[ ص: 251 ] nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=29nindex.php?page=treesubj&link=29009_18648كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب عقب الإمعان في تهديد المشركين وتجهيلهم على إعراضهم عن التدبر بحكمة الجزاء ويوم الحساب عليه والاحتجاج عليهم ، أعرض الله عن خطابهم ووجه الخطاب إلى النبيء - صلى الله عليه وسلم - بالثناء على الكتاب المنزل عليه ، وكان هذا القرآن قد بين لهم ما فيه لهم مقنع ، وحجاجا هو لشبهاتهم مقلع ، وأنه إن حرم المشركون أنفسهم من الانتفاع به فقد انتفع به أولو الألباب وهم المؤمنون . وفي ذلك إدماج الاعتزاز بهذا الكتاب لمن أنزل عليه ولمن تمسك به واهتدى بهديه من المؤمنين . وهذا نظير قوله تعالى عقب ذكر خلق الشمس والقمر
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=5ما خلق الله ذلك إلا بالحق نفصل الآيات لقوم يعلمون في أول سورة يونس .
والجملة استئناف معترض ، وفي هذا الاستئناف نظر إلى قوله في أول السورة
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=1والقرآن ذي الذكر إعادة للتنويه بشأن القرآن كما سيعاد ذلك في قوله تعالى " هذا ذكر " .
فقوله " كتاب " يجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف ، والتقدير : هذا كتاب ، وجملة " أنزلناه " صفة " كتاب " ، ويجوز أن يكون مبتدأ وجملة " أنزلناه " صفة " كتاب " و " مبارك " خبرا عن " كتاب " .
وتنكير " كتاب " للتعظيم ، لأن الكتاب معلوم فما كان تنكيره إلا لتعظيم شأنه ، وهو مبتدأ سوغ الابتداء به وصفه بجملة " أنزلناه " و " مبارك " هو الخبر . ولك أن تجعل ما في التنكير من معنى التعظيم مسوغا للابتداء وتجعل جملة " أنزلناه " خبرا أول ، و " مبارك " خبرا ثانيا ، و " ليدبروا " متعلقا ب " أنزلناه " ، ولكن لا يجعل " كتاب " خبر مبتدأ محذوف وتقدره : هذا كتاب ، إذ ليس هذا بمحز كبير من البلاغة .
والمبارك : المنبثة فيه البركة وهي الخير الكثير ، وكل آيات القرآن مبارك فيها لأنها : إما مرشدة إلى خير ، وإما صارفة عن شر وفساد ، وذلك سبب الخير في العاجل والآجل ولا بركة أعظم من ذلك .
[ ص: 252 ] والتدبر : التفكر والتأمل الذي يبلغ به صاحبه معرفة المراد من المعاني ، وإنما يكون ذلك في كلام قليل اللفظ كثير المعاني التي أودعت فيه بحيث كلما ازداد المتدبر تدبرا انكشف له معان لم تكن بادية له بادئ النظر . وأقرب مثل للتدبر هنا هو ما مر آنفا من معاني قوله تعالى وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا إلى قوله أم نجعل المتقين كالفجار ، وتقدم عند قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=82أفلا يتدبرون القرآن في سورة النساء .
وقرأ الجمهور "
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=29ليدبروا " بياء الغيبة وتشديد الدال .
وأصل " يدبروا " يتدبروا ، فقلبت التاء دالا لقرب مخرجيهما ليتأتى الإدغام لتخفيفه وهو صيغة تكلف مشتقة من فعل : دبر بوزن ضرب ، إذا تبع ، فتدبره بمنزلة تتبعه ، ومعناه : أنه يتعقب ظواهر الألفاظ ليعلم ما يدبر ظواهرها من المعاني المكنونة والتأويلات اللائقة ، وتقدم عند قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=68أفلم يدبروا القول في سورة المؤمنين .
وقرأ
أبو جعفر " لتدبروا " بتاء الخطاب وتخفيف الدال ، وأصلها : لتتدبروا فحذفت إحدى التاءين اختصارا ، والخطاب للنبيء صلى الله عليه وسلم - ومن معه من المسلمين .
