nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=11nindex.php?page=treesubj&link=29033_28861_29497وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين .
عطف على جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=9إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله الآية . عطف التوبيخ على ترك المأمور به بعد ذكر الأمر وسلكت في المعطوفة طريقة الالتفات لخطاب النبيء صلى الله عليه وسلم إيذانا بأنهم أحرياء أن يصرف للخطاب عنهم فحرموا من عز الحضور . وأخبر عنهم بحال الغائبين ، وفيه تعريض بالتوبيخ .
ومقتضى الظاهر أن يقال : وإذا رأيتم تجارة أو لهوا فلا تنفضوا إليها . ومن
[ ص: 228 ] مقتضيات تخريج الكلام على خلاف مقتضى الظاهر هنا أن يكون هذا التوبيخ غير شامل لجميع المؤمنين فإن نفرا منهم بقوا مع النبيء - صلى الله عليه وسلم - حين خطبته ولم يخرجوا للتجارة ولا للهو .
وفي الصحيح عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2002645بينما نحن نصلي مع النبيء - صلى الله عليه وسلم - وهو يخطب يوم الجمعة إذ أقبلت عير من الشام تحمل طعاما فانفتل الناس إليها حتى لم يبق مع النبيء - صلى الله عليه وسلم - إلا اثنا عشر رجلا أنا فيهم . وفي رواية وفيهم
أبو بكر وعمر ، فأنزل الله فيهم هذه الآية التي في الجمعة
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=11وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما اهـ . وقد ذكروا في روايات أخرى أنه بقي مع النبيء - صلى الله عليه وسلم -
أبو بكر ،
وعمر ،
وعثمان ،
وعلي ،
وطلحة ،
والزبير ،
nindex.php?page=showalam&ids=37وسعد بن أبي وقاص ،
nindex.php?page=showalam&ids=38وعبد الرحمن بن عوف ،
nindex.php?page=showalam&ids=5وأبو عبيدة بن الجراح ،
nindex.php?page=showalam&ids=85وسعيد بن زيد ،
وبلال ،
nindex.php?page=showalam&ids=10وعبد الله بن مسعود ،
nindex.php?page=showalam&ids=56وعمار بن ياسر ،
nindex.php?page=showalam&ids=36وجابر بن عبد الله ، فهؤلاء أربعة عشر . وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في حديث
جابر : أنه قال
nindex.php?page=hadith&LINKID=2002646ليس مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا أربعون رجلا .
وعن
مجاهد ومقاتل :
كان النبيء - صلى الله عليه وسلم - يخطب فقدم nindex.php?page=showalam&ids=202دحية بن خليفة الكلبي ( بتجارة فتلقاه أهله بالدفوف فخرج الناس ) . وفي رواية أن
أهل المدينة أصابهم جوع وغلاء شديد فقدم
دحية بتجارة من زيت
الشام . وفي رواية ( وطعام وغير ذلك فخرج الناس من المسجد خشية أن يسبقوا إلى ذلك ) . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله : كانت الجواري إذا نكحن يمررن بالمزامير والطبل فانفضوا إليها ، فلذلك قال الله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=11وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما ، فقد قيل إن ذلك تكرر منهم ثلاث مرات ، فلا شك أن خروجهم كان تارة لأجل مجيء العير وتارة لحضور اللهو .
وروي أن العير نزلت بموضع يقال له : أحجار الزيت فتوهم الراوي فقال : بتجارة الزيت .
وضمير ( إليها ) عائد إلى التجارة لأنها أهم عندهم من اللهو ولأن الحدث الذي نزلت الآية عنده هو مجيء عير دحية من
الشام . واكتفى به عن ضمير اللهو كما في قول
قيس بن الخطيم ، أو
عمرو بن الحارث بن امرئ القيس :
[ ص: 229 ] نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض والرأي مختلف
ولعل التقسيم الذي أفادته ( أو ) في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=11أو لهوا تقسيم لأحوال المنفضين إذ يكون بعضهم من ذوي العائلات خرجوا ليمتاروا لأهلهم ، وبعضهم من الشباب لا همة لهم في الميرة ولكن أحبوا حضور اللهو .
و ( إذا ) ظرف للزمان الماضي مجرد عن معنى الشرط لأن هذا الانفضاض مضى . وليس المراد أنهم سيعودون إليه بعد ما نزل هذا التوبيخ وما قبله من الأمر والتحريض . ومثله قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=83وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=92ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا الآية .
والانفضاض : مطاوع فضه إذا فرقه ، وغلب إطلاقه على غير معنى المطاوعة ، أي بمعنى مطلق كما تفرق . قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=7هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا .
وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=11أو لهوا فيه للتقسيم ، أي منهم من انفض لأجل التجارة ، ومنهم من انفض لأجل اللهو ، وتأنيث الضمير في قوله إليها تغليب للفظ ( تجارة ) لأن التجارة كانت الداعي الأقوى لانفضاضهم .
وجملة (
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=11وتركوك قائما ) تفظيع لفعلهم إذ فرطوا في سماع وعظ النبيء - صلى الله عليه وسلم - ، أي تركوك قائما على المنبر . وذلك في خطبة الجمعة ، والظاهر أنها جملة حالية ، أي تركوك في حال الموعظة والإرشاد فأضاعوا علما عظيما بانفضاضهم إلى التجارة واللهو . وهذه الآية تدل على وجوب حضور الخطبة في صلاة الجمعة إذ لم يقل : وتركوا الصلاة .
وأمر الله نبيئه - صلى الله عليه وسلم - أن يعظهم بأن ما عند الله من الثواب على حضور الجمعة خير من فائدة التجارة ولذة اللهو . وكذلك ما أعد الله من الرزق للذين يؤثرون طاعة الله على ما يشغل عنها من وسائل الارتزاق جزاء لهم على إيثارهم جزاء في الدنيا قبل جزاء الآخرة ، فرب رزق لم ينتفع به الحريص عليه وإن كان كثيرا ، ورب رزق قليل ينتفع به صاحبه ويعود عليه بصلاح ، قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=97من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون .
[ ص: 230 ] وقال حكاية عن خطاب نوع قومه
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=10فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=11يرسل السماء عليكم مدرارا nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=12ويمددكم بأموال وبنين nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=12ويجعل لكم جنات nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=12ويجعل لكم أنهارا .
وذيل الكلام بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=11والله خير الرازقين لأن الله يرزق الرزق لمن يرضى عنه سليما من الأكدار والآثام ، ولأنه يرزق خير الدنيا وخير الآخرة ، ليس غير الله قادرا على ذلك ، والناس في هذا المقام درجات لا يعلمها إلا الله وهو العالم بالسرائر .
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=11nindex.php?page=treesubj&link=29033_28861_29497وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ .
عُطِفَ عَلَى جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=9إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ الْآيَةَ . عُطِفَ التَّوْبِيخُ عَلَى تَرْكِ الْمَأْمُورِ بِهِ بَعْدَ ذِكْرِ الْأَمْرِ وَسُلِكَتْ فِي الْمَعْطُوفَةِ طَرِيقَةُ الِالْتِفَاتِ لِخِطَابِ النَّبِيءِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيذَانًا بِأَنِّهُمْ أَحْرِيَاءُ أَنْ يُصْرَفَ لِلْخِطَابِ عَنْهُمْ فَحُرِمُوا مِنْ عِزِّ الْحُضُورِ . وَأُخْبِرَ عَنْهُمْ بِحَالِ الْغَائِبِينَ ، وَفِيهِ تَعْرِيضٌ بِالتَّوْبِيخِ .
وَمُقْتَضَى الظَّاهِرِ أَنْ يُقَالَ : وَإِذَا رَأَيْتُمْ تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا فَلَا تَنْفَضُّوا إِلَيْهَا . وَمِنْ
[ ص: 228 ] مُقْتَضَيَاتِ تَخْرِيجِ الْكَلَامِ عَلَى خِلَافِ مُقْتَضَى الظَّاهِرِ هُنَا أَنْ يَكُونَ هَذَا التَّوْبِيخُ غَيْرَ شَامِلٍ لِجَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّ نَفَرًا مِنْهُمْ بَقُوا مَعَ النَّبِيءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ خُطْبَتِهِ وَلَمْ يَخْرُجُوا لِلتِّجَارَةِ وَلَا لِلَّهْوِ .
وَفِي الصَّحِيحِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2002645بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ النَّبِيءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِذْ أَقْبَلَتْ عِيرٌ مِنَ الشَّامِ تَحْمِلُ طَعَامًا فَانْفَتَلَ النَّاسُ إِلَيْهَا حَتَّى لَمْ يَبْقَ مَعَ النَّبِيءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَّا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا أَنَا فِيهِمْ . وَفِي رِوَايَةٍ وَفِيهِمْ
أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمْ هَذِهِ الْآيَةَ الَّتِي فِي الْجُمُعَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=11وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا اهـ . وَقَدْ ذَكَرُوا فِي رِوَايَاتٍ أُخْرَى أَنَّهُ بَقِيَ مَعَ النَّبِيءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَبُو بَكْرٍ ،
وَعُمَرُ ،
وَعُثْمَانُ ،
وَعَلِيٌّ ،
وَطَلْحَةُ ،
وَالزُّبَيْرُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=37وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=38وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=5وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=85وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ ،
وَبِلَالٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=10وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=56وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=36وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، فَهَؤُلَاءِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ . وَذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدَّارَقُطْنِيُّ فِي حَدِيثِ
جَابِرٍ : أَنَّهُ قَالَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=2002646لَيْسَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَّا أَرْبَعُونَ رَجُلًا .
وَعَنْ
مُجَاهِدٍ وَمُقَاتِلٍ :
كَانَ النَّبِيءُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَخْطُبُ فَقَدِمَ nindex.php?page=showalam&ids=202دِحْيَةُ بْنُ خَلِيفَةَ الْكَلْبِيُّ ( بِتِجَارَةٍ فَتَلَقَّاهُ أَهْلُهُ بِالدُّفُوفِ فَخَرَجَ النَّاسُ ) . وَفِي رِوَايَةٍ أَنَّ
أَهْلَ الْمَدِينَةِ أَصَابَهُمْ جُوعٌ وَغَلَاءٌ شَدِيدٌ فَقَدِمَ
دِحْيَةُ بِتِجَارَةٍ مِنْ زَيْتِ
الشَّامِ . وَفِي رِوَايَةٍ ( وَطَعَامٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ فَخَرَجَ النَّاسُ مِنَ الْمَسْجِدِ خَشْيَةَ أَنْ يُسْبَقُوا إِلَى ذَلِكَ ) . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ : كَانَتِ الْجَوَارِي إِذَا نُكِحْنَ يُمَرَّرْنَ بِالْمَزَامِيرِ وَالطَّبْلِ فَانْفَضُّوا إِلَيْهَا ، فَلِذَلِكَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=11وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا ، فَقَدْ قِيلَ إِنَّ ذَلِكَ تَكَرَّرَ مِنْهُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، فَلَا شَكَّ أَنَّ خُرُوجَهُمْ كَانَ تَارَةً لِأَجْلِ مَجِيءِ الْعِيرِ وَتَارَةً لِحُضُورِ اللَّهْوِ .
وَرُوِيَ أَنَّ الْعِيرَ نَزَلَتْ بِمَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ : أَحْجَارُ الزَّيْتِ فَتَوَهَّمَ الرَّاوِي فَقَالَ : بِتِجَارَةِ الزَّيْتِ .
وَضَمِيرُ ( إِلَيْهَا ) عَائِدٌ إِلَى التِّجَارَةِ لِأَنَّهَا أَهَمُّ عِنْدَهُمْ مِنَ اللَّهْوِ وَلِأَنَّ الْحَدَثَ الَّذِي نَزَلَتِ الْآيَةُ عِنْدَهُ هُوَ مَجِيءُ عِيرِ دِحْيَةَ مِنَ
الشَّامِ . وَاكْتَفَى بِهِ عَنْ ضَمِيرِ اللَّهْوِ كَمَا فِي قَوْلِ
قَيْسِ بْنِ الْخَطِيمِ ، أَوْ
عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ :
[ ص: 229 ] نَحْنُ بِمَا عِنْدَنَا وَأَنْتَ بِمَا عِنْدَكَ رَاضٍ وَالرَّأْيُ مُخْتَلِفُ
وَلَعَلَّ التَّقْسِيمَ الَّذِي أَفَادَتْهُ ( أَوْ ) فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=11أَوْ لَهْوًا تَقْسِيمٌ لِأَحْوَالِ الْمُنْفَضِّينَ إِذْ يَكُونُ بَعْضُهُمْ مِنْ ذَوِي الْعَائِلَاتِ خَرَجُوا لِيَمْتَارُوا لِأَهْلِهِمْ ، وَبَعْضُهُمْ مِنَ الشَّبَابِ لَا هِمَّةَ لَهُمْ فِي الْمِيرَةِ وَلَكِنْ أَحَبُّوا حُضُورَ اللَّهْوِ .
وَ ( إِذَا ) ظَرْفٌ لِلزَّمَانِ الْمَاضِي مُجَرَّدٌ عَنْ مَعْنَى الشَّرْطِ لِأَنَّ هَذَا الِانْفِضَاضَ مَضَى . وَلَيْسَ الْمُرَادُ أَنَّهُمْ سَيَعُودُونَ إِلَيْهِ بَعْدَ مَا نَزَلَ هَذَا التَّوْبِيخُ وَمَا قَبْلَهُ مِنَ الْأَمْرِ وَالتَّحْرِيضِ . وَمَثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=83وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=92وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا الْآيَةَ .
وَالِانْفِضَاضُ : مُطَاوِعُ فَضَّهُ إِذَا فَرَّقَهُ ، وَغَلَبَ إِطْلَاقُهُ عَلَى غَيْرِ مَعْنَى الْمُطَاوَعَةِ ، أَيْ بِمَعْنًى مُطْلَقٍ كَمَا تَفَرَّقَ . قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=7هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا .
وَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=11أَوْ لَهْوًا فِيهِ لِلتَّقْسِيمِ ، أَيْ مِنْهُمْ مَنِ انْفَضَّ لِأَجْلِ التِّجَارَةِ ، وَمِنْهُمْ مَنِ انْفَضَّ لِأَجْلِ اللَّهْوِ ، وَتَأْنِيثُ الضَّمِيرِ فِي قَوْلِهِ إِلَيْهَا تَغْلِيبٌ لِلَفْظِ ( تِجَارَةٍ ) لِأَنَّ التِّجَارَةَ كَانَتِ الدَّاعِيَ الْأَقْوَى لِانْفِضَاضِهِمْ .
وَجُمْلَةُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=11وَتَرَكُوكَ قَائِمًا ) تَفْظِيعٌ لِفِعْلِهِمْ إِذْ فَرَّطُوا فِي سَمَاعِ وَعْظِ النَّبِيءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، أَيْ تَرَكُوكَ قَائِمًا عَلَى الْمِنْبَرِ . وَذَلِكَ فِي خُطْبَةِ الْجُمُعَةِ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهَا جُمْلَةٌ حَالِيَّةٌ ، أَيْ تَرَكُوكَ فِي حَالِ الْمَوْعِظَةِ وَالْإِرْشَادِ فَأَضَاعُوا عِلْمًا عَظِيمًا بِانْفِضَاضِهِمْ إِلَى التِّجَارَةِ وَاللَّهْوِ . وَهَذِهِ الْآيَةُ تَدُلُّ عَلَى وُجُوبِ حُضُورِ الْخُطْبَةِ فِي صَلَاةِ الْجُمُعَةِ إِذْ لَمْ يَقُلْ : وَتَرَكُوا الصَّلَاةَ .
وَأَمَرَ اللَّهُ نَبِيئَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَعِظَهُمْ بِأَنَّ مَا عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الثَّوَابِ عَلَى حُضُورِ الْجُمُعَةِ خَيْرٌ مِنْ فَائِدَةِ التِّجَارَةِ وَلَذَّةِ اللَّهْوِ . وَكَذَلِكَ مَا أَعَدَّ اللَّهُ مِنَ الرِّزْقِ لِلَّذِينَ يُؤْثِرُونَ طَاعَةَ اللَّهِ عَلَى مَا يُشْغِلُ عَنْهَا مِنْ وَسَائِلِ الِارْتِزَاقِ جَزَاءً لَهُمْ عَلَى إِيثَارِهِمْ جَزَاءً فِي الدُّنْيَا قَبْلَ جَزَاءِ الْآخِرَةِ ، فَرُبَّ رِزْقٍ لَمْ يَنْتَفِعْ بِهِ الْحَرِيصُ عَلَيْهِ وَإِنْ كَانَ كَثِيرًا ، وَرُبَّ رِزْقٍ قَلِيلٍ يَنْتَفِعُ بِهِ صَاحِبُهُ وَيَعُودُ عَلَيْهِ بِصَلَاحٍ ، قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=97مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ .
[ ص: 230 ] وَقَالَ حِكَايَةً عَنْ خِطَابِ نَوْعِ قَوْمِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=10فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=11يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=12وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=12وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=12وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا .
وَذُيِّلَ الْكَلَامُ بِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=11وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ لِأَنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَرْضَى عَنْهُ سَلِيمًا مِنَ الْأَكْدَارِ وَالْآثَامِ ، وَلِأَنَّهُ يَرْزُقُ خَيْرَ الدُّنْيَا وَخَيْرَ الْآخِرَةِ ، لَيْسَ غَيْرُ اللَّهِ قَادِرًا عَلَى ذَلِكَ ، وَالنَّاسُ فِي هَذَا الْمَقَامِ دَرَجَاتٌ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللَّهُ وَهُوَ الْعَالِمُ بِالسَّرَائِرِ .