(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم ( 3 ) )
قوله عز وجل (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=28976_16989_33220_33217حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به ) أي : ما ذكر على ذبحه اسم غير الله تعالى ، ( والمنخنقة ) وهي التي تختنق فتموت ، قال
ابن عباس : كان أهل الجاهلية يخنقون الشاة حتى إذا ماتت أكلوها ، ( والموقوذة ) هي المقتولة بالخشب ، قال
قتادة : كانوا يضربونها بالعصا فإذا ماتت أكلوها ، ( والمتردية ) هي التي تتردى من مكان عال أو في بئر فتموت ، ( والنطيحة ) وهي التي تنطحها أخرى فتموت ، وهاء التأنيث تدخل في الفعيل إذا كان بمعنى الفاعل ، فإذا كان بمعنى المفعول استوى فيه المذكر والمؤنث ، نحو عين كحيل وكف خضيب ، فإذا حذفت الاسم وأفردت الصفة ، أدخلوا الهاء فقالوا : رأينا كحيلة وخضيبة ، وهنا أدخل الهاء لأنه لم يتقدمها الاسم ، فلو أسقط الهاء لم يدر أنها صفة مؤنث أم مذكر ، ومثله الذبيحة والنسيكة ، وأكيلة السبع (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3وما أكل السبع ) يريد ما بقي مما أكل السبع ، وكان أهل الجاهلية يأكلونه ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3إلا ما ذكيتم ) يعني : إلا ما أدركتم ذكاته من هذه الأشياء .
[ ص: 11 ] nindex.php?page=treesubj&link=16914_16915وأصل التذكية الإتمام ، يقال : ذكيت النار إذا أتممت إشعالها ، والمراد هنا : إتمام فري الأوداج وإنهار الدم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=814511 " ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكل غير السن والظفر " .
nindex.php?page=treesubj&link=16950وأقل الذكاة في الحيوان المقدور عليه قطع المريء والحلقوم وكما له أن يقطع الودجين معهما ،
nindex.php?page=treesubj&link=16954_16955ويجوز بكل محدد يقطع من حديد أو قصب أو زجاج أو حجر إلا السن والظفر ، فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الذبح بهما ، وإنما يحل ما ذكيته بعدما جرحه السبع وأكل شيئا منه إذا أدركته والحياة فيه مستقرة فذبحته ، فأما
nindex.php?page=treesubj&link=16944ما صار بجرح السبع إلى حالة المذبوح ، فهو في حكم الميتة ، فلا يكون حلالا وإن ذبحته ، وكذلك
nindex.php?page=treesubj&link=16941_16943المتردية والنطيحة إذا أدركتها حية قبل أن تصير إلى حالة المذبوح فذبحتها تكون حلالا ولو رمى إلى صيد في الهواء فأصابه فسقط على الأرض فمات كان حلالا؛ لأن الوقوع على الأرض من ضرورته ، فإن سقط على جبل أو شجر أو سطح ثم تردى منه فمات فلا يحل ، وهو من المتردية إلا أن يكون السهم أصاب مذبحه في الهواء فيحل كيف ما وقع؛ لأن الذبح قد حصل بإصابة السهم المذبح .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3وما ذبح على النصب ) قيل : النصب جمع واحده نصاب ، وقيل : هو واحد وجمعه أنصاب مثل عنق وأعناق ، وهو الشيء المنصوب .
واختلفوا فيه ، فقال
مجاهد وقتادة : كانت حول البيت ثلاثمائة وستون حجرا منصوبة ، كان أهل الجاهلية يعبدونها ويعظمونها ويذبحون لها ، وليست هي بأصنام ، إنما الأصنام هي المصورة المنقوشة ، وقال الآخرون : هي الأصنام المنصوبة ، ومعناه : وما ذبح على اسم النصب ، قال
ابن زيد :
nindex.php?page=treesubj&link=16989وما ذبح على النصب وما أهل لغير الله به : هما واحد ، قال
قطرب : على بمعنى اللام أي : وما ذبح لأجل النصب .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3وأن تستقسموا بالأزلام ) أي : ويحرم عليكم
nindex.php?page=treesubj&link=27966الاستقسام بالأزلام ، والاستقسام هو طلب القسم والحكم من الأزلام ، والأزلام هي : القداح التي لا ريش لها ولا نصل ، واحدها : زلم ، وزلم بفتح الزاي وضمها ، وكانت أزلامهم سبعة قداح مستوية من شوحط يكون عند سادن الكعبة ، مكتوب على واحد : نعم ، وعلى واحد : لا وعلى واحد : منكم ، وعلى واحد : من غيركم ، وعلى
[ ص: 12 ] واحد : ملصق ، وعلى واحد : العقل ، وواحد غفل ليس عليه شيء ، فكانوا إذا أرادوا أمرا من سفر أو نكاح أو ختان أو غيره ، أو تدارءوا في نسب أو اختلفوا في تحمل عقل جاءوا إلى هبل ، وكان أعظم أصنام
قريش بمكة ، وجاءوا بمائة درهم فأعطوها صاحب القداح حتى يجيل القداح ، ويقولون : يا إلهنا إنا أردنا كذا وكذا ، فإن خرج نعم ، فعلوا ، وإن خرج لا لم يفعلوا ذلك حولا ثم عادوا إلى القداح ثانية ، فإذا أجالوا على نسب ، فإن خرج منكم كان وسطا منهم ، وإن خرج من غيركم كان حليفا ، وإن خرج ملصق كان على منزلته لا نسب له ولا حلف ، وإذا اختلفوا في عقل فمن خرج عليه قدح العقل حمله ، وإن خرج الغفل أجالوا ثانيا حتى يخرج المكتوب ، فنهى الله عز وجل عن ذلك وحرمه ، وقال : ( ذلكم فسق ) قال
سعيد بن جبير : الأزلام حصى بيض كانوا يضربون بها ، وقال
مجاهد : هي كعاب
فارس والروم التي يتقامرون بها ، وقال
الشعبي وغيره : الأزلام للعرب ، والكعاب للعجم ، وقال
سفيان بن وكيع : هي الشطرنج ، وروينا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=814425 " nindex.php?page=treesubj&link=28689_24003_23997العيافة والطرق والطيرة من الجبت " والمراد من الطرق : الضرب بالحصى .
أخبرنا
أبو سعيد الشريحي أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=13968أبو إسحاق الثعلبي أنا
ابن فنجويه أنا
ابن الفضل الكندي أخبرنا
الحسن بن داود الخشاب أنا
nindex.php?page=showalam&ids=16071سويد بن سعيد أنا [
أبو المختار ] عن
nindex.php?page=showalam&ids=16490عبد الملك بن عمير عن
nindex.php?page=showalam&ids=15889رجاء بن حيوة عن
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=814512 " من تكهن أو استقسم أو تطير طيرة ترده عن سفره لم ينظر إلى الدرجات العلا من الجنة يوم القيامة " .
قوله عز وجل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3اليوم يئس الذين كفروا من دينكم ) يعني : أن ترجعوا إلى دينهم كفارا ، وذلك أن الكفار كانوا يطمعون في عود المسلمين إلى دينهم فلما قوي الإسلام يئسوا ، ويئس وأيس بمعنى واحد .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) نزلت هذه الآية يوم الجمعة ، يوم عرفة بعد العصر في حجة الوداع ، والنبي صلى الله عليه وسلم واقف
بعرفات على ناقته العضباء ، فكادت عضد الناقة تندق من ثقلها فبركت .
[ ص: 13 ]
أخبرنا
عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا
أحمد بن عبد الله النعيمي أنا
محمد بن يوسف أنا
nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل حدثني
الحسن بن الصباح سمع
nindex.php?page=showalam&ids=15637جعفر بن عون أنا
أبو العميس أنا
nindex.php?page=showalam&ids=16836قيس بن مسلم عن
nindex.php?page=showalam&ids=16243طارق بن شهاب عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلا من اليهود قال له : " يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرأونها ، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا ، قال : أية آية؟ قال : " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " قال
عمر : قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم الجمعة . أشار
عمر إلى أن ذلك اليوم كان عيدا لنا " .
قال
ابن عباس : كان في ذلك اليوم خمسة أعياد : جمعة وعرفة وعيد
اليهود والنصارى والمجوس ، ولم تجتمع أعياد أهل الملل في يوم قبله ولا بعده .
روى
هارون بن عنترة عن أبيه قال :
لما نزلت هذه الآية بكى عمر رضي الله عنه ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " ما يبكيك يا عمر " ؟ فقال : أبكاني أنا كنا في زيادة من ديننا ، فأما إذا كمل فإنه لم يكن شيء قط إلا نقص ، قال : صدقت .
وكانت هذه الآية نعي النبي صلى الله عليه وسلم وعاش بعدها إحدى وثمانين يوما ، ومات يوم الاثنين بعدما زاغت الشمس لليلتين خلتا من شهر ربيع الأول [ سنة إحدى عشرة من الهجرة ، وقيل : توفي يوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول ] وكانت هجرته في الثاني عشر .
قوله عز وجل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3اليوم أكملت لكم دينكم ) يعني : يوم نزول هذه الآية أكملت لكم دينكم ، يعني الفرائض والسنن والحدود والجهاد والأحكام والحلال والحرام ، فلم ينزل بعد هذه الآية حلال ولا حرام ، ولا شيء من الفرائض . هذا معنى قول
ابن عباس رضي الله عنهما ، وروي عنه أن آية الربا نزلت بعدها .
وقال
سعيد بن جبير وقتادة : أكملت لكم دينكم فلم يحج معكم مشرك .
وقيل : أظهرت دينكم وأمنتكم من العدو .
[ ص: 14 ]
قوله عز وجل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3وأتممت عليكم نعمتي ) يعني : وأنجزت وعدي في قول " ولأتم نعمتي عليكم " ( سورة البقرة ، 150 ) ، فكان من تمام نعمته أن دخلوا
مكة آمنين وعليها ظاهرين ، وحجوا مطمئنين لم يخالطهم أحد من المشركين ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3ورضيت لكم الإسلام دينا ) سمعت
عبد الواحد المليحي قال : سمعت
أبا محمد بن أبي حاتم ، قال : سمعت
أبا بكر النيسابوري سمعت
أبا بكر محمد بن الحسن بن المسيب المروزي ، سمعت
أبا حاتم محمد بن إدريس الحنظلي ، سمعت
عبد الملك بن مسلمة أنا
مروان المصري سمعت
إبراهيم بن أبي بكر بن المنكدر رضي الله عنه ، سمعت عمي
محمد بن المنكدر سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله رضي الله عنه
nindex.php?page=hadith&LINKID=3502418يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " قال جبريل عليه السلام قال الله تعالى : هذا دين ارتضيته لنفسي ولن يصلحه إلا السخاء وحسن الخلق ، فأكرموه بهما ما صحبتموه "
قوله عز وجل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3فمن اضطر في مخمصة ) أي : أجهد في مجاعة ، والمخمصة خلو البطن من الغذاء ، يقال : رجل خميص البطن إذا كان طاويا خاويا ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3غير متجانف لإثم ) أي : مائل إلى إثم وهو أن
nindex.php?page=treesubj&link=16907يأكل فوق الشبع ، وقال قتادة : غير متعرض لمعصية في مقصده ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3فإن الله غفور رحيم ) وفيه إضمار ، أي : فأكله فإن الله غفور رحيم .
أخبرنا
أبو عبد الله محمد بن الحسن المروزي أنا
أبو العباس أحمد بن محمد بن سراج الطحان أنا
أبو أحمد محمد بن قريش بن سليمان أنا
أبو الحسن علي بن عبد العزيز المكي أنا
nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد القاسم بن سلام أنا
محمد بن كثير عن
الأوزاعي عن
حسان بن عطية عن
nindex.php?page=showalam&ids=397أبي واقد الليثي nindex.php?page=hadith&LINKID=814514قال رجل : يا رسول الله إنا نكون بالأرض فتصيبنا بها المخمصة فمتى تحل لنا الميتة؟ فقال : " ما لم تصطبحوا أو [ ص: 15 ] تغتبقوا أو تحتفئوا بها بقلا فشأنكم بها " .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( 3 ) )
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=28976_16989_33220_33217حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ) أَيْ : مَا ذُكِرَ عَلَى ذَبْحِهِ اسْمُ غَيْرِ اللَّهِ تَعَالَى ، ( وَالْمُنْخَنِقَةُ ) وَهِيَ الَّتِي تَخْتَنِقُ فَتَمُوتُ ، قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَخْنُقُونَ الشَّاةَ حَتَّى إِذَا مَاتَتْ أَكَلُوهَا ، ( وَالْمَوْقُوذَةُ ) هِيَ الْمَقْتُولَةُ بِالْخَشَبِ ، قَالَ
قَتَادَةُ : كَانُوا يَضْرِبُونَهَا بِالْعَصَا فَإِذَا مَاتَتْ أَكَلُوهَا ، ( وَالْمُتَرَدِّيَةُ ) هِيَ الَّتِي تَتَرَدَّى مِنْ مَكَانٍ عَالٍ أَوْ فِي بِئْرٍ فَتَمُوتُ ، ( وَالنَّطِيحَةُ ) وَهِيَ الَّتِي تَنْطَحُهَا أُخْرَى فَتَمُوتُ ، وَهَاءُ التَّأْنِيثِ تَدْخُلُ فِي الْفَعِيلِ إِذَا كَانَ بِمَعْنَى الْفَاعِلِ ، فَإِذَا كَانَ بِمَعْنَى الْمَفْعُولِ اسْتَوَى فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ ، نَحْوَ عَيْنٍ كَحِيلٍ وَكَفٍّ خَضِيبٍ ، فَإِذَا حَذَفْتَ الِاسْمَ وَأَفْرَدْتَ الصِّفَةَ ، أَدْخَلُوا الْهَاءَ فَقَالُوا : رَأَيْنَا كَحِيلَةً وَخَضِيبَةً ، وَهُنَا أَدْخَلَ الْهَاءَ لِأَنَّهُ لَمْ يَتَقَدَّمْهَا الِاسْمُ ، فَلَوْ أَسْقَطَ الْهَاءَ لَمْ يُدْرَ أَنَّهَا صِفَةُ مُؤَنَّثٍ أَمْ مُذَكَّرٍ ، وَمِثْلُهُ الذَّبِيحَةُ وَالنَّسِيكَةُ ، وَأَكِيلَةُ السَّبُعِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ ) يُرِيدُ مَا بَقِيَ مِمَّا أَكَلَ السَّبْعُ ، وَكَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَأْكُلُونَهُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ ) يَعْنِي : إِلَّا مَا أَدْرَكْتُمْ ذَكَاتَهُ مِنْ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ .
[ ص: 11 ] nindex.php?page=treesubj&link=16914_16915وَأَصْلُ التَّذْكِيَةِ الْإِتْمَامُ ، يُقَالُ : ذَكَّيْتَ النَّارَ إِذَا أَتْمَمْتَ إِشْعَالَهَا ، وَالْمُرَادُ هُنَا : إِتْمَامُ فَرْيِ الْأَوْدَاجِ وَإِنْهَارُ الدَّمِ ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=814511 " مَا أَنْهَرَ الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ فَكُلْ غَيْرَ السِّنِّ وَالظُّفُرِ " .
nindex.php?page=treesubj&link=16950وَأَقَلُّ الذَّكَاةِ فِي الْحَيَوَانِ الْمَقْدُورِ عَلَيْهِ قَطْعُ الْمَرِيءِ وَالْحُلْقُومِ وَكَمَا لَهُ أَنْ يَقْطَعَ الْوَدَجَيْنِ مَعَهُمَا ،
nindex.php?page=treesubj&link=16954_16955وَيَجُوزُ بِكُلِّ مُحَدَّدٍ يَقْطَعُ مِنْ حَدِيدٍ أَوْ قَصَبٍ أَوْ زُجَاجٍ أَوْ حَجَرٍ إِلَّا السِّنَّ وَالظُّفُرَ ، فَنَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الذَّبْحِ بِهِمَا ، وَإِنَّمَا يَحِلُّ مَا ذَكَّيْتَهُ بَعْدَمَا جَرَحَهُ السَّبُعُ وَأَكَلَ شَيْئًا مِنْهُ إِذَا أَدْرَكْتَهُ وَالْحَيَاةُ فِيهِ مُسْتَقِرَّةٌ فَذَبَحْتَهُ ، فَأَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=16944مَا صَارَ بِجَرْحِ السَّبُعِ إِلَى حَالَةِ الْمَذْبُوحِ ، فَهُوَ فِي حُكْمِ الْمَيْتَةِ ، فَلَا يَكُونُ حَلَالًا وَإِنْ ذَبَحْتَهُ ، وَكَذَلِكَ
nindex.php?page=treesubj&link=16941_16943الْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ إِذَا أَدْرَكْتَهَا حَيَّةً قَبْلَ أَنْ تَصِيرَ إِلَى حَالَةِ الْمَذْبُوحِ فَذَبَحْتَهَا تَكُونُ حَلَالًا وَلَوْ رَمَى إِلَى صَيْدٍ فِي الْهَوَاءِ فَأَصَابَهُ فَسَقَطَ عَلَى الْأَرْضِ فَمَاتَ كَانَ حَلَالًا؛ لِأَنَّ الْوُقُوعَ عَلَى الْأَرْضِ مِنْ ضَرُورَتِهِ ، فَإِنْ سَقَطَ عَلَى جَبَلٍ أَوْ شَجَرٍ أَوْ سَطْحٍ ثُمَّ تَرَدَّى مِنْهُ فَمَاتَ فَلَا يَحِلُّ ، وَهُوَ مِنَ الْمُتَرَدِّيَةِ إِلَّا أَنْ يَكُونَ السَّهْمُ أَصَابَ مَذْبَحَهُ فِي الْهَوَاءِ فَيَحِلُّ كَيْفَ مَا وَقَعَ؛ لِأَنَّ الذَّبْحَ قَدْ حَصَلَ بِإِصَابَةِ السَّهْمِ الْمَذْبَحَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ ) قِيلَ : النُّصُبُ جَمْعٌ وَاحِدُهُ نِصَابٌ ، وَقِيلَ : هُوَ وَاحِدٌ وَجَمْعُهُ أَنْصَابٌ مِثْلُ عُنُقٍ وَأَعْنَاقٍ ، وَهُوَ الشَّيْءُ الْمَنْصُوبُ .
وَاخْتَلَفُوا فِيهِ ، فَقَالَ
مُجَاهِدٌ وَقَتَادَةُ : كَانَتْ حَوْلَ الْبَيْتِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ حَجَرًا مَنْصُوبَةً ، كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَعْبُدُونَهَا وَيُعَظِّمُونَهَا وَيَذْبَحُونَ لَهَا ، وَلَيْسَتْ هِيَ بِأَصْنَامٍ ، إِنَّمَا الْأَصْنَامُ هِيَ الْمُصَوَّرَةُ الْمَنْقُوشَةُ ، وَقَالَ الْآخَرُونَ : هِيَ الْأَصْنَامُ الْمَنْصُوبَةُ ، وَمَعْنَاهُ : وَمَا ذُبِحَ عَلَى اسْمِ النُّصُبِ ، قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ :
nindex.php?page=treesubj&link=16989وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ : هُمَا وَاحِدٌ ، قَالَ
قُطْرُبٌ : عَلَى بِمَعْنَى اللَّامِ أَيْ : وَمَا ذُبِحَ لِأَجْلِ النُّصُبِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ) أَيْ : وَيَحْرُمُ عَلَيْكُمُ
nindex.php?page=treesubj&link=27966الِاسْتِقْسَامَ بِالْأَزْلَامِ ، وَالِاسْتِقْسَامُ هُوَ طَلَبُ الْقَسْمِ وَالْحُكْمِ مِنَ الْأَزْلَامِ ، وَالْأَزْلَامُ هِيَ : الْقِدَاحُ الَّتِي لَا رِيشَ لَهَا وَلَا نَصْلَ ، وَاحِدُهَا : زَلْمٌ ، وَزُلْمٌ بِفَتْحِ الزَّايِ وَضَمِّهَا ، وَكَانَتْ أَزْلَامُهُمْ سَبْعَةَ قِدَاحٍ مُسْتَوِيَةٍ مِنْ شَوْحَطٍ يَكُونُ عِنْدَ سَادِنِ الْكَعْبَةِ ، مَكْتُوبٌ عَلَى وَاحِدٍ : نَعَمْ ، وَعَلَى وَاحِدٍ : لَا وَعَلَى وَاحِدٍ : مِنْكُمْ ، وَعَلَى وَاحِدٍ : مِنْ غَيْرِكُمْ ، وَعَلَى
[ ص: 12 ] وَاحِدٍ : مُلْصَقٌ ، وَعَلَى وَاحِدٍ : الْعَقْلُ ، وَوَاحِدٌ غُفْلٌ لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ ، فَكَانُوا إِذَا أَرَادُوا أَمْرًا مِنْ سَفَرٍ أَوْ نِكَاحٍ أَوْ خِتَانٍ أَوْ غَيْرِهِ ، أَوْ تَدَارَءُوا فِي نَسَبٍ أَوِ اخْتَلَفُوا فِي تَحَمُّلِ عَقْلٍ جَاءُوا إِلَى هُبَلَ ، وَكَانَ أَعْظَمَ أَصْنَامِ
قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ ، وَجَاءُوا بِمِائَةِ دِرْهَمٍ فَأَعْطَوْهَا صَاحِبَ الْقِدَاحِ حَتَّى يُجِيلَ الْقِدَاحَ ، وَيَقُولُونَ : يَا إِلَهَنَا إِنَّا أَرَدْنَا كَذَا وَكَذَا ، فَإِنْ خَرَجَ نَعَمْ ، فَعَلُوا ، وَإِنْ خَرَجَ لَا لَمْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ حَوْلًا ثُمَّ عَادُوا إِلَى الْقِدَاحِ ثَانِيَةً ، فَإِذَا أَجَالُوا عَلَى نَسَبٍ ، فَإِنْ خَرَجَ مِنْكُمْ كَانَ وَسَطًا مِنْهُمْ ، وَإِنْ خَرَجَ مِنْ غَيْرِكُمْ كَانَ حَلِيفًا ، وَإِنْ خَرَجَ مُلْصَقٌ كَانَ عَلَى مَنْزِلَتِهِ لَا نَسَبَ لَهُ وَلَا حِلْفَ ، وَإِذَا اخْتَلَفُوا فِي عَقْلٍ فَمَنْ خَرَجَ عَلَيْهِ قَدَحُ الْعَقْلِ حَمَلَهُ ، وَإِنْ خَرَجَ الْغُفْلُ أَجَالُوا ثَانِيًا حَتَّى يَخْرُجَ الْمَكْتُوبُ ، فَنَهَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْ ذَلِكَ وَحَرَّمَهُ ، وَقَالَ : ( ذَلِكُمْ فِسْقٌ ) قَالَ
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : الْأَزْلَامُ حَصًى بِيضٌ كَانُوا يَضْرِبُونَ بِهَا ، وَقَالَ
مُجَاهِدٍ : هِيَ كِعَابُ
فَارِسَ وَالرُّومِ الَّتِي يَتَقَامَرُونَ بِهَا ، وَقَالَ
الشَّعْبِيُّ وَغَيْرُهُ : الْأَزْلَامُ لِلْعَرَبِ ، وَالْكِعَابُ لِلْعَجَمِ ، وَقَالَ
سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ : هِيَ الشِّطْرَنْجُ ، وَرُوِّينَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=814425 " nindex.php?page=treesubj&link=28689_24003_23997الْعِيَافَةُ وَالطَّرْقُ وَالطِّيَرَةُ مِنَ الْجِبْتِ " وَالْمُرَادُ مِنَ الطَّرْقِ : الضَّرْبُ بِالْحَصَى .
أَخْبَرَنَا
أَبُو سَعِيدٍ الشُّرَيْحِيُّ أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13968أَبُو إِسْحَاقَ الثَّعْلَبِيُّ أَنَا
ابْنُ فَنْجَوَيْهِ أَنَا
ابْنُ الْفَضْلِ الْكِنْدِيُّ أَخْبَرَنَا
الْحَسَنُ بْنُ دَاوُدَ الْخَشَّابُ أَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16071سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ أَنَا [
أَبُو الْمُخْتَارِ ] عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16490عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15889رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=4أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=814512 " مَنْ تَكَهَّنَ أَوِ اسْتَقْسَمَ أَوْ تَطَيَّرَ طِيَرَةً تَرُدُّهُ عَنْ سَفَرِهِ لَمْ يَنْظُرْ إِلَى الدَّرَجَاتِ الْعُلَا مِنَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " .
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ ) يَعْنِي : أَنْ تَرْجِعُوا إِلَى دِينِهِمْ كُفَّارًا ، وَذَلِكَ أَنَّ الْكُفَّارَ كَانُوا يَطْمَعُونَ فِي عَوْدِ الْمُسْلِمِينَ إِلَى دِينِهِمْ فَلَمَّا قَوِيَ الْإِسْلَامُ يَئِسُوا ، وَيَئِسَ وَأَيِسَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، يَوْمَ عَرَفَةَ بَعْدَ الْعَصْرِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاقِفٌ
بِعَرَفَاتٍ عَلَى نَاقَتِهِ الْعَضْبَاءِ ، فَكَادَتْ عَضُدُ النَّاقَةِ تَنْدَقُّ مِنْ ثِقَلِهَا فَبَرَكَتْ .
[ ص: 13 ]
أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ الْمُلَيْحِيُّ أَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النُّعَيْمِيُّ أَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ أَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12070مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنِي
الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَاحِ سَمِعَ
nindex.php?page=showalam&ids=15637جَعْفَرَ بْنَ عَوْنٍ أَنَا
أَبُو الْعُمَيْسِ أَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16836قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16243طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ قَالَ لَهُ : " يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَأُونَهَا ، لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ نَزَلَتْ لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا ، قَالَ : أَيَّةُ آيَةٍ؟ قَالَ : " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا " قَالَ
عُمَرُ : قَدْ عَرْفَنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ وَالْمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ قَائِمٌ بِعَرَفَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ . أَشَارَ
عُمَرُ إِلَى أَنَّ ذَلِكَ الْيَوْمَ كَانَ عِيدًا لَنَا " .
قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : كَانَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ خَمْسَةُ أَعْيَادٍ : جُمْعَةٌ وَعَرَفَةُ وَعِيدُ
الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسِ ، وَلَمْ تَجْتَمِعْ أَعْيَادُ أَهْلِ الْمِلَلِ فِي يَوْمٍ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ .
رَوَى
هَارُونُ بْنُ عَنْتَرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ :
لَمَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ بَكَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا يُبْكِيكَ يَا عُمَرُ " ؟ فَقَالَ : أَبْكَانِي أَنَّا كُنَّا فِي زِيَادَةٍ مِنْ دِينِنَا ، فَأَمَّا إِذَا كَمُلَ فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَطُّ إِلَّا نَقُصَ ، قَالَ : صَدَقْتَ .
وَكَانَتْ هَذِهِ الْآيَةُ نَعْيَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَاشَ بَعْدَهَا إِحْدَى وَثَمَانِينَ يَوْمًا ، وَمَاتَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ بَعْدَمَا زَاغَتِ الشَّمْسُ لِلَيْلَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ [ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ مِنَ الْهِجْرَةِ ، وَقِيلَ : تُوُفِّيَ يَوْمَ الثَّانِي عَشَرَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ ] وَكَانَتْ هِجْرَتُهُ فِي الثَّانِي عَشَرَ .
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) يَعْنِي : يَوْمَ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ، يَعْنِي الْفَرَائِضَ وَالسُّنَنَ وَالْحُدُودَ وَالْجِهَادَ وَالْأَحْكَامَ وَالْحَلَالَ وَالْحَرَامَ ، فَلَمَّ يَنْزِلْ بَعْدَ هَذِهِ الْآيَةِ حَلَالٌ وَلَا حَرَامٌ ، وَلَا شَيْءٌ مِنَ الْفَرَائِضِ . هَذَا مَعْنَى قَوْلِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، وَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّ آيَةَ الرِّبَا نَزَلَتْ بَعْدَهَا .
وَقَالَ
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَقَتَادَةُ : أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ فَلَمْ يَحُجَّ مَعَكُمْ مُشْرِكٌ .
وَقِيلَ : أَظْهَرْتُ دِينَكُمْ وَأَمَّنْتُكُمْ مِنَ الْعَدُوِّ .
[ ص: 14 ]
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) يَعْنِي : وَأَنْجَزْتُ وَعْدِي فِي قَوْلِ " وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ " ( سُورَةُ الْبَقَرَةِ ، 150 ) ، فَكَانَ مِنْ تَمَامِ نِعْمَتِهِ أَنْ دَخَلُوا
مَكَّةَ آمِنِينَ وَعَلَيْهَا ظَاهِرِينَ ، وَحَجُّوا مُطْمَئِنِّينَ لَمْ يُخَالِطْهُمْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) سَمِعْتُ
عَبْدَ الْوَاحِدِ الْمُلَيْحِيَّ قَالَ : سَمِعْتُ
أَبَا مُحَمَّدِ بْنَ أَبِي حَاتِمٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ
أَبَا بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيَّ سَمِعْتُ
أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ الْمُسَيَّبِ الْمَرْوَزِيَّ ، سَمِعْتُ
أَبَا حَاتِمٍ مُحَمَّدَ بْنَ إِدْرِيسَ الْحَنْظَلِيَّ ، سَمِعْتُ
عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَسْلَمَةَ أَنَا
مَرْوَانُ الْمِصْرِيُّ سَمِعْتُ
إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، سَمِعْتُ عَمِّي
مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=3502418يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " قَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : هَذَا دِينٌ ارْتَضَيْتُهُ لِنَفْسِي وَلَنْ يُصْلِحَهُ إِلَّا السَّخَاءُ وَحُسْنُ الْخُلُقِ ، فَأَكْرِمُوهُ بِهِمَا مَا صَحِبْتُمُوهُ "
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ ) أَيْ : أُجْهِدَ فِي مَجَاعَةٍ ، وَالْمَخْمَصَةُ خُلُوُّ الْبَطْنِ مِنَ الْغِذَاءِ ، يُقَالُ : رَجُلٌ خَمِيصُ الْبَطْنِ إِذَا كَانَ طَاوِيًا خَاوِيًا ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ ) أَيْ : مَائِلٍ إِلَى إِثْمٍ وَهُوَ أَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=16907يَأْكُلَ فَوْقَ الشِّبَعِ ، وَقَالَ قَتَادَةُ : غَيْرَ مُتَعَرِّضٍ لِمَعْصِيَةٍ فِي مَقْصِدِهِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) وَفِيهِ إِضْمَارٌ ، أَيْ : فَأَكَلَهُ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ .
أَخْبَرَنَا
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ أَنَا
أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سِرَاجٍ الطَّحَّانُ أَنَا
أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ قُرَيْشِ بْنِ سُلَيْمَانَ أَنَا
أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَكِّيُّ أَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12074أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَامٍ أَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ عَنِ
الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ
حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=397أَبِي وَاقِدٍ اللِّيثِيِّ nindex.php?page=hadith&LINKID=814514قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَكُونُ بِالْأَرْضِ فَتُصِيبُنَا بِهَا الْمَخْمَصَةُ فَمَتَى تَحِلُّ لَنَا الْمَيْتَةُ؟ فَقَالَ : " مَا لَمْ تَصْطَبِحُوا أَوْ [ ص: 15 ] تَغْتَبِقُوا أَوْ تَحْتَفِئُوا بِهَا بَقْلًا فَشَأْنُكُمْ بِهَا " .