[ ص: 235 ] nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=37nindex.php?page=treesubj&link=28974_31979فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا .
تفريع على الدعاء مؤذن بسرعة الإجابة ، وضمائر النصب لمريم . ومعنى تقبلها : تقبل تحريرها لخدمة
بيت المقدس ، أي أقام الله مريم مقام منقطع لله تعالى ، ولم يكن ذلك مشروعا من قبل .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=37بقبول حسن الباء فيه للتأكيد ، وأصل نظم الكلام : فتقبلها قبولا حسنا ، فأدخلت الباء على المفعول المطلق ليصير كالآلة للتقبل فكأنه شيء ثان ، وهذا إظهار للعناية بها في هذا القبول ، وقد عرف هذا القبول بوحي من الله إلى
زكرياء بذلك ، وأمره بأن يكفلها
زكرياء أعظم أحبارهم ، وأن يوحى إليه بإقامتها بعد ذلك لخدمة المسجد ، ولم يكن ذلك للنساء قبلها ، وكل هذا إرهاص بأنه سيكون منها رسول ناسخ لأحكام كثيرة من التوراة ; لأن خدمة النساء للمسجد المقدس لم تكن مشروعة .
ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=37وأنبتها نباتا حسنا أنشأها إنشاء صالحا . وذلك في الخلق ونزاهة الباطن ، فشبه إنشاؤها وشبابها بإنبات النبات الغض على طريق الاستعارة ، ونبات مفعول مطلق لـ " أنبت " وهو مصدر " نبت " وإنما أجري على " أنبت " للتخفيف .
[ ص: 235 ] nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=37nindex.php?page=treesubj&link=28974_31979فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا .
تَفْرِيعٌ عَلَى الدُّعَاءِ مُؤْذِنٌ بِسُرْعَةِ الْإِجَابَةِ ، وَضَمَائِرُ النَّصْبِ لِمَرْيَمَ . وَمَعْنَى تَقَبَّلَهَا : تَقَبَّلَ تَحْرِيرَهَا لِخِدْمَةِ
بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، أَيْ أَقَامَ اللَّهُ مَرْيَمَ مَقَامَ مُنْقَطِعٍ لِلَّهِ تَعَالَى ، وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ مَشْرُوعًا مِنْ قَبْلُ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=37بِقَبُولٍ حَسَنٍ الْبَاءُ فِيهِ لِلتَّأْكِيدِ ، وَأَصْلُ نَظْمِ الْكَلَامِ : فَتَقَبَّلَهَا قَبُولًا حَسَنًا ، فَأُدْخِلَتِ الْبَاءُ عَلَى الْمَفْعُولِ الْمُطْلَقِ لِيَصِيرَ كَالْآلَةِ لِلتَّقَبُّلِ فَكَأَنَّهُ شَيْءٌ ثَانٍ ، وَهَذَا إِظْهَارٌ لِلْعِنَايَةِ بِهَا فِي هَذَا الْقَبُولِ ، وَقَدْ عُرِفَ هَذَا الْقَبُولُ بِوَحْيٍ مِنَ اللَّهِ إِلَى
زَكَرِيَّاءَ بِذَلِكَ ، وَأَمَرَهُ بِأَنْ يَكْفُلَهَا
زَكَرِيَّاءُ أَعْظَمُ أَحْبَارِهِمْ ، وَأَنْ يُوحَى إِلَيْهِ بِإِقَامَتِهَا بَعْدَ ذَلِكَ لِخِدْمَةِ الْمَسْجِدِ ، وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ لِلنِّسَاءِ قَبْلَهَا ، وَكُلُّ هَذَا إِرْهَاصٌ بِأَنَّهُ سَيَكُونُ مِنْهَا رَسُولٌ نَاسِخٌ لِأَحْكَامٍ كَثِيرَةٍ مِنَ التَّوْرَاةِ ; لِأَنَّ خِدْمَةَ النِّسَاءِ لِلْمَسْجِدِ الْمُقَدَّسِ لَمْ تَكُنْ مَشْرُوعَةً .
وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=37وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا أَنْشَأَهَا إِنْشَاءً صَالِحًا . وَذَلِكَ فِي الْخُلُقِ وَنَزَاهَةِ الْبَاطِنِ ، فَشُبِّهَ إِنْشَاؤُهَا وَشَبَابُهَا بِإِنْبَاتِ النَّبَاتِ الْغَضِّ عَلَى طَرِيقِ الِاسْتِعَارَةِ ، وَنَبَاتٌ مَفْعُولٌ مُطْلَقٌ لِـ " أَنْبَتَ " وَهُوَ مَصْدَرُ " نَبَتَ " وَإِنَّمَا أُجْرِيَ عَلَى " أَنْبَتَ " لِلتَّخْفِيفِ .