nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=115nindex.php?page=treesubj&link=28987_33212إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن الله غفور رحيم
هذه الجملة بيان لمضمون جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=114فكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا ; لتمييز الطيب من الخبيث ، فإن المذكورات في المحرمات هي خبائث خبثا
[ ص: 310 ] فطريا ; لأن بعضها مفسد لتولد الغذاء ; لما يشتمل عليه من المضرة ، وتلك هي الميتة ، والدم ، ولحم الخنزير . وبعضها مناف للفطرة ، وهو ما أهل به لغير الله ; لأنه مناف لشكر المنعم بها ، فالله خلق الأنعام ، والمشركون يذكرون اسم غير الله عليها .
ولإفادة بيان الحلال الطيب بهذه الجملة جيء فيها بأداة الحصر ، أي ما حرم عليكم إلا الأربع المذكورات ، فبقي ما عداها طيبا .
وهذا بالنظر إلى الطيب والخبث بالذات ، وقد يعرض الخبث لبعض المطعومات عرضا .
ومناسبة هذا التحديد في المحرمات أن بعض المسلمين كانوا بأرض غربة ، وقد يؤكل فيها لحم الخنزير ، وما أهل به لغير الله ، وكان بعضهم ببلد يؤكل فيه الدم وما أهل به لغير الله ، وقد مضى تفسير نظير هذه الآية في سورة البقرة ، والأنعام .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=115nindex.php?page=treesubj&link=28987_33212إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنُ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
هَذِهِ الْجُمْلَةُ بَيَانٌ لِمَضْمُونِ جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=114فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا ; لِتَمْيِيزِ الطَّيِّبِ مِنَ الْخَبِيثِ ، فَإِنَّ الْمَذْكُورَاتِ فِي الْمُحَرَّمَاتِ هِيَ خَبَائِثُ خُبْثًا
[ ص: 310 ] فِطْرِيًّا ; لِأَنَّ بَعْضَهَا مُفْسِدٌ لِتَوَلُّدِ الْغِذَاءِ ; لِمَا يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ مِنَ الْمَضَرَّةِ ، وَتِلْكَ هِيَ الْمَيْتَةُ ، وَالدَّمُ ، وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ . وَبَعْضُهَا مُنَافٍ لِلْفِطْرَةِ ، وَهُوَ مَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ ; لِأَنَّهُ مُنَافٍ لِشُكْرِ الْمُنْعِمِ بِهَا ، فَاللَّهُ خَلَقَ الْأَنْعَامَ ، وَالْمُشْرِكُونَ يَذْكُرُونَ اسْمَ غَيْرِ اللَّهِ عَلَيْهَا .
وَلِإِفَادَةِ بَيَانِ الْحَلَالِ الطَّيِّبِ بِهَذِهِ الْجُمْلَةِ جِيءَ فِيهَا بِأَدَاةِ الْحَصْرِ ، أَيْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا الْأَرْبَعَ الْمَذْكُورَاتِ ، فَبَقِيَ مَا عَدَاهَا طَيِّبًا .
وَهَذَا بِالنَّظَرِ إِلَى الطِّيبِ وَالْخُبْثِ بِالذَّاتِ ، وَقَدْ يَعْرِضُ الْخُبْثُ لِبَعْضِ الْمَطْعُومَاتِ عَرْضًا .
وَمُنَاسَبَةُ هَذَا التَّحْدِيدِ فِي الْمُحَرَّمَاتِ أَنَّ بَعْضَ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا بِأَرْضِ غُرْبَةٍ ، وَقَدْ يُؤْكَلُ فِيهَا لَحْمُ الْخِنْزِيرِ ، وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ ، وَكَانَ بَعْضُهُمْ بِبَلَدٍ يُؤْكَلُ فِيهِ الدَّمُ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ ، وَقَدْ مَضَى تَفْسِيرُ نَظِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ ، وَالْأَنْعَامِ .