[ ص: 334 ] nindex.php?page=treesubj&link=29004_30458 ( nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=17قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا ( 17 )
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=18قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا ( 18 )
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسيرا ( 19 ) )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=17قل من ذا الذي يعصمكم من الله ) أي : يمنعكم من عذابه (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=17إن أراد بكم سوءا ) هزيمة (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=17أو أراد بكم رحمة ) نصرة (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=17ولا يجدون لهم من دون الله وليا ) أي : قريبا ينفعهم ) ( ولا نصيرا ) أي : ناصرا يمنعهم . (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=18nindex.php?page=treesubj&link=29004_30723_29378_32294_30565_30569قد يعلم الله المعوقين منكم ) أي : المثبطين للناس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=18والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ) أي : ارجعوا إلينا ، ودعوا
محمدا ، فلا تشهدوا معه الحرب ، فإنا نخاف عليكم الهلاك .
قال
قتادة : هؤلاء ناس من المنافقين ، كانوا يثبطون أنصار النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ويقولون لإخوانهم : ما
محمد وأصحابه إلا أكلة رأس ، ولو كانوا لحما لالتهمهم ، أي : ابتلعهم
أبو سفيان وأصحابه ، دعوا الرجل فإنه هالك .
وقال
مقاتل : نزلت في المنافقين ، وذلك أن
اليهود أرسلت إلى المنافقين ، وقالوا : ما الذي يحملكم على قتل أنفسكم بيد
أبي سفيان ومن معه ، فإنهم إن قدروا عليكم في هذه المرة لم يستبقوا منكم أحدا ، وإنا نشفق عليكم ، أنتم إخواننا وجيراننا هلموا إلينا ، فأقبل
عبد الله بن أبي وأصحابه على المؤمنين يعوقونهم ويخوفونهم
بأبي سفيان ومن معه ، وقالوا : لئن قدروا عليكم لم يستبقوا منكم أحدا ما ترجون من
محمد ؟ ما عنده خير ، ما هو إلا أن يقتلنا هاهنا ، انطلقوا بنا إلى إخواننا ، يعني
اليهود ، فلم يزدد المؤمنون بقول المنافقين إلا إيمانا واحتسابا .
قوله - عز وجل - : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=18ولا يأتون البأس ) الحرب ) ( إلا قليلا ) رياء وسمعة من غير احتساب ، ولو كان ذلك القليل لله لكان كثيرا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19أشحة عليكم ) بخلاء بالنفقة في سبيل الله والنصرة ، وقال
قتادة : بخلاء عند الغنيمة ، وصفهم الله بالبخل والجبن ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم ) في الرءوس من الخوف والجبن (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19كالذي يغشى عليه من الموت ) أي : كدوران الذي يغشى عليه من الموت ،
[ ص: 335 ] وذلك أن من قرب من الموت غشيه أسبابه يذهب عقله ويشخص بصره ، فلا يطرف (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19فإذا ذهب الخوف سلقوكم ) آذوكم ورموكم في حال الأمن (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19بألسنة حداد ) ذربة ، جمع حديد . يقال للخطيب الفصيح الذرب اللسان : مسلق ومصلق وسلاق وصلاق . قال
ابن عباس : سلقوكم أي : عضوكم وتناولوكم بالنقص والغيبة . وقال
قتادة : بسطوا ألسنتهم فيكم وقت قسمة الغنيمة ، يقولون أعطونا فإنا قد شهدنا معكم القتال ، فلستم أحق بالغنيمة منا فهم عند الغنيمة أشح قوم وعند البأس أجبن قوم (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19أشحة على الخير ) أي : عند الغنيمة يشاحون المؤمنين (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم ) قال
مقاتل : أبطل الله جهادهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19وكان ذلك على الله يسيرا )
[ ص: 334 ] nindex.php?page=treesubj&link=29004_30458 ( nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=17قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ( 17 )
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=18قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا ( 18 )
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ( 19 ) )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=17قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ ) أَيْ : يَمْنَعُكُمْ مِنْ عَذَابِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=17إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا ) هَزِيمَةً (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=17أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً ) نُصْرَةً (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=17وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا ) أَيْ : قَرِيبًا يَنْفَعُهُمْ ) ( وَلَا نَصِيرًا ) أَيْ : نَاصِرًا يَمْنَعُهُمْ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=18nindex.php?page=treesubj&link=29004_30723_29378_32294_30565_30569قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ ) أَيْ : الْمُثَبِّطِينَ لِلنَّاسِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=18وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا ) أَيْ : ارْجِعُوا إِلَيْنَا ، وَدَعُوا
مُحَمَّدًا ، فَلَا تَشْهَدُوا مَعَهُ الْحَرْبَ ، فَإِنَّا نَخَافُ عَلَيْكُمُ الْهَلَاكَ .