والتذكر : استحضار الذهن ما كان يعلمه وهو صادق باستحضار ما هو منسي وباستحضار ما الشأن أن لا يغفل عنه وهو ما يهم العلم به ، فجعل القرآن للناس ليتدبروا معانيه ويكشفوا عن غوامضه بقدر الطاقة ، فإنهم على تعاقب طبقات العلماء به لا يصلون إلى نهاية من مكنونه ولتذكرهم الآية بنظيرها وما يقاربها ، وليتذكروا ما هو موعظة لهم وموقظ من غفلاتهم .
وضمير " يدبروا " على قراءة الجمهور عائد إلى " أولو الألباب " على طريقة الإضمار للفعل المهمل عن العمل في التنازع ، والتقدير : ليدبر أولو الألباب آياته ويتذكروا ، وأما على قراءة
أبي جعفر فإسناد " يتذكر " إلى أولو الألباب اكتفاء عن وصف المتدبرين بأنهم أولو الألباب لأن التدبر مفض إلى التذكير . والتذكر من آثار التدبر ، فوصف فاعل أحد الفعلين يغني عن وصف فاعل الفعل الآخر .
[ ص: 253 ] وأولو الألباب : أهل العقول ، وفيه تعريض بأن الذين لم يتذكروا بالقرآن ليسوا من أهل العقول ، وأن التذكر من شأن المسلمين الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، فهم ممن تدبروا آياته فاستنبطوا من المعاني ما لم يعلموا ، ومن قرأه فتذكر به ما كان علمه وتذكر به حقا كان عليه أن يرعاه ، والكافرون أعرضوا عن التدبر فلا جرم فاتهم التذكر .
[ ص: 251 ] nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=29nindex.php?page=treesubj&link=29009_18648كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبَابِ عَقِبَ الْإِمْعَانِ فِي تَهْدِيدِ الْمُشْرِكِينَ وَتَجْهِيلِهِمْ عَلَى إِعْرَاضِهِمْ عَنِ التَّدَبُّرِ بِحِكْمَةِ الْجَزَاءِ وَيَوْمِ الْحِسَابِ عَلَيْهِ وَالِاحْتِجَاجِ عَلَيْهِمْ ، أَعْرَضَ اللَّهُ عَنْ خِطَابِهِمْ وَوَجَّهَ الْخِطَابَ إِلَى النَّبِيءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالثَّنَاءِ عَلَى الْكِتَابِ الْمُنَزَّلِ عَلَيْهِ ، وَكَانَ هَذَا الْقُرْآنُ قَدْ بَيَّنَ لَهُمْ مَا فِيهِ لَهُمْ مَقْنَعٌ ، وَحِجَاجًا هُوَ لِشُبُهَاتِهِمْ مَقْلَعٌ ، وَأَنَّهُ إِنْ حَرَمَ الْمُشْرِكُونَ أَنْفُسَهَمْ مِنَ الِانْتِفَاعِ بِهِ فَقَدِ انْتَفَعَ بِهِ أُولُو الْأَلْبَابِ وَهُمُ الْمُؤْمِنُونَ . وَفِي ذَلِكَ إِدْمَاجُ الِاعْتِزَازِ بِهَذَا الْكِتَابِ لِمَنْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ وَلِمَنْ تَمَسَّكَ بِهِ وَاهْتَدَى بِهَدْيهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ . وَهَذَا نَظِيرُ قَوْلِهِ تَعَالَى عَقِبَ ذِكْرِ خَلْقِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=5مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ فِي أَوَّلِ سُورَةِ يُونُسَ .
وَالْجُمْلَةُ اسْتِئْنَافٌ مُعْتَرِضٌ ، وَفِي هَذَا الِاسْتِئْنَافِ نَظَرٌ إِلَى قَوْلِهِ فِي أَوَّلِ السُّورَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=1وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ إِعَادَةً لِلتَّنْوِيهِ بِشَأْنِ الْقُرْآنِ كَمَا سَيُعَادُ ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى " هَذَا ذِكْرٌ " .
فَقَوْلُهُ " كِتَابٌ " يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ خَبَرَ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، وَالتَّقْدِيرُ : هَذَا كِتَابٌ ، وَجُمْلَةُ " أَنْزَلْنَاهُ " صِفَةُ " كِتَابٌ " ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُبْتَدَأً وَجُمْلَةُ " أَنْزَلْنَاهُ " صِفَةَ " كِتَابٌ " وَ " مُبَارَكٌ " خَبَرًا عَنْ " كِتَابٌ " .
وَتَنْكِيرُ " كِتَابٌ " لِلتَّعْظِيمِ ، لِأَنَّ الْكِتَابَ مَعْلُومٌ فَمَا كَانَ تَنْكِيرُهُ إِلَّا لِتَعْظِيمِ شَأْنِهِ ، وَهُوَ مُبْتَدَأٌ سَوَّغَ الِابْتِدَاءَ بِهِ وَصْفُهُ بِجُمْلَةِ " أَنْزَلْنَاهُ " وَ " مُبَارَكٌ " هُوَ الْخَبَرُ . وَلَكَ أَنْ تَجْعَلَ مَا فِي التَّنْكِيرِ مِنْ مَعْنَى التَّعْظِيمِ مُسَوِّغًا لِلِابْتِدَاءِ وَتَجْعَلَ جُمْلَةَ " أَنْزَلْنَاهُ " خَبَرًا أَوَّلَ ، وَ " مُبَارَكٌ " خَبَرًا ثَانِيًا ، وَ " لِيَدَّبَّرُوا " مُتَعَلِّقًا بِ " أَنْزَلْنَاهُ " ، وَلَكِنْ لَا يُجْعَلُ " كِتَابٌ " خَبَرَ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ وَتُقَدِّرُهُ : هَذَا كِتَابٌ ، إِذْ لَيْسَ هَذَا بِمَحَزٍّ كَبِيرٍ مِنَ الْبَلَاغَةِ .
وَالْمُبَارَكُ : الْمُنْبَثَّةُ فِيهِ الْبَرَكَةُ وَهِيَ الْخَيْرُ الْكَثِيرُ ، وَكُلُّ آيَاتِ الْقُرْآنِ مُبَارَكٌ فِيهَا لِأَنَّهَا : إِمَّا مُرْشِدَةٌ إِلَى خَيْرٍ ، وَإِمَّا صَارِفَةٌ عَنْ شَرٍّ وَفَسَادٍ ، وَذَلِكَ سَبَبُ الْخَيْرِ فِي الْعَاجِلِ وَالْآجِلِ وَلَا بَرَكَةَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ .
[ ص: 252 ] وَالتَّدَبُّرُ : التَّفَكُّرُ وَالتَّأَمُّلُ الَّذِي يَبْلُغُ بِهِ صَاحِبُهُ مَعْرِفَةَ الْمُرَادِ مِنَ الْمَعَانِي ، وَإِنَّمَا يَكُونُ ذَلِكَ فِي كَلَامٍ قَلِيلِ اللَّفْظِ كَثِيرِ الْمَعَانِي الَّتِي أُودِعَتْ فِيهِ بِحَيْثُ كُلَّمَا ازْدَادَ الْمُتَدَبِّرُ تَدَبُّرًا انْكَشَفَ لَهُ مَعَانٍ لَمْ تَكُنْ بَادِيَةً لَهُ بَادِئَ النَّظَرِ . وَأَقْرَبُ مَثَلٍ لِلتَّدَبُّرِ هُنَا هُوَ مَا مَرَّ آنِفًا مِنْ مَعَانِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا إِلَى قَوْلِهِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ، وَتَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=82أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ فِي سُورَةِ النِّسَاءِ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ "
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=29لِيَدَّبَّرُوا " بِيَاءِ الْغَيْبَةِ وَتَشْدِيدِ الدَّالِّ .
وَأَصْلُ " يَدَّبَّرُوا " يَتَدَبَّرُوا ، فَقُلِبَتِ التَّاءُ دَالًّا لِقُرْبِ مَخْرَجَيْهِمَا لِيَتَأَتَّى الْإِدْغَامُ لِتَخْفِيفِهِ وَهُوَ صِيغَةُ تُكَلُّفٍ مُشْتَقَّةٌ مِنْ فِعْلِ : دَبَرَ بِوَزْنِ ضَرَبَ ، إِذَا تَبِعَ ، فَتَدَبَّرَهُ بِمَنْزِلَةِ تَتَبَّعَهُ ، وَمَعْنَاهُ : أَنَّهُ يَتَعَقَّبُ ظَوَاهِرَ الْأَلْفَاظِ لِيَعْلَمَ مَا يَدْبِرُ ظَوَاهِرُهَا مِنَ الْمَعَانِي الْمَكْنُونَةِ وَالتَّأْوِيلَاتِ اللَّائِقَةِ ، وَتَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=68أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ فِي سُورَةِ الْمُؤْمِنِينَ .
وَقَرَأَ
أَبُو جَعْفَرٍ " لِتَدَبَّرُوا " بِتَاءِ الْخِطَابِ وَتَخْفِيفِ الدَّالِّ ، وَأَصْلُهَا : لِتَتَدَبَّرُوا فَحُذِفَتْ إِحْدَى التَّاءَيْنِ اخْتِصَارًا ، وَالْخِطَابُ لِلنَّبِيءِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ .
وَالتَّذَكُّرُ : اسْتِحْضَارُ الذِّهْنِ مَا كَانَ يَعْلَمُهُ وَهُوَ صَادِقٌ بِاسْتِحْضَارِ مَا هُوَ مَنْسِيٌّ وَبِاسْتِحْضَارِ مَا الشَّأْنُ أَنْ لَا يُغْفَلَ عَنْهُ وَهُوَ مَا يَهِمُّ الْعِلْمَ بِهِ ، فَجَعَلَ الْقُرْآنَ لِلنَّاسِ لِيَتَدَبَّرُوا مَعَانِيَهُ وَيَكْشِفُوا عَنْ غَوَامِضِهِ بِقَدْرِ الطَّاقَةِ ، فَإِنَّهُمْ عَلَى تَعَاقُبِ طَبَقَاتِ الْعُلَمَاءِ بِهِ لَا يَصِلُونَ إِلَى نِهَايَةٍ مِنْ مَكْنُونِهِ وَلِتَذَكُّرِهِمُ الْآيَةَ بِنَظِيرِهَا وَمَا يُقَارِبُهَا ، وَلِيَتَذَكَّرُوا مَا هُوَ مَوْعِظَةٌ لَهُمْ وَمُوقِظٌ مِنْ غَفَلَاتِهِمْ .
وَضَمِيرُ " يَدَّبَّرُوا " عَلَى قِرَاءَةِ الْجُمْهُورِ عَائِدٌ إِلَى " أُولُو الْأَلْبَابِ " عَلَى طَرِيقَةِ الْإِضْمَارِ لِلْفِعْلِ الْمُهْمَلِ عَنِ الْعَمَلِ فِي التَّنَازُعِ ، وَالتَّقْدِيرُ : لِيَدَّبَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ آيَاتِهِ وَيَتَذَكَّرُوا ، وَأَمَّا عَلَى قِرَاءَةِ
أَبِي جَعْفَرٍ فَإِسْنَادُ " يَتَذَكَّرَ " إِلَى أُولُو الْأَلْبَابِ اكْتِفَاءٌ عَنْ وَصْفِ الْمُتَدَبِّرِينَ بِأَنَّهُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ لِأَنَّ التَّدَبُّرَ مُفْضٍ إِلَى التَّذْكِيرِ . وَالتَّذَكُّرُ مِنْ آثَارِ التَّدَبُّرِ ، فَوَصْفُ فَاعِلِ أَحَدِ الْفِعْلَيْنِ يُغْنِي عَنْ وَصْفِ فَاعِلِ الْفِعْلِ الْآخَرِ .
[ ص: 253 ] وَأُولُو الْأَلْبَابِ : أَهْلُ الْعُقُولِ ، وَفِيهِ تَعْرِيضٌ بِأَنَّ الَّذِينَ لَمْ يَتَذَكَّرُوا بِالْقُرْآنِ لَيْسُوا مَنْ أَهَّلِ الْعُقُولِ ، وَأَنَّ التَّذَكُّرَ مِنْ شَأْنِ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ، فَهُمْ مِمَّنْ تَدَبَّرُوا آيَاتِهِ فَاسْتَنْبَطُوا مِنَ الْمَعَانِي مَا لَمْ يَعْلَمُوا ، وَمَنْ قَرَأَهُ فَتَذَكَّرَ بِهِ مَا كَانَ عَلِمَهُ وَتَذَكَّرَ بِهِ حَقًّا كَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَرْعَاهُ ، وَالْكَافِرُونَ أَعْرَضُوا عَنِ التَّدَبُّرِ فَلَا جَرَمَ فَاتَهُمُ التَّذَكُّرُ .