nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=119nindex.php?page=treesubj&link=28987_19729_19960_29694ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم موقع هذه الآية من اللواتي قبلها كموقع قوله السابق
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=110ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ، فلما ذكرت أحوال أهل الشرك ، وكان منها ما حرموه على أنفسهم ، وكان المسلمون قد شاركوهم أيام الجاهلية في ذلك ، ووردت قوارع الذم لما صنعوا ، كان مما يتوهم علوقه بأذهان المسلمين أن يحسبوا أنهم سينالهم شيء من غمض لما اقترفوه في الجاهلية ، فطمأن الله نفوسهم بأنهم لما تابوا بالإقلاع عن ذلك بالإسلام ، وأصلحوا عملهم بعد أن أفسدوا فإن الله قد غفر لهم مغفرة عظيمة ، ورحمهم رحمة واسعة .
ووقع الإقبال بالخطاب على النبيء صلى الله عليه وسلم ; إيماء إلى أن تلك المغفرة من بركات الدين الذي أرسل به .
وذكر اسم الرب مضافا إلى ضمير النبيء للنكتة المتقدمة آنفا في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=110ثم إن ربك للذين هاجروا .
والجهالة : انتفاء العلم بما يجب ، والمراد : جهالتهم بأدلة الإسلام .
و ( ثم ) للترتيب الرتبي ; لأن الجملة المعطوفة بـ ( ثم ) تضمنت حكم التوبة ، وأن المغفرة والرحمة من آثارها ، وذلك أهم عند المخاطبين مما سبق من وعيد ، أي الذين عملوا السوء جاهلين بما يدل على فساد ما عملوه ، وذلك قبل أن يستجيبوا لدعوة الرسول ، فإنهم في مدة تأخرهم عن الدخول في
[ ص: 314 ] الإسلام موصوفون بأنهم أهل جهالة وجاهلية ، أو جاهلين بالعقاب المنتظر على معصية الرسول ، وعنادهم إياه .
ويدخل في هذا الحكم من عمل حراما من المسلمين جاهلا بأنه حرام ، وكان غير مقصر في جهله ، وقد تقدم عند قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=17إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة في سورة النساء .
وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=119إن ربك من بعدها تأكيد لفظي لقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=119ثم إن ربك ; لزيادة الاهتمام بالخبر على الاهتمام الحاصل بحرف التوكيد ، ولام الابتداء . ويتصل خبر ( إن ) باسمها لبعد ما بينهما .
ووقع الخبر بوصف الله بصفة المبالغة في المغفرة والرحمة ، وهو كناية عن غفرانه لهم ، ورحمته إياهم في ضمن وصف الله بهاتين الصفتين العظيمتين .
والباء في ( بجهالة ) للملابسة ، وهي في موضع الحال من ضمير عملوا .
وضمير
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=119من بعدها عائد إلى الجهالة أو إلى التوبة .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=119nindex.php?page=treesubj&link=28987_19729_19960_29694ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينِ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ مَوْقِعُ هَذِهِ الْآيَةِ مِنَ اللَّوَاتِي قَبْلَهَا كَمَوْقِعِ قَوْلِهِ السَّابِقِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=110ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ، فَلَمَّا ذُكِرَتْ أَحْوَالُ أَهْلِ الشِّرْكِ ، وَكَانَ مِنْهَا مَا حَرَّمُوهُ عَلَى أَنْفُسِهِمْ ، وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ قَدْ شَارَكُوهُمْ أَيَّامَ الْجَاهِلِيَّةِ فِي ذَلِكَ ، وَوَرَدَتْ قَوَارِعُ الذَّمِّ لِمَا صَنَعُوا ، كَانَ مِمَّا يُتَوَهَّمُ عُلُوقُهُ بِأَذْهَانِ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَحْسَبُوا أَنَّهُمْ سَيَنَالُهُمْ شَيْءٌ مِنْ غَمْضٍ لِمَا اقْتَرَفُوهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَطَمْأَنَ اللَّهُ نُفُوسَهُمْ بِأَنَّهُمْ لَمَّا تَابُوا بِالْإِقْلَاعِ عَنْ ذَلِكَ بِالْإِسْلَامِ ، وَأَصْلَحُوا عَمَلَهُمْ بَعْدَ أَنْ أَفْسَدُوا فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَهُمْ مَغْفِرَةً عَظِيمَةً ، وَرَحِمَهُمْ رَحْمَةً وَاسِعَةً .
وَوَقَعَ الْإِقْبَالُ بِالْخِطَابِ عَلَى النَّبِيءِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ; إِيمَاءً إِلَى أَنَّ تِلْكَ الْمَغْفِرَةَ مِنْ بَرَكَاتِ الدِّينِ الَّذِي أُرْسِلَ بِهِ .
وَذِكْرُ اسْمِ الرَّبِّ مُضَافًا إِلَى ضَمِيرِ النَّبِيءِ لِلنُّكْتَةِ الْمُتَقَدِّمَةِ آنِفًا فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=110ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا .
وَالْجَهَالَةُ : انْتِفَاءُ الْعِلْمِ بِمَا يَجِبُ ، وَالْمُرَادُ : جَهَالَتُهُمْ بِأَدِلَّةِ الْإِسْلَامِ .
وَ ( ثُمَّ ) لِلتَّرْتِيبِ الرُّتْبِيِّ ; لِأَنَّ الْجُمْلَةَ الْمَعْطُوفَةَ بِـ ( ثُمَّ ) تَضَمَّنَتْ حُكْمَ التَّوْبَةِ ، وَأَنَّ الْمَغْفِرَةَ وَالرَّحْمَةَ مِنْ آثَارِهَا ، وَذَلِكَ أَهَمُّ عِنْدَ الْمُخَاطِبِينَ مِمَّا سَبَقَ مِنْ وَعِيدٍ ، أَيِ الَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ جَاهِلِينَ بِمَا يَدُلُّ عَلَى فَسَادِ مَا عَمِلُوهُ ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَسْتَجِيبُوا لِدَعْوَةِ الرَّسُولِ ، فَإِنَّهُمْ فِي مُدَّةِ تَأَخُّرِهِمْ عَنِ الدُّخُولِ فِي
[ ص: 314 ] الْإِسْلَامِ مَوْصُوفُونَ بِأَنَّهُمْ أَهْلُ جَهَالَةٍ وَجَاهِلِيَّةٍ ، أَوْ جَاهِلِينَ بِالْعِقَابِ الْمُنْتَظَرِ عَلَى مَعْصِيَةِ الرَّسُولِ ، وَعِنَادِهِمْ إِيَّاهُ .
وَيَدْخُلُ فِي هَذَا الْحُكْمِ مَنْ عَمِلَ حَرَامًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ جَاهِلًا بِأَنَّهُ حَرَامٌ ، وَكَانَ غَيْرَ مُقَصِّرٍ فِي جَهْلِهِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=17إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ فِي سُورَةِ النِّسَاءِ .
وَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=119إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا تَأْكِيدٌ لَفْظِيٌّ لِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=119ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ ; لِزِيَادَةِ الِاهْتِمَامِ بِالْخَبَرِ عَلَى الِاهْتِمَامِ الْحَاصِلِ بِحَرْفِ التَّوْكِيدِ ، وَلَامِ الِابْتِدَاءِ . وَيَتَّصِلُ خَبَرُ ( إِنَّ ) بِاسْمِهَا لِبُعْدِ مَا بَيْنَهُمَا .
وَوَقَعَ الْخَبَرُ بِوَصْفِ اللَّهِ بِصِفَةِ الْمُبَالَغَةِ فِي الْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ ، وَهُوَ كِنَايَةٌ عَنْ غُفْرَانِهِ لَهُمْ ، وَرَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ فِي ضِمْنِ وَصْفِ اللَّهِ بِهَاتَيْنِ الصِّفَتَيْنِ الْعَظِيمَتَيْنِ .
وَالْبَاءُ فِي ( بِجَهَالَةٍ ) لِلْمُلَابَسَةِ ، وَهِيَ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنْ ضَمِيرِ عَمِلُوا .
وَضَمِيرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=119مِنْ بَعْدِهَا عَائِدٌ إِلَى الْجَهَالَةِ أَوْ إِلَى التَّوْبَةِ .