[ ص: 128 ] (
nindex.php?page=treesubj&link=28977_30612_32026_29281_29786nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=4وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين ( 4 )
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=5فقد كذبوا بالحق لما جاءهم فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون ( 5 )
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=6ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم وأرسلنا السماء عليهم مدرارا وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين ( 6 )
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=7ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين ( 7 ) )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=4وما تأتيهم ) يعني : أهل
مكة ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=4من آية من آيات ربهم ) مثل انشقاق القمر وغيره ، وقال
عطاء : يريد من آيات القرآن ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=4إلا كانوا عنها معرضين ) لها تاركين بها مكذبين .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=5فقد كذبوا بالحق ) بالقرآن ، وقيل :
بمحمد صلى الله عليه وسلم ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=5لما جاءهم فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون ) أي : أخبار استهزائهم وجزاؤه ، أي : سيعلمون عاقبة استهزائهم إذا عذبوا .
قوله عز وجل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=6ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن ) يعني : الأمم الماضية ، والقرن : الجماعة من الناس ، وجمعه قرون ، وقيل : القرن مدة من الزمان ، يقال ثمانون سنة ، وقيل : ستون سنة ، وقيل : أربعون سنة ، وقيل : ثلاثون سنة ، ويقال : مائة سنة ، لما روي
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن بسر المازني : " إنك تعيش قرنا " ، فعاش مائة سنة
فيكون معناه على هذه الأقاويل من أهل قرن ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=6مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم ) أي : أعطيناهم ما لم نعطكم ، وقال
ابن عباس : أمهلناهم في العمر مثل قوم نوح وعاد وثمود ، يقال : مكنته ومكنت له ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=6وأرسلنا السماء عليهم مدرارا ) يعني : المطر ، مفعال ، من الدر ، قال
ابن عباس : مدرارا أي : متتابعا في أوقات الحاجات ، وقوله : " ما لم نمكن لكم " من خطاب التلوين ، رجع من الخبر من قوله : " ألم يروا " إلى خطاب ، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم ) [ يونس ، 22 ] .
وقال أهل
البصرة : أخبر عنهم بقوله " ألم يروا " وفيهم
محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، ثم خاطبهم معهم ، والعرب تقول : قلت لعبد الله : ما أكرمه ، وقلت لعبد الله : ما أكرمك ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=6وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا ) خلقنا وابتدأنا ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=6من بعدهم قرنا آخرين )
[ ص: 129 ] nindex.php?page=treesubj&link=28977_29786قوله عز وجل : ( nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=7ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس ) الآية ، قال
الكلبي ومقاتل نزلت في
النضر بن الحارث وعبد الله بن أبي أمية ونوفل بن خويلد ، قالوا : يا
محمد لن نؤمن لك حتى تأتينا بكتاب من عند الله ومعه أربعة من الملائكة يشهدون عليه أنه من عند الله وأنك رسوله ، فأنزل الله عز وجل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=7ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس ) مكتوبا من عندي ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=7فلمسوه بأيديهم ) أي : عاينوه ومسوه بأيديهم ، وذكر اللمس ولم يذكر المعاينة لأن اللمس أبلغ في إيقاع العلم من [ الرؤية ] فإن السحر يجري على المرئي ولا يجري على الملموس ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=7لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين ) معناه : لا ينفع معهم شيء لما سبق فيهم من علمي .
[ ص: 128 ] (
nindex.php?page=treesubj&link=28977_30612_32026_29281_29786nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=4وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ ( 4 )
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=5فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ( 5 )
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=6أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ ( 6 )
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=7وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ( 7 ) )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=4وَمَا تَأْتِيهِمْ ) يَعْنِي : أَهْلَ
مَكَّةَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=4مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ ) مِثْلُ انْشِقَاقِ الْقَمَرِ وَغَيْرِهِ ، وَقَالَ
عَطَاءٌ : يُرِيدُ مِنْ آيَاتِ الْقُرْآنِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=4إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ ) لَهَا تَارِكِينَ بِهَا مُكَذِّبِينَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=5فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ ) بِالْقُرْآنِ ، وَقِيلَ :
بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=5لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ) أَيْ : أَخْبَارُ اسْتِهْزَائِهِمْ وَجَزَاؤُهُ ، أَيْ : سَيَعْلَمُونَ عَاقِبَةَ اسْتِهْزَائِهِمْ إِذَا عُذِّبُوا .
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=6أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ ) يَعْنِي : الْأُمَمَ الْمَاضِيَةَ ، وَالْقَرْنُ : الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ ، وَجَمْعُهُ قُرُونٌ ، وَقِيلَ : الْقَرْنُ مُدَّةٌ مِنَ الزَّمَانِ ، يُقَالُ ثَمَانُونَ سَنَةً ، وَقِيلَ : سِتُّونَ سَنَةً ، وَقِيلَ : أَرْبَعُونَ سَنَةً ، وَقِيلَ : ثَلَاثُونَ سَنَةً ، وَيُقَالُ : مِائَةُ سَنَةٍ ، لِمَا رُوِيَ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ : " إِنَّكَ تَعِيشُ قَرْنًا " ، فَعَاشَ مِائَةَ سَنَةٍ
فَيَكُونُ مَعْنَاهُ عَلَى هَذِهِ الْأَقَاوِيلِ مِنْ أَهْلِ قَرْنٍ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=6مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ ) أَيْ : أَعْطَيْنَاهُمْ مَا لَمْ نُعْطِكُمْ ، وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : أَمْهَلْنَاهُمْ فِي الْعُمْرِ مِثْلَ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ ، يُقَالُ : مَكَّنْتُهُ وَمَكَّنْتُ لَهُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=6وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا ) يَعْنِي : الْمَطَرَ ، مِفْعَالٌ ، مِنَ الدَّرِّ ، قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : مِدْرَارًا أَيْ : مُتَتَابِعًا فِي أَوْقَاتِ الْحَاجَاتِ ، وَقَوْلُهُ : " مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ " مِنْ خِطَابِ التَّلْوِينِ ، رَجَعَ مِنَ الْخَبَرِ مِنْ قَوْلِهِ : " أَلَمْ يَرَوْا " إِلَى خِطَابٍ ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=22حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ ) [ يُونُسَ ، 22 ] .
وَقَالَ أَهْلُ
الْبَصْرَةَ : أَخْبَرَ عَنْهُمْ بِقَوْلِهِ " أَلَمْ يَرَوْا " وَفِيهِمْ
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ ، ثُمَّ خَاطَبَهُمْ مَعَهُمْ ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ : قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ : مَا أَكْرَمَهُ ، وَقُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ : مَا أَكْرَمَكَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=6وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا ) خَلَقْنَا وَابْتَدَأْنَا ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=6مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ )
[ ص: 129 ] nindex.php?page=treesubj&link=28977_29786قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=7وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ ) الْآيَةَ ، قَالَ
الْكَلْبِيُّ وَمُقَاتِلٌ نَزَلَتْ فِي
النَّضْرِ بْنِ الْحَارِثِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ وَنَوْفَلِ بْنِ خُوَيْلِدٍ ، قَالُوا : يَا
مُحَمَّدُ لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَأْتِيَنَا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَعَهُ أَرْبَعَةٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ يَشْهَدُونَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَأَنَّكَ رَسُولُهُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=7وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ ) مَكْتُوبًا مِنْ عِنْدِي ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=7فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ ) أَيْ : عَايَنُوهُ وَمَسُّوهُ بِأَيْدِيهِمْ ، وَذَكَرَ اللَّمْسَ وَلَمْ يَذْكُرِ الْمُعَايَنَةَ لِأَنَّ اللَّمْسَ أَبْلَغُ فِي إِيقَاعِ الْعِلْمِ مَنْ [ الرُّؤْيَةِ ] فَإِنَّ السِّحْرَ يَجْرِي عَلَى الْمَرْئِيِّ وَلَا يَجْرِي عَلَى الْمَلْمُوسِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=7لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ) مَعْنَاهُ : لَا يَنْفَعُ مَعَهُمْ شَيْءٌ لِمَا سَبَقَ فِيهِمْ مِنْ عِلْمِي .