[ ص: 242 ] عفان ( ع )
ابن مسلم بن عبد الله مولى عزرة بن ثابت الأنصاري ، الإمام الحافظ ، محدث
العراق أبو عثمان البصري الصفار بقية الأعلام .
ولد سنة أربع وثلاثين ومائة تحديدا أو تقريبا .
وسمع من :
شعبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=17235وهشام الدستوائي ،
nindex.php?page=showalam&ids=17258وهمام ، والحمادين ،
nindex.php?page=showalam&ids=16220وصخر بن جويرية ،
وديلم بن غزوان ،
nindex.php?page=showalam&ids=17287ووهيب بن خالد ،
وسليمان بن المغيرة ،
والأسود بن شيبان ، وطبقتهم من مشيخة بلده ، واستوطن
بغداد .
حدث عنه :
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وحديثه في الكتب الستة بواسطة ، وحدث عنه أيضا
أحمد nindex.php?page=showalam&ids=16604وابن المديني ،
nindex.php?page=showalam&ids=17336وابن معين ،
وإسحاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=14923والفلاس ،
nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة ،
والذهلي ،
والقواريري ،
وخلف بن سالم ،
وابن سعد ،
nindex.php?page=showalam&ids=11997وأبو خيثمة ،
والزعفراني ،
وابن نمير ،
وأبو كريب ،
وجعفر بن محمد بن شاكر ،
nindex.php?page=showalam&ids=17252وهلال بن العلاء ،
وأبو زرعة وأبو حاتم ،
وعبد الله بن أحمد الدورقي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16628وعلي بن عبد العزيز ،
والحسن بن سلام السواق ،
وإبراهيم [ ص: 243 ] الحربي ،
وإسحاق بن الحسن الحربي ، وخلق كثير .
قال
أبو حاتم : ثقة إمام . وقال مرة أخرى : ثقة متقن متين .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14765أحمد بن عبد الله العجلي :
عفان يكنى
أبا عثمان ، ثقة ثبت صاحب سنة ، كان على مسائل
معاذ بن معاذ القاضي ، فجعل له عشرة آلاف دينار ، على أن يقف عن تعديل رجل ، فلا يقول : عدل ، ولا غير عدل ، فأبى ، وقال : لا أبطل حقا من الحقوق ، وكان يذهب برقاع المسائل إلى الموضع البعيد يسأل ، فجاء يوما إلى
معاذ بالرقاع وقد تلطخت بالناطف ، فقال : أي شيء هذا ؟ قال : إني أذهب إلى الموضع البعيد ، فأجوع ، فأخذت ناطفا جعلته في كمي أكلته .
الدغولي : حدثنا
عبد الله بن جعفر بن خاقان المروزي قال : سمعت
عمرو بن علي قال : جاءني
عفان في نصف النهار ، فقال لي : عندك شيء نأكله ؟ فما وجدت في منزلي خبزا ولا دقيقا ولا شيئا نشتري به ، فقلت : إن عندي سويق شعير ، فقال لي : أخرجه ، فأخرجته ، فأكل منه أكلا جيدا ، فقال : ألا أخبرك بأعجوبة ؟ شهد فلان وفلان عند القاضي
معاذ بن معاذ بأربعة آلاف دينار على رجل ، فأمرني أن أسأل عنهما ، فجاءني صاحب الدنانير ، فقال : لك نصفها وتعدل شاهدي ، فقلت : استحييت لك . قال : وكان
عفان على مسألة
معاذ ، قال : وقيل
لمعاذ : ما تصنع
[ ص: 244 ] بعفان وهو مغفل ؟ فسكت ، فوجهه يوما في مسألة ، فذهب ، فسأل عنهم ، وجعل المسألة في كمه ، واشترى قبيطا وجعله في كمه ، وجاء ، فأخرج إلى
معاذ المسألة ، وقد اختلط بها القبيط ، فضحك ، وقال : من يلومني على
عفان ؟
قال
حنبل : حضرت
أبا عبد الله nindex.php?page=showalam&ids=17336وابن معين عند
عفان بعدما دعاه
إسحاق بن إبراهيم للمحنة ، وكان أول من امتحن من الناس
عفان ، فسأله
يحيى من الغد بعدما امتحن ،
وأبو عبد الله حاضر ونحن معه ، فقال : أخبرنا بما قال لك
إسحاق ؟
قال : يا
أبا زكريا لم أسود وجهك ولا وجوه أصحابك ، إني لم أجب . فقال له : فكيف كان ؟ قال : دعاني وقرأ علي الكتاب الذي كتب به
المأمون من
الجزيرة ، فإذا فيه : امتحن
عفان ، وادعه إلى أن يقول : القرآن كذا وكذا ، فإن قال ذلك فأقره على أمره ، وإن لم يجبك إلى ما كتبت به إليك فاقطع عنه الذي يجرى عليه -وكان
المأمون يجري على
عفان كل شهر خمسمائة درهم -فلما قرأ علي الكتاب قال لي
إسحاق : ما تقول ؟ فقرأت عليه :
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1قل هو الله أحد حتى ختمتها .
فقلت : أمخلوق هذا ؟ فقال : يا شيخ ، إن أمير المؤمنين يقول : إنك إن لم تجبه إلى الذي يدعوك إليه يقطع عنك ما يجرى عليك . فقلت :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=22وفي السماء رزقكم وما توعدون فسكت عني ، وانصرفت . فسر بذلك
أبو عبد الله ويحيى . [ ص: 245 ] قلت : هذه الحكاية تدل على جلالة
عفان وارتفاع شأنه عند الدولة ، فإن غيره امتحن ، وقيد وسجن ،
وعفان فما فعلوا معه غير قطع الدراهم عنه .
قال
القاسم بن أبي صالح : سمعت
إبراهيم بن ديزيل يقول : لما دعي
عفان للمحنة ، كنت آخذا بلجام حماره ، فلما حضر ، عرض عليه القول ، فامتنع أن يجيب ، فقيل له : يحبس عطاؤك -قال : وكان يعطى في كل شهر ألف درهم- فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=22وفي السماء رزقكم وما توعدون .
فلما رجع إلى داره عذله نساؤه ومن في داره ، قال : وكان في داره نحو أربعين إنسانا ، فدق عليه داق الباب ، فدخل عليه رجل شبهته بسمان أو زيات ، ومعه كيس فيه ألف درهم ، فقال : يا
أبا عثمان ، ثبتك الله كما ثبت الدين ، وهذا في كل شهر .
حاجب الطوسي : حدثنا
عبد الرحيم بن منيب قال : قال
عفان : اختلفت أنا وفلان إلى
حماد بن سلمة سنة لا نكتب شيئا ، وسألناه الإملاء ، فلما أعياه ، دعا بنا إلى منزله ، فقال : ويحكم تشلون علي الناس .
قلنا : لا نكتب إلا إملاء ، فأملى بعد ذلك .
قال
ابن معين : إذا اختلف
أبو الوليد وعفان ، عن
حماد ، فالقول قول
عفان ،
عفان أثبت منه وأكيس في كل شيء ،
وأبو الوليد ثقة ثبت ،
وعفان [ ص: 246 ] أثبت من
أبي نعيم .
ابن الغلابي قال : ذكر
nindex.php?page=showalam&ids=17336لابن معين عفان وثبته ، فقال : قد أخذت عليه خطأه في غير حديث .
عمر بن أحمد الجوهري : سمعت
جعفر بن محمد الصائغ قال : اجتمع
nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني ،
nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد بن حنبل ،
وعفان ، فقال
عفان : ثلاثة يضعفون في ثلاثة :
علي في
حماد بن زيد ،
وأحمد في
إبراهيم بن سعد ،
وأبو بكر في
شريك . فقال
علي : ورابع معهم . قال : من ؟ قال :
عفان في
شعبة .
ثم قال
الجوهري : وأربعتهم أقوياء ، ولكن هذا على المزاح .
قلت : ولأنهم كتبوا وهم صغار عن المذكورين .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل : ما رأيت الألفاظ في كتاب أحد من أصحاب
شعبة أكثر منها عند
عفان ، يعني : أنبأنا ، وأخبرنا ، وسمعت ، وحدثنا ، يعني
شعبة .
قال
حنبل : سألت
أبا عبد الله ، عن
عفان ، فقال :
عفان وحبان وبهز : هؤلاء المتثبتون . ثم قال : قال
عفان : كنت أوقف
شعبة على الأخبار . قال :
وعفان أضبطهم للأسامي .
[ ص: 247 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=12215أحمد بن أبي عوف : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14161حسن بن علي الحلواني : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين يقول : كان
عفان وبهز وحبان يختلفون إلي ، فكان
عفان أضبطهم للحديث وأنكدهم ، عملت عليهم مرة في شيء ، فما فطن لي إلا
عفان .
وقال
أبو داود :
عفان أثبت من
حبان .
قال
حسان بن حسن المجاشعي قال
ابن المديني : قال
عفان : ما سمعت من أحد حديثا إلا عرضت عليه ، غير
شعبة ، فإنه لم يمكني أن أعرض عليه . وذكر عنده
عفان -يعني عند
علي - فقال : كيف أذكر رجلا يشك في حرف ، فيضرب على خمسة أسطر . وسمعت
عليا يقول : قال
عبد الرحمن : أتينا
أبا عوانة ، فقال : من على الباب ؟ فقلنا :
عفان وبهز وحبان ، فقال : هؤلاء بلاء من البلاء ، قد سمعوا ، يريدون أن يعرضوا .
وقال
أحمد : كان
عفان يسمع بالغداة ، ويعرض بالعشي
وقال
الزعفراني : قلت
لأحمد : من تابع
عفان على كذا ؟ فقال :
وعفان يحتاج إلى متابع ؟ !
وقال
أحمد : من يفلت من التصحيف ؟ كان
يحيى بن سعيد يشكل
[ ص: 248 ] الحرف إذا كان شديدا ، وكان هؤلاء أصحاب الشكل :
عفان وبهز وحبان
قال
يعقوب بن شيبة : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين يقول : أصحاب الحديث خمسة :
مالك ،
nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج ،
nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري ،
وشعبة ،
وعفان .
عباس ، عن
ابن معين قال : كان -والله-
عفان أثبت من
أبي نعيم في
حماد بن سلمة .
محمد بن العباس النسائي : سألت
ابن معين : من أثبت :
عبد الرحمن بن مهدي أو
عفان ؟ قال :
عبد الرحمن أحفظ لحديثه وحديث الناس ، ولم يكن من رجال
عفان في الكتاب ، وكان
عفان أسن منه بسنتين .
وعن
عفان ، عن
يحيى بن سعيد وعبد الرحمن ، أنهما اختلفا في حديث ، فبعثا يسألاني .
وقال
القواريري : قال لي
يحيى بن سعيد : ما أحد يخالفني في الحديث أشد علي من
عفان .
محمد بن الحسن بن علي بن بحر : حدثنا
الفلاس قال : رأيت
[ ص: 249 ] يحيى يوما حدث بحديث ، فقال له
عفان : ليس هو هكذا . فلما كان من الغد ، أتيت
يحيى ، فقال : هو كما قال
عفان ، ولقد سألت الله أن لا يكون عندي على خلاف ما قال
عفان .
قلت : هكذا كان العلماء ، فانظر يا مسكين كيف أنت عنهم بمعزل .
قال
الزعفراني : رأيت
nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين يعرض على
عفان ما سمعه من
يحيى بن سعيد .
الحسن بن عبد الرحمن المقرئ : سمعت
المعيطي يقول :
عفان أثبت من
nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى بن سعيد القطان .
محمد بن عبد الرحمن بن فهم : سمعت
ابن معين يقول :
عفان أثبت من
عبد الرحمن ، ما أخطأ
عفان قط إلا مرة في حديث أنا لقنته إياه ، فأستغفر الله .
قال
خلف بن سالم : ما رأيت من يحسن الحديث إلا
nindex.php?page=showalam&ids=16577عفان بن مسلم ،
nindex.php?page=showalam&ids=15578وبهز بن أسد .
قال
يعقوب بن شيبة : عفان ثقة ثبت متقن صحيح الكتاب قليل الخطأ .
[ ص: 250 ] وقال
عبد الرحمن بن خراش :
عفان ثقة من خيار المسلمين .
وقال
ابن المديني :
عفان وأبو نعيم لا أقبل قولهما في الرجال ، لا يدعون أحدا إلا وقعوا فيه . يعني : أنه لا يختار قولهما في الجرح لتشديدهما ، فأما إذا وثقا أحدا فناهيك به .
وروى
عبد الله بن أحمد ، عن أبيه قال : لزمنا
عفان عشر سنين ، وكان أثبت من
ابن مهدي .
وقال
أبو حاتم :
عفان إمام ثقة متين متقن .
جعفر بن أبي عثمان الطيالسي : سمعت
عفان يقول : يكون عند أحدهم حديث ، فيخرجه بالمقرعة ، كتبت عن
حماد بن سلمة عشرة آلاف حديث ، ما حدثت منها بألفين ، وكتبت عن
عبد الواحد بن زياد ستة آلاف حديث ، ما حدثت منها بألف ، وكتبت عن
وهيب أربعة آلاف ، ما حدثت منها بألف حديث .
قلت : ما فوق
عفان أحد في الثقة ، وقد تناكد الحافظ
nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي بإيراده في كتاب " الكامل " ، لكنه أبدى أنه ذكره ليذب عنه ، فإن
إبراهيم بن أبي داود قال : سمعت
سليمان بن حرب يقول : أترى
عفان كان يضبط عن
شعبة ؟ والله لو جهد جهده أن يضبط عنه حديثا واحدا ما قدر عليه ، كان بطيئا رديء الفهم .
[ ص: 251 ] ثم قال
nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي :
عفان أشهر وأوثق من أن يقال فيه شيء ولا أعلم له إلا أحاديث مراسيل عن
حماد بن سلمة وغيره وصلها ، وأحاديث موقوفة رفعها ، وهذا مما لا ينقصه ، فإن الثقة قد يهم ،
وعفان كان قد رحل إليه
nindex.php?page=showalam&ids=12265أحمد بن صالح من
مصر ، كانت رحلته إليه خاصة دون غيره .
الفسوي في " تاريخه " : قال
سلمة بن شبيب : قلت
nindex.php?page=showalam&ids=12251لأحمد بن حنبل : طلبت
عفان في منزله ، قالوا : خرج ، فخرجت أسأل عنه ، فقيل : توجه هكذا ، فجعلت أمضي أسأل عنه ، حتى انتهيت إلى مقبرة وإذا هو جالس يقرأ على قبر بنت أخي ذي الرياستين فبزقت عليه ، وقلت : سوءة لك . قال : يا هذا ، الخبز الخبز ! قلت : لا أشبع الله بطنك . قال : فقال لي
أحمد : لا تذكرن هذا ، فإنه قد قام في المحنة مقاما محمودا عليه ، ونحو هذا من الكلام .
قال
الحسن الحلواني : قلت
لعفان : كيف لم تكتب عن
nindex.php?page=showalam&ids=16585عكرمة بن عمار ؟ قال : كنت قد ألححت في طلب الحديث ، فأضر ذلك بي ، فحلفت لا أكتب الحديث ثلاثة أيام ، فقدم
عكرمة في تلك الثلاثة الأيام ، فحدث ، ثم خرج .
nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي : حدثنا
زكريا الساجي ، حدثنا
أحمد بن محمد البغدادي ، حدثنا
عفان ، حدثنا
همام ، حدثنا
قتادة ،
[ ص: 252 ] عن
الحسن ، عن
أبي بكرة قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=880761نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يتعاطى السيف مسلولا وكان
بسام لقنه
هماما . فلما فرغه ، قال له
بسام : ما حدثكم بهذا
همام ، ولا حدثه
قتادة هماما ، ففكر في نفسه ، وعلم أنه أخطأ ، فمد يده إلى لحية
بسام ، وقال : ادعوا لي صاحب الربع يا فاجر . قال : فما خلصوه منه إلا بالجهد .
قال
أبو حفص الفلاس : حدثنا
يحيى بن سعيد ، حدثنا
شعبة وهشام ، عن
قتادة ، عن
جابر بن زيد ، عن
ابن عباس -رفعه
شعبة - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=880762يقطع الصلاة الكلب والحمار والمرأة قال
الفلاس : فقال له
عفان : حدثنا
همام ، عن
قتادة ، عن
صالح أبي الخليل ، عن
جابر بن زيد ، عن
ابن عباس . . . فبكى
يحيى ، وقال : اجترأت علي ، دهب أصحابي ،
خالد بن الحارث ،
nindex.php?page=showalam&ids=17104ومعاذ بن معاذ .
[ ص: 253 ] قلت : مثل هذا يجوز أن يكون حدث به
قتادة مرة عن
جابر ، فدلسه كعوائده ، ومرة رواه عن
صالح ، عن
جابر أبي الشعثاء ، والله أعلم .
أنبأنا
ابن علان : أخبرنا
الكندي ، أخبرنا
القزاز ، أخبرنا
الخطيب ، أخبرنا
العتيقي ، حدثنا
محمد بن العباس ، أخبرنا
سليمان بن إسحاق الجلاب ، سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=12352إبراهيم الحربي يقول : قال لي
أبو خيثمة : كنت أنا
nindex.php?page=showalam&ids=17336ويحيى بن معين عند
عفان ، فقال لي : كيف تجدك ؟ كيف كنت في سفرك ؟ بر الله حجك . فقلت : لم أحج . قال : ما شككت أنك حاج ، ثم قلت له : كيف تجدك يا
أبا عثمان ؟ قال : بخير ، الجارية تقول لي : أنت مصدع ، وأنا في عافية ، فقلت : أيش أكلت اليوم ؟ قال : أكلت أكلة رز ، وليس أحتاج إلى شيء إلى غد ، أو بالعشي آكل أخرى تكفيني لغد . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12352إبراهيم الحربي : فلما كان بالعشي ، جئت إليه ، فنظرت إليه كما حكى
أبو خيثمة ، فقال له إنسان : إن
يحيى يقول : إنك قد اختلطت ، فقال : لعن الله
يحيى ، أرجو أن يمتعني الله بعقلي حتى أموت . قال
الحربي : يكون ساعة خرفا وساعة عقلا .
أحمد بن أبي خيثمة : سمعت أبي
ويحيى يقولان : أنكرنا
عفان في
[ ص: 254 ] صفر لأيام خلون منه سنة تسع عشرة ومائتين ومات بعد أيام .
قلت : كل تغير يوجد في مرض الموت ، فليس بقادح في الثقة ، فإن غالب الناس يعتريهم في المرض الحاد نحو ذلك ، ويتم لهم وقت السياق وقبله أشد من ذلك ، وإنما المحذور أن يقع الاختلاط بالثقة ، فيحدث في حال اختلاطه بما يضطرب في إسناده أو متنه ، فيخالف فيه .
وأما قوله : فتوفي بعد أيام من سنة تسع عشرة فوهم ، فإنه قد روى في الحكاية بعينها أن ذلك كان في سنة عشرين ، وهذا هو الحق ، فإن
عفان كاد
أبو داود أن يلحقه ، وإنما دخل
أبو داود بغداد في سنة عشرين .
وقد قال : شهدت جنازة
عفان .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : مات
عفان في ربيع الآخر سنة عشرين ومائتين أو قبلها .
وقال
مطين وابن سعد : مات سنة عشرين .
قلت : عاش خمسا وثمانين سنة -رحمه الله .
أخبرنا شيخ الإسلام شمس الدين
عبد الرحمن بن أبي عمر في جماعة إذنا ، قالوا : أخبرنا
أبو حفص عمر بن محمد المؤدب ، أخبرنا
أبو القاسم هبة الله بن محمد الشيباني ، أخبرنا
أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم البزاز ، أخبرنا
أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي ، حدثنا
جعفر بن محمد [ ص: 255 ] بن شاكر الصائغ ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16577عفان بن مسلم ، حدثنا
همام ، حدثنا
قتادة ، حدثني
أبو أيوب العتكي ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=880763عن nindex.php?page=showalam&ids=149جويرية بنت الحارث - رضي الله عنها- : أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل عليها يوم جمعة وهي صائمة ، فقال : أصمت أمس ؟ قالت : لا ، قال : أتريدين أن تصومي غدا ؟ قالت : لا ، قال : فأفطري .
[ ص: 242 ] عَفَّانُ ( ع )
ابْنُ مُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى عَزْرَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ ، الْإِمَامُ الْحَافِظُ ، مُحَدِّثُ
الْعِرَاقِ أَبُو عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ الصَّفَّارُ بَقِيَّةُ الْأَعْلَامِ .
وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ تَحْدِيدًا أَوْ تَقْرِيبًا .
وَسَمِعَ مِنْ :
شُعْبَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17235وَهِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17258وَهَمَّامٍ ، وَالْحَمَّادَيْنِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16220وَصَخْرِ بْنِ جُوَيْرِيَةَ ،
وَدَيْلَمِ بْنِ غَزْوَانَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17287وَوُهَيْبِ بْنِ خَالِدٍ ،
وَسُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ ،
وَالْأَسْوَدِ بْنِ شَيْبَانَ ، وَطَبَقَتِهِمْ مِنْ مَشْيَخَةِ بَلَدِهِ ، وَاسْتَوْطَنَ
بَغْدَادَ .
حَدَّثَ عَنْهُ :
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ ، وَحَدِيثُهُ فِي الْكُتُبِ السِّتَّةِ بِوَاسِطَةٍ ، وَحَدَّثَ عَنْهُ أَيْضًا
أَحْمَدُ nindex.php?page=showalam&ids=16604وَابْنُ الْمَدِينِيِّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17336وَابْنُ مَعِينٍ ،
وَإِسْحَاقُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14923وَالْفَلَّاسُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12508وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
وَالذُّهْلِيُّ ،
وَالْقَوَارِيرِيُّ ،
وَخَلَفُ بْنُ سَالِمٍ ،
وَابْنُ سَعْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11997وَأَبُو خَيْثَمَةَ ،
وَالزَّعْفَرَانِيُّ ،
وَابْنُ نُمَيْرٍ ،
وَأَبُو كُرَيْبٍ ،
وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17252وَهِلَالُ بْنُ الْعَلَاءِ ،
وَأَبُو زُرْعَةَ وَأَبُو حَاتِمٍ ،
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الدَّوْرَقِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16628وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ،
وَالْحَسَنُ بْنُ سَلَّامٍ السَّوَّاقُ ،
وَإِبْرَاهِيمُ [ ص: 243 ] الْحَرْبِيُّ ،
وَإِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ .
قَالَ
أَبُو حَاتِمٍ : ثِقَةٌ إِمَامٌ . وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى : ثِقَةٌ مُتْقِنٌ مَتِينٌ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14765أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ :
عَفَّانُ يُكَنَّى
أَبَا عُثْمَانَ ، ثِقَةٌ ثَبْتٌ صَاحِبُ سُنَّةٍ ، كَانَ عَلَى مَسَائِلِ
مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ الْقَاضِي ، فَجُعِلَ لَهُ عَشَرَةُ آلَافِ دِينَارٍ ، عَلَى أَنْ يَقِفَ عَنْ تَعْدِيلِ رَجُلٍ ، فَلَا يَقُولُ : عَدْلٌ ، وَلَا غَيْرُ عَدْلٍ ، فَأَبَى ، وَقَالَ : لَا أُبْطِلُ حَقًّا مِنَ الْحُقُوقِ ، وَكَانَ يَذْهَبُ بِرِقَاعِ الْمَسَائِلِ إِلَى الْمَوْضِعِ الْبَعِيدِ يَسْأَلُ ، فَجَاءَ يَوْمًا إِلَى
مُعَاذٍ بِالرِّقَاعِ وَقَدْ تَلَطَّخَتْ بِالنَّاطِفِ ، فَقَالَ : أَيُّ شَيْءٍ هَذَا ؟ قَالَ : إِنِّي أَذْهَبُ إِلَى الْمَوْضِعِ الْبَعِيدِ ، فَأَجُوعُ ، فَأَخَذْتُ نَاطِفًا جَعَلْتُهُ فِي كُمِّي أَكَلْتُهُ .
الدَّغُولِيُّ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ خَاقَانَ الْمُرْوَزِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ
عَمْرَو بْنَ عَلِيٍّ قَالَ : جَاءَنِي
عَفَّانُ فِي نِصْفِ النَّهَارِ ، فَقَالَ لِي : عِنْدَكَ شَيْءٌ نَأْكُلُهُ ؟ فَمَا وَجَدْتُ فِي مَنْزِلِي خُبْزًا وَلَا دَقِيقًا وَلَا شَيْئًا نَشْتَرِي بِهِ ، فَقُلْتُ : إِنَّ عِنْدِي سَوِيقَ شَعِيرٍ ، فَقَالَ لِي : أَخْرِجْهُ ، فَأَخْرَجْتُهُ ، فَأَكَلَ مِنْهُ أَكْلًا جَيِّدًا ، فَقَالَ : أَلَا أُخْبِرُكَ بِأُعْجُوبَةٍ ؟ شَهِدَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ عِنْدَ الْقَاضِي
مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ بِأَرْبَعَةِ آلَافِ دِينَارٍ عَلَى رَجُلٍ ، فَأَمَرَنِي أَنْ أَسْأَلَ عَنْهُمَا ، فَجَاءَنِي صَاحِبُ الدَّنَانِيرِ ، فَقَالَ : لَكَ نَصِفُهَا وَتُعَدِّلُ شَاهِدَيَّ ، فَقُلْتُ : اسْتَحْيَيْتُ لَكَ . قَالَ : وَكَانَ
عَفَّانُ عَلَى مَسْأَلَةِ
مُعَاذٍ ، قَالَ : وَقِيلَ
لِمُعَاذٍ : مَا تَصْنَعُ
[ ص: 244 ] بِعَفَّانَ وَهُوَ مُغَفَّلٌ ؟ فَسَكَتَ ، فَوَجَّهَهُ يَوْمًا فِي مَسْأَلَةٍ ، فَذَهَبَ ، فَسَأَلَ عَنْهُمْ ، وَجَعَلَ الْمَسْأَلَةَ فِي كُمِّهِ ، وَاشْتَرَى قُبَّيْطًا وَجَعَلَهُ فِي كُمِّهِ ، وَجَاءَ ، فَأَخْرَجَ إِلَى
مُعَاذٍ الْمَسْأَلَةَ ، وَقَدِ اخْتَلَطَ بِهَا الْقُبَّيْطُ ، فَضَحِكَ ، وَقَالَ : مَنْ يَلُومُنِي عَلَى
عَفَّانَ ؟
قَالَ
حَنْبَلٌ : حَضَرْتُ
أَبَا عَبْدِ اللَّهِ nindex.php?page=showalam&ids=17336وَابْنَ مَعِينٍ عِنْدَ
عَفَّانَ بَعْدَمَا دَعَاهُ
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ لِلْمِحْنَةِ ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنِ امْتُحِنَ مِنَ النَّاسِ
عَفَّانُ ، فَسَأَلَهُ
يَحْيَى مِنَ الْغَدِ بَعْدَمَا امْتُحِنَ ،
وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ حَاضِرٌ وَنَحْنُ مَعَهُ ، فَقَالَ : أَخْبِرْنَا بِمَا قَالَ لَكَ
إِسْحَاقُ ؟
قَالَ : يَا
أَبَا زَكَرِيَّا لَمْ أُسَوِّدْ وَجْهَكَ وَلَا وُجُوهَ أَصْحَابِكَ ، إِنِّي لَمْ أُجِبْ . فَقَالَ لَهُ : فَكَيْفَ كَانَ ؟ قَالَ : دَعَانِي وَقَرَأَ عَلَيَّ الْكِتَابَ الَّذِي كَتَبَ بِهِ
الْمَأْمُونُ مِنَ
الْجَزِيرَةِ ، فَإِذَا فِيهِ : امْتَحِنْ
عَفَّانَ ، وَادْعُهُ إِلَى أَنْ يَقُولَ : الْقُرْآنُ كَذَا وَكَذَا ، فَإِنْ قَالَ ذَلِكَ فَأَقِرَّهُ عَلَى أَمْرِهِ ، وَإِنْ لَمْ يُجِبْكَ إِلَى مَا كَتَبْتُ بِهِ إِلَيْكَ فَاقْطَعْ عَنْهُ الَّذِي يُجْرَى عَلَيْهِ -وَكَانَ
الْمَأْمُونُ يُجْرِي عَلَى
عَفَّانَ كُلَّ شَهْرٍ خَمْسَمِائَةِ دِرْهَمٍ -فَلَمَّا قَرَأَ عَلَيَّ الْكِتَابَ قَالَ لِي
إِسْحَاقُ : مَا تَقُولُ ؟ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ حَتَّى خَتَمْتُهَا .
