nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=217nindex.php?page=treesubj&link=28997فتوكل على العزيز الرحيم nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=218الذي يراك حين تقوم nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=219وتقلبك في الساجدين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=220إنه هو السميع العليم .
وعطف الأمر بالتوكل بفاء التفريع في قراءة
نافع وابن عامر وأبي جعفر فيكون تفريعا على
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=216فقل إني بريء مما تعملون تنبيها على المبادرة بالعوذ من شر أولئك الأعداء وتنصيصا على اتصال التوكل بقوله : ( إني بريء ) .
وقرأ الجمهور ( وتوكل ) بالواو وهو عطف على جواب الشرط ، أي : قل : إني بريء وتوكل ، وعطفه على الجواب يقتضي تسببه على الشرط كتسبب الجواب وهو يستلزم البدار به ، فمآل القراءتين واحد وإن اختلف طريق انتزاعه .
[ ص: 204 ] والمعنى : فإن عصاك أهل عشيرتك فتبرأ منهم . ولما كان التبرؤ يؤذن بحدوث مجافاة وعداوة بينه وبينهم ثبت الله جأش رسوله بأن لا يعبأ بهم وأن يتوكل على ربه فهو كافيه كما قال
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=3ومن يتوكل على الله فهو حسبه . وعلق التوكل بالاسمين ( العزيز الرحيم ) وما تبعهما من الوصف الموصول وما ذيل به من الإيماء إلى أنه يلاحظ قوله ويعلم نيته ، إشارة إلى أن
nindex.php?page=treesubj&link=28679التوكل على الله يأتي بما أومأت إليه هذه الصفات ومستتبعاتها بوصف ( العزيز الرحيم ) للإشارة إلى أنه بعزته قادر على تغلبه على عدوه الذي هو أقوى منه ، وأنه برحمته يعصمه منهم . وقد لوحظ هذان الاسمان غير مرة في هذه السورة لهذا الاعتبار كما تقدم .
والتوكل : تفويض المرء أمره إلى من يكفيه مهمه ، وقد تقدم عند قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=159فإذا عزمت فتوكل على الله في سورة آل عمران .
ووصفه تعالى ب (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=218الذي يراك حين تقوم ) مقصود به لازم معناه . وهو أن النبيء صلى الله عليه وسلم بمحل العناية منه ; لأنه يعلم توجهه إلى الله ويقبل ذلك منه ، فالمراد من قوله ( يراك ) رؤية خاصة وهي رؤية الإقبال والتقبل كقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=48فإنك بأعيننا ) .
والقيام : الصلاة في جوف الليل ، غلب هذا الاسم عليه في اصطلاح القرآن ، والتقلب في الساجدين هو صلاته في جماعات المسلمين في مسجده . وهذا يجمع معنى العناية بالمسلمين تبعا للعناية برسولهم ، فهذا من بركته صلى الله عليه وسلم وقد جمعها هذا التركيب العجيب الإيجاز .
وفي هذه الآية ذكر
nindex.php?page=treesubj&link=1609صلاة الجماعة . قال
مقاتل لأبي حنيفة : هل تجد الصلاة في الجماعة في القرآن ؟ فقال
أبو حنيفة : لا يحضرني ، فتلا
مقاتل هذه الآية .
وموقع (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=220إنه هو السميع العليم ) موقع التعليل للأمر ب (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=216فقل إني بريء مما تعملون ) ، وللأمر ب ( توكل على العزيز الرحيم ) ، فصفة ( السميع ) مناسبة للقول ، وصفة ( العليم ) مناسبة للتوكل ، أي : إنه يسمع قولك ويعلم عزمك .
وضمير الفصل في قوله ( هو السميع العليم ) للتقوية .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=217nindex.php?page=treesubj&link=28997فَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=218الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=219وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=220إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ .
وَعَطَفَ الْأَمْرَ بِالتَّوَكُّلِ بِفَاءِ التَّفْرِيعِ فِي قِرَاءَةِ
نَافِعٍ وَابْنِ عَامِرٍ وَأَبِي جَعْفَرٍ فَيَكُونُ تَفْرِيعًا عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=216فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ تَنْبِيهًا عَلَى الْمُبَادَرَةِ بِالْعَوْذِ مِنْ شَرِّ أُولَئِكَ الْأَعْدَاءِ وَتَنْصِيصًا عَلَى اتِّصَالِ التَّوَكُّلِ بِقَوْلِهِ : ( إِنِّي بَرِيءٌ ) .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ ( وَتَوَكَّلْ ) بِالْوَاوِ وَهُوَ عَطْفٌ عَلَى جَوَابِ الشَّرْطِ ، أَيْ : قُلْ : إِنِّي بَرِيءٌ وَتَوَكَّلْ ، وَعَطْفُهُ عَلَى الْجَوَابِ يَقْتَضِي تَسَبُّبَهُ عَلَى الشَّرْطِ كَتَسَبُّبِ الْجَوَابِ وَهُوَ يَسْتَلْزِمُ الْبِدَارَ بِهِ ، فَمَآلُ الْقِرَاءَتَيْنِ وَاحِدٌ وَإِنِ اخْتَلَفَ طَرِيقُ انْتِزَاعِهِ .
[ ص: 204 ] وَالْمَعْنَى : فَإِنْ عَصَاكَ أَهْلُ عَشِيرَتِكَ فَتَبَرَّأْ مِنْهُمْ . وَلَمَّا كَانَ التَّبَرُّؤُ يُؤْذِنُ بِحُدُوثِ مُجَافَاةٍ وَعَدَاوَةٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ ثَبَّتَ اللَّهُ جَأْشَ رَسُولِهِ بِأَنْ لَا يَعْبَأَ بِهِمْ وَأَنْ يَتَوَكَّلَ عَلَى رَبِّهِ فَهُوَ كَافِيهِ كَمَا قَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=3وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ . وَعَلَّقَ التَّوَكُّلَ بِالِاسْمَيْنِ ( الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ) وَمَا تَبِعَهُمَا مِنَ الْوَصْفِ الْمَوْصُولِ وَمَا ذَيَّلَ بِهِ مِنَ الْإِيمَاءِ إِلَى أَنَّهُ يُلَاحِظُ قَوْلَهُ وَيَعْلَمُ نِيَّتَهُ ، إِشَارَةً إِلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28679التَّوَكُّلَ عَلَى اللَّهِ يَأْتِي بِمَا أَوْمَأَتْ إِلَيْهِ هَذِهِ الصِّفَاتُ وَمُسْتَتْبَعَاتُهَا بِوَصْفِ ( الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ) لِلْإِشَارَةِ إِلَى أَنَّهُ بِعِزَّتِهِ قَادِرٌ عَلَى تَغَلُّبِهِ عَلَى عَدُوِّهِ الَّذِي هُوَ أَقْوَى مِنْهُ ، وَأَنَّهُ بِرَحْمَتِهِ يَعْصِمُهُ مِنْهُمْ . وَقَدْ لُوحِظَ هَذَانِ الِاسْمَانِ غَيْرَ مَرَّةٍ فِي هَذِهِ السُّورَةِ لِهَذَا الِاعْتِبَارِ كَمَا تَقَدَّمَ .
وَالتَّوَكُّلُ : تَفْوِيضُ الْمَرْءِ أَمْرَهُ إِلَى مَنْ يَكْفِيهِ مُهِمَّهُ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=159فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فِي سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ .
وَوَصْفُهُ تَعَالَى بِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=218الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ ) مَقْصُودٌ بِهِ لَازِمُ مَعْنَاهُ . وَهُوَ أَنَّ النَّبِيءَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَحَلِّ الْعِنَايَةِ مِنْهُ ; لِأَنَّهُ يَعْلَمُ تَوَجُّهَهُ إِلَى اللَّهِ وَيَقْبَلُ ذَلِكَ مِنْهُ ، فَالْمُرَادُ مِنْ قَوْلِهِ ( يَرَاكَ ) رُؤْيَةً خَاصَّةً وَهِيَ رُؤْيَةُ الْإِقْبَالِ وَالتَّقَبُّلِ كَقَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=48فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ) .
وَالْقِيَامُ : الصَّلَاةُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ ، غَلَبَ هَذَا الِاسْمُ عَلَيْهِ فِي اصْطِلَاحِ الْقُرْآنِ ، وَالتَّقَلُّبُ فِي السَّاجِدِينَ هُوَ صَلَاتُهُ فِي جَمَاعَاتِ الْمُسْلِمِينَ فِي مَسْجِدِهِ . وَهَذَا يَجْمَعُ مَعْنَى الْعِنَايَةِ بِالْمُسْلِمِينَ تَبَعًا لِلْعِنَايَةِ بِرَسُولِهِمْ ، فَهَذَا مِنْ بَرَكَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ جَمَعَهَا هَذَا التَّرْكِيبُ الْعَجِيبُ الْإِيجَازِ .
وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ ذِكْرُ
nindex.php?page=treesubj&link=1609صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ . قَالَ
مُقَاتِلٌ لِأَبِي حَنِيفَةَ : هَلْ تَجِدُ الصَّلَاةَ فِي الْجَمَاعَةِ فِي الْقُرْآنِ ؟ فَقَالَ
أَبُو حَنِيفَةَ : لَا يَحْضُرُنِي ، فَتَلَا
مُقَاتِلٌ هَذِهِ الْآيَةَ .
وَمَوْقِعُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=220إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) مَوْقِعُ التَّعْلِيلِ لِلْأَمْرِ بِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=216فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ ) ، وَلِلْأَمْرِ بِ ( تَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ) ، فَصِفَةُ ( السَّمِيعِ ) مُنَاسِبَةٌ لِلْقَوْلِ ، وَصِفَةُ ( الْعَلِيمِ ) مُنَاسِبَةٌ لِلتَّوَكُّلِ ، أَيْ : إِنَّهُ يَسْمَعُ قَوْلَكَ وَيَعْلَمُ عَزْمَكَ .
وَضَمِيرُ الْفَصْلِ فِي قَوْلِهِ ( هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) لِلتَّقْوِيَةِ .