[ ص: 14 ] nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=33nindex.php?page=treesubj&link=29004_28816_31357إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا متصل بما قبله إذ هو تعليل لما تضمنته الآيات السابقة من أمر ونهي ، ابتداء من قوله تعالى (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=30يا نساء النبيء من يأت منكن ) الآية . فإن موقع ( إنما ) يفيد ربط ما بعدها بما قبلها لأن حرف " إن " جزء من ( إنما ) وحرف إن من شأنه أن يغني غناء فاء التسبب كما بينه
nindex.php?page=showalam&ids=13990الشيخ عبد القاهر ، فالمعنى أمركن الله بما أمر ونهاكن عما نهى ؛ لأنه أراد لكن تخلية عن النقائص والتحلية بالكمالات . وهذا التعليل وقع معترضا بين الأوامر والنواهي المتعاطفة .
والتعريف في ( البيت ) تعريف العهد وهو بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وبيوت النبي - صلى الله عليه وسلم - كثيرة فالمراد بالبيت هنا بيت كل واحدة من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - وكل بيت من تلك البيوت أهله النبي - صلى الله عليه وسلم - وزوجه صاحبة ذلك ، ولذلك جاء بعده قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=34واذكرن ما يتلى في بيوتكن ) ، وضميرا الخطاب موجهان إلى نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - على سنن الضمائر التي تقدمت . وإنما جيء بالضميرين بصيغة جمع المذكر على طريقة التغليب لاعتبار النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الخطاب ؛ لأنه رب كل بيت من بيوتهن وهو حاضر الخطاب إذ هو مبلغه . وفي هذا التغليب إيماء إلى أن هذا التطهير لهن لأجل مقام النبي - صلى الله عليه وسلم - لتكون قريناته مشابهات له في الزكاء والكمال ، كما قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=26والطيبات للطيبين يعني أزواج النبي للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهو نظير قوله في قصة
إبراهيم nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=73رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت والمخاطب زوج
إبراهيم وهو معها .
والرجس في الأصل : القذر الذي يلوث الأبدان ، واستعير هنا للذنوب والنقائص الدينية لأنها تجعل عرض الإنسان في الدنيا والآخرة مرذولا مكروها كالجسم الملوث بالقذر . وقد تقدم في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=90رجس من عمل الشيطان في سورة العقود . واستعير التطهير لضد ذلك وهو تجنيب الذنوب والنقائص كما يكون الجسم أو الثوب طاهرا .
واستعير الإذهاب للإنجاء والإبعاد .
[ ص: 15 ] وفي التعبير بالفعل المضارع دلالة على تجدد الإرادة واستمرارها ، وإذا أراد الله أمرا قدره إذ لا راد لإرادته .
والمعنى : ما يريد الله لكن مما أمركن ونهاكن إلا عصمتكن من النقائص وتحليتكن بالكمالات ودوام ذلك ، أي لا يريد من ذلك مقتا لكن ولا نكاية . فالقصر قصر قلب كما قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم . وهذا وجه مجيء صيغة القصر بإنما . والآية تقتضي أن الله عصم أزواج نبيئه - صلى الله عليه وسلم - من ارتكاب الكبائر وزكى نفوسهن .
nindex.php?page=treesubj&link=31357_31080وأهل البيت : أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - والخطاب موجه إليهن وكذلك ما قبله وما بعده لا يخالط أحدا شك في ذلك ولم يفهم منها أصحاب النبي - عليه الصلاة والسلام - و التابعون إلا أن أزواج النبي - عليه الصلاة والسلام - هن المراد بذلك وأن النزول في شأنهن .
وأما ما رواه
الترمذي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء بن أبي رباح عن
nindex.php?page=showalam&ids=16659عمر بن أبي سلمة قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10342377لما نزلت على النبيء nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=33إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا في بيت nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة دعا فاطمة وحسنا ، وحسينا فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره فجللهم بكساء ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . وقال : هو حديث غريب من حديث
عطاء عن
nindex.php?page=showalam&ids=16659عمر بن أبي سلمة ولم يسمه
الترمذي بصحة ولا حسن ووسمه بالغرابة . وفي صحيح
مسلم عن
عائشة nindex.php?page=hadith&LINKID=10342378خرج رسول الله غداة وعليه مرط مرحل فجاء الحسن فأدخله ثم جاء الحسين فأدخله ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال : nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=33إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا . وهذا أصرح من حديث
الترمذي .
فمحمله أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ألحق أهل الكساء بحكم هذه الآية وجعلهم أهل بيته كما ألحق
المدينة بمكة في حكم الحرمية بقوله
nindex.php?page=hadith&LINKID=10342379إن إبراهيم حرم مكة وإني أحرم ما بين لابتيها . وتأول البيت على معنييه الحقيقي والمجازي يصدق ببيت النسب كما يقولون : فيهم البيت والعدد ، ويكون هذا من حمل القرآن على جميع محامله غير المتعارضة كما أشرنا إليه في المقدمة التاسعة . وكأن حكمة
[ ص: 16 ] تجليلهم معه بالكساء تقوية استعارة البيت بالنسبة إليهم تقريبا لصورة البيت بقدر الإمكان في ذلك الوقت ; ليكون الكساء بمنزلة البيت ، ووجود النبي - صلى الله عليه وسلم - معهم في الكساء كما هو في حديث
مسلم تحقيق لكون ذلك الكساء منسوبا إليه ، وبهذا يتضح أن
nindex.php?page=treesubj&link=28819_31080أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - هن آل بيته بصريح الآية وأن
فاطمة وابنيها وزوجها مجعولون أهل بيته بدعائه أو بتأويل الآية على محاملها . ولذلك هم أهل بيته بدليل السنة ، وكل أولئك قد أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا : بعضه بالجعل الإلهي ، وبعضه بالجعل النبوي ، ومثله قول النبي - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=hadith&LINKID=10342380سلمان منا أهل البيت . وقد استوعب
ابن كثير روايات كثيرة من هذا الخبر مقتضية أن أهل البيت يشمل
فاطمة وعليا ،
وحسنا ،
وحسينا . وليس فيها أن هذه الآية نزلت فيهم إلا حديثا واحدا نسبه
ابن كثير إلى
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري ، ولم يوجد في تفسيره عن
nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة أنها ذكر عندها
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب فقالت : فيه نزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=33إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا وذكرت خبر تجليله مع
فاطمة وابنيه بكساء (
[1] ) .
وقد تلقف
الشيعة حديث الكساء فغصبوا وصف أهل البيت وقصروه على
فاطمة وزوجها وابنيهما - عليهم الرضوان - وزعموا أن
nindex.php?page=treesubj&link=28819_31080أزواج النبيء - صلى الله عليه وسلم - لسن من أهل البيت . وهذه مصادمة للقرآن بجعل هذه الآية حشوا بين ما خوطب به أزواج النبيء - صلى الله عليه وسلم - . وليس في لفظ حديث الكساء ما يقتضي قصر هذا الوصف على أهل الكساء إذ ليس في قوله (
nindex.php?page=hadith&LINKID=10342381هؤلاء أهل بيتي ) صيغة قصر وهو كقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=68إن هؤلاء ضيفي ليس معناه ليس لي ضيف غيرهم ، وهو يقتضي أن تكون هذه الآية مبتورة عما قبلها وما بعدها . ويظهر أن هذا التوهم من زمن عصر التابعين ، وأن منشأ قراءة هذه الآية على الألسن دون اتصال بينها وبين ما قبلها وما بعدها . ويدل لذلك ما رواه المفسرون عن
عكرمة أنه قال : من شاء بأهلية أنها نزلت في أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأنه قال أيضا : ليس بالذي تذهبون إليه إنما هو نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنه كان يصرخ بذلك في السوق . وحديث
nindex.php?page=showalam&ids=16659عمر بن أبي سلمة صريح في أن الآية نزلت قبل أن يدعو النبي الدعوة لأهل الكساء وأنها نزلت في بيت
nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة .
[ ص: 17 ] وأما ما وقع من قول
nindex.php?page=showalam&ids=16659عمر بن أبي سلمة أن
nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة قالت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10342382وأنا معهم يا رسول الله ؟ . فقال : أنت على مكانك وأنت على خير . فقد وهم فيه
الشيعة فظنوا أنه منعها من أن تكون من أهل بيته ، وهذه جهالة لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما أراد ما سألته من الحاصل ; لأن الآية نزلت فيها وفي ضرائرها فليست هي بحاجة إلى إلحاقها بهم ، فالدعاء لها بأن يذهب الله عنها الرجس ويطهرها دعاء بتحصيل أمر حصل وهو مناف بآداب الدعاء كما حرره
شهاب الدين القرافي في
nindex.php?page=treesubj&link=19732الفرق بين الدعاء المأذون فيه والدعاء الممنوع منه ، فكان جواب النبي - صلى الله عليه وسلم - تعليما لها . وقد وقع في بعض الروايات أنه
قال nindex.php?page=showalam&ids=54لأم سلمة : ( إنك من أزواج النبي ) . وهذا أوضح في المراد بقوله ( إنك على خير ) .
ولما استجاب الله دعاءه كان
nindex.php?page=treesubj&link=29399_31322النبي - صلى الله عليه وسلم - يطلق أهل البيت على فاطمة وعلي وابنيهما ، فقد روى
الترمذي nindex.php?page=hadith&LINKID=10342384عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يمر بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر يقول : الصلاة يا أهل البيت nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=33إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ، قال
الترمذي : هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه .
واللام في قوله ليذهب لام جر تزاد للتأكيد غالبا بعد مادتي الإرادة والأمر ، وينتصب الفعل المضارع بعدها ( بأن ) مضمرة إضمارا واجبا ، ومنه قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=71وأمرنا لنسلم لرب العالمين وقول
كثير :
أريد لأنسى حبها فكأنما تمثل لي ليلى بكل مكان
وعن
النحاس أن بعض القراء سماها ( لام أن ) وتقدم قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=26يريد الله ليبين لكم في سورة النساء .
وقوله أهل البيت نداء للمخاطبين من نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - مع حضرة النبي - عليه الصلاة والسلام - وقد شمل كل من ألحق النبي - صلى الله عليه وسلم - بهن بأنه من أهل البيت وهم :
فاطمة وابناها وزوجها
وسلمان لا يعدو هؤلاء .
[ ص: 14 ] nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=33nindex.php?page=treesubj&link=29004_28816_31357إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا مُتَّصِلٌ بِمَا قَبْلَهُ إِذْ هُوَ تَعْلِيلٌ لِمَا تَضَمَّنَتْهُ الْآيَاتُ السَّابِقَةُ مَنْ أُمِرٍ وَنَهْيٍ ، ابْتِدَاءً مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=30يَا نِسَاءَ النَّبِيءِ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ ) الْآيَةَ . فَإِنَّ مَوْقِعَ ( إِنَّمَا ) يُفِيدُ رَبْطَ مَا بَعْدَهَا بِمَا قَبْلَهَا لِأَنَّ حَرْفَ " إِنَّ " جُزْءٌ مِنْ ( إِنَّمَا ) وَحَرْفُ إِنَّ مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يُغَنِيَ غِنَاءَ فَاءِ التَّسَبُّبِ كَمَا بَيَّنَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13990الشَّيْخُ عَبَدُ الْقَاهِرِ ، فَالْمَعْنَى أَمَرَكُنَّ اللَّهُ بِمَا أَمَرَ وَنَهَاكُنَّ عَمَّا نَهَى ؛ لِأَنَّهُ أَرَادَ لَكُنَّ تَخْلِيَةً عَنِ النَّقَائِصِ وَالتَّحْلِيَةَ بِالْكَمَالَاتِ . وَهَذَا التَّعْلِيلُ وَقَعَ مُعْتَرَضًا بَيْنَ الْأَوَامِرِ وَالنَّوَاهِي الْمُتَعَاطِفَةِ .
