nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=77nindex.php?page=treesubj&link=28999_28855وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين
الإحسان داخل في عموم ابتغاء الدار الآخرة ، ولكنه ذكر هنا ليبني عليه الاحتجاج بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=77كما أحسن الله إليك . والكاف للتشبيه ، و " ما " مصدرية ، أي كإحسان الله إليك ، والمشبه هو الإحسان المأخوذ من أحسن أي إحسانا شبيها بإحسان الله إليك . ومعنى الشبه : أن يكون الشكر على كل نعمة من جنسها . وقد شاع بين النحاة تسمية هذه الكاف كاف التعليل ، ومثلها قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=198واذكروه كما هداكم . والتحقيق أن التعليل حاصل من معنى التشبيه وليس معنى مستقلا من معاني الكاف .
وحذف متعلق الإحسان لتعميم ما يحسن إليه ، فيشمل نفسه وقومه ودوابه ومخلوقات الله الداخلة في دائرة التمكن من الإحسان إليها . وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10341236إن [ ص: 180 ] nindex.php?page=treesubj&link=19800_28855الله كتب الإحسان على كل شيء فالإحسان في كل شيء بحسبه ، والإحسان لكل شيء بما يناسبه ، حتى الأذى المأذون فيه فبقدره ، ويكون بحسن القول وطلاقة الوجه وحسن اللقاء .
وعطف " لا تبغ الفساد في الأرض " للتحذير من
nindex.php?page=treesubj&link=32516_28855خلط الإحسان بالفساد ؛ فإن الفساد ضد الإحسان ، فالأمر بالإحسان يقتضي النهي عن الفساد ، وإنما نص عليه لأنه لما تعددت موارد الإحسان والإساءة فقد يغيب عن الذهن أن الإساءة إلى شيء مع الإحسان إلى أشياء يعتبر غير إحسان .
والمراد بالأرض أرضهم التي هم حالون بها ، وإذ قد كانت جزءا من الكرة الأرضية فالإفساد فيها إفساد مظروف في عموم الأرض ، وقد تقدمت نظائره منها في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=205وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها في سورة البقرة .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=77إن الله لا يحب المفسدين علة للنهي عن الإفساد ؛ لأن العمل الذي لا يحبه الله لا يجوز لعباده عمله ، وقد كان قارون موحدا على دين
إسرائيل ، ولكنه كان شاكا في صدق مواعيد
موسى وفي تشريعاته .
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=77nindex.php?page=treesubj&link=28999_28855وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ
الْإِحْسَانُ دَاخِلٌ فِي عُمُومِ ابْتِغَاءِ الدَّارِ الْآخِرَةِ ، وَلَكِنَّهُ ذُكِرَ هُنَا لِيَبْنِيَ عَلَيْهِ الِاحْتِجَاجَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=77كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ . وَالْكَافُ لِلتَّشْبِيهِ ، وَ " مَا " مَصْدَرِيَّةٌ ، أَيْ كَإِحْسَانِ اللَّهِ إِلَيْكَ ، وَالْمُشَبَّهُ هُوَ الْإِحْسَانُ الْمَأْخُوذُ مِنْ أَحْسِنْ أَيْ إِحْسَانًا شَبِيهًا بِإِحْسَانِ اللَّهِ إِلَيْكَ . وَمَعْنَى الشَّبَهِ : أَنْ يَكُونَ الشُّكْرُ عَلَى كُلِّ نِعْمَةٍ مِنْ جِنْسِهَا . وَقَدْ شَاعَ بَيْنَ النُّحَاةِ تَسْمِيَةُ هَذِهِ الْكَافِ كَافَ التَّعْلِيلِ ، وَمِثْلُهَا قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=198وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ . وَالتَّحْقِيقُ أَنَّ التَّعْلِيلَ حَاصِلٌ مِنْ مَعْنَى التَّشْبِيهِ وَلَيْسَ مَعْنًى مُسْتَقِلًّا مِنْ مَعَانِي الْكَافِ .
وَحُذِفَ مُتَعَلِّقُ الْإِحْسَانِ لِتَعْمِيمِ مَا يُحْسِنُ إِلَيْهِ ، فَيَشْمَلُ نَفْسَهُ وَقَوْمَهُ وَدَوَابَّهُ وَمَخْلُوقَاتِ اللَّهِ الدَّاخِلَةَ فِي دَائِرَةِ التَّمَكُّنِ مِنَ الْإِحْسَانِ إِلَيْهَا . وَفِي الْحَدِيثِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10341236إِنَّ [ ص: 180 ] nindex.php?page=treesubj&link=19800_28855اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَالْإِحْسَانُ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِحَسَبِهِ ، وَالْإِحْسَانُ لِكُلِّ شَيْءٍ بِمَا يُنَاسِبُهُ ، حَتَّى الْأَذَى الْمَأْذُونُ فِيهِ فَبِقَدَرِهِ ، وَيَكُونُ بِحُسْنِ الْقَوْلِ وَطَلَاقَةِ الْوَجْهِ وَحُسْنِ اللِّقَاءِ .
وَعَطْفُ " لَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ " لِلتَّحْذِيرِ مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=32516_28855خَلْطِ الْإِحْسَانِ بِالْفَسَادِ ؛ فَإِنَّ الْفَسَادَ ضِدُّ الْإِحْسَانِ ، فَالْأَمْرُ بِالْإِحْسَانِ يَقْتَضِي النَّهْيَ عَنِ الْفَسَادِ ، وَإِنَّمَا نَصَّ عَلَيْهِ لِأَنَّهُ لَمَّا تَعَدَّدَتْ مَوَارِدُ الْإِحْسَانِ وَالْإِسَاءَةِ فَقَدْ يَغِيبُ عَنِ الذِّهْنِ أَنَّ الْإِسَاءَةَ إِلَى شَيْءٍ مَعَ الْإِحْسَانِ إِلَى أَشْيَاءَ يُعْتَبَرُ غَيْرَ إِحْسَانٍ .
وَالْمُرَادُ بِالْأَرْضِ أَرْضُهُمُ الَّتِي هُمْ حَالُّونَ بِهَا ، وَإِذْ قَدْ كَانَتْ جُزْءًا مِنَ الْكُرَةِ الْأَرْضِيَّةِ فَالْإِفْسَادُ فِيهَا إِفْسَادٌ مَظْرُوفٌ فِي عُمُومِ الْأَرْضِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَتْ نَظَائِرُهُ مِنْهَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=205وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=77إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ عِلَّةٌ لِلنَّهْيِ عَنِ الْإِفْسَادِ ؛ لِأَنَّ الْعَمَلَ الَّذِي لَا يُحِبُّهُ اللَّهُ لَا يَجُوزُ لِعِبَادِهِ عَمَلُهُ ، وَقَدْ كَانَ قَارُونُ مُوَحِّدًا عَلَى دِينِ
إِسْرَائِيلَ ، وَلَكِنَّهُ كَانَ شَاكًّا فِي صِدْقِ مَوَاعِيدِ
مُوسَى وَفِي تَشْرِيعَاتِهِ .