فَقُلْتُ : أَمَخْلُوقٌ هَذَا ؟ فَقَالَ : يَا شَيْخُ ، إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَقُولُ : إِنَّكَ إِنْ لَمْ تَجِبْهُ إِلَى الَّذِي يَدْعُوكَ إِلَيْهِ يَقْطَعُ عَنْكَ مَا يُجْرَى عَلَيْكَ . فَقُلْتُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=22وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ فَسَكَتَ عَنِّي ، وَانْصَرَفْتُ . فَسُرَّ بِذَلِكَ
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَيَحْيَى . [ ص: 245 ] قُلْتُ : هَذِهِ الْحِكَايَةُ تَدُلُّ عَلَى جَلَالَةِ
عَفَّانَ وَارْتِفَاعِ شَأْنِهِ عِنْدَ الدَّوْلَةِ ، فَإِنَّ غَيْرَهُ امْتُحِنَ ، وَقُيِّدَ وَسُجِنَ ،
وَعَفَّانُ فَمَا فَعَلُوا مَعَهُ غَيْرَ قَطْعِ الدَّرَاهِمِ عَنْهُ .
قَالَ
الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ : سَمِعْتُ
إِبْرَاهِيمَ بْنَ دِيزِيلَ يَقُولُ : لَمَّا دُعِيَ
عَفَّانُ لِلْمِحْنَةِ ، كُنْتُ آخِذًا بِلِجَامِ حِمَارِهِ ، فَلَمَّا حَضَرَ ، عُرِضَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ ، فَامْتَنَعَ أَنْ يُجِيبَ ، فَقِيلَ لَهُ : يُحْبَسُ عَطَاؤُكَ -قَالَ : وَكَانَ يُعْطَى فِي كُلِّ شَهْرٍ أَلْفَ دِرْهَمٍ- فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=22وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ .
فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى دَارِهِ عَذَلَهُ نِسَاؤُهُ وَمَنْ فِي دَارِهِ ، قَالَ : وَكَانَ فِي دَارِهِ نَحْوُ أَرْبَعِينَ إِنْسَانًا ، فَدَقَّ عَلَيْهِ دَاقٌّ الْبَابَ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ شَبَّهْتُهُ بِسَمَّانٍ أَوْ زَيَّاتٍ ، وَمَعَهُ كِيسٌ فِيهِ أَلْفُ دِرْهَمٍ ، فَقَالَ : يَا
أَبَا عُثْمَانَ ، ثَبَّتَكَ اللَّهُ كَمَا ثَبَّتَ الدِّينَ ، وَهَذَا فِي كُلِّ شَهْرٍ .
حَاجِبٌ الطُّوسِيُّ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُنِيبٍ قَالَ : قَالَ
عَفَّانُ : اخْتَلَفْتُ أَنَا وَفُلَانٌ إِلَى
حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ سَنَةً لَا نَكْتُبُ شَيْئًا ، وَسَأَلْنَاهُ الْإِمْلَاءَ ، فَلَمَّا أَعْيَاهُ ، دَعَا بِنَا إِلَى مَنْزِلِهِ ، فَقَالَ : وَيْحَكُمْ تُشْلُونَ عَلَيَّ النَّاسَ .
قُلْنَا : لَا نَكْتُبُ إِلَّا إِمْلَاءً ، فَأَمْلَى بَعْدَ ذَلِكَ .
قَالَ
ابْنُ مَعِينٍ : إِذَا اخْتَلَفَ
أَبُو الْوَلِيدِ وَعَفَّانُ ، عَنْ
حَمَّادٍ ، فَالْقَوْلُ قَوْلُ
عَفَّانَ ،
عَفَّانُ أَثْبَتُ مِنْهُ وَأَكْيَسُ فِي كُلِّ شَيْءٍ ،
وَأَبُو الْوَلِيدِ ثِقَةٌ ثَبَتٌ ،
وَعَفَّانُ [ ص: 246 ] أَثْبَتُ مِنْ
أَبِي نُعَيْمٍ .
ابْنُ الْغَلَابِيِّ قَالَ : ذُكِرَ
nindex.php?page=showalam&ids=17336لِابْنِ مَعِينٍ عَفَّانُ وَثَبَّتَهُ ، فَقَالَ : قَدْ أَخَذْتُ عَلَيْهِ خَطَأَهُ فِي غَيْرِ حَدِيثٍ .
عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْجَوْهَرِيُّ : سَمِعْتُ
جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّائِغَ قَالَ : اجْتَمَعَ
nindex.php?page=showalam&ids=16604عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12508وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12251وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ،
وَعَفَّانُ ، فَقَالَ
عَفَّانُ : ثَلَاثَةٌ يُضَعَّفُونَ فِي ثَلَاثَةٍ :
عَلِيٌّ فِي
حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ ،
وَأَحْمَدُ فِي
إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ،
وَأَبُو بَكْرٍ فِي
شَرِيكٍ . فَقَالَ
عَلِيٌّ : وَرَابِعٌ مَعَهُمْ . قَالَ : مَنْ ؟ قَالَ :
عَفَّانُ فِي
شُعْبَةَ .
ثُمَّ قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : وَأَرْبَعَتُهُمْ أَقْوِيَاءُ ، وَلَكِنَّ هَذَا عَلَى الْمِزَاحِ .
قُلْتُ : وَلِأَنَّهُمْ كَتَبُوا وَهُمْ صِغَارٌ عَنِ الْمَذْكُورِينَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : مَا رَأَيْتُ الْأَلْفَاظَ فِي كِتَابِ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ
شُعْبَةَ أَكْثَرَ مِنْهَا عِنْدَ
عَفَّانَ ، يَعْنِي : أَنْبَأَنَا ، وَأَخْبَرَنَا ، وَسَمِعْتُ ، وَحَدَّثَنَا ، يَعْنِي
شُعْبَةَ .
قَالَ
حَنْبَلٌ : سَأَلْتُ
أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ
عَفَّانَ ، فَقَالَ :
عَفَّانُ وَحِبَّانُ وَبَهْزٌ : هَؤُلَاءِ الْمُتَثَبِّتُونَ . ثُمَّ قَالَ : قَالَ
عَفَّانُ : كُنْتُ أُوقِفُ
شُعْبَةَ عَلَى الْأَخْبَارِ . قَالَ :
وَعَفَّانُ أَضْبُطُهُمْ لِلْأَسَامِي .
[ ص: 247 ] قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12215أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عَوْفٍ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=14161حَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=17336يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ : كَانَ
عَفَّانُ وَبَهْزٌ وَحِبَّانُ يَخْتَلِفُونَ إِلَيَّ ، فَكَانَ
عَفَّانُ أَضْبَطَهُمْ لِلْحَدِيثِ وَأَنْكَدَهُمْ ، عَمِلْتُ عَلَيْهِمْ مَرَّةً فِي شَيْءٍ ، فَمَا فَطِنَ لِي إِلَّا
عَفَّانُ .
وَقَالَ
أَبُو دَاوُدَ :
عَفَّانُ أَثْبَتُ مِنْ
حِبَّانَ .
قَالَ
حَسَّانُ بْنُ حَسَنٍ الْمُجَاشِعِيُّ قَالَ
ابْنُ الْمَدِينِيِّ : قَالَ
عَفَّانُ : مَا سَمِعْتُ مِنْ أَحَدٍ حَدِيثًا إِلَّا عَرَضْتُ عَلَيْهِ ، غَيْرَ
شُعْبَةَ ، فَإِنَّهُ لَمْ يُمَكِّنِّي أَنْ أَعْرِضَ عَلَيْهِ . وَذُكِرَ عِنْدَهُ
عَفَّانُ -يَعْنِي عِنْدَ
عَلِيٍّ - فَقَالَ : كَيْفَ أَذْكُرُ رَجُلًا يَشُكُّ فِي حِرَفٍ ، فَيَضْرِبُ عَلَى خَمْسَةِ أَسْطُرٍ . وَسَمِعْتُ
عَلِيًّا يَقُولُ : قَالَ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ : أَتَيْنَا
أَبَا عَوَانَةَ ، فَقَالَ : مَنْ عَلَى الْبَابِ ؟ فَقُلْنَا :
عَفَّانُ وَبَهْزٌ وَحِبَّانَ ، فَقَالَ : هَؤُلَاءِ بَلَاءٌ مِنَ الْبَلَاءِ ، قَدْ سَمِعُوا ، يُرِيدُونَ أَنْ يَعْرِضُوا .
وَقَالَ
أَحْمَدُ : كَانَ
عَفَّانُ يَسْمَعُ بِالْغَدَاةِ ، وَيَعْرِضُ بِالْعَشِيِّ
وَقَالَ
الزَّعْفَرَانِيُّ : قُلْتُ
لِأَحْمَدَ : مَنْ تَابَعَ
عَفَّانَ عَلَى كَذَا ؟ فَقَالَ :
وَعَفَّانُ يَحْتَاجُ إِلَى مُتَابِعٍ ؟ !
وَقَالَ
أَحْمَدُ : مَنْ يُفْلِتُ مِنَ التَّصْحِيفِ ؟ كَانَ
يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ يُشَكِّلُ
[ ص: 248 ] الْحَرْفَ إِذَا كَانَ شَدِيدًا ، وَكَانَ هَؤُلَاءِ أَصْحَابَ الشَّكْلِ :
عَفَّانُ وَبَهْزٌ وَحِبَّانُ
قَالَ
يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=17336يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ : أَصْحَابُ الْحَدِيثِ خَمْسَةٌ :
مَالِكٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13036وَابْنُ جُرَيْجٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16004وَالثَّوْرِيُّ ،
وَشُعْبَةُ ،
وَعَفَّانُ .
عَبَّاسٌ ، عَنِ
ابْنِ مَعِينٍ قَالَ : كَانَ -وَاللَّهِ-
عَفَّانُ أَثْبَتَ مِنْ
أَبِي نُعَيْمٍ فِي
حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ .
مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ النَّسَائِيُّ : سَأَلْتُ
ابْنَ مَعِينٍ : مَنْ أَثْبَتُ :
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ أَوْ
عَفَّانُ ؟ قَالَ :
عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَحْفَظُ لِحَدِيثِهِ وَحَدِيثِ النَّاسِ ، وَلَمْ يَكُنْ مِنْ رِجَالِ
عَفَّانَ فِي الْكِتَابِ ، وَكَانَ
عَفَّانُ أَسَنَّ مِنْهُ بِسَنَتَيْنِ .
وَعَنْ
عَفَّانَ ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَّهُمَا اخْتَلَفَا فِي حَدِيثٍ ، فَبَعَثَا يَسْأَلَانِي .
وَقَالَ
الْقَوَارِيرِيُّ : قَالَ لِي
يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ : مَا أَحَدٌ يُخَالِفُنِي فِي الْحَدِيثِ أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ
عَفَّانَ .
مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَحْرٍ : حَدَّثَنَا
الْفَلَّاسُ قَالَ : رَأَيْتُ
[ ص: 249 ] يَحْيَى يَوْمًا حَدَّثَ بِحَدِيثٍ ، فَقَالَ لَهُ
عَفَّانُ : لَيْسَ هُوَ هَكَذَا . فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ ، أَتَيْتُ
يَحْيَى ، فَقَالَ : هُوَ كَمَا قَالَ
عَفَّانُ ، وَلَقَدْ سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ لَا يَكُونَ عِنْدِي عَلَى خِلَافِ مَا قَالَ
عَفَّانُ .
قُلْتُ : هَكَذَا كَانَ الْعُلَمَاءُ ، فَانْظُرْ يَا مِسْكِينُ كَيْفَ أَنْتَ عَنْهُمْ بِمَعْزِلٍ .
قَالَ
الزَّعْفَرَانِيُّ : رَأَيْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=17336يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَعْرِضُ عَلَى
عَفَّانَ مَا سَمِعَهُ مِنْ
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ .
الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ : سَمِعْتُ
الْمُعَيْطِيَّ يَقُولُ :
عَفَّانُ أَثْبَتُ مِنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17293يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ .
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ فَهْمٍ : سَمِعْتُ
ابْنَ مَعِينٍ يَقُولُ :
عَفَّانُ أَثْبَتُ مِنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، مَا أَخْطَأَ
عَفَّانُ قَطُّ إِلَّا مَرَّةً فِي حَدِيثٍ أَنَا لَقَّنْتُهُ إِيَّاهُ ، فَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ .
قَالَ
خَلَفُ بْنُ سَالِمٍ : مَا رَأَيْتُ مَنْ يُحْسِنُ الْحَدِيثَ إِلَّا
nindex.php?page=showalam&ids=16577عَفَّانَ بْنَ مُسْلِمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15578وَبَهْزُ بْنُ أَسَدٍ .
قَالَ
يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ : عَفَّانُ ثِقَةٌ ثَبَتٌ مُتْقِنٌ صَحِيحُ الْكِتَابِ قَلِيلُ الْخَطَأِ .
[ ص: 250 ] وَقَالَ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خِرَاشٍ :
عَفَّانُ ثِقَةٌ مِنْ خِيَارِ الْمُسْلِمِينَ .
وَقَالَ
ابْنُ الْمَدِينِيِّ :
عَفَّانُ وَأَبُو نُعَيْمٍ لَا أَقْبَلُ قَوْلَهُمَا فِي الرِّجَالِ ، لَا يَدَعُونَ أَحَدًا إِلَّا وَقَعُوا فِيهِ . يَعْنِي : أَنَّهُ لَا يَخْتَارُ قَوْلَهُمَا فِي الْجَرْحِ لِتَشْدِيدِهِمَا ، فَأَمَّا إِذَا وَثَّقَا أَحَدًا فَنَاهِيكَ بِهِ .
وَرَوَى
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : لَزِمْنَا
عَفَّانَ عَشْرَ سِنِينَ ، وَكَانَ أَثْبَتَ مِنَ
ابْنِ مَهْدِيٍّ .
وَقَالَ
أَبُو حَاتِمٍ :
عَفَّانُ إِمَامٌ ثِقَةٌ مَتِينٌ مُتْقِنٌ .
جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ : سَمِعْتُ
عَفَّانَ يَقُولُ : يَكُونُ عِنْدَ أَحَدِهِمْ حَدِيثٌ ، فَيُخْرِجُهُ بِالْمِقْرَعَةِ ، كَتَبْتُ عَنْ
حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَشَرَةَ آلَافِ حَدِيثٍ ، مَا حَدَّثْتُ مِنْهَا بِأَلْفَيْنِ ، وَكَتَبْتُ عَنْ
عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ سِتَّةَ آلَافِ حَدِيثٍ ، مَا حَدَّثْتُ مِنْهَا بِأَلْفٍ ، وَكَتَبْتُ عَنْ
وُهَيْبٍ أَرْبَعَةَ آلَافٍ ، مَا حَدَّثْتُ مِنْهَا بِأَلْفِ حَدِيثٍ .
قُلْتُ : مَا فَوْقَ
عَفَّانَ أَحَدٌ فِي الثِّقَةِ ، وَقَدْ تَنَاكَدَ الْحَافِظُ
nindex.php?page=showalam&ids=13357ابْنُ عَدِيٍّ بِإِيرَادِهِ فِي كِتَابِ " الْكَامِلِ " ، لَكِنَّهُ أَبْدَى أَنَّهُ ذَكَرَهُ لِيَذُبَّ عَنْهُ ، فَإِنَّ
إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي دَاوُدَ قَالَ : سَمِعْتُ
سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ يَقُولُ : أَتُرَى
عَفَّانَ كَانَ يَضْبِطُ عَنْ
شُعْبَةَ ؟ وَاللَّهِ لَوْ جَهَدَ جَهْدَهُ أَنْ يَضْبِطَ عَنْهُ حَدِيثًا وَاحِدًا مَا قَدِرَ عَلَيْهِ ، كَانَ بَطِيئًا رَدِيءَ الْفَهْمِ .
[ ص: 251 ] ثُمَّ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13357ابْنُ عَدِيٍّ :
عَفَّانُ أَشْهَرُ وَأَوْثَقُ مِنْ أَنْ يُقَالَ فِيهِ شَيْءٌ وَلَا أَعْلَمُ لَهُ إِلَّا أَحَادِيثَ مَرَاسِيلَ عَنْ
حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ وَغَيْرِهِ وَصَلَهَا ، وَأَحَادِيثَ مَوْقُوفَةً رَفَعَهَا ، وَهَذَا مِمَّا لَا يَنْقُصُهُ ، فَإِنَّ الثِّقَةَ قَدْ يَهِمُ ،
وَعَفَّانُ كَانَ قَدْ رَحَلَ إِلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=12265أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ مَنْ
مِصْرَ ، كَانَتْ رِحْلَتُهُ إِلَيْهِ خَاصَّةً دُونَ غَيْرِهِ .
الْفَسَوِيُّ فِي " تَارِيخِهِ " : قَالَ
سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ : قُلْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ : طَلَبْتُ
عَفَّانَ فِي مَنْزِلِهِ ، قَالُوا : خَرَجَ ، فَخَرَجْتُ أَسْأَلُ عَنْهُ ، فَقِيلَ : تَوَجَّهَ هَكَذَا ، فَجَعَلْتُ أَمْضِي أَسْأَلُ عَنْهُ ، حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى مَقْبَرَةٍ وَإِذَا هُوَ جَالِسٌ يَقْرَأُ عَلَى قَبْرِ بِنْتِ أَخِي ذِي الرِّيَاسَتَيْنِ فَبَزَقْتُ عَلَيْهِ ، وَقُلْتُ : سَوْءَةٌ لَكَ . قَالَ : يَا هَذَا ، الْخُبْزَ الْخُبْزَ ! قُلْتُ : لَا أَشْبَعَ اللَّهُ بَطْنَكَ . قَالَ : فَقَالَ لِي
أَحْمَدُ : لَا تَذْكُرَنَّ هَذَا ، فَإِنَّهُ قَدْ قَامَ فِي الْمِحْنَةِ مَقَامًا مَحْمُودًا عَلَيْهِ ، وَنَحْوَ هَذَا مِنَ الْكَلَامِ .
قَالَ
الْحَسَنُ الْحُلْوَانِيُّ : قُلْتُ
لِعَفَّانَ : كَيْفَ لَمْ تَكْتُبْ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16585عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ ؟ قَالَ : كُنْتُ قَدْ أَلْحَحْتُ فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ ، فَأَضَرَّ ذَلِكَ بِي ، فَحَلَفْتُ لَا أَكْتُبُ الْحَدِيثَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ، فَقَدِمَ
عِكْرِمَةُ فِي تِلْكَ الثَّلَاثَةِ الْأَيَّامِ ، فَحَدَّثَ ، ثُمَّ خَرَجَ .
nindex.php?page=showalam&ids=13357ابْنُ عَدِيٍّ : حَدَّثَنَا
زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ ، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ ، حَدَّثَنَا
عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا
هَمَّامٌ ، حَدَّثَنَا
قَتَادَةُ ،
[ ص: 252 ] عَنِ
الْحَسَنِ ، عَنْ
أَبِي بَكْرَةَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=880761نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُتَعَاطَى السَّيْفُ مَسْلُولًا وَكَانَ
بَسَّامٌ لَقَّنَهُ
هَمَّامًا . فَلَمَّا فَرَغَهُ ، قَالَ لَهُ
بَسَّامٌ : مَا حَدَّثَكُمْ بِهَذَا
هَمَّامٌ ، وَلَا حَدَّثَهُ
قَتَادَةُ هَمَّامًا ، فَفَكَّرَ فِي نَفْسِهِ ، وَعَلِمَ أَنَّهُ أَخْطَأَ ، فَمَدَّ يَدَهُ إِلَى لِحْيَةِ
بَسَّامٍ ، وَقَالَ : ادْعُوَا لِي صَاحِبَ الرَّبْعِ يَا فَاجِرُ . قَالَ : فَمَا خَلَّصُوهُ مِنْهُ إِلَّا بِالْجُهْدِ .
قَالَ
أَبُو حَفْصٍ الْفَلَّاسُ : حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ وَهِشَامٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، عَنْ
جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ -رَفَعَهُ
شُعْبَةُ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=880762يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الْكَلْبُ وَالْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ قَالَ
الْفَلَّاسُ : فَقَالَ لَهُ
عَفَّانُ : حَدَّثَنَا
هَمَّامٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، عَنْ
صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ ، عَنْ
جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ . . . فَبَكَى
يَحْيَى ، وَقَالَ : اجْتَرَأْتَ عَلَيَّ ، دَهْبَ أَصْحَابِي ،
خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17104وَمُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ .
[ ص: 253 ] قُلْتُ : مِثْلُ هَذَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَدَّثَ بِهِ
قَتَادَةُ مَرَّةً عَنْ
جَابِرٍ ، فَدَلَّسَهُ كَعَوَائِدِهِ ، وَمَرَّةً رَوَاهُ عَنْ
صَالِحٍ ، عَنْ
جَابِرٍ أَبِي الشَّعْثَاءِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
أَنْبَأَنَا
ابْنُ عَلَّانَ : أَخْبَرَنَا
الْكِنْدِيُّ ، أَخْبَرَنَا
الْقَزَّازُ ، أَخْبَرَنَا
الْخَطِيبُ ، أَخْبَرَنَا
الْعَتِيقِيُّ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ ، أَخْبَرَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلَّابُ ، سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=12352إِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيَّ يَقُولُ : قَالَ لِي
أَبُو خَيْثَمَةَ : كُنْتُ أَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17336وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عِنْدَ
عَفَّانَ ، فَقَالَ لِي : كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ كَيْفَ كُنْتَ فِي سَفَرِكَ ؟ بَرَّ اللَّهُ حَجَّكَ . فَقُلْتُ : لَمْ أَحُجَّ . قَالَ : مَا شَكَكْتُ أَنَّكَ حَاجٌّ ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ : كَيْفَ تَجِدُكَ يَا
أَبَا عُثْمَانَ ؟ قَالَ : بِخَيْرٍ ، الْجَارِيَةُ تَقُولُ لِي : أَنْتَ مُصَدَّعٌ ، وَأَنَا فِي عَافِيَةٍ ، فَقُلْتُ : أَيْشِ أَكَلْتَ الْيَوْمَ ؟ قَالَ : أَكَلْتُ أَكْلَةَ رُزٍّ ، وَلَيْسَ أَحْتَاجُ إِلَى شَيْءٍ إِلَى غَدٍ ، أَوْ بِالْعَشِيِّ آكُلُ أُخْرَى تَكْفِينِي لِغَدٍ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12352إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ : فَلَمَّا كَانَ بِالْعَشِيِّ ، جِئْتُ إِلَيْهِ ، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ كَمَا حَكَى
أَبُو خَيْثَمَةَ ، فَقَالَ لَهُ إِنْسَانٌ : إِنَّ
يَحْيَى يَقُولُ : إِنَّكَ قَدِ اخْتَلَطْتَ ، فَقَالَ : لَعَنَ اللَّهُ
يَحْيَى ، أَرْجُو أَنْ يُمَتِّعَنِي اللَّهُ بِعَقْلِي حَتَّى أَمُوتَ . قَالَ
الْحَرْبِيُّ : يَكُونُ سَاعَةً خَرِفًا وَسَاعَةً عَقِلًا .
أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ : سَمِعْتُ أَبِي
وَيَحْيَى يَقُولَانِ : أَنْكَرْنَا
عَفَّانَ فِي
[ ص: 254 ] صَفَرٍ لِأَيَّامٍ خَلَوْنَ مِنْهُ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ وَمَاتَ بَعْدَ أَيَّامٍ .
قُلْتُ : كُلُّ تَغَيُّرٍ يُوجَدُ فِي مَرَضِ الْمَوْتِ ، فَلَيْسَ بِقَادِحٍ فِي الثِّقَةِ ، فَإِنَّ غَالِبَ النَّاسِ يَعْتَرِيهِمْ فِي الْمَرَضِ الْحَادِّ نَحْوُ ذَلِكَ ، وَيَتِمُّ لَهُمْ وَقْتَ السِّيَاقِ وَقَبْلَهُ أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ ، وَإِنَّمَا الْمَحْذُورُ أَنْ يَقَعَ الِاخْتِلَاطُ بِالثِّقَةِ ، فَيُحَدِّثُ فِي حَالِ اخْتِلَاطِهِ بِمَا يَضْطَرِبُ فِي إِسْنَادِهِ أَوْ مَتْنِهِ ، فَيُخَالِفُ فِيهِ .
وَأَمَّا قَوْلُهُ : فَتُوُفِّيَ بَعْدَ أَيَّامٍ مِنْ سَنَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ فَوَهْمٌ ، فَإِنَّهُ قَدْ رَوَى فِي الْحِكَايَةِ بِعَيْنِهَا أَنَّ ذَلِكَ كَانَ فِي سَنَةِ عِشْرِينَ ، وَهَذَا هُوَ الْحَقُّ ، فَإِنَّ
عَفَّانَ كَادَ
أَبُو دَاوُدَ أَنْ يَلْحَقَهُ ، وَإِنَّمَا دَخَلَ
أَبُو دَاوُدَ بَغْدَادَ فِي سَنَةِ عِشْرِينَ .
وَقَدْ قَالَ : شَهِدْتُ جِنَازَةَ
عَفَّانَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ : مَاتَ
عَفَّانُ فِي رَبِيعٍ الْآخَرِ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ أَوْ قَبْلَهَا .
وَقَالَ
مُطَيَّنٌ وَابْنُ سَعْدٍ : مَاتَ سَنَةَ عِشْرِينَ .
قُلْتُ : عَاشَ خَمْسًا وَثَمَانِينَ سَنَةً -رَحِمَهُ اللَّهُ .
أَخْبَرَنَا شَيْخُ الْإِسْلَامِ شَمْسُ الدِّينِ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عُمَرَ فِي جَمَاعَةٍ إِذْنًا ، قَالُوا : أَخْبَرَنَا
أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ ، أَخْبَرَنَا
أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيُّ ، أَخْبَرَنَا
أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ ، أَخْبَرَنَا
أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ ، حَدَّثَنَا
جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ [ ص: 255 ] بْنِ شَاكِرٍ الصَّائِغُ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16577عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا
هَمَّامٌ ، حَدَّثَنَا
قَتَادَةُ ، حَدَّثَنِي
أَبُو أَيُّوبَ الْعَتَكِيُّ ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=880763عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=149جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- : أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمَ جُمُعَةٍ وَهِيَ صَائِمَةٌ ، فَقَالَ : أَصُمْتِ أَمْسَ ؟ قَالَتْ : لَا ، قَالَ : أَتُرِيدِينَ أَنْ تَصُومِي غَدًا ؟ قَالَتْ : لَا ، قَالَ : فَأَفْطِرِي .