وَالتَّعْرِيفُ فِي ( الْبَيْتِ ) تَعْرِيفُ الْعَهْدِ وَهُوَ بَيْتُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَبُيُوتُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَثِيرَةٌ فَالْمُرَادُ بِالْبَيْتِ هُنَا بَيْتُ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكُلُّ بَيْتٍ مِنْ تِلْكَ الْبُيُوتِ أَهَلَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَزَوْجُهُ صَاحِبَةُ ذَلِكَ ، وَلِذَلِكَ جَاءَ بَعْدَهُ قَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=34وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ ) ، وَضَمِيرَا الْخِطَابِ مُوَجَّهَانِ إِلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى سَنَنِ الضَّمَائِرِ الَّتِي تَقَدَّمَتْ . وَإِنَّمَا جِيءَ بِالضَّمِيرَيْنِ بِصِيغَةِ جَمْعِ الْمُذَكِّرِ عَلَى طَرِيقَةِ التَّغْلِيبِ لِاعْتِبَارِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي هَذَا الْخِطَابِ ؛ لِأَنَّهُ رَبُّ كُلِّ بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَهُوَ حَاضِرُ الْخِطَابِ إِذْ هُوَ مُبَلِّغُهُ . وَفِي هَذَا التَّغْلِيبِ إِيمَاءٌ إِلَى أَنَّ هَذَا التَّطْهِيرَ لَهُنَّ لِأَجْلِ مَقَامِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِتَكَونَ قَرِينَاتُهُ مُشَابِهَاتٍ لَهُ فِي الزَّكَاءِ وَالْكَمَالِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=26وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ يَعْنِي أَزْوَاجَ النَّبِيِّ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وَهُوَ نَظِيرُ قَوْلِهِ فِي قِصَّةِ
إِبْرَاهِيمَ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=73رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ وَالْمُخَاطَبُ زَوْجُ
إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ مَعَهَا .
وَالرِّجْسُ فِي الْأَصْلِ : الْقَذَرُ الَّذِي يُلَوِّثُ الْأَبْدَانَ ، وَاسْتُعِيرَ هُنَا لِلذُّنُوبِ وَالنَّقَائِصِ الدِّينِيَّةِ لِأَنَّهَا تَجْعَلُ عِرْضَ الْإِنْسَانِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مَرْذُولًا مَكْرُوهًا كَالْجِسْمِ الْمُلَوَّثِ بِالْقَذَرِ . وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=90رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فِي سُورَةِ الْعُقُودِ . وَاسْتُعِيرَ التَّطْهِيرُ لِضِدِّ ذَلِكَ وَهُوَ تَجْنِيبُ الذُّنُوبِ وَالنَّقَائِصِ كَمَا يَكُونُ الْجِسْمُ أَوِ الثَّوْبُ طَاهِرًا .
وَاسْتُعِيرَ الْإِذْهَابُ لِلْإِنْجَاءِ وَالْإِبْعَادِ .
[ ص: 15 ] وَفِي التَّعْبِيرِ بِالْفِعْلِ الْمُضَارِعِ دَلَالَةٌ عَلَى تَجَدُّدِ الْإِرَادَةِ وَاسْتِمْرَارِهَا ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَمْرًا قَدَّرَهُ إِذْ لَا رَادَّ لِإِرَادَتِهِ .
وَالْمَعْنَى : مَا يُرِيدُ اللَّهُ لَكُنَّ مِمَّا أَمَرَكُنَّ وَنَهَاكُنَّ إِلَّا عِصْمَتَكُنَّ مِنَ النَّقَائِصِ وتَحْلِيَتَكُنَّ بِالْكَمَالَاتِ وَدَوَامَ ذَلِكَ ، أَيْ لَا يُرِيدُ مِنْ ذَلِكَ مَقْتًا لَكُنَّ وَلَا نِكَايَةً . فَالْقَصْرُ قَصْرُ قَلْبٍ كَمَا قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ . وَهَذَا وَجْهُ مَجِيءِ صِيغَةِ الْقَصْرِ بِإِنَّمَا . وَالْآيَةُ تَقْتَضِي أَنَّ اللَّهَ عَصَمَ أَزْوَاجَ نَبِيئِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنَ ارْتِكَابِ الْكَبَائِرِ وَزَكَّى نُفُوسَهُنَّ .
nindex.php?page=treesubj&link=31357_31080وَأَهْلُ الْبَيْتِ : أَزْوَاجُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالْخِطَابُ مُوَجَّهٌ إِلَيْهِنَّ وَكَذَلِكَ مَا قَبْلَهُ وَمَا بَعْدَهُ لَا يُخَالِطُ أَحَدًا شَكٌّ فِي ذَلِكَ وَلَمْ يَفْهَمْ مِنْهَا أَصْحَابُ النَّبِيِّ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - وَ الْتَابِعُونَ إِلَّا أَنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - هُنَّ الْمُرَادُ بِذَلِكَ وَأَنَّ النُّزُولَ فِي شَأْنِهِنَّ .
وَأَمَّا مَا رَوَاهُ
التِّرْمِذِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16568عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16659عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10342377لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيءِ nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=33إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا فِي بَيْتِ nindex.php?page=showalam&ids=54أُمِّ سَلَمَةَ دَعَا فَاطِمَةَ وَحَسَنًا ، وَحُسَيْنًا فَجَلَّلَهُمْ بِكِسَاءٍ وَعَلِيٌّ خَلْفَ ظَهْرِهِ فَجَلَّلَهُمْ بِكِسَاءٍ ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا . وَقَالَ : هُوَ حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ
عَطَاءٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16659عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ وَلَمْ يُسَمِّهِ
التِّرْمِذِيُّ بِصِحَّةٍ وَلَا حُسْنٍ وَوَسَمَهُ بِالْغَرَابَةِ . وَفِي صَحِيحِ
مُسْلِمٍ عَنْ
عَائِشَةَ nindex.php?page=hadith&LINKID=10342378خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ غَدَاةً وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّلٌ فَجَاءَ الْحَسَنُ فَأَدْخَلَهُ ثُمَّ جَاءَ الْحُسَيْنُ فَأَدْخَلَهُ ثُمَّ جَاءَتْ فَاطِمَةُ فَأَدْخَلَهَا ثُمَّ جَاءَ عَلِيٌّ فَأَدْخَلَهُ ثُمَّ قَالَ : nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=33إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا . وَهَذَا أَصْرَحُ مِنْ حَدِيثِ
التِّرْمِذِيِّ .
فَمَحْمَلُهُ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَلْحَقَ أَهْلَ الْكِسَاءِ بِحُكْمِ هَذِهِ الْآيَةِ وَجَعَلَهُمْ أَهْلَ بَيْتِهِ كَمَا أَلْحَقَ
الْمَدِينَةَ بِمَكَّةَ فِي حُكْمِ الْحَرَمِيَّةِ بِقَوْلِهِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=10342379إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ وَإِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا . وَتَأَوُّلُ الْبَيْتِ عَلَى مَعْنَيَيْهِ الْحَقِيقِيِّ وَالْمَجَازِيِّ يَصْدُقُ بِبَيْتِ النَّسَبِ كَمَا يَقُولُونَ : فِيهِمُ الْبَيْتُ وَالْعَدَدُ ، وَيَكُونُ هَذَا مِنْ حَمْلِ الْقُرْآنِ عَلَى جَمِيعِ مَحَامِلِهِ غَيْرِ الْمُتَعَارِضَةِ كَمَا أَشَرْنَا إِلَيْهِ فِي الْمُقَدِّمَةِ التَّاسِعَةِ . وَكَأَنَّ حِكْمَةَ
[ ص: 16 ] تَجْلِيلِهِمْ مَعَهُ بِالْكِسَاءِ تَقْوِيَةُ اسْتِعَارَةِ الْبَيْتِ بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِمْ تَقْرِيبًا لِصُورَةِ الْبَيْتِ بِقَدْرِ الْإِمْكَانِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ ; لِيَكُونَ الْكِسَاءُ بِمَنْزِلَةِ الْبَيْتِ ، وَوُجُودُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَعَهُمْ فِي الْكِسَاءِ كَمَا هُوَ فِي حَدِيثِ
مُسْلِمٍ تَحْقِيقٌ لِكَوْنِ ذَلِكَ الْكِسَاءُ مَنْسُوبًا إِلَيْهِ ، وَبِهَذَا يَتَّضِحُ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28819_31080أَزْوَاجَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هُنَّ آلُ بَيْتِهِ بِصَرِيحِ الْآيَةِ وَأَنَّ
