nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=53nindex.php?page=treesubj&link=29009_30532هذا ما توعدون ليوم الحساب استئناف ابتدائي فيجوز أن يكون كلاما قيل للمتقين وقت نزول الآية فهو مؤكد لمضمون جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=49وإن للمتقين لحسن مآب والإشارة إذن إلى ما سبق ذكره من قوله لحسن مآب فاسم الإشارة هنا مغاير لاستعماله المتقدم في قوله " هذا ذكر " وجيء باسم الإشارة القريب تنزيلا للمشار عليه منزلة المشار إليه الحاضر إيماء إلى أنه محقق وقوعه تبشيرا للمتقين . والتعبير بالمضارع في قوله " توعدون " على ظاهره .
[ ص: 284 ] ويجوز أن يكون كلاما يقال للمتقين في الجنة فتكون الجملة مقول قول محذوف هو في محل حال ثانية من المتقين ، والتقدير : مقولا لهم : هذا ما توعدون ليوم الحساب . والقول : إما من الملائكة ؛ مثل قوله تعالى "
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=32ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون " وإما من جانب الله تعالى نظير قوله لضدهم
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=181ونقول ذوقوا عذاب الحريق .
والإشارة إذن إلى ما هو مشاهد عندهم من النعيم .
وقرأ الجمهور " توعدون " بتاء الخطاب فهو على الاحتمال الأول التفات من الغيبة إلى الخطاب لتشريف المتقين بعز الحضور لخطاب الله تعالى ، وعلى الاحتمال الثاني الخطاب لهم على ظاهره . وقرأ
ابن كثير وأبو عمرو وحده " يوعدون " بياء الغيبة فهو على الاحتمال الأول التفات عن توجيه الخطاب إليهم إلى توجيهه للطاغين لزيادة التنكيل عليهم . والإشارة إلى المذكور من حسن المآب ، وعلى الاحتمال الثاني كذلك وجه الكلام إلى أهل المحشر لتنديم الطاغين وإدخال الحسرة والغم عليهم . والإشارة إلى النعيم المشاهد .
واللام في " ليوم الحساب " لام العلة ، أي : وعدتموه لأجل يوم الحساب . والمعنى لأجل الجزاء يوم الحساب ، فلما كان الحساب مؤذنا بالجزاء جعل اليوم هو العلة . وهذه اللام تفيد معنى التوقيت تبعا كقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=78أقم الصلاة لدلوك الشمس تنزيلا للوقت منزلة العلة . ولذلك قال الفقهاء : أوقات الصلوات أسباب .
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=53nindex.php?page=treesubj&link=29009_30532هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ اسْتِئْنَافٌ ابْتِدَائِيٌّ فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ كَلَامًا قِيلَ لِلْمُتَّقِينَ وَقْتَ نُزُولِ الْآيَةِ فَهُوَ مُؤَكِّدٌ لِمَضْمُونِ جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=49وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ وَالْإِشَارَةُ إِذَنْ إِلَى مَا سَبَقَ ذِكْرُهُ مِنْ قَوْلِهِ لَحُسْنَ مَآبٍ فَاسْمُ الْإِشَارَةِ هُنَا مُغَايِرٌ لِاسْتِعْمَالِهِ الْمُتَقَدِّمِ فِي قَوْلِهِ " هَذَا ذِكْرٌ " وَجِيءَ بِاسْمِ الْإِشَارَةِ الْقَرِيبِ تَنْزِيلًا لِلْمُشَارِ عَلَيْهِ مَنْزِلَةُ الْمُشَارِ إِلَيْهِ الْحَاضِرِ إِيمَاءً إِلَى أَنَّهُ مُحَقَّقٌ وُقُوعُهُ تَبْشِيرًا لِلْمُتَّقِينَ . وَالتَّعْبِيرُ بِالْمُضَارِعِ فِي قَوْلِهِ " تُوعَدُونَ " عَلَى ظَاهِرِهِ .
[ ص: 284 ] وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ كَلَامًا يُقَالُ لِلْمُتَّقِينَ فِي الْجَنَّةِ فَتَكُونُ الْجُمْلَةُ مَقُولُ قَوْلٍ مَحْذُوفٍ هُوَ فِي مَحَلِّ حَالٍ ثَانِيَةٍ مِنَ الْمُتَّقِينَ ، وَالتَّقْدِيرُ : مَقُولًا لَهُمْ : هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ . وَالْقَوْلُ : إِمَّا مِنَ الْمَلَائِكَةِ ؛ مِثْلَ قَوْلِهِ تَعَالَى "
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=32ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " وَإِمَّا مِنْ جَانِبِ اللَّهِ تَعَالَى نَظِيرُ قَوْلِهِ لِضِدِّهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=181وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ .
وَالْإِشَارَةُ إِذَنْ إِلَى مَا هُوَ مُشَاهَدٌ عِنْدَهُمْ مِنَ النَّعِيمِ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ " تُوعَدُونَ " بِتَاءِ الْخِطَابِ فَهُوَ عَلَى الِاحْتِمَالِ الْأَوَّلِ الْتِفَاتٌ مِنَ الْغِيبَةِ إِلَى الْخِطَابِ لِتَشْرِيفِ الْمُتَّقِينَ بِعِزِّ الْحُضُورِ لِخِطَابِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَعَلَى الِاحْتِمَالِ الثَّانِي الْخِطَابُ لَهُمْ عَلَى ظَاهِرِهِ . وَقَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَحْدَهُ " يُوعَدُونَ " بِيَاءِ الْغَيْبَةِ فَهُوَ عَلَى الِاحْتِمَالِ الْأَوَّلِ الْتِفَاتٌ عَنْ تَوْجِيهِ الْخِطَابِ إِلَيْهِمْ إِلَى تَوْجِيهِهِ لِلِطَّاغِينَ لِزِيَادَةِ التَّنْكِيلِ عَلَيْهِمْ . وَالْإِشَارَةُ إِلَى الْمَذْكُورِ مِنْ حُسْنِ الْمَآبِ ، وَعَلَى الِاحْتِمَالِ الثَّانِي كَذَلِكَ وُجِّهَ الْكَلَامُ إِلَى أَهْلِ الْمَحْشَرِ لِتَنْدِيمِ الطَّاغِينَ وَإِدْخَالِ الْحَسْرَةِ وَالْغَمِّ عَلَيْهِمْ . وَالْإِشَارَةُ إِلَى النَّعِيمِ الْمُشَاهَدِ .
وَاللَّامُ فِي " لِيَوْمِ الْحِسَابِ " لَامُ الْعِلَّةِ ، أَيْ : وُعِدْتُمُوهُ لِأَجْلِ يَوْمِ الْحِسَابِ . وَالْمَعْنَى لِأَجْلِ الْجَزَاءِ يَوْمَ الْحِسَابِ ، فَلَمَّا كَانَ الْحِسَابُ مُؤْذِنًا بِالْجَزَاءِ جُعِلَ الْيَوْمُ هُوَ الْعِلَّةُ . وَهَذِهِ اللَّامُ تُفِيدُ مَعْنَى التَّوْقِيتِ تَبَعًا كَقَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=78أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ تَنْزِيلًا لِلْوَقْتِ مَنْزِلَةَ الْعِلَّةِ . وَلِذَلِكَ قَالَ الْفُقَهَاءُ : أَوْقَاتُ الصَّلَوَاتِ أَسْبَابٌ .