل ، مكث النبي - صلى الله عليه وسلم - على هذا الحال عشر سنين يقوم الليل كما أمره الله ، وكانت طائفة من أصحابه يقومون معه فأنزل الله بعد عشر سنين
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20إن ربك يعلم أنك تقوم إلى
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20وأقيموا الصلاة اهـ ، أي : نزلت الآيات الأخيرة في
المدينة بناء على أن
مقام النبيء - صلى الله عليه وسلم -
بمكة كان عشر سنين ، وهو قول جم غفير .
والروايات عن
عائشة مضطربة بعضها يقتضي أن السورة كلها مكية وأن صدرها نزل قبل آخرها بسنة قبل فرض الصلاة وهو ما رواه
الحاكم في نقل صاحب الإتقان . وذلك يقتضي أن أول السورة نزل
بمكة ، وبعض الروايات يقول فيها : إنها كانت تفرش لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حصيرا فصلى عليه من الليل فتسامع الناس فاجتمعوا فخرج مغضبا وخشي أن يكتب عليهم قيام الليل ونزل
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=1يا أيها المزمل nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=2قم الليل إلا قليلا فكتبت عليهم بمنزلة الفريضة ومكثوا على ذلك ثمانية أشهر ثم وضع الله ذلك عنهم ، فأنزل
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل إلى
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20فتاب عليكم ، فردهم إلى الفريضة ووضع عنهم النافلة . وهذا ما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري بسندين إلى
nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة بن عبد الرحمن عن
عائشة ، وهو يقتضي أن السورة كلها مدنية ؛ لأن النبيء - صلى الله عليه وسلم - لم يبن
بعائشة إلا في
المدينة ، ولأن قولها " فخرج مغضبا " يقتضي أنه خرج من بيته المفضي إلى مسجده ، ويؤيده أخبار تثبت قيام الليل في مسجده .
[ ص: 254 ] ولعل سبب هذا الاضطراب اختلاط في الرواية بين فرض قيام الليل وبين الترغيب فيه .
ونسب
القرطبي إلى تفسير
الثعلبي قال : قال
النخعي في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=1يا أيها المزمل كان النبيء - صلى الله عليه وسلم - متزملا بقطيفة
عائشة ، وهي مرط نصفه عليها وهي نائمة ونصفه على النبيء - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي اهـ ، وإنما بنى النبيء - صلى الله عليه وسلم -
بعائشة في
المدينة ، فالذي نعتمد عليه أن أول السورة نزل
بمكة لا محالة كما سنبينه عند قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=5إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا ، وأن قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20إن ربك يعلم أنك تقوم إلى آخر السورة نزل
بالمدينة بعد سنين من نزول أول السورة ؛ لأن فيه ناسخا لوجوب قيام الليل وأنه ناسخ لوجوب قيام الليل عن النبيء - صلى الله عليه وسلم - وأن ما رووه عن
عائشة أن أول ما فرض قيام الليل قبل فرض الصلاة غريب .
وحكى
القرطبي عن
الماوردي : أن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وقتادة قالا : إن آيتين ، وهما
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=10واصبر على ما يقولون إلى قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=11ومهلهم قليلا نزلتا
بالمدينة .
واختلف في عد هذه السورة في ترتيب نزول السور ، والأصح الذي تضافرت عليه الأخبار الصحيحة : أن أول ما نزل سورة العلق واختلف فيما نزل بعد سورة العلق ، فقيل : سورة ( ن والقلم ) ، وقيل نزل بعد العلق سورة المدثر ، ويظهر أنه الأرجح ثم قيل نزلت سورة المزمل بعد القلم فتكون ثالثة . وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=11867جابر بن زيد في تعداد نزول السور ، وعلى القول بأن المدثر هي الثانية . يحتمل أن تكون القلم ثالثة والمزمل رابعة ، ويحتمل أن تكون المزمل هي الثالثة والقلم رابعة ، والجمهور على أن المدثر نزلت قبل المزمل ، وهو ظاهر حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن الزبير عن
عائشة في بدء الوحي من صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وسيأتي عند قوله تعالى (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=1يا أيها المزمل ) .
والأصح أن سبب نزول (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=1يا أيها المزمل ) ما في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله الآتي عند قوله تعالى (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=1يا أيها المزمل ) الآية .
وعدت آيها في عد
أهل المدينة ثمان عشرة آية ، وفي عد
أهل البصرة تسع عشرة ، وفي عد من عداهم عشرون .
[ ص: 252 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=28862سُورَةُ الْمُزَّمِّلِ
لَيْسَ لِهَذِهِ السُّورَةِ إِلَّا اسْمُ ( سُورَةِ الْمُزَّمِّلِ ) عُرِفَتْ بِالْإِضَافَةِ لِهَذَا اللَّفْظِ الْوَاقِعِ فِي أَوَّلِهَا ، فَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ بِهِ حِكَايَةُ اللَّفْظِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ بِهِ النَّبِيءُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَوْصُوفًا بِالْحَالِ الَّذِي نُودِيَ بِهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=1يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ .
قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : هِيَ فِي قَوْلِ الْجُمْهُورِ مَكِّيَّةٌ إِلَّا قَوْلَهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ إِلَى نَهَايَةِ السُّورَةِ فَذَلِكَ مَدَنِيٌّ . وَحَكَى
الْقُرْطُبِيُّ مِثْلَ هَذَا عَنِ
الثَّعْلَبِيِّ .
وَقَالَ فِي الْإِتْقَانِ : إِنَّ اسْتِثْنَاءَ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ إِلَى آخِرِ السُّورَةِ يَرُدُّهُ مَا أَخْرَجَهُ
الْحَاكِمُ عَنْ
عَائِشَةَ نَزَلَ بَعْدَ نُزُولِ صَدْرِ السُّورَةِ بِسَنَةٍ ، وَذَلِكَ حِينَ فُرِضَ قِيَامُ اللَّيْلِ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ قَبْلَ فَرْضِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ اهـ .
[ ص: 253 ] يَعْنِي وَذَلِكَ كُلُّهُ
بِمَكَّةَ ، أَيْ : فَتَكُونُ السُّورَةُ كُلُّهَا مَكِّيَّةً فَتَعَيَّنَ أَنَّ قَوْلَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=2قُمِ اللَّيْلَ أُمِرَ بِهِ فِي
مَكَّةَ .
وَالرِّوَايَاتُ تَظَاهَرَتْ عَلَى أَنَّ قَوْلَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ إِلَى آخِرِ السُّورَةِ نَزَلَ مَفْصُولًا عَنْ نُزُولِ مَا قَبْلَهُ بِمُدَّةٍ مُخْتَلَفٍ فِي قَدْرِهَا ، فَقَالَتْ
عَائِشَةُ : نَزَلَ بَعْدَ صَدْرِ السُّورَةِ بِسَنَةٍ . وَمِثْلُهُ رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَقَالَ الْجُمْهُورُ : نَزَلَ صَدْرُ السُّورَةِ
بِمَكَّةَ وَنَزَلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ إِلَى آخِرِهَا
بِالْمَدِينَةِ ، أَيْ : بَعْدَ نُزُولِ أَوَّلِهَا بِسِنِينَ .
فَالظَّاهِرُ أَنَّ الْأَصَحَّ أَنَّ نُزُولَ ( إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ ) إِلَى آخِرِ السُّورَةِ نَزَلَ
بِالْمَدِينَةِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ إِنْبَاءً بِمُغَيَّبٍ عَلَى وَجْهِ الْمُعْجِزَةِ .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ : لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ، مَكَثَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى هَذَا الْحَالِ عَشْرَ سِنِينَ يَقُومُ اللَّيْلَ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ ، وَكَانَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ يَقُومُونَ مَعَهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ بَعْدَ عَشْرِ سِنِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ إِلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ اهـ ، أَيْ : نَزَلَتِ الْآيَاتُ الْأَخِيرَةُ فِي
الْمَدِينَةِ بِنَاءً عَلَى أَنَّ
مُقَامَ النَّبِيءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
بِمَكَّةَ كَانَ عَشْرَ سِنِينَ ، وَهُوَ قَوْلٌ جَمٌّ غَفِيرٌ .
وَالرِّوَايَاتُ عَنْ
عَائِشَةَ مُضْطَرِبَةٌ بَعْضُهَا يَقْتَضِي أَنَّ السُّورَةَ كُلَّهَا مَكِّيَّةٌ وَأَنَّ صَدْرَهَا نَزَلَ قَبْلَ آخِرِهَا بِسَنَةٍ قَبْلَ فَرْضِ الصَّلَاةِ وَهُوَ مَا رَوَاهُ
الْحَاكِمُ فِي نَقْلِ صَاحِبِ الْإِتْقَانِ . وَذَلِكَ يَقْتَضِي أَنَّ أَوَّلَ السُّورَةِ نَزَلَ
بِمَكَّةَ ، وَبَعْضُ الرِّوَايَاتِ يَقُولُ فِيهَا : إِنَّهَا كَانَتْ تَفْرِشُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَصِيرًا فَصَلَّى عَلَيْهِ مِنَ اللَّيْلِ فَتَسَامَعَ النَّاسُ فَاجْتَمَعُوا فَخَرَجَ مُغْضَبًا وَخَشِيَ أَنْ يَكْتُبَ عَلَيْهِمْ قِيَامُ اللَّيْلِ وَنَزَلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=1يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=2قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا فَكُتِبَتْ عَلَيْهِمْ بِمَنْزِلَةِ الْفَرِيضَةِ وَمَكَثُوا عَلَى ذَلِكَ ثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ ثُمَّ وَضَعَ اللَّهُ ذَلِكَ عَنْهُمْ ، فَأَنْزَلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ إِلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20فَتَابَ عَلَيْكُمْ ، فَرَدَّهُمْ إِلَى الْفَرِيضَةِ وَوَضَعَ عَنْهُمُ النَّافِلَةَ . وَهَذَا مَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ بِسَنَدَيْنِ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=12031أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ
عَائِشَةَ ، وَهُوَ يَقْتَضِي أَنَّ السُّورَةَ كُلَّهَا مَدَنِيَّةٌ ؛ لِأَنَّ النَّبِيءَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يَبْنِ
بِعَائِشَةَ إِلَّا فِي
الْمَدِينَةِ ، وَلِأَنَّ قَوْلَهَا " فَخَرَجَ مُغْضَبًا " يَقْتَضِي أَنَّهُ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ الْمُفْضِي إِلَى مَسْجِدِهِ ، وَيُؤَيِّدُهُ أَخْبَارٌ تُثْبِتُ قِيَامَ اللَّيْلِ فِي مَسْجِدِهِ .
[ ص: 254 ] وَلَعَلَّ سَبَبَ هَذَا الِاضْطِرَابِ اخْتِلَاطٌ فِي الرِّوَايَةِ بَيْنَ فَرْضِ قِيَامِ اللَّيْلِ وَبَيْنَ التَّرْغِيبِ فِيهِ .
وَنَسَبَ
الْقُرْطُبِيُّ إِلَى تَفْسِيرِ
الثَّعْلَبِيِّ قَالَ : قَالَ
النَّخَعِيُّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=1يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ كَانَ النَّبِيءُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُتَزَمِّلًا بِقَطِيفَةِ
عَائِشَةَ ، وَهِيَ مِرْطٌ نِصْفُهُ عَلَيْهَا وَهِيَ نَائِمَةٌ وَنِصْفُهُ عَلَى النَّبِيءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يُصَلِّي اهـ ، وَإِنَّمَا بَنَى النَّبِيءُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
بِعَائِشَةَ فِي
الْمَدِينَةِ ، فَالَّذِي نَعْتَمِدُ عَلَيْهِ أَنَّ أَوَّلَ السُّورَةِ نَزَلَ
بِمَكَّةَ لَا مَحَالَةَ كَمَا سَنُبَيِّنُهُ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=5إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا ، وَأَنَّ قَوْلَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ إِلَى آخِرِ السُّورَةِ نَزَلَ
بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ سِنِينَ مِنْ نُزُولِ أَوَّلِ السُّورَةِ ؛ لِأَنَّ فِيهِ نَاسِخًا لِوُجُوبِ قِيَامِ اللَّيْلِ وَأَنَّهُ نَاسِخٌ لِوُجُوبِ قِيَامِ اللَّيْلِ عَنِ النَّبِيءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَّ مَا رَوَوْهُ عَنْ
عَائِشَةَ أَنَّ أَوَّلَ مَا فُرِضَ قِيَامُ اللَّيْلِ قَبْلَ فَرْضِ الصَّلَاةِ غَرِيبٌ .
وَحَكَى
الْقُرْطُبِيُّ عَنِ
الْمَاوَرْدِيِّ : أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنَ عَبَّاسٍ وَقَتَادَةَ قَالَا : إِنَّ آيَتَيْنِ ، وَهُمَا
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=10وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ إِلَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=11وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا نَزَلَتَا
بِالْمَدِينَةِ .
وَاخْتُلِفَ فِي عَدِّ هَذِهِ السُّورَةِ فِي تَرْتِيبِ نُزُولِ السُّوَرِ ، وَالْأَصَحُّ الَّذِي تَضَافَرَتْ عَلَيْهِ الْأَخْبَارُ الصَّحِيحَةُ : أَنَّ أَوَّلَ مَا نَزَلَ سُورَةُ الْعَلَقِ وَاخْتُلِفَ فِيمَا نَزَلَ بَعْدَ سُورَةِ الْعَلَقِ ، فَقِيلَ : سُورَةُ ( ن وَالْقَلَمِ ) ، وَقِيلَ نَزَلَ بَعْدَ الْعَلَقِ سُورَةُ الْمُدَّثِّرِ ، وَيَظْهَرُ أَنَّهُ الْأَرْجَحُ ثُمَّ قِيلَ نَزَلَتْ سُورَةُ الْمُزَّمِّلِ بَعْدَ الْقَلَمِ فَتَكُونُ ثَالِثَةً . وَهَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=11867جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ فِي تَعْدَادِ نُزُولِ السُّوَرِ ، وَعَلَى الْقَوْلِ بِأَنَّ الْمُدَّثِّرَ هِيَ الثَّانِيَةُ . يَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ الْقَلَمُ ثَالِثَةً وَالْمُزَّمِّلُ رَابِعَةً ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ الْمُزَّمِّلُ هِيَ الثَّالِثَةَ وَالْقَلَمُ رَابِعَةً ، وَالْجُمْهُورُ عَلَى أَنَّ الْمُدَّثِّرَ نَزَلَتْ قَبْلَ الْمُزَّمِّلِ ، وَهُوَ ظَاهِرُ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=16561عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ
عَائِشَةَ فِي بَدْءِ الْوَحْيِ مِنْ صَحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ وَسَيَأْتِي عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=1يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ) .
وَالْأَصَحُّ أَنَّ سَبَبَ نُزُولِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=1يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ) مَا فِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْآتِي عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=1يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ) الْآيَةَ .
وَعُدَّتْ آيُهَا فِي عَدِّ
أَهْلِ الْمَدِينَةِ ثَمَانِ عَشْرَةَ آيَةً ، وَفِي عَدِّ
أَهْلِ الْبِصْرَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ ، وَفِي عَدِّ مَنْ عَدَاهُمْ عِشْرُونَ .