فَاطِمَةَ وَابْنَيْهَا وَزَوْجَهَا مَجْعُولُونَ أَهْلَ بَيْتِهِ بِدُعَائِهِ أَوْ بِتَأْوِيلِ الْآيَةِ عَلَى مَحَامِلِهَا . وَلِذَلِكَ هُمْ أَهْلُ بَيْتِهِ بِدَلِيلِ السُّنَةِ ، وَكُلُّ أُولَئِكَ قَدْ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيرًا : بَعْضُهُ بِالْجَعْلِ الْإِلَهِيِّ ، وَبَعْضُهُ بِالْجَعْلِ النَّبَوِيِّ ، وَمِثْلُهُ قَوْلُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=hadith&LINKID=10342380سَلْمَانُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ . وَقَدِ اسْتَوْعَبَ
ابْنُ كَثِيرٍ رِوَايَاتٍ كَثِيرَةً مِنْ هَذَا الْخَبَرِ مُقْتَضِيَةً أَنَّ أَهْلَ الْبَيْتِ يَشْمَلُ
فَاطِمَةَ وَعَلِيًّا ،
وَحَسَنًا ،
وَحُسَيْنًا . وَلَيْسَ فِيهَا أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِيهِمْ إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا نَسَبَهُ
ابْنُ كَثِيرٍ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيِّ ، وَلَمْ يُوجَدْ فِي تَفْسِيرِهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=54أَمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا ذُكِرَ عِنْدَهَا
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَتْ : فِيهِ نَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=33إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا وَذَكَرَتْ خَبَرَ تَجْلِيلِهِ مَعَ
فَاطِمَةَ وَابْنَيْهِ بِكِسَاءٍ (
[1] ) .
وَقَدْ تَلَقَّفَ
الشِّيعَةُ حَدِيثَ الْكِسَاءِ فَغَصَبُوا وَصْفَ أَهْلِ الْبَيْتِ وَقَصَرُوهُ عَلَى
فَاطِمَةَ وَزَوْجِهَا وَابْنَيْهِمَا - عَلَيْهِمُ الرِّضْوَانَ - وَزَعَمُوا أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28819_31080أَزْوَاجَ النَّبِيءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَسْنَ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ . وَهَذِهِ مُصَادَمَةٌ لِلْقُرْآنِ بِجَعْلِ هَذِهِ الْآيَةِ حَشْوًا بَيْنَ مَا خُوطِبَ بِهِ أَزْوَاجُ النَّبِيءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . وَلَيْسَ فِي لَفْظِ حَدِيثِ الْكِسَاءِ مَا يَقْتَضِي قَصَرَ هَذَا الْوَصْفِ عَلَى أَهْلِ الْكِسَاءِ إِذْ لَيْسَ فِي قَوْلِهِ (
nindex.php?page=hadith&LINKID=10342381هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي ) صِيغَةُ قَصْرٍ وَهُوَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=68إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي لَيْسَ مَعْنَاهُ لَيْسَ لِي ضَيْفٌ غَيْرُهُمْ ، وَهُوَ يَقْتَضِي أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الْآيَةُ مَبْتُورَةً عَمَّا قَبِلَهَا وَمَا بَعْدَهَا . وَيَظْهَرُ أَنَّ هَذَا التَّوَهُّمَ مِنْ زَمَنِ عَصْرِ التَّابِعِينَ ، وَأَنَّ مَنْشَأَ قِرَاءَةِ هَذِهِ الْآيَةِ عَلَى الْأَلْسُنِ دُونَ اتِّصَالٍ بَيْنِهَا وَبَيْنَ مَا قَبْلَهَا وَمَا بَعْدَهَا . وَيَدُلُّ لِذَلِكَ مَا رَوَاهُ الْمُفَسِّرُونَ عَنْ
عِكْرِمَةَ أَنَّهُ قَالَ : مَنْ شَاءَ بِأَهْلِيَّةٍ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وَأَنَّهُ قَالَ أَيْضًا : لَيْسَ بِالَّذِي تَذْهَبُونَ إِلَيْهِ إِنَّمَا هُوَ نِسَاءُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَّهُ كَانَ يَصْرُخُ بِذَلِكَ فِي السُّوقِ . وَحَدِيثُ
nindex.php?page=showalam&ids=16659عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ صَرِيحٌ فِي أَنَّ الْآيَةَ نَزَلَتْ قَبْلَ أَنْ يَدْعُوَ النَّبِيُّ الدَّعْوَةَ لِأَهْلِ الْكِسَاءِ وَأَنَّهَا نَزَلَتْ فِي بَيْتِ
nindex.php?page=showalam&ids=54أَمِّ سَلَمَةَ .
[ ص: 17 ] وَأَمَّا مَا وَقَعَ مِنْ قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=16659عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=54أُمَّ سَلَمَةَ قَالَتْ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10342382وَأَنَا مَعَهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ . فَقَالَ : أَنْتِ عَلَى مَكَانِكِ وَأَنْتِ عَلَى خَيْرٍ . فَقَدْ وَهَمَ فِيهِ
الشِّيعَةُ فَظَنُّوا أَنَّهُ مَنَعَهَا مِنْ أَنْ تَكُونَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ ، وَهَذِهِ جَهَالَةٌ لِأَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِنَّمَا أَرَادَ مَا سَأَلَتْهُ مِنَ الْحَاصِلِ ; لِأَنَّ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِيهَا وَفِي ضَرَائِرِهَا فَلَيْسَتْ هِيَ بِحَاجَةٍ إِلَى إِلْحَاقِهَا بِهِمْ ، فَالدُّعَاءُ لَهَا بِأَنْ يُذْهِبَ اللَّهُ عَنْهَا الرِّجْسَ وَيُطَهِّرَهَا دُعَاءٌ بِتَحْصِيلِ أَمْرٍ حَصَلَ وَهُوَ مُنَافٍ بِآدَابِ الدُّعَاءِ كَمَا حَرَّرَهُ
شِهَابُ الدِّينِ الْقَرَافِيُّ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=19732الْفَرْقِ بَيْنَ الدُّعَاءِ الْمَأْذُونِ فِيهِ وَالدُّعَاءِ الْمَمْنُوعِ مِنْهُ ، فَكَانَ جَوَابُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَعْلِيمًا لَهَا . وَقَدْ وَقَعَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ أَنَّهُ
قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=54لِأُمِّ سَلَمَةَ : ( إِنَّكِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ ) . وَهَذَا أَوْضَحُ فِي الْمُرَادِ بِقَوْلِهِ ( إِنَّكِ عَلَى خَيْرٍ ) .
وَلَمَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ دُعَاءَهُ كَانَ
nindex.php?page=treesubj&link=29399_31322النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُطْلِقُ أَهْلَ الْبَيْتِ عَلَى فَاطِمَةَ وَعَلِيٍّ وَابْنَيْهِمَا ، فَقَدْ رَوَى
التِّرْمِذِيُّ nindex.php?page=hadith&LINKID=10342384عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَمُرُّ بِبَابِ فَاطِمَةَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ إِذَا خَرَجَ إِلَى صَلَاةِ الْفَجْرِ يَقُولُ : الصَّلَاةَ يَا أَهْلَ الْبَيْتِ nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=33إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ، قَالَ
التِّرْمِذِيُّ : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ .
وَاللَّامُ فِي قَوْلِهِ لِيُذْهِبَ لَامُ جَرٍّ تُزَادُ لِلتَّأْكِيدِ غَالِبًا بَعْدَ مَادَّتَيِ الْإِرَادَةِ وَالْأَمْرِ ، وَيَنْتَصِبُ الْفِعْلُ الْمُضَارِعُ بَعْدَهَا ( بِأَنْ ) مُضْمَرَةً إِضْمَارًا وَاجِبًا ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=71وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ وَقَوْلُ
كُثَيْرٌ :
أُرِيدُ لِأَنْسَى حُبَّهَا فَكَأَنَّمَا تُمَثَّلُ لِي لَيْلَى بِكُلِّ مَكَانِ
وَعَنِ
النَّحَاسِ أَنَّ بَعْضَ الْقُرَّاءِ سَمَّاهَا ( لَامَ أَنْ ) وَتَقَدَّمَ قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=26يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ فِي سُورَةِ النِّسَاءِ .
وَقَوْلُهُ أَهْلَ الْبَيْتِ نِدَاءٌ لِلْمُخَاطَبِينَ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَعَ حَضْرَةِ النَّبِيِّ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - وَقَدْ شَمِلَ كُلَّ مَنْ أَلْحَقَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِهِنَّ بِأَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ وَهُمْ :
فَاطِمَةُ وَابْنَاهَا وَزَوْجُهَا
وَسَلْمَانُ لَا يَعْدُو هَؤُلَاءِ .