قَالَ
قَتَادَةُ : هَؤُلَاءِ نَاسٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ ، كَانُوا يُثَبِّطُونَ أَنْصَارَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وَيَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمْ : مَا
مُحَمَّدٌ وَأَصْحَابُهُ إِلَّا أَكْلَةُ رَأْسٍ ، وَلَوْ كَانُوا لَحْمًا لَالْتَهَمَهُمْ ، أَيِ : ابْتَلَعَهُمْ
أَبُو سُفْيَانَ وَأَصْحَابُهُ ، دَعُوا الرَّجُلَ فَإِنَّهُ هَالِكٌ .
وَقَالَ
مُقَاتِلٌ : نَزَلَتْ فِي الْمُنَافِقِينَ ، وَذَلِكَ أَنَّ
الْيَهُودَ أَرْسَلَتْ إِلَى الْمُنَافِقِينَ ، وَقَالُوا : مَا الَّذِي يَحْمِلُكُمْ عَلَى قَتْلِ أَنْفُسِكُمْ بِيَدِ
أَبِي سُفْيَانَ وَمَنْ مَعَهُ ، فَإِنَّهُمْ إِنْ قَدَرُوا عَلَيْكُمْ فِي هَذِهِ الْمَرَّةِ لَمْ يَسْتَبْقُوا مِنْكُمْ أَحَدًا ، وَإِنَّا نُشْفِقُ عَلَيْكُمْ ، أَنْتُمْ إِخْوَانُنَا وَجِيرَانُنَا هَلُمُّوا إِلَيْنَا ، فَأَقْبَلَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبِيٍّ وَأَصْحَابُهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ يَعُوقُونَهُمْ وَيُخَوِّفُونَهُمْ
بِأَبِي سُفْيَانَ وَمَنْ مَعَهُ ، وَقَالُوا : لَئِنْ قَدَرُوا عَلَيْكُمْ لَمْ يَسْتَبْقُوا مِنْكُمْ أَحَدًا مَا تَرْجُونَ مِنْ
مُحَمَّدٍ ؟ مَا عِنْدَهُ خَيْرٌ ، مَا هُوَ إِلَّا أَنْ يَقْتُلَنَا هَاهُنَا ، انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى إِخْوَانِنَا ، يَعْنِي
الْيَهُودَ ، فَلَمْ يَزْدَدِ الْمُؤْمِنُونَ بِقَوْلِ الْمُنَافِقِينَ إِلَّا إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا .
قَوْلُهُ - عَزَّ وَجَلَّ - : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=18وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ ) الْحَرْبَ ) ( إِلَّا قَلِيلًا ) رِيَاءً وَسُمْعَةً مِنْ غَيْرِ احْتِسَابٍ ، وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ الْقَلِيلُ لِلَّهِ لَكَانَ كَثِيرًا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ ) بُخَلَاءَ بِالنَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالنُّصْرَةِ ، وَقَالَ
قَتَادَةُ : بُخَلَاءٌ عِنْدَ الْغَنِيمَةِ ، وَصْفَهُمُ اللَّهُ بِالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ ) فِي الرُّءُوسِ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُبْنِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ ) أَيْ : كَدَوَرَانِ الَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ ،
[ ص: 335 ] وَذَلِكَ أَنَّ مَنْ قَرُبَ مِنَ الْمَوْتِ غَشِيَهُ أَسْبَابُهُ يَذْهَبُ عَقْلُهُ وَيَشْخَصُ بَصَرُهُ ، فَلَا يَطْرِفُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ ) آذَوْكُمْ وَرَمَوْكُمْ فِي حَالِ الْأَمْنِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ ) ذَرِبَةٍ ، جَمْعُ حَدِيدٍ . يُقَالُ لِلْخَطِيبِ الْفَصِيحِ الذَّرِبِ اللِّسَانِ : مِسْلَقٌ وَمِصْلَقٌ وَسَلَّاقٌ وَصَلَّاقٌ . قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : سَلَقُوكُمْ أَيْ : عَضُّوكُمْ وَتَنَاوَلُوكُمْ بِالنَّقْصِ وَالْغِيبَةِ . وَقَالَ
قَتَادَةُ : بَسَطُوا أَلْسِنَتَهُمْ فِيكُمْ وَقْتَ قِسْمَةِ الْغَنِيمَةِ ، يَقُولُونَ أَعْطُونَا فَإِنَّا قَدْ شَهِدْنَا مَعَكُمُ الْقِتَالَ ، فَلَسْتُمْ أَحَقَّ بِالْغَنِيمَةِ مِنَّا فَهُمْ عِنْدَ الْغَنِيمَةِ أَشَحُّ قَوْمٍ وَعِنْدَ الْبَأْسِ أَجْبَنُ قَوْمٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ ) أَيْ : عِنْدَ الْغَنِيمَةِ يُشَاحُّونَ الْمُؤْمِنِينَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ ) قَالَ
مُقَاتِلٌ : أَبْطَلَ اللَّهُ جِهَادَهُمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا )