nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=62nindex.php?page=treesubj&link=29009_30440وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=63أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار عطف على
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=59هذا فوج مقتحم معكم على ما قدر فيه من فعل قول محذوف كما تقدم ، فهذا من قول الطاغين فإنهم كانوا يحقرون المسلمين .
والاستفهام في
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=62ما لنا لا نرى رجالا استفهام يلقيه بعضهم لبعض تلهفا على عدم رؤيتهم من عرفوهم من المسلمين مكنى به عن ملام بعضهم لبعض على تحقيرهم المسلمين واعترافهم بالخطأ في حسبانهم .
فليس الاستفهام عن عدم رؤيتهم المسلمين في جهنم استفهاما حقيقيا ناشئا عن ظن أنهم يجدون رجال المسلمين معهم إذ لا يخطر ببال الطاغين أن يكون رجال المسلمين معهم ، كيف وهم يعلمون أنهم بضد حالهم فلا يتوهمونهم معهم في العذاب ، ويجوز أن يكون الاستفهام حقيقيا استفهموا عن مصير المسلمين لأنهم لا يرونهم يومئذ ، إذ قد علموا أن الناس صاروا إلى عالم آخر وهو الذي كانوا ينذرون به ، ويكون قولهم
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=62ما لنا لا نرى رجالا إلخ ؛ تمهيدا لقولهم
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=63أتخذناهم سخريا على كلتا القراءتين الآتي ذكرهما .
والأشرار : جمع شر الذي هو بمعنى الأشر ، مثل الأخيار جمع خير بمعنى الأخير ، أو هو : جمع شرير ضد الخير ، أي : الموصوفون بشر الحالة ، أي : كنا نحسبهم أشقياء قد خسروا لذة الحياة باتباعهم الإسلام ورضاهم بشظف العيش ، وهم يعنون أمثال
بلال ، nindex.php?page=showalam&ids=56وعمار بن ياسر ، وصهيب ، وخباب ، وسلمان . وليس المراد أنهم يعدونهم أشرارا في الآخرة مستحقين العذاب فإنهم لم يكونوا يؤمنون بالبعث .
وقرأ
نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم " أتخذناهم " بهمزة قطع هي همزة
[ ص: 293 ] الاستفهام ، وحذفت همزة الوصل من فعل " اتخذنا " لأنها لا تثبت مع همزة الاستفهام لعدم صحة الوقف على همزة الاستفهام ، فجملة " أتخذناهم " بدل من جملة " ما لنا لا نرى رجالا " .
و " أم " حرف إضراب ، والتقدير : بل زاغت عنهم أبصارنا .
والزيغ : الميل عن الجهة ، أي : مالت أبصارنا عن جهتهم فلم تنظرهم .
و " ال " في " الأبصار " عوض عن المضاف إليه ، أي : أبصارنا ، فيكون المعنى : أكان تحقيرنا إياهم في الدنيا خطأ . وكني عنه باتخاذهم سخريا لأن في فعل " أتخذناهم " إيماء إلى أنهم ليسوا بأهل للسخرية ، وهذا تندم منهم على الاستسخار بهم .
وقرأ
أبو عمرو وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ويعقوب وخلف " اتخذناهم " بهمزة وصل على أن الجملة صفة " رجالا " ثانية وعليه تكون " أم " منقطعة للإضراب عن قولهم " اتخذناهم سخريا " أي بل زاغت عنهم الأبصار .
والسخري : اسم مصدر ؛ سخر منه : إذا استهزأ به ، فالسخري : الاستهزاء ، وهو دال على شدة الاستهزاء لأن ياءه في الأصل ياء نسب وياء النسب تأتي للمبالغة في الوصف .
وقرأ
نافع وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي وأبو جعفر وخلف بضم السين . وقرأه الباقون بكسر السين كما تقدم في سورة المؤمنين .
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=62nindex.php?page=treesubj&link=29009_30440وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=63أَتَّخَذْنَاهُمْ سُخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ عَطْفٌ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=59هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ عَلَى مَا قُدِّرَ فِيهِ مِنْ فِعْلِ قَوْلٍ مَحْذُوفٍ كَمَا تَقَدَّمَ ، فَهَذَا مِنْ قَوْلِ الطَّاغِينَ فَإِنَّهُمْ كَانُوا يُحَقِّرُونَ الْمُسْلِمِينَ .
وَالِاسْتِفْهَامُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=62مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا اسْتِفْهَامٌ يُلْقِيهِ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ تَلَهُّفًا عَلَى عَدَمِ رُؤْيَتِهِمْ مَنْ عَرَفُوهُمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مُكَنًّى بِهِ عَنْ مَلَامِ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ عَلَى تَحْقِيرِهِمُ الْمُسْلِمِينَ وَاعْتِرَافِهِمْ بِالْخَطَأِ فِي حُسْبَانِهِمْ .
فَلَيْسَ الِاسْتِفْهَامُ عَنْ عَدَمِ رُؤْيَتِهِمُ الْمُسْلِمِينَ فِي جَهَنَّمَ اسْتِفْهَامًا حَقِيقِيًّا نَاشِئًا عَنْ ظَنِّ أَنَّهُمْ يَجِدُونَ رِجَالَ الْمُسْلِمِينَ مَعَهُمْ إِذْ لَا يَخْطُرُ بِبَالِ الطَّاغِينَ أَنْ يَكُونَ رِجَالُ الْمُسْلِمِينَ مَعَهُمْ ، كَيْفَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّهُمْ بِضِدِّ حَالِهِمْ فَلَا يَتَوَهَّمُونَهُمْ مَعَهُمْ فِي الْعَذَابِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الِاسْتِفْهَامُ حَقِيقِيًّا اسْتَفْهَمُوا عَنْ مَصِيرِ الْمُسْلِمِينَ لِأَنَّهُمْ لَا يَرَوْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ ، إِذْ قَدْ عَلِمُوا أَنَّ النَّاسَ صَارُوا إِلَى عَالَمٍ آخَرَ وَهُوَ الَّذِي كَانُوا يُنْذَرُونَ بِهِ ، وَيَكُونُ قَوْلُهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=62مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا إِلَخْ ؛ تَمْهِيدًا لِقَوْلِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=63أَتَّخَذْنَاهُمْ سُخْرِيًّا عَلَى كِلْتَا الْقِرَاءَتَيْنِ الْآتِي ذِكْرُهُمَا .
وَالْأَشْرَارُ : جَمْعُ شَرٍّ الَّذِي هُوَ بِمَعْنَى الْأَشِرِّ ، مِثْلُ الْأَخْيَارِ جَمْعُ خَيْرٍ بِمَعْنَى الْأَخْيَرِ ، أَوْ هُوَ : جَمْعُ شِرِّيرٍ ضِدُّ الْخَيْرِ ، أَيْ : الْمَوْصُوفُونَ بِشَرِّ الْحَالَةِ ، أَيْ : كُنَّا نَحْسَبُهُمْ أَشْقِيَاءَ قَدْ خَسِرُوا لَذَّةَ الْحَيَاةِ بِاتِّبَاعِهِمُ الْإِسْلَامَ وَرِضَاهُمْ بِشَظَفِ الْعَيْشِ ، وَهُمْ يَعْنُونَ أَمْثَالَ
بِلَالٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=56وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ ، وَصُهَيْبٍ ، وَخِبَابٍ ، وَسَلْمَانَ . وَلَيْسَ الْمُرَادُ أَنَّهُمْ يَعُدُّونَهُمْ أَشْرَارًا فِي الْآخِرَةِ مُسْتَحِقِّينَ الْعَذَابَ فَإِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يُؤْمِنُونَ بِالْبَعْثِ .
وَقَرَأَ
نَافِعٌ وَابْنُ كَثِيرٍ وَابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ " أَتَّخَذْنَاهُمْ " بِهَمْزَةِ قَطْعٍ هِيَ هَمْزَةُ
[ ص: 293 ] الِاسْتِفْهَامِ ، وَحُذِفَتْ هَمْزَةُ الْوَصْلِ مِنْ فِعْلِ " اتَّخَذْنَا " لِأَنَّهَا لَا تَثْبُتُ مَعَ هَمْزَةِ الِاسْتِفْهَامِ لِعَدَمِ صِحَّةِ الْوَقْفِ عَلَى هَمْزَةِ الِاسْتِفْهَامِ ، فَجُمْلَةُ " أَتَّخَذْنَاهُمْ " بَدَلٌ مِنْ جُمْلَةِ " مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا " .
وَ " أَمْ " حَرْفُ إِضْرَابٍ ، وَالتَّقْدِيرُ : بَلْ زَاغَتْ عَنْهُمْ أَبْصَارُنَا .
وَالزَّيْغُ : الْمَيلُ عَنِ الْجِهَةِ ، أَيْ : مَالَتْ أَبْصَارُنَا عَنْ جِهَتِهِمْ فَلَمْ تَنْظُرْهُمْ .
وَ " الْ " فِي " الْأَبْصَارِ " عِوَضٌ عَنِ الْمُضَافِ إِلَيْهِ ، أَيْ : أَبْصَارُنَا ، فَيَكُونُ الْمَعْنَى : أَكَانَ تَحْقِيرُنَا إِيَّاهُمْ فِي الدُّنْيَا خَطَأٌ . وَكُنِّيَ عَنْهُ بِاتِّخَاذِهِمْ سُخْرِيًّا لِأَنَّ فِي فِعْلِ " أَتَّخَذْنَاهُمْ " إِيمَاءٌ إِلَى أَنَّهُمْ لَيْسُوا بِأَهْلٍ لِلسُّخْرِيَةِ ، وَهَذَا تَنَدُّمٌ مِنْهُمْ عَلَى الِاسْتِسْخَارِ بِهِمْ .
وَقَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو وَحَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ وَيَعْقُوبُ وَخَلَفٌ " اتَّخَذْنَاهُمْ " بِهَمْزَةِ وَصْلٍ عَلَى أَنَّ الْجُمْلَةَ صِفَةُ " رِجَالًا " ثَانِيَةٌ وَعَلَيْهِ تَكَونُ " أَمْ " مُنْقَطِعَةٌ لِلْإِضْرَابِ عَنْ قَوْلِهِمْ " اتَّخَذْنَاهُمْ سُخْرِيًّا " أَيْ بَلْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ .
وَالسُّخْرِيُّ : اسْمُ مَصْدَرِ ؛ سَخِرَ مِنْهُ : إِذَا اسْتَهْزَأَ بِهِ ، فَالسُّخْرِيُّ : الِاسْتِهْزَاءُ ، وَهُوَ دَالٌّ عَلَى شَدَّةِ الِاسْتِهْزَاءِ لِأَنَّ يَاءَهُ فِي الْأَصْلِ يَاءُ نَسَبٍ وَيَاءُ النَّسَبِ تَأْتِي لِلْمُبَالَغَةِ فِي الْوَصْفِ .
وَقَرَأَ
نَافِعٌ وَحَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَخَلَفٌ بِضَمِّ السِّينِ . وَقَرَأَهُ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ السِّينِ كَمَا تَقَدَّمَ فِي سُورَةِ الْمُؤْمِنِينَ .