nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60nindex.php?page=treesubj&link=28988_30549ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا
عطف على جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=59وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون الدال على أنهم متصلبون في كفرهم مكابرون معاندون ، وهذه زيادة في تسلية النبيء صلى الله عليه وسلم حتى لا يأسف من أن الله لم يرهم آيات ; لأن النبيء صلى الله عليه وسلم حريص على إيمانهم ، كما قال موسى عليه السلام
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم .
ويوجد في بعض التفاسير أن ابن العباس قال في الشجرة الملعونة : بنو أمية ، وهذا من الأخبار المختلقة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، ولا أخالها إلا مما وضعه الوضاعون في زمن الدعوة العباسية ; لإكثار المنفرات من
بني أمية ، وأن وصف الشجرة بأنها الملعونة في القرآن صريح في وجود آيات في القرآن ذكرت فيها شجرة ملعونة ، وهي شجرة الزقوم كما علمت ، ومثل هذا الاختلاق خروج عن وصايا القرآن في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=11ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان .
وجئ بصيغة المضارع في نخوفهم للإشارة إلى تخويف حاضر ، فإن الله خوفهم بالقحط والجوع حتى رأوا الدخان بين السماء والأرض وسألوا الله كشفه فقال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=15إنا كاشفو العذاب قليلا إنكم عائدون فذلك وغيره من التخويف الذي سبق فلم يزدهم إلا طغيانا ، فالظاهر أن هذه الآية نزلت في مدة حصول بعض المخوفات .
[ ص: 149 ] وقد اختير الفعل المضارع في نخوفهم و يزيدهم ; لاقتضائه تكرر التخويف وتجدده ، وأنه كلما تجدد التخويف تجدد طغيانهم وعظم .
والكبير : مستعار لمعنى الشديد القوي في نوع الطغيان ، وقد تقدم عند قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217قل قتال فيه كبير في سورة البقرة .
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60nindex.php?page=treesubj&link=28988_30549وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا
عَطْفٌ عَلَى جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=59وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ الدَّالُّ عَلَى أَنَّهُمْ مُتَصَلِّبُونَ فِي كُفْرِهِمْ مُكَابِرُونَ مُعَانِدُونَ ، وَهَذِهِ زِيَادَةٌ فِي تَسْلِيَةِ النَّبِيءِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى لَا يَأْسَفَ مِنْ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يُرِهِمْ آيَاتٍ ; لِأَنَّ النَّبِيءَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَرِيصٌ عَلَى إِيمَانِهِمْ ، كَمَا قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ .
وَيُوجَدُ فِي بَعْضِ التَّفَاسِيرِ أَنَّ ابْنَ الْعَبَّاسِ قَالَ فِي الشَّجَرَةِ الْمَلْعُونَةِ : بَنُو أُمَيَّةَ ، وَهَذَا مِنَ الْأَخْبَارِ الْمُخْتَلَقَةِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَلَا أَخَالُهَا إِلَّا مِمَّا وَضَعَهُ الْوَضَّاعُونَ فِي زَمَنِ الدَّعْوَةِ الْعَبَّاسِيَّةِ ; لِإِكْثَارِ الْمُنَفِّرَاتِ مِنْ
بَنِي أُمَيَّةَ ، وَأَنَّ وَصْفَ الشَّجَرَةِ بِأَنَّهَا الْمَلْعُونَةُ فِي الْقُرْآنِ صَرِيحٌ فِي وُجُودِ آيَاتٍ فِي الْقُرْآنِ ذُكِرَتْ فِيهَا شَجَرَةٌ مَلْعُونَةٌ ، وَهِيَ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ كَمَا عَلِمْتَ ، وَمِثْلُ هَذَا الِاخْتِلَاقِ خُرُوجٌ عَنْ وَصَايَا الْقُرْآنِ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=11وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ .
وَجِئَ بِصِيغَةِ الْمُضَارِعِ فِي نُخَوِّفُهُمْ لِلْإِشَارَةِ إِلَى تَخْوِيفٍ حَاضِرٍ ، فَإِنَّ اللَّهَ خَوَّفَهُمْ بِالْقَحْطِ وَالْجُوعِ حَتَّى رَأَوُا الدُّخَانَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَسَأَلُوا اللَّهَ كَشْفَهُ فَقَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=15إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ فَذَلِكَ وَغَيْرُهُ مِنَ التَّخْوِيفِ الَّذِي سُبِقَ فَلَمْ يَزِدْهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا ، فَالظَّاهِرُ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي مُدَّةِ حُصُولِ بَعْضِ الْمُخَوِّفَاتِ .
[ ص: 149 ] وَقَدِ اخْتِيرَ الْفِعْلُ الْمُضَارِعُ فِي نُخَوِّفُهُمْ وَ يَزِيدُهُمْ ; لِاقْتِضَائِهِ تَكَرُّرَ التَّخْوِيفِ وَتَجَدُّدَهُ ، وَأَنَّهُ كُلَّمَا تَجَدَّدَ التَّخْوِيفُ تَجَدَّدَ طُغْيَانُهُمْ وَعَظُمَ .
وَالْكَبِيرُ : مُسْتَعَارٌ لِمَعْنَى الشَّدِيدِ الْقَوِيِّ فِي نَوْعِ الطُّغْيَانِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ .