nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=47nindex.php?page=treesubj&link=29004_29680وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا عطف على جملة إنا أرسلناك عطف الإنشاء على الخبر لا محالة وهي أوضح دليل على صحة عطف الإنشاء على الخبر إذ لا يتأتى فيها تأويل مما تأوله المانعون لعطف الإنشاء على الخبر وهم الجمهور
nindex.php?page=showalam&ids=14423والزمخشري ،
والتفتزاني مما سنذكره إن شاء الله عند قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=11تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله إلى قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=13وبشر المؤمنين في سورة الصف ، فالجملة المعطوف عليها إخبار عن النبيء - صلى الله عليه وسلم - بأنه أرسله متلبسا بتلك الصفات الخمسة . وهذا أمر له بالعمل بصفة المبشر ، فلاختلاف مضمون الجملتين عطفت هذه على الأولى .
والفضل : العطاء الذي يزيده المعطي زيادة على العطية . فالفضل كناية عن العطية أيضا ؛ لأنه لا يكون فضلا إلا إذا كان زائدا على العطية . والمراد أن لهم ثواب أعمالهم الموعود بها وزيادة من عند ربهم قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=26للذين احسنوا الحسنى وزيادة .
ووصف ( كثيرا ) مستعار للفائق في نوعه . قال
ابن عطية : قال لي أبي - رضي الله عنه - : هذه أرجى آية عندي في كتاب الله لأن الله قد أمر نبيه أن يبشر المؤمنين بأن لهم عنده فضلا كبيرا . وقد بين الله تعالى الفضل الكبير ما هو في قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=22والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير ) فالآية التي في هذه السورة خبر ، والآية التي في ( حم عسق ) تفسير لها اهـ .
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=47nindex.php?page=treesubj&link=29004_29680وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا عَطْفٌ عَلَى جُمْلَةِ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ عَطَفَ الْإِنْشَاءَ عَلَى الْخَبَرِ لَا مَحَالَةَ وَهِيَ أَوْضَحُ دَلِيلٍ عَلَى صِحَّةِ عَطْفِ الْإِنْشَاءِ عَلَى الْخَبَرِ إِذْ لَا يَتَأَتَّى فِيهَا تَأْوِيلٌ مِمَّا تَأَوَّلَهُ الْمَانِعُونَ لِعَطْفِ الْإِنْشَاءِ عَلَى الْخَبَرِ وَهُمُ الْجُمْهُورُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423وَالزَّمَخْشَرِيُّ ،
وَالتَّفْتَزَانِيُّ مِمَّا سَنَذْكُرُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=11تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=13وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ فِي سُورَةِ الصَّفِّ ، فَالْجُمْلَةُ الْمَعْطُوفُ عَلَيْهَا إِخْبَارٌ عَنِ النَّبِيءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِأَنَّهُ أَرْسَلَهُ مُتَلَبِّسًا بِتِلْكَ الصِّفَاتِ الْخَمْسَةِ . وَهَذَا أَمَرٌ لَهُ بِالْعَمَلِ بِصِفَةِ الْمُبَشِّرِ ، فَلِاخْتِلَافِ مَضْمُونِ الْجُمْلَتَيْنِ عُطِفَتْ هَذِهِ عَلَى الْأُولَى .
وَالْفَضْلُ : الْعَطَاءُ الَّذِي يَزِيدُهُ الْمُعْطِي زِيَادَةً عَلَى الْعَطِيَّةِ . فَالْفَضْلُ كِنَايَةٌ عَنِ الْعَطِيَّةِ أَيْضًا ؛ لِأَنَّهُ لَا يَكُونُ فَضْلًا إِلَّا إِذَا كَانَ زَائِدًا عَلَى الْعَطِيَّةِ . وَالْمُرَادُ أَنَّ لَهُمْ ثَوَابَ أَعْمَالِهِمُ الْمَوْعُودَ بِهَا وَزِيَادَةً مِنْ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=26لِلَّذَيْنِ احْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ .
وَوَصْفُ ( كَثِيرًا ) مُسْتَعَارٌ لِلْفَائِقِ فِي نَوْعِهِ . قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : قَالَ لِي أَبِي - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - : هَذِهِ أَرْجَى آيَةٍ عِنْدِي فِي كِتَابِ اللَّهِ لِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَمَرَ نَبِيَّهُ أَنْ يُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عِنْدَهُ فَضْلًا كَبِيرًا . وَقَدْ بَيَّنَ اللَّهُ تَعَالَى الْفَضْلَ الْكَبِيرَ مَا هُوَ فِي قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=22وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ) فَالْآيَةُ الَّتِي فِي هَذِهِ السُّورَةِ خَبَرٌ ، وَالْآيَةُ الَّتِي فِي ( حم عسق ) تَفْسِيرٌ لَهَا اهـ .