nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=155nindex.php?page=treesubj&link=28973_19595ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات
عطف لنبلونكم على قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=153استعينوا بالصبر والصلاة عطف المقصد على المقدمة كما أشرنا إليه قبل ، ولك أن تجعل قوله ولنبلونكم عطفا على قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=150ولأتم نعمتي عليكم الآيات ليعلم المسلمين أن تمام النعمة ومنزلة الكرامة عند الله لا يحول بينهم وبين لحاق المصائب الدنيوية المرتبطة بأسبابها ، وأن تلك المصائب مظهر لثباتهم على الإيمان ومحبة الله تعالى والتسليم لقضائه فينالون بذلك بهجة نفوسهم بما أصابهم في مرضاة الله ويزدادون به رفعة وزكاء ، ويزدادون يقينا بأن اتباعهم لهذا الدين لم يكن لنوال حظوظ في الدنيا ، وينجر لهم من ذلك ثواب ، ولذلك جاء بعده
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=155وبشر الصابرين وجعل قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=153يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة الآية بين هذين المتعاطفين ليكون نصيحة لعلاج الأمرين تمام النعمة والهدى والابتلاء ، ثم أعيد عليه ما يصير الجميع خبرا بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=155وبشر الصابرين .
وجيء بكلمة شيء تهوينا للخبر المفجع ، وإشارة إلى الفرق بين هذا الابتلاء وبين الجوع والخوف اللذين سلطهما الله على بعض الأمم عقوبة ، كما في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=112فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ولذلك جاء هنا بكلمة شيء وجاء هنالك بما يدل على الملابسة والتمكن ، وهو أن استعار لها اللباس اللازم للابس ، لأن كلمة " شيء " من أسماء الأجناس
[ ص: 55 ] العالية العامة ، فإذا أضيفت إلى اسم جنس أو بينت به علم أن المتكلم ما زاد كلمة شيء قبل اسم ذلك الجنس إلا لقصد التقليل لأن الاقتصار على اسم الجنس الذي ذكره المتكلم بعدها لو شاء المتكلم لأغنى غناءها ، فما ذكر كلمة شيء إلا والقصد أن يدل على أن تنكير اسم الجنس ليس للتعظيم ولا للتنويع ، فبقي له الدلالة على التحقير وهذا كقول
السري مخاطبا
لأبي إسحاق الصابي :
فشيئا من دم العنقو د أجعله مكان دمي
فقول الله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=155ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع عدول عن أن يقول : بخوف وجوع ، أما لو ذكر لفظ شيء مع غير اسم جنس كما إذا أتبع بوصف أو لم يتبع أو أضيف لغير اسم جنس فهو حينئذ يدل على مطلق التنويع نحو قول
قحيط العجلي :
فلا تطمع أبيت اللعن فيها ومنعكها بشيء يستطاع
فقد فسره
المرزوقي وغيره بأن معنى بشيء بمعنى من المعاني من غلبة أو معازة أو فداء أو نحو ذلك اهـ . وقد يكون بيان هذه الكلمة محذوفا لدلالة المقام ، كقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=178فمن عفي له من أخيه شيء فهو الدية على بعض التفاسير أو هو العفو على تفسير آخر ، وقول
nindex.php?page=showalam&ids=16674عمر بن أبي ربيعة :
ومن مالئ عينيه من شيء غيره إذا راح نحو الجمرة البيض كالدمى
أي من محاسن امرأة غير امرأته .
وقول
أبى حية النميري :
إذا ما تقاضى المرء يوم وليلة تقاضاه شيء لا يمل التقاضيا
أي شيء من الزمان ، ومن ذلك قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=10لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا أي من الغناء .
[ ص: 56 ] وكأن مراعاة هذين الاستعمالين في كلمة " شيء " هو الذي دعا
nindex.php?page=showalam&ids=13990الشيخ عبد القاهر في دلائل الإعجاز إلى الحكم بحسن وقع كلمة شيء في بيت
ابن أبي ربيعة وبيت أبي حية النميري ، وبقلتها وتضاؤلها في قول
أبي الطيب :
لو الفلك الدوار أبغضت سعيه لعوقه شيء عن الدوران
لأنها في بيت
أبي الطيب لا يتعلق بها معنى التقليل كما هو ظاهر ولا التنويع لقلة جدوى التنويع هنا إذ لا يجهل أحد أن معوق الفلك لا بد أن يكون شيئا .
والمراد بالخوف والجوع وما عطف عليهما معانيها المتبادرة وهي ما أصاب المسلمين من القلة وتألب المشركين عليهم بعد الهجرة ، كما وقع في يوم الأحزاب إذ جاءوهم من فوقهم ومن أسفل منهم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وأما الجوع فكما أصابهم من قلة الأزواد في بعض الغزوات ، ونقص الأموال ما ينشأ عن قلة العناية بنخيلهم في خروجهم إلى الغزو ، ونقص الأنفس يكون بقلة الولادة لبعدهم عن نسائهم كما قال
النابغة :
شعب العلافيات بين فروجهم والمحصنات عوازب الأطهار
وكما قال
الأعشى يمدح
هوذة بن علي صاحب اليمامة ، بكثرة غزواته :
أفي كل عام أنت جاشم غزوة تشد لأقصاها عزيم عزائكا
مورثة مالا وفي المجد رفعة لما ضاع فيها من قروء نسائكا
وكذلك نقص الأنفس بالاستشهاد في سبيل الله ، وما يصيبهم في خلال ذلك وفيما بعده من مصائب ترجع إلى هاته الأمور .
والكلام على الأموال يأتي عند قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=188ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل في هذه السورة ، وعند قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=10إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم في سورة آل عمران .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=155nindex.php?page=treesubj&link=28973_19595وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ
عَطَفَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ عَلَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=153اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ عَطْفَ الْمَقْصِدِ عَلَى الْمُقَدِّمَةِ كَمَا أَشَرْنَا إِلَيْهِ قَبْلُ ، وَلَكَ أَنْ تَجْعَلَ قَوْلَهُ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ عَطْفًا عَلَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=150وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ الْآيَاتِ لِيُعْلِمَ الْمُسْلِمِينَ أَنَّ تَمَامَ النِّعْمَةِ وَمَنْزِلَةَ الْكَرَامَةِ عِنْدَ اللَّهِ لَا يَحُولُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ لَحَاقِ الْمَصَائِبِ الدُّنْيَوِيَّةِ الْمُرْتَبِطَةِ بِأَسْبَابِهَا ، وَأَنَّ تِلْكَ الْمَصَائِبَ مَظْهَرٌ لِثَبَاتِهِمْ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَحَبَّةِ اللَّهِ تَعَالَى وَالتَّسْلِيمِ لِقَضَائِهِ فَيَنَالُونَ بِذَلِكَ بَهْجَةَ نُفُوسِهِمْ بِمَا أَصَابَهُمْ فِي مَرْضَاةِ اللَّهِ وَيَزْدَادُونَ بِهِ رِفْعَةً وَزَكَاءً ، وَيَزْدَادُونَ يَقِينًا بِأَنَّ اتِّبَاعَهُمْ لِهَذَا الدِّينِ لَمْ يَكُنْ لِنَوَالَ حُظُوظٍ فِي الدُّنْيَا ، وَيَنْجَرُّ لَهُمْ مِنْ ذَلِكَ ثَوَابٌ ، وَلِذَلِكَ جَاءَ بَعْدَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=155وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ وَجَعَلَ قَوْلَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=153يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ الْآيَةَ بَيْنَ هَذَيْنِ الْمُتَعَاطِفَيْنِ لِيَكُونَ نَصِيحَةً لِعِلَاجِ الْأَمْرَيْنِ تَمَامِ النِّعْمَةِ وَالْهُدَى وَالِابْتِلَاءِ ، ثُمَّ أُعِيدَ عَلَيْهِ مَا يُصَيِّرُ الْجَمِيعَ خَبَرًا بِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=155وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ .
وَجِيءَ بِكَلِمَةِ شَيْءٍ تَهْوِينًا لِلْخَبَرِ الْمُفْجِعِ ، وَإِشَارَةً إِلَى الْفَرْقِ بَيْنَ هَذَا الِابْتِلَاءِ وَبَيْنَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ اللَّذَيْنِ سَلَّطَهُمَا اللَّهُ عَلَى بَعْضِ الْأُمَمِ عُقُوبَةً ، كَمَا فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=112فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ وَلِذَلِكَ جَاءَ هُنَا بِكَلِمَةِ شَيْءٍ وَجَاءَ هُنَالِكَ بِمَا يَدُلُّ عَلَى الْمُلَابَسَةِ وَالتَّمَكُّنِ ، وَهُوَ أَنِ اسْتَعَارَ لَهَا اللِّبَاسَ اللَّازِمَ لِلَّابِسِ ، لِأَنَّ كَلِمَةَ " شَيْءٍ " مِنْ أَسْمَاءِ الْأَجْنَاسِ
[ ص: 55 ] الْعَالِيَةِ الْعَامَّةِ ، فَإِذَا أُضِيفَتْ إِلَى اسْمِ جِنْسٍ أَوْ بُيِّنَتْ بِهِ عُلِمَ أَنَّ الْمُتَكَلِّمَ مَا زَادَ كَلِمَةَ شَيْءٍ قَبْلَ اسْمِ ذَلِكَ الْجِنْسِ إِلَّا لِقَصْدِ التَّقْلِيلِ لِأَنَّ الِاقْتِصَارَ عَلَى اسْمِ الْجِنْسِ الَّذِي ذَكَرَهُ الْمُتَكَلِّمُ بَعْدَهَا لَوْ شَاءَ الْمُتَكَلِّمُ لَأَغْنَى غَنَاءَهَا ، فَمَا ذَكَرَ كَلِمَةَ شَيْءٍ إِلَّا وَالْقَصْدُ أَنْ يَدُلَّ عَلَى أَنَّ تَنْكِيرَ اسْمِ الْجِنْسِ لَيْسَ لِلتَّعْظِيمِ وَلَا لِلتَّنْوِيعِ ، فَبَقِيَ لَهُ الدَّلَالَةُ عَلَى التَّحْقِيرِ وَهَذَا كَقَوْلِ
السَّرِيِّ مُخَاطِبًا
لِأَبِي إِسْحَاقَ الصَّابِي :
فَشَيْئًا مِنْ دَمِ الْعُنْقُو دِ أَجْعَلُهُ مَكَانَ دَمِي
فَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=155وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ عُدُولٌ عَنْ أَنْ يَقُولَ : بِخَوْفٍ وَجُوعٍ ، أَمَّا لَوْ ذَكَرَ لَفْظَ شَيْءٍ مَعَ غَيْرِ اسْمِ جِنْسٍ كَمَا إِذَا أُتْبِعَ بِوَصْفٍ أَوْ لَمْ يُتْبَعْ أَوْ أُضِيفَ لِغَيْرِ اسْمِ جِنْسٍ فَهُوَ حِينَئِذٍ يَدُلُّ عَلَى مُطْلَقِ التَّنْوِيعِ نَحْوُ قَوْلِ
قُحَيْطٍ الْعِجْلِيِّ :
فَلَا تَطْمَعْ أَبَيْتَ اللَّعْنَ فِيهَا وَمَنَعُكَهَا بِشَيْءٍ يُسْتَطَاعُ
فَقَدْ فَسَّرَهُ
الْمَرْزُوقِيُّ وَغَيْرُهُ بِأَنَّ مَعْنَى بِشَيْءٍ بِمَعْنًى مِنَ الْمَعَانِي مِنْ غَلَبَةٍ أَوْ مَعَازَةٍ أَوْ فِدَاءٍ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ اهـ . وَقَدْ يَكُونُ بَيَانُ هَذِهِ الْكَلِمَةِ مَحْذُوفًا لِدَلَالَةِ الْمُقَامِ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=178فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَهُوَ الدِّيَةُ عَلَى بَعْضِ التَّفَاسِيرِ أَوْ هُوَ الْعَفْوُ عَلَى تَفْسِيرٍ آخَرَ ، وَقَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=16674عُمَرَ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ :
وَمِنْ مَالِئٍ عَيْنَيْهِ مِنْ شَيْءِ غَيْرِهِ إِذَا رَاحَ نَحْوَ الْجَمْرَةِ الْبَيْضُ كَالدُّمَى
أَيْ مِنْ مَحَاسِنِ امْرَأَةٍ غَيْرِ امْرَأَتِهِ .
وَقَوْلِ
أَبَى حَيَّةَ النُّمَيْرِيِّ :
إِذَا مَا تَقَاضَى الْمَرْءَ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ تَقَاضَاهُ شَيْءٌ لَا يَمَلُّ التَّقَاضِيَا
أَيْ شَيْءٌ مِنَ الزَّمَانِ ، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=10لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أَيْ مِنِ الْغَنَاءِ .
[ ص: 56 ] وَكَأَنَّ مُرَاعَاةَ هَذَيْنِ الِاسْتِعْمَالَيْنِ فِي كَلِمَةِ " شَيْءٍ " هُوَ الَّذِي دَعَا
nindex.php?page=showalam&ids=13990الشَّيْخَ عَبَدَ الْقَاهِرِ فِي دَلَائِلِ الْإِعْجَازِ إِلَى الْحُكْمِ بِحُسْنِ وَقْعِ كَلِمَةِ شَيْءٍ فِي بَيْتِ
ابْنِ أَبِي رَبِيعَةَ وَبَيْتِ أَبِي حَيَّةَ النُّمَيْرِيِّ ، وَبِقِلَّتِهَا وَتَضَاؤُلِهَا فِي قَوْلِ
أَبِي الطَّيِّبِ :
لَوِ الْفَلَكُ الدَّوَّارُ أَبْغَضْتَ سَعْيَهُ لَعَوَّقَهُ شَيْءٌ عَنِ الدَّوَرَانِ
لِأَنَّهَا فِي بَيْتِ
أَبِي الطَّيِّبِ لَا يَتَعَلَّقُ بِهَا مَعْنَى التَّقْلِيلِ كَمَا هُوَ ظَاهِرٌ وَلَا التَّنْوِيعِ لِقِلَّةِ جَدْوَى التَّنْوِيعِ هُنَا إِذْ لَا يَجْهَلُ أَحَدٌ أَنَّ مُعَوِّقَ الْفَلَكِ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ شَيْئًا .
وَالْمُرَادُ بِالْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَمَا عُطِفَ عَلَيْهِمَا مَعَانِيهَا الْمُتَبَادِرَةُ وَهِيَ مَا أَصَابَ الْمُسْلِمِينَ مِنِ الْقِلَّةِ وَتَأَلُّبِ الْمُشْرِكِينَ عَلَيْهِمْ بَعْدَ الْهِجْرَةِ ، كَمَا وَقَعَ فِي يَوْمِ الْأَحْزَابِ إِذْ جَاءُوهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَأَمَّا الْجُوعُ فَكَمَا أَصَابَهُمْ مِنْ قِلَّةِ الْأَزْوَادِ فِي بَعْضِ الْغَزَوَاتِ ، وَنَقْصِ الْأَمْوَالِ مَا يَنْشَأُ عَنْ قِلَّةِ الْعِنَايَةِ بِنَخِيلِهِمْ فِي خُرُوجِهِمْ إِلَى الْغَزْوِ ، وَنَقْصُ الْأَنْفُسِ يَكُونُ بِقِلَّةِ الْوِلَادَةِ لِبُعْدِهِمْ عَنْ نِسَائِهِمْ كَمَا قَالَ
النَّابِغَةُ :
شُعَبُ الْعِلَافِيَّاتِ بَيْنَ فُرُوجِهِمْ وَالْمُحْصَنَاتُ عَوَازِبُ الْأَطْهَارِ
وَكَمَا قَالَ
الْأَعْشَى يَمْدَحُ
هَوْذَةَ بْنَ عَلِيٍّ صَاحِبَ الْيَمَامَةِ ، بِكَثْرَةِ غَزَوَاتِهِ :
أَفِي كُلِّ عَامٍ أَنْتَ جَاشِمُ غَزْوَةٍ تَشُدُّ لِأَقْصَاهَا عَزِيمَ عَزَائِكَا
مُوَرِّثَةٍ مَالًا وَفِي الْمَجْدِ رِفْعَةٌ لِمَا ضَاعَ فِيهَا مِنْ قُرُوءِ نِسَائِكَا
وَكَذَلِكَ نَقْصُ الْأَنْفُسَ بِالِاسْتِشْهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَمَا يُصِيبُهُمْ فِي خِلَالِ ذَلِكَ وَفِيمَا بَعْدَهُ مِنْ مَصَائِبَ تَرْجِعُ إِلَى هَاتِهِ الْأُمُورِ .
وَالْكَلَامُ عَلَى الْأَمْوَالِ يَأْتِي عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=188وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ فِي هَذِهِ السُّورَةِ ، وَعِنْدَ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=10إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ فِي سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ .