(
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=25ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ذلك لمن خشي العنت منكم وأن تصبروا خير لكم والله غفور رحيم ( 25 ) )
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=25ومن لم يستطع منكم طولا ) أي : فضلا وسعة ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=25أن ينكح المحصنات ) الحرائر ( المؤمنات ) قرأ
الكسائي ( المحصنات ) بكسر الصاد حيث كان ، إلا قوله في هذه السورة والمحصنات من النساء ، وقرأ الآخرون بفتح جميعها ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=25فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم ) إمائكم ، ( المؤمنات )
[ ص: 197 ] أي : من لم يقدر على مهر الحرة المؤمنة ، فليتزوج الأمة المؤمنة .
وفيه دليل على أنه
nindex.php?page=treesubj&link=25800لا يجوز للحر نكاح الأمة إلا بشرطين ، أحدهما : أن لا يجد مهر حرة ، والثاني أن يكون خائفا على نفسه من العنت ، وهو الزنا ، لقوله تعالى في آخر الآية : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=25ذلك لمن خشي العنت منكم ) وهو قول
جابر رضي الله عنه ، وبه قال
طاوس nindex.php?page=showalam&ids=16705وعمرو بن دينار ، وإليه ذهب
مالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي .
وجوز
أصحاب الرأي للحر
nindex.php?page=treesubj&link=25800نكاح الأمة إلا أن تكون في نكاحه حرة ، أما العبد فيجوز له نكاح الأمة وإن كان في نكاحه حرة أو أمة ، وعند
أبي حنيفة رضي الله عنه لا يجوز إذا كانت تحته حرة ، كما يقول في الحر .
وفي الآية دليل على أنه
nindex.php?page=treesubj&link=25800لا يجوز للمسلم نكاح الأمة الكتابية لأنه قال (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=25فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات ) جوز نكاح الأمة بشرط أن تكون مؤمنة ، وقال في موضع آخر : "
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=5وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب " ( المائدة - 5 ) أي : الحرائر ، جوز نكاح الكتابية ، بشرط أن تكون حرة ، وجوز
أصحاب الرأي للمسلم نكاح الأمة الكتابية ، وبالاتفاق يجوز وطؤها بملك اليمين .
[ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=25والله أعلم بإيمانكم ) أي : لا تتعرضوا للباطن في الإيمان وخذوا بالظاهر فإن الله أعلم بإيمانكم ] .
( بعضكم من بعض ) قيل : بعضكم إخوة لبعض ، وقيل : كلكم من نفس واحدة فلا تستنكفوا من نكاح الإماء ، ( فانكحوهن ) يعني : الإماء ( بإذن أهلهن ) أي : مواليهن ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=25وآتوهن أجورهن ) مهورهن ، ( بالمعروف ) من غير مطل وضرار ، ( محصنات ) عفائف بالنكاح ، ( غير مسافحات ) أي : غير زانيات ، ( ولا متخذات أخدان ) أي : أحباب تزنون بهن في السر ، قال
الحسن : المسافحة هي أن كل من دعاها تبعته ، وذات أخدان أي : تختص بواحد لا تزني إلا معه ، والعرب كانت تحرم الأولى وتجوز الثانية ، ( فإذا أحصن ) قرأ
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي وأبو بكر بفتح الألف والصاد ، أي : حفظن فروجهن ، وقال
ابن مسعود : أسلمن ، وقرأ الآخرون : ( أحصن ) بضم الألف وكسر الصاد ، أي : زوجن ( فإن أتين بفاحشة ) يعني : الزنا ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=25فعليهن نصف ما على المحصنات ) أي : ما على الحرائر الأبكار إذا زنين ، ( من العذاب ) يعني : الحد ، فيجلد الرقيق إذا زنى خمسين جلدة ، وهل يغرب؟ فيه قولان ، فإن قلنا يغرب فيغرب نصف سنة على القول الأصح ولا رجم على العبيد .
روي عن
عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة قال : أمرني
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله عنه في فتية من
[ ص: 198 ] قريش فجلدنا ولائد من ولائد الإمارة خمسين في الزنا .
ولا فرق في
nindex.php?page=treesubj&link=10389حد المملوك بين من تزوج أو لم يتزوج عند أكثر أهل العلم ، وذهب بعضهم إلى أنه لا حد على من لم يتزوج من المماليك إذا زنى ، لأن الله تعالى قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=25فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات ) وروي ذلك عن
ابن عباس رضي الله عنهما ، وبه قال
طاوس .
ومعنى الإحصان عند الآخرين الإسلام ، وإن كان المراد منه التزويج فليس المراد منه أن التزويج شرط لوجوب الحد عليه ، بل المراد منه التنبيه على أن المملوك وإن كان محصنا بالتزويج فلا رجم عليه ، إنما حده الجلد بخلاف الحر ، فحد الأمة ثابت بهذه الآية ، وبيان أنه بالجلد في الخبر وهو ما أخبرنا
عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا
أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا
محمد بن يوسف ، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل ، أنا
عبد العزيز بن عبد الله ، حدثني
الليث ، عن
سعيد يعني المقبري ، عن أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنهم قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=814364 " إذا زنت أمة أحدكم فتبين زناها فليجلدها الحد ولا يثرب عليها ، ثم إن زنت فليجلدها الحد ولا يثرب ثم إن زنت الثالثة فتبين زناها فليبعها ولو بحبل من شعر " .
قوله تعالى : ( ذلك ) يعني : نكاح الأمة عند عدم الطول ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=25لمن خشي العنت منكم ) يعني : الزنا ، يريد المشقة لغلبة الشهوة ، ( وإن تصبروا ) عن نكاح الإماء متعففين ، ( خير لكم ) لئلا يخلق الولد رقيقا ( والله غفور رحيم ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=25وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( 25 ) )
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=25وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا ) أَيْ : فَضْلًا وَسَعَةً ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=25أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ ) الْحَرَائِرَ ( الْمُؤْمِنَاتِ ) قَرَأَ
الْكِسَائِيُّ ( الْمُحْصِنَاتِ ) بِكَسْرِ الصَّادِ حَيْثُ كَانَ ، إِلَّا قَوْلَهُ فِي هَذِهِ السُّورَةِ وَالْمُحْصَنَاتِ مِنَ النِّسَاءِ ، وَقَرَأَ الْآخَرُونَ بِفَتْحِ جَمِيعِهَا ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=25فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ ) إِمَائِكُمْ ، ( الْمُؤْمِنَاتِ )
[ ص: 197 ] أَيْ : مَنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى مَهْرِ الْحُرَّةِ الْمُؤْمِنَةِ ، فَلْيَتَزَوَّجِ الْأَمَةَ الْمُؤْمِنَةَ .
وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ
nindex.php?page=treesubj&link=25800لَا يَجُوزُ لِلْحُرِّ نِكَاحُ الْأَمَةِ إِلَّا بِشَرْطَيْنِ ، أَحَدُهُمَا : أَنْ لَا يَجِدَ مَهْرَ حُرَّةٍ ، وَالثَّانِي أَنْ يَكُونَ خَائِفًا عَلَى نَفْسِهِ مِنَ الْعَنَتِ ، وَهُوَ الزِّنَا ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى فِي آخِرِ الْآيَةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=25ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ ) وَهُوَ قَوْلُ
جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَبِهِ قَالَ
طَاوُسٌ nindex.php?page=showalam&ids=16705وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ ، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ
مَالِكٌ nindex.php?page=showalam&ids=13790وَالشَّافِعِيُّ .
وَجَوَّزَ
أَصْحَابُ الرَّأْيِ لِلْحُرِّ
nindex.php?page=treesubj&link=25800نِكَاحُ الْأَمَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ فِي نِكَاحِهِ حُرَّةٌ ، أَمَّا الْعَبْدُ فَيَجُوزُ لَهُ نِكَاحُ الْأَمَةِ وَإِنْ كَانَ فِي نِكَاحِهِ حُرَّةٌ أَوْ أَمَةٌ ، وَعِنْدَ
أَبِي حَنِيفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَا يَجُوزُ إِذَا كَانَتْ تَحْتَهُ حُرَّةٌ ، كَمَا يَقُولُ فِي الْحُرِّ .
وَفِي الْآيَةِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ
nindex.php?page=treesubj&link=25800لَا يَجُوزُ لِلْمُسْلِمِ نِكَاحُ الْأَمَةِ الْكِتَابِيَّةِ لِأَنَّهُ قَالَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=25فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ) جَوَّزَ نِكَاحَ الْأَمَةِ بِشَرْطِ أَنْ تَكُونَ مُؤْمِنَةً ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=5وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابِ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ " ( الْمَائِدَةِ - 5 ) أَيْ : الْحَرَائِرُ ، جَوَّزَ نِكَاحَ الْكِتَابِيَّةِ ، بِشَرْطِ أَنْ تَكُونَ حُرَّةً ، وَجَوَّزَ
أَصْحَابُ الرَّأْيِ لِلْمُسْلِمِ نِكَاحَ الْأَمَةِ الْكِتَابِيَّةِ ، وَبِالِاتِّفَاقِ يَجُوزُ وَطْؤُهَا بِمِلْكِ الْيَمِينِ .
[ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=25وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ ) أَيْ : لَا تَتَعَرَّضُوا لِلْبَاطِنِ فِي الْإِيمَانِ وَخُذُوا بِالظَّاهِرِ فَإِنَّ اللَّهَ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ ] .
( بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ) قِيلَ : بَعْضُكُمْ إِخْوَةٌ لِبَعْضٍ ، وَقِيلَ : كُلُّكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَلَا تَسْتَنْكِفُوا مِنْ نِكَاحِ الْإِمَاءِ ، ( فَانْكِحُوهُنَّ ) يَعْنِي : الْإِمَاءَ ( بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ ) أَيْ : مَوَالِيهِنَّ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=25وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ) مُهُورَهُنَّ ، ( بِالْمَعْرُوفِ ) مِنْ غَيْرِ مَطْلٍ وَضِرَارٍ ، ( مُحْصَنَاتٍ ) عَفَائِفَ بِالنِّكَاحِ ، ( غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ ) أَيْ : غَيْرَ زَانِيَاتٍ ، ( وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ) أَيْ : أَحْبَابٍ تَزْنُونَ بِهِنَّ فِي السِّرِّ ، قَالَ
الْحَسَنُ : الْمُسَافِحَةُ هِيَ أَنَّ كُلَّ مَنْ دَعَاهَا تَبِعَتْهُ ، وَذَاتُ أَخْدَانٍ أَيْ : تَخْتَصُّ بِوَاحِدٍ لَا تَزْنِي إِلَّا مَعَهُ ، وَالْعَرَبُ كَانَتْ تُحَرِّمُ الْأُولَى وَتُجَوِّزُ الثَّانِيَةِ ، ( فَإِذَا أُحْصِنَّ ) قَرَأَ
حَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ بِفَتْحِ الْأَلِفِ وَالصَّادِ ، أَيْ : حَفِظْنَ فُرُوجَهُنَّ ، وَقَالَ
ابْنُ مَسْعُودٍ : أَسْلَمْنَ ، وَقَرَأَ الْآخَرُونَ : ( أُحْصِنَّ ) بِضَمِّ الْأَلْفِ وَكَسْرِ الصَّادِ ، أَيْ : زُوِّجْنَ ( فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ ) يَعْنِي : الزِّنَا ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=25فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ ) أَيْ : مَا عَلَى الْحَرَائِرِ الْأَبْكَارِ إِذَا زَنَيْنَ ، ( مِنَ الْعَذَابِ ) يَعْنِي : الْحَدَّ ، فَيُجْلَدُ الرَّقِيقُ إِذَا زَنَى خَمْسِينَ جَلْدَةً ، وَهَلْ يُغَرَّبُ؟ فِيهِ قَوْلَانِ ، فَإِنْ قُلْنَا يُغَرَّبُ فَيُغَرَّبُ نِصْفَ سَنَةٍ عَلَى الْقَوْلِ الْأَصَحِّ وَلَا رَجْمَ عَلَى الْعَبِيدِ .
رُوِيَ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ قَالَ : أَمَرَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي فِتْيَةٍ مِنْ
[ ص: 198 ] قُرَيْشٍ فَجَلَدْنَا وَلَائِدَ مِنْ وَلَائِدِ الْإِمَارَةِ خَمْسِينَ فِي الزِّنَا .
وَلَا فَرْقَ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=10389حَدِّ الْمَمْلُوكِ بَيْنَ مَنْ تَزَوَّجَ أَوْ لَمْ يَتَزَوَّجْ عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ ، وَذَهَبَ بَعْضُهُمْ إِلَى أَنَّهُ لَا حَدَّ عَلَى مَنْ لَمْ يَتَزَوَّجْ مِنَ الْمَمَالِيكِ إِذَا زَنَى ، لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=25فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ ) وَرَوِيَ ذَلِكَ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، وَبِهِ قَالَ
طَاوُسٌ .
وَمَعْنَى الْإِحْصَانُ عِنْدَ الْآخَرِينَ الْإِسْلَامُ ، وَإِنْ كَانَ الْمُرَادُ مِنْهُ التَّزْوِيجَ فَلَيْسَ الْمُرَادُ مِنْهُ أَنَّ التَّزْوِيجَ شَرْطٌ لِوُجُوبِ الْحَدِّ عَلَيْهِ ، بَلِ الْمُرَادُ مِنْهُ التَّنْبِيهُ عَلَى أَنَّ الْمَمْلُوكَ وَإِنْ كَانَ مُحْصَنًا بِالتَّزْوِيجِ فَلَا رَجْمَ عَلَيْهِ ، إِنَّمَا حَدُّهُ الْجِلْدُ بِخِلَافِ الْحُرِّ ، فَحَدُّ الْأَمَةِ ثَابِتٌ بِهَذِهِ الْآيَةِ ، وَبَيَانُ أَنَّهُ بِالْجِلْدِ فِي الْخَبَرِ وَهُوَ مَا أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ الْمُلَيْحِيُّ ، أَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النُّعَيْمِيُّ ، أَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ، أَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12070مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، أَنَا
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي
اللَّيْثُ ، عَنْ
سَعِيدٍ يَعْنِي الْمُقْبُرِيَّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=814364 " إِذَا زَنَتْ أَمَةُ أَحَدِكُمْ فَتَبَيِّنَ زِنَاهَا فَلْيَجْلِدْهَا الْحَدَّ وَلَا يُثَرِّبْ عَلَيْهَا ، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَلْيَجْلِدْهَا الْحَدَّ وَلاَ يُثَرِّبْ ثُمَّ إِنْ زَنَتِ الثَّالِثَةَ فَتَبَيَّنَ زِنَاهَا فَلْيَبِعْهَا وَلَوْ بِحَبْلٍ مِنْ شَعَرٍ " .
قَوْلُهُ تَعَالَى : ( ذَلِكَ ) يَعْنِي : نِكَاحَ الْأَمَةِ عِنْدَ عَدَمِ الطَّوْلِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=25لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ ) يَعْنِي : الزِّنَا ، يُرِيدُ الْمَشَقَّةَ لِغَلَبَةِ الشَّهْوَةِ ، ( وَإِنْ تَصْبِرُوا ) عَنْ نِكَاحِ الْإِمَاءِ مُتَعَفِّفِينَ ، ( خَيْرٌ لَكُمْ ) لِئَلَّا يُخْلَقُ الْوَلَدُ رَقِيقًا ( وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) .