nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=52nindex.php?page=treesubj&link=29001_32028فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=53وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون
الفاء للترتيب على قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=51لظلوا من بعده يكفرون المفيد أن الكفر غالب أحوالهم لأنهم بين كفر بالله وبين إعراض عن شكره ، أو الفاء فصيحة تدل على كلام مقدر ، أي إن كبر عليك إعراضهم وساءك استرسالهم على الكفر فإنهم
[ ص: 126 ] كالموتى وإنك لا تسمع الموتى . وهذا
nindex.php?page=treesubj&link=30614_32028معذرة للنبيء صلى الله عليه وسلم ونداء على أنه بذل الجهد في التبليغ .
وفيما عدا الفاء فالآية نظير التي في آخر سورة النمل ونزيد هنا فنقول : إن تعداد التشابيه منظور فيه إلى اختلاف أحوال طوائف المشركين فكان لكل فريق تشبيه : فمنهم من غلب عليهم التوغل في الشرك فلا يصدقون بما يخالفه ولا يتأثرون بالقرآن والدعوة إلى الحق فهؤلاء بمنزلة الأموات أشباح بلا إدراك ، وهؤلاء هم دهماؤهم وأغلبهم ولذلك ابتدئ بهم .
ومنهم من يعرض عن استماع القرآن وهم الذين يقولون
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5في آذاننا وقر ويقولون
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=26لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه ، وهؤلاء هم ساداتهم ومدبروا أمرهم يخافون إن أصغوا إلى القرآن أن يملك مشاعرهم فلذلك يتباعدون عن سماعه ، ولهذا قيد الذي شبهوا به بوقت توليهم مدبرين إعراضا عن الدعوة ، فهو تشبيه تمثيل .
ومنهم من سلكوا مسلك ساداتهم واقتفوا خطاهم فانحرفت أفهامهم عن الصواب فهم يسمعون القرآن ولا يستطيعون العمل به ، وهؤلاء هم الذين اعتادوا متابعة أهوائهم وهم الذين قالوا
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=22إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون . ويحصل من جميع ذلك تشبيه جماعتهم بجماعة تجمع أمواتا وصما وعميا فليس هذا من تعدد التشبه لمشبه واحد كالذي في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=19أو كصيب من السماء .
وقرأ الجمهور ( ولا تسمع الصم ) بتاء فوقية مضمومة وكسر ميم ( تسمع ) ونصب ( الصم ) على أنه خطاب للنبيء صلى الله عليه وسلم . وقرأه
ابن كثير ( ولا يسمع الصم ) بتحتية مفتوحة وبفتح ميم ( يسمع ) ورفع ( الصم ) على الفاعلية ل ( يسمع ) .
وقرأ الجمهور ( بهادي ) بموحدة وبألف بعد الهاء وبإضافة ( هادي ) إلى
[ ص: 127 ] ( العمي ) وقرأه حمزة وحده ( تهدي ) بمثناة فوقية وبدون ألف بعد الهاء على الخطاب وبنصب ( العمي ) على المفعولية .
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=52nindex.php?page=treesubj&link=29001_32028فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=53وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ
الْفَاءُ لِلتَّرْتِيبِ عَلَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=51لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ الْمُفِيدُ أَنَّ الْكُفْرَ غَالِبُ أَحْوَالِهِمْ لِأَنَّهُمْ بَيْنَ كُفْرٍ بِاللَّهِ وَبَيْنَ إِعْرَاضٍ عَنْ شُكْرِهِ ، أَوِ الْفَاءُ فَصِيحَةٌ تَدُلُّ عَلَى كَلَامٍ مُقَدَّرٍ ، أَيْ إِنْ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ وَسَاءَكَ اسْتِرْسَالُهُمْ عَلَى الْكُفْرِ فَإِنَّهُمْ
[ ص: 126 ] كَالْمَوْتَى وَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى . وَهَذَا
nindex.php?page=treesubj&link=30614_32028مَعْذِرَةٌ لِلنَّبِيءِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنِدَاءٌ عَلَى أَنَّهُ بَذَلَ الْجُهْدَ فِي التَّبْلِيغِ .
وَفِيمَا عَدَا الْفَاءِ فَالْآيَةُ نَظِيرُ الَّتِي فِي آخِرِ سُورَةِ النَّمْلِ وَنَزِيدُ هُنَا فَنَقُولُ : إِنَّ تَعْدَادَ التَّشَابِيهِ مَنْظُورٌ فِيهِ إِلَى اخْتِلَافِ أَحْوَالِ طَوَائِفِ الْمُشْرِكِينَ فَكَانَ لِكُلِّ فَرِيقٍ تَشْبِيهٌ : فَمِنْهُمْ مَنْ غَلَبَ عَلَيْهِمُ التَّوَغُّلُ فِي الشِّرْكِ فَلَا يُصَدِّقُونَ بِمَا يُخَالِفُهُ وَلَا يَتَأَثَّرُونَ بِالْقُرْآنِ وَالدَّعْوَةِ إِلَى الْحَقِّ فَهَؤُلَاءِ بِمَنْزِلَةِ الْأَمْوَاتِ أَشْبَاحٌ بِلَا إِدْرَاكٍ ، وَهَؤُلَاءِ هُمْ دَهْمَاؤُهُمْ وَأَغْلَبُهُمْ وَلِذَلِكَ ابْتُدِئَ بِهِمْ .
وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْرِضُ عَنِ اسْتِمَاعِ الْقُرْآنِ وَهُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5فِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَيَقُولُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=26لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ ، وَهَؤُلَاءِ هُمْ سَادَاتُهُمْ وَمُدَبِّرُوا أَمْرَهُمْ يَخَافُونَ إِنْ أَصْغَوْا إِلَى الْقُرْآنِ أَنْ يَمْلِكَ مَشَاعِرَهُمْ فَلِذَلِكَ يَتَبَاعَدُونَ عَنْ سَمَاعِهِ ، وَلِهَذَا قُيِّدَ الَّذِي شَبَّهَوَا بِهِ بِوَقْتِ تَوَلِّيهِمْ مُدْبِرِينَ إِعْرَاضًا عَنِ الدَّعْوَةِ ، فَهُوَ تَشْبِيهُ تَمْثِيلٍ .
وَمِنْهُمْ مَنْ سَلَكُوا مَسْلَكَ سَادَاتِهِمْ وَاقْتَفُوا خُطَاهُمْ فَانْحَرَفَتْ أَفْهَامُهُمْ عَنِ الصَّوَابِ فَهُمْ يَسْمَعُونَ الْقُرْآنَ وَلَا يَسْتَطِيعُونَ الْعَمَلَ بِهِ ، وَهَؤُلَاءِ هُمُ الَّذِينَ اعْتَادُوا مُتَابَعَةَ أَهْوَائِهِمْ وَهُمُ الَّذِينَ قَالُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=22إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ . وَيَحْصُلُ مِنْ جَمِيعِ ذَلِكَ تَشْبِيهُ جَمَاعَتِهِمْ بِجَمَاعَةٍ تَجْمَعُ أَمْوَاتًا وَصُمًّا وَعُمْيًا فَلَيْسَ هَذَا مِنْ تَعَدُّدِ التَّشَبُّهِ لِمُشَبَّهٍ وَاحِدٍ كَالَّذِي فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=19أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ ( وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ ) بِتَاءٍ فَوْقِيَّةٍ مَضْمُومَةٍ وَكَسْرِ مِيمٍ ( تُسْمِعُ ) وَنَصْبِ ( الصُّمَّ ) عَلَى أَنَّهُ خِطَابٌ لِلنَّبِيءِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَقَرَأَهُ
ابْنُ كَثِيرٍ ( وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ ) بِتَحْتِيَّةٍ مَفْتُوحَةٍ وَبِفَتْحِ مِيمٍ ( يَسْمَعُ ) وَرَفَعَ ( الصُّمُّ ) عَلَى الْفَاعِلِيَّةِ لِ ( يَسْمَعُ ) .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ ( بِهَادِي ) بِمُوَحَّدَةٍ وَبِأَلِفٍ بَعْدَ الْهَاءِ وَبِإِضَافَةِ ( هَادِي ) إِلَى
[ ص: 127 ] ( الْعُمْيِ ) وَقَرَأَهُ حَمْزَةُ وَحْدَهُ ( تَهْدِي ) بِمُثَنَّاةٍ فَوْقِيَّةٍ وَبِدُونِ أَلِفٍ بَعْدَ الْهَاءِ عَلَى الْخِطَابِ وَبِنَصْبِ ( الْعُمْيَ ) عَلَى الْمَفْعُولِيَّةِ .