nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=59nindex.php?page=treesubj&link=29009_30440هذا فوج مقتحم معكم لا مرحبا بهم إنهم صالوا النار ابتداء كلام حكي به
nindex.php?page=treesubj&link=30440تخاصم المشركين في النار فيما بينهم إذا دخلوها كما دل عليه قوله تعالى في آخره
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=64إن ذلك لحق تخاصم أهل النار وبه فسر
قتادة [ ص: 288 ] وابن زيد ، وجريانه بينهم ليزدادوا مقتا بأن يضاف إلى عذابهم الجسماني عذاب أنفسهم برجوع بعضهم على بعض بالتنديم وسوء المعاملة .
وأسلوب الكلام يقتضي متكلما صادرا منه ، وأسلوب المقاولة يقتضي أن المتكلم به هم الطاغون الذين لهم شر المآب لأنهم أساس هذه القضية ؛ فالتقدير : يقولون ، أي : الطاغون ، بعضهم لبعض : هذا فوج مقتحم معكم ، أي : يقولون مشيرين إلى فوج من أهل النار أقحم فيهم ليسوا من أكفائهم ولا من طبقتهم وهم فوج الأتباع من المشركين الذين اتبعوا الطاغين في الحياة الدنيا ، وذلك ما دل عليه قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=60أنتم قدمتموه لنا أي : أنتم سبب إحضار هذا العذاب لنا . وهو الموافق لمعنى نظائره في القرآن ؛ كقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=38كلما دخلت أمة لعنت أختها إلى قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=39بما كنتم تكسبون في سورة الأعراف ، وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=166إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا في سورة البقرة ، وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=27وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون الآيات من سورة الصافات . وأوضح من ذلك كله قوله تعالى في آخر هذه الآية
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=64إن ذلك لحق تخاصم أهل النار .
فجملة القول المحذوف في موضع الحال من الطاغين .
وجملة هذا فوج إلى آخرها مقول القول المحذوف .
والفوج : الجماعة العظيمة من الناس ، وتقدم في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=83ويوم نحشر من كل أمة فوجا في سورة النمل .
والاقتحام : الدخول في الناس ، و " مع " مؤذنة بأن المتكلمين متبوعون ، وأن الفوج المقتحم أتباع لهم ، فأدخلوا فيهم مدخل التابع مع المتبوع بعلامات تشعر بذلك .
وجملة لا مرحبا بهم ؛ معترضة مستأنفة لإنشاء ذم الفوج .
ولا مرحبا ؛ نفي لكلمة يقولها المزور لزائره وهي إنشاء دعاء الوافد . ومرحبا : مصدر بوزن المفعل ، وهو الرحب بضم الراء وهو منصوب بفعل محذوف دل عليه معنى الرحب ، أي : أتيت رحبا ، أي : مكانا ذا رحب ، فإذا أرادوا كراهية الوافد والدعاء عليه قالوا : لا مرحبا به ، كأنهم أرادوا النفي بمجموع الكلمة :
[ ص: 289 ] لا مرحبا بغد ولا أهلا به إن كان تفريق الأحبة في غد
وذلك كما يقولون في المدح : حبذا ، فإذا أرادوا ذما قالوا : لا حبذا . وقد جمعهما قول
كنزة أم شملة المنقري تهجو فيه صاحبة
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذي الرمة :
ألا حبذا أهل الملا غير أنه إذا ذكرت مي فلا حبذا هيا
ومعنى الرحب في هذا كله : السعة المجازية ، وهي الفرح ولقاء المرغوب في ذلك المكان بقرينة أن نفس السعة لا تفيد الزائر ، وإنما قالوا ذلك لأنهم كرهوا أن يكونوا هم وأتباعهم في مكان واحد جريا على خلق جاهليتهم من الكبرياء واحتقار الضعفاء .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=59إنهم صالوا النار خبر ثان عن اسم الإشارة ، والخبر مستعمل في التضجر منهم ، أي : أنهم مضايقوننا في مضيق النار كما أومأ إليه قولهم
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=59مقتحم معكم لا مرحبا بهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=59nindex.php?page=treesubj&link=29009_30440هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ ابْتِدَاءُ كَلَامٍ حُكِيَ بِهِ
nindex.php?page=treesubj&link=30440تَخَاصُمُ الْمُشْرِكِينَ فِي النَّارِ فِيمَا بَيْنَهُمْ إِذَا دَخَلُوهَا كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى فِي آخِرِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=64إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ وَبِهِ فَسَّرَ
قَتَادَةُ [ ص: 288 ] وَابْنُ زَيْدٍ ، وَجَرَيَانُهُ بَيْنَهُمْ لِيَزْدَادُوا مَقْتًا بِأَنْ يُضَافَ إِلَى عَذَابِهِمُ الْجُسْمَانِيِّ عَذَابُ أَنْفُسِهِمْ بِرُجُوعِ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ بِالتَّنْدِيمِ وَسُوءِ الْمُعَامَلَةِ .
وَأُسْلُوبُ الْكَلَامِ يَقْتَضِي مُتَكَلِّمًا صَادِرًا مِنْهُ ، وَأُسْلُوبُ الْمُقَاوَلَةِ يَقْتَضِي أَنَّ الْمُتَكَلِّمَ بِهِ هُمُ الطَّاغُونَ الَّذِينَ لَهُمْ شَرُّ الْمَآبِ لِأَنَّهُمْ أَسَاسُ هَذِهِ الْقَضِيَّةِ ؛ فَالتَّقْدِيرُ : يَقُولُونَ ، أَيْ : الطَّاغُونَ ، بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ ، أَيْ : يَقُولُونَ مُشِيرِينَ إِلَى فَوْجٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أُقْحِمَ فِيهِمْ لَيْسُوا مِنْ أَكْفَائِهِمْ وَلَا مِنْ طَبَقَتِهِمْ وَهُمْ فَوْجُ الْأَتْبَاعِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا الطَّاغِينَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ، وَذَلِكَ مَا دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=60أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا أَيْ : أَنْتُمْ سَبَبُ إِحْضَارِ هَذَا الْعَذَابِ لَنَا . وَهُوَ الْمُوَافِقُ لِمَعْنَى نَظَائِرَهِ فِي الْقُرْآنِ ؛ كَقَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=38كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا إِلَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=39بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ ، وَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=166إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ ، وَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=27وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ الْآيَاتِ مِنْ سُورَةِ الصَّافَّاتِ . وَأَوْضَحُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ قَوْلُهُ تَعَالَى فِي آخِرِ هَذِهِ الْآيَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=64إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ .
فَجُمْلَةُ الْقَوْلِ الْمَحْذُوفِ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنَ الطَّاغِينَ .
وَجُمْلَةُ هَذَا فَوْجٌ إِلَى آخِرِهَا مَقُولُ الْقَوْلِ الْمَحْذُوفِ .
وَالْفَوْجُ : الْجَمَاعَةُ الْعَظِيمَةُ مِنَ النَّاسِ ، وَتَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=83وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا فِي سُورَةِ النَّمْلِ .
وَالِاقْتِحَامُ : الدُّخُولُ فِي النَّاسِ ، وَ " مَعَ " مُؤْذِنَةٌ بِأَنَّ الْمُتَكَلِّمِينَ مَتْبُوعُونَ ، وَأَنَّ الْفَوْجَ الْمُقْتَحِمَ أَتْبَاعٌ لَهُمْ ، فَأُدْخِلُوا فِيهِمْ مَدْخَلَ التَّابِعِ مَعَ الْمَتْبُوعِ بِعَلَامَاتٍ تُشْعِرُ بِذَلِكَ .
وَجُمْلَةُ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ ؛ مُعْتَرِضَةٌ مُسْتَأْنَفَةٌ لِإِنْشَاءِ ذَمِّ الْفَوْجِ .
وَلَا مَرْحَبًا ؛ نَفْيٌ لِكَلِمَةٍ يَقُولُهَا الْمَزُورُ لِزَائِرِهِ وَهِيَ إِنْشَاءُ دُعَاءِ الْوَافِدِ . وَمَرْحَبًا : مَصْدَرٌ بِوَزْنِ الْمَفْعَلِ ، وَهُوَ الرُّحْبُ بِضَمِّ الرَّاءِ وَهُوَ مَنْصُوبٌ بِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ دَلَّ عَلَيْهِ مَعْنَى الرَّحْبِ ، أَيْ : أَتَيْتَ رَحْبًا ، أَيْ : مَكَانَا ذَا رُحْبٍ ، فَإِذَا أَرَادُوا كَرَاهِيَةَ الْوَافِدِ وَالدُّعَاءَ عَلَيْهِ قَالُوا : لَا مَرْحَبًا بِهِ ، كَأَنَّهُمْ أَرَادُوا النَّفْيَ بِمَجْمُوعِ الْكَلِمَةِ :
[ ص: 289 ] لَا مَرْحَبًا بِغَدٍ وَلَا أَهْلًا بِهِ إِنْ كَانَ تَفْرِيقُ الْأَحِبَّةِ فِي غَدِ
وَذَلِكَ كَمَا يَقُولُونَ فِي الْمَدْحِ : حَبَّذَا ، فَإِذَا أَرَادُوا ذَمًّا قَالُوا : لَا حَبَّذَا . وَقَدْ جَمَعَهُمَا قَوْلُ
كَنْزَةَ أُمِّ شَمْلَةَ الْمِنْقَرِيِّ تَهْجُو فِيهِ صَاحِبَةَ
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذِي الرُّمَّةِ :
أَلَا حَبَّذَا أَهْلُ الْمَلَا غَيْرَ أَنَّهُ إِذَا ذُكِرَتْ مَيُّ فَلَا حَبَّذَا هِيَّا
وَمَعْنَى الرَّحْبِ فِي هَذَا كُلِّهِ : السِّعَةُ الْمَجَازِيَّةُ ، وَهِيَ الْفَرَحُ وَلِقَاءُ الْمَرْغُوبِ فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ بِقَرِينَةِ أَنَّ نَفْسَ السِّعَةِ لَا تُفِيدُ الزَّائِرَ ، وَإِنَّمَا قَالُوا ذَلِكَ لِأَنَّهُمْ كَرِهُوا أَنْ يَكُونُوا هُمْ وَأَتْبَاعُهُمْ فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ جَرْيًا عَلَى خُلُقِ جَاهِلِيَّتِهِمْ مِنَ الْكِبْرِيَاءِ وَاحْتِقَارِ الضُّعَفَاءِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=59إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ خَبَرٌ ثَانٍ عَنِ اسْمِ الْإِشَارَةِ ، وَالْخَبَرُ مُسْتَعْمَلٌ فِي التَّضَجُّرِ مِنْهُمْ ، أَيْ : أَنَّهُمْ مُضَايِقُونَنَا فِي مَضِيقِ النَّارِ كَمَا أَوْمَأَ إِلَيْهِ قَوْلُهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=59مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ .