[ ص: 301 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140nindex.php?page=treesubj&link=28975_19047_19051وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا ( 140 ) )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=141الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ( 141 ) )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140وقد نزل عليكم في الكتاب ) قرأ
عاصم ويعقوب " نزل " بفتح النون والزاي ، أي : نزل الله ، وقرأ الآخرون " نزل " بضم النون وكسر الزاي ، أي : عليكم يا معشر المسلمين ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140أن إذا سمعتم آيات الله ) يعني القرآن ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم ) يعني : مع الذي يستهزئون ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140حتى يخوضوا في حديث غيره ) أي : يأخذوا في حديث غير الاستهزاء
بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن ، وهذا إشارة إلى ما أنزل الله في سورة الأنعام "
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=68وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره " ( الأنعام - 68 ) .
وقال
الضحاك عن
ابن عباس رضي الله عنهما : دخل في هذه الآية كل محدث في الدين وكل مبتدع إلى يوم القيامة ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140إنكم إذا مثلهم ) أي : إن قعدتم عندهم وهم يخوضون ويستهزئون ورضيتم به فأنتم كفار مثلهم ، وإن خاضوا في حديث غيره فلا بأس بالقعود معهم مع الكراهة ، وقال
الحسن : لا يجوز القعود معهم وإن خاضوا في حديث غيره ، لقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=68وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين ) والأكثرون على الأول . وآية الأنعام مكية وهذه مدنية والمتأخر أولى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=141الذين يتربصون بكم ) [ ينتظرون بكم الدوائر ] ، يعني :
المنافقين ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=141فإن كان لكم فتح من الله ) يعني : ظفر وغنيمة ، ( قالوا ) لكم (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=141ألم نكن معكم ) على دينكم في الجهاد ، كنا معكم فاجعلوا لنا نصيبا من الغنيمة ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=141وإن كان للكافرين نصيب ) يعني دولة وظهور على المسلمين ، ( قالوا ) يعني : المنافقين للكافرين ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=141ألم نستحوذ عليكم ) والاستحواذ : هو الاستيلاء والغلبة ، قال تعالى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=19استحوذ عليهم الشيطان " ( المجادلة - 19 ) أي : استولى وغلب ، يقول : ألم نخبركم بعورة
محمد [ ص: 302 ] صلى الله عليه وسلم وأصحابه ونطلعكم على سرهم؟
قال
المبرد : يقول
المنافقون للكفار ألم نغلبكم على رأيكم ( ونمنعكم ) ونصرفكم ، ( من المؤمنين ) أي : عن الدخول في جملتهم ، وقيل : معناه ألم نستول عليكم بالنصرة لكم ونمنعكم من المؤمنين؟ أي : ندفع عنكم صولة المؤمنين بتخذيلهم عنكم ومراسلتنا إياكم بأخبارهم وأمورهم ، ومراد
المنافقين بهذا الكلام إظهار المنة على الكافرين .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=141فالله يحكم بينكم يوم القيامة ) يعني : بين أهل الإيمان وأهل النفاق ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=141ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ) قال
علي : في الآخرة ، وقال
عكرمة عن
ابن عباس رضي الله عنهم : أي حجة ، وقيل : ظهورا على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .
[ ص: 301 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140nindex.php?page=treesubj&link=28975_19047_19051وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ( 140 ) )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=141الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا ( 141 ) )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ ) قَرَأَ
عَاصِمٌ وَيَعْقُوبُ " نَزَّلَ " بِفَتْحِ النُّونِ وَالزَّايِ ، أَيْ : نَزَّلَ اللَّهُ ، وَقَرَأَ الْآخَرُونَ " نُزِّلَ " بِضَمِّ النُّونِ وَكَسْرِ الزَّايِ ، أَيْ : عَلَيْكُمْ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ ) يَعْنِي الْقُرْآنَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ ) يَعْنِي : مَعَ الَّذِي يَسْتَهْزِئُونَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ) أَيْ : يَأْخُذُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِ الِاسْتِهْزَاءِ
بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْقُرْآنِ ، وَهَذَا إِشَارَةٌ إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ "
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=68وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ " ( الْأَنْعَامِ - 68 ) .
وَقَالَ
الضَّحَّاكُ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : دَخَلَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ كُلُّ مُحْدِثٍ فِي الدِّينِ وَكُلُّ مُبْتَدَعٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ) أَيْ : إِنْ قَعَدْتُمْ عِنْدَهُمْ وَهُمْ يَخُوضُونَ وَيَسْتَهْزِئُونَ وَرَضِيتُمْ بِهِ فَأَنْتُمْ كُفَّارٌ مِثْلُهُمْ ، وَإِنْ خَاضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ فَلَا بَأْسَ بِالْقُعُودِ مَعَهُمْ مَعَ الْكَرَاهَةِ ، وَقَالَ
الْحَسَنُ : لَا يَجُوزُ الْقُعُودُ مَعَهُمْ وَإِنْ خَاضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=68وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) وَالْأَكْثَرُونَ عَلَى الْأَوَّلِ . وَآيَةُ الْأَنْعَامِ مَكِّيَّةٌ وَهَذِهِ مَدَنِيَّةٌ وَالْمُتَأَخِّرُ أَوْلَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=141الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ ) [ يَنْتَظِرُونَ بِكُمُ الدَّوَائِرَ ] ، يَعْنِي :
الْمُنَافِقِينَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=141فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ ) يَعْنِي : ظَفَرٌ وَغَنِيمَةٌ ، ( قَالُوا ) لَكُمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=141أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ ) عَلَى دِينِكُمْ فِي الْجِهَادِ ، كُنَّا مَعَكُمْ فَاجْعَلُوا لَنَا نَصِيبًا مِنَ الْغَنِيمَةِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=141وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ ) يَعْنِي دَوْلَةٌ وَظُهُورٌ عَلَى الْمُسْلِمِينَ ، ( قَالُوا ) يَعْنِي : الْمُنَافِقِينَ لِلْكَافِرِينَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=141أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ ) وَالِاسْتِحْوَاذ : هُوَ الِاسْتِيلَاءُ وَالْغَلَبَةُ ، قَالَ تَعَالَى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=19اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ " ( الْمُجَادَلَةِ - 19 ) أَيْ : اسْتَوْلَى وَغَلَبَ ، يَقُولُ : أَلَمْ نُخْبِرْكُمْ بِعَوْرَةِ
مُحَمَّدٍ [ ص: 302 ] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ وَنُطْلِعْكُمْ عَلَى سِرِّهِمْ؟
قَالَ
الْمُبَرِّدُ : يَقُولُ
الْمُنَافِقُونَ لِلْكَفَّارِ أَلَمْ نَغْلِبْكُمْ عَلَى رَأْيِكُمْ ( وَنَمْنَعْكُمْ ) وَنَصْرِفْكُمْ ، ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) أَيْ : عَنِ الدُّخُولِ فِي جُمْلَتِهِمْ ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ أَلَمْ نَسْتَوْلِ عَلَيْكُمْ بِالنُّصْرَةِ لَكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ؟ أَيْ : نَدْفَعُ عَنْكُمْ صَوْلَةَ الْمُؤْمِنِينَ بِتَخْذِيلِهِمْ عَنْكُمْ وَمُرَاسَلَتِنَا إِيَّاكُمْ بِأَخْبَارِهِمْ وَأُمُورِهِمْ ، وَمُرَادُ
الْمُنَافِقِينَ بِهَذَا الْكَلَامِ إِظْهَارُ الْمِنَّةِ عَلَى الْكَافِرِينَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=141فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) يَعْنِي : بَيْنَ أَهْلِ الْإِيمَانِ وَأَهْلِ النِّفَاقِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=141وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا ) قَالَ
عَلِيُّ : فِي الْآخِرَةِ ، وَقَالَ
عِكْرِمَةُ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ : أَيُّ حُجَّةً ، وَقِيلَ : ظُهُورًا عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .