nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=12nindex.php?page=treesubj&link=29004_28862_30569_30723_30826وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبيء يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا
عطف على
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=10وإذ زاغت الأبصار فإن ذلك كله مما ألحق بالمسلمين ابتلاء فبعضه من حال الحرب وبعضه من أذى المنافقين ، ليحذروا المنافقين فيما يحدث من بعد ، ولئلا يخشوا كيدهم فإن الله يصرفه كما صرف أشده يوم الأحزاب .
[ ص: 284 ] وقول المنافقين هذا يحتمل أن يكونوا قالوه علنا بين المسلمين قصدوا به إدخال الشك في قلوب المؤمنين لعلهم يردونهم عن دينهم فأوهموا بقولهم
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=22ما وعدنا الله ورسوله إلخ أنهم ممن يؤمن بالله ورسوله ، فنسبة الغرور إلى الله ورسوله إما على معنى التشبيه البليغ وإما لأنهم بجهلهم يجوزون على الله أن يغر عباده ، ويحتمل أنهم قالوا ذلك بين أهل ملتهم فيكون نسبة الوعد إلى الله ورسوله تهكما كقول فرعون
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=27إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون .
والغرور : ظهور الشيء المكروه في صورة المحبوب ، وقد تقدم عند قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=196لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد في سورة آل عمران ، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=112زخرف القول غرورا في سورة الأنعام .
والمعنى : أن الله وعدهم النصر فكان الأمر هزيمة وهم يعنون الوعد العام وإلا فإن وقعة الخندق جاءت بغتة ولم يرو أنهم وعدوا فيها بنصر .
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=12والذين في قلوبهم مرض : هم الذين كانوا مترددين بين الإيمان والكفر فأخلصوا يومئذ النفاق وصمموا عليه .
والمراد بالطائفة الذين قالوا
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا عبد الله بن أبي ابن سلول وأصحابه . كذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي . وقال الأكثر هو
أوس بن قيظي أحد
بني حارثة ، وهو والد
عرابة بن أوس الممدوح بقول
الشماخ :
رأيت عرابة الأوسي يسمو إلى الخيرات منقطع القرين
في جماعة من منافقي قومه . والظاهر هو ما قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي لأن
عبد الله بن أبي رأس المنافقين ، فهو الذي يدعو أهل
يثرب كلهم .
وقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13لا مقام لكم ) قرأه الجمهور بفتح الميم وهو اسم لمكان القيام ، أي الوجود . وقرأه
حفص عن
عاصم بضم الميم ، أي محل الإقامة ، والنفي هنا بمعنى نفي المنفعة فلما رأى هذا الفريق قلة جدوى وجودهم جعلها كالعدم ، أي لا فائدة لكم في ذلك ، وهو يروم تخزيل الناس كما فعل يوم
أحد .
nindex.php?page=treesubj&link=30687ويثرب : اسم مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، وقال
أبو عبيدة يثرب : اسم أرض
والمدينة [ ص: 285 ] في ناحية منها ، أي اسم أرض بما فيها من الحوائط والنخل
والمدينة في تلك الأرض سميت باسم
يثرب من العمالقة ، وهو يثرب من قانية الحفيد الخامس لإرم بن سام بن نوح
. وقد روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس nindex.php?page=hadith&LINKID=10342366أن النبيء - صلى الله عليه وسلم - نهى عن تسميتها يثرب وسماها طابة .
وفي قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13يا أهل يثرب لا مقام لكم محسن بديعي ، وهو الاتزان لأن هذا القول يكون منه مصراع من بحر السريع من عروضه الثانية المخبولة المكشوفة إذ صارت " مفعولات " بمجموع الخبل والكشف إلى ( فعلن ) فوزنه ( مستفعلن مستفعلن فعلن ) .
والمراد بقوله فريق منهم جماعة من المنافقين والذين في قلوبهم مرض ، وليسوا فريقا من الطائفة المذكورة آنفا ، بل هؤلاء هم
أوس بن قيظي وجمع من عشيرته
بني حارثة وكان
بنو حارثة أكثرهم مسلمين وفيهم منافقون ، فجاء منافقوهم يعتذرون بأن منازلهم عورة ، أي غير حصينة .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13ويستأذن فريق عطف على جملة قالت طائفة ، وجيء فيها بالفعل المضارع للإشارة إلى أنهم يلحون في الاستئذان ويكررونه ويجددونه .
والعورة : الثغر بين الجبلين الذي يتمكن العدو أن يتسرب منه إلى الحي ، قال
لبيد :
وأجن عورات الثغور ظلامها
والاستئذان : طلب الإذن وهؤلاء راموا الانخزال واستحيوا . ولم يذكر المفسرون أن النبيء - صلى الله عليه وسلم - أذن لهم . وذكر أهل السير أن ثمانين منهم رجعوا دون إذنه . وهذا يقتضي أنه لم يأذن لهم وإلا لما ظهر تميزهم عن غيرهم ، وأيضا فإن في الفعل المضارع من قوله ( يستأذن ) إيماء إلى أنه لم يأذن لهم وستعلم ذلك ، ومنازل
بني حارثة كانت في أقصى
المدينة قرب منازل
بني سلمة فإنهما كانا حيين متلازمين قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=122إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا هما
بنو حارثة وبنو سلمة في غزوة
أحد . وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10342367أن بني سلمة راموا أن ينقلوا منازلهم قرب المسجد فقال النبيء - صلى الله عليه وسلم - يا بني سلمة ألا تحتسبون آثاركم أي خطاكم .
[ ص: 286 ] فهذا الفريق منهم يعتلون بأن منازلهم بعيدة عن
المدينة وآطامها .
والتأكيد بحرف إن في قولهم
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13إن بيوتنا عورة تمويه لإظهار قولهم
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13بيوتنا عورة في صورة الصدق . ولما علموا أنهم كاذبون وأن النبيء - صلى الله عليه وسلم - يعلم كذبهم جعلوا تكذيبه إياهم في صورة أنه يشك في صدقهم فأكدوا الخبر .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13وما هي بعورة إلى قوله مسئولا معترضة بين جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13ويستأذن فريق منهم إلخ وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=16لن ينفعكم الفرار الآية .
فقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13وما هي بعورة تكذيب لهم فإن
المدينة كانت محصنة يومئذ بخندق وكان جيش المسلمين حارسها . ولم يقرن هذا التكذيب بمؤكد لإظهار أن كذبهم واضح غير محتاج إلى تأكيد .
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=12nindex.php?page=treesubj&link=29004_28862_30569_30723_30826وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أْهَلَ يَثْرِبَ لَا مَقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيءَ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا
عَطْفٌ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=10وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ فَإِنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ مِمَّا أُلْحِقَ بِالْمُسْلِمِينَ ابْتِلَاءً فَبَعْضُهُ مِنْ حَالِ الْحَرْبِ وَبَعْضُهُ مِنْ أَذَى الْمُنَافِقِينَ ، لِيَحْذَرُوا الْمُنَافِقِينَ فِيمَا يَحْدُثُ مِنْ بَعْدُ ، وَلِئَلَّا يَخْشَوْا كَيْدَهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ يَصْرِفُهُ كَمَا صَرَفَ أَشَدَّهُ يَوْمَ الْأَحْزَابِ .
[ ص: 284 ] وَقَوْلُ الْمُنَافِقِينَ هَذَا يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونُوا قَالُوهُ عَلَنًا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ قَصَدُوا بِهِ إِدْخَالَ الشَّكِّ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لَعَلَّهُمْ يَرُدُّونَهُمْ عَنْ دِينِهِمْ فَأَوْهَمُوا بِقَوْلِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=22مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَخْ أَنَّهُمْ مِمَّنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ، فَنِسْبَةُ الْغُرُورِ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِمَّا عَلَى مَعْنَى التَّشْبِيهِ الْبَلِيغِ وَإِمَّا لِأَنَّهُمْ بِجَهْلِهِمْ يُجَوِّزُونَ عَلَى اللَّهِ أَنْ يَغُرَّ عِبَادَهُ ، وَيَحْتَمِلُ أَنَّهُمْ قَالُوا ذَلِكَ بَيْنَ أَهْلِ مِلَّتِهِمْ فَيَكُونُ نِسْبَةُ الْوَعْدِ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ تَهَكُّمًا كَقَوْلِ فِرْعَوْنَ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=27إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ .
وَالْغُرُورُ : ظُهُورُ الشَّيْءِ الْمَكْرُوهِ فِي صُورَةِ الْمَحْبُوبِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=196لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ فِي سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=112زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ .
وَالْمَعْنَى : أَنَّ اللَّهَ وَعَدَهُمُ النَّصْرَ فَكَانَ الْأَمْرُ هَزِيمَةً وَهُمْ يَعْنُونَ الْوَعْدَ الْعَامَّ وَإِلَّا فَإِنَّ وَقْعَةَ الْخَنْدَقِ جَاءَتْ بَغْتَةً وَلَمْ يُرْوَ أَنَّهُمْ وُعِدُوا فِيهَا بِنَصْرٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=12وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ : هُمُ الَّذِينَ كَانُوا مُتَرَدِّدِينَ بَيْنَ الْإِيمَانِ وَالْكُفْرِ فَأَخْلَصُوا يَوْمَئِذٍ النِّفَاقَ وَصَمَّمُوا عَلَيْهِ .
وَالْمُرَادُ بِالطَّائِفَةِ الَّذِينَ قَالُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13يَا أْهَلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ وَأَصْحَابُهُ . كَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ . وَقَالَ الْأَكْثَرُ هُوَ
أَوْسُ بْنُ قَيْظِيٍّ أَحَدُ
بَنِي حَارِثَةَ ، وَهُوَ وَالِدُ
عَرَابَةَ بْنِ أَوْسٍ الْمَمْدُوحِ بِقَوْلِ
الشَّمَّاخِ :
رَأَيْتُ عَرَابَةَ الْأَوْسِيَّ يَسْمُو إِلَى الْخَيْرَاتِ مُنْقَطِعَ الْقَرِينِ
فِي جَمَاعَةٍ مِنْ مُنَافِقِي قَوْمِهِ . وَالظَّاهِرُ هُوَ مَا قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ لِأَنَّ
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ رَأْسُ الْمُنَافِقِينَ ، فَهُوَ الَّذِي يَدْعُو أَهْلَ
يَثْرِبَ كُلَّهُمْ .
وَقَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13لَا مَقَامَ لَكُمْ ) قَرَأَهُ الْجُمْهُورُ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَهُوَ اسْمٌ لِمَكَانِ الْقِيَامِ ، أَيِ الْوُجُودِ . وَقَرَأَهُ
حَفْصٌ عَنْ
عَاصِمٍ بِضَمِّ الْمِيمِ ، أَيْ مَحَلُّ الْإِقَامَةِ ، وَالنَّفْيُ هُنَا بِمَعْنَى نَفْيِ الْمَنْفَعَةِ فَلَمَّا رَأَى هَذَا الْفَرِيقُ قِلَّةَ جَدْوَى وُجُودِهِمْ جَعَلَهَا كَالْعَدَمِ ، أَيْ لَا فَائِدَةَ لَكُمْ فِي ذَلِكَ ، وَهُوَ يَرُومُ تَخْزِيلَ النَّاسِ كَمَا فَعَلَ يَوْمَ
أُحُدٍ .
nindex.php?page=treesubj&link=30687وَيَثْرِبُ : اسْمُ مَدِينَةِ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ يَثْرِبُ : اسْمُ أَرْضٍ
وَالْمَدِينَةُ [ ص: 285 ] فِي نَاحِيَةٍ مِنْهَا ، أَيِ اسْمُ أَرْضٍ بِمَا فِيهَا مِنَ الْحَوَائِطِ وَالنَّخْلِ
وَالْمَدِينَةُ فِي تِلْكَ الْأَرْضِ سُمِّيتْ بَاسِمِ
يَثْرِبَ مِنَ الْعَمَالِقَةِ ، وَهُوَ يَثْرِبُ مِنْ قَانِيَةَ الْحَفِيدِ الْخَامِسِ لِإِرَمَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ
. وَقَدْ رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=48الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=10342366أَنَّ النَّبِيءَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى عَنْ تَسْمِيَتِهَا يَثْرِبَ وَسَمَّاهَا طَابَةَ .
وَفِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ مُحَسِّنٌ بَدِيعِيٌّ ، وَهُوَ الِاتِّزَانُ لِأَنَّ هَذَا الْقَوْلَ يَكُونُ مِنْهُ مِصْرَاعٌ مِنْ بَحْرِ السَّرِيعِ مِنْ عَرُوضِهِ الثَّانِيَةِ الْمَخْبُولَةِ الْمَكْشُوفَةِ إِذْ صَارَتْ " مَفْعُولَاتُ " بِمَجْمُوعِ الْخَبْلِ وَالْكَشْفِ إِلَى ( فَعِلُنْ ) فَوَزْنُهُ ( مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَعِلُنْ ) .
وَالْمُرَادُ بِقَوْلِهِ فَرِيقٌ مِنْهُمْ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ، وَلَيْسُوا فَرِيقًا مِنَ الطَّائِفَةِ الْمَذْكُورَةِ آنِفًا ، بَلْ هَؤُلَاءِ هُمْ
أَوْسُ بْنُ قَيْظِيٍّ وَجَمْعٌ مِنْ عَشِيرَتِهِ
بَنِي حَارِثَةَ وَكَانَ
بَنُو حَارِثَةَ أَكْثَرُهُمْ مُسْلِمِينَ وَفِيهِمْ مُنَافِقُونَ ، فَجَاءَ مُنَافِقُوهُمْ يَعْتَذِرُونَ بِأَنَّ مَنَازِلَهُمْ عَوْرَةٌ ، أَيْ غَيْرُ حَصِينَةٍ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ عَطْفٌ عَلَى جُمْلَةِ قَالَتْ طَائِفَةٌ ، وَجِيءَ فِيهَا بِالْفِعْلِ الْمُضَارِعِ لِلْإِشَارَةِ إِلَى أَنَّهُمْ يَلِحُّونَ فِي الِاسْتِئْذَانِ وَيُكَرِّرُونَهُ وَيُجَدِّدُونَهُ .
وَالْعَوْرَةُ : الثَّغْرُ بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ الَّذِي يَتَمَكَّنُ الْعَدُوُّ أَنْ يَتَسَرَّبَ مِنْهُ إِلَى الْحَيِّ ، قَالَ
لَبِيدٌ :
وَأَجَنَّ عَوْرَاتِ الثُّغُورِ ظَلَامُهَا
وَالِاسْتِئْذَانُ : طَلَبُ الْإِذْنِ وَهَؤُلَاءِ رَامُوا الِانْخِزَالَ وَاسْتَحْيَوْا . وَلَمْ يَذْكُرِ الْمُفَسِّرُونَ أَنَّ النَّبِيءَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَذِنَ لَهُمْ . وَذَكَرَ أَهْلُ السِّيَرِ أَنَّ ثَمَانِينَ مِنْهُمْ رَجَعُوا دُونَ إِذْنِهِ . وَهَذَا يَقْتَضِي أَنَّهُ لَمْ يَأْذَنْ لَهُمْ وَإِلَّا لَمَا ظَهَرَ تَمَيُّزُهُمْ عَنْ غَيْرِهِمْ ، وَأَيْضًا فَإِنَّ فِي الْفِعْلِ الْمُضَارِعِ مِنْ قَوْلِهِ ( يَسْتَأْذِنُ ) إِيمَاءً إِلَى أَنَّهُ لَمْ يَأْذَنْ لَهُمْ وَسَتَعْلَمُ ذَلِكَ ، وَمَنَازِلُ
بَنِي حَارِثَةَ كَانَتْ فِي أَقْصَى
الْمَدِينَةِ قُرْبَ مَنَازِلِ
بَنِي سَلَمَةَ فَإِنَّهُمَا كَانَا حَيَّيْنِ مُتَلَازِمَيْنِ قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=122إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا هُمَا
بَنُو حَارِثَةَ وَبَنُو سَلَمَةَ فِي غَزْوَةِ
أُحُدٍ . وَفِي الْحَدِيثِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10342367أَنَّ بَنِي سَلَمَةَ رَامُوا أَنْ يَنْقُلُوا مَنَازِلَهُمْ قُرْبَ الْمَسْجِدِ فَقَالَ النَّبِيءُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَا بَنِي سَلَمَةَ أَلَا تَحْتَسِبُونَ آثَارَكُمْ أَيْ خُطَاكُمْ .
[ ص: 286 ] فَهَذَا الْفَرِيقُ مِنْهُمْ يَعْتَلُّونَ بِأَنَّ مَنَازِلَهُمْ بَعِيدَةٌ عَنِ
الْمَدِينَةِ وَآطَامِهَا .
وَالتَّأْكِيدُ بِحَرْفِ إِنَّ فِي قَوْلِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ تَمْوِيهٌ لِإِظْهَارِ قَوْلِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ فِي صُورَةِ الصِّدْقِ . وَلَمَّا عَلِمُوا أَنَّهُمْ كَاذِبُونَ وَأَنَّ النَّبِيءَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَعْلَمُ كَذِبَهُمْ جَعَلُوا تَكْذِيبَهُ إِيَّاهُمْ فِي صُورَةِ أَنَّهُ يَشُكُّ فِي صِدْقِهِمْ فَأَكَّدُوا الْخَبَرَ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِلَى قَوْلِهِ مَسْئُولًا مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ إِلَخْ وَجُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=16لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ الْآيَةَ .
فَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ تَكْذِيبٌ لَهُمْ فَإِنَّ
الْمَدِينَةَ كَانَتْ مُحَصَّنَةً يَوْمَئِذٍ بِخَنْدَقٍ وَكَانَ جَيْشُ الْمُسْلِمِينَ حَارِسَهَا . وَلَمْ يُقْرَنْ هَذَا التَّكْذِيبُ بِمُؤَكِّدٍ لِإِظْهَارِ أَنَّ كَذِبَهُمْ وَاضِحٌ غَيْرُ مُحْتَاجٍ إِلَى تَأْكِيدٍ .